الفصل الثالث :

1048 Words
خرج صوتها مبحوح حاقد ليتنفس بصعوبة ويترك وجهها، يسدل يديه جانباً مغمضاً عينيه عن حقيقة لا يريد ان يصدقها .. اخفض بعدها رأسه ليسنده لكتفها فلم تمنعه، لم تقاوم او تدفعه .. كانت كلوح ثلج منزوع المشاعر وكم آلمه هذا .. تنفس لمرات من عطرها .. كم قاسية هي حبيبته، كم لئيمة .. وكم يستحق عقابها .. " اذاً افعلي .. تزوجيه .. وسأكون حاضراً في حفل زفاف حبيبتي .. ساكون هناك لاهد*ك رصاصة قتلي كما تشتهين .. لكن قسماً بكل عزيز علي، لن اتركه ينتزع حبي من ص*رك .. وابداً لن يؤذيك ليحقق اهداف ضدي .. " تقابلت نظراتهما .. حدقت بعينيه للحظة قبل أن تهمس بألم : " لقد انتزعت حبك انتزاعاً من قلبي، فلم يعد موجوداً .. لقد دفنته قبلك هو وقلبي الذي مات .. مات بفضلك " همس بعذاب وهو يضع يده على ص*رها فوق قلبها مباشرة " كاذبة بلهاء .. ها هو .. هنا، ينبض بحبي .. والا .. ما كنت لتكوني متطرفة بانتقامك، متطرفة بعقابك لي .. وأن كان هذا دواءك للشفاء .. فسأتجرعه .. مدركاً أنه سيقتلني وينهيني، لكن تذكري .. يوماً ما .. ستعودين لي .. ستطلبين السماح .. وسأفعل .. سأسامحك حبيبتي .. ليس ضعفاً .. أنما خوفاً من خسارتك مجدداً " هل كان هذا هو من يتكلم ؟! .. هل كان هو من يطلب عقاب كهذا ؟! .. عقاب يوازي الموت .. إنه مجنون مؤكد .. للمرة الاخيرة ضمها .. قبل عنقها واشتم رائحتها التي يدمنها لتتحرك مقاومة اياه، ثم تنتزع نفسها منه ليرى وجهها الحقيقي خلف قناعها المتجمد .. وجه متردد .. خائف .. ومتألم .. لكن هو يعلم انها لن تتراجع ولن تستسلم .. لقد ص*ر الحكم .. وسيقاد بجرمه للاعدام .. ********* " أنت هنا ؟! " لكم كيس الملاكمة مجدداً .. ولم يجب على ساشا الذي نزع سترته ليظهر ص*ره العاري بعضلاته السداسية .. ثم التقط قفازان حمراوان ليحشر يديه داخلهما .. اقترب واداره نحوه ثم جره ورائه نحو حلبة المصارعة الخالية في صالة الملاكمة الخاصة بجورجيو .. " لنتواجه .. أنت تشتعل كالجحيم .. " دخلا الحلبة ذات الحبال السوداء اللون والارضية الصلبة، ثم تلفظ بشتيمة وساشا يسخر منه بصوته المشروخ الاحرف : " اذاً .. الساحرة ستتزوج نيكولاي " اندفع يض*به لكن ما كان ليصل لخ**ه البارع بسهولة .. تلوى ساشا بخفة معتادة من خبير مثله ولكم ضلوعه لينتشر الالم هناك فيعيد بعض من اتزانه .. " أنت ضعيف .. حب تلك الحقيرة جعلك ضعيفاً " " اخرس !!.. لا تنعتها بهذا والا قتلتك " هذه المرة لكمته وصلت لفك ساشا، فترنح وبصق الدماء من فمه ثم ضحك بمتعة .. " نعم ها أنت تعود .. هل سنحضر الزفاف ؟! .. افكر باهدائها مسدس .. يوماً ما ستحتاجه لقتل نفسها بعد أن تعرف أي جحيم توجهت اليه " لكمة اصابت كتف فلاديمير لكن الالم لم يصل لاعماقه .. ووجد نفسه يضغط على نقطة ضعف شريكه الو*د .. " وأنا سأهد*ك قلب ابنة عمي على طبق .. منزوع من جسدها ومازل ينبض " " ا****ة عليك .. " ارتمى الجسدان ارضاً وتشابكاً .. يحاول كل واحد ايذاء الاخر بكل قوته مستعملين ايديهم وارجلهم وأي شيء من حولهم .. دقائق مرت والامر يزداد عنفاً .. والدماء تخط نفسها على وجه كل منهما .. وعلى الارضية بينما يتصارعان بعنف .. " اقترب منها وساقتلك " " الامر نفسه لك .. قلل من احترام سوان .. وسانتزع عيناك " فجأة توقفا واخذ كل واحد يلهث .. جر فلاديمير جسده واسند ظهره لزاوية الحلبة ثم اخذ يضحك بصوت عالي ومرفقه يمر فوق جرح شفته .. " على سوان أن تراك الان .. سيسرها أن تجد وجهك ينزف " شاركه ساشا الضحك واجاب بينما ينتزع قفازه ويرميه بعيداً : " إنها تشبهك .. مصاصة الدماء تلك تكرهني .. ا****ة .. " نظر كل منهما للاخر ثم تنفس هو بحدة، نزع قفازه الاسود ودلك مؤخرة عنقه .. اغمض عيناه لدقائق .. وجهها المرح قفز لمخيلته .. سعيد .. مبتهج .. ثم صوتها اخذ يهتف داخل اذنيه بصخب مرح : " اض*به .. الكمه فلاد .. ش*ه وجه ذاك اللعين فهو يستحق " ابتسامة مرة رسمت شفتيه، كانت تتسلل خفية الى هنا، ثم تقف خارج الحلبة لتشجعه ضد ساشا .. تلك المرأة التي لايمكن توقع افعالها .. فيوم تبدو كأميرة مدللة تحايله ليطلي اظافر قدميها .. وآخر فتاة شارع لئيمة تهوى الملاكمة .. انها كل مالا يخطر على بال أحد .. خليط يعشقه .. خليط جعل حياته مسلية جداً بعد جمود سنوات وسنوات .. وكم يكره أنها ليست هنا، تنظر لفم ساشا وتسخر منه .. " أنت لن تذهب صحيح ؟! " " بل سأفعل " القى ساشا جسده للخلف يشتم بتعابير و**ة وقست ملامحه .. وكأن ما تفوه به للتو لم يعجبه ابداً .. " ستندم .. اتركها، ستعود وحدها عندما تدرك أنها لن تجد أحد يحبها كما تحبها أنت .. تلك الفتاة تعيش وتتنفس على عشقك المجنون لها " " لن تعود .. سوان لا تعود الا غصباً .. لا تسامح الا بمعجزة .. قلب بجعتي حقود جداً .. متطرف جداً .. " " اذا اجعلها تغار .. اذكر انها كانت تتعلق بك كعلقة خوفاً من أن تسرقك انثى اخرى منها " ضحك للتشبيه .. فعلاً سوان متطرفة حتى في هذا .. مجنونة عندما تنظر اليه أي عينان انثويتان، أو تحاول يد بأظافر مطلية أن تلمسه .. " سامنحها انتقامها ساشا .. أنا مدين لها بهذا " " هل أنت غ*ي ؟! .. أنت تجعل نفسك مكشوف للجميع .. خصوصاً لذلك الو*د نيكولاي .. ضعفك نحوها سيكون طلقة موتك " كان هذا صحيح .. لكن هو لا يفعل سوى ما يريده، التحذيرات لا تهمه .. هو سيذهب .. وسيراها .. مهما كانت النتيجة . استسلم ساشا بعدها وهو يدرك ما يفكر به .. ثم انتفض يرتفع عن الارض ويقترب ليجثو جانبه ويقول بقسوة : " إن وجد الاخرون ثغرة للدخول اليك .. سنموت جميعاً .. فكر جيداً .. وإن كنت مصر على الذهاب .. لا تجعل أحد يدرك أنها تحتفظ بقلبك بين يديها .. يكفي أن تستغله هي فقط .. ذات الضمير المعدوم " حمائية ساشا نحوه جعلته يختنق .. يدرك جيداً أن ما يقوله هو الصواب .. هو سلم سوان قلاعه كلها .. وإن تخلى عن العرش .. سيجد مئات الطامعين بأخذ مكانه .. شعر بربت ساشا على كتفه الايمن قبل أن يخرج من الحلبة ويترك المكان .. فرك مؤخرة عنقه مجدداً ومسح العرق المتجمع فوق جبينه .. يمرر يده من خلال خصل شعره الرطبة .. واخذ يأمر نفسه، قف فلاديمير .. قف .. انها ليست المرة الاولى التي تطعن من الخلف، ولن تكون الاخيرة .. ********
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD