البارت الثاني

796 Words
اجتمعت السلالات الثلاث بسرية ليشكلوا تحالفا ضد سحرة الظلام، في محاولة للتخلص منهم نهائيا. بعد مرور بضعة سنوات من التحالف السري، كانت هناك قرية شبيهة بالمدينة لسبب كبرها و شساعتها، و أخيرا عدد قاطنيها، كانت القرية الوحيدة التي تحتوى سحرة الظلام فهم على خلاف باقي السلالات لا يعيشون على شكل قطعان أو مجموعات متفرقة، فعددهم قليل بالمقارنة مع الآخرين، و لا مجال لمقارنة قواهم بقوة سحرة النور، و بل يمكن أن يصنفوا على ماهية السلالة الأقوى. و في تلك القرية كانت فتاة صغيرة من نسل ملكي تتدرب على استخدام السحر بينما يشرف على ذلك شخص ضخم البنية ذو بشرة بيضاء بعض الشيء و عينان بنيتان مع شعر ناري أحمر، يقف ب**ت و تعلو وجهه ملامح باردة بينما يستمر في مراقبة طفلة تبدو في السابعة من عمرها، ذات عيون سوداء كالليل، و بشرة شديدة البياض، و أخيرا شعر لامع شديد السواد كالفحم؛ كانت تتمتم ببعض الكلمات بخفوت لا تكاد تسمع، و فجأة مدت يديها في اتجاه الأرض و أغمضت عينيها بقوة بينما تعتصر نفسها، في حين كان الرجل قد ضم يديه إلى ص*ره و هو يمعن النظر إلى شيزونا، بينما فتحت شيزونا عينيها ببطئ واحدة تلو الأخرى، لتقفز فرحا و هي تصرخ: لقد نجحت ...لقد نجحت... فقد كانت تقفز في دوائر حول زهرة برسيم صغيرة يبدو أنها من جعل تلك الزهرة تنموا، فجأة أتاها رد من الرجل خلفها و هو يمد ذراعه لتلمس كتفها قائلا: لا بأس كمحاولة أولى... لكنك تحتاجين مزيدا من التدريب لتتولي الحكم عن والدك العجوز... قاطعته و هي تلتفت بسرعة و تحتضن قدمه بوجه يصطنع العبوس: لكنك لست عجوزا يا أبي... ما زلت وسيما مثلي... ابتسم و قد اعتلت محياه ابتسامة واسعة بينما يمرر أصابعه بين خصلات شعرها قاتم السواد ليقول وسط ابتسامته الفاخرة: حقا هل أنا كذلك...؟ أولست أنت الجميلة مثلي...؟ ردت شيزونا بنبرة ملأها بعض الألم و الحزن الطفوليان: لكنني لست مثلك، الجميع يقول ذلك لي... و ربما لست جميلة أيضا... و فجأة بدأت الدموع تنهمر بغزارة من عينيها مشكلة نهرين على خديها لا يكادان ينقطعان، لتتسع ابتسامة والدها و الذي يدعى إيتاشي هوتانا، صحيح أنه اسم أقرب إلى أن يكون يابانيا ، لكن للتذكير فقط فهم موجودون في أمريكا الجنوبية بأحد المناطق البعيدة عن البشر، و يمكن القول أنهم في عمق الغابة و يشكلون حاجزا غير مرئي يمنع البشر من اكتشاف أمرهم كما يحذرهم من قدوم أي أحد، على أية حال نعود للقصة؛ لتتسع ابتسامة الحاكم إيتاشي و يطلق قهقهة خفيضة بينما يربث على ظهر شيزونا و هو يقول: أهذا كل ما في الأمر...؟ و من قال إنك لست مميزة عزيزتي...؟ فأنت أجمل فتاة في هذا العالم ثم إنك ورثتي شكل أجدادنا القدماء و معنى هذا أنك تملكين قدراتهم النادرة أيضا... قاطعته بلهفة و هي تمسح دموعها التي باثت تتقطع ، ثم ردت بعفوية: حقا ... ألا تقول هذا لترضيني فقط...؟ بينما ادعى الحاكم إيتاشي الحزن و عبس في وجه شيزونا قائلا بنبرة صوته المترنحة: ألا تصدقين والدك... و فوق هذا تجعلينني كاذبا.. هاه؟... إذن أفترض أنك لا تريدين كتاب السحر الأعظم الذي توارثته الأجيال و الذي يعود لمئات السنين... قاطعته ثانية و هي تحتضنه بكل ما أوتيت من قوة، ليعتصرها بدوره ثم يكمل حديثه مستأنفا: متأكد ستصبحين من أعظم سحرة الظلام في العالم عزيزتي... حتى أن أمك توافقني الرأي... بالتأكيد فجميع الآباء يدعمون أبناءهم.. أنتما الإثنان غير منطقيان أبدا.. لكن "ت**ت لثوان".. هل أنا حقا مميزة...؟ اكتفى إيتاشي بال**ت كإجابة و هو يومئ لها إيجابا، ثم وقف من مكانه حيث كان يجثو على ركبتيه ليصبح بنفس طول شيزونا، و أمسك يدها بلطف و راح يجرها نحو الداخل بلطف. في مكان آخر، حيث الإجتماع السري الذي لم يعقد منذ سنوات قد عاد مجددا، حيث كان هناك حضور خمسة ألفا لقطعان مختلفة من المستذئبين، و حاكم مملكة مصاصي الدماء تحت الأرض، إضافة إلى ثلاث حكام لقبائل سحرة النور، و بالتأكيد أن كل واحد اصطحب معه وزراءه و مساعديه و كل ما إلى هنالك. انتهى الإجتماع بتحديد موعد للهجوم دفعة واحدة على قرية سحرة الظلام، الذين بالكاد لن نقول عنهم شبه منقرضين لقلة عددهم، شحذو أسلحتهم، و كشروا على أنيابهم، و جهزوا مخالبهم، و هلموا بمهاجمة القرية. حقيقة لقد كان الحاكم إيتاشي يعلم بشأن التحالف و الإنقلاب و ما إلى ذلك، لا.. بل القرية كلها تعلم بهذا الشأن، فقد نسي أولائك الحمقى أن معظم التعاويد على الأرض من صنع سحرة الظلام، لذلك يستطيعون استشعار الخطر و التجسس عليهم. أخذ الحاكم شيزونا إلى الطابق العلوي و وقف مقابلا للجدار ثم تمتم ببعض الطلاسم ليتشقق الجدار و يتسنى العبور من خلاله، فتقدم بينما أومأ لشيزونا أن تتبعه و قد نفذت ب**ت، ربما إثر الدهشة، فهي تعلم بأمر جميع الممرات السرية و الأنفاق الموجودة في القصر، بيد أنها لم تكتشف هذا إلى الآن، ما يزال ال**ت سيد الموقف ليقطعه صوت الحاكم إيتاشي الجاد و الممزوج ببعض الحدة: هنا نحتفظ بالأشياء القديمة و الموروثة من أجدادنا، و من بينها هذا... و راح يفرك غلاف الكتاب الممتلئ بالغبار عن آخره، لقد كان أ**د بلون شعر شيزونا و به لمعة طفيفة في مقدمة الغلاف تماما كالتي في عينيها.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD