التوت شفاه فاديه بابتسامه متهكمه ماان رأت فريدة تدخل من باب المنزل بعد ان قضت النهار باكمله في مكانها المفضل او بالاصح مااصبح مهربها من البقاء وسط نظرات وتهكمات تلك المرأه وحاشيتها....! فهاهي حماتها السيدة فادية جالسه ككل يوم بمنتصف تلك الاريكة الانيقه وعلي جانبها الأيمن تجلس ايمان وعلي الجانب الاخر السيدة خيريه بينما خادمتها الوفيه جليله تقف بالجوار..... وعلي ذلك المقعد البعيد نسبيا هاهي ندي والتي تجلس تراقب مايحدث ب**ت او احيانا بردود هادئه
سخرت فريدة بداخلها وهي تتقدم للداخل.... انها جلسه كل مساء وكل صباح التي ستبدأ حالا بكلمه او نظرة تشعل فتيل الشجار الذي اصبح يومي....!
وبالفعل لم تمر لحظة حتي تهكمت فاديه من بين شفتيها الملتويه : كنتي فين ياهانم؟
رفعت فريده حاجبيها قائلة ببرود : مكنتش اعرف اني لازم اقدم تقرير لسيادتك عن مكاني
احتدت ملامح فاديه بينما التوت شفاه خيريه باستنكار حث فاديه علي الغضب سريعا لتقول : بت انتي اتعدلي احسنلك وردي عليا بأدب مش كفايه متحملينك وانتي ارض بور
تمسكت فريده باعصابها وعضت علي أسنانها وهي تلتفت اليها قائلة : انا مؤدبه غصب عن واحدة زيك.....
.... (فرررريدة...)
كان هذا صوت هاشم والذي كعادته اختار التوقيت المناسب لعودته والذي يكون دوما وقت ردها علي والدته....
سرعان ماتقمصت فادية دور الام الضحيه لتقول بامتعاض ; كويس انك جيت ياهاشم عشان تشوف مراتك بترد عليا ازاي
سرعان مانطق ل**نها قبل ل**نه : ولو كان ملحقش العرض عندي استعداد اعيده تاني عشانه
اتسعت عيون خيريه وايمان من كلمات فريدة التي أصبحت شرسة دوما وعلي استعداد للحرب .... نظرت اليها ندي وهي تهز راسها بعدم رضي فقد قدمت لفاديه ماارادته و أشعلت فتيل الشجار بينها وبين زوجها.....
اوقفها صوت زوجها الذي دفع بالنيران التي اشتعلت بداخله لتخرج ممزوجه بنبرته الغاضبه : فرررريدة
اخذت فريدة نفس عميق واستدارت ناحيته تنظر اليه بأعين مستعده للحرب اصبح لايري سواها قائلة ببرود جليدي .... نعم..!
قال بحزم : اطلعي علي اوضتك
التوت شفتيها بابتسامه متهكمة وقالت وهي تغادر : امرك ياهاشم بيه
هزت ندي راسها بعدم رضي واسرعت تلحق بفريدة بينما التفت هاشم وهو يجاهد للتمسك باعصابه بينما بدأت فادية بالعزف علي اوتاره المشدودة....... شفت ياهاشم مراتك بتتكلم معايا ازاي
لوت خيريه فمها بينما نظر هاشم الي الخدم الذين يشاهدون الشجار اليومي وكأنه فيلم ممتع ليقول : وشفت انتي اتكلمتي معاها ازاي وقولي ليها ايه
رفعت فاديه عيناها ناحيه ابنها بشموخ : وانا قلت ايه يعني...
: انتي عارفة ياأمي انتي قلتي ايه... ومش معني كدة اني موافق انها ترد عليكي كدة
تسلسللت الابتسامه لوجهه فاديه ولكنها سرعان ماانمحت ماان اكمل هلشم ; ولا هوافق انك برضه تتكلمي معاها بالطريقه دي تاني
....
قالت ايمان بعصبيه من دفاعه عنها : هاشم مراتك اللي بتستفز ماما فاديه وبترد الكلمه بكلمتها
زفر بضيق فهو قد عاد للتو من عمله مرهق باعصاب تالفه ليس بحاجة لمزيد من الشجار
ليزفر قائلا : خلاص الموضوع انتهى...
.....
دخلت ندي خلفها الي غرفتها بعد ان لحقت بها لتقول بعدم رضي : مكنش ينفع تكلمي جوزك كدة ابدا يافريدة
تمسكت بالعناد الذي اصبح يلازمها مؤخرا
وكأنه صدفه تحمي بداخلها نفسها : وكنتي عاوزني ارد عليه ازاي
: باحترام اكتر من كدة
:لما يبقي يحترمني الاول
.... قالت ندي باستنكار ; هاشم بيحترمك طبعا
: واضح بدليل انه قابل اللي بتعمله الست والدته وساكت
: هو مش ساكت بس انتي كمان كل مرة حظك بيرجع يلاقي انتي اللي بتردي عليها
ودي امه يافريدة
: وانا مراته وكرامتي من كرامته
محدش قرب لكرامتك يافريده... اللي ماما فادية بتعمله ده شغل حماوات وانتي المفروض عرفتي كدة من سنين... ياستي شايفه انك اخدتي ابنها منها وبتحاول تستفزك وتوقع بينكم.....وانتي كل مرة تنفذي اللي هي عاوزة
: وعاوزني اعمل اية
; تسكتي وتعملي نفسك مش سماعها
: بعمل كدة... بس خلاص مش هعرف اكتر من كدة مبقاش، عندي حاجة تخليني اتحملها
: ازاي بقي.....دي حياتك يافريده وانتي من ساعه اللي حصل وانتي علاقتك وحشة بهاشم
**تت لحظة ثم تابعت بتردد ولكن بخوف اخوي : انتي كدة بتدي فرصه لوالدته تكبر في دماغه موضوع الجواز.... لازم ترخي الحبل شوية عشان المشاكل بينك وبين هاشم كترت يافريدة
هزت راسها بعناد : مش فارقه......!
قانت نجي مسرعه ماان وقف هاشم علي باب الغرفة لتنظر اليه برجاء ان يتحملها.....
هاهو صامت كعادته ولكنها تري الغضب يتشعشع بكيانه من يداه التي تتحرك بعصبيه بينما يفك ازرار قميصه
لتهتف فريده المشتعله بهذا الغضب الذي تخفي خلفه انهيارها الداخلي بعذ كل ماحدث لها وهذا البرود من جانبه فهو ليشعر بها وهي لاتريد لاحد رؤيه ضعفها حتي لايشفق عليها...! بعد مناقشته الأخيرة معها تجاهلها علي نحو موجع وكلما سارت هنا وهناك تستمع لكلمات عن زواجه اذن ماذا ينظر منها وهاهو عشرة أيام كامله سافر لانهاء اعماله واكتفي بمكالمه كل بضع ايام ...
: يكون في علمك بعد كدة لما تسافر في شغل انا هروح عند بابا
هاهي كلمتها الكافيه باشعال فتيل المشكله
قال ببرود جليدي ; اظن انتي عارفة ردي
هتفت باحتراق : مش هتتحكم فيا
انا زهقت... انت طول الوقت في شغلك وسايبني في بيت اهلك حقي اروح لاهلي.
نظر اليها بتهكم ثم قال بمغزي : بلاش نتكلم عن الحقوق احسن
قطبت جبينها تعرف قصده لتستعر دقات قلبها المن**ر وهي تقول : هو ده كل اللي فارق معاك
نظر اليها قائلا بحدة : فارق معايا اد اية انتي انانيه ومش شايفه غير نفسك وبس... عاوزة طفل واي حاجة تانيه مش مهم.. ياكدة ياتمنعيني عنك....
لمعت الدموع بعيونها من اتهامه الكي ربما يكون محق بجزء، منه ولكن لااحد يشعر بها ولااحد مكانها لتقول : انانيه عشان عاوزة يكون لينا ولاد
: انانيه عشان م**مه وعارفة انك بتاذي نفسك وتاذيني كل مرة الحمل فيها ميكملش قلتلك خلاص يافريده مش عاوز ولاد
داس علي وجيعتها بقوة لتقول : اسمها مش عاوز ولاد منك.... بس معندكش ،مانع تتجوز عشان يكون عندك ولاد من غيري
اشاح بوجهه : مين قالك الكلام ده
: مش مهم
: ادي انتي قلتي مش مهم.... ....انا شايفك بتدمري نفسك... لو بتحبيني يافريده شيلي موضوع الولاد من دماغك..فريدة انت بحبك وخايف عليكي.
بلحظة كان ينقض علي شفتيها بشفاه
جائعه مشتاقه لتستلم فريده له بحاجة جارفه له ليداوي وجع قلبها... همس لها بحبه وهمست له بجروحها لتمضي الليله عليها وهي تحاول اقناع قلبها المن**ر بكلامه... انه يخاف عليها ووعدها انه لن ي**ر قلبها ويتزوج عليها ابدا خاصة حينما أخبرته انها موافقه ولكن بشرط أن يطلقها فهي لا تقبلها علي كرامتها ابدا...!
خدرها هاشم بوعوده وكلامه الذي يناقض وعوده وكلامه لأمه ايضا...!
............
...
عقد بدر حاجبيه باستغراب حينما كانت قدماه تخطو خارج الاصطبل ليلمح ذلك الخيال الاسود...!
ضيق عيناه يدقق النظر بتساؤل عمن يتسلل بخطي خافته وسط ستائر الليل.... اقتربت خطواته حيث اختفي ذلك الخيال بالمبنى الملحق بالمنزل للضيوف....
سار بدر بخطوات هادئة يرتهف السنع الي تلك الهمهمات التي قادت قدماه اليها..... لتتسمر قدمه مكانها ماان فتح الباب ليري أخيه هاشم بهذا الوضع.....!
اعتدل هاشم سريعا من فوق تلك الفتاه التي شهقت بهلع تضم ملابسها علي جسدها العاري ليصيح به بدر بعدم تصديق.... مع الخدامه ياحيوان...!
........... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد)