" تسبب في تش*ه قلب كره الحب والرجال معًا.. وتورط هو في الزواج من فتاة وجهها مش*هه بالكامل.. واضطر أن يتقبل ذلك العقاب الشديد لتصبح حياته مش*هه.."
منذ ذلك الحادث الأليم وهي داخل غرفتها تضم قدميها إلى ص*رها ودموعها لم تترك وجنتيها حتى أصبحت جزءًا منها.. أصبح شعرها الذي يصل إلى عنقها مجعد وبشرتها شاحبة وجسدها ضعيف هزيل..
تألمت معادتها من شدة الجوع.. فتركت الفراش وذهبت إلى المطبخ وقامت بتحضير وجبة بسيطة مثل الجبن والخبز فقط.. وجلست على المقعد وبدأت تتناول طعامها بصعوبة بالغة.. وابتلعت الطعام الممزوج بالدموع.. أصبحت حبيسة منزلها لا تود الخروج.. لا تفضل رؤية الأشخاص أو التحدث معهم حتى توقفت عن الحديث النفسي.. وهذا يجعلها لا تشعر بقلبها..
بعد الانتهاء من الطعام تناولت بعض من الماء و وضعت رأسها على الطاولة.. انتفض بدنها عندما استمعت إلى صوت الجرس المزعج.. نهضت عن المقعد واتجهت نحوه بخطوات واسعة و وقفت تطلع إلى من في الخارج بواسطة العين السحرية لترى نجلاء..
فتحت الباب على الفور فدخلت واحتضنتها بشدة وتبادلا السلام بينهم :
-عاملة ايه يا حبيبتي؟!
-الحمد لله على كل حال
ثم ابتعدت نجلاء عنها وأغلقت الباب وهي تقول بحسم :
-حالًا تجهزي عشان تيجي معايا..
أومأت بالنفي فزفرت بسأم :
-مستحيل أسيبك لوحدك لحظة.. وعلى فكرة أنا اتكلمت مع يونس و وافق على الجواز
شهقت بهلع :
-وافق؟!.. أنا قولت مستحيل إنه يوافق
-وافق لما عرف إن الجواز على الورق..
ثم أشارت إلى وجهها وتابعت بحده :
-واللي عمل فيكِ كده هياخد جزاءه
أومأت بخفه ثم أمسكت بيدها وقالت بحزن :
-أنا مش عايزه أحس إني تقيلة على حد
-أوعي تقولي كده أنتِ بنتي التانية.. حالًا تجهزي مش همشي غير وأنتِ معايا
......
" كافية.."
وضع أمامه مشروب ساخن وجلس على المقعد المقابل له ونظر إلى قدمه التي تهتز بشدة من كثرة الغضب القاطن داخله.. حالفهم ال**ت للحظات وقال حازم بهدوء :
-أسمع أنا رأي من رأى عمتو نجلاء..
نظر إليه نظرة غضب واضحة حيث تابع :
-اسمعني دي بنت خالتك وما لهاش حد غيركم.. وده مجرد جواز على ورق
-أنت مصدق نفسك يا حازم؟.. ازاي أتجوز بالطريقة دي
تحدث بحده مفرطة ثم تناول رشفه من القهوة.. صدح صوت الهاتف بصوت رسالة فأخرجه من جيب معطفه وفحص الرسالة ليجز أسنانه بغيظ وأدار الهاتف إلى حازم.. فأخذ الهاتف وقام بفحص الرسالة التي تحمل " نجمة وصلت معايا البيت وكتب الكتاب بعد يومين.." كتم ضحكاته حتى لا يغضب ابن عمه و وضع الهاتف جانبًا..
-أعمل حسابك هاجي انام عندكم النهاردة
-نتشرف بيك يا سيادة المقدم.. لكن مش ده الحل..
استند بظهره إلى المقعد ينظر إلى الأعلى ويبدو أنه منزعج من شيء أخر ليعلم الأخير إنه يخفي شيء أخر فتساءل باهتمام :
-أيه اللي شاغل تفكيرك غير حوار الجواز؟
حرك مقلتيه اتجاهه و رد دون تفكير :
-ثراء.. سافرت قبل ما اتكلم معاها زي ما كنت مخطط.. حاسس إني وجعت قلبها
-حبتها؟
فكر للحظات وأجاب عقلة قبل شفتيه :
-لاء بس هي حبتني بجد.. أنا ماكنش لازم استمر في اللعبة دي
حازم بعقلانية :
-دي مش لعبة ده شغل.. واللي أنت شايل همها دي مطلوبة للعدالة
-بقولك أيه اقفل الحوار ده.. مش طايق أسمع كلمة زيادة
تحدث بسأم واضح فحرك حازم رأسه في كلا الاتجاهين وتناول رشفه من القهوة وبدأ يعبث بالهاتف الخاص به.. أما يونس فشرد في تلك الفتاة الذي تركها بعد أن **ر قلبها..
وجد عقلة يأخذه في رحلة بعيدة حيث كان برفقة تلك الفتاة الحسناء والابتسامة لا تفارق وجهها وهي تأبط ذراعه ويركضون أسفل الأمطار الغزيرة حتي وصلا إلى السيارة.. هم بفتح الباب الأمامي لكنها رفضت وفضلت السير برفقته أسفل المطر.. ارتفع حاجبيه بمرح ونفذ مطلبها.. امسك بيدها وادارها حول نفسها بمرح ليطير شعرها المبلل ويستقر على وجهها.. فقام بوضع شعرها خلف أذنها وهمس بكلمة حب رائعة خ*فت روحها.. وقشعر بدنها ليس من برودة الطقس بل من دفء كلماته والتعمق داخل سوداويته.. مسح على وجنتها بظهر يده ثم أحاط كتفها لتحيط هي خصره وتابعت السير برفقته والسعادة تحتوي قلبها بالكامل
"بالجامعة تحديدًا كلية الطب.."
بعد انتهاء المحاضرة جلست لينا على الدرج ويبدو عليها الحزن لعدم وجود صديقتها معها اليوم.. والذي أخذت قرار حاسم في الانتقال إلى كلية أخرى.. مضى شاب من أمامها لكن بمجرد أن رآها عاد إليها وجلس إلى جوارها فنظرت إليه بحزن لكن ابتسمت..
" يدعى كريم زميلها في كلية الطب.. ذو شعر أ**د وبشرة بيضاء كما يمتلك عينان بنيتان.." تنحنح بخفة وقال مبتسمًا:
-أول مرة أشوفك من غير لميس
استندت بوجنتها على قبضة يدها بحزن متمتمه :
-أه هي مش جايه وخايفة ما تجيش خالص
-ليه بتقولي كده؟
رمقته بعدة نظرات سريعة ثم تن*دت بعمق و وجدت نفسها تتحدث معه بتلقائية :
-عندها مشاكل في البيت وهي حزينة ومش قادره أعملها حاجة
ارتفع حاجبيه بمرح وتحدث ببساطة :
-فكري كويس جدًا وأنتِ تقدري تساعديها..
نظرت إليه بعدم فهم تحرك رأسها في كلا الاتجاهين فقال :
-صديقي كان حزين بسبب انفصال والده والدته وفقد الثقة في كل شيء.. لكن أنا فضلت معا وفهمته أن الحياة مش واقفة على انفصالهم ولازم يحقق ذاته.. وفعلًا قدر حبي ليه كصديق واخد بنصيحتي.. مع إني ما عملتش اي مجهود لإسعاده
-أنت صديق رائع يا كريم.. شكرًا على النصيحة
أومأ بترحاب فاستأذنت وحملت الحقيبة على ظهرها وغادرت المبنى واستقلت السيارة وغادرت إلى وجهتها حاملة الحماس والنشاط معًا..
عند وصولها صفت السيارة وترجلت راكضة إلى الباب و وقفت تدق الجرس.. انتظرت للحظات وفتحت كاميليا واتسعت ابتسامتها فور رؤية لينا وصرخ الاثنان بمرح مع تبادل قبضة النصر بينهم كعادتهم دائما.. ثم احتضنتها واغلقت الباب باليد الأخرى..
-يا قلب عمتو.. دكتورة العيلة الصغننة وحشتيني
-أنتِ كمان وحشتيني جدًا
ابتعدت عنها قليلًا واتجها إلى الاريكة قائلة :
-تعالي يا قلب عمتو احكي لي أخبار الجامعة ايه
جلسا إلى جوار بعضهما على الاريكة وبعد حديث طويل دار بينهم شرحت لها ظروف صديقتها لميس.. وطلبت منها أن تمكث معها حتى انتهاء السنه الدراسية وأنهت حديثها بنبرة حزينة :
-كان نفسي تقعد معايا لكن هي رفضت عشان يونس
-يا قلبي أنا مستحيل أمانع أنتِ عارفه قاعده لوحدي وما بصدق حد يقعد معايا
لكزتها وقد ضمت شفتيها بتذمر طفولي :
-أنا مش ماليه عينك ولا أيه مش أنا بقضي معاكِ نص اجازة الصيف
قبلتها على وجنتها قائلة :
-أنتِ قلب عمتو
رن جرس الباب فنهضت لينا متجه نحوه بخطوات واسعة وفتحت لتجد كلًا من حازم وشقيقها فاتسعت ابتسامتها فيما دخل يونس وض*بها على جانب رأسها بخفه قائلًا :
-بتعملي أيه هنا يا بنت؟
ثم اتجه نحو كاميليا التي قابلته بالعناق في حين صافح حازم ابنة عمه وبعد تبادل السلام بينهم أغلقت الباب ودخلت معه وهو يسأل عن الجامعة فقالت مبتسمه :
-تمام جدًا.. ما تقلقش يا باش محامي هرفع رأس العيلة
اتسعت ابتسامته ثم احتضن عمته وبعدها جلس على المقعد المجاور لمقعد يونس وجلست لينا إلى جوار كاميليا التي تنتقل ببصرها بينهم بسعادة واضحة :
-فرحانه جدًا بوجودكم معايا..
ثم نظرت إلى الضابط والمحامي وتساءلت بمشا**ة :
-أيه اللي جمع بين الباش محامي وسيادة المقدم؟!
-سيادة المقدم غضبان على بيته وكان عايز يقضي اليوم عندنا لكن غير رأيه وفضل يقعد عندك
أومأت بالفهم فضيق يونس عيناه قليلًا وتساءل بحنق :
-أنتِ عارفه؟!
-أه عارفه كل حاجة
-وأنا كمان عارفه
قالت لينا كلماتها بتأكيد فنظر إلى حازم بحده ثم نهض عن المقعد وبدأ يثور بغضب واضح :
-انتوا متفقين عليه بقى
تحدثت كاميليا بهدوء :
-ابدًا يا حبيبي.. هنقعد مع بعض ونتكلم
...... يتبع
سمر عمر ?✏✏..