13

3151 Words
أم فاطمة جلست على السرير وهي توخر الدبايب اللي في كل مكان.. و تصحي فاطمة بشويش، كانها خايفة ت**رها: يمه فطوم.. فطوم.. قومي حبيبتي الظهر باقي عليه ساعة، قومي كلي شيء قبل الصلاة.. فاطمة بصوت نعسان، وهي حاضنة دبدوبها: يمه فديتج خليني أنام لين يأذن.. أم فاطمة باستسلام سريع: زين يمه، بأرجع أصحيج، إذا أذن.. ورجعت أم فاطمة تنزل الدرج، رغم أنها بترجع تطلع بعد نص ساعة.. **************** الساعة 10 ونص في مكتب جواهر ونجلاء نجلاء بعدها تقرأ في الجريدة، وجواهر تدقق درجات طالبات نجلاء.. نجلاء بنبرة هادية فيها نبرة فخر خفيفة: ماشاء الله فيه، واحد قطري أخذ منصب المدير الأقليمي للبنك العالمي الإسلامي لكل منطقة الشرق الأوسط، بعد ماكان المدير العام للبنك في قطر بس.. جواهر بهدوء وعيونها مركزة في الورق: الله يزيده، ولكل مجتهد نصيب.. نجلاء: ماشاء الله الجرايد متعبية تهاني له بالصفحات الكاملة.. جواهر بدون اهتمام: وش اسمه أبو تهاني هذا، على الاقل نعرف اسم المدير العود للبنك اللي حسابي عندهم.. نجلاء بنبره هاديه: اسمه....... #     / الجزء الثاني عشر # الساعة 11 في مكتب نجلاء وجواهر نجلاء بقلق قاتل: جواهر يا قلبي، وش فيج، صار لج نص ساعة وأنتي على هالحال، مثل اللي فاقد الذاكرة.. ياجواهر ردي علي.. حرام عليج اللي تسوينه فيني.. محاضرتج بدت.. منتي برايحة للبنات؟؟ جواهر لو تسوين فيني مقلب، ترا المقلب قلب جد.. جواهر.. جــــواهر..... جــــــــــواهر......... جواهر ساكتة، عيونها جامدة ما ترمش، كانها مخلوق انسحبت منه الحياة فجأة.. ونجلاء تحاول تصحي فيها بدون فايدة.. بعد عدة محاولات من نجلاء تكلمت جواهر بصوت هامس كأنه طالع من قبر: أبي أشوفه..أبي أشوفه..... ثم كملت بصوت مختلف 180 درجة أشبه بصرخة فيلم رعب: أبي أشوفه.. أبي أشوفه نجلاء بخوف: منهو اللي تبين تشوفينه؟؟ جواهر في حركة وحدة قامت تلبس نقابها، وفي لهجة آمرة: قومي نروح له الحين الحين.. نجلاء بدهشة شديدة وعدم فهم: بسم الله عليج.. منهو اللي احنا بنروح له.. جواهر بسكون مخيف: مدير البنك هذا.. نجلاء باستغراب: جواهر أنتي أشفيج؟؟ استخفيتي؟؟ جواهر وهي م**مة إنها ما تبكي أو تتهور أو تقوم بتصرف تندم عليه لحد ما تتأكد من شخصيته: هو يا نجلاء، هو.. نجلاء وفي رأسها علامة استفهام كبيرة: هو من؟؟ جواهر بهدوء متربص.. حذر.. غامض: أبو العيال... ******************* في بيت أبو فهد / كانت أم فهد قاعدة عند دلالها تتقهوى بروحها: الله يرحمج يا أم عبدالعزيز، والله أن مكانج بين.. يجعل الجنة مثواج، عقبج مابه من يحاكيني ويرادني الصوت. نورة اللي توها تدخل سمعت أمها وش تقول: أفا وأنا وين رحت؟؟ ماسد مكان سميتي.. أم فهد تهز راسها بحزن: الله يرحمها ليتج ربعها.. نورة تهز رأسها: الله يرحمها ويجعل الجنة مثواها.. وشفيج مصبحة محزنة.. حد يتصبح بوجه النوري العسل ويكتئب؟ أم فهد بحزن عميق: جهير يا نورة جهير كاسرة ظهري.. نورة بمودة: وش فيها جواهر؟؟ ليت كل الناس مثلها.. أم فهد بنبرة حزينة: بلاكم ما تحسون بوجيعتها.. أنتي كنتي صغيرة، يمكن ماتذكرين وش صار فيها.. بس فهد وطلال وموزة يذكرون.. كانت بتموت على عيالها، أمها كانت مصبرتها وملهيتها.. بس عقب ماراحت نورة، أنا خايفة على جهير من التفكير.. خايفة عليها من الهواجس اللي تسري على الواحد تالي الليل، هواجس التوحاد والوحش.. نورة بمرح: عاد على التوحاد والوحش هذي سويتي فيلم رعب، دلعيها يمه، قولي وحدة ووحشة، بتصير أذرب؟؟ أمها : بلاج مخج فاضي ومصدي، الله يعين عبدالعزيز عليج.. عبدالعزيز الثقل والركادة وال*قل، مايطيحه حظه الردي إلا في وحدة خبلة.. نورة بمرحها اللي ما تخليه: إلا يا حظه.. عمتي نورة دعت له كل ليل أكيد عشان حظه يصيدني.. أمها: قصدج يطيح فيج يالحفرة من ردى حظه نوره بابتسامة: لحول أم فهد ماكلة علينا حصى....وين البشكارة على قولتج، أبيها تسوي لي حليب كرك؟؟ أم فهد: تنظف غرفة حصة..قومي سوي لروحج.. نورة بعيارة: إيه تنظف غرفة دلوعتج أنتي وجواهر.. أبي أعرف هالبنية وش مسوية لكم..ماكلة مخكم؟؟ أم فهد بحب: مسوية الزين والسنع.. مو مثل خبالج.. نورة تصنع الزعل: أفا رجعتي علي.. (تغير السالفة) عيالج المعاريس أكيد بيشرفونا الليلة هم و شواذيهم، بما أن الليلة الجمعة؟؟.. (الشواذي: القرود، تقصد عيال أخوانها) أم فهد بحب: الله لا يحرمني شوفتهم وشوفة عيالهم.. وكملت بزعل: مافيه شاذي ربي بلاني فيه غيرج.. نورة: قصدج الغزال بس غلط مطبعي ماعليه صلحته لج بس لا تعودينها يا المزيونة.. والله يعينا على الأزعاج الليلة بس ******************* نجلاء بهدوء حذر ومصدوم: أنت تقصدين أن مدير البنك هذا هو أبو عيالج أبو عيالج اللي ما كنتي راضية تقولين لي اسمه؟؟ جواهر بنبرة غامضة: الاسم كامل هو نفسه، من اسمه لاسم أبوه لاسم جده لاسم العايلة.. قومي نروح البنك أبي أشوفه بنفسي عشان أتاكد.. ما أبي أعطي نفسي أمل.. ويطلع مجرد تشابه أسماء.. نجلاء بحذر: وبأي صفة وباي طريقة بنقا**ه؟؟ واحد مثل هذا أكيد جدول مواعيده مزحوم.. جواهر بانهيار ماقدرت تمسكه: تكفين نجلاء دوري لي طريقة، أنا موب قادرة أفكر.. حاسة قلبي وعقلي بيوقفون من الخوف..والتوتر.. والرعب.. لازم أشوفه الحين.. ما أقدر أصبر، طالبتج دوري لي حل.. تكفين.. تكفين.. وغلا حمودي عندج.. نجلاء مثل اللي لمعت في رأسها فكرة: انتظري دقيقة... مسكت موبايلها ودقت رقم بسرعة: هلا والله بأخوي حبيبي ............ أبيك في خدمة فديتك ........... تعرف مدير البنك العالمي الإسلامي؟؟ ............ مو الفروع، نبي الرئيس نفسه..تعرفه؟؟ ......... زين تكفى نبي نقا**ه اليوم.. ........ ليش مستحيل؟؟ مو قايل لي الحين أنه صديقك الروح بالروح.. نبي نقا**ه 5 دقايق بس.. ......... أدري أنه ماسك منصب جديد.. واكيد مشغول بزيادة.. بس أنا أبي أشوف غلاي عندك.. شغل علاقاتك اللي قاعد تشلخ علي فيهم شوي عشان أختك حبيبتك.. .......... يعني خدمة بخدمة؟؟.. الحين أنت أخدمني.. وموضوعك خله بعدين.. ........... نبي نسوي معرض وظايف لطالبات الجامعة، ونبي نقنع بنكه أنهم يشاركون فيه.. .......... طالبتك طلبة.. مو تحاول.. أنا طالعة الحين من الجامعة متوجهة للبنك، عشر دقايق ونكون هناك..نبي نوصل يكون عنده خبر بجيتنا.. .......... أنا وجواهر... .......... موب شغلك.. لا صارت مرتك تحكم فيها.. ........... ماعليه.. نتفاهم.. مع السلامة طول وقت المكالمة وجواهر كانت في عالم ثاني.. ثاني.. ألف فكرة توديها.. وألف فكرة تجيبها.. حاسة أنها ضايعة.. مثل ريشة وسط إعصار، حاسة أنها مقبلة على شيء خطير..أخطر منها ومن أعصابها ومن تفكيرها.. حاسة إنها على وشك الانهيار.. تعودت على حياتها الرتيبة، اللي بدون طعم، المليانة حزن ودموع.. اللي مافيها شيء مفرح غير عبدالعزيز.. تعودت على سهر الليالي مع الذكريات واليأس والوجيعة.. تعودت على الحياة الصامتة مثل قبر خالي.. لو كان هو جد أبو عيالها..ياترى بتشوف عيالها أخيرا؟؟؟ معقولة؟؟ معقولة؟؟ نوف وعبدالعزيز أخيرا؟؟ أكيد شباب الحين.. كيف صارت أشكالهم؟؟ وكيف؟؟ وهل؟؟ وكيف؟؟ وهل؟؟ وألف كيف وهل وليش ؟؟ هل قلبها اللي تشبع بالحزن ممكن يعرف طعم الفرحة؟؟ .. طيب ولو هو أنكر معرفته فيها.. طيب لو أصلا ما كان هو في الأساس.. وكان مجرد تشابه أسماء.. ولو؟؟ ولو ؟؟ ولو؟؟ حست رأسها بينفجر وهي خلاص مو قادرة تفكر، مع إنهاء نجلاء لمكالمتها الثالثة: يالله قومي بنروح.. جواهر مثل الجسد اللي من غير روح، قامت تسحب روحها مع نجلاء، وهي تطلع بارتباك مفتاح سيارتها.. قالت لها نجلاء بثقة، وشخصية أستاذة الجامعة القيادية تظهر بوضوح: رجعي السويج لشنطتك.. أنا مجنونة أخليج تسوقين وأنتي بهالحالة.. أنا كلمت دكتورة تهاني، سايقها واقف برا، توه جايبها.. وهي ماراح تخلص قبل المغرب.. هو بيوصلنا البنك، وبعدين يرجعنا للبيت، وكلمت السكرتيرة وطلبت منها تعلق اعتذرات عن محاضراتنا اليوم، وسيارتك خليها هنا لحد يوم الأحد ماراح يجيها شيء. جواهر كانت تهز رأسها بدون تفكير لكل شيء تقوله نجلاء اللي كانت تسحبها من يدها وتركض فيها لمواقف أعضاء هيئة التدريس. ************** في البنك/ مكتب المدير مازال (....) في حالة الذهول المنعش و الخدر اللذيذ اللي اجتاح خلاياه، من بعد الصوت اللي سمعه.. قاطع حالته السكونية الغريبة والممتعة، دخول سكرتيره خليفة عليه: أنا أسف بو عبدالعزيز، بس (أبو فيصل الـ ) مصر إلا يكلمك ضروري..يقول يدق موبايلك مسكر.. تن*د (هو) تنهيدة طويلة وهو آسف على الظروف اللي أجبرته على الخروج من الصومعة اللي كان مستمتع فيها: حوله لي لقط سماعة مكتبه: هلا والله بابو فيصل. وينك يالقاطع.. يا أخي ما كأنا بربع، وينك أسبوع ما سمعت صوتك؟؟ .............. الله يبارك فيك، عقبال ما أبارك لك في زواجك من اللي منشفة ريقك.. ............. أفا.. انت تآمرني أمر.. ............. وش هالأحراج يا بو فيصل..زين بأخليهم يقابلون رئيس الموارد البشرية.. هو المسئول عن سوالف فرص العمل والتوظيف.. .................. تقول جايين في الطريق، ويمكن على وصول.. لحول يابو فيصل.. مالقيت تبلشني إلا في عجايز الجامعة.. الله يسامحك.. ............. زين عشان خاطرك أنت بس.. بس تراني بأدفعك ثمن هالخدمة غالي.. ............... في أمان الكريم مع إنهاء (هو) لمكالمته، كان خليفة يدخل عليه، ويقول: فيه برا دكتورتين من الجامعة، يبون يقابلونك.. ويقولون أنهم من طرف أبو فيصل.. (هو) بنفاذ صبر: هو حد وداني في داهية غير أبو فيصل، خلهم يتفضلون.. واسمعني عدل.. بعد 7 دقايق بالكثير تدخل وتقول أنه الموظفين ينتظروني عشان الاجتماع.. أنا اليوم مشغول وايد.. وماني فاضي لقرقرة حريم.. الله يبلش أبوفيصل.. خليفة: إن شاء الله طال عمرك.. خليفة يفتح الباب على أخره ، ويأشر بيده للداخل وهو يقول: تفضلوا لو سمحتوا، سيادته ناطركم......... #     / الجزء الثالث عشر # طول الفترة اللي تفصل بين الجامعة ومقر البنك الرئيسي اللي في منطقة الأبراج على الكورنيش، جواهر ونجلاء قاعدين جنب بعض متلاصقين على الكرسي اللي ورا، و كانت جواهر ترتعش في حضن نجلاء، اللي كانت حاضنتها بقوة.. كانت جواهر حاسة أنها مو قادرة تسيطر على نفسها ولا حتى على حركة جسدها..كانت ترتعش بعنف كأنها تقف بدون ملابس حافية على جليد القطب الشمالي.. كانت متوترة متـــــــــــــــوتــــــــرة إلى أبعد حد.. حست إنها يمكن استعجلت في قرارها إنها تروح تشوفه، كان مفروض إنها انتظرت لين تقدر تسيطر على أعصابها..لو كان هو فعلا (......) ما تبيه يحس أنها أضعف منه.. أو إنها منهارة، تبيه يشوفها قوية.. وأقوى منه..ما تبيه يحس بطعم الانتصار عليها..ويشوفها عاجزة توقف في وجهه.. تبيه يحس بحقارته وإنه مخلوق تافه حقير ما يستحق توترها.. مليون مليون سيناريو رسمته للحظة اللي بتشوف فيها عيالها، اللحظة الأولى، واللقاء الاول ، والحضن الأول لكن عمر السيناريو، ماكان كذا، كانت تتمنى تشوف عيالها أولا، لكن هو لا لا .. عمره ماكان موجود في السيناريوهات الي رسمتها في بالها سنين وسنين.. كانت تحاول تمسحه من ذاكرتها وخيالها.. حتى اسمه ماكانت تحبه ينذكر قدامها لكن والآن..في سيناريو اليوم هي خايفة تتهور في البنك قدام العالم، تصارخ عليه، أو حتى تشيل جزمتها من رجلها، وتخبطه بالكعب على رأسه. أو حتى تشيله (أبو عظام) وترميه مع الشباك. كل ماقربوا من البنك، ارتعاشها يزيد، وتوترها يتعاظم ويتعاظم، حاسة قلبها بيوقف، والتنفس عندها صار ثقيل ثقيل..النفس صعب إنها تأخذه أو تسحبه أو حتى تزفره، كأنها تسحبه من بير بدون قرار، وتنفثه في حفرة من لهيب يحرق وجهها.. نجلاء اللي حاسه بارتعاشها في حضنها، تكلمها بحنان بهمس: جواهر تحبين نرجع البيت ونقا**ه يوم ثاني؟؟ جواهر مثل اللي لسعتها حيه: لا لا خلاص هذا إحنا وصلنا. وفعلا ..كانوا وصلوا لمقر البنك الضخم اللي محتل برج من 17 طابق.. دخلوا للبنك، ونجلاء هي اللي تولت مسئولية كل شيء في الوقت اللي كانت جواهر تصلب طولها، وتحاول تبعث أكبر قدر من الثقة في نفسها: خلاص يا جواهر، أنتي ماعدتي طفلة أمس تخافين، أنتي مره ناضجة، وأستاذة جامعة، حطي رأسج براسه، وعينج بعينه. لازم تدفعينه ثمن غدره وخسته ونذالته غالي.. بس اشلون؟؟ نجلاء بلغة جدية بعد ما أنهت استفساراتها من الأستقبال: مكتبه في الطابق 17.. يالله.. جواهر تأخذ نفس عميق: بسم الله، توكلت على الله وهو حسبي. وتوجهوا للمصعد طالعين للطابق 17 *************** في مكتبه مع دخلة الدكتورتين للمكتب وقف عشان يرحب فيهم، كما يستلزم الذوق.. نجلاء تبلمت غصبا عنها، لما شافته يقوم برشاقة من ورا مكتبه، عشان يرحب فيهم.. عمرها بحياتها كلها كلها كلها ماشافت رجّال كذا، لا في الحقيقة ولا حتى في التلفزيون ولا حتى في الأحلام، كل شي فيه مرسوم بالمسطرة.. بال**نتي.. بالملي : الهيبة الكاسحة.. الحضور المسيطر.. الطول الفارع.... العرض الاسثتنائي .. الرجولة الطاغية.. الوسامة المذهلة.. المغانطيسية الآسرة.. جواهر دخلت وهي تحس أنه قلبها بيوقف، مو قادرة تتنفس، مو قادرة تطالعه، كانت تطالع في كل شيء بالغرفة إلا ناحيته.. (هو) كان يقول في نفسه وقت دخلتهم: يالله خل نخلص منهم بسرعة، يفارقون.. طالعهم بنظرة اعتيادية، كانوا ثنتين: وحدة لابسة عباية وشيلة.. وطولها عادي.. ووجهها الهادي المتوسط الجمال كأنه مألوف بالنسبة له.. الثانية لابسة عباية ونقاب، ولفت انتباهه طولها الفارع، كأنه طول عارضة أزياء، استغرب.. لأنه نادر ماشاف قطريات بهالطول.. هو يرحب ويأشر على الكراسي اللي قدام مكتبه: يا هلا ومرحبا والله بجامعة قطر كلها، شرفتوا مكانكم، تفضلوا، مين فيكم أخت أبو فيصل؟؟ نجلاء من سمعت صوته الواثق ارتبكت مرة ثانية غصبا عنها، في نفسها كانت تقول: وش هالصوت والثقة، سبحان اللي خلق هالرجّال؟؟ جواهر من سمعت صوته انقلب حالها، هو.. هو.. هو.. هـــــــــــــــــــــــــــــــو عمرها مانست هالصوت، من أول يوم سمعته ليلة زواجهم قبل 18 سنة.. نفس الصوت.. نفس الصوت.. نفس الصوت.. واثق أكثر.. وأنضج .. وأكثر رجولة.. بس هو نفس الصوت.. هو.. هو.. هو هــــــــــــــــــــــــــــو حست بكره غير طبيعي وحقد يطلع إشعاعات إشعاعات من جسدها، جلست هي ونجلاء على الكراسي، ما تكلمت نهائي ولا بحرف، ومارفعت عينها عن يديها المشبكة في حضنها.. في الوقت اللي كانت نجلاء عرفته عن حالها وإنها أخت أبو فيصل، وقعدت تشرح له باختصار فكرة معرض الوظايف ،اللي هو على فكرة كان معرض حقيقي، بس نجلاء طبعا مالها علاقة فيه، وقررت تعطيه رقم العلاقات العامة في الجامعة عشان ما تتورط وفي نفس الوقت يبين صدقها، على أساس أنها جايه وسيط بس.. كانت جواهر بس تسمع الصوت، ومع كل حرف وكل كلمة، كانت تتأكد أنه هو ..هو..هو.. وكانت تحس بكره السنين يتجمع ويتجمع ويتجمع: ناجح وواثق من نفسه ومبسوط وسعيد وعيالي معه، في الوقت اللي أنا فيه أعاني وأعاني وأتعذب.. و(هو) كان مستغرب، من **ت الدكتورة الثانية الغريب، فقرر أنه يبادر من باب اللياقة والذوق: زين دكتورة نجلاء.. ماعرفتينا على حضرة الدكتورة الثانية؟؟ لحظتها نجلاء ارتبكت وجواهر قررت ترفع عينها وتحطها بعينه هو انلسع.. تكهرب.. احترق من نظرة الكره النارية غير الطبيعية. وهي انصدمت لجزء من الثانية: كان شكله متغير متغير كثير، وين الوجه النحيف والجسد النحيل؟؟ وبعد نظرة الصدمة اللي دامت أقل من ثانية وحدة، رجعت نظرة الكراهية تطل من عيونها اللي ركزت في عيونه هو..هو.. هو.. نفس العيون.. نفس الوجه.. نفس الأنف والشفايف.. هو.. هو .. هو هــــــــــــــــــــــــو هو ارتبك.. وماقدر يبعد عيونه عن العيون اللي كانت تتحداه، وترسل له نظرات كره عمره ماشاف أحدّ منها: هاه دكتورة نجلاء ماعرفتينا على الدكتورة الثانية، إلا لو هي موب حابة تعرف عن نفسها؟ هو بنبرة غامضة فيها لمحة ارتباك ماتعود عليها.. وقتها جواهر وقفت فجأة (وهو) استغرب من وقفتها المفاجئة الحادة افتحت شنطتها، وطلعت شيء يشبه بطاقة دعوة انحنت ناحيته وهي تحط عينها في عينه بكل قوة حطت البطاقة بقوة على مكتبه قدامه مباشرة وهو كانت عينه تنتقل من عيونها اللي كان فيها خليط سحر وكره عمره ماشاف مثله، ليدها اللي كانت تثبت البطاقة على المكتب وظلت على البطاقة للحظة من الزمن كان يطالع في يدها بتمعن غصبا عنه.. يدها ناعمة وشفافة كأنها مصنوعة من الكريستال (هذا كان اللي يدور برأسه) أظافرها مقصوصة بنعومة لأخر حد، ومايدري ليش انبسط من هالنقطة. مايدري أشلون راح تفكيره المجنون ليدها، جاه هاجس مجنون أنه يثبت يدها الناعمة بيده بقوة على مكتبه، مكان ماهي حاطتها الحين فوق البطاقة وكان بيسويها بدون تفكير في العواقب اللي يعرف إنها بتكون خطيرة لو هو سواها، بس هو حس إنها تتحداه، وهو ما تعود يخسر تحدي وكان خلاص بيسويها.. لولا إنها سحبت يدها، وعطته ظهرها وتوجهت مباشرة للباب في ثقة مصطنعة. نجلاء ارتبكت من موقف جواهر، سلمت عليه وشكرته، وطلعت وراها، بعد أقل من 5 دقايق من دخلتهم عليه. و(هو) كان مصدوم من اللي صار قدامه، وش فيها هالدكتورة؟؟ مجنونة؟؟ أكيد مجنونة؟؟ ليش سوت كذا؟ تذكر البطاقة فتحها بحذر: الزميل الفاضل/عضو هيئة التدريس بجامعة قطر أتشرف بدعوتكم إلى حفل إطلاق كتابي المرجعي الثالث بعنوان (.......) وسيكون الحفل في مبنى النشاط الطلابي/ بنات الساعة 9 صباحا تاريخ.... (هو) لحد الحين مو مستوعب: وش هالغباء؟؟ تعطيني بطاقة مخصصة لجامعة قطر، وفي مبنى البنات بعد، لا والتاريخ فايت صار له شهر.. (هو) مثل اللي لمع في راسه شيء، رجع يفتح البطاقة على اسم الداعي في أخر البطاقة: الدكتورة: جواهر منصور الـ هو مثل اللي صبوا على راسه مو ماي بارد، إلا ماي مثلج وبعده ماي مغلي.. حس أنه مخه انشل، وأطرافه انشلت معقولة؟؟ معقولة؟؟ معقولة؟؟ حاول يسيطر على نفسه، بشخصيته القيادية اللي هو تعود يتصرف في إطارها..وقام ركض يبي يلحق الدكتورات اللي طلعوا من دقايق. ********** قبل دقايق على باب مكتبه، جواهر من طلعت من باب مكتبه، كل القوة اللي كانت متسلحة فيها انهارت رجولها مو قادرة تشيلها، سندتها نجلاء، وهي حاسة أنها مو قادرة عليها، جواهر أطول منها، وجسمها منهار بين إيديها، سحبتها سحب وجلستها على الكنبة الطويلة في مكتب سكرتيره.. وخليفة السكرتير مستغرب من اللي قاعد يصير قدامه.. بس ظل ساكت من باب الذوق.. وعقب سألهم لو كانوا محتاجين شيء.. فطلبت منه نجلاء يتكرم يجيب لهم ماي.. نجلاء بقلق واستفسار: جواهر هو هو.. صح؟؟ وإلا ما كان صار لك كذا.. جواهر بصوت مسحوب منه الروح، كأنه يأتي من عالم ثاني: إيه.. إيه.. إيه..هو.. هو.. هـــــــــــــو هــــــــــــــــــــو هــــــــــــــــــــــــــــــــو عــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــدالله #     / الجزء الرابع عشر # في غرفة مها والجازي عقب صلاة الظهر كل وحدة منهم متمددة على سريرها مها ماسكة لابتوبها وتفرفر في المنتديات عن ريجيمات جديدة.. الجازي حاطة سماعة الأي بود على أذنها تسمع أغنية راشد الماجد الجديدة.. دق الباب دقة هادئة بس قوية، مها بدون اهتمام: ادخل.. وكانت الصدمة لهم كلهم إن اللي دخل سعود، اللي نادر جدا جدا يدخل غرفتهم مو مثل محمد اللي يحب يحوس في أغراضهم.. نطت كل وحدة منهم من سريرها واقفة، مها قفلت اللابتوب، والجازي رمت الأي بود وهي تقول في نفسها: ياويلي بيقتلني، أكيد جاي يهادني بسبة غيابي، ليتني ماغبت، ليتني ماغبت.. سعود اللي كان بعده بلباسه العسكري اللي يكشف بنيته المتناسقة بالنجمتين المعلقة على كتفه، قال بلهجة هادئة: السلام عليكم.. وتوجه وجلس على سرير مها.. ردوا السلام وكل وحدة منهم بالها يودي ويجيب.. سعود كمل بنفس الهدوء: الجازي لو سمحتي، اطلعي إنزلي لأمي وقفلي الباب وراش.. الجازي: حست أنه انزاح عن ص*رها حمل: الحمدلله ما انتبه أني مارحت للمدرسة.. ونزلت ركض على الدرج بعد ماسكرت الباب، خايفة يغير رأيه ويناديها. مها هنا حست روحها بتطلع، سعود ماقفل عليها هالقفلة إلا يوم خطبتها بس.. يعني القفلة هذي وراها شيء كايد.. سعود: إجلسي مها.. أبيش في موضوع .. مها بحذر: سم فديتك.. سعود كمل بهدوء وبساطة، كأنه يتكلم في سالفة عادية جدا: أبيش تسألين رفيقتش فاطمة، لو ماعندها مانع تتزوجني.. خطبتها من أبوها أبو صالح.. مها حست كأنها انض*بت على رأسها بحديدة : سعود وفاطمة، فاطمة وسعود.. وماقدرت تفتح ثمها بشيء.. سعود بنفس نبرته الهادية: أشفيش مها، ما أعتقد إن طلبي صعب لذا الدرجة.. مها وهي تسحب نفس عميق: الأحسن إنك تصرف نظر عن فاطمة، وأنا بادور لك بنفسي غيرها.. **************** في البنك/ في مكتب خليفة جواهر مو قادرة تسحب نفس، حاسة إنها بتختنق، ونجلاء تناولها الماي عشان تشرب.. وخليفة مستغرب من الفيلم اللي قاعد يصير قدامه.. جواهر بصوت مو باين: عبدالله يا نجلاء عبدالله.. هو يا نجلاء هو.. أرجوج نجلاء قومي خلينا نروح قبل يطلع ويشوفنا بعدنا هنا.. أرجوج.. أرجوج.. أموت ولا يشوفني مو قادرة أوقف.. نجلاء بخوف: انتي فعلا مو قادرة توقفين، أنا بأتصل بالاسعاف.. جواهر بحدة ما تتناسب مع حالتها: أرجوج نجلاء أفهميني، أبيه يعرف أني أقوى منه، أنه ماهز شعرة من رأسي.. قومي أرجوج.. ارجوج أحب على يدج..وهو الحين اكيد عرف إنها أنا.. قومي قبل يطلع.. نجلاء سندت جواهر وتوجهوا للمصعد ، مع انغلاق أبواب المصعد عليهم.. كان عبدالله يطلع من مكتبه.. سأل خليفة بلهجة حذرة: وين راحو الدكتورات اللي طلعوا من عندي قبل شوي؟؟ خليفة بلهجة محايدة: نزلوا (بدون ما يقول له على سالفة أنه وحدة منهم تعبت وجلست في مكتبة دقايق ترتاح، لأنه حاس إن السالفة محرجة وفيها شيء غير مفهوم، فحب يلتزم حدوده) عبدالله وقف على الباب دقيقة وهو يفكر بشيء، بعدها رجع لمكتبه وقفل الباب.. **************** في سيارة تهاني نجلاء حاضنة جواهر اللي ترتعش بشكل غير طبيعي، نجلاء مرعوبة عليها وخايفة.. نجلاء توجه كلامها للسايق: حسين روح للمستشفى الأهلي.. هو أقرب مستشفى من هنا.. بسرعة.. جواهر اللي توها تستوعب: ليش المستشفى؟؟.. نجلاء بخوف: ما تشوفين حالتج، خلهم يعطونج إبرة مهدئة على الأقل.. جواهر بصوت واثق مختلف عن حالتها: مافيني شيء نجلاء والله أنا الحين أحسن.. وجهت كلامها للسواق: حسين روح لبيتي..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD