الفصل الثاني

1539 Words
عندما رأت جميلة(والدة سمير) ضياء اندهشت، استغرب سمير اندهاش والدته فسألها: ما بك يا أمي؟ جميلة: ألم تستطع التعرف على خالتك ضياء. سمير: ماذا تقصدين بخالتي. جميلة: إنها ابنة خالتي وصديقة طفولتي التي أخبرتك عنها من قبل. سمير: نعم لقد تذكرتها الأن. اتجهوا نحو ضياء و عانقت جميلة ضياء بكل قوتها فلقد مضت ست سنوات منذ أخر مرة رأتها فيها. ثم قالت: إذن هذه ابنتك المشاغبة نور: خالتي جميلة لقد اشتقت لك كثيرا. جميلة: و أنا ايضا حبيبتي. بينما كانت جميلة و ضياء تتحدثان، اتجهت نور الى سمير لشكره لكنها صدمت عندما رأت شابا في غاية الجمال ذو القامة الطويلة و الشعر الأ**د و الابتسامة الساحرة. استمر شرودها لمدة لكنها عادت من شرودها بسرعة قائلة بابتسامة: شكرا لك على ما فعلته. سمير: لا داع لشكري فهذا واجبي. ساعد سمير نور على المشي فجرحها كان يؤلمها كثيرا و اضطروا لاستعمال القنطرة الكبيرة للعبور الى الجهة الثانية من الواد لأن القناطر الصغيرة جرفها الماء. عندما وصلوا إلى البيت، رحبت الجدة بالضيوف ثم تساءلت عن السبب وراء جرح نور فقصت لها ضياء ما حدث و بينما كان الجميع منشغلا بالحديث عما حدث كان سمير ينظر إلى نور بطريقة غريبة ثم طلب منها ان تذهب و تغير ثيابها أو ستمرض. و بالفعل استمعت نور لكلام سمير و غيرت ثيابها. كان أفراد العائلة يتحدثون إلى الثانية صباحا فلقد مرت سنين طويلة على مثل هذه التجمعات. ذهب كل واحد إلى غرفته و ناموا جميعا. استيقضت الجدة مبكرا فهي معتادة على هذا و بعد ساعتين استيقظ أفراد العائلة و تناولوا الفطور الذي أعددته الجدة، إلا نور فهي لم تستيقظ بعد. ذهبت ضياء لتوقظها و لم ترد أن تستيقظ في البداية لكنها استيقظت في الأخير فقد تأخر الوقت كثيرا. بعدما غسلت وجهها ذهبت إلى طاولة الفطور وجلست و ها هو ذا سمير يريد أن يزعجها في الصباح. سمير: صباح الخير أيتها الأميرة النائمة لماذا استيقظت في هذا الوقت المبكر. نظرت إليه بغضب لكنها لم تجبه استغرب الجميع من ردة فعلها فقد اعتادوا عليها تجاوب الجميع ، لكن سمير لم يسكت و بدأ يتحدث مرة أخرى: دائما أقول لك انك **ولة و لن يقبل بك اي رجل. ازداد غضب نور بشدة و تركت الفطور، نادتها ضياء و أخبرتها ان تأتي لتأكل لكنها لم تعد و أخبرتها انها لا تريد الإفطار. بعد نصف ساعة، بدأ سمير يبحث عن نور فهو لم يراها بعد الفطور و بدأ يبحث عنها في أرجاء البيت إلى أن وجدها في غرفة التلفاز. كانت تشاهد فيلما مرعبا فهي كانت تحب أفلام الرعب و الأكشن. جلس سمير أمامها و بدأ ينظر إليها. سمير: لم لم تكملي افطارك. نور: ببساطة لا أريده. ثم عطست فجأة. سمير: يبدو أنك مرضت. تحسس جبينها ليجد حرارتها مرتفعة جدا. سمير بخوف: حرارتك مرتفعة عليك أخذ دواء. نور ببرود لا أحتاج لشيء. و قامت من مكانها و خرجت َمن الغرفة. بينما جلس سمير يتحدث مع نفسه: يا ترى ما السبب وراء تغيرك هذا و ما ذلك الشيء الذي لمحته بعينيك لكن اخفيته بسرعة بالوجه البارد. يجب أن أعلم ما تخفيه. ثم قام يبحث عنها في البيت. و في الأخير وجدها جالسة في شرفة المنزل و مغمضة عينيها و يبدو عليها التفكير العميق بينما هو وقف متكأ بالباب دون أن يص*ر أي صوت. مرت مدة طويلة يغلفها ال**ت إلى أن تحدثت نور: إلى متى ستظل واقف تتأملني. سمير بدهشة: كيف استطعت معرفة اني أقف هنا و انا متأكد اني لم أحدث صوتا. نور: قبل أن تفكر في معرفة ما يدور في بال احد و مراقبته تذكر عدم وضع عطر ذو رائحة قوية. خرجت نور و تركته يفكر كيف عرفت بما يفكر و كاد يجن من كثرة التفكير و قرر ان يذهب لها و يرغمها على الإجابة . بحث في غرفتها ولم يجدها، بحث في غرفة التلفاز و لم يجدها. بحث في كل الغرف و لم يجدها كاد ان يجن فها هي مرة اخرى اختفت. فكر اين يمكن ان تذهب فسمع والدته و خالته في المطبخ سألهما عنها لكنهما لا يعلمان اين هي. مضت ساعة كاملة ولم يجدها في البيت كله. اتصل بها كثيرا لكنها لم تجبه، قلق الجميع عليها فهي معتادة ان تخبر والدتها قبل الخروج. بدأ الجميع يتصل بها لكنها لا تجيب زاد قلقهم كثيرا فلقد مضت ساعة و نصف و لم تعد بعد، في تلك اللحظة رن هاتف ضياء معلنا عن وصول رسالة و كانت من نور فتحتها ووجدتها كالتالي { والدتي العزيزة لا تقلقي علي أنا بخير اريد فقط ان امضي بعض الوقت لوحدي انت تعلمين اني لا احب هذا اليوم و حرمتني من الشيء الذي يجعلني ابتعد عن ألم هذا اليوم. لا داع لأن تتصلوا بي كثيرا اريد ان ابقى لوحدي و سأعود للمنزل في الخامسة مساءا. اعلم انكم لم تتغدوا بعد رجاء اخبري الجميع ان يأكلوا و لا تخافي انا أتغدى حاليا. وداعا حبيبتي. أحبك.} تن*دت ضياء بقوة و أخبرتهم عن كل شيء ثم قالت: لا أعلم كيف نسيت هذا اليوم. سناء: هل نور كانت مريضة بالسرطان؟ ضياء: للأسف نعم وهذا اليوم يذكرها بأول يوم لها في العلاج الكيماوي و كانت تشعر باحتراق جسدها كانت تتألم و نحن لا نستطيع ان نفعل لها شيئا. وفي كل سنة تأخذ منوما في هذا اليوم تنام طيلة النهار و لا تأكل شيئا لكني هذه المرة أخذت لها المنوم الأسبوع الماضي عندما وجدته و رميته في سلة المهملات سألتني عنه بالأمس لكني نسيت هذا اليوم. سناء: ستنساه في يوم ما. ضياء: أتمنى ذلك مضت ثلاث سنوات و لم تستطع النسيان فقد كان السرطان في مرحلته الأخيرة و استمر العلاج لسنتين . قبل ان انسى طلبت منكم ان تتغدوا و لا تنتظروها هي تغدت في الخارج. سناء: انت محظوظة يا خالتي لد*ك مثل هذه الفتاة تفكر في الجميع حتى في أسوء حالاتها. في هذه الأحيان، نور كانت جالسة في قمة جبل تراقب الشلالات عن بعد و تتأمل في وجوه بعض الأطفال الذين يلعبون بالماء وسعادتهم بذلك و صوت ضحكاتهم التي تملأ المكان. أمضت الوقت في التأمل و كانت في عالم أخر مخصص لها وحدها خرجت من عالمها على صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة. أخذت الهاتف لتجد الساعة الثالثة و فتحت الرسالة لتجدها من رشدي{ أهلا نور كيف حالك. لقد اقتربت نصف ساعة و أكون عندك.} أخدت نور حقيبتها و توجهت إلى المقهى المعتاد. جلست نور في طاولتها تنتظره حوالي خمسة دقائق إلى أن أتى.وقفت نور ترحب به. نور: أهلا رشدي كيف حالك. رشدي: مرحبا نور انا بخير لكن انت يبدو انك منزعجة من شيء. نور: بالفعل لست بخير. تعال لنجلس اولا. رشدي: ها أنا جلست الأن اخبريني ما بك. نور: اطلب اولا شيئا تشربه. بعد أن طلبوا قهوة استدار رشدي نحو نور و امسك بيدها قائلا: الان اخبريني ما بها حبيبتي نور. دام ال**ت حوالي دقيقتين ثم تحدثت نور: ما هو تاريخ اليوم. رشدي: ما هذا السؤال الغريب! نور: ليس غريبا بالع** سيجيبك عن أسئلتك. رشدي: كيف لا أفهم ما تقصدين؟! نور: في مثل هذا اليوم بدأت العلاج الكيماوي. نظر اليها رشدي نظرة تعبر عن الحزن ثم قال: نور لقد مضت ثلاث سنوات على شفائك يجب ان تتعايشي مع هذا الوضع او تنسيه. تن*دت نور ثم نظرت اليه نظرة تعبر عن الحزن الدفين في قلبها و عينيها مليئة بالدموع ثم قالت: حاولت كثيرا لكني لم استطع كلما اقترب هذا اليوم اتذكر معاناتي و اشعر بأن جسمي يحترق. نظر اليها و علم انها تحتاج ان تبكي لتنفس عن قلبها فقام من كرسيه و جلس في الكرسي الموجود جانبها و عانقها وبدأت تبكي و تشهق بصوت عال لدقائق طويلة و حزن شادي على صغيرته و اعتقد ان هذا الموضوع فقط الذي يجعلها تحزن لهذه الدرجة لكن لا أحد يعلم أنها تخفي سرا يعذبها طيلة هذه السنين. ظل شادي يمسح على ظهرها إلى أن هدأت و ابتعدت عنه. نظرت له و ابتسمت ثم قالت: شكرا لك رشدي انت دائما تفهمني.و تخفف عني انت فعلا نعم الصديق و الأخ شكرا لك. رشدي: انت أختي و على حد علمي الإخوة لا يشكروا بعضهم. ابتسمت له ابتسامة رضا و بدأت تتأمل في الماء حتى تذكرت سبب طلبها من رشدي الحضور و استدارت له بسرعة حتى أخافته لأنه كان سارحا في منظر الطبيعة. رشدي: ما بك؟ نور: أنسيت سبب مجيئك هنا. ض*ب رأسه بيده ثم قال: صدقا نسيت هذه المناظر تفقد الشخص عقله و..... قاطعته نور: لا تتفلسف علي الأن هل احضرت ما طلبته منك. رشدي: نعم أحضرته لكن لما كل تلك الأغراض. نور: لا داع لأن تعرف الأن ستعلم في الوقت المناسب. الأن فلنذهب و نحملها يجب ان اذهب للمنزل. رشدي: حسنا هيا بنا. دفع الحساب و أخذت الأكياس من سيارته و قبلته في وجنته قائلة: وداعا حبيبي الى اللقاء الأن و لا تنسى ان تحضر والدتك للعشاء. رشدي: حسنا وداعا ايتها المشا**ة. وصلت نور للمنزل و فتحت الباب و تأكدت أنه لا يوجد أحد في الممر الذي يؤدي لغرفتها و أسرعت كي لا يراها أحد و وضعت تلك الأكياس في غرفتها و أقفلت الباب ثم اتجهت للصالة التي تجتمع فيها العائلة على وجهها ابتسامة. نور: ها قد اتت مشا**تكم. مجرد ان راتها والدتها عانقته و بدأت بالبكاء. نور: يكفي حبيبتي لما تبكي الأن . مسحت دموعها قائلة: يكفي بكاءا او ساخرج الأن و لن تريني مجددا. ضياء: حسنا لن أبكي لكن لماذا خرجت دون ان تخبري أحدا لأين ذهبت. نور: رجاءا حبيبتي لا تتحدثي عن هذا الموضوع. سمير: نعم انت لا تريدين ان تخبري احدا اين كنت كي لا يعلموا ماذا تفعلين َمن وراءهم الا تستحين على نفسك. ثم رفع يده و صفعها بقوة إلى أن أدمت شفتيها. صدم الجميع من فعلة سمير ونظرت له بعينين لا تحمل أية مشاعر ثم قالت ببرودة: لماذا؟ سمير: انت تستمتعين بوقتك مع عشيقك و تركت الجميع هنا خائفا. شهق الجميع مما سمعوه و نظروا نحو نور بنظرات اتهام احزنتها لكنها لم تظهر ذلك و اخفته وراء قناع البرود ثم قالت:.....
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD