حلم

882 Words
"افتا" فتحت عيني ,نفس الحلم يعاد كل مدة لعدة سنين ولم اسمع الرد ولو لمرة واحدة وهذا يثير فضولي من تلك ؟ولماذا تريدني ميتا ؟ "انهض وقت الافطار " رفعت جزئي العلوي من على السرير نفس اليوم ونفس الروتين كل يوم تتكرر الاحداث ما عدى طرق الت***ب او كما يقولوا طرق التدريب . اول شيء فتحت عيني عليه حينما ولدت كان هذا المكان الذي يغمره بياض ناصع, لكنه لا يحمل اي طمأنينة الجدران بلا ملامح, بلا حياة ,وكأنها شاعدة صامتة على اهوال لا ترى .الاضاءة تكشف كل شيء لكنها تترك شعورا بالخواء المميت.حتى الهمسات تبدو كصرخات مخفية ,المكان بارد حتى الجفاء, يخنق الروح قبل الجسد ,وكأن البياض ليس إلا ستارا يخفي ظلاما عن العالم. "افتا انهض هيا تعرف العواقب" نهضت اخيرا وتوجهت الى مكان في اخر الغرفة البيضاء التي عشت فيها طوال حياتي لا يوجد اي لون فيها غير بعض البقع الحمراء , اثار دمي. جلست على الكرسي الذي يقع خلف طاولة بيضاء ايضا القيت نظرة على الطعام ,لم يتغير نفس الفطور كل يوم ,اصبحت اكل لابقى حيا ليس الاستمتاع ,لكن الموت افضل لي. "لن اموت قبل ان انتقم" كنت اعيد تلك الجملة كلما افقد الامل في الحياة ,تن*دت وبدأت اكل الشوفان القابع امامي ,لا يوجد طعم , كنت اكل وانظر للحبوب المخنلفة الموجودة امامي ستة حبوب باشكال مختلفة وكوب ماء بجانبها . انهيت طعامي واخذت الحبوب ثم عدت لسريري وامسكت الكتاب مجهول العنوان الذي قرأته اكثر من سبعة مرات ,كان وسيلة ترفيهي الوحيدة في هذا المكان كل فترة يسمح لي بكتاب اذا تطورت و اتبعت الاوامر , لم احصل على واحد جديد منذ شهرين لعدم رضاهم بي لذلك استمررت بقراءة كتبي القديمة حتى حفظتها عن ظهر قلب , تتحدث جميع الكتب عن النفس البشرية والامراض التي تصيبها وتجردها عن كلمة بشر ليصبح الشخص مجرد كائن اقرب للحيوان يبحث عن مبتغاه دون الاكتراث لضحاياه وكم روح سيسلب في طريقه هذا. بعد فترة فهمت ان هذا مبتغاهم ان اصبح هكذا كائن بلا مشاعر ولا عقل فقد انفذ دون ان اشعر بالالم او بالحزن "افتا , هيا وقت التدريب" من السخرية ان يلقوا عليه تدريب , يحاولوا ان يجملوه بشتى الطرق. توجهت للكرسي الذي يقف الحارس خلفه جلست عليه وقاموا بربطي به كأني مجنون سيهرب, قام حارس اخر بوضع قماشة حول فمي لمنعي من الحديث مع اي شخص في المنظمة. بدأنا نتحرك في رواق المنظمة كل شيء ابيض حتى ملابس الحراس و الاطباء و الضحايا , اسم يليق بنا , لم اشعر بالحزن الا على شخص واحد "ماري" فتاة صغيرة واحدة منا , كانت افضل شيء حدث لي هنا حينما قابلتها لاول مرة, فتاة لطيفة ذو شعر اسود كثيف وطويل ودائما تحمل معها دمية على شكل حيوان لكن لا اعرف اسمه "افتا" نادتني ماري لم تكن تحتاج ان تربط حين نقلها لمكان اخر لانها طفلة لن تحاول الهرب ولن تنقل معلومات لذلك لم يغطوا فمها "ماريانا تحركي لد*كي تدريب" تحدث الحارس الذي معها , في كل الاحوال لن استطع الرد عليها اكتفيت بالنظر لها واحاول ان اظهر ابتسامتي من اسفل هذا القماش . لم يستمر اللقاء لدقيقة واستمر حراسي بدفعي حتى وصلنا لغرفة تدريبي فتحت الابواب بعدما استخدم واحد منهم بطاقته دخلنا للغرفة لاجد ذلك الشخص يرتدي معطف ابيض ويمسك جهاز بيده كان هو المسؤول عن حالتي "اذا استطعت الهرب في مرة ستأكد من ت***به كما يفعل بي". همست بذلك في نفسي وانا انظر اليه ملامح الكبر والعجز تظهر عليه كلما انظر اليه تراودني اسئلة كثيرة كيف انتهى به الحال هنا ؟ كيف اصبح رئيس المنظمة ؟هل يسمح له بالخروج للعالم الحقيقي ؟ "افتا كفاك تفكير هيا يجب ان نبدأ التدريب" اجابني كأنه يعلم ما يدور في بالي "اليوم سيكون مجرد تجربة لمصل وحينما ننتهي يمكنك العودة لغرفتك وهذا سيكون كل اليوم ويمكنك بعدها اخذ كتاب " الامر مريب لم يحدث هذا من قبل يوجد شيء مريب يحدث لكن لا استطيع اكتشافه قام حارس بسحبي لطاولة في وسط الغرفة استلقيت عليها لكن المفاجئة ولاول مرة قاموا بربطي لم يحث هذا اطلاقا مما جعلني اتوتر قليلا عن ما يحث كل شيء غريب اليوم "سأقوم بإعطائك المصل الان" تحدث احد الاطباء لم اعلم اسمه لكنه كان دائما المسؤول عني طوال حياتي هنا كلما اقترب مني هذا الطبيب وهو يحمل المصل كلما شعرت ان الوضع خطير ومريب اردت الهرب لكن كنت مقيد كل انش من جسدي كان يشعر بالرهبة وكأنه اعلان لنهايتي او بدء لمعاناة جديدة "افتا لا تتحرك انه مجرد مصل ليست اول مرة تعطى واحد لم انت خائف؟" تحدث ذلك الطبيب لكن لم املك اجابة لا اعلم لم انا خائف لكن كل الذي اعلمه ان جسدي يقوم بتحذيري اقترب الطبيب وبدء بإدخال المصل في رقبتي شعرت بوخز بسيط لكن حينما بدء يدفع المادة دخل جسدي شعرت بحرارة كأن هناك دفء غريب يشتعل تحت الجلد ليس حارقا لكنه يلفت الانتباه مثل وخز، الاحساس ليس واضحا ولا مؤلما بشدة وكأنه تحذير غامض من الداخل .لايمكنك تجاهله تماما لكنه ايضا لا يصرخ بما يكفي لتعرف مص*ره او معناه هكذا استطيع وصف شعوري فتلك اللحظة "يمكنك العودة يا افتا وعندما تصل لغرفتك ستجد كتاب جديد اذا احسست بأي شيء مريب في جسدك او اي شيء غريب يحدث معك قم بتبليغ احد الحراس" كلمات الرئيس جعلتني اشعر بغرابة اكبر اردت العودة بأسرع وقت قاموا بفك وثاقي وجلست على نفس الكرسي وفي طريق العودة في نفس الرواق شعرت بصداع خفيف ودوار وصلت الى غرفتي وخرج الحرس توجهت للسرير لاجد كتاب مجهول العنوان كالعادة لكن لم اكترث ورميته على الارض واستلقيت على السري من شدة الصداع كان من المفترض ان اقوم بتبليغ احد الحراس لكن لم اقدر ولم يكن توجد حاجة لذلك.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD