الفصل الأول و الثاني

3334 Words
الفصل الأول مر أمامها بسيارته ..كانت تقف تحادث المارة تمسك بيدها زجاجة عطر.. تعرض على المارة شم رائحتها .. ترتدي ملابس قصيرة تظهر ساقيها البيضاء و تترك شعرها القصير منسدل يحيط بوجهها الصغير الوردي بفعل وقوفها تحت شمس الظهيرة الحارة ..تضع أحمر شفاه وردي جعل شفتيها كالوردة الجاهزة للقطف.. يحيط بعينيها الخضراء رموش سوداء كثيفة.. قربت زجاجة العطر من أنفها الصغير تشتمها و هى تحادث سيدة عجوز وضعت القليل منه على يدها ثم قربتها لأنف تلك السيدة لتشمه ابتسمت في وجه المرأة و هى تصحبها لمدخل ذلك المتجر الكبير لبيع العطور العالمية المعروفة اختفت ثوان معدودة ثم عادت للظهور مرة أخرى تقف لتعود ثانياً لمحادثة المارة و دعوتهم لدخول المتجر ..فتح باب سيارته كالمغيب و هو يتجه إليها يقف أمامها و كأنه يريد تجربة عطرها الذي تمسك به ..وقف يشرف عليها من علو فهى كانت قصيرة القامة ..كلعبة صغيرة صينيه بيضاء كالشمعة ..نظرت إليه بتسأل فأشار إلى ما بيدها من عطر ..فابتسمت فأضاء وجهها جعله يغلق عينيه ثانية ثم فتحها ليرى أسنانها البيضاء الصغيرة .. قالت بصوت مثل تغريد العصافير على أذنيه فشعر بقشعريرة لسماعه صوتها و كأن صوتها يلامس جسده ..« أسفه ده عطر حريمي يا أستاذ مش رجالي تقدر تتفضل في المحل جوه في قسم كبير للرجال تقدر تختار من الي أنت عايزه » أجابها بصوت أجش و هو ينظر لاسمها المدون على قميصها ..« مسك » ارتفعت عينيها تنظر في عينيه السوداء القاتمة و هى لا تعلم لما شعرت بشيء غريب من طريقة نطقه لاسمها و كأنه يتغنى به .. رأى حيرة. في عينيها فأجابها ..« ده اسمك مش كده » أومأت برأسها بالإيجاب فقال و هو يقترب قليلاً ..« ممكن أشم ريحة البرفان إلي معاكي » أجابته باضطراب ..« يا أستاذ قلتلك ده عطر ...» قاطعها بحزم و هو ينظر لعينيها الخضراء بتفحص ..« اه عارف عطر حريمي ممكن أجربه عشان لو عجبني ممكن أشتري منه لأختي أصلها بتحب جميع أنواع العطور ..» مدت يدها إليه بالزجاجة فحرك رأسه رافضا ..« لأ زي مبتعرضيه على الزباين هو إنتي بتديهم أزازه البرفان ولا بس بتخليهم يشموها » خفق قلبها بقوة فهى تضع قليل منه على يدها و تقربها من زبائنها ليجربوها و لكن ..لكنهم نساء و ليس منهم رجال .. قالت بقوة حازمه .. « اه حضرتك ممكن تجيب إيدك أرشلك عليها شويه و تقدر تعرف أن كان عجبك و لا لأ » نظر في عينيها و هو يحني رأسه قليلاً .. « إنتي عايزه احط برفان حريمي و أنا رايح الشغل عشان يتريقوا عليا هناك » قالت بنفاذ صبر ..« طيب حضرتك عايز ايه دلوقت أعمل ايه عشان تعرف أن كان عجبك و لا لأ » أجابها بهدوء لامبالي ..« أبدا زي مبتعملي مع الزباين بالظبط أنا مش مختلف عنهم » أجابته بضيق ..« يا أستاذ أنت راجل و زبايني حريم إزاي يعني مش مختلف » فقال بحده ..« إنتي بتجادلي كتير كده ليه يا ترى مديرك يعرف أنك مزعجه كده و بتضايقي الزباين إلي عايزين يجربوا البضاعة قبل ما يشتروا ..» ارتبكت و هى تسبه داخلها فهى لا تستطيع فقد وظيفتها الآن في ذلك الوقت الحرج مع وجود مرض والدها و قلق أمها و أخوتها عليه ..وضعت القليل من العطر على باطن يدها و هى تقربها إليه تكاد تعطيه بيدها علي وجهه الوسيم هذا ..وسيم .. أي وسيم .مسك أفيقي قبل فقدان وظيفتك يا غ*ية أنه يوم واحد في الأسبوع تقفي خارج المتجر لا بأس أجعليه يمر بهدوء بدون إثارة مشاكل من شخص مغرور مثله حتى لا يفقدك وظيفتك احنى رأسه قليلاً فهى تمد يدها بعيداً عن أنفه أمسك يدها يقربها من أنفه يشتم رائحتها العطرة أغلق عينيه و هو يأخذ نفس عميق و هى تحاول نزع يدها منه بقوة و قلبها يخفق بعنف فهى لأول مرة تلمس أحد من الج*س الآخر غير أبيها و أشقائها الصغار أرتفع ص*رها و أنخفض بخوف و اضطراب فهذا الوقح يقترب منها يشم رائحتها ..يا إلهي أليس هناك أحدا لينقذها ..حاولت الابتعاد عنه بعنف « يا أستاذ مايصحش كده أبعد لو سمحت .. كان رؤوف يقترب منها كالمغيب لا يعلم ماذا يفعل لقد جن حتما ليفعل هذا مع فتاة في وسط الطريق ..فتح عينيه بألم و هو يصرخ ..« اه أنتي عملتي ايه يا غ*ية » مسك بغضب ..« الغ*ي هو أنت يا قليل الأدب و لو ممشتش دلوقت حالا الض*بة الجاية مش هتكون على رجلك أنت فاهم » أبتعد عنها رؤوف و هو ينظر إليها بذهول لهذه الصغيرة التي لا تكاد تصل لكتفه انحنى يتحسس قدمة المصاب بألم ثم أعتدل ينظر إليها بعداء و غضب و هو يرى عينيها الخضراء لامعه بالتحدي تحذره أن يقترب أكثر أبتعد خطوة للخلف يتطلع عليها من رأسها ذو الشعر الأ**د إلي قدميها الصغيرة في حذائها الأبيض الرياضي ذو الشرائط الذهبية ..ثم ما لبث أن أنفجر بالضحك تحت نظراتها الذاهلة و قد لمعت عينيه و هو ينظر إليها بتحد قبل أن يستدير و يرحل تاركا إياها في حيره من ما يحدث ..أستقل سيارته و مر من أمامها يلقي في وجهها قبل أن يبتعد ..« خليكي فاكرة ..مسك لرؤوف » نظرت للسيارة بذهول و هى ترى هذا المختل يرحل فجأة كما ظهر أمامها فجأة ... ★ عادت مسك للمنزل بعد العاشرة مساء بقليل فتحت والدتها الباب قائلة بقلق ..« أتأخرتي كده ليه يا مسك الساعة داخله على حداشر خواتك ناموا من بدري » قبلتها مسك على وجنتها ..« معلش يا ماما جت لنا طلبيه و أطرينا نفضل لحد ما تجهز » أقفلت والدتها الباب و هى تخبرها ..« طيب بسرعة غيرى هدومك دي قبل ما بابا يخرج من أوضته و يشوفك كده أنا سيباه على كرسيه جوه » اندفعت مسك لغرفتها ...« حاضر ثواني و هخرج » دخلت غرفتها الصغيرة التي تتشارك بها مع طارق ش*يقها الصغير مسك فتاة في الثالثة و العشرون كانت تدرس في كلية التجارة و لكنها توقف عن الدراسة منذ مرض والدها فلم تحظي سوى بعامين فقط من الدراسة و توقفت.. لديها ثلاثة أشقاء صغار ..طارق في الثالثة عشرة ..أيمن في الخامسة عشرة .. سمير في السابعة عشرة .. و هو أخيها الكبير الصغير الذي يخاف عليها كثيرا و ي**م كل يوم إيصالها لعملها صباحاً و لكنه لا يستطيع انتظارها كل مساء فلديه دروس كثيرة في أوقات متأخرة و أيضا لعدم انتظام أوقات خروجها من العمل ... فمعظم الأيام يستدعي العمل أن تتأخر كما حدث اليوم .. دخلت المرحاض اغتسلت و توضأت و صلت ما فاتها ثم خرجت تتجه للمطبخ ..كانت والدتها تعد لها العشاء على طاولة الطعام في المطبخ فهى فقط من سيأكل إذا لم تجد داعي لوضع الأطباق في الخارج ..« حبيبتي أدخلى لبابا شوفيه و بعدين تعالى أتعشي عشان ميقلقش لأنك أتأخرتي النهاردة بس أنا قولتله أنه كان نايم و محبتيش تزعجيه » خرجت مسك من المطبخ تتجه لغرفة والدها كان يجلس على سريره يرتدي نظارة القراءة و يطالع كتاب عن الاقتصاد نظر إليها و على وجهه ابتسامه فرحه لرؤيتها ..« أتأخرتي النهاردة أنا زعلان منك » تقدمت منه تقبله على رأسه فواضح أنه سئم الجلوس على مقعده المتحرك فأنتقل إلي سريره ..هو يعلم ماذا تعمل و لكن لا يعلم أن العمل يستدعي أن ترتدي ملابس قصيرة مثلما تفعل و لكنها تحرص إلا يراها هكذا حتى لا يغضب و يجعلها تترك العمل و هى الآن في أمس الحاجة إليه ..متجر والدها الصغير للخردوات لا يدري عليهم ما يكفي لتأمين مصاريف دراسة و معيشه و علاج والدها و كأن الخير ذهب مع مرض والدها فهو لم يقصر معهم رغم أنه نفس مص*ر رزقهم الذي يديره الآن الشاب العامل لدي والدها منذ زمن طويل ..« معلش يا بابا سامحني جالنا شغل ضروري و أطرينا كلنا نفضل عشان نخلصه » ضحك والدها بمرح ..« هى أمك مش هتبطل كذب بقى و تداري عليكِ هى متعرفش أنك بتقليلي علي كل حاجة » ضحكت مسك و هى تحتضن والدها فهى حقا لا تخفي عنه شيئا سوى ذلك الأمر المتعلق بلباسها و لذلك تشعر بالذنب كثيرا تخشى أن يعلم والدها و يغضب و لا يسامحها ..« و متقولهاش خليه سر بينا » ربت أبيها على وجنتها ..« طيب يلا قومي أتعشي و نامي زمانك تعبانة النهاردة » قبلته على رأسه و هى تقف لتنصرف ..« تصبح على خير يا حبيبي » سالم بحنان ..« و أنت من أهله يا ريحة الورد » دخلت المطبخ وجدت والدتها و قد حضرت الطعام جلست على مقعد المطبخ الصغير الذي تستخدمه والدتها عند العمل في المطبخ ..« روحي إنتي يا ست الكل اعدي مع سالم عشان ميقعدش لوحده و يضايق و أنا هخلص و هرتب كل حاجة قبل مانام » ضحكت والدتها بحنان فهما أقرب الصديقين منهم الأم و أبنتها .. « سالم كده حاف طيب يا مسك هقوله و أشوف هيقول أيه لما يعرف أنك من وراه بتقولي سالم من غير بابا » ضحكت مسك فوالدتها تظن أنها لا تنادي والدها باسمه إلا في الخفاء و هو لا يستمع اليها لا تعلم أنها تناديه هكذا بعض الأحيان لتمازحه .. « كده يا ماما هتف*ني عليا عند سلومتك دانا بنتك الوحيدة » ناديه بمرح ..« بس يا بت بكش ابلفيني بكلامك ال يعني مش بسمعك و إنتي بتناديه سالم من ورايا » مسك بمرح ..« هو مفيش حاجة تستخبى عليك يا ندوش ..طيب يلا بقى روحي عشان ميضايقش لوحده و أنا هشطب كل حاجة هنا متخفيش » خرجت ناديه من المطبخ ..« طيب متنسيش النور كعادتك » مسك بهدوء ..« حاضر يا ماما تصبحي على خير » ناديه بحنان ..« و إنتي من أهله يا ريحة الورد » ابتسمت مسك فأبيها و أمها لا يناديانها إلا برائحة الورد و لا تعلم لماذا يقولون لها هذا الاسم و كلما تسأل يبتسمان و ينظران لبعضهما بمكر قائلين إنه سرهما الصغير .. أنهت طعامها و رتبت كل شيء قبل أن تغلق الإضاءة و تخرج لتتجه لغرفتها القت بجسدها على السرير تتن*د بارتياح و هى تغمض عينيها لتحاول النوم فاليوم كان مرهقا حقا في العمل ظلت تتقلب في السرير علها تجد موضع راحه لها رفعت يدها أمام وجهها تشتم بو**ي رائحه من ذلك العطر أقشعر جسدها و هى تتذكر ذلك البغيض الوقح اليوم و هو يقترب منها بوقاحة في وسط الطريق و هو يمسك بيدها شعرت بلمساته و كأنه مازال يمسك بيدها انزلها بجانبها تمسح بها على الفراش لتزيل ذلك الشعور الذي انتابها حين أمسك يدها زفرت بضيق ..يا إلهي متى سأتخلص من ذلك العمل البغيض ..فقط لو أجد وظيفة أخرى مناسبه براتب جيد لتركت ذلك العمل فورا أطفأت المصباح بجانبها و استلقت على جانبها لتغرق في النوم .... ********"""""" الفصل الثاني دخل رؤوف إلى المنزل في الواحدة بعد منتصف الليل فهو لم يستطع العودة للمنزل و البقاء وحيداً ذهب للمكان الذي يجتمع فيه و أصدقائه بعد وقت طويل من العزلة بعد وفاة جده عاد بذاكرته لتلك الفتاة اليوم و ما فعله معها وسط الطريق ماذا قال لها قبل أن يرحل ..هل حقاً قال لها إنها له... فتح باب غرفته في منزل جده فهو يأبى أن يتركه ذلك البيت العتيق المتشقق الجدران ..أستلقى على سريره بملابسه و حذائه و هو يغمض عينيه متذكرا حديثها و صوتها الأشبه بصوت عصفور صغير يغرد سعيدا مستقبلاً شروق الشمس ..أخذ نفس عميق كأنه يشتم رائحتها التي مازالت في أنفه تصعد لخلايا مخه تسكره تن*د بوله هكذا يشعر و هو فقط قريب منها ماذا سيشعر إذا لو أخذها في أحضانه لو خرجت أنفاسها لتلتحم بأنفاسه ظل يردد اسمها ..مسك ..مسك ..مسك و هى حقاً رائحتها كالمسك ..نزع حذائه بقدمه و ركله من على السرير و هو يستلقى على معدته يدفن رأسه في الوسادة حتى يستطيع النوم و لو قليلاً ..أخذ الوسادة الأخرى وضعها على رأسه حتى لا يستمع لصوت تلك الحشرات المزعجة من حديقة المنزل ..لقد ألحت عليه ش*يقته للعودة للعيش في منزل والديهم أو حتى الذهاب لشقته و لكنه رفض و **م على الجلوس في منزل جده .. فهو دوماً كان متعلق به فهو قضى فيه طفولته و شبابه بين أحضان جدته و جده ..فوالديه دوماً مشغولين بالسفر و التجول من بلد لآخر عندما كان و ش*يقته صغيرين كان يذهبان معهم من مكان لآخر شاعرين بعدم الاستقرار الذي يأتي مع العائلة و لذلك سئم وجوده معهم و التنقل من مكان لآخر حتى بلغ الرابعة عشر و ش*يقته سبع سنوات رفض الرحيل معهم مره اخرى لقد أراد حياة طبيعية كأقرانه سئم عدم وجود أصدقاء في حياته و لذلك أستقر مع جديه منذ ذلك الوقت تاركا ش*يقته تعاني ما عاناه و لكنه في ذلك الوقت لم يكن بيده شيء ... لم يعود والديه سوى يوم جنازة جده ..راحلين نفس الليلة و كأن من مات ليس والد أبيه ذلك الرجل القاسي القلب لا يعلم من أي شيء صنع .. يحمد الله أن ش*يقته قد تزوجت صديقه عمر منذ خمس سنوات عندما أتت لرؤيته في زيارة قصيرة من زيارات والديهم فقط رأيا بعضهما فوقعا في الحب لقد فرح كثيرا لذلك فأخيرا ش*يقته ستظل بجواره و لن تتركه مره أخري عاد للتقرب منها و بعودتها يشعر أن عائلة اكتملت و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ها قد رحل جده تاركا إياه وحيداً مره أخري ..عاد مره أخري لتلك الفتاة القصيرة القامه البيضاء كأجنحة الحمام .. ارتسمت على شفتيه ابتسامه و هو يدفن رأسه في الوسادة أكثر ليغرق في أحلامه عنها ... ★ استيقظت مسك في السادسة مساء صباحاً اتجهت لسرير ش*يقها طارق الصغير لتوقظه ..« طارق ..طروق يلا أصحى عشان المدرسة ..هتتأخر » تذمر طارق في سريره و هو يغمغم بخفوت حتى لا تسمعه ش*يقته ..« المدارس و إلي بيروحو المدارس ..ربنا يسامح اللي أخترع التعليم هو مات و أرتاح و أحنا متمرمطين ..» ضحكت مسك على ش*يقها فهو يكره النهوض باكرا و لذلك يفضل فترة دراسته الثانية لأنه يستيقظ متأخرا و يذهب إلى المدرسة بعد الظهر ..« سمعتك طارق يلا أصحى بدل ما أروح أقول لبابا و أنت عارف بقى بابا ممكن يعمل ايه معاك » أنتفض طارق لينهض مسرعا ..« لأ و على ايه ده المصروف الحاجة الوحيدة إلي مصبراني على مرواح المدرسة ..» تذمرت مسك بمرح ..« طيب أوم يا مادي يا فاشل أحسن أنا إلي هوصي على خ** مصروفك أسبوع بحالة » نزل من سريره متجها إلى المرحاض ..« يوه هو كله في البيت ده بيهددني و يتنمر عليا عشان أنا الصغير الغلبان هنا ماشي يا مسك أكبر بس و تشوفوا كلكو أنا هعمل ايه » وضعت مسك يدها على خصرها و هى تنهره غاضبة ..« هتعمل ايه يا سي طارق هتجيب الديب من ديله يلا انجر ع الحمام أحسنلك و قول يا صبح » زفر طارق بضيق و هو يتجه للمرحاض قائلاً بخفوت ..« يا صبح » سمعته مسك فابتسمت فطارق من الذين يريدون أن تكون لهم دوماً الكلمة الأخيرة و لذلك ينطق بأي شيء حتى و لو لم يكن في صالحه .. دخل المرحاض فغرفته و مسك الغرفة الوحيدة في المنزل التي بها مرحاضها الخاص و كانت اختيار والدها حتى تكون مستقلة و تحظي بالخصوصية و كان طارق فقط معها لفترة قليلة و سيكون له غرفة مع أيمن و سيتركان غرفة مسك و سمير الذي يشاركه فيها أيمن الأن لكن مرض والدهم جعل الأمر ليس هام في ظروفهم الحالية و لكن والدها قال لها أن تقيم حاجز بينها و ش*يقها في الغرفة لتشعر بالراحة فقام سمير ش*يقها بعمل حاجز من القماش الثقيل حتي تشعر بأنها مستقلة و لكنها لم تحتاجه كثيرا فهى دوماً تتواجد بالغرفة عندما يكون ش*يقها نائم أو في الخارج و ذلك لظروف عملها ..خرج طارق من المرحاض فأخذت ملابسها و اتجهت إليه لترتديها و تغتسل توضأت و أرتدت ملابسها و خرجت وجدت طارق يرتدي حذائه ليستعد للخروج لتناول الفطور قبل الذهاب الى المدرسة ..تركها وخرج فارتدت إسدال صلاتها على ملابسها صلت و أرتدت حذائها المميز الذي تفضله عن جميع أحذيتها القليلة ..خرجت وجدت الجميع مجتمع على طاولة الطعام حتى والدها يجلس على مقعده المتحرك ارتبكت قليلاً عندما رآها بملابسها القصيرة تلك فقال بتعجب ..« ايه يا حبيبتي معندكيش شغل النهاردة ..» نظر الجميع لبعضهم بقلق خشية افتضاح أمر ش*يقتهم فهذا الشيء الوحيد الذي يخفيانه عن والدها غير مواعيد عملها المتأخر الذي لا يعلمان أنها تخبر والدها دوما بوقت حضورها ..تدخل سمير ..« لا يا بابا عندها بس متأخر شويه هتنزل معايا كمان ساعة عشان نروح تروح فقولت أوصلها في سكتي طالما هى هتتأخر عن معاد شغلها النهاردة » .. فتعجب والدها ..« ليه هو مش المحل ليه مواعيد فتح ثابته» .. إجابته مسك هذه المرة « يا بابا أنا استأذنت ساعتين الصبح عشان يعني أتأخرت أمبارح » أومأ والدها برأسه ..« طيب يلا أفطري و بعد كده متلبسيش هدوم قصيرة زي دي حتى أدام أخواتك دول بقوا رجاله خلاص مايصحش كده يا ريحة الورد مفهوم كفاية شعرك أنا ساكت عليه » هزت رأسها و هى تشعر بذنب قاتل لكذبها على والدها ..« مفهوم يا بابا أنا أسفه » لمعت عينيها بالدموع فنظر لها سمير و والدتها بشفقه على حالها و طارق و أيمن بحزن فهما يعلمان كم مسك تحب والدهم و لا تريد أزعاجه أبدا و لكنها مضطرة لذلك ...تدخلت ناديه بمرح لتخفف عن الموقف ..« يلا الكل يفطر عشان إلي رايح المدرسة يروح و ميتأخرش و عشان مسك تساعدني في ترتيب الأوض فرصة أستغلها قبل ما تمشي » انهو طعامهم ب**ت فقال أيمن ..« يلا يا طارق عشان متأخرش على المدرسة » قبلا رأس والدهم و هم يأخذان حقائبهم متجهين للخارج ...« سلام يا بابا سلام يا ماما » ..ناديه بحنان ..« مع السلامة يا حبايبي خلوا بالكم من بعض » ..تحرك سالم بمقعده للعودة لغرفته ..« ناديه أعملي شاي و هاتيه أوضتي بعد متخلصي » إجابته ناديه بهدوء ..« حاضر يا سالم تحب اجي أساعدك تطلع على السرير » سالم بابتسامة راضيه ..« لأ مفيش داعي أنا خلاص أتعودت و الموضوع بقى سهل بالنسبالي » تطلعت مسك بحزن لوالدها المتقبل برضى و صبر مرضه تدعوا الله أن تستطيع أن تجري له الجراحة ليعود للسير مجددا ليملئ حياتهم سعادة كما كان يفعل .. بعد انصرافه .. نظرت لوالدتها و سمير بلوم ..« مش تنبهوني أنه موجود على الفطار النهاردة قبل ما خرج » ناديه بشفقه على صغيرتها التي تعاني كل ذلك من أجلهم ..« معلش حبيبتي صحى الصبح متحمس الفطار معاكم زي زمان مقدرتش أقوله حاجة و لا أدخل أوضتك أنبهك و لا أخلي حد من أخواتك ينبهك عشان ميخودش باله »...تدخل سمير في الحديث ..« مسك بعد كده خدي هدوم الشغل غيري هناك و أرجعي غيري و إنتي راجعه كده أءمن و أحسن ليكي من نظرات الناس في الشارع و إنتي جاية متأخر عشان محدش يأذيكي يا أختي كفاية أحنا عايشين في قلق و خوف عليكِ بتمني و بدعي ربنا أني أقدر أخلصك من الهم و الحمل إلي شيلاه لوحدك ..» تن*دت مسك فش*يقها معه حق فهى حقا تحترق تحت نظرات الزبائن الو**ة إليها فهى كل يوم تغير مكان عملها في المتجر فمديرها لا يؤمن بثبات وجه العامل لدي الزبون و يفضل التغير حتى إذا كره الزبون وجه عامل لديه وجد راحته مع الآخر غير انه لا يريد تعين رجال في الأقسام التي تخص الرجال لديه و لذلك كلهن عاملات مع بعض العمال الرجال القليلين الذين يحتاجهم في حمل الأشياء الثقيلة أذا استدعى العمل ذلك « عندك حق يا سمير بس يا رب أستاذ عماد يوافق لأني حقيقي الموضوع عذاب بالنسبالي كل يوم » أبتسم سمير مطمئنا فهو رغم قلقه عليها إلا أنه سيكون دوماً خلفها لحمايتها..« طيب يلا أتحركي عشان أوصلك في سكتي قبل ما أروح المدرسة » نهضت قائلة ..« ثواني أجيب شنطتي » نظر إليها سمير بحنان فهذه الطفلة البريئة تعاني حقاً يتذكر عندما خرجت للعمل لأول مرة كانت كالسمكة التي أخرجوها من الماء ..سمير هو ش*يقها الأكبر الصغير فهى دوما تمازحه و تقول له صغيري الكبير فهو طويل عريض المنكبين و له شعر أ**د ناعم و عينين بنيه من يره يعطيه‍ أكثر من عمره و لذلك عندما كان يوصلها للعمل كانت العاملات هناك يظنون أنه خطيبها و لكن حين أخبرتهم أنه ش*يقها الصغير اصبحن كلما رأوه يضايقنه و يتغزلون بوسامته مما يجعله يغضب كثيرا و حين ترى احمرار وجه تضحك ممازحة ش*يقها الخجول الغاضب من صديقاتها في المتجر أحضرت حقيبتها تمازحه ..« يلا يا أستاذ سمير شكلك كده بتحب توصلني عشان البنات في المحل تع**ك مش كده » نظر إليها سمير بضيق ..« لأ طبعاً دول حتى صحابك دول رخمين أوي و أنا مبحبش أشوفهم لولا إنتي كان مستحيل أروح هناك» ضحكت ناديه تقبل كلاهما بحب ..« طيب يلا يا حبايبي عشان متتأخروش أكتر من كده » خرج كلاهما تاركين ناديه لأفكارها حول صغيرتها فهى حقا تخشى عليها فأبنتها جميلة جدا و بريئة أيضاً و لا تعرف كيف تتعامل مع البشر في الخارج فهى دوماً كانت محمية منها و من والدها .. هى تخبرها كل شيء يحدث معها و لكن لا مانع من القلق فأبنتها ذات العيون الخضراء تشبه الملائكة عندما خرجت للعمل قالت لها إلا تترك شعرها منسدل حتى لا تلفت الأنظار إليها أكثر و لذلك تعقده في عقدة خلف رأسها و عندما أخبرها مديرها لتغير مظهرها كانت ترتدي شعرا قصير مستعار حتى لا تترك شعرها الطويل الذي يصل أسفل خصرها فيطمع بها الطامعون أكثر بمظهرها هذا تحاول بقدر الإمكان إلا تلفت النظر إليها تن*دت ناديه داعيه الله أن يحميها من نفوس البشر الضعيفة ..دخلت المطبخ لتعد الشاي لزوجها و تبدأ مهامها اليومية ... *************
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD