الفصل السابع

4506 Words
قبل قليل توافدت السيارات تجاه المنزل الكبير من كل حدب وصوب، فمنهم من جاء ليحضر المجلس ومنهم من جاء ليحضر عقد القران غداً فأصبح البيت كخلية نحل سواء من الرجال أو النساء، ووقفت منار ترحب بالنساء والفتيات اللاتي سيُعقد قرانهن في الغد، فكانت كل عروس محاطة بحاشيتها الخاصة ووصل عددهن لأكثر من اثنتي عشرة عروسا، ولم تحضر حورية أو أحفاد رأفت العزايزي بعد لتلمح منار دخول سياراتهم فأسرعت تخبر الشيخ فقد اكتمل الحضور........ لم يجازف عاصي بدخول أرض العزايزة بالفتيات، لقد خاف عليهما أن تعلما ما يحدث لذلك توقف عند استراحة على الطريق وظلوا بها حتى وصل البقية معهم منير الذي لحقهم ووصلوا جميعا إلى المنزل الكبير. كانت أنفاسهم الغاضبة ترتج داخل صدورهم، نزل الشباب ينظرون لبعضهم ب**ت فأمر منير حورية أن تأخذ الفتيات إلى الداخل حينها لمح عاصي غفران التي ستكون الليلة بالنسبة لها من أصعب ما يكون بتشدق النساء بالحديث عنها وعن عريسها الذي تزوج عليها قبل أن يتزوجها فأخذ نفسه وتوكل على الله فيما سيفعله، قال أسد بغضب "هيا بنا إلى الداخل، ماذا ننتظر بوقوفنا هنا؟" رد عليه بشر "اهدأ قليلا الاندفاع لن يفيد، فأنت ستدخل المجلس وستكون بين رجال أكبر منك سنا وشأنا لذلك اندفاعك سيكون حجة ضدك، اهدأ " صاح منذر بغضب "من أين لك هذا البرود يا بشر؟ كنت أظن أنك ستتقدمنا عندما نقتحم المكان" قال له منير باستغراب "تقتحم المكان! هل هي حرب؟ أنت لا تعلم ...قاطعه عاصي الذي كان يقف بتوتر ويستعد لما سيقوله "في الحقيقة هناك حرب أخرى أريد دعمكم بها فأنا أريد أن أتزوج أيضا" **ت الجميع مدهوشين مما يقوله ليزمجر أسد بصخب " أيها الذئب ماذا تقصد؟ هل وقعت في غياهب العشق يا كبير الوحوش؟" نظر عاصي لبشر يطلب منه الدعم فبادله الآخر بنظرة متفهمة فبدأ عاصي بسرد الحكاية من البداية وما ينوي فعله وسط ذهولهم واستنكار منير الذي يدرك حجم الجنون الذي سيحدث غدا، بعد نصف ساعة كانوا يقفون على باب المجلس يسمعون صوت الشيخ جعفر يقول بصوت قاطع "بنات العزايزة أشرف من أن يحدث لهن هذا أو تهان واحدة منهن، وهن شقائق رجال ...بنات رجال ….و سيكنّ على ذمم رجال... قضي الأمر ولا أريده أن يُفتح مجددا "كانت كلماته كالماء الذي أطفأ لهيب صدورهم فانسحب الجميع بهدوء وقضوا ليلتهم تحت النجوم سارحين في الغد وما يحمله ولم يشعر أحد بما في ص*ر صفي الصامت..... . كانت الليلة أطول ما تكون على القلوب، أقصر ما تكون على ال*قول، فكم ليله تمنينا لو أنها تطول ولا تنتهي لتنفرط دقائقها من بين يدينا كحبات الرمل، وكم من ليالي تمنينا لو أنها مرت كلحظة فظللنا عالقين بها للأبد............. أشرقت شمس الصباح ليوم سيتغير فيه الكثير والكثير، ستتغير فيه حتى الأحلام والأمنيات وكأنه يوم أشرقت شمسه لتعزف مقطوعة خاصة عنوانها لا شيء سيبقي على عهده، كان بشر يجلس على ركبتيه أمام قبر تولين ينظر إلى السماء التي أضاءت ويلهج قلبه بدعاء يلقي به كل ألمه وعذابه وخوفه، كأنه لا يعرف المستحيل في دعائه كان يتخطى فيه حدود ال*قل لدرجة أنه طلب من الله أن يعجل بأجله ويجمعه بها أو يرسل له معجزة تزلزل عالمه فيجدها أمامه حية تتنفس وتنظر له بعينها الش*ية البراقة، مال يضع على قبرها زهرة حمراء فهبت رياح قوية وطارت الزهرة في الهواء كأحلامه التي ذهبت مع الريح، عقد حاجبيه بضيق كأنه شعر أنها ترفض أن تأخذ منه شيئا فهمس بألم "ماذا فعلت يا صغيرتي؟" وكأن حقا روحها تحلق حوله لأن الجواب جاء بأسرع مما يتوقع على هيئة منذر الذي يجري نحوه متقطع الأنفاس وهو يقول "الحقنا يا بشر كارما في أرض العزايزة جاءت لتقابل الشيخ جعفر وتقول له أنها حامل منك" شحب وجه بشر لدرجة جعلت منذر يقترب منه ويهزه بعنف قائلا "ما بك؟ لماذا تقف هكذا؟ لا يمكن أن …….**ت فجأة وقد أدرك أن بشر ارتكب حماقة ستلحقه للأبد... في نفس الوقت لم يكن أسد قد علم بما يحدث في الخارج فقد اعتزل الجميع طوال الليل محاولا الوصول إليها ولكنها لا تجيب ولا ترد على رسائله التي كان معظمها تهديدا ووعيدا ثم تحولت إلى رجاء ثم عادت إلى صيغة الأمر والتهديد، لم يذق النوم لم يهدأ بل كل دقيقة كانت تمر عليه كانت تلعب بأفكاره بشكل غريب وأكثر ما يحزنه أنه شعر أن الحب **ره وبشدة فها هو يستجدي سماع صوتها منذ الأمس كأنه سيمفونية ستبث به الحياة وهي لا تشعر بما يعتريه مطلقا كأنها سلبته قلبه وارتاحت وتركته للعذاب والسهاد، عاد ليهاتفها بقهر يشعر أنه لو رآها لانفجر من شدة غضبه بغباء سيؤلمها حتما، لماذا لا تقدر غيرته وصراع قلبه؟ لماذا لا تشعر بكرامته التي تبعثرها بتجاهلها له؟ لماذا لا تعلم أنه رجل لم ترفضه امرأة قط لتأتي من ملكت قلبه وترفض حتى سماع صوته الذي يأتيها من آلاف آلاف الأميال؟ وعلى الجهة الأخرى كانت عزيزة تجلس في ظلام الغرفة بعد أن نام نزار بعد معاناة فهي لم تكن تتخيل أنه بدون المسكنات يتألم لهذه الدرجة، مازال صوت صراخه يرن بأذنها فترتعش بخوف ورهبة وبدلا من أن تجد ما يهدئ دقات قلبها التي تتقافز بعنف تجد رسائله التي زادت من خوفها بمجرد أن تخيلت شكله وهو يكتبها. . كلما رن هاتفها يزداد بكاؤها لدرجة أنها كتمت صوتها بقوة خوفا من أن يستيقظ نزار الذي تألم كثيرا حتى نام، رن الهاتف بيدها مرة أخرى فلم تجد مفرا، فتحركت بهدوء إلى الحمام وأغلقت الباب عليها وفتحت الخط ليأتيها صوته الهائج كأنه ليس مجرد أسد بل وحش كاسر عبر كل حدود ال*قل" هل فقدت عقلك لتتركيني هنا مثل المجنون أهاتفك وأراسلك وأنت تتجاهلينني؟ أتظنين أنك ما زلت حرة؟ إلى متى سأظل أخبرك أنك أصبحت ملكي وأنه لم يعد أمامك اختيار؟ إلى متى سأظل أخبرك أن زمان التفكير والتردد انتهى وأنني اتخذت القرار؟ إلى متى سيستمر عذابي معك يا عزيزة؟ ألا يكفيك حربي التي أجهزها لأجلك؟ ارحميني فأنا لأول مرة أشعر أنني مسلوب الإرادة وصدقيني الأمر مؤلم للغاية، أشعر أنني سأموت بسببك يوما ما " ردت عليه وقد انخرطت في بكاء عنيف أوقف قلبه من الجزع عليها" أعلم أنه أمر مؤلم فهذا شعوري طوال الوقت " **ت ذو صخب مدوي يسرح في خط الهاتف ما بينه وبينها، يا إلهي الرحمة، وجعه تبكي! ... يحتاج لألف عقل ومليون قلب ليتحمل بكاءها، فدموعها هي التي غسلت قلبه يوم لمسها تسيل على وجنتها ودموعها هي التي أخضعت قلبه الش*ي لطغيان الحب، سألها بقهر ازداد بحجم المسافة بينهما "ما الذي يبكيك الآن؟ وأنا من توقف قلبه قلقا وغيرة عليك، توقفي بحق الله فدموعك كحمم تكوي قلبي الذي استنزف الليلة كل قوته على الاحتمال فلم أستطع أن أنام دون أن أسمع صوتك" همست له بصوت شاهق متقطع "أنت أصبحت ...تخيفني " خنجر عنيف غرز بقلبه المحترق فصرخ بها "تخافين مني أنا! …...لماذا؟ ماذا فعلت لك؟ هل آذيتك يوما؟ هل تسمعين ما تقولين؟ تخافين مني أنا! أنا يا عزيزة!" بكت بقهر كأنها أدركت لأول مرة أن جنون أسد هو ضريبة ستدفعها إذا أرادت حبه لكنها تخاف أن تضيع في عواصف جنونه وحبه لدرجة أن تفقد نفسها أكثر، فهي لن تنكر أن جزءا منها ضاع بداخله ومهما بحثت عنه لن تجده حتى تيقنت أنه بات ملكه…. قلبها الذي أصبح هو حاكمه بأمر الحب فأجابته بشجاعة واهية " نعم أنت تخيفني وتزعزع ثوابت روحي وتربكني، لماذا تفعل بي هذا؟ لقد أصبحت كالمقيدة ….بالسابق عندما كنت أظن أنني سأتزوج نزار لم أكن أعاني رغم كل ما يحدث لي ولكن معك الأمر مختلف فأنت مؤلم" بركان يتلظى بحممه انفجر فض*ب بقدمه المائدة التي أمامه ليت**ر ما عليها وهو يقول " تقارنيني برجل آخر يا عزيزة! تشتكين من حبي! ترينني قيدا يحيط بك! إذاً أعدي نفسك للقادم فأنا سأريك ماذا تعني كلمة الألم هل تسمعينني يا وجعي؟ " ردت عليه بغضب باكي "كفى يا أسد إلى هنا وكفى لقد تعبت " رد عليها وصوته يحمل من الألم أضعافا " ما عاش من يتعب قلبك وأنا حي أرزق لكن إن كان حبي لك ألما فاستعدي لاحتماله فلن أتنازل عنك مهما حدث "ثم أغلق الهاتف وهو يشعر بالاختناق وأرسل لها رسالة لا يعرف كيف خط كلماتها " يا صَغيرتي .. إنَّ السفينةَ أَبْحَرتْ فَتَكَوَّمي كَحَمَامةٍ بجواري ما عادَ يَنْفعُكِ البُكَاءُ ولا الأسى فلقدْ عشِقْتُكِ .. واتَّخَذْتُ قراري تن*د بتعب وهم بإلقاء نفسه على السرير ليفاجأ بدخول صفي مندفعا يقول بفزع " بشر في ورطة ويحتاج إلينا " لقد اختفى مأمون وترك كل العمل يتكوم فوق رأسها، لا تعرف ماذا يحدث معه فلا هو أخبرها أنه سيغيب عن الشركة ولا يرد على هاتفه ليخبرها بسر اختفائه ورغم ذلك الضغط كانت سعيدة ...فهي منذ أشهر لم تشعر بذاتها بهذه الطريقة ، منذ دخولها إلى الشركة وهي تعمل كمحرك الدينامو الذي وضع بمكانه الصحيح بعد غياب طويل، رفعت الملف الذي أمامها تنظر إليه بدقة لتجد أنه من الشركة الفرنسية التي أقامت معهم شراكة منذ مدة تطلب بإلحاح أن يسافر إليهم مندوبا من شركتهم لمتابعة سير العمل في فرنسا حتى نهايته وهذا دعم للشراكة القائمة بينهما ومن أجل ضمان جودة العمل، وجدت أيضا أن السيد فلوبتير بنفسه أرسل برقية يطلب بها أن يكون المندوب أحد الشباب معللا أنه يريد تفادي أي سوء تفاهم من الممكن أن يحدث في المستقبل بينهما... أغلقت الملف ورفعت آخر فوجدته يخص فرع الشركة الذي سيفتح قريبا في القاهرة وظلت تدرس كافة التطورات التي فاتتها في فترة انقطاعها عن الشركة حتى سمعت صوت طرق على باب المكتب فاعتدلت بحماس تقول " تفضل " دخل معاذ يحمل بين يديه أربع ملفات طلبتهم منه منذ قليل وهو يقول "آنسة سمراء هذه هي الملفات التي طلبتِها، هل تريدين شيئا آخر؟ " سحبت منه الملفات وسألته "هل سترحل؟ " نظر لها بحرج وأكد "نعم فالجميع رحلوا ولم يتبقَ سوانا... لماذا لا تأخذين الملفات معك إلى القصر؟ هذا أفضل من البقاء هنا بمفردك " هزت رأسها برفض وأجابته "مستحيل فقد اشتقت إلى أجواء الشركة كثير، ارحل أنت وأنا بعدما أنتهي مما أفعله سأرحل "عاد معاذ يسألها بحرج "هل أنت متأكدة أنك لا تريدين شيئا " نظرت له بعبوس فخرج معاذ ب**ت فخلعت معطفها ورفعت سماعة الهاتف تطلب مطعم صهيب........... كان يقف أمام كيس الملاكمة الذي أصبح كاتم أسراره منذ سنوات فكلما ضاقت به السبل وجده دائما ينتظره بصبر وجلد ويتحمل منه ما لا يتحمله بشر من عصبية وغضب.. لكم الكيس بعنف يتساءل لماذا يشعر أنه يخوض صراعا أزليا من أجل بنت السلطان التي لن يطولها يوما؟…. يجري ويجري ليجد أنه مازال يقف في مكانه لا يتقدم ... وصل به الحال أن يظل ينظر إليها كلما رآها كانه آخر لقاء لهما فلكم يخاف من القادم فوالدته لن تستسلم بسهولة ...كما أن عائلة سمراء لن تخالف المكاتيب ولن تتقبله لأي سبب فمن هو ومن والده ومن جده حتى يتجرأ فيقف بقلبه العاشق ويطلب يدها؟ ….سواد الماضي يطفئ قوة الحب في قلوبهم جميعا وحقا أصبحت الحلول أكثر تعقيدا من ال*قد ذاتها، قاطع أفكاره رنين الهاتف فخلع قفازات الملاكمة واقترب من المائدة يسحب الهاتف ويقول بحنق " ماذا تريد يا صهيب؟ "تكلم صهيب بسخرية وهي عادة لا تفارقه أبدا "تأدب وأنت تتحدث معي وإلا لن أخبرك أن سمراء هاتف*ني الآن" رفع ليل يده الحرة يدفع بها شعره الذي استطال إلى الخلف ويسأله" لماذا هاتفتك؟ ...هل كانت تريد طعاما؟ " ضحك صهيب بسماجة وأجابه " لا كانت تريد أن تتحدث معي قليلا "صرخ به ليل " تكلم عنها باحترام، ماذا كانت تريد منك؟ " مط صهيب شفتيه وقال ببرود "كانت تريد وجبة صحية وعصير وأخبرتني أن أرسلهما على عنوان الشركة " أسرع ليل يسحب المنشفة وهو يقول له "اسمعني جيدا انسَ أمر الوجبة الصحية تماما أريدك أن تحضر لي طاجن البامياء الذي أحبه وبعض المشاوي وإذا كان لد*ك شيء آخر لذيذ ودسم لا مانع وسأكون عندك حالا"رد عليه صهيب بدهشة " كيف هذا؟ لقد أخبرتني ……. قاطعه ليل بصوت لا يقبل الجدال " لا تجادلني يا صهيب وأنا لن أتأخر عليك" بعد نصف ساعة كان يقف داخل الشركة ويحمل حقائب الطعام بيديه، تقدم يبحث عنها بعينيه فلفت نظرة إضاءة قادمة من أحد المكاتب فتقدم بهدوء ليجدها تجلس وراء المكتب وتنظر لما أمامها باهتمام بالغ وهي ترفع شعرها الحريري بقلم ف*نسل منه خصل لتسرح على عنقها فارتجفت أحداقه بشوق، نزل بعينيه يتأمل تفاصيلها التي تأسره فوجدها ترتدي بلوزة قطنية خفيفة ترسم جسدها بدقة فانتفض بغضب وغيرة واحتدت نظراته فرفعت عينيها في تلك اللحظة لتزداد إضاءة الكون من حوله كأن نظرتها تجعل العالم شديد السطوع على الدوام ...زمجرت سمراء بصدمة من وجوده أمامها "ماذا تفعل هنا؟ " نظر لها نظرة أرسلت قشعريرة لذيذة إلى بدنها ورفع حاجبه "أشاهد هذا العرض السخي، ما شاء الله يبدو أن رجوعك قد أطاح بعقلك من فرط الفرح " وقفت فسحبت أنفاسه مع كل خطوة تقدمتها نحوه بهالتها شديدة العنف على قلبه و رجولته وقالت بغضب " ماذا تقول أنت؟ أي عرض الذي جئت تشاهده؟…. ما هذا الهراء؟" هز رأسه بنظرة قاتلة موجهه إلي جسدها فشهقت بإحراج وأسرعت بسرعة ترتدي معطفها وهي تصرخ به "أيها الوقح ...لن تتغير أبدا….. ما زلت كما كنت تعشق الوقاحة وحرق دمي كأنهما سبب وجودك في هذه الحياة " لم يرد عليها بل تقدم إلى المنضدة الصغيرة المقابلة للمكتب وبدأ بإخراج الطعام الذي كانت رائحته كم**ر لحواسها فهي جائعة وبشدة، اقتربت تساعده في إخراج الطعام فارتفع طرف شفتيه في شبه ابتسامة كأنه يعلم أنها لم تكن لتقاوم، جلس على ركبتيه فجلست مثله وبدأت تأكل بيديها كأن عقلها مازال يذكر أنه يكره الملاعق والشوك، كانت تطلق همهمات مستمتعة فظل يراقبها قليلا ثم قاطعها قائلا " إلى متى يا سمراء سترفضين أن تضحي من أجلي قليلا؟" لم ترفع عينها له لكن قلبها كان يميل إلى جبهته بعذاب وسألته بصوت مخنوق "وماذا أملك يا ليل لأضحي به وقد ولدت مسلوبة الإرادة؟ ماذا تنتظر مني والشيء الوحيد الذي كان ملكي سلبتني إياه منذ زمن؟ صدقني ليس بيدي شيء " مد يده إليها يرفع وجهها بأصابعه حتى أصبحت عيناه في عينيها وقال " تملكين نفسك، تزوجيني ودعينا نواجه الجميع عائلتك وعائلتي فنحن لم نخطئ لنتعذب كل هذا العذاب " ارتعش فكها بين أصابعه فنظرت له بإباء وقالت "مستحيل، ليست سمراء العزايزي من تفعل هذا وأخبرتك بذلك ألف مرة، لذلك دعنا نأكل بسلام وأنهِ هذا الحديث " اشتدت أصابعه على وجهها بخوف وقال من بين أسنانه " لقد **ت عن حديثي لسنوات وأنا أظن أن هناك حلا لكن كل الأبواب أغلقت في وجهي لدرجة أنني أخشى أن أنام في يوم ما وأستيقظ على خبر ضياعك من بين يدي اسمعي كلامي فأنا ……….**ت قليلا ثم تحرك حتى صار أمامها وأمسكها من مرفقيها وأكمل حديثه قائلا " شعوري تجاهك منذ سنوات لم أجد له وصفا فحتى كلمة عشق أقل من أن تطلق عليه، أشعر أنك جزء مني وانفصل عني وعليه أن يعود إليّ لأكتمل فهمت في بلاد الله أبحث عنك حتى وجدتك هنا ….سمراء لا تدعي الماضي يفرقنا فبرغم كل قوتي أريد أن أعترف لك ولن أخجل أبدا أنني أضعف من أن أبتعد عنك….أني بدونك لست أنا بل أكون آخر لا أريد أن أكونه …. وافقي وامنحيني حق الولوج إلى عالمك ولنعبر معا إلى بر الأمان ونواجه الجميع" يا الله، هل هي صنم لتقاوم كل هذا الحب؟ هل هي قوية لدرجة أن تدعي ال**ود أمامه؟ ….لا…. فبداخلها بركان من عشق أحرقها وما أبقى منها شيئا، بداخلها حب ما عاد يقوى على ال**ود ولكن ثمن هذه المشاعر غالي، ثمنها العائلة ثمنها إخوتها.. أبوها... أمها... ثمنها أغلى من روحها وهذا قدرها قربه موت وبعده موت فما الفرق؟ اقتربت منه قليلا ووضعت جبهتها على ص*ره وقالت بقهر "لا أستطيع أن أخون أبي وإخوتي لا أستطيع، أنا آسفة " تنفس بقوة يمنع سقوط دموعه التي تجمعت بقوة في عينيه وقال "لا تتأسفي يا قلبي، فأنا أعشق كبرياءك لكني أخاف أن أواجه الجميع بحبك وأنت لست ملكي فلا أراك مجددا، أخاف أن يأخذوك بعيدا عني و يزوجوك ….أقسم أن قلبي سيتوقف من مجرد التفكير، كان حلمي لسنوات أن أتزوجك في أرض العزايزة وأمام الجميع لكن ما يحدث أمامي يثبت لي أنها مجرد أحلام لن تتحقق أبدا ….كم أخشى أن يصبح قربك أنت أيضا حلما، يا ويلي من عذابي حينيها " رفعت رأسها تنظر لعيونه اللامعة بحب قد احتلها بسطوته فاستسلمت له بطيب خاطر وقالت "أعدك يا ليل العزايزي وعد شرف أنني لن أتزوج غيرك مهما حدث، إما أنت أو لا زواج حتى تأتي لي يوما وتقول لقد حاربت لأجلك وسأتزوجك أمام الجميع" ابتسم بقهر ومال يقبل جبهتها فقد مرا بالكثير معا ….لحظات لا تنسى من فرح وحزن وحب وغضب وعذاب... مر بلياليها شوق فتك بهما بأسوأ الطرق ورغم ذلك لا أحد بإمكانه الابتعاد ..قال لها مدعي المشا**ة "اذا يا مهرتي الجامحة دعينا نسرق من الزمن لحظات لعلنا نحتاج إليها فيما بعد كزاد في رحلة نجهلها " أدارها بين يديه كأنها لعبة صغيرة وأجلسها أمام المنضدة وجلس بجانبها يحاوطها بذراعه ويطعمها بيده الأخرى، مر وقتهما بين مشا**ات وأحاديث لم تنتهي عن ذكرياتهما معا وانتهى به الأمر بأن أوصلها إلى القصر وهو يشعر أن قلبه مقبوض كأن هناك خاطر خبيث يتوارى بين تلافيف عقله........... حمد عاصي ربه فمن كان يتوقع أن هذا سيحدث، لم يغمض له جفن طوال الليل خائفا أن تصل هذه المصيبة إلى هنا لإكمال تمثيلها الرخيص وإحداث فضيحة لهم وقد صدق حدسه فها هي تقف أمامه بكل تبجح تحمل بيدها أوراق لا يعرف كنهها وتلوح بها في وجهه بشراسة وتصرخ عليه كأنه عدوها اللدود "هل كنت تظن أنني لن أعود وأطالب بحقي؟ ... لا، أنت واهم فأنا لن أتحرك قبل أن أتزوج والد طفلي حتى لو اضطررت أن أصعد الأمر إلى المحاكم والإعلام " كان صوتها يدوي فلفت الأنظار إليها فنظر لها عاصي بغضب وقال "أخفضي صوتك وإلا لست مسؤولا عما سيحدث" في هذه الأثناء كان بشر يقترب منهما يدك الأرض بأقدامه وجسده يشع بنفور وثورة كاد أن يقف لها قلبها ...نظر لها بشرٍّ لا تعلم نهايته ولكنها لم تكن لتتراجع بعد كل ما فعلته من أجله، أمسك بشر ساعدها يهزها بعنف وغضب وهو يقول "هل جننتِ؟ ماذا تفعلين هنا؟ " نظرت له ببرود وقالت كأنها تتحدث عن أحوال الطقس "جئت بما يثبت أني أحمل طفلك وسأدخل الآن إلى كبيركم لأخبره بكل شيء" انطلقت صرخة مستنكرة من فم أسد الذي وصل للتو أما بشر فكان يسمع بأذنيه هذيانها كأنه صوت عالمه الذي ين*دم ….**ته جعل الشباب ينظرون له بريبة أما هي فوقفت تشاهد عينيه اللتين سرحت بعدم تصديق إلى الأوراق فسحبها منها بعنف وظل يقرؤها ثم صرخ بها "أنت كاذبة وهذه الأوراق غير حقيقية... اذهبي من هنا وابحثي عمن فعل بك هذا فأنا أحذرك من الاقتراب مني مجددا... هل أنت مجنونة إلى هذه الدرجة؟ " وقفت أمامه بقوة هزت أعمق مواطن روحه " حسنا يا بشر سأعود إلى أمريكا وعندما ألد سأرفع ضدك قضية إثبات نسب وستكون أنت السبب في أن يطلق على ابنك لقب ابن حرام " **ت مطبق كان إجابته عليها حينها تأكدت الشكوك وعم الذهول، فنظر له إخوته بعدم تصديق فأنزل رأسه إلى الأسفل كأنه أصبح متهما والتهمة خيانة عظمى لنفسه قبل الجميع، كان فاقدا لكل شعور حوله، ضائعا في زمن عانده في كل شيء وسلبه كل ما أراده ليورطه مع تلك التي تقف أمامه تتبجح بخطيئة لا يذكر أنه فعلها، سحبه عاصي بعيدا وهمس له بعنف "أخبرني هل حدث بينك وبينها شيء؟" نظر له بشر بان**ار أعظم من أن يفسر لكنه كان واضحا على تقاسيمه "لا أذكر شيئا سوى أنني استيقظت يوما فوجدتها في سريري" جذب عاصي ساعده بغضب "كيف ومتى وأنت لم تتقبل أبدا رحيل تولين؟... أنا لا أفهم شيئا، ثم ألست تعاني من مشاكل قد تمنعك من أن تكون أبا؟... ماذا يحدث يا بشر؟"رد عليه بقهر "لا أعلم ماذا يحدث ولا أذكر شيئا، كل ما أعلمه أنني واظبت على العلاج لسنوات وفي آخر فحوصات لديّ كانت نسب التحسن تزداد وها أنا الآن أقف أمامك متهما بتهمة شنيعة لا تحتمل "شعر عاصي بالشفقة عليه فقال له بقوة "هذا الكلام لا يفيد الآن، أولا علينا أن نتأكد من أنها ليست كاذبة فإن كانت حقا تحمل ابنك فنحن لا ننكر أبناءنا ولا نأتي بهم من الحرام فعليك أن تتزوجها فورا وبدون تفكير" همس له بشر بقلة حيلة "ماذا عليّ أن أفعل؟ " ولأول مرة يتولى أحدٌ عنه تدبير أموره لأنه أصبح عاجزا حتى عن التفكير فقال عاصي "ستأخذها من هنا فورا وتنطلق إلى مشفي العلمي وأنا سأتواصل مع الطبيب طاهر قريب حورية زوجة منير في أن يسهل لنا كل الأمور داخل المشفى وبسرية تامه فهو رجل محترم وله الكثير من العلاقات كما أنه طبيب فيمكننا الوثوق به، علينا أن نتأكد مما تقوله أولا وبناء عليه سنتصرف، هيا أسرع فهي لن ت**ت ولا أريدها أن تلفت النظر أكثر من هذا" مد بشر يده يمسك ذراع عاصي بقوة وقال بضياع "لا تتركني يا أخي "بادله عاصي النظر بغضب وقال له "ماذا تقول أيها الأبله؟ نحن إخوة ورابطنا لن يحل سوى بالموت فقط اذهب واعلم أننا جميعا معك " تحرك بشر خطوتين ثم عاد قائلا لعاصي بأسف "آسف أنني لن أكون بجانبك الليلة لكني أتمنى من كل قلبي أن تنولها فصدقني إن كنت تعشقها ستكون الحياة من دونها جحيما"ضمه عاصي بأخوة لا تبددها الظروف وهمس له بخوف "أتمنى أن تسير الأمور على ما يرام" ثم ابتعد عنه وقال له "اذهب، هيا " تقدم بشر بدون كلمة يسحبها من يدها وسط ذهول الشباب... كانت ملامحه غامضة مضطربة كئيبة وهذا ما زعزعهم بشدة لكنهم اكتفوا بال**ت حين ركب السيارة وانطلق بها، لمح عاصي طاهر يدخل بسيارته من بوابة البيت الكبير فأسرع إليه لعله يكون خير عون لهم في هذه الكارثة...... بعد ساعات كان يجلس على مقعد في ممر المشفى يعقد ذراعيه على ص*ره ويرفع عينيه إلى السقف مائلا برأسه على الحائط خلفه يلهج بدعاء صامت خرج من أعماقه طامعا في فرصة ثانية، فهو متيقن أن كارما ليست سوى ابتلاء وعقاب من رب العالمين فبعد موت تولين فقد عقله وسار في طريق المعصية ونسي أنه ليس سوى عبدا ضعيفا جدا عليه أن يسلم أمره لمالك كل أمر والله بقادر على أن يطفئ جحيم حزنه ويمده بالصبر ….ظل هكذا حتى غفت عيناه بإرهاق وهو جالس، شعر بشيء يتحرك بجانبه وسمع صوت حفيف ثوب ففتح عينيه ليجدها تجلس بجانبه بثوبها الأ**د منحنية الرأس وقد أخفى شعرها الطويل كل ملامحها فدمعت عيناه بشوق ومد كفه الثقيل يريد أن برفع شعرها بلهفة قائلا بعذاب مرير "تولين " لم تلتفت له بل ظلت كما هي وقد سقطت دمعة واحدة على كفه فوق ذلك الحرق الذي أصابه ليلة الحادث فالتهب الحرق بعنف كأنه قد أصيب به للتو ...وزاد الألم فهمس لها "صغيرتي انظري لي ..اقتربي …. لقد اشتقت إليك حد الموت، عودي إليّ أو خذيني معك لا تتركيني ثانية ...أنا منذ رحيلك ضائع وتائه كطفل صغير فقد أمه وارتكبت ألف حماقة **رتني، سامحيني "لم ترد عليه بل رفعت يدها بمفتاح صغير وانخفضت للأسفل، فنظر لها بشر باستغراب وحزن لا يعلم لما حركته مقيدة فلا يستطيع حتى التشبث بطرف ثوبها ليجد أقدامها مقيدة بسلسال ذهبي والصغيرة تفتح قفله وتحله….. ظلت تحله وهو يصرخ بها رافضا يعتذر ويبكي لكنها حررت نفسها ووقفت أمامه تفتح راحة يده التي ارتعشت بوهن لوطأة لمستها فتضع بها المفتاح دون أن تنظر لعينيه مطلقا بل استدارت ورحلت فصرخ برعب ينادي عليها حتى انتفض من غفوته مفزوعا ودموعه تغرق وجهه متخبطا غير مدرك أن هناك صرخة انطلقت في مكان ما بنفس المشفى صرخة رغم ضعفها إلا أنها صرخة فتاة مازالت تعيش مأساة لحظة مفجعة ..صرخة انتظرها الحاج صلاح منذ شهور ….. يجري منير بفزع داخل ممرات البيت الكبير يغض بصره فالبيت مليء بالنساء ولو علم الشيخ جعفر أنه دخل إلى هنا سيقتله ويمثل بجثته ليكون عبرة لمن يعتبر، يسمع ضحك الفتيات وهمسهن ولكنه لا يبالي سوى بالذي جعله يتهور لهذا الحد...فمنار هاتفته منذ قليل تخبره أن حورية لا تكف عن البكاء ورفضت أن ترتدي العباءة البيضاء مثل باقي العرائس معلنة أنها لن تتزوج ….هل جنت؟ ….لقد عات معه منذ ساعات وكانت بخير لا يشعل قواها الثائرة على الدوام شيء، اليوم ستصبح زوجته برضاها أو غصبا عنها لقد صبر عليها حتى مل الصبر من صبره وحينما أصبح على شفا خطوة من امتلاكها تريد الهروب فلتحلم كما تريد وهو أيضاً سيفعل ما يريد، فتح باب الغرفة ودخل ليجدها تجلس على السرير وتحتضن غفران التي بدا عليها الحزن والضياع وتبكي بقوة كأن هناك أحدا قد مات وهو لا يعلم، نظر للحاضرين فقد دخل دون استئذان ليجد تبارك وسما وأسمهان وبلقيس يشاهدن ما يحدث ب**ت وتأثر وخصوصا بلقيس التي كانت تبكي بهدوء، ف*نحنح واقترب منها بإحراج يسأل "حورية ماذا حدث؟ لقد أخبرتني منار أنك تبكين" نظرت له بحزن وقالت بصوت باكي" لا أريد أن أتزوج، بل لا أريد أن أتزوجك أنت، أريد الرحيل حالا " حاول أن يكتم غيظه وقال بهدوء " حوريه ...سنرحل سويا بعد عقد القران اصبري قليلا فقط " صرخت به بغضب "بل سأرحل الآن بمفردي فأنا كنت وسأظل حرة منطلقة لن أتقيد برجل أبدا" رد عليها بغضب لم يعد يستطيع مداراته "تعقلي يا حورية سنتزوج أولا وبعدها سنناقش حقوق المرأة خاصتك، هيا اغسلي وجهك واستعدي" قفزت واقفة على السرير تتكلم بثقة كأنها في المحكمة " هذا يسمى ضغط و زواج بالإكراه أنا لست موافقة، فأنا وأنت قضية قد أُخذ فيها الحكم النهائي" اقترب من السرير ووقف بوجهها وقد أوصلته لقمة غضبه هادرا "سأتزوجك بالإكراه يا حورية... وخروج من هنا لا يوجد وإن كنت مجنونة فأنا تخطيت مرحلة الجنون والليلة ستصبحين زوجتي" دفعته بص*ره بقوة وسط نظرات الفتيات التي تتراوح ما بين الفزع والصدمة وهي تقول " ماذا تظن نفسك؟ أنت لست ولي أمري... أنا امرأة حرة ومستقلة ولن تغصبني على شيء" اقترب بوجهه منها وأصر قائلا " بل أنا أمرك كله يا حورية... فأنا وحدي من شاب شعره بسبب جنونك وأنا من ضاع عمره ينتظرك أن تنتهي من لهوك وحريتك الفارغة...و أنا من ترك كل طموح له في الحياة فأصبحت لا أملك سوى أرضي وأنت…. وأنا من باع كل من يعرفهم لأنني همت وراءك أحاوطك منذ سنوات فنسيت رفقتي وناسي، أنت لي اقتنعتِ أم لا لن يفرق معي حتى قلبك الذي لم يحبني يوما لم يعد يفرق معي، لن أعطيك مزيدا من الوقت فلم يعد لدي صبر ولا وقت ولا قوة لأتحمل بعدك ثانية" عنف أنفاسه التي تض*ب وجهها ولدت لديها شراسة وعنف فهمست بقهر " من قال أنني لا أحبك أيها الغ*ي؟... فبرغم بعدي ورفضي لن أنكر أن شعور الأمان لم يكن يفارقني معك، كنت أعلم دائما أنك حولي لكن الزواج صعب... لا أصدق أننا سنصبح كيانا واحدا …أخاف من أن ……...قاطعها بصوت أجش قائلا "تخافين من ماذا يا حوريتي وأنا معك؟ فقد بعت سنوات عمري واشتريت حبك فماذا بعد؟ …. لا تستعجلي ولا تتوتري واعبري إلى عالمي الذي ينتظر ثوراتك بفارغ الصبر" أصبحت أقدامها كالهلام لا تحملها وقلبها كأنه أخذ قرار القفز في فوهة بركان لا تعرف له قرار فهمست بضعف وهما غافلان عن العيون المراقبة للمشهد "أخاف على قلبي يا منير" ابتسم أمام عينيها برجولة طاغية وأكد لها "لم يعد قلبك ... فقد أضحى ملكي وبحمايتي، ورجال العزايزة يجدون الموت أرحم من وجع القلوب، فقط أمسكي يدي ودعينا نحدث ضجةً وجنونا في هدوء أيامي" تحول الغضب إلى حنان وبلحظة تطور إلى دلال فزمت شفتيها تسبل أهدابها فاقترب منها أكثر غير مدركين لأسمهان التي تهمس لسما بأدق التفاصيل وتبارك التي تنقل الصورة بحذافيرها إلى غفران، وبلقيس التي مازالت دموعها تجري بتأثر وخاصة حين قالت حورية "عدني أنك ستتحملني مهما حدث، ستحبني مهما كبرت وتغيرت، ستظل تقول لي هذا الكلام الجميل وتحتوي صخبي بتفهم وصبر، ستشاركني كل شيء فرحي وألمي، ستحرص ألا يصيب قلبي الصقيع بل سيظل دافئا بحبك" ابتسم لها بسعادة وقال " إذا لم تكن كل السنين الماضية وعدا كافيا لك بألا نتفارق مهما حدث إذاً إليك وعدي يامن لا يلزمني في براح الكون بأكمله سوى ضيق حضنك " اقتربت شفتاه من جبهتها فشهقت تبارك ووضعت يدها على أعين غفران التي صرخت بها "أخبريني ماذا يفعل" فكان صوتها من أعاد له عقله فابتعد عن حورية يحمحم بإحراج ويقول "لم أفعل شيئا يا آنسة غافي أنا رجل محترم من أين لك بهذه الأفكار الم***فة؟ ….أظن أن لدي فكرة عمن أحضرها إلى رأسك ودفاعا عن شرف العائلة سأقتله "ابتسمت غفران بحب ورغم أنه لم يفهم مقصده سواها وحورية إلا أن روح الدفء ملأت الغرفة فجأة فرفعت غفران هاتفها لتبارك وهي تقول "صورينا يا تبارك فأنا لم أكن لأفوت تصوير كل ما حدث لكن يبدو أن وضعي جاء لصالحه "كانت تتحدث بمرح **ر الجميع فمن يرى هذه المقاتلة يعلم أن في الحياة هموما تفوق الخيال ورغم حزنه وإحراجه وقف بثبات بجوار السرير يضع ذراع حوريه بذراعه وقد اشتعل وجهها من شدة الخجل فلم ترحمهما غفران من التعليقات المشا**ة…. كان غرفتهن الوحيدة التي يعلو الضحك بها رغم أنها تحوي بداخلها قلوبا عانت بقسوة وأخرى على حافة الهاوية، دخلت نعمة بعصاها عابسة... لتتفاجأ بوجود منير الذي قفز يقبل رأسها ورغم هذا طاله من العصا بعض الض*بات...........

Great novels start here

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD