بسم الله الرحمن الرحيم
خفايا القدر
الفصل الاول
•••••••••••
•••••••••••
ذرة الخير داخلنا ، لكن من حولنا لايرغبوننا كذلك ، يقيدونا بكل ما أوتي لهم من قوة حتي يجعلونا كالشياطين و عندها نصبح نحن المذنبين ازلاء بعدما حاربنا من اجل البقاء اعزاء ....
ففي بيت ضخم اقل ما يقال عليه أنه قصر ملكي ، تهبط تلك الحسناء بفستانها الازرق و حجابها الابيض ... حيث ان عيونها السوداء المكحلة تظهر شخصيتها ، وجهها الابيض الناصع الخالي من اي مستحضرات تجميلية يدل علي نقاء روحها .
هبطت للاسف منادية علي الخادمه فتقول :
داده سيده !!
اتت تلك المرأة البالغة من العمر ٤٦ عام لتقول بقلق :
ايه يا ريماس يابنتي في حاجه ؟
أجابت ريماس علي تلك السيدة التي ترتدي جلباب ابيض و حجاب بني :
بابا و ماما فين ؟!
ردت عليها سيدة بحزن :
سافروا يا حبيبتي .
لا تبدي اي رده فعل لتبتسم جاهدة بقولها :
انا رايحة المستشفي .. سلام عليكم .
و انصرفت سريعا ، اما سيده فض*بت بباطن كفها اليمين علي ظاهر كفها اليسار بحسره قائله :
ربنا يحنن قلوبهم .
•••••••••••
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
بمكان آخر و خاصة بجامعه القاهره كانت تدلف تلك القصيره ذات الشعر القصير الاسود و العيون الواسعه و البشره القمحيه
مصاحبه لصديقتها التي تزيد عنها طول بشيء بسيط و حجابها كان يميزها .
دخلوا سويا لمكان المحاضره و كانت تلك القصيره متألقه برداء اخضر فضفاض .
تحدثت بقوة بعدما جلست لرفيقتها قائله :
بصي يا أيه انا خلاص زهقت ...لازم اطفش العريس ده انا لسه اودامي مستقبل .
تحدثت ايه و هي تحاول تهدئت رفيقتها :
خلاص يا جني بقي ماتجربي المره دي يمكن يطلع كويس الله .
كادت لترد عليها بقوة لكن اتي الدكتور الجامعي ليلقي عليهم المحاضره
طل عليهم صاحب البدله السوداء و الشعر الاسود الغزير بالاضافه للحيتة الخفيفه و عيونه الضيقه نوعا ما .
تن*دت جني و هي تشير عليه لصديقتها :
نتكلم بعد المحاضره .
•••••••••••
•••••••
•••••••••••
•••••••
كانت تسير بين الجميع بالمشفي و هي تفكر بوالديها ، هما لم يعتبرونها ابنتهم ابدا ... يأتون دون أن يخبروها و يذهبون أيضا كذلك ، تشتاق لهم كثيرا و هي من تطلب رؤيتهم أما هم فلا يهمهم سوي تجميع الأموال .
توقفت بما سمعت بكاء أحدا ما ، نظرت لمص*ر الصوت فوجدته شاب من المعتقد انه باواخر العشرين من عمره يرتدي قميص ازرق غامق و سروال من نفس اللون
لا تبان ملامحه فهي تقف خلفه ، لكنه جاثيا علي ركبتيه و يمس علي شعر طفل صغير مريض الفراش و يتحدث :
ما تقلقش يا ساهر ما تقلقش يا حبيبي انا هتصرف و انت هتقوم و تبقي زي الفل .
دفعت الباب الحاجز بينهم و دخلت بعدما دقت ليمسح دموعه و يقف ملتفت لها
وجدته صاحب عيون زيتونيه و بشره قمحيه .. أما شعره مجعد يعطيه وسامه بسيطه لكن يجذب لها الجميع .
شعر عندما رأها ببعض الخجل فكان يبكي دون أن يرا أحد و عندما يكشف تصبح من سيده .
تحدثت ريماس و هي تضع عيونها لاسفل :
اسفه اني دخلت كده ، بس ممكن تقولي المشكله و انا معاك .
أجابها و هو ينظر للصغير الذي من الواضح أنه يبلغ العاشره تقريبا :
اخويا قالوا إن عنده سرطان و ما فيش حل الا استئصال الورم عن طريق عمليه .
ذهبت لتري التقارير المعلقه ناحيه السرير تتفحصها جيدا لترفع نظرها قائله :
انا هتولي الحاله دي بنفسي و ان شاء الله خير .. عن اذنك .
ذهبت لتتركه ينظر لها بخيبه امل .
•••••••••••
•••••••
•••••••••••
•••••••••••
عادت جني الي منزلها لتجد والدتها التي كانت تربط رأسها بمنديل رأس و ورتدي جلباب بيتي من القطيفه هتفت اليها قائله :
بردو سهتينا و نزلتي الجامعه النهارده .. ماشي يلا اتفضلي خلصي الي وراكي الناس جايه بعد ساعتين .
كادت جني أن ترد علي والدتها بقوه لتتذكر حديث صديقتها ايه القائله :
خليهم يحسوا انك موافقه و لو طلع وحش أو ما عجبكيش الوضع هتعرفي تخلعيه بسهوله
تبسمت ببلاهه لتجيب والدتها بهدوء :
حاضر يا ماما .
ذهبت الي غرفتها لتنظر والدتها لطيفها قائله :
اممم طيب ربنا يستر من الهدوء ده .
لتكمل ما كانت تفعله .
•••••••••••
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
عادت الي بيتها بعد يوم شاق ملئ بالمتاعب ، اول من استقبلتها هي سيده التي ما أن رأتها حتي تبسمت بوجهها قائله :
حمدالله علي السلامه .. يلا غيري علي مااحضرلك العشاء .
تسائلت ريماس بنبره متعبه :
بابا و ماما جم ؟
كادت لتجيبها سيده لتضع ريماس كفها بوجه سيده وتكمل بسخريه قائله بعدما رأت تعبيرات الخادمه :
انا ع**طه اوي بسأل ليه ؟ .. هما مش هيرجعوا الا بعد أسبوع و كمان معرفش هما سافروا فين .
كادت لتكمل طريقها فاوقفتها سيده بقولها :
معلش يا بنتي .. يلا بس غيري عشان تتعشي .
هزت رأسها بنفي و هي تصعد قائله :
مش جعانه انا عايزه انام .
لتكمل طريقها لغرفتها .
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
•••••••••••
دخلت والده جني المدعوه هاجر لغرفه ابنتها و هي ترتدي افضل ما عندها لتدق بكفها علي ص*رها بقوه :
وقعتك مش فايته ايه الي انتي لبساه ده ؟!
نهضت جني من أمام المرأة و هي ترتدي بلوزه صفراء متهالكه لا يصلح لها مكان سوي صندوق المهملات
و نبطال من الجينز ازرق و ضيق للغايه ، رافعه شعرها بهيئه ( ديل الحصان ) أما وجهها فكانت تضع مساحيق تجميل لا تناسبها و لا تناسب تلك المناسبه .
ردت عليها جني ببسمتها التي رسمتها منذ أن اتت من الجامعه لتقول :
ايه يا ماما ما انا زي الفل اهوه .
ذهبت إليها هاجر لتمسكها من كتفها قائله بصوت مرتفع نسبيا :
لازم تغيري النيلا دي كلها لاما همد ايدي عليكي .
كادت جني أن تجيب لكن صوت والدها الذي حثهم علي المجئ هو من منعها لتتقدم جني و تفتح الباب سريعا لتخرج ، اضطرت والدتها ان تذهب خلفها داعيه ربها أن تكتمل تلك الليله بالف خير .
كانوا يجلسون بغرفه الصالون ... الاب يجلس علي الاريكه الكبيره و امامه تريكه صغيره تحتمل شخصين فقط فكانت تتحمل العريس ووالدته .
تبسم الاب رغما عنه بعدما رأي ابنته ، و التفنن والده العريس إليها بعدما نهضت لتتغاضي عن ما هي فيه فتعانقها بترحاب قائله :
اهلا يا حبيبتي تعالي .
