" الفصل الرابع عشر.."
" ليت الزمن يعود بنا.. لَكنا لم نفعل أشياء نندم عليها ندم شديد.. ليت كل شيء يحدث حولنا مجرد حلم بل كابوس وحتما سنستيقظ.. لنجد الحياة أبسط مما كنا فيه.. ليت الحياة جميلة للأبد وكل شيء بخير.."
جلست على الاريكة تضم قدميها إلى ص*رها.. تفكر به فقد اشتاقت.. أكثر من ثلاثة أيام لم تراه بعد.. وما يؤلمها رفضه لدخولها غرفة مكتبه.. يوميا يرسل لها المساعدة الخاصة به لأخذ المستندات منها.. اعترفت بينها وبين نفسها إنها أخطأت.. ليتها أخبرته بكل شيء.. لكنه كان حاد معها عشقها بقسوة تصرفاته شيطانية لقبها بشيء ب*ع كلما تذكرت كلما تألمت أكثر.. يضع كذبتها أمام اهانته لها ويغفر لها كما كانت تفكر ان تغفر له.. لم تعلم كيف استطاع أن يبتعد عنها بتلك الطريقة؟.. دائما ما يقول إنه يعشقها ولا يستطيع أن يبتعد عنها.. لكنه ابتعد..
قاطع تفكيرها صوت الجرس فنهضت متجه نحوه و وقفت خلف الباب لترى من في الخارج بواسطة العين السحرية.. لتعلم انها المعلمة الخاصة بزهوه.. فتحت الباب ورحبت بها ثم دلفت إلى الداخل تنادي زهره وطلبت منها أن تخرج إلى المعلمة لتنفذ رغبتها.. بينما دخلت حياة الغرفة لترتدي ثيابها على وجه السرعة ومن ثم التقطت أغراضها الشخصية وخرجت لتودع زهرة والمعلمة أيضا ثم خرجت..
وقفت دقائق حتى وجدت سيارة أجرة واستقلتها لتذهب بها إلى الشركة.. عند وصولها ترجلت ودخلت لتخبرها موظفة الاستقبال أن مستر آدم ينتظرها.. ابتعلت ل**بها بصوت مستمع وشعرت بالتوتر الشديد.. ثم استقلت المصعد الكهربائي إلى الطابق المنشود ومن ثم إلى غرفة المكتب.. أخذتها قدميها إليه بلهفة لكونها اشتاقت له كثيرًا.. لكن عندما دخلت رأته يعطي لها ظهره بالمقعد الخاص به ولم ترى سوى يده التي تحمل سيجارة يصعد دخانها إلى الأعلى.. تن*دت بحزن واضح وكادت أن تتحدث لكنه قال ببحة صوته الرجولية :
-في ظرف أبيض عندك خديه.. دي فلوسك أنا يعتبر عملت العملية لأختي مش لبنتك زي ما كنت فاهم
نظرت إلى الظرف عاقدة حاجبيها وقالت بحزن :
-أنا المسؤولة عن زهرة والفلوس دي من حقك
-مش عايز عند.. بقولك خدي الفلوس
قذف كلماته بدفعه قوية لينتفض بدنها بخفة ثم أخذت الظرف وضعته داخل حقيبتها ثم قالت بنبرة عتاب :
-أنت مابقتش طايق تشوف وشي.. عملت أي لكل ده؟
زفر دخان سيجارته في الهواء وقال بحسم :
-على شغلك لو سمحتي
-لاء أنا لازم اعرف أنت ناوي على ايه
عصر جبينه باليد الأخرى وقال بحنق :
-هطلقك.. ارتحتِ؟
جحظت عيناها للحظات من الصدمة ثم اجتمعت دموعها حول مقلتيها وقالت بنبرة مرتعشة :
-براحتك.. بكرا هيكون عندك مفتاح الشقة.. عن اذنك
هرولت إلى الباب وخرجت متجه صوب المرحاض وبمجرد أن دخلت بدأت تبكي بشهقات متقاطعة.. ثم وضعت بعض الماء البارد على وجهها.. بعد ذلك نظرت إلى المرآة تضبط حجابها وعقب انتهائها خرجت متجه صوب غرفة مكتبها ودخلت وهي تصبح على جني لتبادلها بالصباح.. جلست أمام المكتب وتناولت ورقة بيضاء وقلم وكتبت أعلى الورقة " استقالة.. " ثم بدأت تكتب سبب لاستقالاتها من الشركة
***
دخل الغرفة بعد أن قرع الباب وأذن آدم بالدخول.. ثم جلس على المقعد المجاور إلى المكتب ينظر إليه باهتمام واضح فقال بجدية :
-مالك بصراحة أنا رافض أن مرام ترجع تاني.. لكن هي هتدي لك فرصة تانية
ارتفع حاجبيه في دهشة وتساءل بعدم تصديق :
-بجد؟.. مرام قررت ترجعلي؟
رد بثبات :
-ههزر معاك مثلًا..
ثم تابع بجدية حادة :
-لو اتغ*يت عليها تاني صدقني يا مالك مش هرحمك
-صدقني كانت غلطة ندمان عليها.. اكيد مش هتحصل تاني
قال كلماته بصدق فأخذ يتأمله للحظات ثم أومأ بخفة وطلب منه أن يذهب إلى العمل لينفذ رغبته بعد أن شكره كثيرًا تناول الهاتف واتصل على جنى التي أجابت عليه فورًا وطلب منها أن تأتي.. ثم أنهى المكالمة وغادر الغرفة و وقف أمام المصعد الكهربائي في انتظارها حتى جاءت.. تركها تدخل اولًا ثم دخل وضغط على زر الهبوط.. تن*دت بهدوء وتفرك في أصابع يديها في توتر شديد.. عند وقوف المصعد ابتلعت ل**بها بصوت مستمع.. بينما خرج آدم فلحقت به حتى وصلوا إلى غرفة خاصة بتخزين الأجهزة ليجد المأذون في الانتظار واثنان من الشهود.. طلب منها أن تجلس على المقعد المجاور للأريكة لتنفذ رغبته وجلس هو إلي جوار المأذون و وضع يده في يد ذلك اللعين ياسر لكونه وكيلها.. بعد إتمام كتب الكتاب بارك المأذون لهما.. بينما يجز ياسر أسنانه بشدة من كثرة الغيظ.. اعطي المال المطلوب إلي المأذون وانتظر حتى غادر ثم أمر جنى أن تذهب إلى عملها لتنفذ رغبته..
قبض على مع** ياسر وغادر ساحبًا إياه خلفه حتى وصل إلى سيارته وأمره أن يدخل لينفذ رغبته رغما عنه.. ثم جلس أمام المقود وغادر في طريقة إلى منزله.. عند وصوله ترجل الاثنان وصعد معه إلى الشقة واطمئن بعدم وجود نسخ أخرى من الفيديو وقام بأخذ الحاسوب والهاتف المحمول.. ثم أخذ بتلابيبه وقال بنبرة فحيح مرعبة :
-أنا طبعا سايب لك اتنين من الأمن تحت البيت يعني متحاولش تهرب لحد ما تطلقها.. و لو حاولت تقرب منها تاني هدفنك حي
-لا متقلقش خلاص مش عايز اشوف وشها تاني
-كده انت شاطر
غادر المنزل فجلس على الاريكة ورفع سماعة الهاتف المنزلي واتصل على أحدهم ليرسم عليها مثل ما فعل مع جنى.. فمثل ذلك اللعين لم ولن يتعلم من أخطاءه..
بينما استقل آدم سيارته وذهب إلى مكان بعيد يشبه الصحراء وقام بحرق كلا من الحاسوب والهاتف ليختفي الفيديو تماما.. كما قام بحذفه من هاتفه ثم استقل السيارة وعاد إلى الشركة
***
عند وصوله إلى المصحة ترجل من السيارة وذهب إلى غرفة مكتب الطبيبة أولا ليطمئن على حالة هنا.. ثم ذهب برفقتها إلى غرفتها.. دقت الباب أولا ثم دخلت واتجهت نحو الفراش.. كانت تضم قدميها إلى ص*رها كوضعية الجنين وتشهق بخفة أثر البكاء الذي استمر معها طويلا.. مسحت على كتفها وهمست :
-هنا فوقي عشان حازم مستني بره
نظرت إليها بعينين ذابلتين ثم رفعت ظهرها عن الفراش عاقدة قدميها واستندت برأسها على راحة يدها.. خرجت الطبيبة وأذنت له بالدخول ثم غادرت.. دخل مغلقًا الباب خلفه ثم تقدم نحوها وجلس على مقعد مجاور إلى الفراش وتساءل :
-ازيك يا هنا؟!.. بقيتي أحسن؟
اغمضت عينيها تومئ بالنفي و ردت بصوت مبحوح :
-لاء طبعا.. عمري ما كنت كويسة
-أنا عرفت من الدكتورة كل حاجة
-صدقها يا حازم.. كنت محتاجة والدك يظهر بس عشان يتجوزني رسمي ويطلقني ويعترف ببنته
قطب جبينه وتساءل في تعجب :
-ليه تسيبي بنتك طول الفترة دي
هبطت دموعها الساخنة علي وجنتيها وقالت بصوت يخرج بصعوبة :
-مش قادرة ابص في عينها.. اقولها ايه ؟.. اتجوزت واحد خدعني بفلوسه وطلع انسان قذر.. القذر ده يبقى أبوكي
جز أسنانه بشدة فيوم بعد يوم تزداد وقاحة والده.. رفعت رأسها لتنظر إليه فنظر إلى عينيها بعمق وقال بجدية :
-زهره اختنا يا هنا وهتتكتب باسم والدي للأسف.. وقبل كل ده هيجوزك رسمي
-أنت بتتكلم جد.. صح؟
أمسك بيدها ليشعرها بالأمان وابتسم بود قائلًا :
-طبعًا بتكلم جد.. وكتب الكتاب اوعدك هيبقى بكرا
ربت على يدها ثم تركها وغادر الغرفة.. اتجه نحو غرفة الطبيبة ودخل بعد أن قرع الباب.. جلس يتحدث معها لدقائق عن حالة هنا.. طلب منها أن تخرج من المصحة غداً فقالت بأسف :
-للأسف مينفعش وبعدين كتب الكتاب هيبقى باطل وأنت أكيد عارف كده يا متر
-يا دكتورة هنا مش فاقده الأهلية.. بالع** دي فاهمة وعارفه كل حاجة.. كل اللي عندها اكتئاب وحالتها النفسية صعبة..
ثم أردف :
-لو اللي قولت عليه حصل هنا هتبقى بخير ومش هتدخل المصحة.. اكتبي لها على خروج وعلى ضمانتي
***
وصلت مرام إلى الفيلا برفقة مالك.. ادخل الحقائب أولًا ثم أغلق الباب و وقف أمامها.. وقبلها على جبينها بلطف ثم احتضنها وقال بهدوء :
-أنا أسف.. سامحيني يا مرام
-خلاص يا مالك.. وعلى فكرة أنا رجعت عشان ماما
عقد بين حاجبية ثم ابتعد عنها وقال بابتسامة :
-أنا راضي.. ربنا يخليها لك
أمسكت بيد الحقيبة وتركته وصعدت إلى الطابق العلوي ومن ثم دلفت إلى الغرفة وأوصدت الباب جيدًا.. بدأت ترتب كل شيء و وضعت الثياب داخل الخزانة.. ثم بدلت ثيابها ببجامة بيتي من خامة القطن وجلست على الفراش تتحدث مع جنى وطلبت منها أن تأتي.. ثم أنهت المكالمة وبعد لحظات قرع الباب وقال بهدوء :
-مرام الأكل وصل
زفرت بهدوء ثم نهضت متجه نحو الباب وخرجت.. ابتسم بود ثم امسك بيدها وسار بجوارها قائلًا :
-طلبت لك اكتر اكله بتحبيها.. ومش كده وبس هأكلك بأيدي
ابتسمت بمجاملة فأحاط كتفها بذراعه ثم هبطا الدرج ومن ثم خرجوا إلى حديقة المنزل.. تركها تجلس أولا وجلس إلى جوارها على الاريكة تتناول معه الغداء.. لكنها لا تشعر بالأمان ابدًا.. مد يده إليها بالطعام فرفضت لكنه أصر واضطرت لتناول الطعام من يده.. تعلم جيدًا إنه يفعل ذلك كي يكفر عن ما فعله.. لكنها لم تنسى ومع ذلك ستحاول أن تعيش معه لعلها تنسى يومًا ما..
بعد مدة من الزمن رن جرس الباب فنهضت وهي تقول :
-دي أكيد جنى
دلفت إلى الداخل مهروله إلى الباب وفتحت الباب لتجد جنى.. احتضنتها بشدة ثم أخذتها وجلسوا داخل الهول.. تساءلت جنى في توجس :
-مرام أنتِ فكرتي كويس قبل الخطوة دي؟!
-يعني مش أوي.. انا اخدت الخطوة دي عشان ماما.. بس حاسة اني مش هكمل معا
-طالما بيحبك يبقى هتكملوا مع بعض
أومأت بخفة ثم قالت باهتمام :
-سيبك مني.. طمينني عنك
أطرقت رأسها وهتفت بحزن :
-أنا خجلانة من اللي حصل.. آدم الحمد لله وقف جنبي وساعدني..
زمت شفتيها عندما أصابها الشعور بالبكاء وتابعت بنبرة بكاء :
-دمرت نفسي ومستقبلي.. يا ريت الايام ترجع تاني.. كنت وقتها هفكر الف مرة قبل ما اعمل أي حاجة..
مدت مرام يدها لتمسك بيد صديقتها ناظرة إليها بتأثر فرفعت عينيها إليها وقالت :
-وأكيد انتِ كمان ماكنتيش أجوزتي مالك
-أنا مش بفكر زيك كده.. جنى ده نصيب والحمد لله على كل حال.. المهم نتعلم من اخطاءنا
ردت بلهفة تأكيد :
-اتعلمت والله.. الحمد لله
***
أحضرت جميع الأمتعة وأخذت قميص آدم وضعته داخل الحقيبة ثم نظرت حولها في حزن.. تلألأت الدموع داخل مقلتيها ثم أخرجت جميع الحقائب وأخذت زهره وغادرت.. ومن ثم استقلوا المصعد الكهربائي إلى الطابق السفلي وساعدها البواب في حمل الحقائب إلى الخارج و وقفت في انتظار السيارة التي طلبتها..
و وصلت بعد دقائق قليلة لتضع الحقائب داخلها وألقت نظرة أخيرة على الشقة.. ثم جلست على المقعد الخلفي إلى جوار زهرة وغادرت السيارة.. و لم تنتبه من السيارة التي تسير خلفها وتراقبها..
بعد مدة من الزمن وصلت السيارة إلى أحد الفنادق الكبيرة.. أعطت له المال ثم ترجلت وأخذت الحقائب.. ساعدها احد أفراد الأمن في إدخال الحقائب وامسكت بيد الصغيرة و دلفت إلى الداخل.. قامت بحجز غرفة لليلة واحده فقط ثم صعدت إليها..
بعد مدة من الزمن.. جلست إلى جوار الصغيرة حتى ذهبت إلى النوم ثم تركتها وخرجت إلى الشرفة بعد أن ارتدت اسدال.. وجدت نفسها تتذكر كل شيء جميل قدمة آدم لها وإصراره على وجودها بجانبه.. لكنه الأن لا يريدها..
دفنت وجهها في كفيها تبكي وجلست على الأرض تضم قدميها إلى ص*رها تنادي ربها وتسأله كثيرًا.. حتى هدأ قلبها تدريجيًا لكنها لا زالت تشعر بألم الاشتياق.. دلفت إلى الغرفة ومددت على الفراش تحاول أن تنام.. لكن لم تستطع بفضل التفكير الشديد.. اشتاقت حتى بكى قلبها قبل عينيها.. لكن ما فعلته صحيحًا حياتهم أصبحت شبه مستحيلة ولقائهم كان صدفة لكن صدفة مؤلمة..
صباح الفجر بدأ في الظهور و مازالت مستيقظة فتركت الفراش ودلفت إلى المرحاض.. توضأت ثم خرجت كي تصلي الفرض.. عقب انتهائها مددت على الفراش وفعلت المنبه ثم اغمضت عينيها لتهبط دموعها على وجنتيها ببطء.. وبدأت دموعها تتجدد حتى ذهبت إلى النوم أخيرًا.. لكن قلبها مازال ينبض في ص*رها كي يؤلمها حتى وهي نائمة..
استيقظت بوجه عابس على صوت المنبه الذي يص*ر صوتًا مزعجًا.. رفعت ظهرها عن الفراش وأغلقت المنبه ثم نهضت لتبدل ثيابها وطلبت الفطار.. استيقظت زهرة وجلست معها حتى وصل العامل بالفطار وضعته جانبًا وطلبت منها أن تأكل حتى تعود إليها بعد نصف ساعة فقط.. أومأت بالإيجاب وبدأت في تناول الفطار..
بينما غادرت حياة واستقلت سيارة أجرة إلى الشركة و وضعت مفتاح الشقة و ورقة الاستقالة و جواب داخل ظرف.. عند وصولها ترجلت ودلفت إلى الداخل ثم أعطت الظرف إلى الموظفة توصله إلى آدم.. ثم خرجت و وقفت تطلع إلى الفراغ في شرود وحزن واضح.. استقالت لكنها لم تعلم إنها تركت قلبها معه بل و روحها أيضًا.. تن*دت بصوت مستمع ثم نظرت اتجاه اليسار تبحث عن سيارة أجرة.. لكنها تفاجأت بوقوف سيارة كبيرة أمامها وخرج رجل مفتول العضلات وضع البنج في وجهها ثم أحاط خصرها و ادخلها السيارة مغشيًا عليها وغادرت السيارة على الفور
***
وجدت نفسها تذهب إلى الاستديو كي ترى شريف.. لم تعلم السبب لكنها شعرت بأنها تود أن تراه وتتحدث معه.. صفت السيارة جانبًا ونظرت إلى الاستديو وتحرك أناملها على محرك السيارة.. فكرت كثيرًا حتى حسمت أمرها و ترجلت من السيارة ودلفت إلى الداخل تساءل عنه موظف الاستقبال ليخبرها بمكانه.. تن*دت بعمق وتحركت إلى الداخل حتى رأت مكان التصوير و وقفت تتابعهم في **ت.. استمعت إلى صوت شريف يخبرهم ببدء التصوير..
كلًا من الرجل والمرآة قالوا حوارهم ثم أوقفهم شريف ونهض عن المقعد قائلًا :
-عايز الحوار اللي بعده يبقى بحماس أكتر من كده.. قدامكم خمس دقايق ترجعوا المشهد
ثم التفت وتحدث مع المساعدة فانتظرت للحظات ثم نادت عليه ليرفع عيناه إليها وتفاجأ بها.. تقدم نحوها و وقف يمد يده إليها فصافحته ناظرة إليه بشغف وقالت :
-قولت اجي اشوف التصوير.. وبصراحة اخراجك حلو جدًا
ترك يدها وتن*د قائلًا :
-شكرًا يا جنى على اهتمامك..
ثم تساءل باهتمام :
-عملتي أي مع ياسر؟!
شعرت بالخجل الشديد واصابها شعور بأنه قد رأى الفيديو.. أطرقت عينيها خجلًا وقالت بحزن :
-خلاص اتفقنا على الطلاق
-تمام.. و ناويه تمثلي تاني ج
ابتسمت بخفة ورفعت رأسها إليه وقالت بنبرة ضيق :
-انا كنت مثلت أولاني عشان امثل تاني.. انا خلاص جربت حظي مرة..
أومأ في **ت فانتظرت للحظات منتظرة أن يتحدث معها لكنه لم يتحدث.. فقالت بنبرة ترجي :
-ممكن نبقى أصدقاء.. حضرتك إنسان محترم جدًا
-استنيني هنا يا جنى
تركها وذهب إلى العمل وبدأ في إخراج المشهد.. وقفت تتابعه بابتسامة إعجاب واضحة.. ليس لأنه مخرج ممتاز مهتم بعملة جيدًا بل لأنه رجل حقًا على ع** الذي تزوجته تمامًا.. انتظرت لنصف ساعة تقريبًا وانتهى عمله اليوم.. التقط أغراضه الشخصية وذهب برفقتها حتى وصلوا إلى سيارتها.. وقف أمامها وتحدث بجدية :
-بصي يا جنى مفيش حاجة اسمها صداقة بين شاب وبنت .. أنا مش بعترف بالصداقة دي..
ثم أردف بجدية :
-لكن فيه حاجة تانية.. لو عوزتي أي شيء اقدر اعمله هعمله فورًا
قالت بنبرة مبحوحة من فرط تأثير حديثه بها :
-ممكن أسألك سؤال؟!..
أومأ بالإيجاب فتساءلت بنبرة حزينة :
-أنت بتقول الكلام ده عشان تتهرب مني عشان اتجوزت ياسر صح؟!
-لاء طبعا.. انا ماليش دعوة بحياتك تتجوزي متتجوزيش ماليش دخل
قذف كلماته بجدية حادة فابتلعت ل**بها بصوت مستمع وضغطت على زر فتح السيارة وقالت بضيق :
-شكرًا أستاذ شريف.. بعد اذنك
استقلت السيارة وشغلت المحرك وتحركت لتتحرك دموعها وسقطت على وجنتيها.. بينما هو ظل ينظر إلى سيارتها حتى اختفت من أمام عيناه.. قبض قبضته يزفر بهدوء ثم استقل سيارته وغادر.. صفت سيارتها جانبًا عندما منعتها الدموع من الرؤية وظلت تعاتب نفسها حتى شعرت وكأن قلبها انشق إلى نصفين.. لتجد مقلتيها تنظر إلى السماء وتدعو ربها
***
" شركة آدم.. "
تحدثت مرام معه وعلمت أنه سيتأخر اليوم عن العمل.. بعد إنهاء المكالمة انتظرت مروان حتى جاء وأعطى لها المستند المطلوب.. بدأت تتفقد أوراقه ورقة ورقة بدقة وهو جلس على المقعد المجاور إلى المكتب يتطلع إليها بحب.. لكن سرعان ما نظر إلى الأمام عندما تذكر زواجها وخطأ فادح إذا استمر قلبه في عشقها..
أغلقت المستند وقالت بابتسامة عريضة :
-برافو يا مروان.. الشحنة وصلت في المعاد ومفيهاش خدش
نظر إليها مقطب جبينة متمتمًا بالشكر ثم تساءل بفضول :
-بس هو ليه مستر آدم مابعتش الأجهزة الخاصة المرة دي؟!
ارتفع حاجبيها في تعجب متسائلة :
-أجهزة خاصة؟!.. أيه حكاية الأجهزة دي؟
-كل مرة دايمًا في ثلاث كارتين زيادة.. الكارتين دي بسلمهم لراجل معين وبستلم منه حقهم.. وأحيانًا بيبعت لمستر آدم كرتونه فيها حاجة هدية لمستر آدم
أخدت تحرك اهدابها و رأسها في كلا الاتجاهين ثم ابتسمت وقالت ببساطة :
-مروان أنا براجع دايمًا الشحن ومفيش أي زيادة.. حتى الحسابات أنا براجعها وبمضي عليها ومفيش حساب زيادة
-ما يمكن مستر آدم مبيضفش الزيادة دي في المستندات
فكرت بعمق ثم تن*دت بصوت مستمع وقالت في حيرة :
-لاء طبعا.. لأنه لو بيعمل كده كان هيحصل عجز
-صح.. على العموم لو سألتي أكيد هيقولك.. بعد اذنك
أومأت بالإيجاب فنهض واتجه نحو الباب في ذات الوقت دخل مالك بابتسامة لكن سرعان ما اختفت ابتسامته عندما رأى مروان.. وانتقل ببصرة بينهم للحظات ثم دخل دون أن يتفوه بكلمة وخرج الأخير مغلقًا الباب خلفه.. جلس على المقعد الذي كان يحتله مروان وتساءل بهدوء :
-كنتوا بتتكلموا في ايه ؟!
-في الشغل طبعًا.. خير سايب مكتبك ليه
انتظر للحظات ثم رد بابتسامة مصطنعة :
-جيت اخدك ونروح نفطر في المكان اللي تحددي
اتسعت ابتسامتها وميلت برأسها قليلا وقالت بحماس :
-أنا نفسي افطر على عربية فول
اشمئز ثم ضحك ضحكة ساخرة لتتعجب وقال بحنق :
-بلا ق*ف يا مرام.. أنا هخدك لمطعم فخم ونفطر أحلى فطار
زمت شفتيها بضجر وقالت مضطرة :
-اوكي يا مالك
***
دخل الغرفة ماسكًا بزجاجة مياه باردة و وقف أمامها ثم فتح الغطاء وقذف المياه على وجهها.. شهقت بشدة حتى خيل لها إنها جرحت حنجرتها.. ورفعت رأسها تفاجأت بزوج والدتها.. ابتسم ابتسامة شيطانية وقال :
-ولا آدم ولا اي حد يقدر يمنعني اني اوصلك..
لم تهتم لحديثه فقط اهتمت بأمر زهرة وبدأت تسأل عن الساعة ليرد ببرود :
-واحده ونص بعد الظهر.. متقلقيش أنتِ هتفضلي هنا للأبد
صرخت في وجهه :
-أنت معند كش رحمه.. أنا لازم اروح لزهره
جلس على ركبتيه وصفعها على وجهها بقوة فتأوهت بصرخة ثم قبض على حجابها رافعًا رأسها إليه وقال بحده :
-بقى أنتِ تهربي مني أنا يا حقيرة.. تسبيني استلف من اللي يسوي واللي ميسواش.. أنا عايز الفلوس اللي **بتيها من عروض الأزياء
اغمضت عينيها لتهبط دموعها على وجنتيها وقالت بنبرة ضيق :
-خد كل الفلوس اللي أنت عايزها.. بس سبني اروح لزهرة وتعال معايا اسلمك الفلوس
-لاء يا حلوة أنا هساوم آدم بيكي كل شويه ويبعتلي فلوس عشان مبعتكيش له جثة
-آدم خلاص هيطلقني يعني مفيش فايدة في اللي بتفكر فيه
تركها ونهض ينادي واحدًا ممن أرسلهم لا****فها.. دخل مغلقًا الباب خلفه وطلب أن يفعل ما أمره به.. ثم فتح كاميرا الهاتف وبدأ بتصوير فيديو.. جلس على ركبتيه ونزع حجابها بعنف فأخذت تصرخ وتلتوي على الأرض لكنها لم تستطيع فعل شيء بفضل تقيد يديها وقدميها.. ثم قبض على شعرها وصفعها بقوة فأغشيا عليها وسالت بعض الدماء من جوار فاها.. أغلق الفيديو وطلب منه أن يخرج لينفذ رغبته.. ارسل الفيديو إلى آدم عبر تطبيق " واتس آب.. " لكن لم يصل له بفضل انفصال النت عن الهاتف.. زفر بسأم واضطر أن ينتظر حتى يستقبل الفيديو وخرج من الغرفة..
" على الجانب الآخر.."
شعرت زهره بالسأم والخوف والقلق معًا.. جلست لوقت ليس قليل وحدها وضمت نفسها بذراعيها وكلما سمعت صوت في الخارج تشعر بالخوف أكثر وتبكي في **ت.. فكل ما تسمعه جديد عليها ولم تعتاد على الأصوات الكثيرة بعد.. قررت أن تخرج للبحث عن حياة.. خرجت من الغرفة تنظر إلى اليمين واليسار لتجد أشخاص لم تراهم من قبل وكلماتهم تشعرها بالحيرة.. وضعت شعرها خلف أذنيها واتجهت نحو الدرج وهبطت طابق طابق حتى تألمت قدميها وأخذ ص*رها الصغير يعلوا ويهبط.. وصلت إلى الطابق السفلي أخيرًا وهرولت إلى الباب حتى خرجت إلى الشارع.. وبدأت تطلع إلى وجهة كل من يقا**ها بلهفة لعلها تجد حياة لكن بلا جدوى.. تضاعف ألم قدميها فجلست على الرصيف مستنده بوجنتيها على راحتي يديها.. بعد لحظات وجدت نفسها تبكي.. وقفت سيدة أمامها ومسحت على شعرها بلطف لترفع رأسها إليها فتساءلت :
-اسمك أي يا قمر؟!
حركت رأسها في كلا الاتجاهين على أنها لا تفهم حديثها.. فأمسكت بيدها لتنهض زهره وسارت معها بهدوء
***
وصل إلى العنوان المطلوب وبمجرد أن علم الأمن بهويته فتحوا له بوابة الفيلا.. دخل بسيارته وعند وصوله إلى الباب الرئيسي صف السيارة ثم ترجل و وقف يدق جرس الباب.. انتظر للحظات وفتحت الخادمة وتنحت جانبًا ليدخل وهي تخبره بمكان الرجل الكبير.. تنحنح بخفة واتجه صوب غرفة المكتب و وقف يقرع الباب ثم دخل مغلقًا الباب خلفه.. تقدم نحوه وجلس على المقعد المقابل له يتطلع إليه بحده فقال وهو يقلب في الأوراق :
-بعتلي تهديد وكمان منديل عليه دم أخوك
وضع قدم فوق الأخرى وقال بحده وثقة :
-وجاي أنفذ تهديدي
أغلق المستند الذي معه و وضعه على المكتب المجاور له وقال ببرود :
-أنت أول ما اشتغلت معايا يا آدم حذرتك.. لو في مرة مانفذتش اللي اقول عليه هاذيك.. والشظية جت في أخوك..
مسح على ذقنه يتطلع إليه ببرود مرعب حيث تابع :
-أنا عرفت إنك ص*رت شحنة أجهزة قريب بدون علمي.. يعني ضيعت عليه صفقة سلاح رهيبة
تحدث ببحة صوته الرجولية :
-الحقيقة ماليش مزاج اهرب لك سلاح في الشحنة دي
قال بنبرة متوعدة :
-آدم المرة الجاية قتل.. الشظية دي لعب عيال
نهض عن المقعد وفي لحظة أخرج المسدس من جراب يخبئه خلف معطفه وأطلق الشظية في كتفه.. جحظت عيناه في ذهول فقبض الأخير على فكيه وقال بفحيح مرعب :
-الشظية لو كانت جت فيا أنا كنت عديتها لكن دي جت في أخويا.. يعني أولع فيك وفي شغلك وكل اللي يتشدد لك.. ده ضافره برقبتك.. وأي شغل هعمله معاك بعد كده هعمله بمزاجي..
تابع ساخرًا :
-والمرة الجاية قتل.. الشظية دي لعب عيال
ثم تركه بعنف وخرج من المكتب بل من المنزل بأكمله.. تركه يتألم والدماء تسيل ببطء شديد ثم التقط الهاتف واتصل على الطبيب الخاص به
***
يتبع