أشتهي عناقاً..
الفصل التاني..
عن سلسلة..
(أغراب بلا وطن)
أسمــــا السيد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
2- عانقني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغمضت عينيها مستسلمة لتلك اللحظات المميزة التي تميز علاقته بها، لو أخبرت العالم أجمع انها تكرهه، كاذبة..
وهل يستسلم هكذا إلا العاشقون يا مؤمنة...
يحييها بعشقاً ملتهباً صامتاً، ويميتها بإهمالاً متعمداً، أو هكذا دوماً تتخيل هي..
أشبعها عشقاً جارفاً، واستسلمت لنعيم يدية التي تؤرجحها عالياً، ضعفها بين يدية يعطية القوة..
رحلت بثبات عميق، ولم تعي لذاك الذي جلس يتأمل سكناتها وعيونها الدابلة..
اقترب منها مبتسماً، يهمس بإعتذاراً مستتراً، لا يفهمه إلا هو..
رنين هاتفة لم ينقطع بأسماء اصدقاءه الفاسقين هؤلاء..
ولكنة قرر وانتهي، سيبقي الليلة هنا..
فتح ذراعها علي مصراعية وأندث بأحضانها.. يروي عطش صحراء قلبة القاحلة من قربها..
أغمض عينية، شارداً بالماضي..
ولما اوصلة لهكذا حال..
والدته المتجبرة ووالدة العاشق لها.. دعواتها علية ليلاً مع نهار، وتصريحها دوماً أمامهم بق*فها وكرهها لة
وهو كالعجينة بين يديها، تشكلة كما تحب هي..
كرهها، وتمرد علي حياتة، وكرة عشق الرجال وضعفهم
ولكن لم يحسب يوماً حساباً أنة قد يقع بنفس الفخ، ونفس المصيدة(العشق)..
ولكنة ليس كوالدة، وإيلا ليست هي(والدته)
لقد كان دوماً ما يسمع جدتة تخبر جدة بأن والدتة تسحر لأبية حتي لا يثور ويعترض طريقها..لم يصدق يوماً ولكن منذ تزوج بإيلا، وهو بات متيقناً
زفر بتعب وهو يعيد ترتيب شتاته التي يتبعثر بقربها، هنا وهنا..يجب أن يظل كما هو حاسماً، صارماً، فلن يكون يوماً
كوالدة، ويحني رقبتة لها..
إلي هنا وإستقام سريعاً من جانبها..للخارج، متجه لفراش طفلة، سابحاً معه بثبات عميق..
بعد ساعتين..
إستيقظت من غفوتها، تتحسس المكان بجانبها،
تهكمت علي نفسها، وهي ترمق الفراش الخالي بجانبها بمرارة..لقد رحل بالتأكيد كما يفعل دائماً
شردت قليلاً إلا أن قاطع شرودها نداءة عليها…
ـ أيلا..يا إيلا..
اغمضت عينيها تستمتع ببحة صوته المميزة التي ينطق بها إسم دلعها المحبب له..وكم تعشقة من بين شفتية..
أستقامت ببطيء تتبع مص*ر الصوت، أبتسمت بحنان علية، وهي تراه يعمل بحرفية في المطبخ لإعداد الطعام..
إستندت بذراعها علي باب المطبخ، تتابع ما يفعلة ب**ت، إلا أن إستدار مبتسماً لها..
ـ صح النوم..أغسلي وشك وتعالي بسرعه..
دلفت للمطبخ وأكتفت بغسل كفيها..
ـ إغسلي وشك ياإيلا..
إيلا بعناد..
ـ لا كده حلو..الدنيا برد.
إبتسم عليها، وأقترب منها محاوطاً إياها جبراً، وبدأ بغسل وجهها تحت تأففاتها وصراخها..
ـ أيوة كده..خلينا ناكل بنفس..
ـ يا سلام وأنا اللي هسد نفسك..
ـ لا شكلك..
ـ جووواد..
قهقة علي تذمرها، وعاود وضع الطعام علي الطاوله..
زفرت بحزن وهي تسأل نفسها ذاك السؤال مجددا..
ذاك السؤال التي يعيده عليها الجميع ليل نهار..
ـ ماذا ينقصها لتكون سعيدة معه..أحقا هي المسؤلة عن ذاك الانقسام بينهم..؟
فاقت من شرودها علي اصبعه الذي يدسة بفمها ليطعمها إصبع البطاطس المقرمشه التي تعشقها....
ـ جبتلك البطاطس اللي بتحبيها..يالا تعالي عشان تأكلي اكيد مكلتيش من الصبح..
هتفت بدهشة...وهو تبتلع الطعام بصعوبة..
ـ انت مش هتخرج انهاردة ولا إية؟
تذكر اصدقاءه الذين يهاتفوة كل دقيقة، وهز رأسة بالرفض وهو يلك الطعام بفمة..
ـ لا...مش هخرج انهاردة…
رفعت حاجبها بعجب..وأردفت بتساؤل..
ـ انت متأكد يعني؟
هز رأسة مجدداً بتأكيد..قبل أن يزفر بضجر..
ـ مش هخرج يا إيلاف خلصنا..هو خرجت مش عاجب، قعدت في البيت مش عاجب.
أجفلها ردة الجامد كالعاده، فارتجفت يدها التي تمسك بها قطعة البيتزا، وكادت تسقط منها
لولا سيطرتها بمهارة علي رجفتها ووجع قلبها، ورفعت قطعة الطعام لفمها، وشرعت بقضمها بصعوبة..وهي تخبر نفسها أنه لا فائدة..
ترك ما بيدة، ورفع وجهه يرمقها بندم علي طريقتة التي يعاملها بها..وجدها كالعادة تأكل بشرود..
فتح فمة ليتحدث علة يخرح بعضاً مما يحملة بقلبة لها، علة يثلج به علي قلبها، ولكن ل**نه أبي كعادتة وكأن به ثقلاً لا يستطع تحريكه ولا نطق أي شيء لها....
خفض رأسة مجدداً..وهو يمسح علي وجهه بعصبية من **تها الدائم، لما لا تصرخ بة، تعنفة، لما ت**ت هكذا..؟
ض*ب بيدة الطاولة واستقام خارجاً من المطبخ بأكملة حتي لا يؤذيها بحديث يخرج منة غصباً عنه..
لملمت الطعام وأعدت لة فنجان القهوة خاصته، وخرجت تبحث عنه، وجدته يجلس أمام شاشة التلفاز يشاهد أحدي افلام الرعب الذي يعشق مشاهدتها..وبيدة كالعادة تلك اللعينة (سيجارتة..)
وضعت الفنجان أمامة وجلست بجانبة تعبث بهاتفها..وتجيب رسائل جيداء بسرية..
أنتبة لشرودها بالهاتف، فأطفأ سيجارتة وأقترب منها حد الألتصاق..
ينظر لما تفعلة ..مد يدية لا إرادياً، يزيح تلك الخصلات ال**تنائية التي تخفي وجهها عنه..
رفعت وجهها سريعاً، فاصطدمت بوجهه، وملامحه المبهمة تلك..
أمتدت أصابعه تلمس تلك النمشات التي يعشقها علي وجهها، وما أوقعتة بعشقها صغيرة..
لطالما رأها مميزة بها..عينة لا تراها إلا جمالاً..
همست بخجل..
ـ جواد
اجابها بنفس الهمس، واصابعة إنتقلت، لتعبث بنمشاتها التي تزين مقدمة ص*رها..
ـ نعم ياإيلا..؟
ـ بتحبني؟
لا تعلم كيف خرج ذاك السؤال هكذا من بين شفتيها بكل سهولة..
وعت لما قالتها، وهي تتمني لو تنشق الأرض وتبتلعها....
سؤالها فجأة هكذا أجفلة، فتوقفت أصابعه مكانها..
جف حلقة فجأة من سؤالها..
قرأت توترة بسهولة، فهتفت بمرارة.
ـ ياااه السؤال صعب أوي كده يا جواد..؟
رمقها بندم علي ما يسببة لها، وهم أن يصرخ بها..
( أنا أعشقك، يا نمشاءي الغ*ية) ولكن دوماً ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
قاطع حماسة صوت مالك الباكي، فلم يشعر بنفسة إلا وهو يهرول سريعاً ملبياً نداءة..
ـ حاضر يا قلب بابا..جاي أهو..
سالت دموعها ب**ت، وصوت ضحكاته هو وطفلة تشق اذنها…
دفنت وجهها بين كفيها، وانفجرت بالبكاء بحرقة..وهي تناجي ربها…
ـ يااارب...
ــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت العائلة..
نازلي بتأفف..
ـ ما تهمدي بقي خيلتيني، عمالة رايحة جاية زي الهبل لية كده؟
نور بحقد وهي تصرخ عليها…
ـ طبعا وانت همك إية ما أنتي هتتجوزي حبيب القلب، إنما أنا هفضل طول عمري زي ما أنا؟
نازلي بأستنكار..
ـ زي ما أنتي إزاي، وأنتي كل يوم جايلك عريس شكلك، انتي اللي بتتبطري، والبطران عشته قطران..
نور بغضب..
ـ انتي بتقوليلي انا الكلام ده..انتي نسيتي نفسك ولا إية، ولا تكونيشي مفكرة أن راسل بصلك علي حلاوتك، وطعامتك، في إية يا ست نازلي ما إحنا دافنينه سوا..
ابتعلت نازلي ريقها، وهي تغير مجري حديثها..
ـ في ايه يا نور..الله هو أنتي كل شوية هتفكريني، اسكتي شوية الحيطان ليها ودان..الله…
زفرت نور بحده..
ـ سكت أهو ….ودلوقتي لازم زي ما ساعدتك تساعديني أنا كمان؟
ـ إزاي؟
ـ هقولك...؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالأسفل..
اه ياني ياغلبي يااني..بت الشافعي طيرت عقل اخوك ياراسل، ولازم نخلية يفوق لنفسة..
راسل بلا مبالاه....هو حر ياأمه في حياته، شيلية من دماغك خالص..
ـ ازاي ياراسل دا إبني البكري، والخير اللي معيش فية بنت الشافعي أنا وانتم أولي بية، شقي غربته وتعبة، لهفاه ببطنها كله، ولازم ناخدة في صفنا عشان يرجع من جديد لينا..
تأفف راسل، وهتف بحقد..
ـ متفكرنيش ياامه، انا كل ما افتكر ان بنت الشاقعي راكبة عربية أحدث من بتاعتي بتجنن..فمتجننيش أنتي اكتر الله لا يسيئك..
لوت شفتبها، وهتفت بتهكم..
ـ مركب بنت سوسن عربية كمان..والله وعال العال..
عشان كده أنت لازم تساعدني ناخد أخوك تحت جناحنا تاني، وشوية شوية، هيتخلص هو بنفسة منها..
ـ ازاي يعني؟
ـ هقولك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت أهل إيلاف..
تجلس علي طرف الفراش تقضم أطراف أصابعها بفمها بغضب..
ـ مالك يا يمني؟
ـ مفيش..
ـ ازاي يعني، هو انا مش عارفك؟
انتفضت يمني من علي الفراش، واقتربت منه تدس السم بالعسل كالعادة..
ـ هيكون في إيه يعني يا نسيم، غير موضوع الست اختك..
نسيم بتساؤل..
ـ أختي، وايه اللي فكرك بيها دلوقت؟
ـ ما هي كانت هنا انهاردة؟
ـ هنا في البيت.؟
ـ لأ..تحت كانت بتوصل الست جيداء، بعربيتها..
ـ طب وفيها اية..؟
ـ ما انت مش فاهم حاجه، ان المحروسة اختك جاية عشان تعايرني انها راكبة عربية ومعاها فلوس زي الرز، واحنا علي قد حالنا...دا حتي مكلفتش خاطرها تطلع تسلم علينا، ولا علي أمها…
هتف نسيم بغضب..
ـ ما ان شاءالله ماطلعت، هي عارفة انها مش مرحب بيها هنا، هتطلع لية أصلا..
إبتسمت يمني بمكر، علي إصابة هدفها..وهتفت بمسكنه
ـ يالا الله يسهلها..اللي عطاها يعطينا..
جز نسيم علي اسنانه بغيظ..واردف بحقد…
ـ يااا
قاطعهم صوت صراخ قادم من الأسفل..
دلف للخارج سريعاً..وسرعان ما صرخ بإسمها..
(أمي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
ـ لازم نعمل عملية دلوقت..
نسيم بصدمة..عملية إيه، انتو مش قولتو هتبقي كويسة.؟
ـ يا أستاذ والدتك عندها **ر في حوض الماية، ونزيف داخلي من الواقعة علي مخها، وأنا قلت للمدام بتاعتك كده من الأول، وقالت أنها هتقولك..غير **ر رجليها…
ولازم عملية دلوقت حالاً، وإلا هيحصلها مضاعفات ممكن تأدي لموتها....
تمتمت يمني بكرة..
ـ يسمع من بوقك ربنا عشان نخلص..أف
ـ والعملية هتتكلف كام يا دكتور..
ـ مش كتير يعني حوالي….
يمني بشهقة..
ـ نعم..دا كلة؟
الطبيب بغضب لنسيم..
ـ يااستاذ خلص لازم تدفع حاجه تحت الحساب دلوقت عشان والدتك تخش العمليات..عن اذنكم…
ذهب الطبيب، وهتفت هي سريعاً بلهفة ومكر..
ـ اتصل بأختك أكيد معاها المبلغ كلة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم التالي …
فاق منزعجاً علي رنين هاتفها المتكرر..صاح عالياً بغضب باسمها..
ـ إيلاف..
ـ لا رد..
انتفض من الفراش يبحث عن ذاك اللعين الذي قطع منامه
وجدة بالخارج، التقطة ونظر بة وجدها صديقتها تلك التي منعها مراراً من الحديث معها..
لم يجيبها، ولكن يبدو انها لم تيأس، فشرعت بإرسال العديد من الرسائل الالكترونية لها...
جن حنونه وهو يحاول فتح ذاك اللعين، ولا فائدة، كم مرة أخبرها أن لا تغلقة هكذا
دب الشك قلبة مجدداً، وأشتعلت نار الغيرة بقلبه..
دقائق ودلفت هي تمسك بيد طفلها الصغير وبالأخري بعض المشتريات..
ـ كنتي فين؟
انتفضت علي صوتة، وهتفت برغب…
ـ كنت في الماركت..
دارت حرب نظرات بينهم، إلا أن قطعته هي..
ـ مالك يا جواد في إية؟
اجابها باستنكار.
ـ مالي؟
ـ لا مليش..تصوري..مراتي تخرج وتدخل من غير اذني عادي كده؟
أفرح انا بقي..
ارتسمت الصدمه علي ملامحها، وهتفت بريبة، وهي تعلم أن هذا ما يسبق العاصفة…
ـ انااا..لقيتك نايم مردتش أصحيك..وبعدين ماأنا بروح الجامعه وأنت نايم في إية المشكله..؟
ض*ب بيده تلك المزهرية التي تزين الطاوله، فسقطت أرضاً، وصارت قطعاً صغيرة..
ـ دي غير دي..ياهانم..الزفت الكلية ببقي عارف من بالليل انك رايحة المخروبه..أما هنا..إزاي تخرجي من غير إذني..
حاوطت طفلها بحماية الذي شرع بالبكاء خوفاً من صياح والده علي والدته، واخذت تهدهد به..متجاهلة ذاك الواقف تماما..
اقترب منها جواد ورفع وجهها بيده، هاتفاً بغضب..
ـ وانا بكلمك بصيلي هنا..اتكلمي وردي علية يا بكمه أنتي؟
أبتلعت اهانته المتكررة لها، بذاك الاسم..وهتفت وهي تحاول نزع يدة عنها..
ـ اقول ايه بس ياجواد..أنت عاوز تعمل مشكله وخلاص؟
ـ ليه شيفاني مجنون..؟
همست برجاء وهي تتحسس كف يدة التي يمسك وجهها به..
ـ طب أهدا بس..عشان خاطري، بلاش مالك يسمع خناقنا، أنت عارف انه من كتر الزعيق متأخر وبيتأتأ بالكلام…
يديها الحانية التي تجيء وتذهب علي كف يدة، وهمسها الحنون الراجي، وكأنه مطفأة للحريق أطفأت ثورة غضبة، واثلجت علي قلبة..
ترك وجهها سريعاً، وارتمي بجانبها علي الاريكه..هاتفاً بأمر، وهو يمد يده لها بهاتفها..
ـ افتحي الزفت ده؟
ابتلعت ريقها بخوف وهي تتذكر حديثها المسجل ليلة امس بينها وبين جيداء، ودب الرعب بقلبها..
وهتفت بقلق..
ـ ليه.؟
ـ هو إيه اللي ليه..قولت افتحية..
أخذته منه بيد مرتجفة وهي تدعو الله أن يمر اليوم علي خير..
فتحتة أمام عينية المراقبة لها باهتمام واعطتة لة بأيد مرتجفة..
استقامت سريعاً من أمامه واغلقت علي نفسها هي وطفلها، خوفاً من بطشة بعدما يقرأ تلك الرسائل التي بينها وبين جيداء..
صدم من هروبها واغلاقها للباب..استقام سريعاً خلفها كالمجنون..ولكن أوقفتة تلك الرسالة الإلكترونية التي أتت لها ..
ـ أمك في المستشفي..وحالتها خطيرة جدا يا إيلاف…
دق الباب عليها بلهفة، وكالعادة تناسي كل شيء..
ـ إيلا افتحي بسرعة….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ الله يحرقك، انتِ كده هتنيلي الدنياا..حرام عليكِ
ـ قولتلك..يا أنا..يا هي.؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تعلم كيف أتوا لهنا للمشفى، بتلك السرعة، ولا ماذا حدث؟
أخبرها جواد، وأصطحبها معه للمشفي هنا..
ظلت صامتة...لا تبكي ولم تسأل حتي ما بها..تكفل جواد عنها بكل شيء..
وفعل تماماً ما طلبوها من أجلة..ولولا ذاك ما كانوا أعترفوا بوحودها..
منذ قدمت للمشفي، وهي متقوقعه علي ذاك المقعد بأحضانها طفلها..
أنهي تعاملات المشفي، وإطمأن علي نجاح عمليتها وجلس بجانبها..
رمقها بإبتسامه، وهتف بحنو.
ـ إيلا..تحبي تدخليلها..؟
نظرت حولها بأعين خاوية، إلي من تذهب؟
لقد سمعت الممرضة تنادي لشقيقها، وتخبرة أن والدتة تريدة هو.
ن**ت رأسها بخزي منه…و**تت ولم تجبة..
إحساس الظلم الذي مازال طعمة بحلقها، يؤلمها، ولم تصفي لها بعد..
والدتها لم تترك لها أي ذكري حلوة لتتذكرها بها، لطالما كانت جامده، قاسية معها، ولا تعلم ما السبب، ولكنها كانت مدللة أبيها الوحيدة، والجميع بعدها، وربما كان هذا دوماً سبب عداءات والدتها معها..ولكن ماذا كان ذنبها؟
كم كانت تشتاق فقط لعناق منها، وكلمة حانية..
لم تجد بقلبها لها ما يشفع لها.
يدية التي أمتدت لتحاوط خصرها، صدمتها..
ـ متسكتيش يا ايلا….ردي عليا..
سالت دموعها علي وجهها غصباً عنها..وهي تتوسلة بعينها أن يفهم آناتها وتعبها..
ولكن ملامح وجهه التي تغيرت فجأه لاخري غامضة جعلتها تمسح دموعها سريعاً، حتي لا يراها ويجن جنونه عليها…
ويصرخ بها عالياً قائلاً
ـ متبكيش..
اتسعت عينيها بصدمه، وهي تستمع لنبرته الهادئة علي ع** طبيعته التي تعلمها..
ـ أنا جمبك متخافيش..
يدية التي امتدت لتمحي دموعها الخائنة بحنان، اسكرتها، ادخلتها بعالم وردي لطالما حلمت بة..
ارتمت علي ص*رة تتمسك بة بقوة….
أغمض عينية يقاوم رغبتة في اعتصارها هنا علناً بين يدية..وليذهب العالم أجمع للجحيم ولا يري دموعها أبداً..
يسب الغربة، وسنوات الفراق التي ا**بتة قلباً صخراً جلمداً كقلبة..
ووالداً ضعيفاً خانعاً كوالده، عشق فتجبرت علية والدته..
ولم تحترمة يوماً قط..
يديها التي تحاوط عنقة بقوة، أوقفت عقلة..جعلتة طوع بنانها..
بئساً لوالدته ووالدتها، ولتلك العائلة البغيضة بأكملها ولتبقي وحدها سكناً لة..
أحتضنها بقوة..ذاك الحضن النادر الذي لم يخرج إلا لها، ولم يشتهي يوماً أن يمنحة لغيرها…
يدية التي أعتصرت خصرها أسكرتها، رحلت بها لغيمة وردية أنستها كل شيء، **رتها، وحزنها، وحدتها، وكرة الجميع لها..
إبتسمت وبكت كمن جنت..لم تشتهي عناقاً ألا ذاك العناق..عناق المجنون زوجها..
لم تعي بعدها ما حدث..غير أنها أخرجت تلك الكلمة التي جعلتها تجني علي نفسها بنفسها..
ـ بــــ…..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عانقني..فبين ذراعيك يجتمع حنين العالم أجمع..تتفتح ورداتي، وتتسع إبتساماتي..عانقني بلا خوف ولا تردد فأنا لم اشتهي شيئاً بالدنيا، كما إشتهيت ذاك العناقِ..