جاء صوت والدها بأذنها و هو يقول لجني أمرا :
سلمي علي عريسك يا جني .
نهض بطوله قامته لتتسع عيون جني قائله يتساءل صادم :
هو انت ؟؟!
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
•••••••••
اتت الواحدة بعد منتصف الليل لتنهض ريماس من علي سجاده الصلاه بعدما أقامت الليل لتندس بتن*د أسفل غطائها
كانت تفكر كثيرا بوالديها و أنهم حتي لم يهاتفوها للاطمئنان عليها فتقول لذاتها :
اهم حاجه عندهم فلوس .. حتي لما يفتحولي مستشفي و يوصلوني للي انا فيه ده فاكرين اني كده مبسوطه يعني .
أغمضت عيونها في محاوله منها أن تنسي فتبدل تفكيرها لذلك الولد الذي يعاني من السرطان فتقول :
ان شاء الله بكره اروح ابدأ معاه كيماوي .. كده أفضله .
أغمضت عيونها ثانيا لتشعر أن هناك حركه ما بالغرفه .
فتحت عيونها و جلست نصف جلسه تتفحص الحجره بعيونها لتجد أن الستائر هي من تفعل ذلك لتعود للنوم مره اخري .
لحظات و اعيد الصوت مره اخري .
نهضت بتكاسل و هي تتأفف عازمه علي إغلاق النوافذ حتي تنعم بنوم هادئ .
ذهبت إليها كادت أن تغلق النافذه لتجد أحد ما يظهر منها ، اتسعت مقلتيها عندما التقت عيونهما ببعض و كادت أن تصرخ و هي تتراجع للخلف
ليقفز سريعا كاتم فمها بيديه ليخرج السلاح وبظهره يض*ب رأسها فتفقد وعيها بين يديه ، اما هو فنظر لها و هي بين يده فرغما عنه فعل ذلك .
بدايه غير مبشره بالمره لتلك الطبيبه
أما جني فمن هذا العريس يا تري و هل ستعيد تفكيرها ام ستنفذ الخطه كما هي
ما مصير ذلك الطفل المصاب بالسرطان هل النجاه علي يدها ام أنها لم تراه ثانيه
تابعوني
•••••••••••
•••••••••••
تيسير محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
خفايا القدر
الفصل الثاني
•••••••••••
•••••••••••
ظلت تحرك رأسها يمينا و يسارا تحاول أن تستعيد وعيها .
استطاعت بعدما همست باسم سيده عده مرات أن تستفيق ، لم تري شيء من تلك الرؤيه المشوشة بعدما فتحت عيناها ، ظلت كذلك لفتره حتي استطاعت اخيرا أن تستعيد وعيها بالكامل .
كان الضوء مشتعل قطبت حاجبيها و نظرت للجالس أمامها ليكون ظهر المقعد أمامه مستند بزراعيه عليه .
أما هي فوجدت ذاتها مقيده اليدين أمامها و فمها مغلق بلاصق .
كانوا علي مقربه ليست بصغيره .. مد يده ينزع الاصق بعدما شعر منها بالامان و أنها لم تفضح أمره .
لم تتحدث سريعا بينما ظلت صامته تستوعب ما تراه ، لحظات و تحدث هو صاحب العيون الزيتونية قائلا :
ما كنتش اعرف انه بيتك .
- ليه تسرق ؟!
كان سؤالها البرئ ، فاجابها بعدما تن*د :
عشان الدنيا عيزاني أسرق
قطبت حاجبيها مره اخري ليوضح لها قائلا :
أدهم سعد منصور ٢٧ سنه خريج كليه الألسن قسم الماني من جامعه عين شمس تقديري جيد جدا ... ابويا و امي متوفين و مش فاضلي الي ساهر اخويا
بقالي من ساعه ما تخرجت و انا بدور بين مكاتب الترجمه و الجرايد ما سبتش كله رافض ما فيش اماكن
اضطريت اشتغل ميكانيكي نظرا اني بفهم فيها من ابويا الله يرحمه باخد يوميه تعيشني انا و اخويا ... بحاول ادور تاني مافيش فايده ، لما جت مصاريف المستشفي لساهر حاولت استلف من طوب الارض حتي صاحب الورشه الي بشتغل فيها ما فيش فايده ... و دي كانت اول مره اعملها و هي السرقه عشان أنقذه .
