منيرة النمرة

3611 Words
بيت العوانس الفصل الثانى 《أنتِ اكيد بتهزرى. مصروفى كام بتقولى؟! 》 قالها وهو في حاله صدمة شديدة . ابتسمت وقلت بجديه واضحة 《لاء. بتكلم جد. الأطفال محتاجة مصاريف كتيرة أنت هتحتاج المصروف ليه ؟!لا سمح الله 》 بدأ في الندب سريعا حتي قبل الزواج مسكين 《يا وقعتك البيضا يا ياسين،،ايه يا بنتى قررتِ تربينى مع العيال ولا ايه؟》 واكمل بتعجب مذهولا يحاول ان يستوعب المبلغ. (افرضى مثلا طلبت خارج البيت شاى ولا قهوة،،ولا كنت مضطر أركب مواصلات،الميه جنيه مصروف اسبوع يا ستى ايه رأيك؟) أضحك من كل قلبى...ياسين له قلب من ذهب. لا يوجد أنسان يتحمل تربية تسعة أطفال إلا ياسين،،أنسان نادر الوجود فعلا. قمت بالرد عليه بفكاهة سعيدة؛ 《انت هتفاصل معايا يا كابتن،،مرتبك علي مرتبى ويعلم ربى ويحاسب. هبذل كل جهدى علشان كلنا نعيش عيشة معقولة مستورة من غير ديون،ولا احتياج لأى طفل فيهم》 .. لمعت عيناه بشدة ،،ورد بحروف تقطر سعادة ورضا. 《هتفاصل وكابتن كمان،،خلاص النصيب حكم وأمرى لله...ووقعنا فى المحظور واتدبست فى الجوازه دى 》 ثم نظر إلى بعمق قائلا 《تعرفي احساسى دايما صح،من أول مرة شفتك،،وعرفت انك انتِ اللى هتقدرى تربى معايا أخواتى. بس أمانة يا سمر لو حسيتى في يوم من الأيام انك مش قادرة تكملي. بلاش تظلميهم ولا تقسى عليهم. حقيقى هتشوفيهم بنفسك الحزن والإن**ار ظاهر عليهم..) واكمل بحزن لحال اخوته : (لا أب ولا أم والناس كلها حتى أقرب ما ليهم مريم وناصر بيؤذوهم بالكلام والشخط،،ناصر اخويا بيقولهم أخركم الشارع بعد ما ياسين يزهق منكم،،،ولو اتكلمت معاه يقلبها زعله ويتلكك علشان لا يزورهم ولا يساعد في مصاريفهم. كلنا يا سمر صراحة محتاجين وجودك في حياتنا. وعد هساعدك بكل قوتى حتي فى شغل البيت..) ونظر أليّ نظرة اقشعر لها بدنى كأنها ..كأنها نظرة استعطاف لا تليق أبدا بهذا الرجل نادر الوجود نقي القلب وأكمل : (أوقات كتيره مش بعرف هل هم جعانين ولا لاء. حتي لو في اكل .معرفش أعمل ايه وادبرها ازاى؟اتمنى انك تقدرى. ومش عاوز مصروف يا ستى. كفاية آكل وأشرب صح) اتسعت ابتسامتى وقلت بوعد صادق ويشهد الله . 《وانا اوعدك بأذن الله هنقدر نكون أفضل من الأول بكتير》 نظر إلي بتمعن هامسا. متأملا في ملامح وجهى 《تصدقى ليكِ أجمل ابتسامه فى الكون،،وعيونك جميلة جدا 》 نظرت إليه بحدة وغضب.. 《أيه ده! أنت بتعا**نى ولا ايه؟》 صدم وقاربت عيناه على الخروج من شدة الجحوظ...ثم أنف*جت شفتاه عن ابتسامة عريضة (ما أنا قلت برضه يا عم سمير. هى قسمة ونصيب مفيش فايدة.. قومى ابعتيلى حمايا وحماتى علشان نتفق على الفرح) تحركت ببساطة دون أن أرد مطلقا،كيف **ت؟ لقد أطلق عليا لقب سمير تمتمت فى نفسى متوعدة 《بتتريق عليا،طيب ،حاضر ،ماشى ،هنشوف عمك سمير هيعمل فيك أيه يا ياسين .والله والله. معرفش ممكن اعمل فيك أيه؟》 وتم الاتفاق على تفاصيل الزفاف. وأمى الغالية قررت أن تجهز موائد الرحمن. أقصد تقوم بعمل وليمة ضخمة وتدعو لها الاطفال،وأخوه ناصر وزوجته. ومريم اخته وزوجها واولادها. بمعنى أصح وأوضح أصبح البيت مطعما لجميع الأعمار. وكافة الطلبات مجابة...كان ينقص أمى فقط قائمه الطعام ليختاروا منها. الأستاذ المبجل "ياسين سالم "أحضر الأطفال وجعلهم يقفون طابورا وبدأ في ذكر أسمائهم علي حسب الترتيب الأبجدى. هم أربع أولاد وخمس بنات 《 أحمد،أمير،،بسمة،ثريا،،حاتم ،خالد،،ميادة،،نورا ،،وأخيرا انتظروا لالتقط انفاسى. ياسمين》 فعلا الخوف والحزن محفور على وجوههم. ليسوا مثل الأطفال العاديين يتحركون بهدوء شديد وبدون صوت حتي لا يضايقوا من حولهم او يحطموا اي شئ في البيت. كان لدى اعتقاد أن المشكلة تتمحور في أخيه ناصر. لكنى اكتشفت إن الكارثة التي ستقابلنى هناك هي مريم اخت ياسين الشقيقة. غيورة وتكره الأطفال وبشدة ولا أدرى ما السبب!! أمي جزاها الله خيرا أصرت أن تتأكد من أن جميع الأطفال أكلوا حتي شبعوا. أقتربت منى مريم وتحدثت بحقد ظاهر تعجبت له. 《والله مش عارفه هتستحملى العدد الكبير دا ازاى؟..ويا ترى هتقدرى تخدميهم وانتِ عندك وظيفتك وشغلك،،أنا مستغربه انك اصلا وافقتى علي ياسين. أنا دايما بقوله وأفهمه إن محدش يستاهل التضحية..أذا كانت أمهاتهم رميتهم ولا حتي بيسألوا عنهم ،،يتمسك هو ليه بيهم》 أغمضت عيني لأهدئ أعصابي وبدأت العد من واحد لعشرة ونظرت إليها لأرد.. ************************ هناك نوعية من البشر تتعمد أن تحرق دمك واعصابك بكلام سخيف،كن أنت الأذكى وتعامل بهدوء وبرود اعصاب واجعل من ردودك تجعل من دمائهم نارا تكوى في أجسادهم،،ومرحبا بكم في نادى الشر،،،نحن في الخدمة دائما.. تحدثت مريم بغيظ واضح 《 والله معرفش وافقتى ازاي على ياسين، إلا أذا كان ياسين فرصتك الوحيدة 》 التفت إليها ورسمت أجمل ابتسامة شقية علي شفتاى وقلت 《فعلا ياسين أفضل راجل في الدنيا وفرصة لأى بنت بتفهم ،،أنسان نادر وسط ناس مش بتهتم غير بنفسها ومصلحتها بس،أظن ياسين هو اللى كملك تعليمك. وجهزك أحسن جهاز كمان لعريسك.. فكرى معايا كدا.. لو هو انسان أنانى وسابك انتِ وناصر كان حالكم هيكون ازاى؟،،اللي زى ياسين اعيش معاه أنا وأولادى متطمنه سعيدة طول عمرى》 وجهها أصبح كثمرة طماطم ناضجة من شدة الغيظ...لكن أبدا...أصرت ان تكمل سخافتها للنهاية؛ 《أولاد!انتِ متوقعة أنكم هيفضلكم صحة أو فلوس تجيبوا اولاد..كفاية عليكم التسعة. اهو تلاقوا ثوابهم في الأخره،،دا اذا قدرتى تكملى》 الهدوء في هذا الوقت احتمال كبير يسبب لى أرتفاع الضغط،،وأنا حاليا فى طور العروس كل ما أفكر فيه حاليا هل اقوم بجذب شعرها حتي اخلعه في يدى. أم اقوم بعضها،ربما من الأفضل قضم رقبتها ومص دمائها كما في أفلام الرعب، ،حقا تستحق أكثر افلام الرعب رعبا. تن*دت وقلت لها بثقة: 《اللى بيرزق الكل رب العباد. ليه اقلق من قلة الفلوس .،البركة أن شاء الله تكون موجودة. والثواب بيكبر لما تكون النية صافية. وأنا واثقة انقى قلب ونية هو ياسين》 واردفت مكملة بهدوء مستفز ومعني واضح الكلام إليك يا جارة: 《اما الصحة فدى مين يضمنها..ممكن من غير ما أساعد الأولاد اتعب. ممكن الواحد وهو واقف كدا يتريق على خلق الله يقع من طوله عادى ..مييلحقش حتي عربية الإسعاف توصل تشيله》 أخيرا **تت ،،والغضب ظهر عليها ونادت علي زوجها وياسين هاتفة《ايه يا ياسين. كفاية كده...قوم نروح علشان ا****عة يرتاحوا،،تعبناهم اوى معانا ومع الأولاد 》 هتفت أمي بسرعة وطيبة شديدة 《لا يا مريم ..ازاى تقولي كدا. تعبكم راحة يا بنتى... ربنا يسعدك في بيتك يا بنتى) ********************************** وانتهي اليوم علي خير ...كنت سعيدة لا أنكر واتعجب من هذا وبدأت أتساءل هل من الممكن أن وجود ياسين يخفف عنى حمل ثقيل لا يعلم مقداره إلا الله. دخلت أمى وأخوتى البنات ومعهم مازن وأمجد أخوتى الذكور الي الغرفة وانا شاردة افكر في الغد ليبدأ الجميع علي غفلة فى قرع الطبول والغناء النشاز جدا جدا " يا عروستنا يا لوز مقشر تعالى .يا عروستنا ونلبسوكى الدهب.يا عروستنا واحنا ليلتنا عجب"" "فلكلور صعيدى". التف الشابين حول أمى ست الكل وبدأ يغنوا بسعادة وفرحة واضحة " أم العروسه كتر الله خيرك..ام العروسه راحت ايامك وجات أيام غيرك" لتقهقه أمى بصخب وسعادة شديدة وعيون ممتلئة بالدموع...اقتربت منيرة من أمى وحضنتها بشدة وهتفت في هيام (ماما يا حبيبتى. أمتى هتعيطى كدا وانا أتخطب..يا سلام يارب تعيطى على طول يا ماما ميحرمناش من دموعك أبدا يا ست الحبايب ) لتنظر إليها أمى بغيظ قائلة (أنتي بالذات لا يمكن هعيط عليها أبدا بالع** هشترى زيرتين وخمس قلل قناوى عجب اجهزهم ا**رهم وراكى ..خوفا من أنك تلفى وترجعى تاني والحنه في ايد*كى..ما أنا ضمناكى وعارفة طوله ل**نك اللي يشتكى منها الكل ..والله بدعة من قلبى يصبر اللي هيتجوزك عليكِ يا بنتى) لتضم منيرة فمها في غضب طفولى هاتفة ( نعم ...أنا يا ماما ..طب من غير يمين اللي هيتجوزنى هتبقى امه صحيت في الفجر كشفت راسها كدا وقالت روح يا بنى يسعدك بمنيرة بنت أمل قادر يا كريم..امال ايه دا أنا بلسم) ثم **تت منيرة مفكرة لبرهة من الزمن ثم هتفت.. ( ولا أقولك احتياطى برضه ...خليهم خمس أزيار وعشر قلل...اهو ضمان برضه محدش مضمون في الزمن ده..ليطلع غبى ونكدى ومش يتحمل كميه العسل اللى بتنقط مني. عالم ما بتقدرش القدرات الخاصه اللى عندى) ليتدخل مازن في الحوار مازحا؛ (اظن والله أعلم...لو جهزنا كل القلل اللى فى البلد. وعليهم لو هربنا بعد ما نجوزك. برضه عريسك هيجيب متحرى خاص ويدور علينا ويرجعك لينا ويطلب مخلص حق ويرفع علينا دعوة رد شرف من اللى جراله بسببك) نظرت اليه منيرة بغضب وكادت أن تقذفه بنيران كلماتها إلا إنها هدأت والتمعت عيناها بمكر وهتفت .. ( هو من جهة هيدور عليكم ..اكيد هيدور طبعا علشان يشكركم على الهدية النعمة الكبيرة اللي طبت عليه من السما ) ثم ابتسمت ابتسامة حالمة ( بس هو يجى وانا وربنا همسك فيه زى القراضة واسعده واخليه يمشى يكلم نفسه من السعادة طبعا ) ************************************ تنحنت رجاء وهى تنظر بعيون ثاقبة للعروس سحر وتتأمل كل شاردة وواردة وحركة منها وتبدأ الكلام (ابني محمود يشرف نسبه اي بيت يا ابو العروسة..موظف كبير وسنه معقول يادوب اتنين وتلاتين سنه ...شقه كبيرة وهترتاح معايا اوى ..وهحبها زى بناتى بالضبط) نظر والد سحر ناحية محمود وسأله متمعنا في نظرته محاولا سبر أغوار شخصيته ( وانت يا عريس ! ايه مش تسمعنا صوتك يا بني وتقول ايه رأيك في العروسة وظروفك...وايه اللي تحبه واللي بتكرهه..عرفنا عليك يا بنى علشان سحر كمان ترتاح لك بأذن الله..سيرتك طيبة دا صحيح وعمرنا ما سمعنا عنكم كلمة تسئ،،بس دا جواز يا محمود ..هاه اتكلم انا سامعاك) نظر محمود حوله بعيون زائغة لا يدري حقا ماذا يقول أو ما المطلوب منه ..ليميل علي والدته رجاء ويهمس .. ( ماما .اقول ايه؟ ولا أقولك اتكلمي انتى يا ست الكل) لترفع سحر حاجبها وتنظر اليه ساخرة وتهتف في نفسها .. (تصدق .دا انت عريس لقطة واللي زيك ما يترفضش أبدا...دا أنا بختى من السما..يا ..مودى حبيب ماما انت) وتعلو ضحكتها الساخرة داخلها أكثر وأكثر. بيت العوانس الفصل الرابع الليلة ليلة الحناء،سعيدة جدا جدا يا بنات، ،ياسين يحاول قدر استطاعته أن يظهر فرحته وسعادته بارتباطنا ،،لمسات بسيطة تشعرني بأن الله أنعم علي بأفضل زوج.. يكفي أنه كل زيارة يحضر شيكولاتة ووردة لونها احمر روعة.. والدى أتفق علي فرح بسيط وشبكة أبسط، ..علي الرغم من أن ياسين كان مصر علي الافضل في كل شئ. ، ،لكن هذا سيكلف مبالغ كبيره وديون كثيرة .. ،ليس من العقل ابدا أن أبدأ حياتى بديون .مسئولية الأطفال أصبحت في رقبتى منذ الآن . أخشى ألا أكون علي قدر هذه المسئولية.. .لكنى أدعو الله باستمرار ان يوفقنى لما فيه الخير لهؤلاء الأطفال المساكين.. ************************ اليوم حفل زفافى ، خائفة ومرعوبة. حالى اصبح مثل كل الفتيات ولم أتوقع أني مثلهم. أتصل ياسين ظهرا وتحدث بنبرة غريبة 《الووو،السلام عليكم،أيوه يا سمر، أخبارك ،هكون عندك بعد ساعه أن شاء الله علشان أوصلك للبيوتي سنتر. اتفقنا》 سألته بخوف مستشعرة خطب ما حدث معه: 《مالك يا ياسين، ،في مشكلة لا سمح الله، متضايق ليه؟》 رد بنبرة طغي عليها التعجب والرضا والراحة أخيرا؛ 《ياااه يا سمر..أول مرة حد يحس بيا ،ربنا يخليكِ ليا..عمرى ما تخيلت انى ممكن أضايقك في يوم مهم في حياتنا زى دا...والله غصب عنى، أنا آسف》 شعرت بالفزع الشديد والرعب: 《في ايه؟،،أتكلم، ،قول علطول حصل ايه؟》 تنفس بصوت مكتوم ينم عن الغضب الشديد وقال 《مريم رفضت تخلي الأولاد معاها النهاردة.كنا متفقين على يدك...وسكتت مقالتش غير دلوقتي حالا،مش عارف أتصرف،الأولاد هيفضلوا معانا》 ضحكت ضحك هستيرى وتمتمت بكلمات مبهمة المعانى،،،أظن كنت أقول 《يسامحك ربنا، ،ليه يعنى،مريم ،،مريم》 أنتقلت عدوى الضحك له أيضا وأنفجر يقهقه بشدة ثم فجاءة **ت وسأل بصوت خافت 《زعلانة مني يا سمر؟》 أبتسمت برقة لاحساسه المرهف وقلت مطمئنة له: 《أزعل منك!!ليه؟،خلاص دول أولادنا، ،لا يوم ولا اتنين هيفرقوا ،وكدا أفضل للكل، ،أكيد مش هيكونوا مبسوطين بعيد عن بيتهم 》 ****************************** حفل زفافى كان بسيطا،،وروعته في بساطته، ،شباب الحي أحيوا الحفل بأغاني شعبية مبهرة،،،السعادة كانت ترفرف علي اجواء الحفل دون تكلف أو بهرجة زائفة ،،أما أولادى فللعجب قمة في الهدوء بطريقه غير طبيعية لدرجة أنى سألت ياسين 《ياسين! هم الأولاد مالهم هاديين كدا،،اياك تكون شخطت فيهم أو زعلتهم》 ضحك ياسين بعفوية شديدة 《متقلقيش يا حبيبتى، ،الصبر شويه،وهيرجعوا عفاريت .أقصد أطفال زى باقي البشر.》 وانتهي الحفل علي خير،،وقبلت أمى وأخوتى،،وتحركنا لمنزلنا ،،لحياتى الجديدة، ،أياكم أن تتنفسوا أو تتحدثوا أو حتي أسمع أى عتاب،،أريد أن أعود لأمى...أين أنتِ يا أمي ؟؟ وبدأت المجزرة مع أول دخول للمنزل؛؛ 《جعان ..حاضر يا حبيبي، ،، عطشان ..الصبر يا حبيبى ،،عاوزه أروح الحمام. ثوانى يا حبيبتى 》 مازلت بالفستان الأبيض ،،أدور حول نفسى في دوائر مغلقة مثل عقارب الساعة،،عيونى متسعة،،وفمى مفتوح علي آخره في أجمل منظر للعروس السعيدة ليلة زفافها ،،وزوجى قرة عينى يضحك بصوت أيقظ كل جيران الحى ليتساءلوا عن ضحك العريس الهستيرى ليله دخلته ،ولا يردد إلا قول 《هاديين كدا ليه يا ياسين؟ أشربى ياختي أشربى》 وإذ فجاءة أشعر بشيء يتحرك تحت الفستان ،،صرخت وقفزت للأعلى،،لتخرج ياسمين أصغر الأطفال سنا وجسدا من تحت الفستان وتقول بلهجة طفولية محببة للنفس 《الله علي الفستان يا خالتو،،ابيب حلو خالث،وفيه حديد من جوا،،هم ليه حطوا حديد؟》 أمسكها ياسين كما يمسك الأرنب ورفعها للأعلى هاتفا 《انتى يا بت أيه اللي دخلك تحت الفستان يا بت،المناطق دى محظور التعامل معاها مفهوم؟يلا علشان تاكلوا وتناموا في ليلتكم ..ولا أيه رأيك يا عروسه؟》 ظهر التوهان والعته المصاحب للصدمة علي وجهى ؛ 《هاه !!انت بتكلمنى أنا!انت مين؟ أنا فين؟!ماما راحت فين ؟》 لطم على ص*ره صارخا 《يالههوى!! انتِ فقدتى الذاكرة من أول خمس دقايق،،أصبرى طيب نفرح زى البشر العاديين وبعدين أبقي أنسى براحتك》 ارتسم الخبث علي وجهى وهتفت بمكر محبب له؛ 《 لاء ،،أفضل وقت لفقدان الذاكرة هو دلوقتى ،عاوزه أغير هدومى 》 نظر الي بمكر هامسا وغمز بعينه؛ 《 أى مساعدة ،أحنا تحت الطلب والخدمة؟》 أجبته بسخرية شديدة نظرا للحال حولنا: 《يا عم أجرى كدا،روح دخل بسمة الحمام،،وأنا هغير هدومى وأجهز العشا،،،يلا اتحرك 》 هز رأسه في اسف مصطنع وهتف 《يا عم،واجرى كمان، ،هو أنا اتجوزت بياعه خضار ولا ايه؟!! ما علينا كفايه لحظة الفستان دى،طول عمرى كنت مرتبلها حاجات تانية فى دماغى،،راحت اللحظة يا خسارة 》 أبتسمت بسعادة غامرة لقلب ياسين الأبيض وقلت 《هششششش،الأولاد واقفين،،مش عاوزه نتأخر عليهم علشان يناموا》 أقترب مني ببطء وهو ينظر الي نظرات غير بريئة بالمرة 《آه يا لئيمة،،عاوزه تنيمى الأطفال الغلابه دول ليه؟ ليه فهمينى؟》 وفجاءة صراخ يأتي من لا مكان وكل مكان 《بابا،،يا بابا،،الحقنى يا بابا،،أحمد شد شعرى》 ضحكت من كل قلبي وأشرت اليه هاتفة 《اتفضل يا ياسين،شوف المشكلة، ،وانسى الفستان يا......بابا》... أسرع ياسين ليرى المشكلة ودخلت غرفتى لأبدل ملابسى ثم خرجت بسرعة لأجهز الطعام، ،،جلسنا جميعا كعائلة كبيرة جدا جدا، ،،الطعام كان لذيذ...قال ياسين بحب صادق 《ربنا يبارك فيكِ يا حماتى ،احلى اكل وكتير كمان》 ابتسمت برقه وهمست 《ماما أفضل أم في الدنيا وبتحبك اوى 》 مال ناحيتى وهمس بإغواء أوقف أنفاسى ؛ 《طب وبنتها بتحبنى ولا بتحب..هشششش،،يلا الاولاد بدأوا يناموا》 دخل الاولاد إلى غرفهم ،،وأخيرا عم الهدوء البيت،، شعرت بالفزع الآن ،التوتر والخجل والخوف أشياء كنت أظن أنى أكبر وأعقل من أن أشعر بها... ضحك ياسين على هيئتى وحاول أن يلطف من أجواء التوتر والخجل فقال 《أكيد ندمانة دلوقتى على الجوازة دى، ،وبتقولى أنا اللى جبت ده كله لنفسى 》 ضحكت باستمتاع قائلة بمرح: 《فعلا ،،أنا اللي جبت ده كله لنفسى 》 رد عليا بصدمة وعيون متسعه 《شوف البت،،طب جاملينى،،قولى بالكدب أنك مبسوطة ،على طول كدا خبط لزق فى وشى》 نظرت إليه بحنان واضح وهتفت برقة 《مش بقولك الحق،،ولا تزعل يا سيدى،حقيقى انا مبسوطة، ،ربنا يخليك لينا،،كفاية انهم بينادوا عليك يا بابا،،وكنت متحمل كل دا لوحدك》 أقترب مني وقبلنى برقه علي جبهتى وأغمضت عيوني، ،،وفكر انه يطور القبله وينقلها لمكان آخر،،مجرد تفكير ،،لم يجرؤ المسكين علي تحقيقه في أرض الواقع ..وانطلقت صفارات الانذار 《بابا،،الحقنا يا بابا أمير تعبان اوى》 تحركنا نحن الأثنين لنرى ماذا حدث، ،،وجدنا أمير جسده أحمر وانتشرت به البثور،،،سأله ياسين 《أنت أكلت حاجة فيها شيكولاتة النهاردة》طأطأ أمير رأسه اعترافا بالذنب 《ايوه يا بابا》 تن*د ياسين وقال 《انا هطلع بيه علي المستشفى ،عنده حساسية،،لازم ياخد حقنه،،،خليكى أنتي مع الأولاد، ،،وخدى بالك من العيال يا باتعه اهئ اهئ،،،لحد ما ارجع ما هي باينه من أولها ،،،واستنى كدا علشان نفسى أكمل البوسه بس..》 لكزته في ذراعه هاتفة 《يلا بطل هزار وأطلع بالولد علي المستشفى》 هز رأسه في حزن مصطنع: 《يا ناس حرام عريس يبات في المستشفى ،،يمهل ولا يهمل 》 الحمد لله عاد من المستشفي فجرا،وأمير اصبح بحاله جيدة.. وأياكم والتفكير في أى سوء نية القي بنفسه علي السرير ليغط في نوم عميق من شدة التعب ولم يشعر بنفسه ،،،،فعلا ليلة زفاف ليس لها مثيل في التاريخ. فعلا لى في الحظ نصيب الأسد يا أمى. دعواتك يا ست الكل.. ********************************؟*********** جلست منيرة متربعة داخل غرفة سمر هي ورضا وفاتن ينظرن لبعضهن البعض لتبدأ فاتن الكلام بهيام ورومانسية شديدة؛ (يا تري بتعملوا ايه يا سمر انتِ وياسين دلوقتى ..اكيد طايرين من السعادة والفرحة،،،يا ناس عاوزه اعرف اللي يتجوزوا..أول ليلة بالذات بيتعاملوا مع بعض ازاى؟) نظرت نحوها رضا بحكمة ووقار لا مثيل لهما وهزت رأسها دليلا على الفهم العميق لأبعاد الموضوع: (عادى يا بنتى ..اكيد بيبوسها فى دماغها ويطبطب عليها ويتعشوا ويناموا) نظرت إليها فاتن بغيظ وهتفت (شوفى ازاى ..وانا اللى ضيعت سنين عمرى فى البحث والتمحيص والتدقيق علشان اعرف بيعملوا ايه ولا بيقولوا ايه في الليلة دى!!! ) ثم نظرت إليها وسألت بمكر (رضا حبيبتى..بما إنك الخبرة هنا ودا واضح من معلوماتك القيمة تتوقعى ليه سموا الليلة بليلة الدخلة) نظرت إليها رضا وردت بجدية كادت أن تجن لها الفتاتين منيرة وفاتن: ( علشان هم الاتنين العريس والعروسة بيدخلوا بيت جديد اول مرة يدخلوه فسموها ليلة الدخلة ...حاجه لا صعبة ولا محتاجه مفهومية ) رفعت منيرة يديها للسماء وهتفت؛ ( اللهم لا أسالك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه ) ونظرت ناحية رضا بحنان وحب وقالت ( رضا أنت ِ طيبة اوى ،،وفي موضوع لازم احنا كأخوات نتكلم فيه لأنه هيتفتح قريب جدا وهيجرحك جدا لازم تكونِ اقوى من كدا) ارتجفت رضا وردت بضعف شديد (خير يا منيرة ..قولى ما خلاص مفيش وجع بعد الوجع ولا جرح أكتر من اللى كان) نظرت إليها منيره مشفقة لا تدري كيف تغير حال اختها وتنزع هذا الحب المريض من قلبها لكنها ستكون الجراح الذي يبتر بمشرط حاد ما يؤذى الجسد فقالت بشجاعة (اخدتوا بالكم من نظرات عمتو رجاء النهاردة لفاتن في الفرح ،أتوقع بكره بالكتير هتيجى تطلب أيد فاتن للدلوعة بتاعها) ارتعشت رضا وبدأ جسدها فى الاختضاض ودموعها في الانهيار وصرخت فاتن (بتقولى ايه يا منيرة! ..هي خطبت سحر بنت ابراهيم الجواهرجي خلاص مالها بيا أنا) ردت منيرة برزانة وفهم لما حولها ( آخر الأخبار انهم موافقين ) واردفت مكملة بسخرية شديدة ( بس العروسة وامها اشترطوا مؤخر كبير وشبكة ضخمه وفرح فخم ...طبعا عمتو حاليا بتحاول تعمل مقارنه بين سحر حتى لو أبوها غنى وبين فاتن.. بالنسبة لها موظفة بمرتب كبير جميله لا يمكن هنتشرط من وجهه نظر الغالية عمتو علشان ابنها اللقطة اللى مفيش منه اتنين ) نظرت إليها فاتن بعيون سوداء متسعة وهتفت ( عشم ابليس فى الجنة تنسى الموضوع دا خالص ) ونظرت بعيون حزينة نحو رضا وسألت منيرة ( منيرة من وجهه نظرك، ،ايه اعتراض عمتو على رضا مع ان رضا موظفة هى كمان وجميله وبنت أخوها ) واردفت مكملة بسخرية شديدة (اظن لو قالت لرضا هاتى الشبكة والجهاز واعملى الفرح ..رضا مش هتتردد للحظه.. صحيح مراية الحب عميا وطرشا وم**حة كمان) نظرت منيرة نحو رضا وتحدثت بخفوت ( اعتراض عمتو علي رضا مش علي السن ولا الجمال ،،،اعتراض عمتو علشان محمود بيحب رضا ) شهقت رضا وفاتن بعنف وتساءلت فاتن ( ترفض علشان ابنها بيحب رضا !!! معقولة دى !!انا مش فاهمة!!) أجابت منيرة بحزن مرير ( ايوة ..اللى زى عمتو ما صدقت جابت ولد علي خمس بنات...ولد ليها هى ..لا يمكن تتقبل فكرة إن أبنها يحب غيرها ..ومن وجهة نظرها الحب بداية لضياع ابنها من سيطرتها وتمرده عليها. ويبدأ يسمع كلام مراته حبيبته طبعا. ودا مستحيل توافق عليه) وضحكت منيرة بصخب وسعادة ( طبعا الجوازة بتاعه سحر هتم لما فاتن ترفض وبعنف كمان ...فهتكمل الجوازه بس نكاية فينا ) وتعالت ضحكات منيرة أكثر وأكثر وهتفت .. (متعرفش المسكينة ان أيامها هتبقي سودا منقطه بأزرق على كحلى،وهتبقى ماشيه تبع المثل الشعبى (جيت اكيد بيك الناس اتكدت أنا وشمتت فيا عزالى) وتعالت ضحكات منيرة وفاتن وانهمرت دموع رضا أكثر واكثر ناعية حب الصبا والشباب.. *************************************** ابتدأت حياتنا من الصباح الباكر، ،استيقظت وبدأت في تجهيز الإفطار، ،وقمت بعمل جرد لمخزون البيت واعدت ترتيب المنزل،،،أفضل شئ البيت كبير ومتسع للغاية،،الأولاد في أربع غرف ،،اثنين للأولاد واثنين للبنات،ياسين قام بفصل شقة صغيرة لنا بحمام ومطبخ، الأولاد واقع عليهم الظلم سواء فى الملبس أو المأكل. لا ألوم ياسين ابدا،،يكفيه شرف المحاولة في رعاية كل هذا العدد المهول بمفرده دون معين. الطعام يأتي طوال اليوم من عند ست الحبابيب،،الطعام كثير جدا 《كرم حاتمى أمى الغالية》 لكن لابد من الحرص،،طلبت من أمى ألا تحضر كل الطعام مطبوخ. جزء منه أضعه في المجمد استخدمه فيما بعد ،،أمى حفظها الله استمرت في احضار الطعام طوال الأسبوع،،،قمت بعمل قائمة طويلة لجميع احتياجات المنزل،أمى سيدة مدبرة للغاية ومنظمة تعلمت منها كيف اتحرك بمبلغ بسيط لعدد كبير من الأفراد،،سعيدة سعادة لم أتوقعها لحياتى الجديدة،،،ياسين طيب وخدوم جدا جدا، ،،يساعدني فى كل أعمال المنزل يوميا....ويقف معى يدا بيد فى تجهيز الوجبات للأولاد كنت في المطبخ شاردة أغنى وادندن مع نفسى،وصرخت على غفلة،،،،ياسين غمزنى وضحك قائلا 《اوعى السريع، القطر هيعدى》 ابتسمت بلؤم وهتفت مغيظة: 《سريع مين يا عم،،على رأي ريا في المسرحية "فاكر ليلة دخلتنا يا حسبو》 حضننى بقوة وسعادة وهتف: 《فاكر يا ختى فاكر،شكلك هتفضلى تذليني بيها طول عمرى،لا أصحى لنفسك!!!وبعدين أنا قمت بكل التعويضات المطلوبة،،،احم ،،شكلك عاوزة تعويض. كان على عينى ..جعاااان وعاوز اتغدى ،،هتغدينا ايه النهاردة؟》 أجبته بحب صادق وشديد: 《فراخ وملوخية،ورز يا حبيبى ، ،يلا اتفضل اعمل السلطة 》 ببساطة شديدة رفع اكمامه وقال 《سلطه بس ،استنى هعمل طشه الملوخية، ،،دا انا عليا شهقة. متقوليش لعدوك علي جمالها 》 أحبه وأعشقه يا بشر ،زوجى وأحبه. النجدة قبل أن أغرق في بحر هواه وهذا يا سادة يا كرام كل ما أتمناه. لكن هل ستتركنى الأيام أسعد بهواه، فمن يدرى ماذا تخبئ له الأيام . ****************************************** أسرعت منيرة لتفتح الباب لتجد عمتها رجاء في وجهها لتحتضنها بحبٍ زائف وتقول : ( عقبالك يا منيرة يا بنتى انتِ كمان ما تتجوزى وتخلصى من كلمة عانس اللي لازقه فيكِ دى ونخلص منك انتِ كمان) ارتسم الشر علي وجه منيرة ورفعت حاجبها ايذانا بإلقاء الرد المناسب لعمتها . إلا أن خروج فاتن من غرفتها انقذ عمتها التي سارعت لاحتضان فاتن وتقبيلها بحماس شديد وهتفت؛ ( قمر يا فاتن ...بسم الله ما شاء الله عليكِ احلي اخواتك يا بت وابقى ع**طة لو سبت الجمال دا كله يروح للغريب) لتنظر فاتن نحو منيرة ويسقط الاثنتان من كثرة الضحك دون رد عليها لترفع العمة حاجبها متعجبة وتهمس في نفسها ( مساكين مش مصدقين ان واحدة منهم هتتجوز كمان ..ومش اي حد دا حوده حبيبى ابنى الغالى. يلا نعمل الخير ونرميه البحر...بنات اخويا برضه وواجب عليا سترهم..)

Great novels start here

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD