كتابة الآله الكاتبه
لوت هنيه فمها وهى تعطيها المال، زفرت
-خذي يا ستي اما نشوف آخرة المصاريف دي إيه وياريت تكون بفايده، انتي لابسه العبايه دي ليه، مفيش عندك هدوم ثانيه؟
عقدت ايمان حاجبيها
-عادي يا أمي تغيير انا حسيت انها هتكون حلوه عليا
ابتسمت والدتها وهى تومئ برأسها وتربت على كتفها
-هي حلوه فعلا و شيك عليكي، يلا خلي بالك من نفسك و ماتتأخرش
اومأت إيمان
-ماشي يلا انا رايحه الدرس
عندما وصلت ايمان لهناك لم تجد احدا بعد، جلست في الخارج لحين يأتي احد، تفاجأت باحمد هو وحده قادم دق قلبها وألمها من الفرحه والتوتر، بينما لاحظت عليه الفرح جدا
عقد احمد حاجبيه
- قاعده في الشارع ليه كده، قومي أدخلي الفصل
ابتسمت ايمان لشعورها بغيرته
- طب ماتزوإش، هدخل اهو
جلسوا كل منهما بحاله شعرت ايمان بالحزن قليلا ولم تود النظر اليه طوال فترة الدرس، لاحظ احمد ذلك وبعد انتهاء الدرس عادت الي بيتها دون أن تنظر اليه و دخلت غرفتها لتذاكر وغطت فى النوم مكانها،
عندما حل المساء جلست مع والدتها وشقيقاتها لبعض الوقت أمام التلفاز
مرت ايام وراء ايام و تجد رسائل كتابيه تقرأها دون أن ترسل له الرد عليها، ثم تضعها بجوار الآخرين، وفي يوم تستند على سور في المدرسه الدور الثاني، لمحت بعينها الشاب الذى صدمها من اسبوع كان خالع واحده من حذائه ويقوم بإصلاحها وينظر تجاهها
ضحكت ايمان بتعجب والعقدة بين حاجبيها، ظلت عيونهم تحدق ببعضهم، تحدثت بينها وبين نفسها
-الواد ده ع**ط ولا إيه، بببصلى بطريقه غريبه كدا ليه
كأنه أحس بإنها تحدثه، تحدث أيضا بينه وبين نفسه
-ما اقصدش ابصلك انا بالصدفه بارفع راسي شفتك
ايمان وهى لا تزال تضحك
-اوعي تفكر انى باضحكلك ولا حاجه
ضحك الشاب هو الاخر
-لا ما بفكرش ما تقلقيش
تن*دت ايمان ودخلت الى فصلها ولم تهتم كثيرا، فى هذه الاثناء تحولت علاقتها مع احمد من حب الى اهمال وبرود من تجاهها
ناديه وهى تلوى فمها بتهكم وغيره تشتعل داخل عيناها
-على فكره يا ايمان انا ملاحظه اعجابك باحمد، ويكون فى علمك حطيتك فى دماغى
عقدت ايمان حاجبيها بتعجب شديد وهى تضع يديها على ص*رها
-ليه طيب كدا دا انتي صاحبت، ليه حاسه انك كرهتينى فجأه
ناديه كانت سمراء البشره جدا وطويله بينما ايمان خمرية البشره وقصيره القامه، لكنها كانت تحبها فهى جارتها وصديقتها في ذات الوقت لكن من الممكن انها كانت تغار منها لانه ما كان يعجب بها أحد
مرت الايام وبدأت ايمان ترى الشاب الذى صدمها بكثره كان لديها فضول لأن تعرف اسمه فقالت لصديقتها امانى
-بقولك ايه يأماني عايزاكي تسألي اي احد على الواد الى واقف بعيد دا فى الفصل بتاعه اسمه ايه
أجابتها أماني
-هسألك حد اسمه عزت دا من بلدنا و هيخدمنى
فلاش باك
هذا أيضا يوجد له قصه قصيره مع إيمان وبدأت من هنا عندما قرر جدها حامد ان يجعل عماره من التى قام ببنائها بمال ابيها للإيجار فجاء إليهم مجموعه من المستأجرين، منهم ٨عائلات راقيه بعض الشئ فكانت من بينهم اسره صغيره مكونه من أب و أم و بنتين منهم البنت الصغيره كانت اسمها بسنت طيبه وجميله إنما البنت الكبيره كانت حقودة اسمها بسنت
لكن كانت جميله جدا فأمها كانت تعطيها حريه مفرطه وكانت ترتدى من أغلى الماركات و لا ترتدى حجاب وشعرها كانت دائما ما تقوم بكوية بمكواة الشعر وكانت تضع بنس الشعر جميله جدا وترتدى ملابس قصيره وتأخذ مصروف كبير،
كانت إيمان تغار منها لان كل ما هو كان متواجد عند تلك الفتاه لم يكن متواجد عندها، مع الوقت حاولت ايمان تكوين صداقه مع تلك الفتاه ولكنها لم تقبل ولم تعجبها ايمان كثيرا، ولكن كونت تلك الفتاه صداقه مع جارتها ناديه
-انا بدأت ارتاح ليكى يا سهاد وهنبقا صحاب حلوين علفكره
ابتسمت سهاد بكبر
-و انا كمان اتشرفت ان احنا نبقا صحاب يا ناديه و حبيتك عن البت إيمان دى جدا
كانوا يتحدثوا عن إيمان ويقولوا عنها كلام سئ للغايه وكانت تحزن من معاملتهم لها وكانت تصعد على سطح احد البنايات الثلاث الخاصه بهم، فهم قد اغتنوا في الفتره الاخيره من الزراعه والم**ب من المحاصيل وراتب ابيها في السعوديه ولكن لم يظهر عليهم لأن جدها حامد بخيل جدا
فذهبت ايمان في البلكونه لتستنشق بعض الهواء راتهم واقفين يتحدثوا و لم يهتموا لوجودها وبدأوا بالضحك وهم ينظروا لها في خباثه فتركتهم ونزلت حزينه
عقدت هنيه حاجبيها بتساؤل وحيره
-مالك يا إيمان زعلانه ليه يا بنتى
تن*دت إيمان وابتسمت بألم لم تلاحظه والدتها
-لا ابدا يا ماما مفيش ولا اي حاجه
في يوم وقفت مع عزت لتستشيره بشئ
-عايزه أسألك على حد معاك في الفصل يا عزت
عقد عزت حاجبيه
-عايزه تسألي عن مين
-عن واد اسمر كده وطويل ودايما لابس قميص لبنى
وكانوا يقفون عادي ما كان في بينهم شئ فرأتهم سهاد وذهبت لتخبر والدتها وناديه في آن واحد
-عارفه يا ماما انا شوفت إيمان واقفه مع واد غريب علي الطريق و لما شافتنى خافت كأنها عامله عمله
لوت ناديه فمها وتحدثت بغيره وحقد
- أكيد يا سهاد دا جو جديد لإيمان أصلها ما بتزهأش من تغيير الشباب
ألفوا قصة وقاموا بتصديقها وبدأت ناديه تحكي لزميلاتها في المدرسه والدرس وعملوا لها سمعه سيئه فكرهتهم جدا
فكانت فوقهم مستأجره عروسه جديده اسمها شيماء كانت فائقة الجمال وكان عندها اشياء مغريه جدا
ذهبت اليها ايمان لتجلس معها قليلا
-السلام عليكم انا جايه اجلس مع حضرتك شويه
شيماء بابتسامه وهى تسمح لها بالدخول
-اتفضلي يا قلبي و بالمره تساعديني في ترتيب الشقه و تنظيف المطبخ
فلمحت ايمان عندها علبة ميكب كبيره وفي يوم من الايام العروسه تشاجرت مع زوجها وهى تصيح
- انا هسيبلك البيت وامشي ومش عاوزه اعيش معاك تانى بعد النهارده خلاص كده
الزوج بعصبيه
-مع الف سلامه انا زهقت من خناقات كل يوم والنكد والهم ده وتعبتينى معاكى
تركت المنزل وهو ذهب وراءها وتركوا الباب مفتوح فذهبت ايمان مسرعه على الشقه ودخلت الغرفه وأخذت علبة الميكب كلها وخرجت مسرعه، صعدت مهروله على سطح المنزل قبل أن يراها احد وقامت بالتفكير اين ستحتفظ بتلك العلبه فكان لديهم اكل الح*****ت على هيئة جبل فنبشت فيها وحفظت العلبه وكانت حزينه للغايه وهى تقوم بالسرقه ولكنه كان رغما عنها
مرت الايام وعادت شيماء الى شقتها فلاحظت إختفاء بعض الأشياء، كانت ذا عصبيه
-فين علبة المكياج والحاجه بتاعتى اختفت راحت فين
مد زوجها شفتيه ورفع كتفيه
-ما اعرفش هيكونوا راحوا فين يعنى؟ وبعدين ما يمكن خدتيهم وانتى رايحه بيت اهلك
نفت شيماء
- لا طبعا انا ما خدتش اى حاجه وانا ماشيه
أحست إيمان بأن الشك دخل قلب شيماء تجاهها، بعدها حاولت أن تصعد عندها لم تقبل ان تستقبلها اهانتها أمام شقيقها وزوجها
-انتي اللى خدتى المكياج والحاجه بتاعتى، انا بتهمك علفكره ان انتى اللى سرقتى الحاجه
تحدث اخيها محاولا ايقافها
- عيب يا شيماء دى طفله وبعدين انتى مش معاكى دليل انها هى اللى خدت
إيمان بكل حزن
-انا ما سرقتش حاجه ومش عارفه انتى بتتكلمى عن ايه ومتشكره ليكي يا أبله شيماء
هبطت إيمان إلى منزلها وعزمت على عدم الصعود عندها نهائي وكانت عندما تصعد فوق السطح كانت تلعب بعلبة المكياج وحفظها ثانية
مرت الايام جاءت لمنزلهم مستأجره كانت كبيره في العمر لكنها كانت كريمه، كان عندها احذيه وشنط كثيره، اسمها خيريه وعندما كانت تحتاج شيئا تنادي على إيمان
-انا عايزه منك يابنتي طلب تشتريه ليا من السوق وهد*كى هديه حلوه
إبتسمت ايمان بفرح
-حاضر يأبله خيريه من عيوني
كانت عندما تطلب منهم اية شئ ويقوموا بتلبيته تعطيهم من اشيائها، ولم تشفى ايمان من مرضها فى فترة المراهقه
فلاش باك
ذهبت اماني ووقفت مع عزت في الرواق بين الفصول وسألته عن هذا الشاب، زغر لها متسائلا
-انتى بتسألى ليه يا امانى
اماني
-عادي هو بس دايق واحده صاحبتي و عايزه تربيه
عزت
-هو يا ستي اسمه مجدي
تركته وذهبت مسرعة الى ايمان لتخبرها عن اسمه
فترقبها عزت لكى يرى من تلك الفتاه التى تريد معرفة الاسم فوجدها ايمان
بعدما عرفت إيمان بأن اسمه مجدي بدأت تشاهد تحركاته، مع من يتحدث ومن هم أصدقاءه وهل يتحدث مع فتايات أم لا، لاحظت انه منضبط جدا واصدقاءه منضبطين مثله و لا يتحدث مع فتايات إطلاقا فبدأ يشغل تفكيرها و قالت فى نفسها؛
-ليه لأ، يمكن الاقي معاه التواصل ال اتحرمت منه مع احمد
عندما رآها احمد واقفه لحالها في رواق المدرسه تشجع أن يتحدث معها قبل أن يراه أحد
- إنتي ليه بعدتي عني كدا؟ أنا لسه بحبك يا إيمان و عايزك في حياتي
تفاجأت إيمان من جرأة أحمد، حدقت به
-بس انا مفتقده حاجات كثير معاك، و انت كل ال بتعمله انك تكتب جوابات و خلاص
شعر أحمد بأنها تريد الإبتعاد عنه
- انتي بتكلمي حد تاني غيري صح ؟
أحست إيمان بالذهول و الإستغراب من رد فعل أحمد
-لا طبعا انا مش مشغوله بحد و لا بتكلم مع حد و لكن انت الرومانسيه بالنسبة ليك عباره عن كتابة جوابات بس و بتت**ف تتكلم معايا قدام الناس زي ما بتكون بتعمل حاجه غلط ولا حرام
شعر أحمد بالحزن واليأس
-يعني أفهم من كلامك أنك ما بتحبنيش و عايزه تسبيني؟
أجابتها إيمان وهي أيضا حزينه
-انا آسفه يا أحمد مش ها أقدر اكمل العلاقه بطريقتك دي
إختفي احمد فجأه ولم يعد يرسل اليها رسائل عندما لاحظ اهمالها به ولكن كان دائما ينظر إليها ويراقب تحركاتها
كانت إيمان دائما تشعر من كثرة المواقف في حياتها وقلة النصح والارشاد من اهلها وكل ما هو متواجد لديهم فقط هو الضرب و الاهانه ونظراتهم اليها على انها انسانه سيئه فكانت تشعر انها مريضة نفسيه وكانت تخطئ كثيرا لكي تشعر انها موجوده
في اليوم التالي أوقفها مجدي في رواق المدرسه قائل لها بصوت خافض
-أنا هاجيلك النهارده عند الأستاذ ال انتي بتروحي عنده درس عشان أكتب آله الكاتبه هشوفك هناك؟
أجابته إيمان بتوتر
- إشمعني يعني في المكان ال باخد فيه درس هتكتب مكن ؟ عندكوا في بلدكم مفيش فيها كتابة آله كاتبه!؟
أشار مجدي برأسه مبتسم وم**وف فى آن واحد
-لا يا ستي عندنا آله كاتبه بس عايز اشوفك واقعد اتكلم معاكي شويه
فجاوبته إيمان وهي مخضوضه من جرأته
- تتكلم معايا إزاي يعني و الناس تشوفنا عادي؟ باين عليك عايز تسوء سمعتي، هو دا الحب يا أستاذ!
فكاد وجه مجدي ينفجر من الغضب
-ومين قالك ان أنا ها أسمح لاي حد أنه يتكلم عليكي انتي هبله ولا إيه
كان هذا أول لقاء بين إيمان ومجدي في مكان الدرس كانت تصعد من ديسك الى ديسك ثاني فعباءتها اترفعت وظهر جزء من سيقانها وجلست على الديسك تبعها وكانت تنظر إلى خارج الفصل
وجدته ينظر لها بعين كلها غضب و لكن لم تفهم إيمان معنى نظراته إليها إلا بعد ما ذهبوا جميع الموجودين الي بيوتهم قائلا لها و وجهه ملئ بالغضب
- اول و اخر مره تيجي بالعبايه دي من غير ما تلبسي بنطلون تحتها
هذا كان أول حديث بينهم حذرها وتركها وذهب، فكانت تشعر إيمان أنها تحلق فى السماء من سعادتها
-طيب ياعم الحمش إهدي عليا شويه مش كدا
إتجهت إيمان الي منزلها وكانت الابتسامه والسعاده تملأ وجهها وأحبت الطريقه التي تحدث بها مجدي معها و صوته الجبلي جذبها جدا، دخلت غرفتها بدلت ملابسها وقالت لنفسها
-العبايه دي خلاص هالبسها في البيت مش هاخرج بيها تاني ابدا عشان حبيبي مايزعلش
في اليوم الثاني وجدت صديقتها أماني جاءت وجلست معها على الأريكه قائله
- يا ست إيمان الأستاذ مجدي عايز يقابلك برا المدرسه
فإرتعبت إيمان ولم تعرف كيف تجاوبها وترددت في الموافقه والرفض
-نعم!! لا طبعا عمري ما عملت كدا و خايفه اخرج معاه حد يشوفني و اقع في مشاكل من تحت رأسه
حاولت امان ان تطمئن قلبها لتهدئ من روعها
-متخافيش يا بت انا ها أكون معاكي ونمشي على الطريق الزراعي الاحنا بنروح من عليه هادي ومفيش ناس عليه غير زمايلنا اللى بتروح معانا فالموضوع هيبقى عادي، ها اقوله ايه؟ خلصيني ١٠ ساعات عشان تفكري؟
فضحكت إيمان ونظرت لأماني بدهشه
- ايوا شجعيني في الخيبه وانتي عارفه اني خايفه ولكن طالما هتكوني معايا اروح وربنا يسترها بقي
لدغتها اماني فى خديها ضاحكه وقالت لها
-ما تقلقيش دي زي شكة الدبوس
بحثت إيمان عن اختها عفاف لتتأكد أنها لن تراها وتذهب لتشتكي منها لوالدتها فوجدت عفاف متجهه نحوها
- انا هروح مع صاحبتي فريده عندهم في بيتهم عشان نذاكر نص ساعه قبل الدرس
فإرتاح قلب إيمان وذهب خوفها وإطمأنت نوعا ما
- ماشي يا عفاف ما تتأخريش عشان امنا ماتضربناش
ذهبت إيمان مع صديقتها وهو كان يسبقها بمسافة قصيره ووقف عند مفترق الطريق فصديقتها ودعتها وذهبت الى منزلها وتركت إيمان لحالها وصديقه أيضا تركه وذهب
فنظرت له إيمان ولم تعرف كيف تبدأ الحديث ف جاء على بالها تسأله عن حاله قائله
-إزيك عامل إيه كويس؟
أجابها مجدي ب**وف وجهه أحمر مبتسم
- انا بخير انتي عامله إيه
كان هذا اول لقاء بينهم في منتصف الأشجار وذهبوا بجوار بعضهم كانت تعتقد انه سيتصرف مثل المطرب عبد الحليم حافظ ويمسك يديها ولكنه كان يضع يديه في جيبه
جاء مجدي بالحديث وقاطع أفكارها
- انتي معجبة بيا بجد و عايزه نكون مع بعض
فابتسمت إيمان وجاوبته دون تفكير أو تردد
-أيوا أنا معجبة بيك عشان لاحظت انك معجب بيا وحسيت إن مشاعرك بجد عشان كدا جيت وقابلتك
فشعر مجدي بالسعاده عند سماع هذه الجمل الرقيقه وقال لها
-إللى انتي ما تعرفهوش ان انا أول مره اتمشى واتكلم مع بنت
كانت إجابة إيمان موظبه الى حديث مجدي
-و انا كمان شبههك أول مره أتمشى مع ولد و ربنا يستر و محدش يشوفنا و تكون الأخيره
تعرفوا عن قرب و تحدثوا كثيرا و لم تشعر على حالها و كيف مر بهم الوقت و فجأه وجدوا أنفسهم اقتربوا من الطريق السريع و ازدحام السيارات، و كان هناك في شارع جانبي شباب من قريتها يعرفونها و كان معهم صديق أحمد للاسف
فإرتعبت إيمان جدا و كانت على وشك الذهاب ترك مجدي لحاله بالطريق و لكن هو سبقها بالحديث
- انا لازم ارجع البيت لأن دي اول مره اتأخر و خايف امي تقلق عليا، ممكن تسلمي عليا
فمددت يدها لتصافحه، ابتسم ثم تركها وغادر المكان، ذهبت إيمان في طريقها الي المنزل فوجدت الشباب يركضوا ورائها فجرت مسرعه بإتجاه منزلها
لكن حسام صديق احمد لم ينسى الموقف و انتظر لميعاد الدرس ليحكي له ما رأي و عندما أتى أحمد، جلس بجانبه هامساً
-عايز اقولك حاجه و مش عايزك تزعل، أنا شوفت إيمان مع ولد على الطريق الزراعي
فغضب أحمد و تعصب كثيرا
-دي واحده خاينه و انا لازم اقول لابوها على عمايلها عشان يربيها
بالفعل وقت الدرس لاحظت إيمان بأن احمد بعدما كان يجلس قصادها ذهب ليجلس في الخلف بعيد عنها، بعد انتهاء الدرس إصطحب حسام و ذهبوا لمنزل إيمان كي يقابلوا والدها وإشتكوا له
- ياعم الحاج احنا شوفنا بنتك إيمان كانت ماشيه مع ولد من المنشيا على الطريق الزراعي
تعصب والدها و كاد ان يضربهم و إرتفع صوته
- انت عيل كذاب و بنتي محترمه ما تعملش كدا أبدا و لو قلت عن بنتي الكلام دا تاني لاي احد ها اجيلك بيتك انت و هو و أضربك قدام اهلك و يلا امشي من هنا و مش عايز اشوف وشك تاني انت فاهم و لا لأ؟
كان هناك على الطريق الزراعي منزل لسيده عجوز الحاجه ام محمد تقرب العائله من بعيد رأتها أيضا و إيمان لم تلاحظها فذهبت هي الأخرى لتخبر والدتها
-بنتك الكبيره كانت على الطريق قدام بيتنا مع ولد شكله مش من بلدنا و انا خفت عليها و قلت اجيلك و أحذرك تاخذي بالك منها
فحزنت والدة إيمان و شعرت بالإحراج من السيده و لم تعرف كيف تجاوبها
- كتر خيرك يا حاجه و الله ما عارفه اعمل مع البنت دي ايه
كان هذا اليوم بالنسبه الى إيمان يوم أ**د و لم ينتهي غير بضربها من والدها و والدتها ضربا مبرحا و أمام اخواتها الصغار، و من بعدها كل مره كانت تجلس فيها مع اخوتها كانوا يهينونها كثيرا و كانت تضربهم ليحترمونها فأصواتهم كانت تعلوا و والدتها عندما تسمع و تأتي تضربها هي فقط..
للأسف إيمان قضت حياتها كلها لم تري النصح و الارشاد بالعقل ابدا و هي في عمر الخمس سنوات، كل من حولها يضربونها ضربا قاسيا، في بعض الأحيان كانت تنسى أن تقضي فريضة الصلاه. و عندما كان يعرف والدها
-أنا تعبت من ضربك لازم أسخن سكينه لحد ما لونها يحمر و أحرقك بيها في إيد*كي عشان تعرفي ان الله حق
كانت إيمان تهرب منه و تبكي كثيرا تستغيث كي يسمعها احد و يبعد و الدها عنها وينجدها، لكن دون جدوي فقالت لوالدها
-لا والنبي يا بابا انا غلطانه و ندمانه و مش هعمل كدا تاني و هاصلي كل صلاه في ميعادها و النبي ما تحرقني والنبي
لكن والد إيمان كان مصمم على حرقها بالسكين
-لا و الله لازم تتسلعي اهو يلا عشان تحرمي تعملي غلط تاني
بكت إيمان بكاءا شديدا وتعالت صرخاتها بأعلى صوت
- آآه، حرام عليك حرقتني يا بابا،
جلست إيمان في غرفتها تبكي و تنوح و تتحدث مع نفسها
-أنا ليه معنديش حد حنين في حياتي ينصحني
كانت تتخبط بين شاب و آخر و لم تعرف ان أفعالها كلها خاطئه
تعرفت على ولد جديد كان طويل و اسمر اللون، لكن ملامحه جميله و لكن لم تعرف أنه يتسلى معها و لكنها أعجبت به،
كانت ترتقبه كل يوم في الشارع و هو قادم عند أقاربه و كانت قريبته بنت عمه؟ ناديه
فصعدوا على سطح المنزل و بدأوا بالتحدث
قال لها إسماعيل
-انتي عادي بتتكلمي مع أي شاب كدا؟
غضبت منه إيمان و تحدثت معه بحده
- لا طبعا محصلش و لو حد قالك عني كدا فهو كذاب،
و على فكره جارتك طنط لبيبه طلعت قريبنا إسألهم عني
فتفاجأ إسماعيل و ظهر عليه القلق و الخوف قائلا
-بتتكلمي بجد على فكره بيتهم قصاد بيتنا..
هنا كانت إيمان سعيده انها عندما تذهب لزيارة أقاربها ستراه هناك و لم يشك بها أحد
-تمام انا النهارده عندي درس الساعه ٣ و بعد ما اخلص هاجي عند طنط لبيبه هشوفك هناك؟
فحاول إسماعيل ان يتهرب من إيمان لأنه تقريبا يخاف ان يعرف أحد بعلاقته بها
-بس مش هاعرف اتكلم معاكى علشان محدش يشك فينا ويقول اى حاجه وكده وكمان مش عارف و الله ظروفي ساعتها يمكن اعرف اشوفك و يمكن اكون خرجت مع ابويا سبيها ب*روفها
اجابته إيمان ببرود شديد
-طيب انا ها اكون هناك بعد العصر لو ماخرجتوش مع باباك ابقى تعالى نقعد شويه
هنا أحس إسماعيل إنه خلع من مقابلتها أمام جيرانه و كأنه لهم بنت هو معجب بها و يخاف ان يتحدث مع إيمان أمامها و ينكشف أمره
-خلاص يا قمر اتفقنا ربنا يسهل ما تقاطعيش
استمرت علاقة إيمان العشوائيه به فتره كبيره
في يوم جلس إسماعيل مع علي اخو ناديه جارتهم
-عارف البنت ال بيتها قصادكوا دي يا على إسمها إيمان
فقاطعه على أخو ناديه باشمئزاز من سيرة إيمان
-أيوا طبعا اعرفها دي بنت شمال و مش محترمه
فصدم إسماعيل من رد فعل على المفاجئ
- شمال ازاي يا عم انت عيب دي بتت**ف من خيالها
فجاوبه على بسخريه و يعملوا صوته ضاحكا
- آل بتت**ف آل دي يا ابني كل يوم و التاني اسمع انها بتتكلم مع ولد شكل
أجابه إسماعيل و هو في قمة غضبه من علي
-لا انت اكيد بتكذب او حاولت تكلمها و رفضتك عشان كدا انت بتكرهها
كان على ذا عصبيه و نادي على أخته ناديه و هو ثاير جدا
- لو شوفتك بتتكلمي مع البت اللى اسمها ايمان دي ه**ر عضامك
فسألته ناديه و كانت مستغربه من رد فعل أخيها
-ليه يا علي خير انت شوفتها عملت حاجه غلط و لا إيه و بعدين دي تعتبر صاحبتي الوحيده
أجابها على و عيونه ممتلأه بالشر
- احنا مالناش دعوه بيها و بس و انتي تسمعي الكلام من غير مناهده انتي فاهمه و لا لأ
حنت ناديه رأسها في الأرض
- حاضر يا علي مش هكلمها تاني خلاص
إنتهت علاقة إيمان بإسماعيل فجأه و بدون مقدمات بعد ما أخبرها بما دار بينه و بين إبن عمه على
ايمان كانت تشعر دائما أنها مريضة اهتمام من كل المحيطين بها
مرت عليها أيام و شهور و سمعتها ساءت بسبب هذه العلاقات و لكن تقريبا لم تكن بعقلها و لم أحد بجوارها كل المحيطين بها يضربونها و يهينون فيها، كانت أخطاءها تزيد مع كل عقاب تناله من والدها و والدتها و أساتذتها و أولهم جدها فكانت عندها عقده نفسيه من كل حد دخل حياتها و كل موقف مرت به للاسف
في اليوم التالي أثناء الدرس الخاص
فكرت إيمان ان تتحدث مع أحمد قبل أن يأتي باقي الطلاب
-لو كنت حبيتني في يوم من الأيام ما كانش هان عليك تفضحني قدام بابا و تكون السبب في ضربي منه
أحمد
-انا حبيتك جدا لكن أنتي خاينه و ما راعيتيش مشاعري ابدا
إيمان
-حبيتك فعلا يا أحمد و لكن إنت اللى خجول جدا ومش عارفه اتعامل معاك بأنهى طريقه
أحمد
-خلاص براحتك روحي للى مش خجول و انا ماعادش ليا علاقه بيكى و ربنا يوفقك
إيمان
-ربنا يوفقك انت كمان بس بلاش تتكلم عني مع حد بالكلام الوحش لو سمحت
وقتها أخذت هدنه في حياتها و تعقدت من كثرة العلاقات ال**بره و قررت أن تبتعد عن كل ما يؤذيها، إبتعدت عن مجدي أيضا، أكنه أوقفها بالطريق
مجدي
-إزيك عامله ايه
إيمان
- الحمد لله
ذهبت و تركته فجاء ورائها و سألها
-مالك فيكي حاجه؟ أو زعلانه مني في حاجه؟
إيمان
- لو سمحت خلاص بلاش تمشي ورايا علشان محدش يشوفك وتبوظ سمعتى
مجدي
-بس انا عاوز اعرف انتى اتغيرتى معايا لي؟
إيمان
-خلاص لو سمحت ما عادش في كلام بينا و موضوعنا انتهى قبل ما يبتدئ
مجدي
-مش هابعد عنك يا ايمان لانى حبيتك بجد وعارف انك انتى كمان بتحبينى
تركته و دخلت الدرس فوجدت صديقتها ناديه و معها زميله اسمها سحر لم يتركوها وشأنها فوجدتهم كاتبين على الحائط في الدرس حروف انجليزي و انتظروا ولوجها الفصل و أمام الجميع و من ضمنهم احمد يسألون بعض مين دول
أحمد
-الحروف دي بتاع مين ي ناديه ؟
ناديه
-دول الجو بتوع إيمان
أحمد و هو يضحك بسخريه
-يا ما تحت السواهي دواهي و عامله نفسها مش بتكلم حد
ناديه
-و لسه عندها أكثر من الحروف دي مش سايبه حد
و ينظروا لها و يسخروا منها و يضحكوا فكان يجب ان ترد باي شئ فارادت ان تحرق دمائهم
إيمان
- لا يا ماما انتي و هي و هو دول قليل جدا عن اللى انا اعرفهم لسه باقي الحروف الابجديه جايه
ناديه و هي تضحك بحقد
- ربنا يعينك يااختي و يقدرك و تعرفي تعدي
جلست لتكمل حصتها فصمتوا جميعهم واوقفوا الضحك عليها و خلص الدرس دخلت اكتب اله كاتبه لقيت مجدي داخل الغرفه فتركت المكان و مشيت حاول أن يوقفها لكي يفهم و لكن هي كرهت كل من كان حولها أثناء الدراسه و كانت تتمنى أن الدراسه تنتهي لكي لا تري احد منهم
في يوم أتى مجدي الى صديقتها اماني
-أنا عاوز اقابل ام ايمان يا امانى
أماني
-وعاوز تقابل امها ليه
مجدي
-انا هقول لإيمان بس بعد ما السنه تخلص
أماني
-ماشي يا عم ربنا يهني سعيد بسعيده
ثم آتي ال خر يوم بالدراسه! تفاجأت بمجدي يقف أمامها
-ايمان انا عاوز اقابل امك واتكلم معاها علشان عاوز ارتبط بيكى
إندهشت ايمان، جحظت عيناها
-انت بتتكلم جد ؟
مجدي
-انا لو لفيت العالم مش ها أعرف احب بعدك
إيمان بفرحه عارمه
-هأقول لأمي و اشوف ردها و اقولك
إنشرح قلب مجدي
-انا هستني ردك بفارغ الصبر
اتجهت الي بيتها و لم تكن تعرف كيف ستفتح الموضوع مع امها و لكن تشجعت و بدأت تتكلم معها و قالت لها بكل صراحه ما دار بينها و بين مجدي
استغربت هنيه من جرأة ابنتها
-فرحتيني جدا يا بنت يا إيمان لصراحتك معايا ابوكي بكره هيكون في الشغل بعد ما تطلعوا من المدرسه اسبقيه على هنا و هو يجي بعدك بساعه
إيمان
-خلاص تمام بكره هقوله
مر يومها و دروسها وحيده بدون أصدقاء! في اليوم التالي توجهت اليه إيمان
-امي سمعت مني و في انتظارك الساعه ٢ بعد الظهر
مجدي
- تمام هاجي انا و صاحبي بعد ما اليوم يخلص
ذهبت ال البيت و تركته.. و بالفعل أتي بعدها بساعه جاء الى بيتها و صعد السلم ال باب شقتي لم تصدق ما تراه عينها فتحت امها له الباب
مجدي
-السلام عليكم ورحمة الله إزيك يا حاجه ام إيمان
والدتها هنيه
-عليكم السلام ورحمة الله. اهلا بيك ي إبني إتفضلوا
و دخلوا و اغلقت الباب و جلست معهم
هنيه
- ي إيمان إعملي للشباب حاجه يشربوها
إيمان
- حاضر يا ماما هأعمل عصير حالا
دخلت المطبخ و عملت لهم عصير ليمون و دخلت عليهم
إيمان.. با بتسامه خفيفه
-إتفضلوا العصير
هنيه
-حطيه على الطرابيزه وادخلى انتى جوه
و دخلت و تركتهم يتحدثوا مع بعضهم لم ترد ان تجلس معهم ف سمعت امها تسأله
-انت ابن مين يا مجدي في المنشيا؟
مجدي
- انا من عيلة سرحان
هنيه
- انا عارفه العائله دي كويس بس مش عارفاك انت
مجدي
-انا بحب ابنتك إيمان وعاوز أن اتجوزها بس انا لسه مخلص دبلوم و ان شاء الله ها أقدم في الشرطه و اكون نفسي و اقول لأبويا و امي و اجيلكم نتقدم رسمي و اخطب بنتك
هنيه بفرح
-طالما انت جيت لحد باب بيتي يبقى انت انسان محترم و نيتك فيها خير و لكن الكلمه النهائيه لابوها يا ابنى
مجدي
-انا عارف الاصول كويس يا حجه بس قلت احجزها علشان لما يتقدملها حد تبقوا على علم بيا وما توافقوش
هنيه
-ربنا يقدم ال فيه الخير يا إبني و يجعل ليكوا نصيب مع بعض
تركهم و ذهب الى منزله وانتهت السنه الدراسيه و لكن هو لم يتركها فكان دائما يأتي الي شارعهم هو و واحد من اصدقائه و ينادي بأعلي صوت و يقول يا مجدي يا رفاعي فكانت تعرف انه يناديها لكي يراها و تراه فكانت تجرى مسرعه الي شباك الصاله تفتحه و تنظر عليه و في يوم عيد ميلادها تفاجأت بيه أتى في الليل تحت نافذة غرفتها لكي يعطيها هديتها
مجدي
-وحشتيني جدا و كل عيد ميلاد وانتي في سعاده وهنا وراحة بال
إيمان
-و انت كمان وحشتني جدا وانت طيب وبخير
مجدي
-ممكن تقبلي مني الهديه دي يارب تعجبك
إيمان
-مفيش داعي للهديه والله يا حبيبي كفايه انك افتكرتنى بس
مجدي
-ما ينفعش اول عيد ميلاد يجي علينا و ما اجبش ليكى هديه
إيمان
-متشكره جدا يا مجدي ممكن تقولي دي إيه و لا افتحها دلوقتى
مجدي
-لا ما تفتحيهاش دلوقتى ابقى افتحيها وانتى لوحدك و عموما هي عباره عن صندوق متغلف بقماش من القطيفه الأحمر وجواه الكعبة الشريفه و مصحف صغير
إيمان
-الله يا مجدي دي اول و اعظم هديه جاتني في حياتي وفرحت من قلبي بيها اوى
أيضا تعلقت به كتيرا لانها كانت تشعر انه يحبها حقا بدون اي مقابل و أتى عيد من الأعياد نظرت من بلكونة المطبخ رأته قادم من آخر الشارع فرحت كثيرا لروئيته و لكن تفاجأت به دخل المنزل، تملك منها الخوف و إرتعبت لان والدها يفطن بالمنزلك، خصوصا عندما لمحته يصعد الدرج، وقع قلبها في ساقيها، ارتدت حجابها وكذبت على والدتها
-انا نازله تحت عند نينه ياماما، هقعد معاها شويه واطلع.
أومأت لها هنيه
-ماشي انزلي لكن ما تتأخريش عشان شوي و ها ننام
إيمان
- تمام مش ها أتأخر
خرجت من باب الشقه و صعدت على الدرج بدون صوت لكي لا يسمعها احد، فلمحته واقف على الدرج في الدور الرابع
-إنت إزاي اتجرأت و دخلت البيت وطلعت السلم ما خفتش حد يقابلك ولا حد يشوفك
أجابها مجدي بتهور
-انا وقت ما اكون عايز اشوفك و اكون معاكى ما بكون بعقلي ومش هخاف من اى حد
-إنتي صحتك عامله ايه و اخبارك ايه
إيمان
- انا بخير الحمد لله، إنت إللى عامل ايه ؟
حدق بها مجدي برومانسيه
-طالما انتي بخير فأنا كمان اكيد هبقى بخير
فضحكت و فرحت بوجوده، لكن كانت خائفه وقلقه
-يلا بقى لازم تمشي بسرعه قبل ما اى حد يشوفك هتبقا مصيبه
أشار لها مجدي ويداه في جيباه
-ما تخافيش انا هامشي، بس قبل ما امشي لازم اد*كى عديتك ولا ايه يا ست البنات
أطلقت إيمان ضحكتها ثم انتبهت لصوتها المرتفع، وضعت يدها على فمها لتطبقه
-خمسه جنيه يا مجدي،! لإنها اول عيديه منك يا حبيبي لازم اقبلها
هم مجدي بالمغادره
- هتسلمي عليا بقى علشان امشي ولا ايه
إبتسمت إيمان بحياء ومدت يدها
-طبعا هاسلم عليك يا حبيبي
مرت الايام الجميله التي كان يأتيها كل يوم و كل ما كانت تسمح له الفرصه ان يراها.