. مر على زواج إيمان من زوجها جاد) ١٣سنه كأى زوجين يحدث بينهم المشاكل و لكن ايمن كان تتلقى من المشاكل و الاهانات ما يجعل المرء يكره حاله كانت تعيش من اجل بناتها فكأى زوجه و اى ام تتحمل من اجل بناتها و استمرت و فى جوفها امل من تغير زوجها و ان يهديه لها الله و يشعر بغلطه .
ولكن خبايا القدر كان لها رأي اخر فى ذلك فلا يعلم الغيب الا الله هى تعيش من اجل بناتها و تدعى الله فى كل صلاه ولكن فى يوم من ايام شهر رمضان الكريم فى اخر ايامه المباركه كانت تدعى بأن يعاملها زوجها بالحسنى ولكن قامت بينهم مشاكله ادت انه غلطت معها بالالفاظ و كذلك باليد امام ابنتها الصغيره .
والبنى ادم له طاقه احتمال من الممكن ان يخسرها بأى وقت وهذا ما حدث مع ايمان عندما دعت وهى صائمه على جاد
- روح منك لله ربنا ينتقم منك و ياخد حقى منك هو القادر الكريم حسبي الله
كأى رجل غلت الدماء بعروقه. صفعها على وجهها و اخذ بسبها
-انتى بتدعى عليا. طب روحى و انتى طالق بالتلاته ارتاحى بقا .
اخذت ايمان تشعر بأن جزء من روحها توفى كيف بعد كل هذه السنين استغنى عنها؟. كيف قدر بتلك السهوله على قول ذلك ؟ ماذا سوف يحدث ببناتها؟
و بالرغم من صدمه ايمان مما حدث ادت واجبها و مايمليه عليها ضميرها و همت و حضرت الفطار ل جاد و بناتها .
كيف للمرأه ان تتحمل عذاب كهذا و لكن الام تقدر .
تركها زوجها وهو قلبه ملئ بالجحود وخرج يرتاح بكل برود ع الاريكه تركها و هى تندب حظها ع هذا الزوج تركها و هى تعد انفاسها و تتمنى مفارقه الحياه .
مرت الايام و هى جسه هامده بدون روح اضطرت ان تعيش لترعى بناتها
تفاجأت بأن والدها يطرق الباب لكى يجلس معهم
-بصي يابنتى بص يا جاد اه عارف انكو خايفين ع البنات بس كدا حرام التلت شهور خلصوا كدا مينفعش كل واحد يروح لحاله
بكل كبرياء وغرور وكأنه طائر من الفرحه لسماعه هذا الكلام
-ال انت شايفه يا عمى اعمله انا ميهمنيش غير بناتى
تملكت معالم الصدمه وجهه ايمان اهو يستغنى اهو يبعدها ؟
-انا مش هسيب ولادى ولا هسيب البيت ال المفروض يمشي هو انت
رمقها جاد بكل برود
-يعنى اى ؟
-يعنى انا ام حاضنه و انت ملزم تجبلى سكن انا و بناتى و انا مش هسيب البيت
. قبل أن يجيب جاد قام الأب و ذهب و هو بقمة نرفزته
فقامت إيمان من مكانها متعصبه جدا
- إنت إزاي تسكت كدا و ليه ما قولتش ل بابا ان البنات و امهم ها يعيشوا هنا؟! و لا دا جاي على هواك يا أستائ و ما صدقت خلصت مني
رد عليها جاد بكل برود
_انا معرفش أبوكي بيفكر إزاي فا سبيهم يعملوا إل يعملوه و في النهايه هنشوف انا عن نفسي مش فارق معايا خلاص هي كدا خربانه خربانه
ارتعبت إيمان من برود طليقها في الرد عليها و لم تتفائل بالخير؛
و في هذه الأيام كان ميعاد فرح بنت جارتهم و عزمتهم ل يحضروا الفرح في قاعه ب المدينه ف لبست إيمان' أشيك طقم عندها و البست أولادها و ذهبوا الي الفرح و تركت طليقها في البيت ل حاله و سهروا معهم و نسيت انها مطلقه و رجعوا آخر الليل
فقابلها جاد على باب الشقه متنرفز و متعصب
-انتي ازاي يا مدام تفضلي لحد الوقتي برا البيت مابصتيش في ساعتك ولا إيه و من امتا و انتي بتسهري لوحدك لحد الساعه ٢ بالليل برا البيت و لا معدش ليكي ظابط و لا رابط؟
شعرت إيمان بالسعاده نوعا ما من موقف جاد و تعصيبه و لكن يا خساره جه متأخر أوى الإحساس دا
- إهدي بس كدا و ما تسمع بينا الناس ها تصحى ال نايمين انت كدا و بعدين إحنا ما تأخرناش و لا حاجه عابال ما الفرح انتهى و جينا كلنا ب العربيات و لا كنت عايزني اجي مواصلات انا و عيالي في الساعه دي!
فسكت و نام و اخذ ابنته الصغيره في حضنه و ايمان دخلت لتنام مع بناتها في غرفتهم
في اليوم التالي وجدت والدها أتى و معه شيخان للجلوس معهم و حكي طليق إيمان لهم كل ما جري و هي لبست حجابها و جلست معهم قائله للجميع:
- يا جماعه اسمعوني لو سمحتوا انا ما طلبتش الطلاق هو إل ضربني و طلقني و انا عايزه أعيش مع بناتي في شقتي مش انا حاضنه لأطفال و لا انتو مش واخدين بالكوا
رد عليها والدها بنرفزه أمام الجالسين كلهم
- و الله محدش قالك انتي و جوزك تقلوا في أدبكوا على بعض و يطلقك و في النهايه تتشرطي علينا، إل اقوله انا هو ال هيمشي فاهمه و لا افهمك بطريقتي؟ انتي ها تسيبي الشقه دي و عيالك الكبار ابوهم يتكفل بيهم و عشان الرحمانيه ها تخدي البنت الصغيره و لما تتجوزي نبقى نبعتهاله إحنا لان مفيش حد ها يرضى ياخدك ب بنتك.
هنا كانت صدمة إيمان في قرار والدها و قلبه القاسي
و ببكاء شديد،
و النبي يا بابا لا أرجوك أنا مش هعرف اعيش من غير بناتي حرام عليك و الله ما يرضى ربنا ال انت بتعمله فيا دا
بكت إيمان كثيرا لكي تصعب على والدها و يرأف ب حالها و يوافق انها تعيش مع بناتها و لكن دون جدوى ف حزنت و قامت من معهم و دخلت الغرفه جلست مع بناتها بخرف و بكاء قائله:
-يا حبايبي و الله ما تخافو انا مش ها اسيبكوا و لازم لو ها ينفذوا حكمهم عليا فعلا إني أمشي من هنا ب أي طريقه احاول اقنعهم يخلوني أخدوكوا لاني مش هقدر اعيش من غيركوا
ضمتهم لص*رها و بكوا هم الأربعه كثير جدا و وجدت والدها و الأشخاص ال معه يتناقشون في حقوقها الشرعيه و انها لابد أن تأخذ كل ما هو لها في قائمة الجهاز و عدد الجرامات في الذهب و مؤخر الصداق
جاد موافق على كل شئ و بما ان النهايه ستكون ب التراضي بينهم ف كان لازم والد إيمان يتنازل عن بعض من حقوقها و يضغطوا على أبيها ب البنات ل حين وصل حق إيمان' نصف ما كان لها.
فكان رد الموجودين في الجلسه و منهم الشيخ احمد
- إعملوا حسابكوا طالما أبوها قال ال عنده و جاد موافق يبقى هنتقابل بكرا عند المأذون ل توثيق الطلاق رسمي بعد ما إيمان' تستلم جهازها بالكامل
وذهبوا جميعا من منزل إيمان و في هذه الليله قررت ان تودع زوجها او طليقها بطريقه رومانسيه قائله
-انا عايزه انام جنبك يا جاد لآخر ليله و البنات يناموا في اوضتهم إيه رأيك؟
فإستغرب جاد من طلبها و لكن وافق بسرعه و كأنه ما صدق و قال لنفسه عادي ما هي ها تكون ليلة الوداع
نامت إيمان بجوار جاد و هو فرد زراعه و اخذها في حضنه و قبلته قبلة طويله في شفتيه
فنظر لها جاد نظرة حزن و قسي
-انتي من زمان ما كنتيش بتحبي أن انا ابوسك من شفايفك و كل ما اجي أقربلك تقوليلي ريحة بوءك وحشه بسبب السجاير
فجاوبته إيمان برقه و دلال متأثره
-انا ما كذبت عليك انا فعلا في آخر فتره ما بقيتش بطيق ريحة السجاير بس مش عارفه انا ليه عملت كدا الوقتي يمكن عشان دي آخر مره ها تلمسني و ألمسك فيها
نامو في حضن بعض متأثرين جدا انها ستكون آخر لحظات بينهم
في اليوم التالي ذهب جاد إلى البنك ليسحب قرض ل يسدد لأبيها المبلغ إل طلبه و إيمان' أتيت بكراتين و عبأت حاجتها و جهازها كله فيها و انتظرت اللحظه الحاسمه
عندما عاد جاد بعد الظهر من السفر و فتح باب الشقه و تحدث و هو واقف و لم يدخل
_ انتو بتعملوا ايه و قالبين الدنيا كدا شكلكوا زي المسافرين
فنظرت إيمان له و ابتسمت فقط
هو صعد عند امه فوق ف نادت إيمان عليه
- ما تيجي تروح تشويلنا فرختين عند الحاتي لإني مش فاضيه أطبخ يدوب اكمل توضيب بقيت الحاجه
كانت تتعامل معه عادي و كأنهم عايشين طبيعي مش مطلقين و كلها كم ساعه و إيمان' ها تمشي نهائي من البيت
عندما عاد جاد من عند الحاتي قائلا لها:
- انا قلت لأمي اني رايح اشوي فراخ ف افتحي كيس من دول و اقطعي نص فرخه عشان أطلعلها تتغدى بيها
أخذها و صعد لوالدته فوق ليعطيها لها و نزل
جلسوا على المائدة ليتغدوا مع بعضهم لآخر مره و في نصف الغذاء تركهم و قام عن الصينيه ف قالت له إيمان'
-إنت عايز تفهمني ان انت كدا خلاص شبعت؟ قوم يا يا عم انت كمل أكلك لان ال ها يفيض ها يخسر
رجع ل يجلس معهم ثاني و اكملوا الغذاء و قامت إيمان' ل تكمل تعبأة الجهاز و المفارش
جاد جلس ل يفتش في الكراتين المعبأه و أخذ منها بعض المفارش و الأواني و الأجهزه
-انتي واخده الحاجات دي ليه دي مش في قايمتك انا ال شاريها ف مش ها تاخديها
اخذها ل يحتفظ بها و لم يراعي ان أبو إيمان' تنازل عن جزء كبير من حقها
لكن إيمان لم تهتم قائله له:
- ياااه انت بتتكلم في إيه ما أخدش بالك بابا اتنازل عن مبلغ قد ايه من حقي! و مع ذلك عادي لو عايز تفضي الكراتين كلها فيها و اي حاجه انا هسيبها ها اكون سيباها لبناتي معنديش اي مشكله
عندما نطقت إيمان كلمه انني سأترك الحاجه ل بناتي تيقظت من غفلتها
قامت من مكانها بخوف و هلع و خفقان قلب مؤلم، - انا ازاي ها أسيب بناتي انا لازم آخذهم معايا
نادت إيمان على إبنتها الكبيره سحر قائله:
-قومي يا بت يا سحر' بسرعه روحي لبيت جدك و نادي على تيته قوليلها ماما عايزاكي ضروري و خليها تيجي معاكي
فجاءت والدتها وتفاجأت إيمان أن معها عمتها راويه قائلين:
-في إيه يا بنتي قلقتيني إيه إل حصل؟
فجاوبتهم إيمان ب بكاء و حرقة قلب،
- كويس يا عمتو ان انتي موجوده و النبي كلمي بابا هو بيسمع كلامك و قوليله حرام أسيب بناتي انا عايزه أخذهم معايا و النبي ساعدوني و اتكلموا معاه خلوه يوافق لان عيالي محتاجني يا جماعه مش ها أقدر اعيش بعيد عنهم و انتو أمهات و اكيد حاسبين بيا
بكت عمتها راويه على بكاءها قائله:
-و الله يا بنتي انا مش اقولك ايه و مش عارفه ابوكي قلبه حجر كدا ازاي و انا مش هاين عليا انك تسيبي أولادك والله لازم اتكلم معاه و اخليه يوافق انك تأخذيهم معاكي
لكن والدة إيمان قلبها مثل الحجر
-اسكتي يا عمه ماينفعش تأخذهم معاها ابوهم يتكفل بهم و إنتي يا بنتي سنك لسه صغير و ها تتجوزي تاني مش ها تقعدلنا كدا و عيالك ابوهم يرعاهم و يربيهم و عمرهم ما هينسوكي و ها يجولك دا البيت جنب البيت
إيمان تبكي و تنوح أمام والدتها و لكن قلبها قاسي اكثر من أبيها و حكمت على إبنتها ب العافيه و القسوه ان عيال جاد هو ال يربيهم
لكن إيمان و عمتها كانوا مصممين على أخذ بناتها معها،
عندما أتى المساء إيمان وجدت والدها في الشارع، معه عدد كبير من شباب العائله أتوا ليحملوا الجهاز، ليذهبوا به لبيت والدها و هي و بناتها جالسين في الغرفه، و جاد واقف مع الشباب يساعدهم في فك الدولاب و السرير، و يساعدهم في حمل الأغراض حتى الستائر أخذوها، و أخذوا كل شئ و إيمان جالسه مع أولادها تبكي و تبكي.
نادي جاد على البنات بصوت منخفض حزين
- يلا ياسحر انتي و بسمله اطلعوا عند عمتكوا زينب، عابال الناس تخلص شيل الحاجه، عشان مفيش حاجه تخبطكم، لكن جني هيا ال ها تفضل مع أمها، عشان هتروح معاها عند جَدتكم ام حامد
سمعوا كلام والدهم و تركوا والدتهم و صعدوا
عند انتهاء الترحيل ل الجهاز نادت إيمان' على بناتها لكي تودعهم و توصيهم على بعض و هي تبكي و يشتعل قلبها حزنا على فراق فلذات كبدها قائله:
-خلي بالكم من بعض ي حبايبي و ما تضربوش بعض و لو احتاجتوا اي حاجه تعالوا ليا علطول في بيت جدكم، أحضنوني أوووووي
بكيت إيمان و تأثرت و وقفت مكانها لم تحتمل فراق فلذات كبدها
و انهارت الطفله الوسطى بسمله'ب البكاء قائله؛
-و النبي ما تسبنيش يا ماما و النبي خذيني معاكي
قطع قلب إيمان ل أشلاء صغيره و محكومه على أمرها و احسّت بظلم رهييييييب من والدها و جبروته و حكمه القاسي الظالم جدا و لم يرأف بحالة بناتها إل هم أحفاده أبدا و هنا بدأت معاناة إيمان' بعد طلاقها
جاد' دخل الحمام ل يبكي دون أن يراه احد و حين خرج قال لبناته:
إياك تقولوا لحد انكم شفتوني و انا بعيط انتو فاهمين يا ولاد؟
اجابوه البنات ب بكاء _حاضر يا بابا
أخذت إيمان طفلتها على زراعها و سلمت على جاد' بعد ما عطيته جزء من الستائر و خرجت من شقتها و بيتها و ودعت حياااااتها معه دون رجوع تااااني واااااااااه ياوجع قلبها و **ر ظهرها
ذهبت إيمان لجََدتها في الأسفل و ارتميت في حضنها
ب بكاء هيستري ، و قهر و وجع قائله:
-بيتي اتخرب و حياتي اتدمرت و خسرت بناتي و خسرت كل حااااااجه في حياتي يا نينه
و جَدتها بكت بكاءا شديدا قائله:
-قطعتي قلبي يا بنتي معلش ها تعملي ايه لقمة العيش انقطعت لحد كدا ربنا يعوض عليكي نصيبك كدا
وجدت إيمان بناتها آتيين وراءها و جلسوا على الأريكه و جلست جدة إيمان توصيهم قائله:
-تعالو يا حبايبي إوعوا تسيبوا أمكم و لازم تيجوا علطول تزروها و خلو بالكو من بعض و اوعوا حد يضحك عليكوا
ف أجابوها البنات في آن واحد و هم يبكون _ حاضر يا تيته
جلست إيمان تُقبِل فيهم كثيرا و عمتها جالسه معها تبكي و والدتها تبكي أيضا و جهازها ملقح في الشارع و نظرت بعينها وجدت طليقها و معه والدها و الشيخ ذاهبين في اتجاه المأذون
ف قامت عمتها راويه من مكانها مسرعه بإتجاه إيمان قائله:
-قومي يا بت لازم نروح وراهم و نقنعهم بأنك تأخذي بناتك قبل ما يمضوكي على ورقة الطلاق و نقنع ابوكي يسيبك تعيشي معاهم في شقه عنده و جاد يدفع إيجارها .
فأخذت إيمان طفلتها الصغيره وحملتها فوق ذراعها و ذهبت معها و وصلوا لهناك و نادوا على ابيها ليخرج إلى الخارج ليتحدثوا معه و يحاولوا بأن الذي يفعله مع إبنته' حرام
ففزعت إيمان من مكانها وهي في حالة بكاء شديد تقول:
-يا بابا بالله عليك انا عايزه بناتي معايا ارجووك بالله عليك أنا مش هعرف اعيش بعيد عنهم و جواز انا مش عايزه اتجوز تاني بالله عليك توافق يا بابا
سبها والدها و تركها بالطريق ليستدير إليها مرة أخرى و قد زاد غضبه وحدته عليها ليصيح بوجهها و يقول:
-و الله ما هتأخذيهم و لا هيعيشوا معاكي و لو ما سكتيش هأمشي من هنا و اسيبك و صوتك يبقى من دماغك، آل شقه لوحدك تعيشي فيها آل عشان تمشي على حل شعرك والناس تخوض فسيرتك.
لم يراعي والدها مشاعرها خاصة وأنها لازلت تشعر بالألم والحزم لطلاقها فليس بالامر الهين أن تترك زوجة منزلها وحياتها بعدما أصبحت عالمها وتخسر اطفالها ، ظل والدها يسب بصوت عال جعل المارة بالطريق يتطلعون إليهم بدهشة ويتسائلون فيما بينهم لما يسب ذلك الرجل تلك المرأة و لم يدرك والدها أنه يساعد الغير على الظن السيء بابنته ب أفعاله تلك.
بكت إيمان و حاولت مع عمتها التي جاورتها بجلستها أن تقنعه ليعدل عن رآيه ويستجيب للرآى الأصوب من وجهه نظرها ولكنه رفض واصر على رفضه لينتهي الحديث بينهم ويجتمعوا مع ذلك الشيخ بمحاولة أخيرة لأقناع والدها والتفاوض معه ولثير حضور الشيخ غضب والدها أكثر ويحتقن وجهه بحمرة قانية ليصيح بصوتٍ هادر يقول:
- انا قلت مش ها نأخذهم أبدا يبقى خلاص مش عايز كلام كتير و يلا خلينا نخلص
جاوبته إيمان بخوف منه و بصوت منخفض لكي لا يضربها أمام الجميع قائله برعشه و إرتجاف:
- انا مش عايزه اعيش معاكم يا بابا هو بالعافيه؟ و عايزه أأجر شقه واعيش فيها انا و بناتي و جاد يدفع إيجارها دا أبسط حق ليا أنا مش ذنبي إني أطلقت وحرام أتحاسب على غلط غيري بالشكل دا.
أصر والدها على موقفه المتعنت منها ليجيبها أمام الجميع :
- وانا مش ها سيبك ابدا تعيشي في شقه لوحدك و لو حتى انا وافقت على كدا فأبوهم لو دفع إيجار شهر مش هيدفع الثاني وقتها هتعملي إيه هتشحتي ولا هتمدي إيدك ولا هتخلعي برقع الحيا وتعيشي براحتك علشان تجيبي فلوس زي ما بنسمع عن اللي بتسكن لوحدها من غير حاكم ولا رابط.
صدمتها كلمات والدها الذي لم يهتم لأبنته ولا لأحفاده فقد وضح لها وللجميع أن همه الأول والكبير هو المال ، و يعد مرور عدة ساعات من النقاش والحوار لم يستطع أحد أقناع والدها بأن تحصل ابنته على حضانة بناتها ليعيشوا معها، لينظر والدها إليها ثم يشيح ببصره عنها ويقول:
- عموما كل اللي أقدر اسمح لك بيه إنك تجيبي بس بنتك الصغيره تعيش معاكي و بعد ما تتجوزي ابوها يستلمها و يربيها هو
لتجد إيمان يدها توقع على تلك الورقة التي تقر بأمر والدها الذي شارك بحرمانها من بناتها ليضيف والدها :
- قومي يلا عشان تمضي على ورقة الطلاق عشان نمشي من هنا
ف نظرت إليه إيمان بحسره و حقد و كره أمام الجميع و جلست أمام المأذون تنظر ل جاد و تبكي بكاءا شديدا و وقعت على قسيمة الطلاق و أخذت ابنتها من والدها و ودعته و ذهبت في طريقها ، و من اليوم الذي أصبح لكل منهم حياته الخاصة بعيداً عن الأخر يبدئها من الصفر ولكن ليس لكل منهم نفس الحرية والحياة ، فليس هناك أشد وقعاً على النفس من الفراق ، فوجعه ممتد و وخزاته مؤلمة و جروحه ساخنة لا تبرأ مع الزمن.
كانت أول ليلة بعد فراق جاد مريرة عليها ، فلم تستطع الدخول إلى غرفة نومها لا يزال صوته في أذنيها و رائحته في ملابسها ، وقتها جلست مع والدها في الصاله و طلب منها المال الذي إستلمته من طليقها بغلظة قائلاً
- هاتي الفلوس اللي معاكي دي عشان احطها في حسابي في البنك و لما يجيلك عريس ابقى وقتها خديها و اشتري طلبات جوازك منها لاني مش ها هاد*كي اي فلوس تاني، زيك زي اخواتك انتو ليكوا عندي جوازه واحده وبس و اللي تطلق فجوازتها الأولى هي اللي تتحمل مصاريف الجوازه التانيه اه اجيبلكوا منين
وقتها لم ترفض إيمان و لكن ندمت على ذلك في المستقبل و اخذت ابنتها و دخلت لتنام و بدأ والدها' يفرض أوامره عليها قائل لها
- هاتنامي في الأوضه اللي اخوكي أحمد بينام فيها لأن مفيش هنا سراير تانيه
فاجابته إيمان من**ره وهي مغلوبه على أمرها :
-وماله عادي لما انام في نفس الأوضة أمري إلى الله مفيش مشكله
فبكت جني و رفضت ان تدخل فحاولت إيمان أن تهدئ من روعة و خوف إبنتها و أخذتها في حضنها قائله:
- يلا عشان ننام يا حبيبتي انا تعبانه ومش ناقصه نكد و النبي كفايه اللي انا فيه.
فاجابتها جنى و هي تضرب الارض بقديمها رفضاً و تبكي بكاءا شديدا.
- مش هاأنام هنا يلا نمشي، عشان نروح بيتنا عند بابا انا ماليش دعوه بقى يلا هيه.
بكت إيمان وأخذت إبنتها بين ذراعيها، ضمتها لص*رها قائله:
-طيب بصي إحنا هنام دلوقتي، ان شاء الله نروح عند بابا بكرا الصبح، هاشتريلك حاجات حلوه كتير.
كانت الليلة الأولى لإيمان في بيت والدها، طويلة بعدما نامت ابنتها جنى بعد عناء