الفصل (2)

1833 Words
خـارج مصر في احدى الدول الاجنبية- رجـل عجـوز بالخمسين من عمره تقريبًا.. يجلس في غرفة ما امام الشرفـة وبين يداه صـورة لأبنته الوحيدة "اسيـا" يتحسسها بأصبعه وهو يردد بشرود وكأنه في دنيا اخرى غير تلك التي بدأت تظهر له مخالبها بعد النعيم : -اشتقت لك يا طفلتي.. اشتقتلك جدا !! ثم ابتسم بحزن متابعًا : -بقيتي تلاته وعشرين سنة بس لسة طفلة بالنسبة لي ... كادت دموعه تنهمـر ويكمل بصوت مبحوح متذكرًا ما حدث : -بُعدي عنك على عيني يا نور عيني.. الله يلعن اليوم اللي قررت اشتغل فيه فـ الشغل المشبوه لولاه ماكنش هددوني الحثاله دول!! مسح دموعه بسرعة ثم اكمل بصلابة : -سامحيني ملاقتش مكان أمن اكتر من حضن ادم صفوان.. حتى الشيطان مايقدرش يأذيكِ هناك هز رأسه ثم أردف وكأنه يحادثها : -اه هو صعب شوية.. لا شويتين الصراحة !! بس انا متأكد إن طفلتي هتخليه يلين معاها هي ! بالرغم اني ما تعاملتش مع ادم الا كام مرة بس عرفت انه وقع فـ شباك عشفك يا طفلتي، وقع زي منا وقعت في عشق والدتك الله يرحمها.. عشق يمكن مؤلم ومتعب كمان في البداية بس انا واثق انك مُدرسه تقدر تتعامل مع عنفه بس لما تعشقيه !!.... تمدد ببطء على الاريكة يحتضن الصورة بحنان وهو يتابـع : -مش هقدر اعرضك للخطر معايا واتنقل بيكِ من مكان لمكان كل يومين !! وارتسمت ارق ابتسامة على وجهه هامسًا : -تصبحي على خير يا طفلتي... ! ****** -القـاهرة الكبـرى... المعادي- كانت "سيليا" تسير بخطى هادئة مترنحة نوعًا ما بسبب السجائر المكونة من "م**رات" التي شربتها ولاول مرة .. !! لم تبالي عندما ركضت خلفها صديقتها فأصبحت تمشي دون توقف حتى وصلت منطقة شبه مهجورة وحدها... سقطت على الارض وهي تردد بلا وعي بصوت مبحوح : -لية بيحصل معايا كدة؟! كل حاجة فلوس فلوس.. الحياة مابتمشيش من غير الفلوس !!! نظرت للسمـاء الزرقـاء لتلمـع عينـاها الزيتونيـة وهي تهمس بحروف زائغة : -واضح إن شقيقتي الوحيدة هتموت لو ماجبتش الفلوس دي، وهبقى مليش مكان اقعد فيه كمان !! وفجأة صرخت بانهيار : -طب اجيب الفلوس دي منيين !!!!؟ أمسكت بهاتفها لتلقيه بعنف على الارضية وهي تكمل صراخها المبحوح : -والحيوانة شروق مابتردش ليية.. مابتفتكرنيش غير فـ المصايب بس!! هأ وانا متوقعة منها ايه ما احنا اتربينا فـ ملجأ حقير واتعلمنا كل حاجة وحشة مانفعناش الا انه كان مكان نقعد فيه !!!! وفجأة إنتبهت لشخص مـا يقف امامها فرفعت عينـاها ببطء لتتجمد عندما وجدت من ينظر لها بترقب ولكن نظراته لم تكن ثابتة اذ كان يبدو من هيئته انه "ثمـل" وبشدة !!.... نهضت مسرعة وهي تسأله بحروف متقطعة : -عايز ايه انت كمان؟ اوعى تقول عايز فلوس زيي!!؟ وفجأة وجدته يمسك ذراعها بقوة ضاغطًا عليه وهو يقول برغبة : -لا مش عايز فلوس.. عايزك أنتِ !! دفعته ببطء وهي تسبه بحنق : -ابعد عني، الله الله ايه مشكلتك معايا عايزني ايه وجنون ايه ؟!!! استدارت وكادت ترحل مترنحة ولكن فجأة وجدته يسحبها معه بجنون وهي تهذي بكلمات غير مفهومة.... ثم أسقطها ارضًا وهو فوقها يمزق ملابسها بعنف.. وهي تحاول دفعه بعيدًا عنها بعشوائية... بينما هو لم يراها... كان يرى زوجته الراحلة.... الخائنة فقط !!! زوجته التي جعلته يصبح قاتلًا على اعتقاد أنها قُتلت غدرًا ولكن اليوم فقط اتضح له انها لم تكن سوى خائنة !!.... اصبح يُقبل "سيليا" بجنون وهو يردد : -لية عملتي كدة؟ هاا جاوبيني انا اذيتك فـ ايه؟!!!! ولكن الاخرى كانت كمن يقاوم حتى يدفعه... تقاوم لتتمسك بوعيها ورشدها ولكنها صارت تستطرد بوهن : -ابعد عني عشان مش أذيك بجد!!! وفجأة شعرت بملابسها تمزق بسرعة وهو يُكبل يداها الاثنان بقبضته القوية السمراء... بينما يهمس عند اذناها : -هششش اسكتي.. مش هتحصل حاجة وحشة، هتحبي الموضوع !!! همس بأخر حرف وهو يُقبل شفتاها بعنف حتى شعر بدماءها بين شفتاه... حاولت ابعاده اكثر من مرة... ولكن ارتخت أعصابها عندما يأست من تركه لها !!.... لمساته الخبيرة كانت تؤثر فيها نوعًا ما وهي مستسلمة... ولكن شعور الالم الذي اصبح كالمُخدر اقوى منها... !! كانت تشعر بكل شيء... ولكن كمن ليست قادرة على اعطاء رد فعل !! ****** -قصر آدم صفـوان- في الصباح دلف "ادم" إلى غرفة صغيرته الحمقـاء بهدوء... لم يلقي تحية الصباح حتى على زوجته المصونة فهو متأكد من أنها لا تفرق معها تلك الامـور... ما يفرق معها حقًا هي الاموال !!... الاموال التي تزوجته من اجلها ليس الا.. كانت "اسيا" تغط بنوم عميق عندما دلف ليتجه نحو فراشهـا... جلس على الفراش جوارها لينزل بعيناه ببطء عند بطنها البيضاء التي ظهرت من التيشرت القصير الذي ترتديه عند النوم.. فمد يده بهدوء شديد يتلمسها ببطء.. ليلفت نظره الاثـر الواضح على وجنتها من صفعته امس.. فاقترب منها ليطبـع قبلة رقيقة على وجنتها أشعلت ما يدفنه داخله من اجلها !!... لا يريدها ان تخافه اكثر... لو دخلت داخله وعلمت الجنون الذي ينشب كأقوى وأعنف المعارك تجاهها لهربت رعبًا ليس اكثر !... تحسس موضع الصفعة وهو يهمس بشرود : -اسف يا طفلتي.. حاجتين مابقدرش اتحكم فيهم... عصبيتي و.... اغمض عيناه وهو يلثم جانب ثغرها برقة : -وهوسي بيكِ !!... هوسي ومرضي اللي انا مش عايز علاج ليهم ... وفجأة استيقظت لتفتح عيناها وهي تدفعه بعيدًا عنها حتى كاد يسقط : -ابعد عني ماتقربش مني كدة، أنت ما بتفهمش عربي؟؟ اغمض عيناه بقوة يحاول التحكم بأعصابه حتى لا يفتك بها... فلو كانت شخصًا اخر لكان أفرغ رصاصه بعقله الان !!!.... فتح عيناه المظلمة فجأة ليقول بخشونة : -يلا البسي هدومك وانزلي هنفطر سوا ثم خرج دون ان يعطيها فرصة الاعتراض.. فاتسعت عيناها وهي تحدث نفسها بحيرة : -معقول كلامي امبارح عن خروجي أثر فيه فعلًا؟! ده عمره ما فكر يخرجني من الاوضه دي !!!! ثم ض*بت رأسها وهي تنهض بسرعة : -بطلي رغي يا اسيا وقومي.. انا هاوريه مين هي اسيا الشرقاوي !! وصلت للدولاب المخصص لها... لا تنكر أنه يعيشها برفاهية كما كانت في منزل والدهـا.. ولكن اشياء اخرى كالشعور بالسكينة تفتقدها !!.... وفجأة وجدت من يدلف دون طرقة حتى الباب.. إلتفتت لها مسرعة لتجد زوجته "جمانة" فسألتها أسيـا ببرود : -يا ترى عايزة ايه عشان اتشرف بوجودك فـ اوضتي!؟ كـزت جمانة على أسنانها بغيظ.. ثم أردفت بهدوء مصطنـع : -ولا حاجة.. ادم بس أمرني اني اد*كِ الهدوم دي عشان تلبسيها وتنزلي للجنينة ! عقدت أسيا حاجبيها مفكرة بكلامها.. فهي لم تتعامل مع جمانة سوى مرة او مرتان تقريبًا... ولكن لم تبدو لها المرأة المسكينة اطلاقًا !!!.... قطـع تفكيرها صوت جمانة المتلهف بخوف مصطنع خال على اسيا قبل ان تغادر : -يلا يلا.. واحب افكرك انه عطاكِ مهلة عشر دقايق وتكوني ادامه والا هتشوفي رد فعل مش هيعجبك ابدًا ثم أغلقت الباب خلفها لتفتح اسيا تلك الملابس التي كانت عبارة عن شورت چينز يصل لما قبل الركبة وتيشرت نصف كم ضيق... ارتدتهم بلامبالاة متجاهلة كلام ادم الذي اخبرها به منذ أتت لمنزله "اقسم بالله لو شوفتك بالهدوم دي ادام راجل تاني غيري هاوريكِ الجحيم في الدنيا " !!!! فتحت الباب وخرجت بهدوء متجهة للحديقة.. لم يكن الحرس موجودين فابالطلع امرهم ادم بالخروج لتهبط هي.... توجهت نحو الحديقـة حيث يجلس كلًا من "ادهم" وادم الذي كان يستمع لأدهم -صديقه المقرب- وهو يقول : -كنت هموت من القلق امبارح يا ادم، مكنتش متخيل ان يحصل لشروق حاجة وحشة وبسببي كمان !! ابتسم ادم متهكمًا ببرود : -تستاهله.. كام مرة قولتلك تيجي تشتغل معايا بس انت كالعادة بترفض وانت بتقول زي البغبغان " لا يا ادم.. السرقة اهون من تجارة السلاح يا ادم "!!! وقبل ان يرد ادهم كانت "اسيـا" تندفع تجاههم بطلتها السارقة للأنفاس.. ليُنزل ادهم عيناه بسرعة قبل أن يدقق بها.. وعندما رأى عينا "ادم" التي أحمرت وهو يصك على أسنانه بعنف حتى اص*رت صوتًا همس بقلق : -الله يرحمك يا مرات اخويا كنتي طيبة !!! وكذلك كان حال اسيـا التي تراجعت بارتعاد عندما هب ادم واقفًا وهو يصرخ بأسمها بجنون : -أسيــــــا ....! وبلحظة كان يقترب منها مندفع كالثور الهائج الذي يوشك على ارتكاب جريمة الان بينما هي تتراجع كالقط المذعور........!!! ******* كادت تركـض من أمام ذلك الذئب الذي كان على وشك الانقضاض عليها.. قدماها لم تعد تحملاهـا وأعلن دقـات قلبها السكـون لحين أصـدار لحـن يتفاقم وسط تلك كالنيـران المشتعلة !!... ولكن كرامتهـا كــ "أسيـا الشرقـاوي" كانت كأرض صلبـة إنتشلت جاذبية الكـون لتُثبتهـا على الارض اسفلها.. وبأقل من لحظات كان امامهـا يسحبها من ذراعهـا بعنف خلفه متجهًا لغرفتهـا، وهي لم تنطق بحرف.. ولكن عندما جذبها وهو يتسابق مع الريح في خطواته كادت تسقط على السلم فتأوهت بصوت عالٍ صارخة : -استنى رجلي هتت**ر يخربيتك!!... ولكن لم يُعيرها انتبـاه... الجنون أطلق نيرانه في ساحة عقله فلم تتبقى ولو خلية واحدة تحثه على الهدوء !!... وصل الغرفة فدفعها بكل قوته للداخل فسقطت مصدمة في الأريكـة ثم ابتلعت ريقها بقلق عندما أغلق الباب.. حاولت النهوض وهي تهمس بحروف مرتعشة : -ادم لو سمحت اهدى.. كل الموضوع إن....آآ ولكنه قاطعها عندما قبض على ذراعاها الاثنـان بقوة حتى تأوهت من ألم قبضته.. فظل يهزها بعنف حتى اصطدمت بالحائط خلفها اكثر من مرة وهو يصيح بجنون : -ازاي عملتيها ؟؟ ازاي اتجرأتي!!... تظهري ادام راجل غريب بالمنظر ده؟ ازاي ! قال اخر كلمة بصراخ ازداد أشعره ان حباله الصوتية على وشك الأنفجـار... ليدفعها بعيدًا عنه وهو يكمل وكأنه مصدوم : -رغم تحذيراتي الكتيرة واني قولتلك ان الموضوع ده بالنسبالي خطير ض*بتي بكل كلامي عرض الحائط وخرجتي تبيني جسمك للغريب !!! وفجأة صرخت هي الاخرى بحـدة لم تبالي أنها سلاح موجهة ضد من هو ضد ال**ر !! : -بطل جنان بقا، لو كنت مريض انا هعالجك وهتسمعني غصب عنك يا مجنون !! إرتعـش جسدهـا كله وكأن صوته الذي خرج للتو زلزال مُخيف : -أسيـــــــا !!!! ثم اقترب منها ببطء.. ببطء شديد وهو يحدق بزرقـة عيناها التي اختلطت بالاخضـر كخلفية واضحة لقلقها منه !!... ليصبح على بُعد إنش واحد منها يهمس بصوت اشبه لفحيح الافعى : -أنا مفيش حد على وش الدنيا يقدر يجبرني على حاجة مش عايزها، سمعتيني ؟؟ اومأت مسرعة ليبتعد ولكن على الع** اقترب اكثر حتى شعـرت بسخونة جسده فوق جسدها.. ولكن تلك المرة ليس رغبةً وإنمـا غضبًا وجنونًا !!... وكأن ذلك الرجـل سقطت حروف قاموسه جميعها الا من تلك المشاعـر.. ثم قـال وهو يتحسس قدمهـا البيضاء الظاهرة : -لو عايزة تظهري مواهبك فـ المفروض تظهريها لجوزك بقا اولى من الغريب.. ! كادت تفقد توازنهـا عندما مس قدمها بتلك الطريقـة.. ولكنها تماسكت وهي تخبره ببرود : -بما أنك مش عايز تسمعني.. فـ اه انا عايزة اظهر مواهبي ادام الغريب ! اغمضت عيناها بسرعة عندما سمعت زئيره العالي الذي يشبه زئيـر اسد سينقض على خ**ه الان... وتوقعت صفعة عنيفة تجعلها تفقد الوعي... ولكن تلك الصفعة لم تكن لها بل كانت للمرآة المعلقة التي تهشمت لقطـع صغيرة اختلطت بدماء يده التي اصبحت تنزف بغزارة.... شهقت راكضة نحوه بسرعة تصرخ بأسمه : -كفاية جنان.. أشـار لها بيده الاخرى محذرًا : -لو مش عايزة الض*بة دي على وشك ابعدي حالًا !!! عادت للخلف بسرعة وهي تفكـر... هو يتأثـر بها أليس كذلك ؟!... يغلي من لمسة منها !... فلتستغل تلك النقطـة اذًا !!!! اقتربت منه فجأة لتحيط وجهه بيداها وتقبلـه هكذا دون مقدمـات... تحاول التأقلم مع الخبرة التي تكاد تكون معدومـة التي تمتلكهـا امام جنونه وشغفه المطيح بالعقل عندما يُقبلها هو.. وفجأة وجدته يدفعها بعيدًا عنه بعنف.. ثم يبصق على الارض وهو يتشدق بقسوة : -مش انا الراجل اللي الشهوة بتمشيه!!! ما تخليش رغبتي فيكِ تلهيكِ عن شخصيتي الحقيقية.. انا ماحاولتش اقرب منك من يوم ما اتجوزتك الا امبارح !!! استدار وكاد يسير ولكنه توقف فجأة ليكمل ساخرًا مزيدًا طنين قسوته الموجعة : -ومابتستغلش جسمها وشفايفها زي ما عملتي دلوقتي الا العاهرات !! ثم استـدار ليغادر صافعًا الباب خلفه بقوة ولكنها لم تتحرك... ظلت مكانها نظراتها جامـدة وكأن الروح سُرقت منها.. وكلمته القاسية تتردد بأذنيها " عاهرة... عاهرة... ع***ة " !!،،،،
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD