" الفصل التاسع عشر.."
" تعلمت أن العشق هو أنتِ.. وهل يوجد عشق أفضل من عشقك سيدتي؟!.."
تجلس حياة على الاريكة واستندت بظهرها إليها.. تضم قدميها إلي ص*رها وتعبث في خصل شعرها من الأمام.. الحياة انقلبت رأسا على عقب في لحظة.. وكيف لها أن تواجه آدم بحقيقة العمل وهو يعمل مع شقيق والدها؟!.. تن*دت بنبرة مهلكة حقا فقد سأمت من كثرة ما يحدث حولها من حوارات ومشاكل ليس لها أول من أخر..
سمعت صوت المفتاح يخترق الباب وبعد لحظات دخل مغلقاً الباب خلفه بهدوء.. هم أن يدخل ألا أنه رآها فوقف يتطلع إليها للحظات وتذكر سيارتها التي رآها في منزل ذلك الرجل الشنيع صباح اليوم.. ولهذا طلب منه أن يدخل من الباب الخلفي حتى لا يراها.. رفعت عينيها إليه ناظرة إليه نظرات شك وعتاب..
تقدم نحوها وجلس إلى جوارها تاركا اغراضه الشخصية أعلى المنضدة وتساءل بصوت مبحوح :
-روحتي فين لما مشيتي بدري؟
-زي ما قولت لك جيت اطمن على زهره
جز أضراسه حتى تحرك صدغاه فحقا سأم من كذبها المستمر.. حسم موقفه وسيضع لذلك الكذب حد ويواجها بالحقيقة.. تطلع إليها بحمرة الغضب وكاد أن يتحدث لكنها تأوهت بخفه واضعه يدها على بطنها.. تحولت نظرات الغضب فجأة إلى القلق والهدوء وتساءل بلهفة :
-مالك؟! حاسة بأية؟!
ابتلعت ل**بها بهدوء وتحدثت بصوت منخفض :
-مفيش حاجة بطني وجعتني فجأة بس
-طيب لازم نروح لدكتور
تأملت عيناه للحظات واحتضنت بطنها بذراعيها وهي تقول بحزن :
-روحت لدكتورة وقالت لي اني.. اني حامل..
حملق بها في دهشة وطال **ته دون أن يتفوه بكلمة فشعرت بالحزن وتساءلت بصوت مبحوح :
-مش فرحان؟.. ولا مش عايز أطفال حالياً؟!
فاق من المفاجأة يحرك رأسه بخفة ثم ابتسم وقال بجدية :
-طبعاً فرحان.. لكن في احيانا حاجات بتحصل تغطي على سعادتنا
أطرقت رأسها عاقدة بين حاجبيها وقالت بحزن :
-عندك حق.. بس أي اللي حصل؟
أمسك بيدها وضع راحتها على شفتيه يقبلها برقه ثم اقترب منها أكثر واحتضنها قائلاً :
-بعدين نتكلم.. حاليا لازم ترتاحي
ثم ابتعد عنها وحملها على ذراعيه واتجه نحو الداخل فرفعت رأسها تنظر إليه بحزن واضح حتى لامعت عينيها من الدموع.. فما زال قلبها مصدوما به بشدة وتتمنى لو كان كابوسًا وتستيقظ منه.. دخل الغرفة و وضعها على الفراش برفق ثم وضع الغطاء عليها ومسح على وجنتها برفق بعد أن جلس على الحافة وتساءل في شك أن تكون علمت بعمله مع ذلك الرجل :
-أنتِ ممكن تشكي اني اعمل حاجة غلط؟..
رفعت جذعها عن الفراش تومئ بالنفي ثم احتضنته بشدة لتجد نفسها تبكي.. رفع يده ومسح على كتفها بلطف وهو يقول بتأكيد :
-خلاص خليكِ واثقه فيا واطمني
***
وقفت أمام مرآة المرحاض تنظر إلى الاختبار لتجد النتيجة إيجابية.. وجدت نفسها تبتسم وتركت الاختبار لتضع يديها على بطنها بشكل قلب وأخذت تتحدث مع نفسها وكأنها تتحدث مع جنينها.. بمجرد أن رأت النتيجة إيجابية سامحت الجميع وبالتحديد والده.. محت كل شيء صعب مرت به من ذاكرتها.. نسيت قلبها وعشقها وكل شيء إلا ذلك الجنين الرائع.. ستغير حياتها من أجله ستنسي كل شيء يلهيها عنه.. وجدت نفسها تعشق والده فجأة وكأن شيئاً لم يكن..
توضأت وخرجت من المرحاض تصلي فرض الصبح ثم ركعتين شكر لله على هذه الهدية الرائعة.. عقب انتهائها ارتدت ثياب رسمية واستعدت للذهاب إلى الشركة.. هبطت إلى الطابق السفلي لترى مالك يتناول فنجان القهوة فتعجبت ثم وقفت أمامه متسائلة :
-أنت فطرت؟
تناول أخر رشفه في الفنجان ونهض قائلاً :
-اه الحمد لله.. قولت اسيبك نايمة براحتك
همهمت ثم قالت بابتسامة واسعة :
-أصل أنا كنت حابه اكلم معاك في موضوع مهم
اتجه صوب الباب وهو يقول بعدم اهتمام :
-نأجله لوقت تاني.. ورايا مشوار مهم
ثم خرج مغلقاً الباب خلفه فلوت ثغرها في تذمر وجلست أمام مائدة الطعام تفطر بمفردها.. بعد ربع ساعة تقريباً انتهت ونهضت ثم خرجت من المنزل واستقلت السيارة في طريقها إلى الشركة..
عند وصولها ترجلت ودلفت إلى الداخل ومن ثم دخلت غرفة الأجهزة الجديدة لتجد كلا من مروان وآدم يرتبون كل شيء.. ألقت عليهم الصباح فابتسم آدم إليها وهو يبادلها بالصباح ثم أعطي لها مستند وقلم.. فبدأت تسجل كل شيء بدلاً من شقيقها.. وقف مروان إلى جوارها ينظر إلى ما تكتب إليه وفي ذات الوقت دخل مالك.. شعر بالغضب من وجود مروان لكن لم يعطي لهم اهتمام و وقف أمام آدم يعطي مستند مهم.. بدأ يتفقد أوراقه ومالك ينظر إلى الأجهزة في تأمل ورفع يده يحك ذقنه ويبدو أنه يخطط لشيء ما
***
-بفكر أروح التصوير اقا**ه
قالت كلماتها بتفكير عميق فردت حياة وهي تشخبط على الورق :
-نصيحة مني بلاش يا جنى
تساءلت ببساطة :
-ليه بقى؟ وأي المشكلة؟!
رفعت عينيها عن الأوراق لتنظر إليها وقالت بجدية :
-افتكري أخر مقابلة بينكم قال أيه.. هو شايف إنك غلطتي و واضح جداً من كلامه انه مستحيل يغفر لكِ الخطأ ده.. تقومي أنتِ تروحي له تاني وتعرضي نفسك للإحراج
جلست على المقعد الخاص بها وهي تنفخ في شدقيها بسأم وقالت في تذمر :
-كنت فكره انك ممكن تفديني
-هو انا لما أقولك الحقيقة ابقى مش بفيدك
لوت ثغرها بضجر بينما دخلت مساعدة آدم وطلبت من حياة أن تأتي ثم ذهبت.. نهضت عن المقعد متجه نحو الخارج ومن ثم إلى غرفة المكتب.. وقفت تدق الباب ثم دخلت مغلقة الباب خلفها فنظر إليها في تذمر قائلاً :
-مش قولت لك تقعدى في البيت اليومين دول
تحدثت ببساطة :
-لقيت نفسي كويسه.. لو تعبت أكيد همشي
-وليه تستني لما تتعبي.. حياة على البيت حالًا
قال آخر كلماته بحسم فعقدت بين حاجبيها وقالت بحنق :
-مابحبش أقعد في البيت يا آدم
آدم من بين أسنانه بغيظ :
-بطلي عند واسمعي الكلام
أومأت بالإيجاب مضطرة ثم تساءلت في توجس :
-أنت هتسلم الشحنة امتى؟
سؤالها جعله يتيقن انها علمت بكل شيء.. وضع سيجارة بين شفتيه وقام بإشعالها ونفث دخانها في الهواء وقال بمكر :
-أول مرة تسألي السؤال ده.. ليه يا حياة عايزه تعرفي؟!..
أطرقت رأسها تفرك في أصابع يديها بتوتر ويبدو عليها الحيرة بين قول الحقيقة و الكذب حتى لا يغضب منها لكنها تود أن تطمئن عليه.. ابتسم بخفة ثم وضع السيجارة أعلى المطفأة ونهض عن المقعد متجه نحوها و وقف أمامها وهو يقول بأسف :
-مش واثقه فيا يا حياة..
رفعت رأسها إليه وأخذت تحرك شفتيها فقط تود أن تتحدث لكن لا تستطيع وكأن الحديث توقف في حلقها.. فقال بحده :
-شوفت عربيتك قدام البيت.. نفسي في مرة تصارحيني بكل حاجة بنفسك
لامعت عينيها من الدموع وفي لحظة هبطت على وجنتيها.. وضمت يديها في بعضها البعض وتحدثت ببكاء :
-مقدرش أقولك على عمي ده لأني مسحته من دماغي.. لكن فاجئني لما قالي إنك بتشتغل معاه
قبض على مع**ها عاقدًا حاجبيه بشده وصاح بسأم :
-أنا زهقت من كتر حواراتك وكذبك.. بعد ما بقينا كويسين مع بعض ليه مقولتيش على كل حاجة.. و يا عالم مخبيه أي تاني عليا
اغمضت عينيها لتهبط الدموع بغزارة على وجنتيها وهي تقول بصوت مبحوح ممزوج بالدموع :
-هقولك على كل حاجة يا آدم.. صد صدقني
تن*دت بصوت مستمع وأغلقت عينيها وكادت أن تسقط ألا أنه لحق بها وأحاط خصرها بذراعه يضمها إليه بشدة.. فتحت عينيها ببطء وتشبثت في قميصه من الخلف فقال بهدوء على ع** الغضب القاطن في قلبة بفضلها :
-خليني أوصلك البيت
ابتعد عنها ومسح دموعها بإبهامية ثم أحاط كتفها وسار بجوارها حتى خرجا من غرفة المكتب وتركها تقف أمام المصعد الكهربائي و ذهب إلى مكتبها وعاد بحقيبة يدها فأخذتها متمة بالشكر ثم غادرت الشركة برفقته
***
دخل الغرفة بعد أن دق الباب فنظر والده إليه بنظرات قاتلة وقال بعصبية مفرطة :
-أنت جايبها عشان تقتلني.. تشارك في قتل أبوك
وقف أمام الفراش ثم ضحك ضحكة ساخرة وقال في تعجب :
-دلوقت بقيت أبويا.. على العموم لو عايزك تموت ماكنتش تبرعت لك بالدم
-أنت جاي عايز أيه يا حازم؟!
رفع حقيبة الأموال قائلاً :
-نص المبلغ اللي اتفقنا عليه والباقي بعد ما نكتب زهره باسمك وتطلق هنا..
تقدم نحوه و وضع الحقيبة إلى جوار الفراش ثم نظر إليه يحك وجنته وتابع بهدوء :
-متخافش على نفسك انت كويس.. الجرح سطحي وممكن تخرج بكره
ربت على كتفه وترك الغرفة وغادر المستشفى ثم استقل سيارته.. وأنهى بعض أعماله ثم اتجه إلى مشفى الأمراض النفسية.. عند وصوله صف السيارة جانباً ثم ترجل ودخل متجه صوب غرفة الطبيبة مباشرة.. ودخل بعد أن قرع الباب بمجرد أن رأته بدأت توبخه بحده دون أن يتفوه بكلمة.. انتظر حتى أنهت حديثها وقال بتأكيد :
-أنا متوقع منك كل الكلام ده وعندك حق.. لكن اوعدك مستحيل يتكرر
-أنا اللي مستحيل أخرجها هنا غير بعد ما تبقى كويسه.. أسفه يا متر
جلس على المقعد المجاور إلى المكتب وقال بحنق :
-دكتوره حضرتك عارفه كويس اوي ان هنا مش مجنونه.. وكل الأدوية اللي بتخدها دي غلط
تن*دت بصوت مستمع وتحدثت بوجل :
-لو أثبتنا ده هنا هتدخل السجن على اللي عملته
ارتفع إحدى حاجبيه بعد أن توحشت ملامحة بفضل ما هتفت به للتو قائلاً :
-يعني عارفه ان هنا مش مجنونه.. طيب تعرفي بقى ان دي جريمة يا دكتوره..
قال آخر كلماته بتهديد فوضعت رأسها بين يديها وبدت الحيرة على كل خلجة من خلجات وجهها.. شعر بإن ثمة شيء تخفيه ولهذا تساءل باهتمام :
-دكتورة من فضلك لو فيه اي حاجه خايفه منها قوليلي
أزاحت يديها عن رأسها وتحدثت في رهبة بصوت منخفض :
-عم هنا هو اللي عايزها تفضل في المستشفى.. هي قالتلي انها هددته لو موقفش جنبها ويخلصها من والدك هتبلغ عنه عشان بيتاجر في السلاح.. جالي هنا وهددني لو كتبت لها على خروج هيموتني وانا بصراحة خوفت..
ابتلعت ل**بها بصوت مستمع وتابعت بذات الرهبة :
-حتى لما هربت جالي ومد أيده عليا وقالي لو مرجعتش في خلال أيام هقتلك.. والحمد لله انت جبتها وانقذتني
أخذ يهز رأسه باشمئزاز قائلاً :
-تاجر سلاح.. أي الق*ف ده
***
وقف أمام نافذة المكتب يرسل رسائل إلى يونس.. بعد دقائق دخل الرجل الكبير فوضع الهاتف في جيب سرواله ثم نظر إليه.. دخل بعض الشباب وضعوا صناديق الأسلحة وال*****ن وخرجوا.. بدأ آدم يطمئن على كل شيء ثم نظر إليه يومئ بالموافقة قائلاً :
-تمام يا باشا
-هريحك مني قريب.. يعني فاضل أربع شحنات بس وهبطل شغل
قال ساخراً :
-أه طبعا بعد ما بقيت اغنى أغنياء البلد من تجارة السلاح والم**رات
أكد على حديثه وبعد لحظات تفاجأ بتبادل إطلاق الرصاص في الخارج.. ركض إلى النافذة و وقف يتطلع إلى الخارج ليرى الضباط يقتحمون المنزل.. فجز أسنانه بشدة ونظر إلى آدم نظرة قاتلة واتجه نحوه و وقف يأخذ بتلابيبه عنوة وصاح بحده :
-أنت تبلغ عني أنا يا آدم.. أنا هقتلك
دفعه للخلف ليتراجع خطوة وما زال يتطلع إليه ببرود.. أخذ المسدس ورفعه ليطلق الرصاص عليه واستقرت الرصاصة في ص*ره فعقد حاجبيه متاوهًا بخفه.. في ذات الوقت اقتحم يونس الغرفة رافعا المسدس على الرجل وهو ينادي آدم بلهفة قلق واضحة :
-آدم
بينما دخل خلفه بعض الضباط وتم القبض عليه.. وقف يونس أمامه ينظر إلى ص*ره في دهشة وكاد أن يتحدث ألا أنه لم يرى دماء ورأى الص*رية الو**ية.. ض*به على ص*ره عنوه وقال بحده :
-يا شيخ خضتني عليك.. وبعدين انت قولت لي مش هتلبسها
-فكرت قولت لازم البسها.. لكن حاسس بالم في ص*ري.. المهم مب**ك عليك الترقية
ثم غمز له فاتسعت ابتسامته يحرك رأسه في كلا الاتجاهين واحتضنه بشدة مربتا على ظهره.. ثم ابتعد عنه و وضع يده في يده قائلاً :
-أنت السبب في الترقية الكبيرة دي يا آدم.. يا رب دائما نفضل سند لبعض
-يا رب يا يونس.. المهم أيه اللي المفروض يحصل بعد كده.. يعني مش عايزني اسلمك اللي هناك كمان
-للأسف ده مش تابعنا بس أكيد هيعترف عليه.. المهم امشي أنت دلوقت.. وأرجوك تروح المستشفى علشان الوجع اللي في ص*رك
ربت على كتفه وأوصاه على نفسه ثم ترك المنزل واستقل سيارته ثم غادر المنزل.. وضع سماعه في أذنه واتصل على حياة التي أجابت عليه بعد لحظات.. اطمئن عليها ثم قال وهو ينتبه إلى الطريق من خلال المرآة الجانبية :
-أجهزي أنتِ وزهره عشان هعدي أخدكم ونروح الفيلا
***
دقت الساعة الحادية عشر مساء فترك الفراش وبدل ثيابه بهدوء حتى لا تستيقظ مرام.. القى نظره سريعة عليها ثم خرج مغلقا الباب خلفه بهدوء ومن ثم ترك المنزل واستقل سيارته وتحرك في طريقة إلى الشركة.. فكر في شيء شيطاني وسيقوم بتنفيذه الليلة.. سيطر الانتقام عليه سيطرة كاملة ولم يهدأ له بال إلا إذا انتقم من مروان..
عند وصوله صف السيارة وترجل ودلف إلى الداخل بكل سهولة لكونه يعمل في الشركة ونسيب آدم.. وقف أمام الغرفة المسؤولة عن كاميرات الشركة ينظر إلى كلا الاتجاهين.. ثم دخل وفصل سلك النت المسؤول عن تشغيل الكاميرات ثم خرج متجه صوب الغرفة التي بها الأجهزة الجديدة ودخل مغلقا الباب خلفه..
فتح عن الأجهزة وبدأ ي**ر شاشات الحاسوب ثم وضعهم كما كانوا وكأن شيئاً لم يكن.. ثم عاد إلى الغرفة الثانية وقام بتوصيل نت الكاميرات ثانية وغادر المكان بالكامل عائداً إلى المنزل.. وعند وصوله دخل المنزل بهدوء ومن ثم صعد إلى الغرفة ليجد مرام ما زالت نائمة.. ف*نهد بعمق وبدل ثيابه ومدد على الفراش برفق..
استيقظت في الصباح مستعدة للذهاب إلى الشركة بحماس.. بحثت عن مالك لم تجده فوضعت يدها على بطنها ثم خرجت واستقلت السيارة في طريقها إلى الشركة.. عند وصولها ترجلت ودلفت إلى الداخل لترى آدم.. وقفت أمامه وبعد تبادل السلام بينهم أمسكت بيده وقالت بابتسامة واسعة :
-ألف مب**ك يا حبيبي.. ماما لما قالت لي على خبر حمل حياة فرحت جدًا
رفع يدها إلى شفتيه يقبلها بلطف وقال مبتسماً :
-الله يبارك لي فيكِ يا كرزتي.. عقبالك
ارتفع حاجبيها في تعجب ثم تقدمت خطوتين ورفعت جسدها قليلاً لتكون في مستوى وهمست في أذنه :
-أنا حامل
نظر إليها بلهفة وبارك لها بمرح فلامعت عينيها من السعادة وقالت بهدوء :
-أنت أول واحد تعرف على فكرة حتى لسه مقولتش لمالك
تساءل باهتمام :
-ليه بقي؟!.. ده حتى معاكِ طول الوقت
-بصراحة ماجتش فرصة خالص.. الشغل واخده اليومين دول..
ثم أردفت :
-المهم أخبار الشحنة أي؟
-خلاص تحركت من ساعتين ومروان هيكلمني أول ما توصل
أومأت بالإيجاب بينما جاءت جنى وقفت بينهم وبعد تبادل الصباح بينهم تركهم آدم وذهب إلى عمله.. دخلا المصعد الكهربائي وجنى تقص عليها ما أخبرتها حياة به فقالت بتأكيد :
-حياة عندها حق يا جنى.. مينفعش تفتحي معاه مواضيع تاني
توقف المصعد فخرج الاثنان و وقفوا أمام بعضهم وقالت جنى بحزن واضح :
-حاسة اني عايزه اكلمه.. اعمل أيه
-في كذا طريقة وكذا حجة.. اعملي اللي يريحك
أومأت بالإيجاب ثم كلا من منهم ذهب إلى غرفة المكتب لمتابعة العمل
***
" مساء ذات اليوم.."
تركت زهره مع والدة آدم وصعدت إلى الطابق العلوي ومن ثم دلفت إلى غرفة آدم.. جلست على حافة الفراش تطلع إلى الفراغ تفكر أن تخبره بكل شيء قبل أن يعلم من طرف أخر.. لكن لا تستطيع أن تخبره وهي تنظر إليه.. فكرت أن تكتب له على الورق وهمت بالوقوف لكنها تفاجأت بدخوله الغرفة مغلقاً الباب خلفه.. ثم نظر إليها ويبدو عليه الحزن الشديد ومع ذلك اطمئن على حالتها.. ثم جلس على حافة الفراش فجلست إلى جواره تتأمله بدقة وتساءلت في توجس :
-مالك؟!
أدار رأسه ناحيتها مقطب جبينه ورد بصوت منخفض :
-الشحنة وصلت م**ره كلها
جحظت عيناها في ذهول ثم وضعت يدها على كتفه وقالت في دهشة :
-ازاي يا آدم؟.. العيب من أي طيب
...... يتبع