"الفصل السابع.. " من الجزء الأول" الشرقية الفاتنة.. "

3830 Words
اذكروا الله يا جماعة الخير ??.. " الفصل السابع .." " اذا كان الزمن يقتلك فقوي قلبك واقتلهِ أنتِ.. أنتِ داخل معركة مع الزمن والأيام ولن تتحملي الخسارة.. يكفي ما تركتي يضيع من بين يد*ك الأيام الماضية فاستعدي لحياة جديدة بكل قوة وحماس.. فهذه الأيام لا تحتاج إلى الضعفاء.." كانت تقرأ تلك الكلمات التي قامت بكتابتها داخل دفترها المميز.. قد كتبت هذا يوم خطوبتها من مالك كنوع من التشجيع على دخول تلك المغامرة الجديدة.. على أمل أن تنسى حبها الأول لكنها فشلت في النسيان حتى الآن ومع ذلك لم تيأس قط وتحاول أن تنزعه من قلبها لتضع مالك مكانه.. لكنه شيء يحتاج إلى الصبر والإصرار.. دق الباب فوضعت الدفتر أسفل الوسادة وأذنت بالدخول ففتح آدم الباب و وقف ينظر إليها لترمقه بنظرات سريعة وطلبت منه أن يدخل.. دخل مغلقا الباب خلفه وتقدم صوب الفراش ليجلس أمامها وقال بهدوء : -ممكن أعرف حلوتي ماجتش الشركة ليه النها ردة ؟! ردت بنبرة سأم : -شوية زهق مفاجئ كده -زهقانه روحي نادي أو اشغلي نفسك في كذا حاجة.. مش تحبسي نفسك في غرفتك أومأت بالإيجاب مبتسمه وردت بصوت منخفض : -أنت صح ضيق عيناه قليلا وكأنه يقرأ أفكارها وقال بتأكيد : -زعلانه مع مالك.. قولي لي عمل أيه وأنا اعلقه من رجله أمسكت بيده ضاحكة بخفه ثم قالت بنبرة حانية : -أبدًا ده هو طيب خالص.. لكن ممكن يكون اوڤر شوية في الغيرة صفعها على وجنتها بخفة مازحًا وهو يقول : -الغيرة عمرها ما كانت اوڤر.. غيرة يعني حب عشق جنون.. ليجد نفسه يتذكر حياة وتابع بنبرة حب كأنه يحدثها هي : -الغيرة يعني عايز حبيبتي ليا لوحدي.. ما تتكلم ما حد غيري مفيش حد يقرب منها وألا اكله بسناني تن*دت بهيام مستنده بوجنتها على قبضة يدها قائلة : -وأيه كمان يا رومانسي ؟!.. ض*بها على جانب رأسها بخفيه فابتسمت وقالت باهتمام : -سيبك مني دلوقت.. المهم أنت صرفت نظر عن الخطوبة ولا أيه تنحنح بخفية ناظرًا إلى الأمام و رد ببحة صوته المميزة : -لاء أنا فكرت في كلامك.. قولت لسه معرفهاش كويس ولازم اتعرف عليها اكتر -اوكي ربنا يوفقك أحدهم قرع الباب فأذنت بالدخول لتفتح الخادمة وأخبرتهم أن والدتهم في الأسفل.. صفقت بسعادة وهمت واقفة ترتدي حذائها المنزلي وركضت إلى الخارج.. لحق آدم بها وهبط إلى الطابق السفلي ثم صافح والدته وقبلها على رأسها مرحب بها في منزلها.. جلست مرام على يد المقعد الذي تحتله والدتها "جيهان.. " وقالت بسعادة واضحه : -ماما فرحانه أوي عشان رجعتي خرج حازم من غرفة المكتب متجه نحوهم وسلم على والدته ثم جلس على الأريكة إلى جوار شقيقه ينظر إلى الأمام في **ت بينما هي تنظر إليه بحزن لكنها ابتسمت وهي تقول : -أنا طلبت الطلاق واطلقت لينظروا إليها في صدمة ثم نظروا إلى بعض في دهشة للحظات من ال**ت.. ثم نظر آدم إليها وتساءل في ذهول : -ليه عملتي كده ؟ ردت بحده : -عشانكم.. مش ده اللي انتم عايزينه نهضت مرام عن المقعد وهي تقول بحنق : -لاء مش ده اللي احنا عايزينه.. احنا مش عايزين غير راحتك وسعادتك رفعت رأسها إليها تنظر لها بعتاب ثم نهضت عن المقعد و ردت بحدة البكاء : -وأنا مش عايزة غير سعادتكم حتى لو هخسر سعادتي -أمي احنا كنا معترضين على وجوده هنا بس مش اكتر قالها حازم بهدوء لتلتفت إليه ترمي بنظرة عتاب وفضلت ألا ترد عليه واتجهت نحو الدرج.. فأمسكت مرام بيد الحقيبة ولحقت بها ساحبه الحقيبة خلفها.. وضع آدم يده على كتف شقيقة ليدير رأسه إليه وقال بجدية : -مش قادر اوصف لك سعادتي يا آدم شدد على كتفه و رد بتأكيد : -هي عملت كده عشانك.. اتمنى تعوضها وتخفف عنها *** في الصباح ذهبت مرام إلى العمل وخرجت من المصعد الكهربائي متجه نحو غرفة المكتب لكنها توقفت عن السير عندما تذكرت حياة.. فغيرت مسارها إلى غرفة مكتبها و وقفت أمام الباب لترى الموظف الذي انتقل بدلا من جنى ثم نظرت إلى حياة وتقدمت نحوها ساحبه مقعد لتضعه أمام المكتب وجلست عليه.. رفعت رأسها إليها ثم ابتسمت فذكرتها مرام بها وبعد تبادل السلام هتفت : -حبيت اتعرف عليكِ اكتر ونبقى أصحاب ردت برقه : -ده شرف ليا -الشرف ليا طبعا.. أنتِ ما شاء الله بقيتي معروفه لاء وكمان صورتك على المجلات باسم الشرقية الفاتنة.. ابتسمت متمتمه بالشكر فقالت : -أحنا ناخد ارقام بعض ونتكلم.. وأنا وجنى هنخرج بكرة نتعشى أي رأيك تيجي معانا -أه حاضر بإذن الله أخرج معاكم ابتسمت بود ثم أعطت لها الهاتف طالبه منها أن تسجل رقمها فأخذته وسجلت الرقم ثم أخذت مرام الهاتف واستأذنت منها لتذهب إلى غرفة المكتب.. عند وصولها دخلت وتفاجأت بوجود مالك فزفرت بهدوء وأغلقت الباب بينما هو نهض عن المقعد ينظر إليها بجمود وقال : -جبت لك كروت الفرح زي ما طلبتي وقفت أمامه تنظر إلى الكروت التي على سطح المكتب ثم نظرت إليه متمتمه بالشكر فاتجه نحو الباب لكنها أوقفته بالقبض على مرفقه لينظر إليها مقطب جبينه فتساءلت باضطراب : -شكلي أنا اللي كنت اوڤر صح ؟ تركت مرفقه فاعتدل في وقفته يتأملها للحظات و رد بتأفف : -صح اوڤر في كل حاجة -أنا بعتذر عن اللي حصل مني لاحت ابتسامة على ثغرة ثم قال بنبرة حب : -لاء ما تعتذريش.. أنا اللي كنت عصبي شويتين أومأت تأكيدَا على حديثه ثم ابتسمت قائلة : -طب ممكن تختار معايا كارت الفرح أرتفع إحدى حاجبية ثم تناول الكروت من أعلى المكتب وأخذ يقلب لها كي تختار حتى لفت نظرها كارت أ**د في أبيض.. أخذته وفحصته ثم نظرت إليه بابتسامة رقيقة وأخبرته بموافقتها لهذا الكارت فأخذ الكارت وبارك لها مقدما لتبادله بالتهنئة ثم تركها وغادر.. تن*دت بعمق وجلست على المقعد الخاص بها تعمل بحماس *** وضع النادل العصير أمام هنا والقهوة أمام حازم فأخذت رشفة من العصير وعيناها عليه بينما هو يحرك أنامله على الطاولة شاردا.. ضمت يدها ودقت على الطاولة لينظر إليها ثم زفر بهدوء وتساءل : -أنتِ تعرفي آدم ؟! ارتبكت من الداخل دون أن توضح ذلك و ردت بكل هدوء : -آدم مين ؟.. أنا تعاملت مع أشخاص كتير بنفس الاسم ضيق عيناه بشك يتذكر حديث شقيقة في لحظات ثم قال بصوت مبحوح : -آدم كمال عبد الرحمن سلحدار أخويا تصنعت بأنها تذكرت وقالت مسرعة : -أه افتكرته إتقابلنا حوالي أربع مرات كان في بينا مشروع إعلان لكن ماكملش.. ثم أردفت : -بس تصدق أنا اتفاجأت انكم أخوات.. أومأ بخفة رافعا فنجان القهوة وأخذ أول رشفة بينما هي قلقت من **ته لكنها نجحت في عدم ظهوره وابتسمت بمرح متسائلة : -أنت بتاخد اجازة امتى من الشغل ؟ -أنا باخد اجازة في الوقت اللي انا عايزة ردت بحماس شديد : -حلو.. أنت تاخد اجازة ونطلع رحلة لشرم مثلاً أو اسكندرية.. رفع حاجبيه متعجباً فابتسمت بخجل قائلة : -ما هو لازم نتعرف على بعض اكتر استند بذراعه إلى الطاولة وتساءل بشك : -هو احنا ما ينفعش نتعرف بدون سفر ؟! اختفت ابتسامتها تدريجياً وأومأت بالإيجاب قائلة : -ينفع طبعا.. بس قولت نغير جو نظر إلى النادل وأشار له طالبا الشيك لتحدق به وأصابها الشعور بعدم الارتياح.. وصل النادل واعطى له الشيك ليدفع ثمن المشروبات وبزيادة ثم نهض عن المقعد وهو يشير لها أن تنهض.. ف*ناولت الحقيبة ولحقت به واضعة يدها أعلى ص*رها.. ثم استقلت سيارته ناظره إليه بينما هو يشغل محرك السيارة ومن ثم غادر.. أخذت تفكر لما هو تغير بهذه السرعة ؟! فتصرفاته اليوم مريبة لدرجة كبيرة *** دخل آدم الشقة ينظر حوله بحثًا عن حياة لكنها غير ظاهرة أمامه.. فاتجه صوب الغرفة خاصتها و وقف يدق الباب بقبضة يده الصلبة ولم يستقبل رد فاضطر لفتح الباب ليرى الغرفة خالية.. أخبر نفسه أنها من المحتمل مع ابنتها في المستشفى ودلف إلى غرفته ليبدل ثيابه.. بعد مدة من الزمن خرج ينظر حوله فصدح رنين الهاتف الذي يضئ باسم حازم.. أجاب عليه وهو يتجه صوب الصالة ومن ثم جلس على الأريكة يستمع إلى شقيقه ثم رد بحسم : -أنا قاعد يومين في الشقة اللي اشترتها -طيب ابعت لي العنوان اجيلك تساءل في تعجب : -هو الموضوع مهم لدرجة أنك تجيلي ؟! -أكيد ومش هينفع في التليفون نظر إلى ساعة يده التي تدق العاشرة والنصف مساءً ثم قال بحسم : -هستناك بكرة في الشركة يا حازم.. يلا سلام أنهى معه المكالمة وانتظر حياة لكن طال الوقت ولم تأتي بعد.. ف*ناول الهاتف وتفحص موقع "انستجرام " يقلب الصور بسأم حتى ظهرت أمامه صورة تجمع بين كاميليا و حياة منذ دقائق قليلة.. تأملها بدقة ليرى إشارة لشركة انتاج عرض الأزياء فقام بفتح الصفحة وتفاجأ بصورة عارضات الازياء ومن بينهم حياة.. ليشعر بالغضب الشديد عندما رآها واقفه إلى جوار أحد رجال الأعمال ومن ثم شاهد فيديو للحظة خروجها للعرض.. ثم فصل الهاتف وتركه بعنف ناظرًا إلى الفراغ بحده كبؤبؤ من نيران الجحيم ثم اشعل سيجارة يدخنها ليزداد جحيم على جحيم أكبر.. اشارت عقارب الساعة إلى الحادية عشر والربع مساء لتأتي حياة ودخلت مغلقة الباب خلفها بهدوء ونظرت حولها لم تنتبه من وجوده خارج الشرفة واتجهت صوب الغرفة.. لكنها توقفت عند منتصف الطريق عندما نداها بنبرة عنيفة والتفتت بهدوء تطلع إليه بحذر بينما هو يقترب نحوها و وقف أمامها قابضا قبضته وقال بفحيح مرعب : -أنا سمحت لك تروحي عرض الأزياء ؟! لترفع احد حاجبيها بجرأة قائلة : -أنت صدقت انك جوزي بجد ولا أيه؟!.. دي مجرد ورقة وجد نفسه يقبض على ذراعيها بقوة غارسًا أناملة بها لتعقد حاجبيها متأوه بخفه مع شعور قوي بالخوف بفضل نظرات الحده الموجه لها الذي ستقسمها إلى نصفين بينما هو صاح بنبرة غيرة عنيفة : -أنتِ اللي مصدقه أنها مجرد ورقة.. الواقع بيقول إني جوزك وغصب عنك تنفيذي كل اللي أطلبه منك حاولت جاهدة منع دموعها لكنها فشلت وامتلأت وجنتيها بالدموع الساخنة المؤلمة التي تهبط من القلب أولا ثم عينيها ثم ردت بنبرة ضيق : -أنا وافقت غصب عني يعني الجواز ده باطل استدار بها نصف استدارة وجعلها تلتصق بالحائط وقال بنبرة متوعدة : -مايهمنيش المهم إنك مراتي.. وممنوع تشاركِ في أي عرض أزياء وإلا هتندمي على اليوم اللي اتولدتي فيه حدقت في عيناه بعمق ودموعها تهبط ببطء لتجد نظرات شيطان ليست نظرات بني آدم.. حتى نبرة صوته تشعرها بالخوف والقلق وعدم الأمان ثم قذفت كلماتها بصوت مبحوح من فرط الخوف : -أنت شيطان أومأ بالنفي و رد بكل برود لكن نبرته حاده : -لاء أنا اقوى من الشيطان.. أنا اللي بعلم الشياطين تمشي ازاي فأحذري جحيمي واسمعي الكلام ثم ترك ذراعيها ببطء لتشعر بالألم يتجدد وتابعته بمقلتيها حتى دلف إلى الغرفة مغلقا الباب خلفه بقوة لينتقض بدنها ثم تحركت صوب الغرفة تمسح على ذراعيها حتى دلفت إلى الغرفة وأغلقت الباب جيدا.. أما آدم فوقف أمام النافذة يحرق سيجارة تلو الاخرى حتى شعر بألم في ص*ره وأخذ يسعل بقوة ثم جلس على حافة الفراش وتناول بعض الماء من القارورة التي تقع أعلى المنضدة الصغيرة.. ثم أراح بدنه على الفراش يتطلع إلى سقف الغرفة يتذوق كلماته التي هتف بها ليرى كم هي مؤلمة وكيف تحملت تلك الإهانة ؟!.. حياة وحدها من تمتلك الإجابة و وجد نفسه يقبض على شعره من الأمام لعل ألم الضمير يهدأ لكنه يزداد.. فنهض عن الفراش وض*به بقدمة عدة مرات بغل ثم خرج من الغرفة ليقف أمام باب غرفتها وانتظر أن يستمع أي صوت حتى بكائها لكن لا يوجد أي صوت.. حاول فتح الباب لكنه لم يفلح فدخل غرفته وعاد ومعه المفتاح وقبل أن يفتح قرع الباب مرتان ولم يستقبل رد.. أدخل رأسه فقط رآها ممدده على الفراش بثياب الخروج.. دخل وأغلق الباب بهدوء ثم تقدم نحوها وجلس على حافة الفراش برفق يتطلع إليها عن قرب ليستمع إلى صوت شهقات منخفضة تخرج من ص*رها ودموعها الساخنة مازالت تهبط ببطء على وجنتيها بالرغم من أنها نائمة.. مد يده ليمسح دموعها ثم نهض يلف حول الفراش ومدد إلى جوارها ثم ضمها إليه بلطف ومسح على شعرها حتى ذهب إلى النوم *** تخللت اشاعة الشمس من ثقوب النوافذ.. كانت ليلة متعبه حقا والدموع أثرت تأثير كامل على عينيها فانتفخت قليلًا مع لونها الذي أصبح أحمر.. فتحت عيناها تدريجياً تتأوه بصوت منخفض بفضل شعورها بالألم في جميع مفاصل جسدها والتفتت لتشهق بهلع بمجرد أن رأت آدم إلى جوارها وهمت واقفة بجسد يترنح فاستيقظ مفزوعا على صراخها.. ثم وقف يتطلع إليها بهدوء فتساءلت في دهشة : -أنت ازاي دخلت هنا ؟ تن*د بهدوء واضعاً يده خلف شعره يداعبه بخفه وقال بنبرة نعاس : -معايا مفتاح ثم اتجه صوب الباب فالتفتت معه لتنظر إليه وتساءلت بحنق : -أنت ليه تدخل اصلًا ؟ وقف أمام الباب يجز أسنانه واستدار برأسه يتطلع إليها بجمود يخفي خلفه قلقه عليها وقال ع** ما يشعر به : -حبيت أثبت لك اني سايبك بمزاجي خرج مغلقا الباب خلفه فجلست على حافة الفراش تعانق نفسها وبعد لحظات مددت على الفراش تضم قدميها إلى ص*رها كوضعية الجنين وبدأت تبكي دموعًا ساخنة تهبط على دموعها التي جفت.. حسبت أنها هربت من زوج والدتها إلى حياة مليئة بالهدوء لكنها تفاجأت بأنها هربت من جحيم إلى جحيم أقوى.. لم تحسب يومًا أن هذا سيحدث لها يومًا ما.. فكانت فتاة تتميز بجمالها وأخلاقها وتعيش حياتها في أوربا بكل هدوء وسكينه لكن انقلبت حياتها رأسا على عقب.. كل هذا وأكثر دار حول عقلها حتى احتجازها الشعور بالشلل وعدم الحركة.. فتوقفت عن البكاء فجأة تلعن الضعف والألم الذي يسيطر عليها بالكامل ونهضت عن الفراش والتأوهات تفلت من بين شفتيها رغما عنها.. وصلت إلى المرحاض الملحق بالغرفة بجسد يترنح و وضعت بدنها أسفل الماء البارد رغم الطقس البارد.. لكنها ترى أن البارد سيطفئ نارها ولابد من تحملها وانتفض بدنها بالبداية لكنها اعتادت تدريجياً.. بعد انتهائها خرجت شاعرة بالحماس والقوة وارتدت سروال جينز وكنزة بيضاء بكم وفوقها معطف أخضر يصل إلى خصرها ثم تناولت حقيبة يدها وخرجت متجه صوب الباب مباشرةً من ثم خرجت من الشقة بل من العمارة بأكملها.. استقلت سيارة أجرة وذهبت إلى كاميليا أولا وعند وصولها أعطت لها المال الخاص بها وفستان للعرض المقبل وأيضا مفتاح سيارة حتى تقوم بشراء سيارة لها شكرتها بامتنان.. ثم شردت للحظات تفكر في آدم لكنها لم تستسلم لرغباته قط وأخذت الفستان وغادرت في طريقها إلى العمل.. عند وصولها صفت السيارة ومن ثم صعدت إلى الشركة متجه صوب غرفة مكتب آدم.. وقفت مع السكرتيرة للحظات حتى أذنت لها بالدخول و دخلت بنظرات قوة وتحدي.. استند بظهره إلى المقعد يتطلع إليها بجمود بينما هي أخرجت المال التي استلمته للتو و وضعته على سطح المكتب لينظر إليه بعدم فهم وهي تقول بجدية : -ده اللي اخدته من عرض أمبارح.. يا ريت تقبله مني وربنا يقدرني واسدد لك باقي المبلغ أعتدل في جلسته مشيراً بسبابته إلى الأموال وقال بحسم : -خدي فلوسك يا حياة.. أنا مستحيل اخد الفلوس دي حياة بإصرار : -لاء معلش خدها.. أنا أخدت عهد على نفسي اسدد المبلغ ده.. وكل شهر مش هاخد غير نص مرتبي وهسدد من النص التاني من فضلك رفع احد حاجبيه وتساءل بحنق : -أنتِ لسه م**مة تشتغلي عارضة ؟.. أومأت بتأكيد فض*ب بقبضته على مكتبه لتشعر بالخوف لكنها خبأته خلف حدتها.. قال هو بعصبية مفرطة : -بطلي العند اللي في دمك ده عشان بعد كده هتبقى أفعال مش بس كلام تن*دت بعمق تمسح على شعرها من الأمام للخلف ثم زفرت بهدوء وتحدثت ببرود على ع** النيران المتملكة من قلبها : -عشان أسمع كلامك لازم تعلن جوازنا عشان اطلع وأقول أنا هسيب شغلي عشان جوزي.. بس انت طبعا مستحيل تعلنه عشان أنا.. بدأت تعد على أصابع يديها بنبرة تحولت من القوة إلى الضيق : -واحده قذرة وع***ة وما أصلح اكون زوجة آدم بيه السلحدار رجل الأعمال المعروف.. تجمعت الدموع حول مقلتيها في لحظة وتابعت بنبرة بكاء تقتلها ببطء : -أنت أجبرتني اجوزك فياريت تسبني اعمل اللي أنا عايزاه واسدد لك المبلغ واطمن على بنتي.. بعدها بس هعملك كل اللي انت عايزة وهكون زوجة حقيقة برضايا لحد ما تزهق مني وتطلقني قطب جبينه يجز أسنانه بشدة فكلماتها بمثابة سهام قاتله من نيران الجحيم تخترق بدنه بعنف.. لديه رغبة في احتضنها الان ويخبرها بأنها فتاة رائعة متحملة ما لا يستطيع أحد تحمله ولها منه كل الاحترام والتقدير وأخيرًا يعبر لها عن عشقه لها وغيرته القاتلة عليها لكنه لم يفعل.. فلديه كبرياء يقطع ص*ره أشلاء وكل ما فعله أنه استدار بالمقعد مستند برأسه إلى أنامله طالبا منها أن تأخذ الأموال وتذهب.. ابتلعت ل**بها بهدوء وخرجت دون أن تأخذ الأموال.. بعد لحظات استدار ليرى الأموال فحرك رأسه في كلا الاتجاهين يخبر نفسه بأنها حقا عنيدة.. ثم تناول ظرف أبيض وضع داخله الأموال وكتب اسمها عليه ثم وضعه في احد ادراج المكتب وأغلق بالمفتاح ثم تطلع إلى الأمام بهدوء *** كانت تشعر بالسعادة الغامرة وهي تراجع أوراق السيناريو تحت أنظار شريف.. ليرى كم هي عاشقة لتلك المهنة والوحيدة الملتزمة بالمواعيد وتحفظ دورها سريعا.. صفق المخرج الشاب الذي يدعى " ياسر " طالبا منهم الوقوف أمام الكاميرا.. وقف شاب وفتاة وبعد أن إذن لهما بالتمثيل بدأ كلا منهم بقول الحوار وخطأ الشاب عدة مرات وأيضاً الفتاة.. أخذ ياسر يعطي لهما بعض النصائح لتهتم جنى بكل حرف ينطق به بعد مدة من الزمن جاء دورها المنتظر أخيرًا و وقفت أمام الكاميرا.. وقامت بتمثيل دورها بكل إتقان ونشاط ليرى ياسر كم هي موهبة رائعة وتفعل المستحيل من أجل الوصول لحلمها.. أشار شريف لها أن تأتي فتقدمت نحوه بابتسامة واسعة و وقفت أمامه فقال بإعجاب : -مب**ك يا جنى.. مبدعة ما شاء الله عليكِ تن*دت بعمق و ردت بنبرة شغف : -متشكرة جدًا استاذ شريف.. وشكرًا لدعمك -تستحقي.. المهم أنا ببشرك بمستقبل مشرق في عالم التمثيل.. ثم أردف : -أنا موصي ياسر عليكِ عايزك ترفعي راسي.. لأني مش هكون موجود الفترة الجاية عندي مسلسل هبدأ فيه تصوير من بكرا -مب**ك وبالنجاح مقدمًا بإذن الله.. ثم تابعت بجدية : -حقيقي حضرتك مبدع سواء في الإنتاج أو الإخراج تمتم بالشكر ثم رفع سبابته مشيرًا إليها قائلا : -المسلسل الجاي هتبقي معايا كممثلة ثم غمز لها فاتسعت ابتسامتها وهي تدعو ربها ثم ودعها وغادر.. رفعت يدها تضعها أعلى ص*رها تتن*د بعمق وغمزته لها التصقت في عقلها وتحمست للعمل على نفسها أكثر وأكثر.. فاقت من شرودها على نداء ياسر لها والتفتت إليه فقال بجدية : -أنتِ ممثلة شاطرة وعندي مسلسل بعد شهرين لو اشتغلتِ على نفسك اكتر هد*كي دور فيه خرجت شهقة خفيفة من بين شفتيها وتساءلت بعدم تصديق : -حضرتك بتكلم جد ؟! لاحت ابتسامة جانبية على ثغرة وقال وهو يتفحص ملامحها بإعجاب : -طبعا أنا عمري ما اهزر في حاجة زي دي ضمت يديها إلى بعضها البعض متمتمه بالشكر بامتنان ثم قالت بحماس قوي : -اوعدك انك هتشوف شغل كويس جدًا وارفع راسك -ده اللي متأكد منه يا انسه جنى *** -هنا دي كانت بترسم عليا وعايزة ترتبط بيا بالعافية قال كلماته ببرود تام وهو يقلب أوراق مستند بين يديه بينما أنصدم حازم من كلماته وتساءل بعدم تصديق : -آدم انت فاهم بتقول أي ؟! وضع المستند جانبًا لينظر إليه بجمود و رد بجدية : -طبعًا فاهم.. أنا اللي مش فاهم انت بتسأل باهتمام ليه ؟! -لأني سألتها قالت لي كان بينكم مشروع إعلان لكن مكملش أومأ بالإيجاب ثم تن*د وقال بهدوء : -دي حقيقة وضيف عليه اللي قولته ادار رأسه إلى الأمام ناظرًا إلى الفراغ بتفكير عميق تحت أنظار شك موجه له من قبل آدم.. ثم نهض حازم واستأذن ليغادر فالتقط آدم علبة السجائر وأخذ سيجارة وضعها بين شفتيه واشعلها ليزفر دخانها بهدوء.. بعد لحظات دق الباب فنظر إليه مقطب جبينه ليجد حياة تدخل و وقفت أمام المكتب وقالت برسمية : -أنا خلصت شغلي النها ردة بدري عشان اروح اشوف بنتي.. وحبيت ابلغك أن فيه عجز في اخر شحنة اتص*رت ثبت السيجارة على المطفأة ليمد يده لتعطي المستند وفحصه سريعًا ليجد العجز فرفع سماعة الهاتف وطلب من مرام الحضور الان ثم وضع السماعة وقال بجمود دون أن ينظر إليها : -شكرا عشان واخده بالك من شغلك كويس ظهرت على شفتيها شبه ابتسامة و ردت برقة : -العفو ده شغلي و واجب عليا حاول أن يرفع رأسه لينظر إليها فقد اشتقت العيون لرؤيتها والقلب لاحتضانها لكن ا****ة على كبرياء العقل الذي يحيط عنقه ويشدد عليه ليشعر بالاختناق والضيق إذا فعل شيء بغير إرادته.. فاق من شروده على دخول مرام التي وقفت تصافح حياة وتبادل السلام بينهم ثم نظرت إلى آدم فتساءل بحنق : -في عجز في الحسابات ليه أستاذة مرام ؟! ضمت يديها في بعضها البعض طالبة السماح في نبرة صوتها : -آدم أنا بجد كنت ملغبطه الفترة دي جدًا.. أكيد أنا غلطت في حاجة و اوعدك هظبط كل حاجة رد بحده : -ما يحصلش تاني و ركزي في شغلك أعطت له تحية بمرح قائلة : -تحت امرك يا فندم.. ثم نظرت إلى حياة وتابعت بصوت منخفض قليلا : -ما تنسيش معادنا النها ردة أومأت بالفهم ثم غادرت مرام مغلقة الباب خلفها فتساءل باهتمام وهو يزفر دخان سيجارته : -معاد أي ؟! أخبرته بالمعاد بكل صراحه ثم استأذنت وغادرت متجه نحو المصعد الكهربائي.. بينما حاول آدم التخلص من التفكير بها لكنه لا يستطيع.. حاول اشغال نفسه في العمل لكن الشيء السيء بالنسبة له أنه يراها في كل مكان أمامه ونبرة صوتها يستمع إليها كأنها مازالت معه.. اتضح له أن حياة مرض اخترقه ويبدو أنه لن يستطع أن يتخلص منه *** في المساء ذهبت إلى المشفى كي تطمئن على طفلتها لترى طبيب يدعى " كرم " يتابع حالتها.. وقفت تسأل عن حالتها وهو يطمئنها عليها فنظرت إلى الصغيرة بابتسامة وقبلتها على جبينها بحنان.. بينما وقف الطبيب أمام سلة قمامة صغيرة يخلع القفازات وهو يقول دون تردد : -اللي أنتِ بتعمليه ده جريمة.. لتنظر إليه بلهفة وعدم فهم فاستدار عاقدًا ذراعيه أمام ص*ره وتابع بابتسامة باردة : -خ*ف طفلة من الملجأ وكمان تعالجيها على حسابك دي جريمة حدقت به في ذهول وتساءلت باضطراب : -أنت.. انت مين ؟! -أنا دكتور كرم بتابع حالة زهرة اللي أنتِ خ*فتيها من الملجأ.. وأنا الدكتور المسؤول عن حالة الاطفال في الملجأ واول ما شوفتها عرفتها تقدمت نحوه و وقفت أمامه تلهث باضطراب وهي تقول بنبرة صادقة : -دي بنتي صدقني بنتي.. أنا مقدرتش اسجلها باسمي عشان.. توقف الحديث في حلقها تزفر بهدوء ثم تابعت بصوت متحجر : -المهم وهي صغيرة ودتها ملجأ وكنت بروح أشوفها.. ولما طلبت اخدها رفضوا رد بحده : -فخ*فتيها.. أطرقت رأسها بحزن عاجزة عن الرد فقال هو بقصد التهديد : -موضوع زي ده لو أتعرف هتبقى فضيحة خصوصًا انك بقيتي معروفة يا فاتنة رفعت رأسها إليه تتأمل عيناه بعمق لتفهم أنه يهددها ولابد أنه يريد مقابل حتى لا يخبر أحد بذلك السر.. تساءلت بصوت منخفض م**ور : -والمطلوب أي عشان تكتم السر ؟ مسح يديه في بعضها البعض وقال بجدية : -اعضاء بشرية.. شهقت بفزع واضعة يدها أعلى ص*رها فابتسم بخفة وهتف ساخرًا : -بكرة تتعودي.. هسيبك يومين تفكري ثم تركها وخرج مغلقا الباب خلفه فالتفتت لتنظر إلى زهرة المنشغلة بترتيب الألغاز وقلقت عليها من ذلك الطبيب الب*ع المعدوم الضمير والرحمة.. اتجهت نحو نافذة الغرفة و وقفت أمامها تطلع إلى الفراغ بخوف واضح لتهبط دموعها على وجنتيها ببطء فحقا خرجت من جحيم إلى جحيم أقوى.. دخلت الممرضة فمسحت دموعها براحة يدها والتفتت متجه نحو الفراش وجلست مع الطفلة لنصف ساعة حتى ذهبت إلى النوم من ثم تركتها.. رن هاتفها فأخرجته من حقيبة يدها لتجيب على مرام التي تساءل لما تأخرت ؟! فأخبرتها أنها في طريقها إليها ثم أنهت المكالمة و استقلت السيارة متجه إلى العنوان الذي أرسلته مرام إليها.. ......عند وصولها صافحة كلا من مرام وجنى وجلست على المقعد المجاور لمقعد مرام ومن ثم طلبوا العشاء.. تبادلوا الحديث عن حياتهم الشخصية حتى علمت أن جنى تحب آدم فتساءلت في دهشة : -طب ليه مقولتيش لآدم ؟! ردت بسأم وكأن حبها له أصبح ليس له قيمة : -هو عارف وكل ما كنت احاول اقرب هو يبعد أومأت بالفهم بينما جاء النادل وضع أمامهم أطباق الطعام وغادر.. أمسكت الملعقة وبدأت تحركها داخل طبق الصوص بشكل دائري و وجدت نفسها تفكر في آدم تحاول أن تصفى له لكن ما فعله قسم قلبها إلى نصفين.. فاقت من شرودها على كلمات جنى على آدم : -اخوكي متكبر يا مرام ومعاملته نشفه جدا أومأت بالنفي و ردت بجدية : -بس طيب.. آدم أتحمل المسؤولية من بدري اوي.. في الوقت اللي كان اصحابه بيخرجوا فيه وعايشين حياتهم هو كان بيتعلم الشغل في الشركة ودا كله بسبب بابا الله يسامحه بقى تابعت حديثهم عن آدم باهتمام واضح ولم تعلم سبب نبضات قلبها التي تدق في ص*رها بتوتر حتى ارتعشت يديها.. هل لانهم يتحدثون عن زوجها الذي لا تستطيع التحدث عنه ؟! أم لأنها أصبحت عاشقة له ؟!.. صفعت نفسها من الداخل عندما فكرت في ذاك العشق اللعين.. كيف تجرأ قلبها على عشقة وهو يقسو عليه بشدة ودائما ما يهينها بكلماته.. فكلمات الإهانة بمثابة صاروخ نووي يقضي على قلبها بالكامل *** يتبع رايكم يهمني ?❤️?.. سمر عمر ?✏✏✏..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD