في مكان بعيد عن القاهرة بمحافظة قنا وسط صعيد مصر وجمال أرضيه وأهله تحديداً بنجع أبو الذهب سُمي بهذا الإسم نسبة إلى كبيره " ناجي أبو الذهب " منذ زمن بعيد ،، بأخر البلدة توجد سراية لـ " صقر أبو الذهب " تنازل عن حكم النجع كما كان يفعل والده وجده وأجداده ليباشر عمله المُستقل ،، سراية أقل ما يقال عنها متحف أثري أو قصر فرعون لأحد الملوك القدم ،، بدأ من بوابة كبيرة حديدية ومساحة كبيرة خضراء من الحدائق مزينة ببعض الطاولات وحولها مقاعد خشبية وفي زواية أخرى توجد أريكة أرجوحة تحت مظلة خشيبة وأمامها طاولة دائرية وبعض الكتب وسط الكثير من أشجار الفاكهة وهناك بعيداً مشتل للورود تبث منه رائحتهم الطيبة ،، أما أمام القصر هناك نافورة كبيرة دائرية تنبع منها الماء ،، بكل مكان بالحدائق يوجد حشد من رجاله بالملابس الصعيدية آما بداخل السراية الكثير من التحف والنجف والدرج مقابل الباب في نهاية الساحة وبينهم صالونات كثيرة و خالية من الخدم والحشم لا يدخلها أي شخص سوي واحد فقط " عوض " يلبي طلباته ،، تسكن معه أخته الصغري " فريدة " وتقوم بجميع الأعمال المنزلية ....
هناك غرفة علي اليسار كان يخرج منها صوته العالي وهو يتحدث في الهاتف بغضب وأنفعال شديد قائلاً :-
- أنت جنت فعجلك ياحسام كيف تطلجها التلاتة ،، كومان عايز ترجعها كيف دي الله ي**ف **ف*نا جدام أهل مصر
قالها بغيظ شديد جالساً بغرفة مكتبه علي كرسيه صاحب العجلات من الأسفل ،، ماسكاً بيده نبوته الفضي من الأعلي وأ**د من الأسفل ثم أكمل حديثه بصوت جهوري قوي :-
- طب أنا هجيلك ونشوف المصيبة دي هنعملوا فيها إيه اللي يحرجك علي الصبح...
ومن ثم أغلق الهاتف بغيظ من أفعال ابن عمه المستهتر ......
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
•صقر أبو الذهب :- رجل صعيد أصيل عمره 32 عام ،، يرفض الزواج بعد حبه الأول الذي ذهب هباً لأسباب.... يكره الروتين ،، درس بجامعة سوهاج كلية الهندسة وبعد تخرجه عمل ببعض الشركات كمهندس بجانب دراسة دبلومة أدارة الشركات وعندما أخذ ورثه بعد وفأة والده فتح شركة له بالقاهرة في مجال العقارات والبناء يذهب بنهاية كل أسبوع لمتابعة عمله بها ،، يعشق حياته في الصعيد ويكره الخروج منه لأي بلد أخرى حتى القاهرة يذهب لعمله فقط ،، أبن عم حسام يساعده بعد أن طرد من الصعيد وقطعت العائلة صلتهم به
• فريدة آبو الذهب :- أخت صقر الصغري عمرها 25 عام أنهت دبلومها ،، تعشق حسام لحد بعيد لكنها لم تستطيع الوصول له بعد أن طرد ،، وتعلم أخبره من أخيها
• عوض :- أحد رجال صقر ورئيسهم بمثابة ذراعه الأيمن يخدمه منذ أن كان طفل...
________________________________
دق جرس الباب ،، تتن*دت " قمر " بهدوء لكي تستطيع الحديث معه وهي تعلم من يدق الباب جيداً ،، أدخلت أطفالها لغرفتها ونظرت لـ "جالان " فأشارت إليها بنعم وهي تجلس على المقعد وترتشف الكابتشينو وتل فل حجابها بسرعة فهي محرمة عليه الأن ،، فتحت الباب ووجدت " حسام " هادئ تماماً وعلى وجهه تعابير الندم والأسف أكثر من أي مرة سابقة ،، فهتف ببرود وهي تضع يدها علي الباب تمنعه من الدخول قائلة :-
- نعم جاي ليه بعد عملتك السودة دي
- ممكن أقابل جالان
قالها بندم وهو ينظر لها بأسف وأحراج ،، فصرخت به بغضب وهي تقول :-
- تقابل مين ،، دي خلاص متحللكش ولا تنفع ترجع او تسامح خلاص يابابا متلزمناش
أتاها صوت " جالان " من الخلف عاقدة ذراعيها أمام ص*رها تقول :-
- دخليه يا قمر
أدخلته ثم أغلقت الباب وقالت بحزم وهي تنظر له ببرود مُستفز :-
- نعم جاي ليه
- جالان أنا اسف ياحبيبتي مكنش قصدي خالص
قالها وهو يمسكها من ذراعيها بأسف فنزعت يديه بعيد عنها ثم قالت بإنفعال شديد :-
- اسف دي هتعمل ايه أن شاء الله ،، آنا بقيت محرمة عليك للأبد ومبقاش من حقك تحبني ،، مش كنت عايز تتجوز روح أتجوز وأنا هتجوز وأعيش حياتي بعيد عنك
أزدرد لعوبه بصعوبة يجمع شجاعته ثم هتف بحب :-
- لا مش للأبد ياحبيبتي في محلل اتجوزيه يوم واحد بس وأرجعلي تاني
أتسعت عيناها بصدمة من حديثه ،، شعرت بأن ل**نها شل ولم يستطيع الحديث ثم هتفت بتلعثم من صدمتها :-
- محلل أنت مجنون
مسح علي رأسها بحنان ثم قال بهدوء :-
- متخافيش ياحبيبتي ده واحد آنا بثق فيه ومش هيأذيكي
صرخت " قمر " به بأنفعال ثم قالت :-
- أنت أكيد أتجننت رسمي أطلع برا ياحسام بدل ما اصوت والم عليك الناس
خرج من الشقة بهدوء فنظرت لـ" جالان " بدهشة وقالت :-
- ده مجنون
دلفت لغرفتها وظلت اليوم بأكمله تفكر بحديثه وبشئ أخر هام ،، وإذا وافقت هل ستعود له ولأهانته المستمرة لها وشجارهم ،، رن هاتفها مساءاً بأسمه فأغمضت عيناها بأستسلام ثم فتحت الخط وأجابته عليه بجدية ووافقته
_____________________________
في اليوم التالي توقفت السيارة أمام بوابة السراية وضغط علي البوق ففتح له البوابة الرجال فدلف بسيارته وهي تجلس في الأمام بجواره وفي الخلف تجلس " قمر " وأطفالها الصغار غاضبة من قرار " جالان " ،، جلست تتفحص المكان وتشاهد الحديقة بأنبهار وذهول والرجال في كل مكان ،، أوقف السيارة أمام النافورة ووجد " فريدة " في أستقبالهم ورحبت بـ " حسام" بأشتاق و رؤيته بعد كل هذه السنوات ،، هتفت " فريدة " متجاهلة "جالان " و" قمر" قائلة :-
- طلع الشنط فوج ياعوض
تفحصتها " جالان " ببرود وهي تمسك في يد " حسام " فتاة بعمرها شعرها أ**د مموج طويل وعيناها بني غامق وبشرتها حنطية ،، جسدها ممشوق طويلة نسبياً مُرتدية عباية أستقبال زرقاء وعلي رأسها حاجب بسيط يزينها دون لفه وأخفاء شعرها ،، لم تشعر بغيرة عليه أو أي شيء فقد أكتفت من أهانته والفضل له بأفعاله بردت مشاعر وتقمص حبها حتي بدأ في التلاشي من قلبها لكنها جاءت هنا ووافقته لهدف أخر ترغب به وحدها ،، دخلت وهي تمسك بيدها " ملك " وخلفها " قمر " تمسك طفلتها الأخري ،، تأملت السرايا من الداخل بنظرها بذهول وصعدت مع " فريدة " الي الاعلي صامتة لم تنطق بحرف ......
______________________________
في غرفة مكتبه كان يقف مستمعاً لحديثه وأقتراحه حتي صاح به مُستدير له ....
صرخ " صقر " به وهو يرمقه بنظرات شرسة قائلاً :-
- مش بجولك انت جنيت علي الاخير ،، طب جول أجوزها واحد من الرجالة لكن أنا ده جنان رسمي ...
هتف " حسام " بهدوء قائلاً :-
- أنا مأمنش حد من رجالتك علي مراتي ،، لكن أنت آنا واثق آنك مش هتلمسها ولا هتقرب منها ابدا
- ده علي اساس ان المحلل ده لعبة ده جواز يعني لازم يكمل سواء انا او غيري ومادام بتحبها أكده بتطلجها ليه الثلاثة يا مفتري
قالها " صقر " بحزم وهو يجلس علي كرسيه ....
_______________________________
ساعات قليلة ودق باب غرفتها ففتحت " قمر " ووجدت " فريدة " تحمل بيدها دفتر المأذون وصور قسيمة الزواج ،، مضيت " جالان " وهي تقرأ أسمه بحذر " صقر " ،، خرجت " فريدة " ثم دلفت "جالان " إلى حمام غرفتها وأخذت حمامها ثم خرجت وجلست أمام المرآة تصفف شعرها وتجففه بالأستشوار ،، فسألتها " قمر " بحيرة من **تها وموافقتها للزواج من محلل :-
- وأخرت الهدوء والسكوت ده ايه ،، ناوية علي ايه يا جالان
وقفت من مكانها ترتدي حذاء بيتي بقدمها ثم رفعت نظرها لها وقالت بجدية وتحدي :-
- ناوية أربي حسام وأدفعه تمن كل الاهانات دي واخرتها تمن القلم اللي ض*بهولي وسُمعتي اللي دمرها وسط الناس بكلمة انتي طالق اللي بيقولها
وقفت " قمر " بذهول وقالت :-
- قصدك إيه
- قصدي اني اللي يحسره وي**ره اني اتمم الجوازة دي وأنا ناوية أذ*له ،، عن أذنك عشان الحق جوزي قبل ما ينام
قالتها بأستعجال وتحدي ،، أوقفتها " قمر " وهي تمسك يدها تمنعها من الخروج قائلة :-
- أنتي هتروحي لحسام اوضته باللبس ده
أبعدت يدها عنها وقالت بغرور وكبرياء :-
- انا جوزي أسمه صقر ياقمر أفتكري أسمه كويس وأتعودي عليه
خرجت من الغرفة وأتجهت لغرفته ووجدت " عوض " يقف أمام باب غرفته دهشت من وجوده أهذا المُدعو بزوجها ينام وعلي باب غرفته حارس ،، كادت أن تدخل لكن منعها "عوض" وهو يقف أمام الباب مُتحاشي النظر لها وهي بملابسها هذه ناظراً للأرض ثم قال :-
- جنابك ممسموحلكيش تفوتي على اوضة جناب البيه
هتفت بثقة وهي تعقد ذراعيها أمام ص*رها بكبرياء قائلة :-
- وجنابك عندك أوامر تمنع مراته من الدخول
**ت لوهلة دون النظر لها ،، فأبعدته عن طريقها دلفت للداخل.....
____________________________
وقف أمام سريره بتعب من عمل اليوم وتلك الكارثة آلتي فعلها بزواجه من امرأة لا يعلم عنها شئ أو كيف مظهرها حتى آو شخصيتها ماهي ،، نزع عمامته ثم عبايته عن أكتافه وكاد أن خلع عبايته لكنه سمع صوت " عوض" من الخارج أستدار وتسمر مكانه بذهول حين رأها أمامه.......
تـــــــــــااابــــع..........
#نور_زيزو