01 ᎒ زَهرةُ الرّينَا.

770 Words
توَقفتِ العرَبةُ عَلى بُعدٍ ملِيحٍ مِن القَصرِ ، ليُخرِج ساقَهُ واضِعًا إِياهَا عَلى تُرابٍ يُقدِسهُ ، تُرابٍ يُقدِرهُ ويعِيّ بإِيمَانٍ عَظِيمٍ قِيمَتهُ. سِماهُ عَلى مُحيَاهُ ، حصِيفٌ ذُو حنكَةٍ فِيما يهوَاهُ. ذُو هِيبَةٍ وأُنفَةٍ ، أنِيق الهَيئةِ ، وَسِيم الخِلقَةِ. كَان كغَيمَةِ صَيفٍ يخطُو عَلى العُشبِ ويُحدِّقُ فِي اللَا شَيء… يَتدَّبرُ فِي كلّ شَيءٍ. مّا إنفَكّ يسأَلُ نَفسهُ ، كَيف بَات فِي يمِّها غارِقًا. كَيف ثَقِلتِ موازِنُه حُبًّا ليَمكُث فِي القَعرِ… ليَمكُث بدُون سُؤالٍ عَلى مّا يَجرِي بالشَّطِ. كـيف لراهِبٍ أَن يقَرب الحرَام؟! كَيف لجِنرالٍ كُورِيّ أَن يُحبّ إِبنَة عُدُوٍ؟! إستَحيّ النّساء وقتَل الأطفَال ومّا تَرك مِن جرَائِم الحَربِ شَيئًا بِهِ لمّ يَقُم. مُؤمِنٌ بالخالِقِ ، وفَاض إيمَانهُ حِين رَأهَا… حِين أبصَرها كزهَرةٍ نَبتَّتِ فَوق أطلَالِ الحَربِ ، دَنوّ مِنهَا كمُسكِرٍ رَأىّ قنِينةَ نبِيذٍ أكَبر مِنهِ سِنًا. لمّ يَسَعهُ شَيئًا غَير التّسبِيحِ ، غَير الإِيمَانِ بأنّ لِلرّب فِي خَلقِهِ شُؤونٌ. آسرَها فِيهِ ، لأجلِها حَرَّر وتحَرَّر. فتَح بَاب السِّردَابِ ودخَل لجنَاحٍ مّا كَان ليكُون لغَيرِها ولا حتّى لِنفسِهِ! يستثنِها ، وهُو لَا شَيء أمَامهَا فِي عَيناهُ. أبدَّع الله حِين صَورَها وخلَقها وأعطَاهَا لَهُ. كقنِينةِ نبِيذٍ حبُّها لهَا ، كُل يَومٍ يَنضُجُ ، يتعَتقُ ويُصبّحُ أفخَر وأجوَّد. كولِيدٍ يَكبَّرُ ويكبَّر ، كجمَالِها يتضَاعَفُ ويتعاظَم. لمَّحَ حُوريَّةً…كمَثلِ حُوريَّةٍ مُمدَدةٍ عَلى السِّرير تُعاينُ السّقف ، وتتمنّى لمَرةٍ واحِدةٍ أنّ تَرّى مّا ورَاء السّقف. حِين شعَرتِ بحَركتِه ، وتَسللتِ رائِحتُه لثُقوبِ أنفِها إنتَفضتِ وبإعتِدالٍ جَلستِ. هذَّبتِ ملابِسهَا وأرجَعتِ شَعرهَا لِلخَلفِ. جَلَّس قُرَبها ، ومّا أنصَّف تَوقَهُ لهَا حِين قَال : "لجَّ بِي الشّوقُ ، كُنت فِي بَصرِي وبصِيرتِي سُوأُون طِوال اليَومِ ، أحِنّ لكِ وأنَا أرَاكِ ، فمّا أدرَاكِ وأنا بعِيدٌ عَنكِ؟" رَمَّى بيدِه قاصِدًا مَسك كفِها لكِنها أبعَدّتهُ وجَسدَها أيضًا. كَانتِ تَرتجِفُ مِنهُ فَزعًا. لَا تَفهَمُ مّا يقُولهُ لكِنها تملِكُ كحالِنا بيابِيّ وقَد رَأتِ أنّ لَها عِندَهُ حُبًّا جَسِيمًا. أنّهُ وقَبل أربَعِ أشهُرٍ فِي خَضمِ تِلك المَعركَةِ وُلِد حُبّهُ لهَا… أنّهُ الأَن أضحَى عظِيمًا. تجَرَّعتِ -كأنّهُ الحنظَلُ- رِيقهَا ، ولازَالتِ مِن البارِحَةِ تَشعُر بلُعابِهِ فِي فمِهَا. كَانتِ عَلى وَشكِ الحدِيثِ ، وقَد **َتتِ ، تفهَمُ كلمَةً مِن مائَةِ كلِمةٍ مِمّا يَبصِقُ ، فكَيف عسَاهُ مّا ستقُولهُ يفهَمُ. أنقَذهَا ذَاك اليَوم وهِي لهُ بشدّةٍ شاكِرةً! لكِنها مّا باتَتِ كذلِك الأَن ، وبَعد أَن فهِمتِ أنّهُ آسرَها. وأنّهُ الجِنرالُ كِيم تايهيُونغ الّذِي إغتَال جدّها ، والكَلب الّذِي عضّ يدًا أطعَمتهُ. …حِين أنهَكتِ الحَربُ الكُوريّةِ ، كُوريَا الجنُوبيّة ، لمّ تجِد غَير رُوسيَا حلِيفًا…ومَساعِدًا لهَا فِي الضّراءِ. تقاسَمتِ مَعهُم الأكَل والغِطاء ، ومدَّتِ العَونِ بسَخاء. وهِي ذَاتها -الماكِثة أمَام تايهيُونغ- عالَجتِ جرُوح الجنُودِ الكُورِيين وأعَانتِ الأطفَال والعجائِز والنِّساء. لكِنهُم كالدّنيا إِنقلبُوا علَيهُم ، وأضحَوا فِي أبنَاءِ بلادِها -الرِّوسِ- يقتلُون ، وفِي مالِ الخزِينةِ يَسرِقُون. لمّ يكفِيهِ قتَل جدّها! بَل تطَاوَّل وَهجَّم عَلى والِدِها…وطرَّد مّن أعَادُوا لهُم كدَولةٍ قُوّتهُم. وَها هُو آسرَها فِيهِ وتجَرأ وأحبَّها. وسلّب مِنها إِسمهَا وحيَاتهَا ، ولازَال ينتَشِلُ مِنها بجَشعٍ. ولَهُ بدَورِهِ نُقطَة نظَر ، لِلقصَةِ مِن منظُورِه وَجهٌ أخَر. إِلتَقيتِ فِي أنّهُ أحبّهَا…تجَرأ وأحبّها! وهُو لهَا بفَيضٍ مِن الغَرامِ يَعتَّرِف. بَسمةٌ بسِيطَةٌ برزَّتِ عَلى وجهِهِ الوقُورُ وهُو يَتلفَّظُ : "اصبِري قلِيلًا حبِيبتِي سُوأون ، شَهرٌ أخَر وسأخرِجُكِ مِن هُنا" سكَت لبُرهَةٍ قَبل أَن يُواصِل الحدِيث بآسى : "أنا أسِفٌ سُوأون ، أعرِّفُ جيدًا أنَ مّا أفعَلُه لا يجُوز…لا يجُوز حبسُكِ هُنا ، لكِنهُ حبٌّ مُحرَمٌ سُوأُون ويجِبُ أَن نُضحِى" تَبسَّم ثُغرُه أخِير الحُروفِ ليُلاعِب شِفاهَها بإبهَامِهِ ويزلّف مِنها عَلى حِين غرَّةٍ لحِين فَجِلتِ ، أطَال حرّف الشّينِ قاصِدًا تهدِأتهَا ليَنبِس بهَمسٍ وهدُوءٍ : "أنَا فَقط وَقعتُ فِي حبّ إِبنَةِ دُوقٍ رُوسِي نهَب بِلادِي ، وقتَل عائِلتِي ، لَيس وكأنّني راهِبٌ وَوقعتُ بالحبّ سُوأون ألَيس كذَلك؟" أبعَدّتِ نَفسهَا لِلورَاءِ ، عَلى غَير العَادةِ ، غَيرُ قادِرةً عَلى تَركِهِ يُدنِسهَا أكثَر ، لمّ تُدرِك لمّا يجِبُ قوَلهُ لكِنهَا قَالتِ بهُزأةٍ وغَيظٍ : "إسمِي فلَاورِينا ولَيس مّا تَدعُونِي بِه أيّها الكُورِي النّتِن" توَسعتِ عَينَاهُ ، وكالطّبولِ قَرّع قلبُه إِبانَ سمَاعِ صوتِه لأَولِ مرّةٍ. لمّ يفهُم شَيئًا غَير لَفظَةٍ -بالنّسبةِ لهُ- مُركبَةً. لمّ تَعِيقهُ الرُسومُ والكلِماتُ مّن أنّ بصَوتِها يَنتشِي ، لمّ تكُن اللّغةُ معظِلةً فِي حَضرتِ صوتِها اللّذِيذ لِمَسمعِه. وَقد وَقع الجِنرَالُ بالحبّ فِيها مرّةً أُخرى. ليَتفوَّه بلُعثُمةٍ واللّماعَةُ فِي عينَاهُ : "زَ…زهَرة الرِّينَا؟!" يُتبع… يُوم كُنت حطِيتها فمتجَر الأفكَار (أجنّة مُجهضَة) فِي بَنت سابِقًا كَانت قَالت لِي محدِش غِيرك ينفَع يكتّب دِيه الفِكرة ، وظلّ كلَامها فبالِي. سُو يَاه الرّوايّة هكتَبهَا. عَلى كلٍ بنشَرح كمّ إيشِي هِي قَالت Flowerina وهُو حسَبهَا Flower Rina والمُهم سُوء فَهم لطِيف جدًا ، والموضُوع مَش عبثِي لأنّه بيكُون السّبب فمُصِيبة عظِيمة نعرَفها بعدِين. ? رأيكُم بالفَصل الأوَل؟ بالجِنرال كِيم تايهيُونغ؟ بإبنَة الدّوق الرّوسِي المأسُورة؟ بمُخلفَات الحَرب؟ وبَس والله أتمنّى يكُون عجَبكُم ، عجَبكُم؟! ?? أحبّكُن كثِيرًا. ? أجر ? أستغفِر الله العظِيم وأتُوب إلِيه ، سُبحان الله وبحَمدِه ، لا إله إلا الله ، لا حوّل ولا قُوّة إِلا بالله.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD