قسمة ونصيب

1798 Words
٧ قزم أمينة افاق راضي بائع الكائز الخشبية على يد ماجد أبنه وهي تهزه برفق لينظر له بعين مليئة بنعاس قائلا عكاز أ**د ولا أبيض ولكن صوت أبنه وهو يقول بعتاب أتأخرت اليوم عن الحضور للمنزل القلق فتك بشقيقاتي وأمي فرك راضي عيناه ثم تثاءب بقوة قائلا غفوت وشاهدت بحلم أن هناك تاجر جاء ليشتري العكاكيز الأبيض بسعر مختلف عن سعر العكائز السوداء ودار بيننا نقاش كبير وجدل اكبر وبالنهاية قبل الرجل ليحمل العكائز بسيارة كبيرة وحين رحل فؤجئت أنه ترك لي العكائز البيضاء كنت أنتظر عودته ليأخذ العكائز ضحك ماجد أكيد التاجر كان أنا لأني سأحمل العكائز وأعود بها للمنزل غريب أمرك يا أبي أنت تبيع طوال العام ويأتي لك الناس مخصوص لعدة أشياء غير العكائز من يأتي للمقاعد ومن يأتي لعمل ترابيزة خشبية أو دولاب أو مكتب لأولاده ولكنك تحب أرض المولد رغم أنك لا تبيع هنا الإ شئ قليل همس راضي رزق الله ومكتوب لنا يا ماجد.بس تعرف يا بني رزقي القليل هنا فيه بركة كبيرة ودايما فلوسه بتسد خانة وتقضي حاجة مهمة حتى لو كانت صغيرة تعرف يا بني أنابخب بيع العكائز ليه ؟ دون أن ينتظر جواب من ولده اكمل أصل بحب أشوف وجوه الناس الكبار وهم يمسكو العكاز ويمشوا عليه زي ما يكون سند ليهم على أنهم قادرين ومعافرين على المشوار صحيح زي ما يكون رجل ثابتة في الأرض بس دقتها بتخوف الأرض بتقولها بكل وضوح لسه فينا نفس لسه أمسك راضي يد أبنه فجأة وكأنه تذكر شئ ليجذبه بلهجة آمرة أنظر هناك نظر ماجد. إلى مكان المشار له ثم نظر لوالده بعدم فهم فتابع الوالد قائلا موضحا أمينة وبناتها نظر ماجد له باستفهام فضحك راضي أنظر لضحى الإ تروقك؟ أريد أن أخطبها لك هز ماجد كتفيه بلا أهتمام فتابع راضي بأصرار لقد تجاوزت الثلاثين يا ماجد لم تعد طفل أدخرت لك ثمن الشبكة والدور العلوي من المنزل هو لك. ولكن ماجد اعترض وشقيقاتي !؟ أكمل راضي بثقة شقيقاتك يقطنون الدور العلوي لأنه فارغ ومن أول يوم خطبتك سنبدل الأمور ستصعد أنت لأعلى للمبيت وهم سيهبطون بغرفتك للمبيت معنا نظر ماجد لأمينه وهي تقوم بحمل أشياءها مع بناتها فهمس لوالده أفكر نظر له راضي بغضب تفكر !؟و الله إن لم تتزوج أنت سأتزوج على أمك نجاة وتكن زوجتي الثالثةضحى بنت أمينه أبتسم ماجد وقال بمرح وأحمل ذنب زواج أبي من خالتي التي قامت بتربيتي بعد وفاة أمي . أذن أنا موافق سأتزوح عايدة .نظر راضي بدهشة ثم ابتسم قبل أن يهز رأسه وترتفع ضحكتة أكتر واكتر قائلا أنت نظرت الثلاثة بنظرة واحدة وأخترت الأفضل يا أول أبنائي ماكر أنت يا ماجد أخترت الفتاة الأجمل من بنات أمينه أخترت صاحبة القد الحسن الملفوف والوجه الصبوح والطلة الحسناء والوجه المشرق والدتك تذهب لها غدا أن شاء الله والخير يأتي به الله يا ماجد يا غالي سار راضي بأبنه إلى أن وصلا جوار أمينة التي تتأبط ذراع روحية وقال عودة الأيام يا اهالينا ردد بخفوت أيامك مباركة نظر راضي للبنات ثم قال لروحية كنا عايزين نيجي لكم نشرب معاكم الشاي يا ست أمينة نظرت أمينه له ول ماجد دون وعي لما يقصد فربتت روحية على يدها لتنبهها على وجوب الرد فباشرت قائلة تشرفوا وتنوروا أكيد البيت يزيد كرامة وشرف شعرت امينه بقبضة فرح بقلبها يا الله أنت تستجيب في لمح البصر وكنت أظن أن الأماني لا تزال بعيدة ولكنك يا رحمن بين لحظة وضحاها ترسل لي ما دعوت به شعرت أمينة بسعادة تدب بجوارحها تكاد تطير بها لأعلى السماء وحدثت ذاتها أنها تريد أن تسجد لله شكر في هذا اللحظة ولما لا ؟ ماجد هادئ وخلوق ويناسب ضحى ولكنها نجحت في إخفاء مشاعرها عن راضي وأبنه وقالت بهدوء أهلا وسهلا بك يا عم راضي وضع راضي يده على كتف ماجد قائلا نيجي أنا ونجاة ام ماجدبكرة بعد العشاء أن شاء الله سار بخطواته ليسبق عن خطواتها بينما همس ماجد بضيق المرأة غير مرحبة ابتسم راضي يا بني هو احنا لسه اتكلمنا في حاجة. متبقاش سابق الاحداث صحيح أنك ابن سبعة وبيقولوا ابن سبعة عصبيته غلبت حكمته بس أنت معاك دبلوم وفاهم وواعي أصبر وأوع في يوم تفقد صبرك يا بني الشيطان يدخل كل جوارحك ومتحكمش على حد الا لما تعاشر ه وبعدين أنا وأمك اللي هنروح وأسكت أنت في منزل راضي كانت نجاة تنهي صلاة العشاء وراضي يحثها على الخروج قائلا أتاخرنا على الناس يا أم ماجد نظرت له بنظرة عتاب قائلة وبصوت منخفض مكنش مفروض خطبنا للولد قبل البنتين زجرها راضي بنظرة باردة بلاش الكلام دا خصوصا قدام بناتك. البنات لسه صغيرين وماجد خلاص كدا لازم يتجوز ولا أنت فاكرة أن أنا بنيت الدور العلوي لبناتك علشان يتجوزو فيه ويجيبوا رجال أغراب في ملكي البيت دا بعد العمر الطويل دا علشان أبني الكبير اخفضت نجاة رأسها يعني هو ماجد مش أبني انا كمان المحبة هي هي محبة البنات وأنا اللي ربيت هو أنا غريبة عنه واللي راحت مين ؟ ماجد أبن أختي الغالية ومن ريحتها وروحها زجرها راضي ثانية بنفس النظرة قولي لنفسك وفكري نفسك كويس أنك لسه فاكرة ها جبت زيارة للناس ولا لأ هزت راسها أيوة أكيد أكيد جبت صنفين فاكهة ومن كل صنف ٢ كيلو عنب وموز هز راضي رأسه بثقة يا لا بينا حين وصلا لبيت أمينة كان البيت يشمله الهدوء والسكون تكاد تشعر أن المكان غير مأهول بعائلة ثبتت نجاة ورقة الملح بص*رها وتأكدت من وجود الملح على مع** يديها ثم راحت و هي تحوقل وتستعيذ من شر القزم وخبثه ولؤمه وحركته المخفيه الذي يعطي لمعان الا**سوار أمينه ويسيب الصدى في أيد بنات القرية أتفضلوا اهلا وسهلا نطقت بها الحاجة روحية الجالسة بمنتصف الصالة بينما وضعت أمينة الحلوى والشاي أمامهم فقالت نجاة جميل اوي تسلم أيد*كم عمايل مين دي في البنات ؟ ردت روحية بفخر عمايل ضحى ست البنات هنا قال راضي كل بنات أمينة خير وبركة ران **ت ثوان وشعرت أمينه بشئ من القلق قبل أن تكمل نجاة وهي تحرك اصبعها على المع** لتنثر حبات ملح بالمكان خشية ظهور القزم أمامها فجأة أحنا جايين النهاردة علشان نطلب يد عايدة بنتكم لماجد أبني هتفت أمينة باستنكار ووقع الكلمات عليها كصخرة على رأسها فجأة عايدة وضعت روحية يدها على يد أمينه لتهدأ بينما قال راضي ماجد شغال في شركة الكهرباء ومرتبه يفتح بيت وقادر على المسئولية والدور العلوي في البيت متشطب مخصوص حين لم يجد أجابة من أمينة مطت نجاة شفتيها بلؤم ثم نهضت لتحث زوجها على الخروج يالا بينا الظاهر أن بناتها مخطوبين وأحنا آخر من يعلم قالت أمينة بخجل وحيرة أيوا بس عايدة هي الصغيرة ومينفعش صاحت روحية باستنكار لا يا نجاة البنات مش مخطوبين وأنتم زينة الناس وأهل الطيبة يومين يا حاج راضي نرتب حالنا ونشوف أمورنا وأنا بنفسي هارد عليك. نهض راضي ليتجه للخارج وأمينه تكاد تبكي وتنتحب معقول أجوز الصغيرة قبل الكبيرة ليه هو أنا اتجننت ولا أي كدا باقول للناس كلها بنتي الصغيرة الشطارة اللي فيهم هي اللي انخطبت والباقي خائبين أعقبت روحية أسمعي يا أمينة ما دام عايدة العين عليها هتفضل قافلة على بناتك التانين جوزي عايدة خلي اللي يجي يدق بابك ل ضحى أو ل نوارة وحالهم يمشي هما كمان ولكن أمينة هتفت باستنكار معقول ايوا معقول يا بنتي جه نصيبها خلاص ونجاة وراضي ناس نعرفهم وماجد شاب كويس ومربوط له مرتب كل شهر خايفة من أية اي المانع يا بنتي. يا بنتي افتحي الباب لبناتك يخرجوا بدل كلام الناس عن القزم والجن والكلام الفاضي دا هو اللي وقف حال بناتك وأخر عنهم الجواز أيوة كل شئ قسمة ونصيب بس أحنا يا بنتي بنتكلم كتير أكتر ما بتسمع والناس بتحب تخلق من العدم مشكلة. اخترعوا لك حكاية قزم علشان رزقك يوقف. بس الرزق محدش يقدر يمنعه وربك أراد نصيب البنات يجي وترتيبه لحكمة يعلمه هو وأكيد خير يا بنتي وقفت روحية بمنتصف الغرفة ثم صاحت يا بنات يا بنات حين لم تجد جواب هتفت ثانية صحي ، نوارة ، عايدة جاءت البنات ليقفن أمامها لتعترض أمينة مش وقته يا خالتي ولكن روحية قالت اسمعوا يا بناتي تعرفوا أنا بحبكم وكان نفسي زكريا يكون معايا كنت فزت بواحدة فيكم بس نصيب رددت البنات بصوت واحد ربنا يجيبه بالسلامة نطقت أمينه بتوسل يا خالتي ولكن روحية لم تجب لأمينة مطلب فتابعت لو جه الخير لواحدة فيكم التانية تعمل أي أجابت ضحى وهي تنظر لنوارة ندعي يا رب يزيد الخير وتابعت نوارة يزيد ويفيض بينما قالت عايدة وأشعر بطعم الحلو في فمي لو ذاقت منه أختي هنا ضحكت روحية ونظرت باتجاة روحية وتابعت بابتسامة كبيرة ماجد طلب أيد عايدة وأمينة خايفة عليكم **تتت عايدة في حين قالت ضحى وليه الخوف يا ماما ؟ نظرت نوارة لعايدة قبل كل شئ لازم نشوف عايدة موافقة ولا لأ ران **ت بينهم فهتفت روحية ال**ت علامة الرضا. وأنت يا أمينة يا أم العروسة شوفي جهاز بنتك وخلصيه وأشرطي على ماجد يقعد سنة خطوبة بس مترديش دلوقت بعد يومين زي ما أنا قلت وأنا اللي هرد بنفسي انخرطت أمينة بالبكاء قبل أن تحيط بها البنات فهمست روحية بتعيط ليه أمكم خايفة يقولوا عليها كبرت ولا أي بتعيط ليه أم العروسة فاكرة بناتها يفضلوا في حضنها خلاص الفرخ طلع له ريش ولازم يعمل لنفسه عش بعيد حين لم يعقب أحد همست روحية زغرظي يا أم العروسة ولا أطلع لك القزم يزغرد لك ابتسمت أمينه ونهضت لتقبل راس روحية قائلة ربنا يريحك بالك ويطمنك على الغالي هزت المرأة رأسها بأستسلام وقالت الحمد لله دا من آذان الفجر وأنا ربي بعت لي اليتيم اللي بيطمني أن زكريا لسه في الدنيا. الحمد لله ربك عارف وعالم بيا بطريق العودة للمنزل همست نجاة لزوجها أمينة بتاعت القزم مش عاجبها ماجد الموظف نظر لها راضي بهدوء قبل أن يقول لا هي خايفة على تفكير بناتها وأحساسهم متنسيش أن ابنك هو اللي ع** العرف بتاعهم هم اختار الصغيرة والكبيرة والوسطانية كمان لسه في البيت يعني جاب السلم من فوق لتحت مش الع** مطت نجاة شفتيها طيب نعمل اي الولد اختار وخلاص نض*ب على أيده وتقوله لا كخ خذ دي مالناش في اختياره ولا نعرف نقول لأ هز راضي رأسه أصبري الصبر الست لسه مصدومة لما تفوق نشوف ردها قالت نجاة بخبث ردها هي ولا رد جارتها روحية دا روحية زي ما تكون هي امهم لم يعقب راضي فتابعت نجاة ايوا جارتها والبيت جار البيت الأكل سوا والشرب سوا معذورين الاتنين بيوجهوا تعبهم بجيرتهم يا لا الله يسهل لهم ويعوض عليك يا ماجد نشوف الأحسن منها وأرد لها القلم بنفسي ولكن راضي قال بلهجة حاسمة قلت الصبر ولا كلمة زيادة متنسيش أن ابنك هو اللي فاجئهم وخرج عن العرف واختار الصغيرة قالت نجاة وهي تتفقد صرة الملح الصغيرة يص*رها دا أنا كان بيتهئالي أن القزم هيطلع من زاوية البيت ضحك راضي ثم نظر لنجاة يا ست بلاش تخاريف هزت نجاة رأسها قائلة تخاريف أي طيب تفسر ازاي أن الغوايش والحلقان دايما فيها لمعان في أيد بناتها ولما حد غيرهم يلبساه تنطفى لمعتها تفسر كدا بأيه تمتم راضي بهدوء تعرفي أن دماغك زي دماغ ناس كتير في البلد الحاجة اللي بتتكلم فيها دي هي اللي خلتني أخطب بنت أمينة. اللمعة دي هتفضل في وش ابني طول عمره بنات أمينة هينوروا حياة اللي هيكونوا من نصيبه قعدنا مع الست ودخلنا بيتها شفتي حاجة غلط ؟ ولا أعمال سحر ولا يحزنون حدثت نجاة ذاتها وهي تدلف لمنزلها لولا الملح كان ظهر تقافرت البنتين خلف أمهم تريد أن تعرفا ماذا جرى ببيت العروسة بينما نظر ماجد لوالده بدون أن ينطق فهتف الوالد يومين ويردوا علينا أغمض ماجد عينيه وهو يرى صورة عايدة تبتسم أمامه ورعشة دافئة تحيط جسده وذبذبة خافتة تسري بكيانة
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD