الفصل الأول

1332 Words
" عائلة " لا يبقي من النفس السوية إلا الأثر الطيب , والحديث الحلو الذي يرن بداخلنا ............... اقتربت من جدتها التي كانت تجلس بشرود بعدما أدت فريضه المغرب وما تبعها من سُنه , كانت تجلس تنظر للأمام دون إبداء أي حركة فقد عيناها ترمش بخفوت وتتن*د كل وهله - تيتا وحشتيني عاملة إيه؟ انكبت علي وجنتها تقبلها وتبع ذلك ضمه إشتياق لتبتسم الأخري بحُب وهي تربت علي كتف حفيدتها بحنو تراجعت أسيل لتهتف وهي تضئ نور الحجرة - قاعدة لوحدك كده ليه تعالي إقعدي معانا , بابا واعمامي وعماتي وكلهم برا أردفت حياة وهي تطوي سجاده الصلاه المُفترشة وتعدل من وضع حجابها وتخفي خصيلات شعرها الرمادية اللون - حاضر يا سيلا هاجي وراكي أهو , هجيب فاكهه الأول أمسكتها أسيل من يدها قائله بحزم مُصطنع وهما يخرجان معاً لذلك الاجتماع العائلي - عمتو جابت من بدري تعالي بس جلست حياة بين العائلة ككل يوم خميس من كل أسبوع تتجمع عائلة الشيخ من كبيرها لصغيرها , عادة اجتمعوا عليها منذ سنوات وأصبحت متأصله بينهم لكنها مُحببه في نفس كلاً منهم فمن يستطع تفويت اجتماع العائلة بأكملها وما يتناقش*ه ويضحكون عليه بملئ  تشدقات أفواههم نظرت حياة بجانبها لتجد ابنها الأصغر والذي أصبح في الثلاثين من عُمره يتحرك بعينيه الزرقاوتين علي هاتفه ويضحك بين الحين والأخر علي ما يقولون ثم ابتعدَ نظرها قليلاً لتتجاوز الصالون الذي يجلسون فيه ويمتد بصرها تجاه الصالة لتجد حفيدها أدهم يلقي بعض النكات علي ابنه عمه أسيل وهي تغرق في بحرٍ من الضحك كل هذا يطيب النفس ويُزيل البأس لكن حينما وقع بصرها علي ذلك الذي يجلس ويترقب بعينه الجميع انقبض قلبها وصارت تنظر لأولادها بشكلٍ أخر انتفضت علي صوت حفيدها أدهم صاحب العشرين عاماً - تيتا حياة فين الرقاق باللحمة اللي عملتيه انهاردة   زجرته آمال بعينها قبل أن ترد وتتدارك الموقف قائله بابتسامه - معلش يا ماما أصل إبني مش مؤدب أردفت حياه بلهفه وهي تكلف والدته بإحضار ما طلبكما تفعل دوماً مع أحفادها تلك الجدة ذو القلب الأملس - لا يا أمال عيب ده البيت بيته , قومي هاتيله صنيه الرقاق هتلاقيني عيناها في الفرن ... عنيا يا حبيبي هتجبهالك أهي اقتربَ أدهم منها قائلاً مُقبلاً رأسها بحُب متمتاً بشكر جالساً بجانبها حتي يأتي طعامه - واشمعنا انت يا استاذ أدهم أنت دي تيتا أنا كمان هتفت أسيل بغضب مُصطنع واتجهت ناحيه حياه وقبلتها هي الأخري ولم تكن الاخيرة بل اندفع البقيه من الأحفاد يقبلونها واحداً تلو الأخر   جمال الروح يدوم حتي لو طال الزمان يبقي كما هو لا يغيره شئ سوي أن تُ**ر , لا يحق لشخص مهما كان أن يبعثر روحاً خلقها الله لتحيا بل يتحكم أيضاً في كيف أن تحيا , بأي حق تتوالي الصفعات بأي حق تُحرق الروح للمات ............... رمي الملف بعصبية وهو يتن*د بعنف , ض*ب المكتب بقبضته القوية حتي اضطرب ما عليه خسر الأن جولته   جولته الأولي التي حارب لأجلها أشهر عديده , تتأجج النيران داخل ص*ره وتشتعل فكره انتقامه يود لو قتله الأن ليثأر لخسارته حتي لو لم تكن فادحه يكفي خسارته أمام العدو , ليخسر أمام العالم إلا ذاك لن يتقبل الأمر ولو علي جثته سيحارب حتي يستعيد ما أخذه ذلك الوغد طُرق الباب ليدخل فوراً صديقه لم يأتي ليواسيه بالطبع بل ليشجعه علي رد الصفعة بأخريات وليس واحده فلا يطيب قلبه بكلمه " سيعوض " بل " انتقم " هي التي يسعي خلفها - كنان أنا عملت اجتماع هيبقي بعد ساعة , إهدي عشان نعرف نفكر هنعمل إيه ؟ زمَّ شفتيه بغضب وهو يلعن ذلك الذي لا يرف له جفن إلا وضايقه كاد أن يتحدث إلا أن أوقفه رائد بحديثه المُستمر عما سيقوله في ذلك الاجتماع - فهمهم إن فيه غلط و انك هتنزل مصر تصلحه وأنا هباشر العمل معاك من هنا وضع يده علي جبهته يحاول أن يتجنب ألم رأسه المُستمر في التفكير بحال الشركة التي أصبحت علي وشك الانهيار , إمبراطوريته وأبيه وأجداده علي وشك الفناء بسبب رجل قذر تدخل في نظام البيع والشراء دون أن يعلم ,خساره الأموال بالنسبة إليه أهون من خسارته أمامه لو كان أحداً أخر لكان مُتريثاً في التفكير كيف لتلك الإمبراطورية أن تقف مره أخري لا يُجابهها أحد ! - خلاص يا رائد يعدي الاجتماع ده علي خير وابقي اتصرف انت .. احجزلي علي طيارة تكون نازله مصر بُكرة تشدقَ رائد وهو يفحص بعض الملفات أمامه بعناية - حصل أردفَ كينان بامتنان وهو يعرف أنه لولا صديقه الذي كرس حياته بجانبه ما كانا وصلا لتلك المكانة . جميل أن يكون هُناك شخصاً يساندك شخص تكون به الحياة كأخر ذره سُكر وضعت فأصبح بها المشروب مُستثاغًا , كأخر قطره مياه كان بها الكوب مُمتلئاً , كمظلة وسط يومٍ مُشمس ,كأخر نقطة من المطر روت الأرض فأينع منها النبات وازدهر الصديق هو النفس الذي لا نستطيع الهرب منها أو الاستغناء عنها - شُكراً يا رائد , مش عارف من غيرك كنت ... قاطعه رائد وهو يعرض عليه ما توصل إليه كأنه لم يسمع ما قاله - بص إحنا ممكن ندفع نص الشرط الجزائي ونعمل كمان طلبيه لو نجحت يبقي مفيش داعي ندفع الباقي ثم نظر إلي كينان وربت علي كتفه فهو الوحيد الذي يستطيع أن يراه في تلك الحالة المُبعثرة - احنا اخوات وزي ما بنينا الشركة مع بعض , يوم ما تنهار لازم نوقفها تاني مع بعض من كان له صديق مُستقيم في دنياه فإنه لا يقلق بشأن أخرته ومهما حلَّ به من نكبات الدهر وتكالبت عليه الصعاب يستطيع أن يشق تلك الصخرة التي تثقل ظهره مع رفيقه الروحي ونفسه الأخرى ................ - يلااااا تعالي هنااا , يخرب بيتك و يا أدهم ... الله يحرقك يا بعيد زي ما انت حارق دمي كده كانت منه ذات السبعة عشر عاماً تجري وراء ابن عمها الذي سرق طعامها دون شفقه أو دراية احتياجها له , فقد كانت تأكل بنهم حتي خ*ف منها كيساً من الرقائق كانت تحتضنه بيدها وبدأت معركتهما بين العشرون والسابعة عشر , أطفال لمن يعرفهم .. خرجوا من مشفي المجانين لمن يراهم - اقف بقي صرخت عالياً ليتوقف هو قبالتها وينحني ليلتقط وردة ذات لون أحمر زاهي من باقة جدته دون أن تراه ووقف يُخيرها بين وردة حمراء في يده اليمني وكيساً من الرقائق في اليُسرى - هاا شيبسي ولا الوردة ؟ تباً هو الأن يضعها في موقف لا تُحسد عليه , هي تعشق كليهما , الورد حياتها لا تفعل شيئ سوي جمعه والطعام علي حدٍ سواء مُتيمه بـه كيف تخرج من ذلك المأزق بفوزها بما يرضي نفسها ومعدتها ! اقتربت منه وعلي وجهها تعابير البراءة وصدحت بصوتٍ عالٍ بعدما تحولت نظرتها للخُبث - يا تيتااااا أدهم خد وردة من اللي انتِ جيباه اندفع ناحيتها يغطي فمها بيده حتي لا يفتضح أمره ويُضطر أن يمضي ليله مبيته دون طعام جدته , همس لها بخفوت راجٍ - اششش اسكتي هجيبلك شوكلاته بس أبوس ايدك متفضحنيش رفعت حاجبها وأزاحت يده وهي تقتنص الوردة من بين يده وكيسها الخاص وأردفت بدهاء - وبيبسي كمان ! نظرَ لها بصدمة وهو يحك مؤخره رأسه , ألا تري ماهي فيه لقد تعدي وزنها الثمانين ومازالت تطلب ما يزيده أكثر ! ترد قبل أن يتحدث ليبتسم قبل أن يتجاهلها ويذهب من جانبها دون إبداء أي رد قطبت جبينها بتعجب لتهتف قبل أن يخطو خطوه أخري - هقول لتيتا لو مجبتليش اللي قلتلك عليه أشار بذقنه إلي ما تحمله في يدها وأردف بمكر - انتِ اللي معاكِ الوردة مش أنا .. تصبحي علي خير مينايا نظرت له شزراً قبل أن تراه يكمل طريقه ليصعد نحو شقتهم التي تعلو شقتها , لكن ثغرها افترَ بابتسامة صافية حينما سمعت اسمها الذي ينطقه علي طريقته " مينايا " امتلأت وجنتاها بالهواء الكثير الذي أفرغته دفعه واحده وهي حانقه , لكنها سرعان ما اندمجت في التهام ما تبقي من رقائقها واستنشاق رائحة الوردة السخية بالعطر ................ - ناصرشوفت اللي حصل مع كنان , انا مش مصدقة نفسي مين اللي عمل كده ؟ نظرَ لها زوجها بطرف عينيه قبل أن يتحدث وهو يرتشف قهوته الساخنة علي عجله من أمره - أكيد محسبهاش كويس يا نازلي تركت الحاسوب الالكتروني من يدها وهدرت وهي تلومه - إزاي انتو الاتنين كنتو واثقين أوي وحاسبين الخساير , اللي مكنتش تعدي 5% قلبَ عينيه بملل قبل أن يلتقط جاكيت بدلته ومفاتيح سيارته ويذهب من أمامها غير آبه بكلامها المُستمر عن عظمه تخطيط ابنها , لكن قبل أن يخرج من الباب ألقي كلمته المحشورة بحنجرته منذ أن علم الخبر -مش كل مره لازم يطلع **بان ... أن الأوان إنه يخسر مره في حياته ويعترف بكده يتبع .... #ندبات_الشيطان #سارة_عاصم
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD