الفصل الخامس عشر

1432 Words
مراد وعليوة نظر مراد الشال الذي يتأرجح على الحبل أعلى سطح المنزل قائلا لرباح يبدو الشال كما لو كان للتو خرج من مصنعه لقد غسلته بأتقان نظر له رباح قائلا نقعته قليلا بالماء فقط ثم نقعته بالمسحوق المعطر الشال طريقتي مع كل ملابسي أيضا ولكن الشال لا يبدو متناسق الأطراف أومأ مراد برأسه موافقا له ثم قال الشال بحالة جيدة وخامته أيضا هو فقط يحتاج إلى خياط ماهر حتى لا يضر الشال وتتوه معالمه هتف رباح عليوة الخياط منزله قريب من السيدة روحية ولن يأخذ من وقتك أو نقودك الكثير أنه ماهر جدا بصنعته تحسس مراد الشال قبل أن يقترح على رباح لا يزال الشال رطب ما رايك لو تفقدنا الدجاج والزرع أيضا وتصف لي أين اتجاهي وإلى أين سأسير عليك أن نسير بجوار الأشجار بمحاذاة الترعة إلى نهاية الطريق ستجد زقاق ضيق مغلق نهايته لا يوجد به غير منزل واحد فقط هذا هو بيت عليوة الخياط .كانت الشمس قبل بدأت تميل المغيب حين قرر مراد أن يذهب لعليوة الخياط فلقد جف الشال وعليه أن يكمل المهمة. (في منزل عليوة الخياط. ) ألقى عليوة نظرة على الساعة المعلقة أعلى ماكينة الخياطة ونظرلقطعة القماش الذي قام بقصها قائلا هذا يكفي اليوم فلتكن الخياطة بالغد فلقد شارف الليل على الدخول ولم يأت أحد لأستلام ملابسه وأنا غير معتاد على تسليم العمل ليلا اغلق باب منزله جيدا ودلف لحجرته قائلا علا تريد أن ترقص قليل تريد أن تتحرر من سجن عليوة القاسي آن لك يا علياء أن تمارسين أنوثتك ليلا وفي الصباح يلجم أنوثتك وغنجك ودلالك عليوة وكرباج الناس أخرج بذلة الرقص الزرقاء وعلبة التزيين ( الماكياج ) وأنتقى الالوان الصارخة ليزين وجهها وبهدوء شديد أخرج الشعر المستعار ( باروكة ) ذات الشعر الحريري الأ**د الطويلة وضعها على رأسه وأحكم وضعها وثبتها ببعض دبابيس الشعر وقام برفعها ثم تركها لتنسدل لتغطي اردافه أشعل زر التسجيل على أغنيه ألف ليلة وليلة لأم كلثوم صار يتمايل على أيقاعها بغنج ودلال يتراءى له طيف لواحظ وهي تتمايل مثله بل وهي تقلد اهتزاز جسده فلقد أتقن فن الرقص فصارت رعشة جسده وأنحناء خصره وحركه يده تفوق دلال لواحظ وتخطت مرونه جسدها أضعاف وأضعاف لمدة ساعتين إلى أن نال منه التعب والألم ففرد جسده على الأرض وأراح خده على كف يده قائلا أن الرقص ليس سهل أبدا تثاءب بقوة وفتج عينيه يحاول أن ينهض ليبدل ملابسه ولكن قد نال الإرهاق والجسد من جسده فأصابه شلل وخمول شديد ض*ب على أذنه فغط في نوم عميق . تثاءب بقوة وفتج عينيه يحاول : أن يطرد الخمول من جسده ولكن جسده يرفض فاستجاب ليهوى في دوائر النوم السوداء حاول أن يتجاهل الطرقات التي تدب بجوار أذنه لعل تجاهله لها تتوقف وتجعل نومه هادئا كان يشعر بثقل غير عادي ثقل لم يعهده من قبل غريب هذا الأحساس في هذا اليوم إن جسده يجبره على الرضوخ لخمول ثقيل يجبره على الأستسلام للنوم بقوة ربما لأنه تناول السمك المشوي بفترة الغذاء ولم يخلد للنوم الا ليلا ربما هذا هو السبب وربما هو تراكمات أيام عديدة لم يهنأ بها بنوم كلما أغمض جفنه شاهد كوابيس تجثم على ص*ره لواحظ تجري بأتجاه صارخة هيقتلوني يا عليوة. الحقني مليش غيرك يا عليوة الحقني فيفزع من نومه وهو يشعر بقبضتها على يده ويشعر للزوجة الدم على جسده وملابسه ربما اختار جسده أن ينعم بلحظات من النوم الثقيل ليعوض ما فاته من الأيام الماضية شعر بسعادة حين توقفت الطرقات وشعر بجسده يغوص بهاوية سوداء مظلمة ما لبث أن عاد منها منتفضا على صوت الطرقات نهض متثاقلا يجر خطوات للباب وجسده مثل جوال الرمل يجره ببطء وعقله قد أستولت عليه غمامة سوداء فلم يعد يدرك هل هذا حلم أو لا فتح الباب بعين نصف مغلقة ليستمع لصوته قائلة مساء الخير وبصوت مبحوح لا يقوى على ال رد أجاب ول**نه ثقيل وكلمات تكاد لا تخرج من بين شفتيه مساء النور كان الأمر ضبابيا أمامه لا يكاد يرى من أمامه فقط يستمع للصوت الذي يحدثه أحتاج أن أجعل أطراف الشال متساوية التقط الشال ليتجه للماكينة الحياكة والتقط المقص ليزاول عمله شعر ببرودته على يده ثم نظر للشال فجأة والشخص الذي يقف بالخارج والباب المفتوح على مصرعيه لينتبه فجأة بفزع وخزي وجسده الذي تجمد من فعل الصدمة لقد قام بفتح الباب بملابس النساء وهو بين اليقظة والحلم بل ببذلة رقص وهذا الشخص قد شاهده أنه لا يحلم أنها حقيقة يعايشها ثم تذكر فجأة ما حدث لقد غفا فجأة سقط جسده في دوارة النوم وأيقظه صوت الطرقات فلم يتبين ما عليه فعله قبل فتح الباب لقد شُل تفكيره وحجب عقله وضع المقص جانبا ثم نظر للشخص الذي بالخارج ليتبين هويته هل هو غريب عن البلدة ؟ انتبه عقله له ليدرك أنه مراد الفاو فهتف قائلا هل أنت رأيت ما أنا أقصد أنا لست ؟ نظر له مراد بهدوء قبل أن يقول لا بأس هي حريتك الشخصية دام لا تؤذي أحد أطمئن لن أخبر أحد نظر له عليوة بخجل قائلا لا أنا لست كما تظن ثم أشار له بالدخول بلهجة استجداء أغلق الباب رجاء وتفضل بالدخول امتثل مراد الأمر في حين أمسك عليوة بمنديل ورقي وشرع يزيل آثار الماكياج من وجهه وعيناه ثم انتبهه أن (الباروكة) الشعر المستعار لا تزال بمكانها فأزاحها برفق وألقى نظرة على بذلة الرقص وزفر بضيق واستسلام فهتف مراد أطمئن لن أخبر أحد أخبرتك من قبل أعيد تكرارها عليك هذا وعد مني همس عليوة . الأمر ليس كما تظن أنا لست شاذ أنا فتاة نظر له مراد بهدوء قبل أن يقول لا بأس أيضا وإذا كان الأمر كذلك وكونك فتاة ولكن لماذا تتخفى في رداء رجال ؟ خيم **ت على المكان فلم ينطق عليوة بكلمة ظهر تل حزن على ملامح وجهه فأقر بما في قلبة وعقله و جوارحه وشعر بحاجته للحديث وإزاحة هذا الجبل من الكتمان الذي يجثم على ص*ره سنوات وسنوات من ال**ت والأختباء بين الجدران الآن فقط آن لشخص أن يشاركه هذا السر حدث الأمر فجأة ودون وعي من عليوة ولكنه وجد ذاته يعترف بأستسلام لأنه قدري أطرق مراد بضع ثوان من ال**ت تأمله لحظات وهو يضع عينه بالأقمشة وقد ملئتهم قلة الحيلة والخجل الشديد فأردف قائلا لا تظن أنك أول شخص يولد هكذا هذا الأمر موجود منذ سنوات وبمختلف الطبقات لقد صادفت مثل حالتك في طفولتي كان لدي صديق بمدرستي دائما يترك شعره منسدل الجميع كان يلقبونه بالفتاة لم يكن يخجل من هذا أو يثير عصبيته كان يبتسم بهدوء وكنا أصدقاء مقربين جدا لم أجد حرج في كون شعر صديقي طويل أو صوته رفيع أو أن له عينين كحيلتان يكفي أنه كان صادق معي ووفي ولا يبخل على بمعلومة يعرفها بدراستنا وكنت كثير أتشاجر مع الآخرين نصره له بل وأذهب بذاتي لأقدم شكواي إلى معلمتي ووصل بي الأمر إلى ذهابي يوما إلى أدارة المدرسة لأتسبب بعقاب مبرح لزمرة المتنمرين على صديقي إلى أن اختفى من المدرسة ذات يوم وعرفنا بعدها أنه انتقل الى مدرسة أخرى بعد أن أجرى عملية تحويل جنسي بعد أن أجرى اختبار للهرمونات وتأكد أنه ينتمي لفصيلة الاناث كانت تتصل بي لمدة أشهر شاكرا أياي أقصد شكرتني فيها على حسن معاملتي لها ثم انتهت اتصالاتها للأبد لقد أكملت طريقها دون أن تنظر للخلف ابتسم عليوة باستهزاء قائلا المشكلة والعقدة ليس بعملية التحويل الجنسي المشكلة بخالتي التي ماتت مقتولة منذ زمن بعيد لقد كانت بنت ليل ع***ة وأخشى أن أجرى عملية التحويل الجنسي فيسجنني الناس في شخصها ويطاردوني بلعناتهم خاصة وقد عشت معها فترة من الزمن قبل أن أعود إلى قريتي أعلم جيدا ما سيقولون عني لو فعلت وتحولت لفتاة نظر له مراد بشفقة ثم قال أنت تخطئ في حق ذاتك وكيانك الذي يجب أن تكون عليه انت راضخ وخاضع لخوفك من ألسنة الناس أنت بسجن كبير شيدته لذاتك وأغلقت الأبواب وألقيت المفاتيح ورضيت بأن تظل قابع في ظلمات التمزق بين اثنين واقع تجبر ذاتك على معايشته وحقيقة تنكرها يجب أن تكون عليها أنا لا أريد أن أقسو عليك ولكن الحل بيدك إذا كانت المشكلة هذى هي حقا كلام الناس عن ماضي خالتك يمكنك أن تغادر القرية كلها وتعيش ببلد اخر أنت تمتلك صنعه وحرفة يمكنك أن تعيش بها بأي مكان الم تفكر حين تكبر ما هو مصيرك ؟ أنا لدي من الإدراك وسعة الص*ر والفكر لأفهم ما تمر به واعلم حالات مشابهه واصلت حياتها وتزوجت وانجبت أنت لم تختار أن تكن هكذا عليك أن ترضخ لما يجب أن تكون لا تظلم ذاتك أكثر من هذا صدقني يمكنك البدء في مكان آخر كما تريد قبل أن يمضي قطار العمر وتجد ذاتك منعزل عن الحياة بلا رفيق أو سند حقيقي بالحياة أومأ عليوة برأسه دون أن ينطق كلمة واحدة تناول المقص وشرع يقص أطراف ضئيلة جدا من الشال ثم قام بخياطة الشال كله في حركة دائرية على ماكينة الخياطة تناول برفق ليقطع بأسنانه الخيوط التي علقت به ثم وضعه أمام مراد قائلا لقد تساوت أطراف الشال وضع مراد يده بجيبه فرفع عليوة يده لا أنها المرة الأولى التي تدلف بها منزلي اعتذر منك لم أقدم لك واجب الضيافة أربكني ما حدث فتقبل مني نظر له مراد بأمتنان سأرصخ لرغبتك وأوافق على ما تقول ولكن عدني بأن تفكر في الأمر عدني أن تفعل الصالح لك ولاتسجن ذاتك أكثر من هذا. وأعدك للمرة الثالثة أن سرك بين ص*ري لن يعلمه سواي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD