الفصل الثاني عشر والاخير

2810 Words
" أيمكن أن أفهم ما الذي تفعلينه هنا؟!.." سألها ما ان غادرا المنزل بعد ان اصرت والدته على ان يحتسي القهوة معهما فهي لم تره منذ أيام.. " زيارة والدتك.. كان علي شكرها لانها انجبت محقق شهم مثلك " ما ان نطقت بهذا حتى تملكته رغبة بض*بها لكنه لجم نفسه وجرها من ساعدها امامه : " انت مستحيلة سام.. هيا أمامي.." فتح لها باب السيارة وانتظرها حتى دخلتها وثرثرتها لا تتوقف.. " لقد اراتني صور طفولتك.. كانت باردة مترددة في البدأ ثم تحولت.. انك تشبها جداً.. فأنت هكذا تحتاج وقت لتسترخي مع الاخرين وتتصرف كبشري طبيعي.." "انت آخر من يتكلم عن البشر الطبيعين.. " " مازلت تحتفظ بسراويلك الداخلية.. اه انها رائعة خاصة تلك التي تحمل صورة الأرانب.. " داس على المكابح حتى كادت سام تخرج من الزجاج الأمامي للسيارة.. " اعيدي ما قلته.. " رغم غضبه الا انها استمرت بمرح زاده جنوناً : " وقالت انك كنت مهوس بجمع الفراشات و.. " " فلتنزلي.. حالاً.. " اطلقت ضحكة عالية واشارت اليه : " ليتك ترى وجهك الآن.. " " الآن اعلم لما اراد جايمس قتلك.. انت غير طبيعية.." قهقهاتها ملئت السيارة فتجاهلها واعاد انتباهه للقيادة يحرك المقود خارجاً من الحي القديم حيث كانا يعيشا في الماضي.. ********* الخاتمة : بعد مرور شهر جلست سام في المقهى تتنفس براحة بينما كل من أخويها يضحكان لنكتة أطلقها أصغرهما.. يدها لامست قماش تنورتها التي تصل لحدود ركبتيها بينما يعلوها قميص بأكمام قصيرة.. وتطلعت نحو الشارع المقابل ثم ضاقت حدقتيها.. إنه إيدي.. لقد مر أسبوعان منذ آخر مرة رأته.. تماماً بعد تبرئتها وحصولها على مال التأمين.. إنها تفتقده بشدة.. ورغم إنه يتصل بها من وقت لآخر.. فهي مازلت تشعر بأن هناك شي ينقصها بعدم وجوده.. وتذكرت آخر لحظاتها في الشقة في لقائهما الأخير. تماماً عندما أقرت لنفسها إنها معجبة جداً به.. لا بل هي مغرمة به.. وعندها ألقت حقيبتها أرضاً وتوجهت نحوه ثم ارتمت عليه ليرفعها ويقبل كل منهما الآخر بنهم وينتهي بهما الأمر فوق سريره.. -:" إلى ماذا تنظرين؟" أبعدت عينيها وابتسمت لرالف ثم كالعادة كذبة غ*ية لا تصدق : " رأيت صديقة لي.. أكملا أنتما.. سألقي التحية عليها وأعود" -:" إنها كاذبة.. لقد رأيت إيدموند أنا الآخر. لما لا تذهبين إليه وتخبريه إنه يعجبك وتكفي عن المراوغة؟! .. ثم تبدئين علاقة معه.. وتنتقلي من المنزل لأعود لغرفتي" وقفت تميل نحوه وقرصت ساعده ثم لطمته بحدة :" أيها الوغد.. أكُل هذا لأجل غرفتك.. تذكر إنها كانت ملكي قبل زواجي بذاك اللعين الذي لا أريد ذكر اسمه.. سأشتري منزل فخماً وانتقل إليه" -:" افعلي فأنت أرملة غنية جداً.. ما حاجتك لمنزلنا المتواضع؟ .. آه ادفعي الفاتورة قبل رحيلك.. فلا نقود معي" لطمته بجانب حقيبتها ثم غادرت المكان.. تاركة صوت حذائها العالي يعلن عن رحيلها. في الخارج استقبلتها الرياح الخفيفة وحركت شعرها.. ثم قطبت مجدداً.. هل يلاحق أحداً ما؟!.. وشعرت بالإثارة للأمر.. فتحركت سريعاً تعبر الشارع وأخذت تلاحق خطواته.. إلى أن وجدت نفسها في زقاق خلفي.. ورجل أسمر مع سلاح مقابل لها يصرخ بجنون " لما تلاحقيني.. هل أنت من الشرطة؟!" -:" سام!!" صدح صوت إيدي من خلفها ترافقه خطواته السريعة.. وعندما حاول الاقتراب منها هرع الرجل لإمساكها ووضعها كدرع أمامه ليشتم إيدموند بصوت عالٍ صارخاً بها : " ما الذي تفعلينه هنا؟!" -:"أردت ألقاء التحية عليك" يد الرجل حاوطت عنقها وأخذ يبدل نظراته بينهما. -:" كان يمكنك زيارتي" -:" وأنت لم تزرني.. يبدو إني لم أعد مهمة لك " همهمت بحزن تشكوه لنفسه فابتسم في وجهها بلطف شديد: " هذا غير صحيح.. أردت تركك قليلاً لتستعيدي نفسك.. ظننت أن ما مررت به معي مجرد ردة فعل عما عشته ولذلك..." -:" هل أنت غ*ي؟!.. إنه أجمل ما حصل لي.. أنا مغرمة بك! " وعضت شفتها تتذكر كم كان تبادل الحب بينهما رائع وممتع. -:" أنا أيضاً منجذب لك جداً.. أنا لا استطيع التوقف عن التفكير بك سام.. الشقة تبدو فارغة جداً من دون صخبك وجنونك.. " -:" هيي أنتما.. أنا هنا.. توقفا عن تبادل أحديث الغرام وكأنكما في الفراش.. سأقتلها.. ابتعد!!" صرخ الرجل يقاطع نظراتهما الهائمة.. -:" أزل يدك عن عنقي.. يبدو أنك لا تعرف من أنا" -:" من أنت؟" -:" ألم تسمع بالمرأة التي قتلت زوجها؟" سألته تنظر إليه بطريقة غاضبة عله يخاف منها.. ألم ينفع الأمر مع فتيات السجن؟.. ربما يحصل الأمر عينه هنا. -:" سام هل جننت؟!" -:" أهي أنت؟!.. آه نعم.. لقد كانت صورك منتشرة في كل مكان.. لما قتلته؟! " -:" سام لا تتحركي.. سأساعدك" صرخ إيدي وأرادت أن تخبره إنها بخير تماماً. -:" لأنه كان يضع يده حول عنقي تماما كما تفعل الآن!" ارتجفت يد الرجل فعالجته بض*بة من حقيبة يدها وركلة من قدمها لساقه.. ليصرخ وينطلق طلق ناري من مسدسه نحو الحائط الجانبي فتبدأ بدورها بالصراخ: " أيها اللعين كدت تقتلني!!" تحررت من يده وأخذت تقفز عليه وتض*به بحقيبتها دون توقف.. لتجد أخيراً إيدي يضم خصرها من الخلف ساحبا إياها بعيداً عن المسكين. -:" هل هي مجنونة أم ماذا؟!.. أبعدها عني!!" تركها أخيراً وانحنى يقيد الرجل ثم أوقفه أمامه وفي هذه اللحظة خرج شريكه جون من بداية الزقاق وهو يلهث: "هل استطعت إلقاء القبض عليه؟!.. إنه سريع جداً.. مرحباً سام" ابتسمت للرجل الذي تعرفت عليه بشكل أفضل في التحقيق وراقبته يمسك بالرجل ويدفعه أمامه.. بينما تقف أخيراً هي و إيدي في منتصف المكان ويبدو عليه الغضب.. وبدل أن تخاف منه ابتسمت له وقفزت تتعلق بعنقه: " لقد قمنا بعمل جيد!" -:" قمنا؟!!.. كاد الرجل يصيبك بطلق ناري سام!" حاول إبعاد يديها لكنها أبت تركه فزفر بحدة وطالعها ليحل ال**ت بينهما وعينيه تضيقان: " أنت.. أنت كارثة متحركة.. يجب أن نجد حلاً لك!" -:"أظن أن لد*ك اقتراح" -:" بالتأكيد" اندفع جسدها مع جسده لتلتصق بالجدار من خلفها ثم امتدت يديه ليمسك يديها ورمى حقيبتها أرضاً وشبك أصابعهما معاً.. فبللت شفتها وحنت رأسها تهمس له : " أنت عابث جداً أيها المحقق" -:" جداً.. عزيزتي!" قرب رأسه أكثر إليها وارتفع وجهها إليه.. أخذت تتأمل وجه.. وجنتيه وغمازتيه.. شفاهه المثيرة ولحيته الخفيفة.. ثم توسعت حدقتيها عندما أطبق شيء معدني على مع**ها الأيمن.. ثم أدار جسدها وأغلق القيد على الأخرى خلف ظهرها. -:" إيدي هل جننت؟!.. حررني!! " وصرخت عندما ارتفع جسدها في الهواء ثم أصبحت فوق كتفه وأخذت تتخبط لتتلقى صفعة على مؤخرتها منه فتوسعت حدقتيها: "إيدي!!" -:" هناك فتاة تحتاج للتأديب والعقاب لكي تتوقف عن زج انفها في عملي" -:"إلي أين تأخذني؟!.. لا يمكنك سجني أيها الوقح!!" حاولت رفع نفسها قليلاً بالاستناد إلى كتفه لكن لم تستطع ال**ود وعاد رأسها ليتدلى على ظهره.. بينما يحمل حقيبتها ويتجه خارجاً من الزقاق. -:" أتعلم؟.. يبدو الأمر مثيراً " وأخذت تلوح بقدميها فثبتهما وانتهى بها الأمر على الكرسي الخلفي لسيارة الشرطة وبجانب ذاك المجرم. -:" ما الذي تفعله هذا المجنونة بجانبي؟! .. أبعدوها عني!! " أسندت جسدها للخلف وطالعت إيدي من خلال الزجاج ثم ابتسمت له بشقاوة و غمزته ليضحك ويتحرك نحو المقعد المجاور للسائق.. -:" أيمكن أن نطلق صوت الصافرة الخاصة بالشرطة؟ " سألته بمرح وسمعت بعدها ذاك الصوت لتهتف بحبور والرجل بجانبها يلطم رأسه بالشباك الحديدي الفاصل بين المقعدين:" أبعدوها عني.. إنها مجنونة!!" ضحكة إيدي بقهقهة عالية قاطعت كلماته وتأملت الطريق بينما تمر السيارة عبر الشوارع الخاصة بتشولا فيستا نحو مركز الأمن.. -:" شكراً لك.. هذا يكفي.. سأستعيد مجرمتي " انحنى إيدي يخرجها من سيارة الشرطة قرب بناء شقته.. وعاد ليحملها قالباً إياها رأساً على عقب. -:" أتعلم؟!.. أحببت هذه الطريقة.. سأسميها الرومانسية الخطيرة الخاصة بالمحقق إيدي" -:" لقد ازداد وزنك.. يبدو إنك تأكلين جيداً الآن " ضحكت لكلماته ثم ارتفع رأسها لترى تلك الجارة ذات الإمكانيات تخرج رأسها من باب شقتها لتطالعهما. -:" مرحباً يا ذات المؤخرة المنفوخة! " صرخت عبر الممر للمرأة ثم اختفت خلف الباب و إيدي يدخلها الشقة ثم يوقفها على قدميها.. رامياً حقيبتها أرضاً.. ودون أي مقدمات سحبها إليه مغرقا إياها بقبلاته النهمة. -:" إيدي.. فك قيدي!" همهمت وفمه يجد طريقه لوجنتها ثم خط فكها لكنه رفض وحملها مجدداً نحو غرفة النوم ليلقيها فوق السرير " إذا مجرمتي.. حان وقت العقاب" عضت شفتها وهو ينضم إليها ليحرك أصابعه فوق قميصها يحل أزراره ببطء ثم انحنى يقبل عنقها بلمسات حسية أفقدتها صوابها: " إن كان هذا عقابا.. أنا أريده دائماً" -:" سام.. واعديني" سمعت أمره من خلال غمامة الرغبة التي تكاد تغيبها.. وهمهمت توافق فوراً: " سأفعل.. إن كانت هذه النتيجة سأفعل.. هيا قبلني وتوقف عن إضاعة وقتك!" عندما هم أن ينحني نحوها ارتفع رنين هاتف من الخارج فتوسعت عيناها وصرخت به: " إياك!! " قهقهته علت في المكان وهمهم قبل أن يقبل عنقها مجدداً: " إنه هاتفك حبيبتي" -:" ماذا؟! .. فك قيدي إذاً.. لابد إنها والدتي" -:" لا تحلمي.. أنت مقيدة حتى إشعار آخر" وتلاشت أي أفكار من رأسها عندما **ت الهاتف واستمر إيدي بمناغشتها ومداعبتها حتى كادت تفقد ما تبقى من عقلها. ******* -:" هناك شيء لا افهمه!" تمتم بينما يحيط جسدها بذراعيه وظهرها يستند لص*ره فوق سريره. -:" ما هو؟" لامس خصل شعرها وقبل وجنتها ثم كتفها العاري : " كيف حدث أن مات جايمس؟!.. لقد راجعت القضية لمرات.. وفي كل مرة أجد شيئاً ما مفقود" استدارت نحوه ثم لامست وجنته بلطف: " هل الأمر مهماً جداً؟" -:" لا.. لكنه ما يزال يمر في رأسي كلما تذكرت إنك كدت تموتين تلك الليلة" أسندت رأسها لكتفه و فلتت منها ضحكة خافتة ثم عادت لتحدق به: " كل ما في الأمر أني بدلت الكأسين" -:" ماذا؟! " رمشت تستعيد تلك اللحظة تماماً عندما خرج جايمس من الغرفة.. ربما كانت صدفة أو قدر ما جعلها تقرأ تلك الكلمات التي جعلت كل خلية منها تتأهب. " كنا نحتفل وذهب هو للحمام.. ألقيت رأسي على الأريكة وكنت سعيدة جداً.. وعندما امتدت يدي لأرتشف من كأس الشراب.. سمعت رنين هاتفه.. وفي الحقيقة أنا لم أكن فضولية من قبل أو زوجة مرتابة.. لكن تردد في رأسي ما قالته السيدة سمبسون جارتي عن أنها رأت جايمس مع امرأة ما في اليوم السابق.. ووجدت نفسي اسحب هاتفه كأي أنثى غيورة.. ثم هالني ما قرأته لتوي في الرسالة التي وصلت من رقم مجهول" ضمت يدها فوق السترة البيضاء عند خصرها.. وتحركت لتصبح مقابلاً له تتأمل نظراته المحدقة بها: " أخفيت شهقتي بيدي.. خنقتها.. ثم أعدت الهاتف لمكانه وأصابعي ترتجف خوفاً.. جايمس اتفق مع أحد ما لقتلي.. وقد وضع الم**ر في شرابي.. ولدي نصف ساعة فقط قبل أن أصبح مجرد جثة.. وفكرت أنها مزحة مؤكد.. جايمس يعشقني وهذه الرسالة مجرد مزحة.. ووحده صوت خطواته وهو عائد من الحمام جعلني أتحرك سريعاً لأبدل الكأسين واسحب كأسه وأضمه بين يدي المهتزتين مدعية إني ارتشف منه.. ثم ابتسمت له وهو يقترب مني.. بينما الهلع يحتلني خوفاً من أن يكون ما قرأته صحيح " -:" هل تقولين الآن.. أن ما أنقذ حياتك هو تبديل كأسي الشراب؟!" -:" أنا لست غ*ية.. أردت الصراخ به إنه لا يمكنه استغبائي وقتلي.. لكني **ت.. وصعدت معه إلى غرف*نا.. وتركته يضمني ويقبلني.. يخلع قميصه بينما أريد ض*به..ثم هوى مغمى عليه من أثر الم**ر وهو يحدق بي بعيون شاردة.. وعندها تأكدت من أن ما كتب بالرسالة صحيح " فرك إيدي مؤخرة عنقه فابتسمت له تخبره بآخر أفعالها بينما يحتل قلبها غضب كبير وشعور بالشماتة: " نظرت لساعة يده.. كان ما يزال لدي خمس دقائق لا أكثر.. فنظرت إليه صارخة في وجهه.. أنا لن أموت بسببك أيها الحقير.. ثم جررته نحو الجهة اليمنى من السرير.. حيث كنت أنام دائماً.. ووضعت الغطاء فوقه مخفية وجهه.. لاقف لدقيقة أراقب ما حولي خوفاً من القادم.. من؟! .. وكيف؟! .. كل تلك الأسئلة طرحتها على نفسي وأنا أطفئ ضوء الغرفة ثم أحاول إيجاد مكان لاختبئ به.. وأخيراً.. هرعت للحمام وأخفيت نفسي داخل الحوض" لقد جلست هناك وضمت يديها حول جسدها تكتم تلك الشهقة التي كادت تغادرها عندما فتح باب الغرفة.. وصوت خطوات يصلها: " لا أذكر بعدها إلا أني استيقظت فوجدت نفسي فوق السرير والسكين بيدي.. بينما جايمس غارقاً بدمائه فوق سريرنا.. انتفضت صارخة من مظهره ورميت السكين أرضاً وهربت للزاوية اخفي نفسي هناك.. كل ما كان يدور في رأسي.. كان يمكن أن أكون أنا.. كان يمكن أن أكون ميتة.. مطعونة.. وبعدها وصلت الشرطة لأصحو على رعب جديد.. لكني كنت أضحك داخلي لأنه وقع بشر أعماله.. ولولا تبديلي للكأسين.. لما كنت حية الآن" -:" ا****ة! " كان هذا كل ما نطق به إيدي.. وتقابلت نظراتهما.. لم تكن تشعر بالندم.. ولا الخوف من أن يغير ما قالته رأيه بها.. فهي الضحية الوحيدة هنا. -:" علي الاعتراف إنك ذكية أكثر مما ظننت.. هل يجب أن أخاف منك؟" ارتفع حاجبيها وعضت شفتها تميل برأسها جانباً ثم همهمت :" ربما " ابتسم أخيراً في وجهها فألقت نفسها عليه.. ليضمها بقوة ويقبل كتفها مجدداً.. وعندها أسندت رأسها لكتفه تتن*د براحة.. حركة واحدة أدت إلى تغير كل مجرى الأحداث.. وبدل أن تموت هي كان جايمس من طعن حتى الموت.. مع العلم إنه ذاك الو*د يستحق الموت. -:" صدفة غريبة حقاً" همهم إيدي وضمها أقرب إليه يعيدها لوضعها السابق .. أحاطها بدفء ذراعيه لتغمض عينيها وتشعر بالسلام..ومرت لحظات من ال**ت اللطيف بينهما. -:" إيدي؟" -:" همم؟" دفن رأسه في شعرها وتنشق عطرها بإدمان.. -:" مارأيك أن توقع تأمين على حياتك.. من سبع أصفار؟" -:" احلمي بهذا" ضحكت بقوة فأخذ يدغدغها حتى صرخت استنجاداً وامتزجت ضحكاتهما سوياً في فضاء الغرفة حيث لا أحد إلا هما.. ربما لم تكن صدفة.. ربما هو قدر.. قدر جايمس أن يموت تلك الليلة.. وأن يعود إيدي إلى حياتها فيغير عالمها بالكامل.. أن تعرف حب حقيقي هذه المرة.. أن تعرف رجل جيد حقاً.. رغم إنه لم يكن متأكدا من براءتها إلا إنه ساعدها وأنقذ حياتها.. لا رجل بعشر أقنعة أراد موتها لأجل المال.. والمال فقط.. لذا ضمته أقرب تتشبع من سعادتهما الحالية غير المزيفة.. تتنشق عطره الذي بث داخلها شعوراً بالسلام.. ودعت ب**ت ألا يفترقا أبداً. ******** بعد مرور سنتان تشولا فيستا وقفت كيرا تميل عبر نافذة الشقة في الطابق الثالث من البناء الى تلك الفتاة داخل متجر اثواب الزفاف والتي تتأمل الفساتين بابتسامة كبيرة بينما تساعدها والدتها بالأختيار.. إذا هي قررت الزواج من ذاك المحقق لكن ماذا عنها؟.. عليها لقاء ميسيت بأقرب فرصة فهذه الغ*ية ستتسبب بضياع خطتها كاملة.. آخر ما فكرت به كيرا ان تكون على علاقة برجل أمن.. ما خطب الفتيات مع رجال الشرطة حباً بالله.. كان من الجنون الاستعانة بها.. لكنها كانت عاجزة في تلك اللحظة وكل شيء كان ضدها.. ولسنتان اختفت عن الانظار إلا أن الوقت حان لتظهر مرة آخرى.. هل اخطأت عندما اختارتها ام.. وعضت شفتها تفكر.. ربما لا.. ربما كان ذلك ض*ب من الجنون.. انما ض*ب صائب عضت شفتها تبعد خصل شعرها الداكن الذي استطال حتى لامس منتصف ظهرها.. وتتمتم لخيال يقف خلفها مستنداً الى الجدار : "ربما فكرة الزفاف ليست سيئة.. انها فرصتنا للتسلل.. جهز كل شيء واخبر السيد بأن أيام معدودة تفصلنا عن الهدف.. كل ما علينا فعله هو التأكد ان الجميع مشغول.. " اختفى الظل دون أن ينطق وبقيت وحدها تعود لتحدق إلى هدفها.. هذه المرة هي لن تسمح ابداً بأي أخطاء.. وانحنت تزفر قرب الواجهة الزجاجية ثم حركت سبابتها ترسم دائرة وسطها عينان وخط مائل يشكل ابتسامة ساخرة للوجه.. هذه هي وقد عادت.. ******** وقف ايدي على المذبح.. انفاسه رتيبة هادئة وعيناه جامدتان بمظهر واثق جاد إنما داخله كان ينبض بتوتر قلق.. ليس لأنه خائف مما هو مقدم عليه أو متحمس أو متأثر بل لان كل خلية في داخله تنبئه بأن عروسه لن تتوانى عن فعل شيء مجنون يخرجه عن صوابه كالمعتاد.. فطوال السنتين الماضيتان كان يخرجها من مصيبة لتقع في سواها.. متهورة.. عنيدة.. حمقاء.. وجميلة.. مثيرة حد الانهاك.. وتعالت نبضات قلبه عندما دخلت مراقباً فستانها الأزرق السماوي يتهادى حولها فبدت كملاك رقيق مسالم.. وفي هذه اللحظة ادرك لما طلب منها الزواج رغم كل معاناته بالركض خلفها.. حب حياته سام.. مجرمته البريئة ومصيبته الدائمة وابتلائه من الله.. اجمل ابتلاء حظي به.. " ايدي" همسها الناعم وصله ما ان أمسك يدها يساعدها لتعتلي تلك الدرجة لتقف بجانبه مبتسماً لاخيها الذي كان يرافقها.. ثم ضمها لثانية وسمع اعتراضها الخافت مع ضحكات الجمع خلفه والكاهن يقول : " انا لم اعلن زوجكما بعد.." " اعلم.. لنبدأ.." يده سحبت عن عنقها وتسللت لظهر الثوب ثم الصق هناك تلك الحلية البسيطة الأشبه بأزرار فستانها اللؤلؤية متن*داً براحة.. ها قد وضعه.. " اجتمعنا هنا اليوم احبتي لجمع قلبين غالين في رباط مقدس مبارك.." ما كاد الكاهن يبدأ حتى انحنت اقرب اليه وتمتمت : " الن تتوقف عن عادتك تلك؟.. انزعه.. " " ليس قبل ان نكون في منزلنا.. سأنزعه حينها هو وفستانك واسجنك بين ذراعي لأتأكد انك لن تتسببي بمصيبة أخرى.." وعاد ليتأمل جهاز التعقب بظفر فهذه هي طريقته الوحيدة للضمان انها ان غابت عن ناظريه سيجدها فوراً " بغيض.." قرصت ساعده فأحنى رأسه وهمس قرب اذنها : " مثيرة للمتاعب والمصائب.." " سيد جوردن.." همهم الكاهن يحاول لفت انتباهه مشيراً بيده له لمرات فأجابه دون ان يلتفت اليه : " اقبل.." تبادلا نظرة طويلة انتهت بأشاحتها جانباً ف*نهد بتعب الن ينتهي هذا اليوم.. " لما لم تصل ميسيت وغابرييل؟.. هل دعوتهما حقاً؟!.. " تلفتت حولها فرد يرمقها بملل كبير : " للمرة المئة.. نعم فعلت.. " " اكرهك عندما ترمقني هكذا.. وكأني غ*ية.. امقتك" " سيدة جوردن.. " كرر الكاهن لها هذه المرة ورمقها بحدة ففعلت مثله واجابت : " اقبل.. " الهمس بينهما لم يتوقف رغم تعابير الكاهن اليائسة وما ان سمع ايدي كلمة اعلنكما زوج وزوجة حتى سارع يميلها فوق ذراعه ويغلق فمها بغضب ويلتهم اعتراضها بشفاه حارة فلفت يديها حول عنقه وجرته اقرب ليتبادلا القبل دون ان يهتما لتلك الهتافات حولهما والضحكات لافعالهما.. فقد غيب كل منهما الآخر بعاطفته.. وتحركت يده الآخرى تتلمس وجهها وخط فكها وعنقها بشوق كبير.. تجمد إدموند يوقف القبلة الجامحة التي كان يتبادلها مع زوجته.. هل ما سمعه حقيقي؟.. ذاك الدوي الذي هز الأرض اسفل قدميه.. اكأن حقيقي ام نتاج خياله؟.. طالع عينا زوجته بخوف يتأكد من سلامتها قبل ان يرفعهما ليهاله ما رآه.. فالجموع في الكنيسة تهرع خارجاً وغابرييل يصرخ مردداً ما يسمعه عبر الهاتف بينما ميسيت مضمومة بين ذراعيه : " انفجار هائل في مركز الأمن.. لقد تعرض الطاقم لهجوم مباغت.." تمت.... مع كل الحب Mano.. *

Great novels start here

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD