الفصل الرابع

760 Words
كَانَت وُجْهتي التَّالية هِي مَنزِل عمِّ رَمَضان حيَّ السَّيِّدة زَينَب ، حيٌّ شَعبِي قديم يَمْتاز بِالطَّابع اَلشعْبِي أَشخَاص مشْبوهين يتَّبعون الم****رات عِلَلي مُقَدمَة الشَّارع ، مَطامِع فِي أَماكِن مُتَفرقَة مُعظمهَا لِلْأكْل اَلشعْبِي ، مَنازِل هَشَّة تَنتَظِر أن تَسقُط بِفارغ الصَّبْر كان يتوسَّطهَا مَنزِل عمِّ رَمَضان شَقَّة خَمْس عَمائِر سَبعَة مَنازِل قديم قد بَهتَت ألْوانه الحجارة قد تَآكلَت وبهتتْ ألْوانهَا فصعدتْ السَّلالم اَلتِي كَانَت تَبدُو أَنهَا قَذرَة لَم تُنظِّف مُنْذ أَعوَام لََا يُوجَد بِهَا سِوى لَمبَة مُعَطلَة تَفتَح وَتغلِق كُفولِأم الرُّعْب يَبدُو أنَّ ذَلِك المصْباح تمَّ إِهدَار حَقَّة وَعلَّق فِي ذَلِك اَلمنْزِل رُبمَا ذَلِك المصْباح كان يَطمَع فِي يَوْم مِن الأيَّام فِي دَوْر سِينمائيٍّ لِفيلْم رُعْب تَقدمَت إِلى الأمَام إِلى أنَّ صَعدَت أَمَام باب مَنزلِه ، بَابَا أ****د هشٍّ يُوجَد أشْباهه الأرْبعين فِي جميع طَوابِق اَلمنْزِل ، طَرقَت طرْقتَيْنِ مُتتاليتيْنِ ، لَاتْفاجى بِبسْلم قِشْطَة على عسل ، إِنتَاج بَلدِي مَلفُوف بِقميص نَوْم أَحمَر بِطِّيخ متْهرْمن مِن إِلى القلْب يُحبُّه وَيغطِس فِي اِبْتسَمتْ إِبتيامتهَا السَّاحرة ، لَمعَت عيْناهَا فِي عَينِي نَظرَة أُنثَى حَادَّة تَعشَق التَّحَدِّي بِصَوت رقيق مِين ! تَلعثَم فِي بِالْكلام ، عَمَّم رمضاَان هُنَا أجابتْ على الفوْر بِصَوت قَادِر على إِذابة جليد القارَّة الجنوبيَّة لََا فَوْق ، لُذْن لَو حَابِب فِي هُنَا إِلى أَحلَّا مِن عمِّ رمضااااان أُكرَة تِلْك اللَّحظات ، اَلذِي يَجِب على رَفْض الجوائز بِهَا ، اِبْتسَمتْ لَهَا مُتشكِّرًا قَبْل أن أَصرِف مِن أَمامِها واصْعد إِلى الطَّابق اَلعلْوِي وَصلَت باب مَنزلِه الخشَبيِّ أ****د اللَّوْن طَرقَت باب مَنزلِه بِيَدي أَكثَر مِن عشر دَقائِق أَترَقة اَلْباب بِيَدي لَكنَّه بِلَا فَائِدة حَتَّى خرج أحد جِيرانه يَبدُو عليْه رَجُلا كبيرًا فِي السِّنِّ شِعْره قد شاب يَتكِئ على عَصَاه اَلتِي تَرتَجِف رَعشَة بَسِيطَة ! فَسأَل لَتَّه عن عمِّ رَمَضان ! أَشَار إِلى آذنة فَارتِفت بِطبقة الصَّوْتِ عَمَّم رمضااااان وَاءَم بِرأْسه ثُمَّ أَشَار إِلى بِسدَّة مِن أَنْت ! اَشتُغرف اَللَّه اَلعظِيم يَا ربٌّ أخْبرَتْه بِأنَّني أحد أَقارِبه فَأَشار إِلى أُذُنه مُجَددا فارْتفعتْ بِطبقة اَاصُوت أنَا قااريبة جاى لِزيارته مِن البلد فأخْبرني بِأَنه لََا يَأتِي لِلْمنْزل إِلى كُلِّ حِين وَآخَر آخر مَرَّة قد رِئة مُنْذ شَهْر تقْريبًا عَجْز لِساني عن النُّطْق عِنْدمَا أخْبرَني بِتلْك المعْلومة كان عمُّ رَمَضان آخر أمل لِي أن أَعرِف مَاضِي جِدِّيٌّ لَكِن هُنَاك عَامِل آخر وَهُو الذَّهَاب إِلى مَحلَّة اَلقدِيم فِي أَسوَان ولَا أَعلَم هل أَستطِيع اَلعُثور عليْه أم لََا ! لَم أَذهَب سابقًا إِلى أَسوَان وهل سَيظَل النَّاس كمَا هُم لَم يتغيَّروا مُنْذ أن تَركهُم جِدِّيٌّ . كَانَت هُنَاك أَسئِلة كَثِيرَة فِي عَقلِي ذَلِك الوقْتِ لَم أَجِد إِجابة عليْهَا فشكرتْ الرَّجل جارٍ عمُّ رَمَضان ثُمَّ رَحلَت وَأنَا مُحبَط لِأنَّني لَم أَجِد شَيْء أَخذَت سيَّارَتي ورحَّلتْ بَعْد ذَلِك اِتصلَت على ندى لِكيْ أُطمْئِن عليْهَا أجابتْ فِي المرَّة الثَّانية مِن اِتِّصالي وأخْبرتْني أَنهَا كَانَت تُنظِّف اَلمنْزِل فسألتْهَا إِذَا كان لَديْهَا شَيْء مُهِم فأخْبرتْهَا عن آخر مُسْتجدَّاتي عن أَرْض دَافنْشِي وعن خَيبَة الأمل وَعدَم عُثوري على عمِّ رَمَضان وَأننِي كُنْت اَامِل أن أَجِد عمُّ رَمَضان لِعَلي أَستطِيع اَلوُصول لِشَيء مَا والْآن لَم يَبْق أَمامِي الآن سِوى حلٍّ وَاحِد وَهُو الذَّهَاب إِلى أَسوَان إِلى محلٍّ جِدِّيٍّ اَلقدِيم لِعَلي أَجِد بَعْض الأصْدقاء يسْتطيعون مُساعدتي فِي مَعرِفة مَا كان يُخْفِيه جِدِّيٌّ وَلكِن على التَّحَرُّك فِي أَسرَع وَقْت بَعْد تِلْك الرُّؤْية اَلذِي أَصبَحت لََا تُفَارِق نَومِي أَشعُر بِأنَّ شخْصًا مَا فِي تِلْك الرُّؤْية يُريد إِخْباريٌّ بِشَيء مَا أو أَنهَا رِسالة مِن عَالَم آخر لََا أَعلَم إِذَا كَانَت مِن أَرْض دَافنْشِي أو مِن أَرْض أُخرَى لَكننِي قَررَت أنَّ اِذْهب بَعْد يوْميْنِ إِلى أَسوَان . وَدائِما مَا كُنْت أَقُول لََا أحد يَعلَم البداية ولَا أحد يَعلَم النِّهاية لََا أحد يَخْتار اَلحُب لِأَحد يَخْتار الصِّحَّة لََا أحد يَخْتار الأمْوال وَلَكنَّك تَخْتار مَصِيرَك وَإذَا كان مَصيرِيا هُو الذَّهَاب إِلى تِلْك الأرْض فمرْحَبًا بِه . _ وَصلَت لِلْمنْزل أرحْتُ سيَّارَتي العتيقة يَوْم شاقٍّ لَقد تَجَاوزَت تِلْك الكهْلة السَّبْعين مِن عُمْرِها . صَعدَت إِلى شَقتِي وَألقِيت المفاتيح على الطَّاولة بِكلٍّ عَصَبيَّة وَأنَا أَلعَن ذَلِك اَلحَظ اَلذِي لَم يُحالفْني اليوْم ثُمَّ تَذكرَت شيْئًا قد يُبْدُون مَجنُونا نوْعًا مَا لََا يَستطِيع أحد أن يُصَدقَه ولو أَخبَرت شخْصًا بِه لَاتَّهمني بِالْجنون عمَّ رَمَضان وإصابته بِمَرض الزَّهايْمر تِلْك المرَّة اَلتِي قابلَتْه كان فِي حُدُود السَّاعة الثَّامنة مَسَاء وَمرَّة أُخرَى السَّاعة الثَّالثة عصْرًا رُبمَا عمُّ رَمَضان لََا يَتَذكَّر إِلى تِلْك الشَّوارع القليلة يَأتِي بِهَا دائمًا فَهُو لََا يَتَذكَّر إِلى غيْرهَا نَظرَت إِلى السَّاعة كان يفْصلهَا عشر دَقائِق لِتكْمل السَّاعة الثَّالثة عصْرًا رُبمَا تَكُون تِلْك مُجَازفَة مَجنُونة لَكنَّه لََا يُوجَد غَيرُها أردْتُ حِذائي ونزلتْ إِلى الشَّارع بِكلِّ سُرْعتي حَتَّى وَصلَت إِلى نَفْس المكَان اَلذِي رُكبَت معه مِنْه اِنتظَر قُدومه رُبمَا يُحالفني اَلحَظ وَقفَت فِي الشَّارع أَمَام مَنزلِي اِنتظَر أيَّ تَا**ِي يَمُر يُشْبِه التَّاكْسي اَلْخاص بِعمِّ رَمَضان أَقُوم بِإيقافه وهكذَا على هذَا اَلْحال أَكثَر مِن نِصْف سَاعَة وَأنَا أَفعَل ذَلِك أَوقَف سَائقِي السَّيَّارات وانْظر لَهُم واعْتَذر لَه فَبعضِهم مِن يَرحَل صامتًا وبعْضهم مِن يُتمْتِم بِالْكلمات والْبَعْض الآخر مِن يَشتَم ويرْحل إِلى أنَّ أَوقَفت أحد التَّاكْسي لََا تُفَاجَأ بِأَنه عمُّ رَمَضان
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD