اذكروا الله يا جماعة الخير ??..
" الفصل السادس .."
في الصباح الباكر ذهب حازم إلى المكتب الخاص به.. وجلس يفرز أوراق القضايا ويرتب المواعيد لتدخل السكرتيرة بعد لحظات حاملة باقة ورد حمراء و وقفت ليرفع رأسه إليها لكنه تفاجأ بالورد فقالت :
-في واحده برة عايزة تقابل حضرتك وجابت لك الورد ده
ثم وضعته أعلى سطح المكتب فنظر إلى الورد وبدأ يبحث عن كارت يخبره بهوية تلك السيدة لكنه لم يجد فأذن لها بالدخول.. التفتت متجه نحو الباب وخرجت لتدخل هنا بعد لحظات مغلقة الباب خلفها.. زفر بسأم من وجودها في حياته رغماً عنه ونهض عن المقعد وقال بحده :
-لو سمحتي اللي بيحصل ده غلط.. وأنا مستحيل أقبل الورد ده
ردت بهدوء :
-خلاص اوكي.. أنا اسفه..
ثم تناولت باقة الورد وقالت بنبرة حزن :
-أنا عايزة أتكلم معاك أرجوك اديني فرصة..
عصر جبينه بأنامله ثم جلس على المقعد عازمًا عليها بالجلوس فجلست على المقعد المجاور للمكتب وقالت بتأفف :
-ما هو مش معقول افضل افكر واخطط عشان اوصلك ويوم ما اوصلك اسيبك بسهولة كده
تساءل بسأم واضح :
-أنتِ عايزة أي بالضبط ؟!
أطرقت عينيها وسحبت سحابة الحقيبة لتأخذ منها كارت ابيض متوسط الحجم ثم اغلقتها ونظرت إليه بحب قائلة :
-أنا مقدرش أقولك.. لكن هسيب لك الإجابة
-على فكرة أنا مابحبش الألغاز والكلام الفاضي
وضعت الكارت أعلى المكتب واضعة يدها عليه فهبط بمقلتيه إلى يدها ليعود بالنظر إليها بعد لحظات وهي تقول بجدية :
-صدقني دي مش ألغاز ولا كلام فاضي.. لما تقرأ هتفهم
ثم نهضت عن المقعد وهي ترتدي الحقيبة واستأذنت وغادرت مغلقة الباب خلفها بهدوء.. فانتظر للحظات ثم تناول الكارت وفحص بعينيه كلماتها التي تحمـل " أنا معجبة بيك و بحبك.. "ورقم الهاتف الخاص بها تعجب من كلماتها وأخـذ يفكر منذ متى وهي تعرفة ؟.. دخلت السكرتيـرة فوضع الكارت في جيب سرواله وبدأ عمله دون تفكير
***
قدمت جنى الاستقالة ومضى آدم عليها وهو يخبرها بأن مكانها سيظل موجوداً إذا أرادت أن تعود إلى العمل.. تمتمت بالشكر ويبدو عليها الحزن والغضب من موافقته السريعة على الاستقالة.. مد يده إليها فنظرت إلى تلك اليد التي تودعها بندم وحصرة ثم صافحته لتلمس يده للمرة الأخيرة بالنسبة لها وضغطت عليها قليلا كأنها تترجى ألا يتركها فهي تحتاج إليه دائماً.. لكنه لم يشعر بها يوماً ما وسحب يده وتمنى لها نجاح باهر..
لاحت ابتسامة شاحبة على ثغرها ثم ودعته وغادرت متجه نحو غرفة المكتب الخاصة بها وتحركت مقلتيها في جميع أنحاء الشركة كتوديع وأيضا مانعه دموعها من الهبوط.. تن*دت بعمق ثم دلفت إلى الداخل وأخذت حقيبتها ثم ودعت حياة فنهضت عن المقعد واحتضنتها لتبادلها بالعناق وقالت حياة :
-رقمي معاكِ كلميني لو عوزتي حاجة.. وبإذن الله أشوفك نجمة كبيرة
ابتسمت متمتمه بالشكر ثم ابتعدت عنها و ودعتها بعد ذلك غادرت وبمجرد أن خرجت من الشركة هبطت دموعها الخائنة على وجنتيها مستسلمة للبكاء لدرجة كبيرة.. نظرت إلى الشركة نظرة أخيرة من الخارج ثم استقلت السيارة وغادرت..
أما في الأعلى تحدثت حياة مع الممرضة كي تطمئن على حالة الصغيرة وبعد لحظات تفاجأت بدخول آدم ومعه السكرتيرة وشاب.. توترت من نظراته الحادة وأنهت المكالمة سريعا ثم نهضت عن المقعد تنظر إليه بخجل واضح.. بينما أشار آدم إلى ذلك الشاب وقال بجمود :
-المحاسب بديل لجنى
تحركت من مكانها لتتقدم نحوهم بخطوتين مرحبة به ليحدق الشاب بها وتقدم نحوها ووقف أمامها وصافحها بشغف قائلا :
-حياة الملقبة بالشرقية الفاتنة.. مش مصدق اني هشتغل معاكِ وعلى فكرة أنتِ في الطبيعة أجمل كتير
ابتسمت بسعادة قائلة :
-شكرًا جدًا لحضرتك
بادلها بالشكر لكونه سيعمل معها بينما جز آدم أسنانه ولامعت عيناه للمرة الأولى بلمعة الغيرة وقال بنبرة عنيفة :
-أنت ارجع مكتبك حالًا
نظرا إليه وتعجبت حياة من رد فعله وكاد الشاب أن يتحدث ألا أن أمره آدم للذهاب إلى مكتبه للمرة الثانية.. فنفذ رغبته وغادر فابتسمت ابتسامة خفيفة لكونها شعرت بأنه يغار عليها وازداد شكها عندما طلب من السكرتيرة أن تذهب إلى زميله في المكتب وتأتي به ليعمل هنا بدلًا من الثاني.. خرجت فورًا مغلقة الباب خلفها فاستندت حياة إلى المكتب عاقدة ذراعيها أمام ص*رها ناظرة إليه بتحدي..
التفت إليها بثقل يقترب منها بخطوات بطيئة وهو يقول من بين أسنانه :
-عاجبك كلام الغزل ده
ردت ببرود شديد ممزوج بنبرة الهيام :
-جدًا.. لطيف أوي ورقيق كمان
وقف أمامها مباشرةً يحتلها بوضع يديه على المكتب فشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجنتيها فابتلعت ل**بها بصوت مستمع دليلًا على توترها.. واستنشقت عطرة الرجولي الذي قشعر بدنها بالكامل وتطايرت فراشات معدتها إلى قلبها ليدق برهبة شديدة.. بينما هو محدقا في عينيها ليجد نفسه يرفع يده وازاح خصلة شعرها التي تشبه خيوط الشمس وقت الغروب ووضعها خلف أذنيها ليهبط بيده إلى عنقها.. فأغمضت عينيها تبتلع ل**بها بتوتر و وضعت يديها على ص*ره محاولة إبعاده لكنه أحاط خصرها مقربًا إياها منه ودفن وجهه بين ثنايا عنقها مستنشقا رائحة عطرها الأنثوي الممزوج بجسدها البراق و وجد نفسه يقبلها على عنقها فانتفض بدنها مستشعره بالضعف وهي بين يديه..
لكنها فاقت على نفسها وحاولت ابعاده بحسم قائلة :
-لو سمحت ابعد عني
ابتعد عنها واستند بجبينه على جبينها وقال بثقل وهو يمرر أنامله على وجنتها :
-أنتِ ناسية إنك مراتي.. وماينفعش تقولي لي ابعد
ثم هبط بمقلتيه السوداء إلى شفتيها ومسح عليها بإبهامه فنظرت إليه واصطبغا وجهها بحمرة الخجل حتى أصبحت لا تشعر بقدميها ليراها كم هي ضعيفة بين يديه ومستسلمة له لدرجة كبيرة.. فميل برأسه قليلا واطبق شفتيه بقبله رقيقة بالقرب من شفتيها فجزت أسنانها واتسعت عينيها في ذهول ودقات قلبها تقرع كالطبول داخل آذنيها.. ابتعد عنها قليلا وكاد أن يقبلها ثانية ألا أن دق الباب فشهقت بهلع بينما هو ابتعد عنها ناظرًا إلى الباب مقطب جبينه..
التفتت حياة تمسح على وجنتيها وهو يأذن بالدخول فدخل ذلك الشاب الذي طلبه للعمل وقال برزانه :
-تحت امرك مستر آدم
تنحنح بخفية وأشار إلى مكتب جنى قائلا :
-دا مكانك الجديد.. بالتوفيق
أبتسم متمتمًا بالشكر فأومأ بخفة ونظر إلى حياة ثم غادر متجه نحو غرفة مكتبه.. تصنعت بأنها تنظم المكتب وهي ترحب به دون أن تنظر إليه خوفًا من أن يرى توترها ثم استأذنت وخرجت متجه إلى المرحاض بخطوات سريعة.. عند وصولها دخلت و وضعت الماء البارد على وجهها عدة مرات ثم رفعت رأسها إلى المرآة تحدث نفسها سرا :
-ازاي تسمحي له يقرب منك بالطريقة دي ؟!.. حبيت يا قلبي ولا ايه ؟!.. لاء مهما كان ما تنسى يا قلبي كلماته اللي وجعتك والكرامة فوق كل شيء حتى الحب
يبدو أن كلمات الإهانة ملطخة وجهها تاركة أثر لجرح كبير داخل قلبها وتوعدت له بأيام من جحيم.. فما فعله معها اليوم استنتجت منه أنه وقع في عشقها ويغار عليها أيضا وستعبث على هذا الوتر الحساس
***
لم تكن مجرد فتاة عابرة في حياته مثل باقي الفتيات التي رآهم من قبل بل شيء أكبر بكثير.. شيء لم يتوقعه يوما ما فمنذ أن رآها وهو يراها في كل مكان وفي جميع النساء.. كلما حاول أن يشغل نفسه في شيء آخر يتفاجأ بأنها هي ذلك الشيء لتصبح حياته والأ**جين الذي يبقي حيًا.. وكل دقيقة يتألم قلبة اشتياقًا لرؤيتها ولكنه كلما تذكر ابنتها يغضب بغضب الغيرة التي تذ*حه..
قاطع افكاره دخول شقيقته مرام فنظر إليها واعتدل في جلسته.. بينما هي أغلقت الباب بهدوء و وقفت أمام المكتب تنظر إليه بحنق قائلة :
-كنت فين يا آدم ؟ قلقتني عليك
-متقلقيش يا حبيبتي انا كنت في الشقة اللي اشترتها
جلست على المقعد المجاور للمكتب وقالت بتوجس :
-يبقى في حاجة حصلت ضايقتك.. انت مابتروحش هناك غير لسبب ده
أبتسم وهو يومئ بالنفي وقال بهدوء :
-ابدًا يا روحي أنا بس حبيت اروح هناك.. وهروح النها ردة كمان
-طب ممكن تديني العنوان عشان اجي وأطمن عليك..
أومأ بالنفي فنهضت عن المقعد وقالت بحده :
-طيب براحتك بس خلي تلفونك مفتوح عشان بنقلق عليك
في ذات اللحظة دق الباب ودخل مروان مغلقا الباب خلفه.. تفاجأت مرام به بينما وقف هو ينتقل ببصرة بينهم ثم ثبت نظرة على آدم قائلا :
-مستر آدم كله تمام والشحنة وصلت بسلامة
ثم مد يده بتقرير ليأخذه آدم وهو يقول برسمية :
-تسلم يا مروان حقيقي أنت شاب ملتزم وشايف شغلك كويس
-تحت أمر حضرتك.. بعد اذنك
اتجه نحو الباب وخرج ف*نحنحت مرام بخفيه واستأذنت هي الأخيرة للذهاب إلى عملها لكنها في الأصل تود أن تلحق بمروان.. خرجت بخطوات سريعة لتجده يقف أمام المصعد الكهربائي فنادت عليه لينظر إليها ثم ابتسم.. وقفت أمامه تلتقط أنفاسها بهدوء وقالت بإحراج :
-أنا كنت مستنياك ترجع عشان اعتذر عن الكلام اللي قولته في النادي
رد وهو يتأملها بحب :
-أنا اصلا نسيت انتِ قولت أيه.. كل اللي فاكره إنك عندك حق في كل حرف قولتي
ظهرت ابتسامة رقيقة على ثغرها وقالت بهدوء :
-أه بس ماكنش ينفع أقولك كده.. أنا اسفه
شرد داخل مقلتيها للحظات و وجد نفسه يقول دون تفكير :
-عارفه يعني أي تقولي لي أسفه؟!.. يعني تزعليني لميت سنه قدام ومش هنتظر منك اعتذار..
ثم أردف بجدية :
-اسفه دي كفيلة تخليني مزعلش منك خالص مهما عملتي
-متشكره على كلامك الرقيق ده
مد يده إليها قائلا :
-أنا اللي متشكر
صافحته واتسعت ابتسامتها ليأتي مالك فجأة و وقف إلى جوارها فنظر مروان إليه بينما اختفت ابتسامتها فجأة وسحبت يدها من يده.. استأذن مروان ثم ضغط على زر الفتح ودخل المصعد لينغلق الباب تلقائيا.. وقف مالك أمامها يتن*د بصوت مستمع وتساءل باهتمام :
-كنتي واقفة معا ليه ؟! خير
لا تريد أن تخبره بما حدث في النادي وردت بضجر :
-أي السؤال الغريب ده ؟! .. على العموم كنا بنتكلم عن الأجهزة اللي تص*رت
مالك بنبرة ساخرة :
-وهو متعود يمسك ايد اللي بيكلمهم ؟!
ارتفع حاجبيها في تعجب وردت بحده :
-لاء كنا بنسلم على بعض عادي يعني
جحظت عيناه بحده قائلا :
-لاء مش عادي.. واتمنى ما اشوفش المنظر دا تاني
-انت بتتحكم فيا بصفتك أيه ؟!
أمسك بيدها بعنف فتأوهت بخفة بينما هو يريها دبلته قائلا :
-بصفتي خطيبك يا هانم وكمان كام شهر هبقى جوزك
سحبت يدها بعنف وقالت من بين أسنانها بغيظ :
-مالك أنت اوڤر.. بجد بقيت اوڤر
ثم تركته واتجهت نحو غرفة المكتب بخطوات سريعة فالتفت لينظر إليها بحده ثم ضغط على زر المصعد بعصبية مفرطة
***
في المساء جلست حياة مع الصغيرة تسليها وتهون عليها فترة مكوثها في المشفى.. حتى دقت التاسعة والنصف مساءً وعندما ذهبت زهرة إلى النوم قبلتها على رأسها وتركت الممرضة معها وغادرت..
عند وصولها ترجلت من سيارة الأجرة ودلفت إلى الداخل لتستقل المصعد الكهربائي إلى الطابق المنشود ثم وقفت تدق جرس الباب.. انتظرت للحظات وفتح آدم فرمته بنظرة غضب تخبئ خلفها خجلها الشديد منه لكن وجنتيها دائماً ما تبين حقيقة مشاعرها بلونها الذي يتبدل إلى حمرة الخجل فور رؤيته.. دخلت ليغلق الباب ثم اتجه نحو الأريكة ليجلس عليها واضعاً قدميه أعلى المنضدة التي أمامه وقال ببحة صوته الرجولية :
-أنا طلبت بيتزا بالجمبري عندك في المطبخ
سالت نفسها كيف علم بأنها تفضل " البيتزا بالجمبري و.." ثم وضعت الحقيبة أعلى المقعد الذي أمام بار المطبخ المفتوح على الصالة ودلفت إلى الداخل لتفتح علبة البيتزا لتشعر بالجوع الشديد.. أخذتها وجلست أمام الطاولة تتناول بشهية مفتوحه لكونها تعشق ذلك الطعم كثيراً.. بعد دقائق دخل آدم رآها قد توقفت عن الطعام ولم تأكل سوى ثلاثة قطع فتساءل باهتمام غير واضح بفضل نبرته الخشنة :
-ماكملتيش عليها ليه ؟!
ردت بحده :
-شبعت.. وشكرًا على الأكل
ثم نهضت عن المقعد و وضعت ما تبقى منها داخل الثلاجة ثم خرجت فلحق بها و وقف يناظرها ببرود وهي تأخذ الحقيبة واتجهت نحو الغرفة لكنه أوقفها بسؤاله :
-مش واخده بالك من المستندات ولا ايه ؟!
توقفت عن السير والتفتت إليه فأشار إلى الأريكة لتنظر إلى ما يشير إليه لترى خمسة مستندات لتعود بالنظر إليه متسائلة :
-جايبهم هنا ليه ؟
-عشان تخلصيهم.. عايزهم بكره الصبح على مكتبي
ارتفع إحدى حاجبيها وقالت بتحدي :
-وأنت بقى واثق اني هوافق اخلصهم النها ردة
تقدم نحوها و وقف أمامها مباشرةً وقال بثقة عالية :
-أنا بكل ثقة اقدر اخليكِ تعملي اللي أنا عايزة
لتتذكر ما حدث اليوم في الشركة وقالت من بين أسنانها :
-وأنا اقدر اخلي قلبك يولع
وجد نفسه يقبض على فكيها بعنف لتعقد حاجبيها متألمة وقال بفحيح محذر بالخطر :
-متستغليش حبي ليكِ وتستفزيني.. عشان أنتِ عارفة كويس أنا ممكن أعمل أيه
ثم تركها بدفعه لتتراجع خطوتين للخلف وقالت بعنف :
-انا مش بحبك.. هو الحب بالعافية
اتجه نحو الاريكة وجلس عليها واضعا رسغه فوق ركبته الأخرى عاقدًا ذراعيه أمام ص*ره وقال مبتسما :
-بس أنا بحبك.. كفاية اني بحبك
-طبعا ما انت لازم تقول كده بعد ما غرتك فضحتك
ضحك ضحكة عالية قاصدا أن يستفزها ويبدو أنه نجح في ذلك ثم قال ببرود :
-من غير الغيرة أنا مش هنكر حبي لكِ.. من أول يوم شوفتك فيه وكنت ناوي اطلب ايدك لكن أنتِ عاندتِ معايا وطلعتي واحده حقيرة
تجمعت الدموع حول مقلتيها وهي تقول بنبرة بكاء :
-طالما انت شايفني حقيرة اكرهني وطلقني.. والفلوس اللي دفعتها لعملية بنتي اوعدك اني اردها لك
عقد بين حاجبيه وقال ساخراً :
-هو زر.. اضغط عليه أحبك اضغط تاني أكرهك ؟!
صاحت بعصبية :
-حتى لو عارف اني بكرهك ومش عايزاك في حياتي؟.. وعايزة اعيش حياتي زي ما أنا عايزة واختار البني آدم اللي اتجوزه مش المفروض عليه
قبض قبضته بقوة حتى برزت أوردته وقال بنبرة متملكه :
-أنا مايهمنيش حبك مش عايزة.. المهم اني بحبك ومش هبطل اني احبك.. ومستحيل اسيبك تتجوزي غيري وغصب عنك تعيشي معايا عشان أنا بحبك..
حدقت به في ذهول فقد اعترف بكل سهولة أنه يحبها ولا يريدها أن تتزوج من رجل غيرة.. نهض عن الأريكة متجه نحوها و وقف أمامها مباشرةً ينظر إلى عينيها بحب واضح ثم رفع يده صوب وجنتها ليضعها عليها مستشعرا بنعومة بشرتها وقال بجدية :
-حبيتك يا حياة
أزاحت يده عن وجنتها وتراجعت خطوة للخلف وهي تقول بنبرة بكاء :
-هو الحب عندك بالإهانة ؟!.. الحب إنك تتجوزني بالطريقة دي وتستغل ظروفي الصعبة عشان تضغط عليه ؟!
-أنتِ اللي وصلتيني لكده.. بني آدمة عنيدة ومتهورة
رفعت سبابتها في وجهه بكل قوة وشجاعة قائلة :
-صح ومش ضعيفة ولا عمري هضعف وهثبت على موقفي يا آدم بيه
اتجهت نحو المستندات حملتها وتركته ودلفت إلى الغرفة واوصدت بابها ببالمفتاح.. مسح على شعره من الأمام للخلف عدة مرات ثم تقدم نحو الغرفة و وقف أمام الباب وقال بنفاذ صبر :
-مش هصبر عليكِ كتير.. وبكره تعرفي اني سايبك بمزاجي
ثم دلف إلى الغرفة المقابلة لها مغلقا الباب بقوة.. هدأت من نفسها ونظرت إلى المستندات بسأم ثم بدلت ثيابها وجلست على الفراش لتنهي عملها لكن عقلها منشغل به.. ورغما عنها وجدت نفسها تفكر في كلمة " بحبك.. " الذي قالها بإصرار وقربه منها اليوم فرائحة عطرة مازالت تشمها وكأنه إلى جوارها
***
دقت الساعة الثانية عشر والنصف صباحاً وهو يجلس على الأريكة ينظر إلى كارت هنا.. انتصرت وجعلته يسهر للتفكير بها فقط كغير عادته.. أخذ يسأل نفسه ويفكر ماذا تريد ؟ ومن تكون تلك الفتاة الغريبة ؟.. صوت رسالة هاتفه قاطعت افكاره وتناول الهاتف كي يفحص الرسالة المبعوثة عن طريق تطبيق " واتس اب.." رأى تسجيل صوتي من رقم غير مسجل لكنه رأى صورة هنا الخاصة بالرقم.. فتح الرسالة ليستمع إليها..
" اتمنى تكون صاحي وبتفكر في رسالتي.. "
عقد بين حاجبيه في تعجب وتطلع إلى الكارت ثم ألقى به على المنضدة ونهض ليقف أمام باب الشرفة الزجاجي وضغط على التسجيل قائلا :
"غريبة اني سهران وبفكر فعلا في رسالتك.. دي أول مرة تحصل في تاريخي.."
بعد أن سمعت المسجل تركت الهاتف يسقط على قدميها لتضع يديها على وجنتيها بسعادة ثم تن*دت بهدوء وارسلت له رسالة بنبرة ناعمة :
" أيه ده انت بتفكر فيا.. انت وترتني جدا على فكرة.. "
اتسعت ابتسامته فور سماع الرسالة ثم سجل رقمها واتصل عليه.. حدقت هي في الهاتف للحظات من الصدمة ثم أجابت عليه وتحدثت بنبرة متوترة وبعد تبادل السلام بينهم اتجه نحو الفراش ليمدد عليه قائلا :
-أنا لازم اشوفك تاني.. جو المكالمات ده ماليش فيه
-خلاص اوكي حدد المكان والمعاد وابعت لي على الواتساب
***
عقب وصولها إلى الشركة في الصباح الباكر وضعت المستندات أعلى المكتب وعادت إلى غرفة مكتبها.. رأت الموظف الجديد يتابع عمله بإتقان ويقلب الصفحات فتساءلت إذا كان يحتاج إلى مساعدة أم لا لكنه رد بـ لا ثم شكرها على محاولة المساعدة.. تبسمت له ثم نظرت إلى الهاتف لترى صورة زهرة وعينيها تهتف بالاشتياق لها..
رنة الهاتف قاطعت أفكارها وأجابت فور معرفتها بهوية المتصل.. وبعد تبادل السلام بينهم تبادلوا بالاشتياق ثم قالت بحماس :
-يلا يا فاتنة جهزي نفسك على بكرة عندك عرض ازياء
اتسعت ابتسامتها متمتمه بالشكر ثم نهضت عن المقعد قائلة :
-لازم اشوفك حالا
-حبيبتي أنا في طريقي لشركة آدم هعدي عليه وبعدين نقعد في كافية الشركة نتكلم
أومأت بالإيجاب ثم أنهت معها المكالمة وأخذت تزفر بهدوء.. ترتاح دائما عندما تتحدث مع تلك السيدة لأنها تعاملها كأبنتها وأكثر وعوضتها عن فقدان والدتها.. جلست ثانية وبدأت تنظر إلى الأوراق بحماس كبير للعمل..
بعد عشر دقائق تقريباً وصلت كاميليا إلى الشركة ودلفت مباشرةً إلى غرفة مكتب آدم تحدثت معه في بعض الأمور الخاصة بالعمل الذي بينهم ثم تركته وذهبت.. أخذت حياة واتجها نحو كافية الشركة وجلسا أمام بعضهما البعض وطلبت اثنان من المشروبات الباردة.. ثم نظرت إليها باهتمام متسائلة :
-اخبارك أي واخبار بنوتك ؟
حياة بنبرة رضا :
-الحمد لله احنا بخير.. و زهرة عملت عملية رجليها لسه عميلة زرع القوقعة
تفاجأت بعمل العميلة فقبل أن تغادر البلدة كانت حياة لم تملك المال الكافي بعد وتساءلت في دهشة :
-جبتي فلوس العملية منين ؟!.. اوعي تكوني استلفتي ازعل منك
فركت في أصابع يديها بارتباك محتارة بين الحقيقة والكذب بينما جاء النادل وضع أمامهم المشروبات وغادر ف*ناولت اول رشفة لعلها تهدأ ثم قالت بهدوء متوتر :
-الحقيقة.. أنا الـ العملية كـ كان لازم تتعمل.. وأنا تكلمت مع مستر آدم وطلبت المرتب بدري عن معادة..
وجدت نفسها توقفت عن الحديث تحك جبينها وتفكر بماذا تخبرها وبعد أن طال **تها طلبت منها أن تكمل فأطرقت عينيها حتى لا ترى الكذب داخلهما وأكملت :
-هو رفض بس لما شرحت له ظروفي دفع المبلغ كله وبزيادة.. بس قولت له يخ** نص مرتبي عشان اسدد المبلغ ده واللي هاخده من عرض الأزياء هبعت له نصه
-لاء أنا هتكلم معا وانا هسددها بدالك
رفعت مقلتيها إليها وقالت مسرعة :
-لاء بلاش.. هو اصلا كان رافض اني اسدد المبلغ ده لكن أنا أصريت.. ارجوكِ ما تدفعيش حاجة
-على راحتك يا ست حياة..
ثم أخرجت كارت من حقيبتها ومدت يدها به قائلة :
-دا كارت هيسمح لك بالدخول وفيه العنوان.. هستناكِ الساعة سابعة
تحدثت معها في بعض الأمور الأخرى ثم دفعت حساب المشروبات و ودعتها لتغادر.. تطلعت حياة إلى الكارت ثانية وحركت شفتيها بالهمس :
-اللي جاي أجمل يا حياة.. اصبري
***
" ورشة التمثيل.. "
جلست على الأريكة تنظر إلى الشباب والفتيات زملائها في الورشة ويتحدثون مع بعضهم البعض وهي تتابع حديثهم في **ت.. بعد دقائق جاءت فتاة واعطت لكل منهم ورقة بيضاء لتسجيل بياناتهم.. فحصاتها جنى سريعا ثم أخرجت قلم من الحقيبة وسجلت بياناتها بالكامل ثم أعطت الورقة إليها..
بدأت الفتاة تنادي الأسماء بالترتيب يدخلون غرفة التصوير ويخرجون بعد دقائق قليلة.. استمعت جنى اسمها فهمت واقفه واتجهت نحو تلك الغرفة في توتر و وقفت أمام الباب واضعة يدها على المقبض تدعي ربها أن يوفقها ثم دخلت مغلقة إياه خلفها.. رأت ممثلة معروفة ومخرج فابتسمت لهما وعبرت عن سعادتها لرؤيتهما.. رحبت الممثلة بها وتمنت لها بالتوفيق ثم طلبت منها أن تقف أمام الكاميرا فوضعت الحقيبة جانبا و وقفت أمام خلفيه خضراء ونظرت إلى الكاميرا بهدوء.. طلب المخرج منها أن تبتسم لتنفذ كل ما يخبرها به..
ثم تشاور مع الممثلة في شيئا ما ثم نظرت إليها بابتسامة واسعة و وافقت على انضمامها فصافحتها متمتمه بالشكر.. فطلبت الاخيرة منها أن تذهب إلى غرفة المنتج فالتقطت الحقيبة وخرجت لتأخذها الفتاة إلى غرفة المنتج الشاب المعروف ويدعى " شريف في بداية الثلاثينيات ذو بشرة قمحي وشعر أ**د مع عينين بنيتين.." رحب بها كثيرًا وطلب منها أن تجلس فجلست على المقعد المجاور للمكتب وقالت بنبرة متوترة :
-أنا عارفه حضرتك
لاحت ابتسامة جانبية على ثغرة وقال وهو يضغط على أزرار الحاسوب :
-طيب كويس وفرتي عليه فقرة التعارف..
ثم نظر إليها وقال بجدية :
-شوفت الفيديو بتاعك.. ما شاء الله ادائك كويس جدا محتاجة بس تدريب بسيط
-معاكم بقى بإذن الله اتحسن
قام بطباعة ورقة وأخذها ليمد يده بها فأخذتها وهو يقول :
-احفظي المشهد دا كويس.. بكرة يتمثل قدامنا
ابتلعت ل**بها وتساءلت في توتر :
-هو الـ المخرج اللي هنا و الممثلة هيكونوا موجودين
-لاء مخرج تاني وأنا وبس كده.. أي أسئلة تانية ؟!
أومأت بالنفي ثم نهضت عن المقعد وخرجت لتزفر بهدوء ثم خرجت من العمارة واستقلت السيارة لتتحدث مع مرام وتخبرها بكل شيء حدث فشجعتها واعطت لها بعض النصائح للغد وبعد انتهاء المكاملة تفاجأت باتصال من حياة انتظرت للحظات وأجابت عليها.. بعد تبادل السلام سألتها ماذا فعلت في الورشة لتقص عليها ما حدث بالتفصيل لتهنئها وتمنت لها النجاح الباهر
***
انتظرت في السيارة كثيرًا ومن حين لآخر تنظر إلى ساعة يدها.. ثم نظرت إلى الأمام لتجده يقترب منها واضعاً يده في جيب سرواله الذي من خامة الجينز فابتسمت تدريجياً وبدأت تتابعه بمقلتيها حتى فتح باب السيارة وجلس على المقعد الأمامي.. سحرها برائحة عطرة التي انتشرت في السيارة.. بينما هو رفع نظارته الشمسية على شعره ونظر إليها للحظات ثم تساءل بجدية :
-مين أنتِ بقى عشان تشغلي تفكيري بالطريقة دي ؟
ضحكت ضحكة خفيفة ناظرة إلى الأمام ثم تساءلت :
-هنروح على فين الأول ؟!
-لاء هنا كويس.. بس اعملي حسابك توصليني البيت
فردت ذراعيها قليلا وهي تقول بمرح :
-طبعا يا متر يزدني شرف
تساءل دون تردد :
-أنتِ من الجن ؟!
اتسعت عيناها في دهشة ثم ضحكت ضحكة عالية لتتوقف عن الضحك بعد لحظات مكتفيه بابتسامة واسعة ناظرة إليه في غرابة قائلة :
-دا كله عشان شغلت تفكيرك.. على فكرة ده اللي كنت عايزاه وفعلا انتصرت..
عقد ذراعيه أمام ص*ره مستند بظهره إلى المقعد ناظرا إليها بجدية طالبا منها أن تتحدث عن نفسها فقالت بنبرة ناعمة :
-أنا هنا مديرة شركة إعلانات الفيس بوك و اول ما شوفتك اعجبت بيك جدا وسألت عليك و..
قاطعها بسؤال :
-شوف*ني فين ؟..
وضعت شعرها خلف أذنيها وأطرقت مقلتيها دون أن تجيب فارتفع حاجبيه في تعجب قائلا :
-لدرجة دي الإجابة صعبة ؟!
تطلعت إليه بابتسامة مضطربة وهي تومئ بالنفي وقالت بهدوء :
-كنت في عرض ازياء أستاذة كاميليا وشوفتك هناك
لاحت ابتسامة على ثغرة جعلته جذابا أكثر ومد يده إليها شاردًا داخل مقلتيها قائلا :
-تسمحي لي
وضعت يدها على راحته فاطبق أصابعه عليها وقربها من شفتيه ليقبلها برقه لتشعر بدفء شفتيه فاصطبغت وجنتيها بحمرة الخجل لتسحب يدها فورا وشغلت السيارة ثم تحركت بها.. بعد لحظات رمقته بنظرة سريعة لتجده لا زال ينظر إليها فقالت بنعومة :
-بطل تبصلي لو سمحت
لينظر إلى الأمام لكنه كان يرمقها بنظرات ثقيلة وحالفهم ال**ت حتى وصلت إلى منزله ففتح الباب ونظر إليها قائلا :
-هخلص شوية شغل واكلمك
أومأت بالإيجاب وزمت شفتيها بتوتر واضح.. طال ال**ت دون أن تعلم أنه ينظر إليها ولا يود أن يتركها لتطلع إليه بعينيها تتساءل لما ينظر إليها هكذا ؟.. لوح بيده يودعها ثم ترجل وانتظر حتى تحركت بالسيارة ثم دلف إلى الداخل مغلقا الباب خلفه.. أخذت شهيقا قوياً وزفرته بهدوء و أوقفت السيارة حتى يفتح الأمن البوابة ودخل آدم بسيارته ولفتت نظرة لكنها أشاحت بوجهها بعيداً وتوتر مفاجئ سيطر عليها بالكامل حتى ارتعشت يديها وبمجرد أن دخل بسيارته تحركت وخرجت مسرعة..
صف سيارته أمام الباب ثم ترجل ودلف إلى الداخل ينادي مرام بصوت عالي ليخرج حازم من غرفة المكتب وقال :
-مرام اكيد في الشركة
تقدم نحوه بخطوات بطيئة ناظرا إليه بحده قائلا :
-لاء مش في الشركة ..
وقف أمامه وتابع بصرامة :
-مين اللي خارجة دي ؟
-أه دي واحده معرفة وبينا شغل
أومأ بالإيجاب وتساءل بحنق :
-شغل ايه يعني ؟!.. أنت هتنقطني
ارتفع حاجبيه مندهشًا وقال بتذمر :
-محبش حد يدخل في شغلي
-حقك طبعا يا باش محامي.. بس يا ريت تخلي بالك من نفسك
ثم ربت على ذراعه وتركه ليتجه نحو الدرج تحت أنظار حازم المندهشة.. وانشغل باله بتلك الأسئلة الغير معتاد عليها من آدم ثم دلف إلى غرفة المكتب وجلس على المقعد الخاص به وأمسك بالهاتف يفكر أن يتحدث معها ويسألها عن آدم بطريقة غير مباشرة لكنه تردد في ذلك وترك الهاتف وتابع عمله قاصدًا طرد تلك الأفكار من رأسه
***
يتبع
رايكم يهمني ?❤️?..
سمر عمر ?✏✏✏..