في صباح اليوم التالي ، تفتح باب غرفتها وبيدها اليسرة حقيبق يدها اما اليد الاخري تحمل حقيبه كبيرة فتخرج من الغرفه وعلي ملامحها الحزن وعيناها التي بزلت من البكاء فتصل عند سلم القصر وتنزل للاسفل ورأتهم بانتظارها ف*نزل لعند علا وتعانقها قائلة :
- هتوحشيني اوي يا علا متقطعيش اتصالاتك بيا هاا وكمان هنتواصل واتس وفيس وانستا ماشي .
فتبتعد عنها وتتقدم خطوتين لتكون امام فرح لتعانقها ايضا ولكن كان عناق مريح هذا ما احست به هي ، فتبتعد عنها وتنظر باتجاه الشخص الثالث فنظر هو لعينيها فرأي الدموع المحبوسه التي لا تريد هي نزولهم فأقترب هو وقال :
- كاريمان ... انا... .
- متقولش حاجه ... انا اللي غلطانه لما عرفت انك بتحبها واتمديت ... انا اسفه يا عمرو لاني سببت لحببتك آلم وجرح في قلبها ... متخصرهاش يا عمرو ... قمر بتحبك بجد وبتثق فيك جدا انا اللي خلاها متثقش فيك ... عارف لما انا قاتلها انك بتضحك عليها مصدقتنيش .
- بجد .
- انا اتصلت بيها وطلبت منها اننا نتقابل وقولتلها انك بتضحك عليها بس هي مصدقتنيش حتي لما قولتلها اني خطيبتك برضو مصدقتنيش .. قمر مصدقتنيش غير لما ورتها صورتي انا وانت يوم الخطوبه يا عمرو ... وفجأه لقتها ماسكه راسها جامد وبعدها وقعت اغمي عليها ... متخليهاش تتعذب اكتر من كدا يا عمرو ... روح صالحها هي هتسامحك لانها بتعشقك مش بتحبك بس .
مد عمرو يده ليصافح كاريمان وهو يقول :
- صحاب .
مسحت كاريمان دموعها ثم مدت يدها هي الأخرى وصافحته وهي تقول :
- اكيد صحاب هو انا اقدر ارفضلك طلب .
سحبت يدها من يده وذهبت حيث حقائبها وتلتفت ناحيه الباب وتخرج منه وهي تمسح دموعها وتركب السياره وتنطلق بها ولكن ليس باتجاه المطار وانما بطريق اخر وتخرج هاتفها وتطلب رقم وتضع الهاتف علي اذنها .
***
جالسه علي سريرها وهي تبكي وتتذكر لحظاتها معه فهي كانت سعيده جدا من ناحيه حب حياتها وفارس احلامها وكانت حزينه من ناحيه والدتها ولماذا هي تعاملها هكذا ولكن انقلبت الموازين فاصبح كل شيء ع** فاصبح فارس احلامها هو الذي يجرحها ووالدتها اصبحت خائفه عليها ، فما هذا التقلب الغريب لماذا العالم هكذا ...، قطع حبل افكارها صوت اختها المزعجه وهي تقول :
- بتفكري في ايه يا قمر بابا .
**تت ونظرت لها بخبث ثم أكملت :
- متفكريش فيه كتير ، كلها كام ساعه وهتكوني ملكه .
نظرت لها قمر وهي تقول بنفسها :
- مزعجه .
- عارفه اني مزعجه مش حاجه جديده .
دُهشت قمر من مروة ، هل تقرء افكارها مثلاً ، لتقول لها قمر :
- مروة انا عايزه اخد رأيك في حاجه .
امسكت مروة بيدها وملست علي شعرها قائلة :
- وانا كمان عايزه اقولك علي حاجه بس قولي انت الأول .
- انا مش عارفه اعمل ايه ... اوافق ولا لا .. عمرو جرحني و**ر ثقتي ، قلبي بيقولي سامحيه وعقلي بيقولي ابعدي عنه ، غير كل ده انا خايفه من مرضي لما ارجعله يحصلي حاجه وموت .
- متقوليش كدا تاني يا قمر والا ه**رلك بوقك وخليكي زي الناس المتشرده ..... انتِ بنت مفيش زيك يا قمر الناس كلها تتمناكي ... ومتقليش اني احسن منك لانك انتِ اللي اتألمتي مش انا ومع ذلك اتحملتي ، ولما ماما كانت بتعملك وحش مكنتيش بتدي للموضوع اهتمام قدمنا وكنتب بتتحملي ، مفيش مره اتخانقتي معاها أو عليتي صوتك عليها ... انا بجد فخوره بيكي يا قمر يا حببتي وكمان سامحي عمرو .. هو اه غلط بس احنا بشر يا حببتي والبشر بيغلط .. عمرو بيحبك يا قمر اوعي تخصريه .
- ماشي يا مروة انا كده كده خلاص قررت ... المهم ايه هو اللي كنتِ عايزه تقوليه بقا .
- انا كمان بحب .
- مين وقبلتيه امتي .. من طرف واحد ولا الطرفين متقولي بقا ساكته ليه .
- وهو انتي اديتيني فرصه اتكلم اهدي ... ده صاحبك .. اشرف .
- اشرف .... انتِ بتهزري صح ... ازاي حصل ده ... انتِ وأشرف .
ف*نفجر ضاحكه ولكن تضع يدها علي فمها عندما رأت مروة تنظر لها بغضب شديد فتقول وهي تحاول ان تنقذ نفسها من الهجوم الذي سيحصل بعد عدة دقائق من ش*يقتها فهي تعلم انها مجنونه :
- مروة انا مقصدتش .. انا قصدي انكم لايقين علي بعض ... وهتشكلوا ثنائي تحفه .... واحد عصبي والتانيه مجنونه ههههههه .
- ايه..... طيب انا هوريكي مين هي المجنونه علي حق .
وقفت قمر من علي فراشها وجرت للاسفل بسرعه لكي لا تمسكها مروة ، وايضا مروة لم ت**ت فجرت ورأها وهي تحاول امساكها
اسرعت قمر للاختباء وراء اكرم وهي تقول :
- الحقني يا بابا من الكائن المتوحش ده .
- متوحش ... ده ليا ده صح ... طيب تعالي بقا لما اوريكي المتوحش، بابا مش هيعرف يلحقك مني .
فتقول قمر وهي تحاول الابتعاد عن مروة لكي لا تمسكها وتسال اكرم :
- قال يا بابا .
لم يرد اكرم علي قمر لانه كان بعالم اخر ، فهو فرح من كونه رأي ابنته سعيده بعد كل هذا العذاب والجرح ، لم يستيقظ من شروده الا علي صوت قمر وهي تتكلم معه بحزن :
- ليه كدا يا بابا لديها مسكتني ... هتعمل معايا ايه بقي انا زعلانه منك .
مروة وهي تدغدغ قمر قائلة :
- هو ده اللي هعمله .
فتضحك قمر بسعاده وتقول من وسط ضحكاتها :
- بس يا مروة بس بقا ... بس .
اكرم وهو فرح من بناته فيقول :
- خلاص يا مروة بقي .
توقفت مروة عن ما تفعله وعانقت قمر لتبادلها قمر الحضن ، لتأتي سماح من المطبخ وهي تقول :
- ايه ده انتو لسه مجهزتوش ده احنا ظبتنا البيت والشباب علي وصول ... ولا انتو مش عايزنـ... .
وقبل ان تكمل كلامها تري بناتها يجروا الي غرفهم .
***
في المساء نظرت قمر ومروة من نافذه غرفتهم فأرتسمت علي ثغورهم الابتسامه لمجرد نظرهم الي حديقة بيتهم الصغيره المزينه بشكل جميل ويفرحون اكثر واكثر عندما يروا عمرو واشرف في نفس الوقت يدخلون البيت و اكرم وسماح يرحبون بهم بجانب فرح التي بعد ما جلس العريسين علي مقاعدهم اتجهت هي ناحيه غرفه قمر ومروة لكي تكون اول من رآهم فتدخل وتجري باتجاه قمر وتعانقها بحنان فتبتعد وتعانق مروة ايضا وتبتعد ثم تمسك يد قمر وتقول لها :
- يا قمر ، امته هيحن قلبك علي عمرو .
- ازاي عيزاني اسامحه يا فرح ده جرحني وكدب عليا دي مش اسباب كفايه اني اسامحه .
نظرت لها فرح بخبث ثم أردفت :
- اممم طيب وليه وافقتي علي الأرتباط ده .
ضحكت مروة من سؤال فرح ف*نظر لها قمر بغضب وتقول :
- لان بابا هو اللي طلب مني كدا وانا عمري مرفضت طلب ليه .
غمزت فرح لمروة وهي تقول:
- طيب تمام ... انتِ مش عايزه الجوازه دي صح .
نظرت قمر لفرح بنفاذ صبر وقالت :
- ايوه مش عايزاه .
فرح :
- طيب تمام انا هكلملك عمرو واقوله انك مش موافقه علي الأرتباط ده وهو اكيد هيوافق لأنه بيدور علي راحتك وهيعملها وراحتك انك تسيبيه صح .
نظرت قمر لفرح وهي مصدومه من كلامامها وتقول بصوت شبه لا مبالاه ولكن هي مصدومه و خائفه :
- والخطوبه .... هنعمل فيها ايه الضيوف خلاص وصلوا .
مروة وهي تحاول عدم الابتسام لكي لا تكشف شيء فتقول :
- هو انت نسيتي ان خطوبتي معاكي في نفس اليوم يعني مش هيلاحظوا حاجه .
قمر وهي متوترة جدا وقد ظهر هذا عليها مما ادي الي ابتسام فرح ومروه ويغمزون لبعضهم من كون الخطه تنجح ، فتقول فرح بلهجه سريعه :
- انا عندي حل افضل .
قمر :
- ايه هو طيب .
- احنا هنعمل الخطوبه عادي علشان محدش يلاحظ حاجه وبعد الخطوبه كل واحد يقلع الخاتم وتفسخوا الخطوبه وبكدا تكونوا نهيتوا كل حاجه .
ارتاحت قمر من هذا الاقتراح ، فهذا اقتراح اجمل من الاول ولكن هي ايضا خائفه فتقول :
- تمام ده احسن بكتير .
فيسمعوا طرق علي الباب فتفتح فرح وتري اشرف وعمرو فتقول لهم وهي تغمز لعمرو :
- ادخلوا ادخلوا ... انا عملت اللي عليا وزياده .
فهم عمرو ما تقوله فرح وأشرف ينظر باستغراب لهم ولكن عندما نظر للملاك الذي يقف امامه فتاه جميله ترتدي فستان طويل مع فتحه لعند الركبه وشعرها المفروض بطريقه جميله مع الميك-اب الجميل ، فهي بكل شيء جميله ، اما عمرو فقد سرح بجمال الفتاه التي امامه هل هي ملاك ام بشر ... لا اكيد ملاك فهل هناك بشر بهذه الطيبه و الجمال وكل الصفات الجميله فيها ونظر من قدمها وصولاً الي شعر راسها كان ينظر علي جمالها ويحفر في ذاكرته كل شيء ، كان يرسمها فكانت ترتدي فستان قصير يصل لاسفل الركبه مع شعرها الحريري المرفوع بشكل عشوائي جميل وهناك ورد بداخل شعرها يزينه بشكل جميل رقيق مع بعض الاساوار التي ترتديها في يدها اليسره وقلاده ذهبيه علي شكل قلب مقسوم نصفين ومن هنا علم انه فعلاً جرحها ، ولكن هو لا يريد ان يفكر في هذه الذكره السيئه .....فهو يريد البدء من جديد فيمد يده اليها وهو ينظر لعيونها بتوهان وهي ايضا تنظر لعينيه بحب والم في آن واحد فتضع يدها بيده وهي متردده وينزلو للاسفل ، واشرف ايضا يفعل ذات الشيء مع مروه وينزلو للاسفل وراء هذا الثنائي الذي لا يوجد هنا مثله ألا في افلام الكارتون .
***
تتعالي اصوات المفرقعات والتصقيف علي هذان الثنائي الاول والثاني وهم يلبسون بعضهم الخواتم وبعد ذلك يبدأ ذهاب الضيوف شيءً فشيءً، وفي ذلك الوقت كانت قمر تتجاهل عمرو ولا تتكلم مع احد الي ان يذهبوا جميعاً ويبقي عمرو وش*يقاته الاثنين وبالطبع والدته واشرف ومعه والدته ايضاً فتقف فرح وتقول لقمر :
- قمر معلشي انا نسيت الفون بتاعي في اوضتك ممكن تجيبيه .
- اكيد طبعا يا قلبي دقيقتين بس .
ذهبت قمر وصعدت لغرفتي ، لتتجه فرح لعمرو وتقول له :
- يلا دي فرصتك علشان تصالحها. .... وعارف لو زعلتها ... هقتلك يا عمرو ههه يلا بسرعه رووح .
قبل عمرو فرح من جبينها ، ثم ذهب هو الاخر حيث ذهبت قمر ، دخلت هي ووقفت امام مكتبها الصغير وتبكي فشعرت بيد تحاوطها من الخلف الي الامام وشيء دافئ علي رقبتها فتغمض عينيها وتفتحم بعد ان احست ان هذا الشيء الدافئ ازيل وقد برد مره اخري ف*نظر بجانبها وتري عمرو وهو يبتعد عنها ويلفها لعنده ومن ثم يمسك يدها .
يتبع.....