الفصل الثاني :

1100 Words
" سيد فريدمان .. الانسة سوان انانيفا تطلب رؤيتك " الصوت الصادر من المكبر الخاص بسكرتيرته جعل دماؤه تتجمد .. سوان هنا .. ولم يكن غ*ياً ليعتقد أنها عادت لانها سامحته، فتلك المتوحشة الصغيرة .. لا تغفر .. لا تسامح .. هي مؤكد اعلنت أن اليوم هو يوم الحساب .. "فيليب .. ايمكن أن تعذرناً ؟! " " مؤكد .. وداعاً " هبطت يده لجانبه .. اخذ يتنفس لمرات محاولاً السيطرة على مشاعره .. إن علمت بضعفه .. ستدوسه دون أن تلتفت خلفها لترى رفاته .. مرر يده فوق شعره وعدل ربطة عنقه ثم اجبر نفسه على ارتداء قناعه المعتاد .. ابتسامة ساخرة شقية رسمت فمه المتوتر فتميل شفتيه بزاوية واحدة معطية اياه مظهر الامبالي .. ثم اقترب بجسد م**و ببذلة تو**يدو من ثلاث قطع لها لون كحلي داكن لائم لون عيناه .. " بيبا .. دعي ضيف*نا تدخل " غادر فيليب بهدوء بعد أن حياه برأسه .. لحظات .. بل دهر كامل مر، قبل أن يتحول جو المكتب المعتدل لآخر خانق .. ضيق يكتم انفاسه .. رغم اتساع مكتبه المطل على العا**ة بواجهة زجاجية على طول الحائط ورائه .. موسكو اسفل قدميه، كما اعتادت أن تقول ساخرة منه .. لكن هو لا يعلم من كان حقاً تحت اقدام الاخر .. هو .. أم تلك المدينة المستعدة لابتلاع أي شخص يعاندها أو يتحداها .. " شكراً عزيزتي .. فلاديمير " تقدمت بجسدها المثالي الم**و بثوب ابيض فاخر .. لونها .. جلدها الذي لا تتخلى عنه .. بأكمام من الدانتيل المخرم .. وفتحة عنق واسعة .. بينما ينتهي عند حدود ركبتيها ليكتمل المظهر بحذاء ذهبي عالي .. شامخة .. متعالية .. رافعة ذقنها بتحدي صريح له .. وشعرها يتحرك خلفها حراً من أي قيد .. يظهر بعضاً من تمردها المخفي عن اعين الجميع إلاه .. رباه كم اشتاق اقترابها، اشتاق رائحة عطرها الخفيفة الانثوية .. وزمرد عيناها .. ذاك الذي يخفي اكثر مما يظهر " سالدكيا (حلوتي ) " ابتسامة ساخرة عبرت شفتيها لتختفي سريعاً بمجرد سماعها لاسم التحبب .. عيناها كانتا قصة اخرى .. ترمقه بآلاف النظرات الغامضة، لا تظهر سخط، لا تظهر غضب .. فقط برود جليدي ارجف اوصاله .. ليعلم أن تلك الفاتنة القاسية القلب، اعلنت حكمها عليه .. وأنه سيبقى طوال حياته مسجون بها ولها ... " اسفة لعدم وجود موعد مسبق .. لن اطيل البقاء، اعلم كم أنت رجل مشغول " " اجلسي " طلب منها متجاهلاً سخريتها وكل خوفه الداخلي .. متسلحاً مثلها بقناع من البرود .. منتظراً لحكم سينهيه مؤكد .. فلطالما تفردت بجعته بردود افعالها، والويل له منها هذه المرة .. انصاعت لامره تجلس بهدوء تحسد عليه ثم وضعت ساق فوق الاخرى، لتأمر بصوت جامد خالي من العاطفة كمياه نهر سيبيري متجمدة .. " اجلس هنا " " حاضر " كان وبصعوبة يتمالك نفسه لكي لا يسحبها نحوه مغرقاً اياها بعاطفة الجنون التي انتابته منذ رأها اول مرة .. مثبتاً لها أن أي رجل غيره .. لن يملك نصف ما ملكه منها جسداً وروحاً .. " ساخر جداً .. ملتوي .. مغرور .. وكأن ما مر .. كان مجرد لعبة .. لكن نحن اتفقنا أن كلمة النهاية لي أنا .. وحدي سأخطها بعد مئة زهرة من الاوركيد اللعين .. شيء آخر سأكرهه للباقي من حياتي بفضلك " تجاهل هذه المرة شعوره بانقباض القلب ليجلس مقابل لها وينتظر .. مسنداً جسده للخلف محاولاً طمأنة نفسه .. سوان مهما قست .. ستجد يوماً درباً للتسامح .. ستذكر حبه العميق لها، ستذكر محاولاته وتفانيه لاسعادها دائما، ستذكر كم كانا مغرمين ببعض .. كم كانا روحان بجسد واحد .. وستحاول أن تنتقم لنفسها، لكنها ستسامح يوماً ما .. ا****ة .. هل يكذب على نفسه ؟! .. أم يبحث عن أمل مفقود معدوم ؟! وهو يعلم كم ذاك القلب قادر أن يكون بلا رحمة .. " هذه لاجلك " ضاقت عيناه وهو يراها تسحب ظرف ابيض من حقيبتها لتضعه فوق الطاولة الزجاجية بينهما .. البطاقة التي تخص الاعراس وذات الاطراف المذهبة جعلت حلقه يجف .. انحنى ليرفعه محدقاً به يقلبه بين يده والجمر داخله لم يعد خاملاً .. اصبح مشتعلاً بانتظار الحريق .. ابتلع ل**به بهدوء ليجيب بلطف زائد لا يناسب حديثهما، يخفي خلفه توتره الشديد وطاقته بالصبر بدأت تنتهي " هل قررت عقابي بالزواج من آخر ؟! .. كرت لطيف بجعتي .. لكن يبدو متكلف جداً لذوقي الخاص .. ثم احمر .. أنت لست من عشاق اللون الاحمر " فتح البطاقة ومرت عيناه فوق الكلمات، متجاهلاً شعوره أن افعى تلف جسدها حول عنقه لتخنقه ببطئ مؤلم .. تعتصر روحه واحلامه .. تعتصر منه الحياة دون رحمة .. تاركة اياه مشوش الرؤية مرتجف الجسد .. رباه .. " ا****ة سوان " صرخ بصوت تردد صداه في المكان يقف على قدميه منتزعاً عن وجهه لا مبالاته وسخريته، متنفساً لمرات بجزع وخوف، خوف لم يشعره منذ كان طفلاً .. خوف الفقدان .. خوف الخسارة .. تحرك بعدها ليقف قريباً منها هاتفاً بحنق وجنون: " لايمكنك .. مستحيل .. الا هذا سوان .. الا هذا .. اقتليني .. مزقيني .. عاقبيني .. لكن لاتفعلي هذا .. " لم تتحرك من مكانها .. فقط ابتسامة شماتة كانت الرد عليه، ابتسامة طعنته كحد سكين معدني، لامع ومضرج بلون الدم .. كانت تعلم .. كانت تدرك ماذا سيسبب هلاكه .. كان تعرف باكثر نقاط ضعفه لتستخدمها الان دون رحمة .. هو من وثق بها ليسلمها سكين تطعنه بها .. سلاحاً لتطلق رصاصة موت واحدة فتصيب قلباً جن حباً بها .. ولغبائه .. لم يكن ليظن يوماً انها ستستخدم ضعفه ضده بهذه الوحشية .. مرر يده في شعره يريد انتزاعه .. الجحيم بابوابه مجتمعة فتحت امامه، وخيار واحد متمثل بالتوجه نحو هلاكه .. بعيون مفتوحة وقلب متجمد من الخوف .. كيف ظن للحظة أنها سترحمه ؟! " امرتني بالرقص فوق قبرك .. اذاً سارقص .. رثاءً لحبك .. رثاءً لجسدك وقلبك .. سارقص فوق قبر حفرته لك .. عميقاً .. مشتعلاً .. حارقاً فلاديمير " " نيكولاي الكبيلوف اذاً، قررت ذ*حي باستخدام نيكولاي **كين .. اهنئك .. أنا لم احلم حتى باكثر كوابيسي رعباً، أن تختاريه لقتلي به .. " أخذ يصرخ ساحباً اياها نحوه بعنف، ضاماً جسدها اليه بقوة قادرة على تحطيمها .. سيخسرها .. بمجرد أن يفلتها الان سيخسرها .. لا هو خسرها منذ زمن بعيد .. لكن غروره اللعين استمر برسم طريق نجاة غير موجود امام عينيه .. ثم رقت يداه، رقت ليلامس شعرها الناعم وجانب وجهها .. ليمس وجنتيها وينظر الى اعماقها متوسلاً اياها : " تراجعي .. حباً بكل عزيز عليك تراجعي .. هذا ليس قبر سوان .. إنه جحيم .. اقتليني .. انهي حياتي .. لكن ابتعدي عن نيكولاي، ستؤذين نفسك حبيبتي، وأنا لن احتمل أن تؤذي نفسك عمداً .. صدقيني هذا الخيار .. ستندمين عليه لاحقاً .. " " تبدو كطفل انتزعت منه افضل ال**به .. و ممن ؟! .. من عدوك اللدود .. قف هنا فلاديمير وانظر نحوي، أنا لا اسامح اتذكر ؟! .. أنا فقط انتظر الوقت الملائم لرد ما علي من دين لك .. "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD