كان جون يجلس رفقة والده على طاولة الإفطار ينتظرون نزول ليندا.
جون؛ والدي أريد أن أسألك.
كيفن؛ إسأل.
جون؛ أين هي نورين... أخبرتني انها ستغيب ليوم فقط لكن هي لم تأتي خلال اليومين الماضيين.
كيفن ببرود؛ أخبرتها أنني أتاجر في الم**رات و أخبرتها أن تعمل معي و لقد وافقت و...
جون: اكمل لما سكتت.
كيفن: أخبرتها أن تأخذ ملفا لإحدى شحننا إلى واحد من عملاءنا و أرسلت بعض الرجال لخ*فها و التأكد من أنها تستحق أن تنضم لنا و أثق بها.
جون بترقب :و ماذا حدث.
كيفن؛ خذ الهاتف و شاهد بعينيك ما حدث.
أخذ جون الهاتف و شاهد ت***بهم لها و رفضها للكلام و كلما شاهد تسجيلات أكثر ذهل أكثر.
جون بقلق: والدي من الممكن أن تموت بين يديهم يكفي هذا القدر لقد رأيت ما حدث.
كيفن؛ ليس قبل أن أعلم أين الملف الذي أعطيتها.
جون؛ ماذا تقصد.
كيفن؛ عندما خرجت من الشركة لحق بها رجالي و لكن عندما أمسكوها وجدوا الملف فارغ و أنا متأكد أني أعطيتها الملف به أوراق المهمة.
جون؛ و انت تشك انها بلغت عنك.
كيفن: ربما.
جون بنرفزة؛ والدي ماذا حدث لك.
كيفن باستغراب : ماذا تقصد.
جون: انت قلت ان رجالك راقبوها طيلة الطريق فكيف ستبلغ عنك.
كيفن: انت تقصد أنها أخفت الملف عندما شاهدت الخطر.
جون؛ بالتأكيد.
كيفن: لا أعلم كيف لم أفكر بهذه الطريقة.
جون؛ ليس وقت التفكير في هذا الان أخبرني أين سجنتها.
كيفن؛ في.......
خرج جون مسرعا و حاول الاتصال بالرجل الذي يعذب نور لكنه لا يجيب لدى أسرع في سياقته و وصل في وقت قياسي ثم دخل لذلك البيت المهجور و سمع صوت صراخ نور فأسرع في اتجاه الصوت و فتح الباب بقوة و إذا به يرى ذلك الرجل فوق نور و يحاول الاعتداء عليها فأسرع و أبعده عنها و بدأ في لكمه بينما نور تكورت حول نفسها و حمدت الله أنه أنقذها. ظل جون يض*ب في الرجل إلى أن فقد وعيه فاتجه نحو نور فوجها متكورة على نفسها و تبكي.
جون بحنان؛ ششش نور اهدئي انت بخير لا تخافي... لا أعلم أين كان عقل والدي عندما تصرف بهذه الطريقة... أنا حقا اسف.
نور: انت تقصد أن السيد كيفن هو السبب في حالتي.
جون: احم أجل سيشرح لك كل شيء لكن هيا الان لنخرج.
ناولها جون سترتها و ساعدها في ارتداءها لأنها لم تستطع ارتداءها دون مساعدة بسبب ألام جسدها. خرجت و هي تستند على جون و عندما اقتربوا من السيارة أحست نور بالدوار فتشبتت بذراع جون و ماهي إلا ثواني و كانت واقعة في حضن جون فاقدة للوعي فأسرع جون في حملها و اتصل بطبيب العائلة كي يذهب للمنزل. بعد دقائق وصل اخيرا و هو يكاد يموت خوفا على نور فحملها و دخل للبيت و عندما رأه كل من كيفن و ليندا أسرعوا نحوه.
ليندا: جون من هذه الفتاة.
كيفن: ما بها نورين.
جون موجها نظراته نحو والده: ليست بخير.... الطبيب في الطريق عندما يصل ابعتوه لغرفة الضيوف.
وضعها جون على السرير و جلس بجانبها يتأملها و يتخيل حياتهما مع بعض و قطع شروده طرقات على الباب يليها دخول الطبيب فخرج ليسمح للطبيب بالقيام بعمله و ترك معهم ليندا.
جون بغضب : أرأيت ما حدث.
كيفن؛ ما الشيء الكبير الذي يستحق كل هذا الغضب منك كنت أود أن اتأكد من عدم خيانتها لنا.
جون: و هل الا****ب داخل في اختبارك.
كيفن بصدمة :ماذا اغتصاب... ما الذي تقوله.
جون: أقول الحقيقة لو لم أصل في الوقت المناسب لكان ذلك الحقير اغتصبها.
كيفن: ثق بي يا بني انا لم أكن أعلم أنه سيفعل هكذا و لم أطلب منه فعل هذا الأمر من الأساس.
جون؛ لن أتحدث عن هذا الموضوع حاليا أفضل أن نرى كيف هي حالتها.
**ت كيفن وبقي جون يقطع الممر ذهابا و إيابا و مشاعره تتضارب ما بين الخوف، الرعب، اللهفة و الحب فقد أيقن الان انه احبها.
خرج الطبيب من الغرفة فأسرع إليه جون قائلا: كيف حالها الان.
الطبيب بعملية؛ الفتاة تعاني من **ر في اليد اليسرى و التواء في الرجل اليمنى و بعض الحروق السطحية التي ستزول آثارها مع الايام و هناك جرح في رأسها و اتضح انها لم تأكل منذ مدة لدى ركبت لها المحاليل و ستستيقظ بعد ساعة و من الأفضل إعداد اكل صحي لها لتستعيد قوتها و لقد أعطيت لائحة الأدوية للانسة ليندا.
كيفن؛ حسنا سننفذ كلامك بالحرف... شكرا لك.
الطبيب؛ العفو هذا واجبي.
كيفن بصوت عالي :فاطمة.. يا فاطمة.
أتت الخادمة فاطمة و قالت بإحترام :نعم سيدي.
كيفن ببرود :أوصلي الدكتور إلى الباب.
فاطمة :أوامرك.... تفضل يا دكتور.
غادر الدكتور بينما نظر جون لوالده و قال؛ أرأيت ما نتج عن اختبارك.
كيفن: كان من الضروري أن يحصل هذا كي لا تفكر في خيانتنا مستقبلا.
جون بيأس: لا أعلم ما يجب علي قوله... من الأفضل أن القي نظرة على تلك الضحية.
دخل جون و وجد نور نائمة كالملاك و سرح في منظرها و مرر نظره كل إنش من جسمها و لاحظ أثر الجروح التي تسببها له ذلك الرجل و توعد له في داخله بالجحيم و قال في نفسه: أعدك أن أجعل ذلك الحقير لا يصلح لشيء... لكن حتى و كل هذه الجروح لكنك لا زلت جميلة.... لا شيء يستطيع إخفاء جمالك. ايقظه من شروده صوت ليندا تناديه.
ليندا بصوت عالي؛ جون جون... هيييه أخي... ا****ة عليك يا حقير أين سرحت.
جون؛ ماذا... لما تصرخين انا أمامك.
ليندا بسخرية؛ حقا لهذا اجبتني من اول نداء... لقد كنت أنادي عليك لأكثر من دقيقة لكن لا تجيب... و كيف تجيب و انت في عالم ثاني.
جون؛ لا يهم ماذا تريدين.
ليندا؛ من هذه الفتاة.
جون: هذه نورين سكرتيرة والدي.
ليندا: هيا اكمل ماذا حدث لها و لما احضرتها للمنزل بدل أخذها للمستشفى.
تن*د جون و قص لها ما حدث خاصة أنها تعلم باشتراك والدها و جون في المافيا و لا تعترض بل لا تهتم للموضوع من أساسه فهي تعيش حياتها في رفاهية و كل ما ترغب به تحصل عليه دون اعتراض. حزنت قليلا على ما حدث لنور لكنها ما لبثت إلا دقائق حتى نسيت أمرها و جلست على الاريكة و بدأت تتصفح مواقع الموضة على هاتفها، بينما جون اتصل برجاله و أمرهم بحجز ذلك الرجل في نفس الغرفة التي حبست فيها نور ثم جلس على حافة السرير و بقي يتأملها دون ملل.
بعد ساعة أو أكثر بدأت نور في استعادة وعيها فأف*جت عن جفنيها ثم اغلقتهما بسرعة بسبب الإضاءة ثم بدأت بفتح عينيها بهدوء إلى أن اعتادت على الضوء.
جون بلهفة :نورين أتسمعينني أخيرا استيقظت.
نور بوهن: ماء.... ماء.
ناولته ليندا كوبا من الماء و قالت: دعها تشرب قليلا اكيد ان ريقها نشف.
شربت نور القليل من الماء و بدأت باستعادة قوتها و قالت: أين أنا.
جون: انت في منزلنا و هذه اختي ليندا.
نظرت لها نور و وجدتها ترتدي فستانا أ**د قصير يصل ما قبل الركبة فقالت بهدوء :تشرفت بمعرفتك.
ليندا بابتسامة :و أنا أيضا يا قمر.... رغم الجروح إلا أنها لم تستطع إخفاء جمالك.
نور: شكرا لك.
جون :ليندا اذهبي و اخبري الخادمات أن يحضرن الأكل الصحي لنورين.
نور باعتراض :ليس هناك داعي انا سأذهب لبيتي حالا يكفي انك انقذتني.
جون بهمس سمعته نور: كنت سأنقذك في جميع الحالات ما بالك إذا كان والدي السبب فيما حدث لك.
نور باستغراب ؛ماذا قلت.
جون بانتباه؛ هاااه كنت أقول إنك ستمكثين هنا حتى تتعافي.
نور بتحذير: سيد جون انت تعلم اني اكره الكذب.
جون بخوف؛ حسنا ساخبرك بشيء و لكن رجاءً لا تغضبي مني فأنا لم أكن أعلم بشيء و لو علمت ما كان ليحدث شيء.
نور :انت بهذه الطريقة تغضبني تحدث مباشرة دون مقدمات.
نظر لها جون بيأس و تمنى لو لم يفعل والده ما فعله لكن أيقن أن كل شيء حدث و لا يمكنه تغيير الماضي فبدأ بقص كل ما حدث.
نور بدهشة مصطنعة؛ ما هذا الذي تقوله.
جون بأسف؛ للأسف أقول الحقيقة والدي السبب فيما حصل.
نور بصراخ؛ كدت أفقد شرفي فقط من أجل اختبار لا معنى له... أنا سأغادر و لا أريد أن أرى وجه أحدكم مجددا.
دخل كيفن و ليندا على صوت الصراخ و وجدوا نور تحاول الوقوف.
ليندا باستغراب :ما الذي يحدث هنا.
جون؛ احم أخبرت نورين بكل شيء.
كيفن بتفهم؛ توقعت هذا.
نور؛ سيد كيفن انا احترمك و أعتبرك قدوة لي لكن عندما يصل الموضوع لشرفي من أجل شك لن أسكت.
كيفن؛ ليندا جون اتركونا وحدنا قليلا.
جون باعتراض؛ لكن....
كيفن بأمر؛ قلت أخرجوا.
خرج كل من جون و ليندا بينما جلس كيفن على الاريكة و نور جلست فوق السرير.
نور ببرود؛ يمكنك قول ما لد*ك الان.
كيفن بهدوء؛ انا أعلم أنك قد تكرهيني بسبب ما حدث لكن صدقيني لم أكن أعلم أن ذلك الحقير سيفعل كل هذا انا امرته أن يجبرك على الحديث باستخدام القوة لكن لم أتوقع أن يحاول ا****بك.
نور ببرود :أنا أتفهم شكك و لكن مجرد فكرة أنني كدت أفقد شرفي تصيبني بالجنون.
بدأ كيفن يقنع و يحاول أن يجعلها توافق على الاستمرار معه و في الأخير وافقت و اقترح عليها المكوث عندهم حتى تعافى فكادت الاعتراض و لكن لم يترك لها الفرصة و قال؛ هذا الموضوع بالضبط لا أريد اي نقاش فيه.... انا السبب في حالتك إذن لن تغادري حتى تتعافي كليا.
نور بابتسامة :حسنا سأبقى.
قام كيفن و كان على وشك الخروج لكنه توقف كأنه تذكر شيئا فاستدار ناحية نور و حلول مرارا التحدث لكن ي**ت في آخر لحظة فاستدار مجددا ليغادر فقالت نور كأنها علمت ما يريد :الملف في السيارة.
كيفن باستغراب :عن ماذا تتحدثين.
نور بابتسامة :الملف الذي كان سببا في حالتي هذه لا زال في السيارة.
كيفن بدهشة؛ حقا.. لكن بحثا و لم نجد شيئا.
نور؛ يوجد أسفل مقعد السائق و لن تتمكن من رؤيته إلا إذا رفعت المقعد.
كيفن بإعجاب؛ انت دائماً تذهلينني.... لكن متى اخفيته.
نور: لقد لاحظت أن هناك أحد يراقبني منذ خروجي من الشركة لدى عندما توقفت عند إحدى إشارات المرور اخدت جميع الأوراق الموجودة في الملف و وضعتها تحت المقعد اما الملف وضعته في الخلف.
كيفن: حقا تستحقين ثقتي بك.
نور؛ شكرا لك.
كيفن؛ سأتركك الان لترتاحي قليلا.
خرج كيفن و ضحكت نور بخفوت عندما تأكدت من ابتعاده و قالت بهمس؛ استمر على الحال و أؤكد لك أني سأجعلك تندم على كل ما فعلته و ها قد بدأ اللعب الحقيقي كنت أود أن أدعك تستمتع بحياتك لشهر أو شهرين ثم أبدأ عملي عملي لكن ماذا أفعل إن كنت متحمسا.
مضى اسبوعين قضتهما نور مع كيفن و أولاده و لقد تحسن وضعها كثيرا و تقربت كثيرا من ليندا و أصبحت صديقتها اما جون و أخيرا قبلت صداقته مما اسعده جدا و كيفن اتفق مع نور أن تبدأ في استلام الشحن معه عندما تتعافى و هذا اسعدها لأنها تقترب أكثر من هدفها. و خلال مدة مكوثها في منزل علمت كيف تلعب جيدا دون أن تكشف و بدأت في البحث عن اسرارهم خاصة ليندا التي لاحظت أنها تتصرف أحيانا بغرابة و علمت كم هي متكبرة و مغرورة.
و في يوم جديد استيقظت نور و غيرت ثيابها ثم خرجت من غرفتها و وجدت كيفن و أولاده يتناولون فطورهم فشاركتهم الأكل ثم شكرتهم على حسن الإستضافة و أصر جون أن يوصلها لبيتها و كان طوال الطريق يراقبها بحب بينما هي لم تعر اهتماما لنظراته. و أخيراً وصلت أمام منزلها فشكرت جون وصعدت لمنزلها و اول شيء قامت به انها ذهبت لغرفتها و أخذت هاتف العمل و اتصلت على أحد.
نور ببرود؛ الو.
الرد؛ الو من معي.
نور؛ معك الأفعى.... أريد منك خدمة.
الرد؛ اوامرك يا أفعى... كيف اخدمك.
نور بجدية ؛اريد معلومات عن شخصين منذ ولادتهما و لكن في أسرع وقت.
الرد؛ فقط اعطني أسماءهم و في المساء ستكون المعلومات لد*ك.
نور: جون بنيس و ليندا بنيس.. لكن احذر يجب أن يتم الموضوع في سرية تامة مفهوم.
الرد؛ سيكون كل شيء مثلما طلبتيه.
أغلقت نور الخط ثم اتصلت بشخص آخر و مباشرة قالت بعد أن أجاب الطرف الثاني :لد*كم مهمة.
الرد؛ ما هي.
نور؛ أريدك أن تراقب كيفن بنيس و تكون كضله و تطلعني على كل معلومة عنه مهما كانت صغيرة لكن احذر لا أريد أن يشك في شيء و إلا سنفشل في المهمة.
الرد؛ كوني على يقين أن المهمة ستتم كما أردنا و احسن.
نور؛ و انا واثقة من ذلك.
أغلقت نور الخط و جلست تفكر قليلا ثم قالت بشرود: مثلك مثل أولادك عبارة عن كومة من الأسرار.... كل واحد يحاول إخفاء سره... و لكن لن أكون الأفعى إن لم اكشفها و ادمركم حتى لو كان الثمن حياتي.
قضت نور باقي يومها في التنظيف و ترتيب المنزل و شراء احتياجات البيت ثم اتصلت على عائلتها و اطمأنتهم على حالتها لكن لم تخبر احد بما حدث لها سوى كرم الذي غضب و كان مصرا على رؤيتها فأقنعته بصعوبة أن ذلك خطر على الجميع. و في المساء جلست نور في غرفة المعيشة و وضعت رجليها فوق طاولة صغيرة أمامها و الحاسوب على رجليها تتابع العمل و تتحدث مع الشخص الذي كلفته بإدارة الشركة خلال فترة غيابها و عندما انتهت سمعت رنين هاتفها الثاني فأجابت و كان الرجل الذي كلفته بجمع المعلومات حول جون و ليندا.
نور :ماذا حصل.
الرد: لقد جمعت كل ما تريديه من معلومات و أرسلتها في بريدك الإلكتروني.
نور؛ حسنا شكرا لك و سيصلك حسابك بعد قليل.
الرد؛ أنا دائماً في الخدمة.
أغلقت نور الهاتف ثم بعثت له مكافأته إلكترونيا و فتحت الرسالة و بدأت بقراءة المعلومات و فتحت عينيها على وسعيهما و قالت بصدمة :مستحيل... ما هذا كله.