- هقلك ما يقولكش أسرق ابدا .
حللت شخصيته سريعا لتعلم ان بذرته طيبه .. إذا أراد السرقه من البدايه لفعل .
أجابها بعدما ضحك بسخريه :
واحد من الشارع عارفين أنه سوابق هو الي حطها في دماغي .
- ندمان ؟!
كان ذلك السؤال منها هو من جعله ينظر لها و كأنه تفاجأ من سؤالها ليهز رأسه بنعم .
تن*د و نهض من مكانه و قام بتحريرها ، كاد أن يذهب من محل مجيئه لتوقفه :
مش خايف ابلغ عنك ؟!
نظر لها و من ثم ذهب للنافذه حتي يعود .
•••••••••••
•••••••••••
•••••••••••
اتي الصباح لينقل المشهد علي جني و ايه في المطعم الخاص بالجامعه حيث ان اول ماتحدثت بانفعال هي جني القائله :
يعني هما مفكرين عشان دكتور هقبل لا طبعا ينسووو هما قروا فاتحه امبارح بس أنا هوريه و هخليه يطفش .
كانت ايه تحتسي من كوب العصير الخاص بيها لتضعه علي الطاوله التي أمامها وتقول :
جني اعقلي ، ده الدكتور بتاعنا بصي هيشيلك .
نظرت لها بعيون متسعه فتقول جني:
نعم ازاي يدخل دي في دي لا طبعا ده انا هشتكيه بقي .
- تشتكي مين ؟!
التفتوا سويا ليجدوه عمر حيث أنه سمع حديثهم الاخير .
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
•••••••
أما في المستشفي الخاصه بريماس ، فعزمت أمرها في صباح هذا اليوم أن أول غرفه ستمر عليها غرفه ساهر ، و هذا ماحدث بالفعل
ارتدت البالطوا الخاص بالاطباء لتتمسك بالملف الخاص به و تدخل اليه .
كان ذلك الصغير الذي يشبه أخيه كثيرا يجلس علي الفراش و يشاهد التلفاز
تبسمت قائله بفرحه :
صباح الخير !
أجابها ببسمه بسيطه :
صباح النور.
ذهبت ناحيه التقرير المعلقه علي السرير و شاهدته و هي تقول :
انت بقيت احسن انهارده .
لم يجيبها ساهر لتنظر له ريماس قائله :
طبعا انت مش عارفني .
مدت كفها لكي تصافحه قائله :
انا ريماس هيبقي مسؤوله عنك عشان تخف و تطلع من هنا بسرعه .
- بجد؟!
قالها بفرحه بعدما صافحها لتمسك كفه بين يديها مجيبه بطمأنينه :
بجد .. ممكن بقي ابعتلك الاكل تاكله بسرعه بسرعه طعمه حلو اوي و هتحبه .. و لو كلته كله هجبلك حلوياااات كتيير اوي اتفقنا ؟!
- اتفقنا .
قالها بفرحه و من بعدها التفتت لتذهب فوجدت ادهم خلفها ، استمع ما قالته لاخيه .
لم يتحدث لتقول بصوت ضئيل و بنبره حاده :
مش هتدفع اي حاجه من المصاريف كله علي المستشفي .
و تركته وذهبت ليشعر بتأنيب الضمير فيقول بين ذاته :
لازم اعتذرلها و اشكرها كمان .
•••••••••••
••••••••
•••••••
•••••••••••
كادت ايه أن تتحدث لتقاطعها جني و هي تشيرلها بعيونها لتقول جني :
دكتور عمر !! اتفضل اقعد معانا .
كان يرتدي بدله رماديه اللون فأجابها و هو ينظر لصديقتها :
لما تخلصي تعاليلي علي المكتب .
حركت رأسها بنعم ليذهب ، اما ايه فوضعت يديها علي قلبها تتنفس بارياحيه لتقول :
اوووووف افتكرته سمعنا
هزت رأسها بنفي و من ثم شردت فهو لماذا يريدها في مكتبه .
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
••••••••
كانت تجلس في مكتبها تعمل علي أحدي الملفات بتعمق ، دق بابها لتسمح بالطارق ان يدخل
كان ادهم هو من يطرق بابها ، نظرت له بتساؤل ليتنحنح ادهم قائلا و هو ينظر اسفل :
أنا جاي اتأسف علي الي حصل امبارح .
نظرت لاسفل لتفكر برهه و رفعت عيونها له تجيبه بكل ثقه :
اكبر دليل اني مسمحاك اني ما بلغتش عنك .. اتمني ما تعملهاش تاني .
هز رأسه بنعم ليرفع نظره لها ببسمه قائلا :
شكرا علي الي عملتيه مع ساهر .
اجابته باختصار شديد :
بنعمل كده مع الكل و لو كنت قولت من الاول كنت عملت كده .
شعر بالحرج من كلامها ليخرج بعدما رماها بنظره غريبه .
أما هي فانبها ضميرها علي هذا الأسلوب
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
••••••••
طرقت بابه و استمعته و هو يأذن لها ، اتت له و هي تنظر أرضا ليقول عمر :
اقفلي الباب وتعالي .
انصاعت له و ظلت واقفه أمامه ، حيث ان الغرفه تحتوي علي ثلاثه مكاتب واحد بالمنتصف و الاخرين علي الجانبين .
رفع نظره من الأوراق التي أمامه لتقول و هو يشير علي المقعد الذي امامه :
اتفضلي اقعدي .
انصاعت له و ظلت صامته ، اغلق ما أمامه و نظر لها قائلا :
جني احنا المفروض نتعرف علي بعض .
نظرت له قائله باستغراب :
ازاي ؟!
أجابها رغم معرفته بأنها تمثل عليه :
هقولك ازاي ..بس الاول اديني رقمك .
فتحت فمها بصدمه لتقول سريعا و تحاول إنقاذ ذاتها :
ااه طبعا .. بس لما يتصلح أصله بايظ .
ما ان أنهت جملتها حتي أص*ر رنين بالغرفه لتتسع عيونها بخجل و هو ينظر إليها بأنها كاذبه فلم يكن سوي هاتفها .
•••••••••••
•••••••••••
••••••••
•••••••••••
كانت تجلس وحيده حزينه فهي عندما علمت بخطبتهم و هي تشتعل نارا من كونها أحبته منذ اللحظه الاولي التي طل بيها عليها في المحاضره ، لم تنتبه لاي كلمه قالها بينما كل ماتطلعت عليه هو أسلوبه الراقي و السلس الذي تحدث به .
استفاقت علي هزات جني صديقتها لتقول جني :
سرحانه في مين ياجميييل .
اعتدلت في جلستها بتوتر لتجيب :
مافيش حاجه ... المهم عملتي ايه ؟
جلست جنب بجوارها و هي تقول واضعه كفها علي قلبها لتجيب :
اسكتي كنت هموت ...طلب الرقم بتاعي قولتله فوني بيتصلح قام ايه التليفون رن .
- يالهوي و بعدين ؟!
- قولتله واخده بتاع ماما احتياطي ، و وس .
- الحمد لله .
نهضت جني و هي تقول :
انا هقوم اجيب اكل .
و تركتها تفكر فيما قالته صديقتها .
•••••••••••
••••••
•••••••••••
••••••••
بعدما مرء عليها أكثر من ثلاث ساعات من العمل قامت بترك القلم ، ممسكه برقبتها تحركها يمينا و يسارا تحاول أن تخفف المها .
دق بابها ليأذن له بالدخول ، ما أن دخل الطارق حتي هتفت ريماس بفرحه :
دكتور عمر عندي يا مرااااحب .
دخل عمر بفرحه قائلا :
آسف يا بنت عمي بس غصب عني .
أشارت له بالجلوس ليفعل فقالت ريماس :
من ساعة ما عمي مات و انت قاطعني خالص .
أجابها واضعا قدم علي اخري ليقول :
هق*فك بعد كده خلاص اتنقلت جامعه القاهره .
تبسمت بفرحه قائله :
بجد مبروووك فرحت لك .
- الله يبارك فيكي و كمان قريت فاتحه و خطوبني قربت بتمني تيجي .
- ده انا لو بعرف ازغرط كنت زغرط .
نهض سريعا ليقول بضحك :
ههههه لا وفري للخطوبه .. الحق امشي بقي ، عايزه حاجه ؟
صافحته مجيبه ببسمه :
عايزه سلامتك و الف مب**ك .
- الله يبارك فيكي .. سلام .
كاد أن يفتح الباب لتوقفه بهتافها ليلتفت بنظرات تساؤل ، سألت ريماس قائله :
انت بتعرف شركات ترجمه مش كده .
التفت بجسده مجيب :
ايوه ليه ؟
- في حد عيزاك تشوفله مكان في مجال الترجمه .
ليعتلي هو تفكيرها فمتي سيصل لقلبها ؟
أحبت خطيب صديقتها فهل ستنزعه منها قريبا ؟
جني تتوعد بالكثير فماذا ستفعل ؟
في فصل جديد تابعوني .
•••••••••••
•••••••••••
••••••••
تيسير محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
خفايا القدر
الفصل الثالث
•••••••••••
•••••••••••
ليت الزمان يعود يوما واحدا حتي أظل كما انا صفحتي بيضاء وسط الجميع لا يشوبها شائبة
كان أمام اخيه يفكر فيما حدث ، يلعن غبائه فلا يريد أن يلقاها مره آخره .
اطمئن علي الصغير حتي نام ، قبل جبينه و خرج بكل هدوء ، كاد ان يذهب ليجدها قادمه بصحبه شخص ما
تحدثت ريماس و ابتسامه تزين ثغرها :
عمر اقدملك ادهم الي حكتلك عنه
مد عمر يده مصافحا لدهم الذي لا يفهم شيء مما يحدث .
استأذنت ريماس قائله :
عن اذنكم بقي انا ورايا شغل و انتو اتكلموا براحتكم .
ذهبت بالفعل و ادهم ما زال لا يفهم شيء ، تبسم عمر له و كاد أن يتحدث ليقاطعه ادهم قائلا :
انا مش فاهم حاجه .
ضحك عمر ليتحرك خطوتين عازما علي الذهاب بصحبته ليقول :
تعالي و انا هفهمك .
•••••••••••
•••••••••••
•••••••
••••••••
طرق باب القصر الخاص بريماس لتفتح بعد لحظات سيده ، وجدت شاب طويل عريض يرتدي بدله كحليه عيونه حاده ما أن خلع نظاراته الشمسيه و نظر لسيده انتابها الفزع
بشرته البيضاء و شفتاه العريضه كانوا مايميزوه
أما شعره فاللون الاسود هو المكتسح ، يظهر من بعيد انه وسيم للغايه و لكن عن قرب يفزع من ينظر له .
تحدث بصوت غليظ قائلا :
دكتوره ريماس موجوده ؟!
أجابت سيده بقلق من هيبته هذه لتقول :
لا مش موجوده ... هو هو مين حضرتك ؟
دخل دون إذن منها و هو يقول متفحصا المنزل من حوله :
انا هدخل استناها لحد ماتيجي .
و دخل بالفعل قامت بالنداء عليه و هو لم يلتفت لها حتي .
أغلقت الباب و ذهبت سريعا لتهاتف ريماس .
أما هو فجلس واضعا قدم علي اخري مجيبا علي هاتفه الذي قد دق للتو .
•••••••••••
•••••••••••
••••••••
••••••••
كانت السابعه مساءا عندما دق جرس الباب الخاص بمنزل لجني
تحدثت هاجر بصوت مرتفع حتي تستمع ابنتها :
جني افتحي الباب ايدي مش فاضيه .
ذهبت و هي تتحدث بغضب لتقول :
ما فيش غير جني جني جني يوووووه بقي ....
ما أن فتحت بابها حتي قضمت اخر كلمه في حلقها ، اتسعت عيونها و ظلت تستوعب وقوفه علي باب منزلها دون معاد
اغلقت الباب بوجهه عندما رأت ذاتها ترتدي ملابس بيتيه لا يجوز رؤيتها بيهم ، لحظات و فتح والدها قائلا باسف :
تعالي يا عمر يا بني آسف علي الي حصل ده تاه عن بالي انك جاي والله انشغلت في كام حاجه كده .
- و لا يهمك ياعمي .
•••••••••••
•••••••••••
••••••••
•••••••
كان يخرج من اسفل السياره و وجه ملطخ بالماده السوداء ، حاول نزع أثار هذا السواد من وجهه بيده بتأفف فهو مرغم علي تلك العملة منذ زمن و لكن حان الوقت لاخبار رئيسه بانه سيتركه .
ذهب اليه فكان يجلس علي مقعد بيده ماتسمى (شيشه) يشعر بالتمزج عند تناولها .
تحدث ادهم قائلا و هو واقفا أمامه :
انا جي اودعك ده اخر يوم ليا .
تحدث صاحب الجسد السمين قائلا :
ليه يا واد رايح فين ؟
- لقيت شغل و هشتغل بشهادتي بقي .
ضحك بقوه قائلا :
و ماله مش عيب .. ربنا يوفقك و لو عوزتني حاجه انا موجود .
هز رأسه بامتنان لتمر من أمامه جارته فيمر بعيونه عليها فهي تجذبه اينما رأها .
أعاد عيونه مره اخري فهو يعلم أنها ليست له .
•••••••••••
••••••••
••••••••
•••••••••••
اتت ريماس بعدما انتهت من عملها لتذهب حيثما يتواجد ذلك الدخيل
ما أن رأها حتي نهض ليمد يده مصافحا لها ليقول :
حمدالله علي السلامه .
صافحته مجيبه و قد رهبت نظراته :
الله يسلمك .. ممكن اتعرف بحضرتك .
أجابها و هو يعدل من هيئته و بتكبر تحدث :
معاذ السيوفي .
قطبت حاجبيها بعدم فهم لتقول :
ايوه بردو مين حضرتك ؟!
ضحك ببساطه بصوته الغليظ هذا ليقول بعدم تصديق :
انتي فعلا اسمي ماعداش عليكي .
هزت رأسها بنفي ليقول بفخر مره اخري :
ابقي خطيبك .
لتتسع عيونها دون أن تصدق .
•••••••••••
••••••••
••••••••
•••••••••••
جلست رغما عنها معه بعدما امرتها والدتها بأن تفعل فهو خطيبها و لا بد من التعارف فيما بينهم
تركهم والدهم ليتنحنح عمر قائلا :
اسف بس فعلا واخد معاد من باباكي .
لم تجيبه فهي غصبا عنها تجلوس معه ، تحدث مره اخري قائلا :
انا قولت بقي بما أن فونك بايظ اجي اقعد معاكي شويه نتكلم .. اصل معلش مش هنتجوز عمياني كده من غير ما نعرف بعض .
اجابته جني قائله بغير نفس :
ايوه طبعا اومال .
كانت تجلس علي بعد كبير منه هو بمقعد و هي بأخر ، تخشي نظرات والدتها التي تراقب من علي بعد فهي لا تريد تلك الزيجة تحاول الابتعاد و والدتها تعلم و لكن هو يتقرب ، كيف لها أن تخبره بذلك .
نظرت له و هو يتحدث و هي بعالم اخر تحاول أن تتقبله أو تتقبل الفكره فعلا لكن المحاوله تبوء بالفشل .
•••••••••
••••••••
•••••••••••
••••••••
اتي الصباح ليعلن عن غضب سيفجر بأحدهم فريماس تتوعد مذ امس ، بعدما تركت هذا الزائر و صعدت من صدمتها التي قذفها عليها
و دون اي كلمه تركته ، اما هو فشعر بالحرج فخرج من هذا القصر سريعا .
دخلت إليها سيده فكانت ترتدي ثيابها أمام مرأتها البيضاء بالذهبي و التي هي بمقابل فراشها الكبير من نفس اللون
و خزانتها من نفس اللون أيضا علي يمينها بطول الحائط
تحدثت سيده قائله ببعض الخوف :
احضرلك الفطار
اجابتها سريعا بحده :
مش عايزه .
و تركتها وخرجت ، هبطت لاسفل و امسكت الهاتف في محاوله بأن تتصل بوالديها ، مره وراء اخري حتي أجابوا سريعا لتقول ريماس بغضب :
ازاي تخطبوني لواحد من غير ماتقولولي .
أجابها والدها بدون مبالاه :
ده المناسب ليكي .
- بس يا باب....
قاطعها قائلا :
ريماس نتكلم بعدين
و اغلق الهاتف بوجهها لتغمض عيونها بحزن و هي تحاول الا تبكي بعدما تن*دت بقوه .
•••••••••••
•••••••••••
••••••••
••••••••
اتت قبل صديقتها للجامعه في محاوله منها أن تفعل شيء لتحصل علي ماتريد
صعدت ايه للمكتب المتواجد بيه عمر ، دقت الباب بهدوء ليسمح لها بالدخول
دخلت ببطئ ليرفع عيونه لها قائلا :
اتفضلي في حاجه ؟!
اقتربت منه واضعه امامه ملف لتقول :
دكتور كنت عايزه اخد رأيك في الي جبته .
نظر للملف وقام بتفحصه ليقاطعه رنين هاتف ايه لتغلق الصوت
دق مره اخري ليرفع نظره لها قائلا :
ممكن تردي عادي .
ابتسمت له بشكر و أجابت قائله :
ايه ياجني .. انتي جيتي الجامعه ..طب لما تيجي كلميني سلام .
أغلقت الهاتف ليسأل عمر بعدما لفت انتباهه اسمها :
هي دي جني جابر صح ؟!
هزت رأسها بنعم ليسأل مره اخري :
ما كنتش اعرف انكم أصحاب .
أجابت بفرحه قائله :
طبعا أصحاب و طول الليل علي الفون و الواتس اب يعني مش في الجامعه بس .
نظر للملف مره اخري يقرأ ما فيه ليسأل الآتي :
و مامتها مش بتضايف لما تشغلوا تليفونها .
- لا من فون جني ما بكلمهاش ابدا ع فون كلمتها .
نظر لها قليلا ومن ثم أعطاها الملف قائلا :
جميل اوي ترجمتك عدلتلك شويه مصطلحات .
تبسمت بفرحه :
شكرا يا دكتور زعجت حضرتك .
- و لا يهمك
نهضت قائله :
انا همشي بقي سلام .
و التفتت و هي تتبسم بانتصار ، تاركه إياه يتوعد لتلك المخادعه بالكثير .
•••••••••••
••••••••
••••••••
•••••••••••
ما أن أغلقت هاتفها حتي دق مره اخري فلم تكن سوي والدتها ، اجابت علي الفور و هي تعبر عده طرق :
الوو يا جوجووو !!
-جوجو في عينك
- ايه ياماما مالك بس ؟
تن*دت قائله :
يا جني ارحميني .. ادي للراجل فرصه انا تعبت .
رفعت حاجبها قائله.
ليه هو اشتكي و لا ايه ؟
- لا طبعا يا اختي بس احنا شايفين الطريقه ... بت انتي متعقده و لا ايه ؟!
و هنا انقلبت ملامح جني و بدأ نفسها أن يعلوا و يخفض .
لا تري تلك السياره التي تأتي سريعا عند منزل كوبري و هي لا تتحرك ، واضعه الهاتف علي اذنها كل ما تراه هو اختها فقط .
جذبها من يديها سريعا لتستقر بين يده و هاتفها فقد ارتمي أرضا .
أغمضت عيونها بقوه ، لحظات و عندما شعرت انها مازالت حيه ، فتحت عيونها لتلتقي بتلك العيون الزيتونيه ليقول لها ادهم :
انتي كويسه ؟!
أما هي ففي عالم اخر و غاصت في عيونه .
انقلبت الموازين لتضح بعض الأمور الخفيه ، كل منهم يريد شئ صعب الوصول إليه ، من سيحصل علي الرضي و من سيرضي بالأمر الواقع تابعوني
•••••••••••
•••••••••••
تيسير محمد