صعد رضا ليخبر محمد بالقرار والشروط الذي اتخذها جدُّها، بالرغم من أنه لم يوفقه الرأي؛
-عمك حامد بيقولك لما جهازها يكمل هنكتب القايمه و تمضي عليها يا محمد تاخد الوصل بتاعك
تلعثم محمد ولم يعرف ماذا يجاوبه، تن*د
-دا حقكوا طبعا، بس لازم اشور امى برده يا حج رضا
ثم نهض من مقعده مغادرا ليعود الي منزله كي يتناقش مع والدته، بعدما سرد لها ما صار معه، شردت سيده لثواني ثم عطته إجابه محايده
-طالما انت مستعجل على كتب الكتاب و زيادة المرتب و ضامن حماك انه مش هيغدر بيك خلاص اتوكل على الله و أمضى على الوصل و اكتب الكتاب و ربنا يسترها
عندما حل المساء ذهب محمد لمنزل إيمان بعدما أخذ موافقة والدته، أتى بعد صلاة العشاء وتحدث مع حماه بأنه سينفذ طلباته،
أومأ له رضا
-تعال ننزل عند جدك حامد تحت علشان تمضي على وصل الامانه
امال محمد رأسه ناحية إيمان هامسا بصوت منخفض
-استنينى اوعي تنامي هانزل واطلع نكمل سهرتنا
أجابته إيمان بخجل وحب
- مش هنام هستناك على نار
هبط محمد وقام بإمضاء الإيصال، التقطه جدها وحفظه بالخزنه، نهض محمد متطمئن القلب ليصعد كي يجالس إيمان وتبدأ سهرتهم، تذكر بانهم من المفروض ان يلتقطوا صور شخصيه سيحتاجوها في كتب الكتاب
-إعملي حسابك بكرا ان شاء الله نروح الاستوديو تتصوري
أجابته إيمان مازحه
-هو ما ينفعش نروح دلوقتى!؟
أومأ محمد بإستخفاف دم
- لا يا ظريفه أبوكي يقتلنا.
ثم بدأوا يتناقشوا في أموره عدَّه، كانت من أحلى سهراتهم سويا حتى أتى وقت مغادرة محمد كي يعود منزله
-يلا ياقلبي انا نازل بقى، تعبت ومحتاج أنام و أرتاح
نهضت إيمان كي تودعه
-ماشي يا حبيبي يلا تصبح على خير
في اليوم التالي استقيظ محمد باكرا، ثم ارتدي أرقى ماعنده ووضع اكثر برفيوم تعشقه إيمان، ولجت اليه سيده تستنشق رائحته ثم حدقته ضاحكه
-على فين العزم يازينة الشباب، وايه الريحه الجامده دي، طب هات شويه لأمك الغلبانه
قهقه محمد ثم اقترب منها وضمها لحضنه ليقبل جبينها
-عيوني ليكي ياست الحبايب، انتي بس أأمري، انا رايح عشان إيمان ونروح نتصور عشان كتب الكتاب
ثم غادر المنزل بعدما أخذ رأي شقيقاته في أناقته، ظل يدور في المكان ضاحكا
-ال هتقول فيكوا اي تعليق سلبي هعُضها
قهقهوا جميعا وأجابوه في آن واحد
-احلى برنس ده ولا إيه! جامد يا كابو، أوووه
هرول إلى منزل إيمان منشرح الص*ر متطمأن القلب، فتحت له إيمان الباب قبل أن يطرق على الباب، إستنتجت انه موجود خلف الباب من رائحة عطره النفاسه
إندهش محمد من سرعة بديهتها، رمقها بعيونٍ ساحره، ثم قرصها من وجنتها مبتسماً
-يلا ياشقيه انجزي عشان نلحق نروح ونرجع بدري عشان باباكي مايفلكناش
ذهبوا برفقة بعضهما بمفردهم، بعدما انهو التقاط الصور وحين عودتهم الي المنزل، أومأ إليها
-على فكره بقى، هاخد انا الكارت وهحطه في برواز حلو كدا عندي في البيت
انف*جت شفتاها عن ثناياها وشعرت بإنها محور الكون، أحست مع محمد مشاعر وأحاسيس كانت تسمع عنها في الأفلام والمسلسلات فقط، هزت رأسها له بحياء
-تمام يامحمد، خده مفيش مشكله
في هذه الأثناء أرسل حامد لإبنه رضا أميره كي تناديه لانه يريد التحدث معه في أمر جدي، عندما هبط رضا وجه له حامد بالأمر
-اعمل حسابك تروح للمأزون بعد صلاة العشاء تقوله يجى بكره
أطاع رضا أوامر والده ثم صعد ليخبر محمد بالأمر، تشبث محمد بما قيل وأجابه مسرعا
-تمام جدا، وانا هروح اجيب خالى احمد يكون وكيلى واجيب شاهد كمان
في اليوم التالي اتي المأذون، ثم يليه العريس و معه خالو احمد و معهم صندوق من المشروبات الغازيه، جلسوا لبرهة و بعدها اخرج المأذون الورق و بدأ يكتب فيه بعدها ارد لنا ديننا جميعا
أشار لهم المأذون
- تعال يا عريس على يميني و إنت يا عم الحاج حامد تعال على شمالي
ثم جلب منديل ابيض و وضعه على ايديهم و ردد بعض الجمل الشرعيه، بعدما انتهوا بدأت الزغاريط و الأفراح، قم كل منهم ليصافح الآخر
رضا
-ألف مبروك يا عريس مالكش بركه ألا هي، اتكتبت على اسمك من الليله واتدبست يامعلم، وانتي ياست البنات تحطيه في عينك هو ابوكي واخوكي وصاحبك قبل ما يكون جوزك
أجابوه محمد وإيمان برد التهنئه
- الله يبارك فيك يا بابا! -الله يبارك فيك يا عم رضا
فعلت هنيه مثلما فعل رضا وقامت بتهنئة العروسين
-ألف مبروك ليكوا يا عرسان، ربنا يتم عليكو بخير
أجابوها أيضا محمد و ايمان سويا
-الله يبارك فيكي يا ماما، والف مبروك ليا انا بقيت زوجة الكابتن محمد.
ذهب الجميع لحال سبيله وبدأت سهرة الزوجين ليحتفلوا بليلتهم الأولى كأزواج، أومأ لها محمد
-إعملي حسابك نخرج بكره عشان اشتريلك هديه
فوافقت إيمان على الفور بدون تفكير و بدون ان تأخذ رأي احد من عائلتها
- تمام موافقه جدا. وموافقه خالص
هم محمد بالمغادره
-طيب يلا هروح انا بقا علشان ارتاح
إيمان
- ماشي حبيبي و انا كمان هدخل انام
في الغد اتى لها محمد لكى يصطحبها كما اخبرها امس، تهيأت إيمان وولجت لوالدتها في غرفة نومها كي تبلغها بما ستفعله من باب العلم بالشئ
-انا خارجه مع محمد يا ماما هيشتريلى هديه
كانت هنيه مستلقيه على فراشها تستريح بعد عناء طوال النهار، أجابتها بصوت منخفض تعبا
-ماشي ياضنايا روحي معاه بس خلي بالك من نفسك وماتتأخريش عشان ابوكي ما يزعأش
خرجوا ايديهم مشبكة ببعضها فأخذها على محل لملابس النوم فخجلت كثيرا
-انا ما بعرفش اشترى الحاجات دى
غمز لها محمد مبتسما
-هشتريلك على زوقى ما تخافيش
ولجوا بالفعل وانتقي لها بيجامه وقميص من الساتان ولكنهما كانوا غاية فى الجمال
-إيه رأيك في القميص و ال بيجامه دي؟
حنت إيمان رأسها خجلا
-حلوين جدا و زوقك تحفه شبه أختك خلود
دفع حسابهم وأثناء عودتهم الي المنزل تفاجأت به يصطحبها الي منزله، رفضت إيمان في البدايه، لكنه نادي على شقيقته كي تسحبها الي الداخل ويطمئن قلبها بأن المنزل ليس فارغاً
جلست مع شقيقاته ووالدته، عندما رأو الهديه ضحكوا بصمت، أحست إيمان بالإحراج وال**وف، أشاحت بنظرها بعيدا عنهم، وجهت سيده الحديث لمحمد ضاحكه
- إيه يا واد يا محمد الحاجات الجامده دي؟
أجابها محمد بتعالي وثقه مبتسما
-ما هو أنا نا لازم ادلع نفسي يا ماما، ولا انتي رأيك إيه؟
شعرت إيمان بالقلق فهمست لمحمد
-انا لازم أرجع البيت علشان امى ما تبهدلنيش
محمد
- ماشي يلا اوصلك واقعد معاكى شويه
من اليوم التالي بدأ والدها يفكر ان يجهز لها جهازها، شرد في لمن سيذهب ومع من يتحدث في هذا الأمر لانه لم يزوج أحد من قبل ولايعرف ماالذي يشترونه العرائس، ذهب بتفكيره على سيدة فاضله زوجت ابنتها، هم من مكانه وذهب لمنزلها على الفور، جلس معها وشرح لها الأمر
-أنتي جهزتي لإبنتك إيه عشان انا محتار اجهز بنتي بإيه؟
تفهمت أم أميره الموقف ثم أتت بورقة كبيره لتعطيها له
- انا عندي كشف بالمشتريات إل إشتريتها كلها، روح انت بس لمحل الرملاوي وجيب اللى فى الكشف
أجابها رضا بحيره وصدمه من اتساع الورقه، وكثرة الأغراض المدونة بداخلها
-إن شاء الله ربنا يسهل الأمور، أن شاء الله
عاد الي المنزل ووضع الورقه أمام إيمان كي تقرأها، إندهشت وهي تحدق بالورقه
-انت هتشتريلى كل اللى فى الكشف دا يا بابا؟
عقد رضا حاجبيه لانه يحمل هم المصاريف
- سبيها لله لما نروح ونشوف الاسعار
فرحت ايمان بالبدايه ولكن لم تكتمل فرحتها، بينما العريس أيضا بدأ يجهز الأثاث و اشتري خشب ابيض و أتى بالنجار لكي يبدأ بتفصيله و لكن لم يجد مكان متسع ليقوم بعمله، نبَّهت سيده ابنها محمد للحل المضمون
-ياواد يا محمد روح لحماك يفضي لك شقه، واطلب منه أن النجار يروح عندهم بالخشب علشان يشتغل
اقتنع محمد بفكرتها
-تمام انا هروحله دلوقتى و أشوف هيقول إيه
لأن منزل محمد يقرب منزل إيمان، كان من السهل انه يذهب إلى منزله كلما يحلو له، ذهب اليه على الفور
- ياعم رضا مش عندي مكان افضل في جهازي و أدهنه ممكن تشوف لينا مكان عندك بالبيت؟
وافق رضا على الفور وعن اقتناع
-طبعا موافق و مفيش مشكله دا جهاز بنتي عادي هات الخشب و النجار يجي يشتغل فيه عندنا في الشقه ال في الدور الأول
في اليوم التالي اتوا بالخشب و بدأوا شغل على الفور، بعدها والدها اصطحب هنيه وعمتها لكي يشتروا لها أغراضها، كانت هذه صدمتها بعد غياب ٤ ساعات يعودوا و لم يشتروا الا أشياء لا تذكر في صندوق العربيه و هم جالسين بجوارهم، هلعت
-فين جهازى اللى انتو اشتريتوه يا ماما
عقدت هنيه حاجبيها ولوت شفتاها
-انا ماليش دعوه عمتك ال اختارت و ابوكي معاها انا كنت بتف*ج عليهم
كانت إيمان ذا عصبيه
-ازاي يعني وليه ما جبتوش الحاجات اللى في الكشف
هنيه
-ابوكي قال كلها حاجات ما لهاش لازمه
إيمان ببكاء شديد
- و الله انتو حرام عليكوا هتضيعوني و تحرجوني قدام الناس
عندما زهبوا لكي يشتروا الأجهزه الكهربائيه اشتروا بوتاجاز الجوهره ٤ شعله متوسط الحجم و فرن غاز كبير مع ٢ أنبوبة غاز و عندما أتوا ب الثلاجة كانت ماركتها ايديال ب ٢ باب
جلس حامد مع رضا وارشده ونصحه بما سيفعلوه، كي لا يقوم بتبذير المال، هذه وجة نظر البخلاء
- إعمل حسابك يا رضا هنشتري حاجات بسيطه، لم ايدك في المصاريف، انت عندك خمس اولاد بعدها
لكن حماتها أتت لكي تري ما قاموا بجلبه، وقفت بين الرجال لنفرض عليهم رأيها
-الثلاجه دي مش عجباني انتوا ترجعوها وتجيبوا تلاجه كريازي كبيره
غضب رضا وحامد منها، بادر حامد بالحديث بحده
-هي بتتأمر علينا ليه؟
طرق رضا يداه ببعضهما غاضبا
-مش عارف يا ابا و الله ربنا يستر عابال ما نخلص الجهاز
لكن فعلوا لها ما طلبته و اعادوا الثلاجة و اشتروا كريازي و اتوا بالنجار ال بيعمل المطابخ كي ياخذ مقاس المطبخ فذهبوا لبيت العريس، نادي عليها رضا بصوت مرتفع
-ياحاجه سيده عايزين نطلع الشقه ناخد مقاس المطبخ
صعدت معهم و فتحت لهم الشقه و دخلت قبلهم الي الداخل
-خذ مقاس المطبخ كامل عايزه مطبخ حرف L
أحس رضا بالاحراج والغضب أمام العمال من طريقة سيده الاستبداديه
-بس احنا ما اتفقناش على كده، أنا هاعمله قطعتين بس، مش عايز أعمله مطبخ دوران
بعد بمشاجره كبيره بينهم فعل رضا ما أرادته سيده
-خلاص يا مسعود جهز اللى عاوزاه حماة بنتي و أمرنا إلى الله
عاد رضا الي المنزل وولج لمنزل والده وسرد له ما حصل
- الست دي ظهرت على حقيقتها وبتتشرط على رجاله ما كناش نعرف انها كدا
اجابه حامد زافرا
- تهبب ال تهبله بس سيب الجوازه تخلص من غير مشاكل خلينا نخلص
في هذه الأثناء النجار الذي كان يجهز الأثاث فصل غرفة النوم جميلة جدا و غرفة الصالون و أيضا غرفة السفره.، شاهدت إيمان مكتب كبير فتوقعت أنه لها
- هو المكتب الكبير دا ليا أنا؟
أجابها النجار
- لا للأسف المكتب دا بيتفصل لأخواته
لوت إيمان شفتاها وبعدما شاهدت باقي الجهاز، صعدت للأعلى، وجلست تشاهد التلفاز، أشار لها والدها
-قومي نامي يا إيمان عشان هنسافر بكرا نشتريلك لبسك
تن*دت هنيه ثم تثاءبت
-انا كمان ها أقوم أنام عشان هاجى معاكم
عقدت إيمان شفتاها وجحطت عيناها
-على أساس انكوا خلاص كملتوا جهازي و ماعادش ناقص غير اللبس !ما علينا، ماشي ها أقوم انام و ربنا يسترها بكره
باليوم التالى اتت عمتها معهم وذهبوا لجلب ملابس العروس و صدمت فعلا باختيارهم للملابس لأنها كانت بشعه و قليله بالنسبه للعروسه اطلاقا، ذهبت إيمان بنظرها لقسم العباءات، أعجبتها واحده منهم
-عجباني العبايه دي ياماما ممكن اشتريها.؟
كانت هذه العباءه هي الشئ الوحيد الذي اختارته ايمان فى زيجتها ولكن رغم ذلك رفضه ابيها
-عباية ايه ال انتي عايزاها، لا مش هنشتريها مش حلوه
شهقت راويه
-سيبها تشتريها من نفسها، وبعدين بنتك ما اختارتش حاجه في جهازها ما جاتش على عبايه
كان رضا ذا عصبيه
-خلاص ياهانم، هشتريهالك رغم انى مش راضي عنها
عادوا الي المنزل و وضعت ملابسها البسيط جدا في حقيبه كبيره مع مفارش السرير و الفوط و اللبس تبعها، كل هذا في حقيبة واحده للأسف مع ان العرائس في الأرياف كانوا يجلبون اكثر من ذلك بكثير و لكن اهلها ظلموها كثيرا.
في يوم من الأيام بعدما أنهو ثلاث اربع الجهاز، ذهب محمد ليجلس بصحبة إيمان بعض الوق، يرتقب أيضا عودة رضا من المسجد، وينهي غذائه ثم التفت له وتحدث معه أثناء ارتشافه للشاي
- كنت حابب اتكلم معاك في موضوع مهم يا عم رضا طالما انتوا جهزتوا و انا جهزت، نكتب قائمة العزال و نحدد ميعاد الفرح مفيش داعى نأجل
هلعت إيمان عندما رأت رد فعل رضا دون أن يفكر او على الأقل يستشير والده
-على بركه الله، مفيش مشكله موافقين، خير البر عاجله
انف*جت شفتاه عن ثناياها ضاحكا
- تمام خلاص هبقي أجيلك بالليل ونروح سوا
عندما حل المساء ذهبوا رجال العائله الي منزل شخص من اقاريهم العناني لكي يكتب القائمه، بعدما كتب فيها كل شئ مع جرامات الذهب الذي اشتراه لها العريس
أوما العناني مبتسما
- تعالى امضي على قايمتك يا عريس
نهض محمد وجلس بجواره وقام بامضاء الأوراق، ومعه إثنان من الشهود، ثم التفت الي حماه ليطالبه بما هو له
-ممكن يا عم رضا تدينى وصل الأمانه بقي
هنا كانت صدمة محمد و كذبة رضا الأولى عندما وهمه بالآتي
-انا قطعت الوصل من زمان يا إبني، هو إنت صدقت ان انا اخد وصل أمانه على جوز بنتي إللى فى مقام ابنى؟!
من وجهة نظر رضا انه طالما ام العريس إفتعلت لهم المشاكل و اتشرطت عليهم، فليس لها امان، هذا الايصال سيكون حمايه لابنته من غدر الحمايا، صدقه محمد بطيبة قلب! تحدث مع نفسه
- أبو مراتى اكيد مش هيضرنى وبنته معايا
إستغرقت جلستهم لساعات ثم نهضوا جميعا كي يعودوا الي المنزل، سهروا سويا مثل أي ليلة ماضيه ومضت الليله على خير، ثم هم بالنهوض كي ينام ليرتاح جسده كي يستيقظ بنشاط ليقوي على السفر إلى مقر شغله، مرت خمس ايام هدنه من المشاجرات بين الحمايا و تعصيب والدها وجدها، حين أتى محمد من السفر وإرتاح لبعض الوقت، ثم ذهب ليجلس بصحبة إيمان، أيضا ليتحدث مع والدها في أمر هام؛
عندما وصل لمنزل إيمان فلم يجد والدها، إرتقبه لحين يعود من المنزل، بعد مرور الوقت من الرومانسيه والحب المتبادل بينهما، انتفضوا حين دق جرس الباب، اعتدلوا في جلستهم مبتسمين وإذ هو والدها، القى التحيه عليهم وتناول عشاءه ثم جلس يستأنس بهم، إلتفت له محمد وتحدث اليه بصوت هادئ
-بقول ايه ياعم رضا إيه رأيك نحدد ميعاد الفرح و نجهز كروت الدعوه، مش شايف داعي للتأجيل
زفر رضا من قرارات محمد المفاجأه، طلب منه أن يرتقب لبداية الشهر المقبل، لكن محمد كان له رأي آخر
- لا كدا بعيد جدا، كده كده العروسه هي اللى هتحدد الميعاد
إندهشت إيمان، ورمقته بإستغراب
-هو ايه ال هحدده، ده إزاي ده، ليه انا اللى هحدد الميعاد؟
همس لها محمد بصوت منخفض
-لأنى حابب أعرف امته بتجيلك الدوره الشهريه علشان احدد الميعاد بعدها علطول
إحتقن وجه إيمان إحمرارا خجلا، صعقت أيضا من جرأته بسؤالها مثل هذا السؤال، أومأت لها هنيه بأن هذه الأمور طبيعيه، لتتشجع إيمان بعض الشئ لتخبره بما يريده، تمتمت بخجل
-هي..إممم....بتجيلى يوم خمسه في الشهر
اكمل محمد أسئلته بنفس الجرأه
-بتفضل عندك كام يوم؟
زهلت شعرت إيمان بذهول واجابته بخجل وإحراج شديد
- يوووه، هو في ايه الليلادي، بتفضل ٣ ايام بس ومش هجاوبك على أسئلتك السخيفه دي تاني
غمز لها محمد مبتسم ثم التفت الي والدها بعدما إزدرد ل**به
- تمام كدا ياعم رضا، نعمل ليلة الحنه يوم ٨ و الدخله هتكون يوم ٩ و بكدا نكون حددنا الميعاد النهائى
بدأو بتجهيز كروت العرس وقامو بتوزيعهم على الأقارب و المعارف والجيران، ثم بدأ محمد بتظبيط منزله وترتيبه الترتيب النهائي قبل الإحتفال، هم بتركيب الستائر وترتيب الجهاز في مكانه المحدد، بينما إيمان جلست مع عائلتها ليحددوا يوما كي يحملوا أغراضها ويضعونها في منزلها الجديد لان النجار أنهى المطبخ الخشب وانه سيأتي على منزل محمد
في يوم من الأيام بعد صلاة العصر، عذموا ان بتجمعوا الأهل والاحبه وبينهم الجيران، سيذهبوا لمنزل محمد باغراضها كاملةً، وهم حاملينه على رؤوسهم.
أشارت هنيه بصوت مرتفع
- يلا يابت عفاف نادي على أبلتك عزه و سلوى و رني على مرات خالك ومرات عمك خليهم يتجمعوا علشان نروح بالمطبخ
قفزت عفاف من السعاده
-حاضر يا ماما
عندما أخبرت أبله عزه بالأمر، تن*دت
-ولو اني حلفت انى مش هكلم حد من اهل العريس بس هاجى معاكم عشان خاطر إيمان
لأن منزلها مقابل لمنزل هنيه فكان صوتها مسموع للجميع، إبتسمت إيمان
-حبيبتي يا أبله عزه، عقبال مانتعب لأولادك يارب
أكملت عفاف دعوة المساكن ب العماره، عندما أبلغت ابله سلوى، أطلقت زغاريدها المعتاده
-لولولولي، هخلص ال ورايا وانزلكوا أوام الف مبروك، عقبالك يامضروبه
قهقهت عفاف
-الله يبارك فيكي ياروحي عقبال إبنك و بنتك يارب
اتو زوجة عمها كريمه و زوجة خالها سندس و بداو بالترتيب وهموا بالذهاب الي منزل العريس، لان المنازل كانت متقاربه، عندما ولجوا الي منزل إيمان أطلقوا زغاريدهم واحده تلو الأخرى، ثم وزعوا المهام على بعضهم
أبله عزه
- أنا إل هفرش الدولاب و أنظم الهدوم و المفارش
أبله سلوى
-و أنا هفرش النيش و أنظم الأطقم
كان بصحبتهم جدها حامد، لمح بنظره حقيبة السكاكين، انتفض من مقعده ومد يده مسرعا داخل الحقيبه
- الساطور ده يلزمني علشان واحنا بندبح خروف الأضحى، بدال ما نروح نشحت من الجزارين
شهقت هنيه
-يادي الفضيحه يا أبا حامد! حماة البنت هتكتشف غياب الساطور و هتعمل مشكله
حدقها حامد بسخط وتحدث إليها ساخرا
-طيب خليها تفتح بقها كدا وتتكلم عن حاجه تانى و انا هدبحها بالساطور ده
أشارت كريمه لسندس ضاحكه
-يلا نشوف لو في حاجه تتعمل في المطبخ نعملها سوا يا أم أحمد
قاموا بترتيب المنزل بأكمله، عزموا على الرحيل وهم في طريقهم للخروج رأو سيده في وجوههم، إذ هيا لم تكن في البيت وقت ذهابهم إليهم فكانت عند امها مشلولة القدمين كانت تغسل لها ملابسها و تطهو لها طعام و تنظف لها غرفتها
فلاش باك
أبلغت سيده والدتها وهي تهم بالرحيل
-انا خلصت يا أمي، هروح انا بقى لان مطبخ محمد جاي النهارده
كانت أم سيده لاتقوي على الحديث، قامت بالاشاره وهي مبتسمه، وكانت سيده تفهم ماتحاول قوله لها
- الف مبروك و ربنا يتم عليه بخير ياقلب امك
فلاش باك
عندما ولجت سيده تفاجأت بأن المطبخ وصل و اتنظم في غيابها، فضَّلت أن تصمت وولجت الي أولادها حزينه، لكن الوقت كان فات على الحديث ورضيت بالأمر الواقع
في اليوم التالي أثناء ما كانت تتناول فطورها تذكرت الكحك، نهضت من مكانها وذهبت في طريقها متجهه ناحية منزل إيمان كي تستشير والداها بالأمر
-هجيب شيكارة دقيق كامله للكحك لان أقاريبنا كتير
وافق رضا على عرضها
-مفيش مشكله و احنا كمان ها نعمل شيكارة عابال ما تكفي القرايب والأحباب
في اليوم التالي جاءت السيده بالافران بتاعتها لإعداد الكحك، ذهبت هنيه لتقوم بدعوة سيدات العائله كلهم لكي يساعدوهم في نقش الكحك و كان يوم جميل جدا، كل البيت معبأ ب رائحة الكحك و السمن البلدي و أغاني السيدات البلدي البسيطه و الزغاريط
كان يوم حافل بالبهجه و الأفراح و عند العريس كانوا يجهزوا طلبات للشيف لانه سيأتي في اليوم التالي ليطهو أشهى المأكولات والحلويات أيضا ليتناولها المعازيم.
في صباح يوم الحنه إستيقظت إيمان من نومها، وقفت في شرفة المنزله تستنشق بعض الهواء العليل صعقت عندما رأت حماتها واقفه أمام المنزل وبيدها حقيبة كبيره، ألقت بها على الأرض ثم غادرت على الفور دون أن تص*ر صوتاً
فزعت إيمان وهرولت الي الداخل، إذدردت ل**بها وتحدثت مع والدها بصوت متحشرج
-إلحقوووني، إلحقوني، في مصيبه
جخظت عينا والدها بذعر وفزع
-في ايه يا بنتي خضتينا إيه إلل حصل؟
أشارت لهم إيمان نحو النافذه، هرولت والدتها كي ترى ما الشئ المفزع في الأسفل، طرقت بيدها على وجنتيها حسرة وقهر
-يا لهوي دي شنطة هدومك
انتفض رضا من مقعده وهرول ناحية النافذه أيضا وهو يلهث انفاسه
-ازاى يعنى شنطة هدومها!
لم يفهموا شيئا، لكن هبط رضا ال الأسفل وقام بحملها وصعد بها إلى الأعلى، قام بالقائها وسط الصالون، بعد مرور نصف ساعه أتت حماتها إليهم، وجهت الحديث لوالدة إيمان
-فين اللبس ال انتوا جايبينوا لبنتكم و الفوط القطيفه و فين بيجامة العريس و فين اللبس الشتوي بتاع بنتكوا؟!
تعال صوت هنيه وصاحت بوجهها
-في ايه يا حاجه بنتنا ال ها تلبس مش انتي
غضبت سيده من هنيه أيضا، وتحدثت إليها زافره
-ما انا بفكر في بنتك ال انتي ما بتفكريش فيها. إنتوا ما صدقتوا خلصتوا منها و لأ إيه
ثم همت سيده بالمغادره بعد مشاجرة كبيره وتبادل أطراف الحديث الغير لائق، كان رد فعل إيمان هيستيري و صعقت من الموقف، أحت بان حماتها عندها مليون حق، و ان عائلتها قوم ببيعها بالرخيص جدا، لكن إلقائها الحقيبه وداخلها الملابس وسط الشارع أحزنها جدا، التقطت أنفاسها وتن*دت
-انا مش ها أتجوز الراجل ده، انا عايزه اتطلق، مش عايزاه انا و مش هأعرف اعيش مع الست دي في بيت واحد، العلاقه دي لازم تنتهي، والأستاذ محمد ساب امه تبيع و تشتري فيا و مالهوش رأي نهائي وما قدرش عليها، دا واحد مالوش شخصيه، مش هتجوزووووو
فضَّل رضا ان يتحدث مع ابنته بتفكير عقلاني، افضل بكثير من العصبيه
-مش ها ينفع تطلقي دي دخلتك و فرحك بكرا الناس ها تقول علينا ايه ؟
إشتاطت إيمان غيظا
-انا مالي بالناس، بنتك المفروض سعادتها اهم من كلام الناس لكن انت ولا اهتميت بكلامى ولا اتأثرت بدموعي حتى
أجابها رضا بكل برود
-الجوازه هتتم يعنى هتتم ومش هلغى حاجه خليني أخلص بقى
عرفت جارتها عزه بالموضوع فجاءت تسترضيها وتطلب منها الخروج بصحبتها
- بقولك ايه، ياما بيحصل وخصوصا قبل الجواز، لازم تحصل شويه مشاكل كده، بس عادي كله بيعدي، قومي إلبسي وتعالى معايا اى محل لبس اجيبلك منه شويه لبس
زفرت إيمان بحده
-لو سمحتي٦يا ابله عزه، سبيني الوقتي، انا لا هاخرج ولا هاجى معاكى فى حته
ألحت عليها عزه كثيرا وبشده
-بس أنا مصممه على رأيي، قومي يلا ماتبقيش رخمه
استسلمت إيمان لإصرارها وخرجت معها قم توجهوا الي المحل،
لكن لم يجدوا لبس مناسب لها اطلاقا غير بيجامه لونها لبنى في ابيض لكن مقاسات خاصه، همست لها عزه بصوت منخفض
-إبقى البسيها و انتي حامل
اشترتها وهي ليست راضيه عنها و وضعتها بجوار باقي اللبس
ولج رضا الي غرفة نومه ثم عاد وبيده ملابس، مد يده ليعطيها لإيمان
- خذي الببجامه دي من بيجاماتي لونها كحلي اه بس حلوه، انا مالبستهاش خالص، حطيها مع لبسك تبقى هديه لجوزك.
بعد العصر اتي العريس لكي ياخذها
محمد
- يلا علشان نروح الكوافير
حدقته إيمان بدهشه لتصرفه الجاف بلامبلاه، وكان لم يحدث شيئا
-انا مش جايه معاك فى حته ومش عاوزه اشوفك اصلا
محمد وهو يبتسم
- انا عارف انك متضايقه منى بس مش وقته خالص
ولجت إليها هنيه لتهدئ روعها، ربتت على كتفها بحنو
-لازم تروحي يا بنتى معلش، امال ها تقعدي مع معازيمك ازاي؟
تجهزت إيمان وارتدت اي شي، ثم أسرعت في مشيتها كي لا تتسير بجابنه ولم ترتقبه
- تعالي جنبي
إدعت إيمان بإنها لا تسمعه، أعاد محمد حديثه بصوت مرتفع بعض الشئ
-تعالي هنا انا جبت عربيه عمو عزت العجوز بياع الفاكهه علشان اوصلك بيها
كانت إيمان ذا عصبيه
-هو في عروسه تروح للكوافير بعربية فاكهه؟!
أجابها محمد وهو يجلس بالسياره
-دي هيا الموجوده، لاتكون مش عجباكي ولا حاجه
استقلت معه إيمان رغما عنها، أثناء سيرهم بالطريق لم تتحدث معه في شئ على الإطلاق، قام محمد بسرعة السياره لكي يتملكها الخوف وتتحدث معه، لكنها تشبثت بالمقعد و لم تتحدث و لم تظهر له ذعرها، تفاجأوا بشاحنه كبيره ممتلئه بأنابيب الغاز، إقترب منها محمد وقام بالسير بجوارها، ثم قام بترقيص السياره، إرتعبت إيمان كثيرا، صاحت في وجهه
-انت ازاى تسمح لنفسك تسوق العربيه بالسرعه دى؟
أطلق محمد ضحكته بصوت مرتفع
-علشان تتكلمى معايا وما تسكتيش تانى
هبطت إيمان وجلست في الدواسه فقهقه كثيرا، لكنها التزمت الصمت ولم تتحدث معه، حينما وصلوا أمام الكوافير، صدموا عندما رفضت الميكب ارتست التعامل معها
- إنا مشغوله ومش هالحق اعملك حاجه
أجابها محمد بطلاقه
-طيب غدا أكيد لازم تكوني فاضيه عشان تزوقيها
تن*دت الميكب آرتست
- ها أجهزهالك لليلة الدخله ان شاء الله
عادوا الي المنزل و لم تكن تعرف إيمان كيف ستمر الليله، ولجوا الشارع شاهدت عمال الكهرباء بيعلقوا أسلاك النور و أصحاب العريس واقفين على السطح و نظروا إليهم ضاحكين، أومأ الي محمد ابن خاله
-إيه ياعريس، إنتو رجعتوا بسرعه كدا ليه
محمد ويضحك كثيرا
- الكوافيره مشغوله النهارده
تركته واقف في الشارع لوحده معهم وذهبت هي في طريقها للمنزل، تفاجأوا هنيه و البقيه بها، رفعت يدها في وجوههم
-قبل ما حد يسأل، كل اللى حصل ان الكوافيره مش فاضيه النهارده
إبتسمت عزه وربتت على كتفها
-ما تقلقيش يا برنسيسه، امك هتروح حالا للكوافيره دعاء تجيبها هنا و هتطلعي زي القمر
همت هنيه بارتداء عباءتها المراد بلهفه
-هالبس واروح بسرعه عند الكوافيره علشان نلحق لان المغرب خلاص قرب أذن
بعد مرور نصف ساعه عادت هنيه ومعها الكوافيره، صعدوا لمنزل ابله سلوى، بدأت دعاء في تهيئ إيمان
- يلا علشان تلبسي فستانك الأبيض
أحست إيمان بالخجل، أجابتها مبتسمه
- معلش خلى ماما هي ال تلبسني
أطلقت دعاء ضحكتها
- طيب ياستي، خلي أمك تلبسك لحد ما أسخن المكواه على البوتجاز
ثم كوت لها شعرها و عملت لها تسريحه رقيقه و جميله جدا و وضعت ميكب هادي،
بعدما أنهت دعاء تزيين إيمان، رمقها الجميع بإعجاب، لم يصدقوا ما يرونه أمامهم، من شدة جمالها فتح الجميع فمه جاحظين الأعين، اقتربت منها والدتها ووضعت يدها على رأسها، اغرورقت عيناها بالدموع فرحا وسعاده.