الفصل 6

2407 Words
كان يو جين ومن معه يبحثون بأمر ميري ونام شين ويشاهدون تسجيلات الحفل السنوي ولاحظوا ما يفعله نام شين وأرادوا التأكد من شكوكهم فاتصل يو جين بميري وأخبرها بأن هناك زوجاً نادراً من الح*****ت بحاجة لعناية فائقة والمكان المناسب لهما هو محميتها وطلب منها القدوم لأخذهما وإحضار نام شين ليساعدها لأنه يعلم بأنها لن ترفض أمراً كهذا. وافقت ميري وخرجت من غرفتها وطلبت من نام شين أن يستعد للخروج وإحضار الح*****ت، فرافقها وانطلقا حتى وصلا المكان المنشود حيث كان يو جين ومن معه يراقبون ميري ونام شين من بعيد، ثم قال يو جين لهم: حان الوقت، سأخرج. خرج يو جين ووقف على الرصيف المقابل، ثم اتصل بميري وأخبرها بمكانه ثم لوح لها بيده وقال: هل يمكنك عبور الشارع ومساعدتي؟ لم أتوقع بأنهما بهذا الثقل. ردت ميري: حسناً، انتظر قليلاً. أخبرت ميري نام شين وطلبت منه انتظارها، ثم همت بعبور الشارع وإذا بسيارة تتقدم نحوها بسرعة، فلاحظ نام شين الأمر وما أن رأت ميري السيارة باتت قريبة منها تجمدت ساقيها ولم تستطع الحراك، فأغمضت عينيها مذعورة مستسلمة لما هو قادم. مضت لحظات ولم تشعر بشيء إلا أنها سمعت صوت تحطم قوي، ففتحت عينيها بعد لحظات تنظر من حولها حيث كان نام شين قد أسرع نحوها واصطدم بالسيارة بجسده ليوقفها ويبعدها عن ميري وباتت السيارة في حالة يرثى لها بينما تضررت طبقة النسيج الجلدي التي تغطي جسد نام شين وكشفت أجزاء من هيكله المعدني. استوعبت ميري ما حدث، فأسرعت نحو نام شين بقلق وسألته إن كان بخير فقال: لقد تضررت بعد الأجزاء، ولكنها ليست ضرراً جسيماً. أسرعت ميري نحو سيارتها وأحضرت غطاء ووضعته على نام شين قائلة: هيا لنذهب من هنا قبل أن يتم كشف أمرك. ابتسم يو جين بخبث من بعيد وكلم الرجل المسؤول قائلاً: كان شكنا بمحله، إنه رجل آلي، ماذا ستفعلون، هل ستأخذونه الآن؟ رد الرجل ببرود: كلا، لنراقبهما أولاً لنعرف وجهتهما فإن عادا للمحمية مباشرة، فهذا يعني أن هناك معدات يمكن إصلاحه بها أما إن ذهبت لمختبر السيدة كانغ سننتظر اللحظة المناسبة. استقل يو جين إحدى سياراتهم وانطلقوا خلف سيارة ميري يراقبون من بعيد حيث عادت للمحمية وما أن دخلت ابتسم الرجل بمكر وقال: هذا جيد، استعدوا لاقتحام المكان وابحثوا جيداً لنرى ما الذي تخفيه هنا. دخلت ميري البيت وطلبت من نام شين فتح الغرفة التي تحوي جهاز إعادة بناء الأنسجة الخارجية فقال: لا فائدة من ذلك فيجب إصلاح الضرر الداخلي أولاً. لقد أرسلت تقريراً للسيدة كانغ بحالتي وستأتي عما قريب. ردت ميري بحنق: آلي أ**ق. لقد صدمت السيارة وحطمت نفسك معها. من الجيد أنك لست بشري وإلا كنت في عداد الأموات الآن. رد نام شين مبتسماً: إذن ليس علي الاعتذار هذه المرة لأنني رجل آلي؟ دمعت عينا ميري وقالت بحنق: ولم عليك الاعتذار بسبب هذا؟ هل ذنبك أنك رجل آلي؟ قال نام شين: ليس ذنباً، ولكن كوني رجلاً آلياً يشعرك بالسوء بسبب مشاعرك تجاهي. تن*دت ميري وقالت بغضب: قلت لك أن تتجاهل هذه المشاعر المؤقتة و ... فجأة انقطعت الطاقة وبات البيت مظلماً ولم تكمل ميري كلامها فقال نام شين: هناك من يحاول دخول المحمية. ردت ميري باندهاش: ماذا؟ من؟ نهض نام شين وفتح باب البيت وصمت لبرهة، ثم قال: مجموعة من الرجال ... صوت يو جين، إنه معهم. فقالت ميري: تباً، يبدو بأنهم اكتشفوا أمرك. ماذا سنفعل الآن؟ ما داموا قطعوا التيار فلا بد من انهم استعدوا جيداً لاقتحام المحمية. أخبر السيدة كانغ بسرعة. اتصل نام شين بها وأخبرها بما يحدث فقالت بأنها ستأتي مع قوة خاصة حكومية، ولكنها ستحتاج لبعض الوقت لذا طلبت منه **ب بعض الوقت. نظر نام شين لميري وقال: اذهبي لغرفتك وأغلقي الباب. فردت ميري: وماذا عنك؟ ماذا ستفعل معهم فأنت لا يمكنك إيذاء البشر. رد نام شين: لا تقلقي بشأني وادخلي بسرعة واحتمي جيداً لأنني سأشغل العد التنازلي لتدمير جهاز بناء الأنسجة الذاتي لذا سيحدث انفجار صغير. دمعت عينا ميري وقالت: انفجار، هذا البيت هو الذكرى الوحيدة المتبقية لي من والدي. أمسك نام شين بيدها وسحبها نحو غرفتها وهو يقول: لا تقلقي فلن يحدث ضرراً كبيراً. يمكنك إصلاحه لاحقاً. المهم هو إنقاذ حياتك أنت الآن. أنتم البشر تفكيركم معقد وتهتمون بأشياء غريبة في الأوقات الحرجة. فعبست ميري قائلة: هذا لأن العواطف والمشاعر معقدة وتشعر باندفاعها في أوقات كهذه. بعد دخولهما الغرفة قال نام شين: حسناً، ابقي هنا ولا تخرجي مهما حدث حتى تأتي السيدة كانغ. هم نام شين بالخروج، فأمسكت ميري بيده وقالت: ماذا عنك؟ ماذا ستفعل عندما يدخلون؟ أو بالأحرى ماذا سيفعلون بك؟ ربت نام شين على رأسها وابتسم قائلاً: لا تقلقي، فهم لن يحاولوا تدميري لأنهم ينوون فحصي ودراسة تصنيعي. سأحاول مماطلتهم ل**ب بعض الوقت للسيدة كانغ. ضغطت ميري على يده أكثر ودمعت عينيها لأنها تشك بأن هذا ما سيحدث، ثم قالت: عليك أن تعود لي. عدني بأن تعود مهما حدث، هل فهمت؟ أومأ نام شين برأسه مبتسماً، ثم اقترب وعانقها. ضمته ميري بكل قوتها وطبعت قبلة على وجنته وقالت: كن حذرًا ولا تسمح لهم بإيذائك. عد من أجلي ... سأنتظرك. أومأ لها موافقًا ثم خرج وأغلق الباب عليها في حين كان الرجال قد دخلوا المحمية بأسلحتهم وعتادهم ويتقدمون بسرعة نحو البيت، فوقف نام شين خلف الباب بانتظار دخولهم وتركه مفتوح. بعد بضعة دقائق فتحوا الباب ودخلوا يشهرون أسلحتهم بوجهه، ثم دخل يو جين وأولئك الرجلان وشرعوا يحومون حوله ويتأملونه باندهاش وابتسامة ماكرة، ثم قال الرجل بابتسامة خبيثة: عليَّ أن أعترف بمهارة السيدة كانغ. ابحثوا في جميع أنحاء البيت عن أية أجهزة أو معدات وأحضروا تلك الفتاة المتعجرفة. فالتفت له نام شين وقال: لا شأن لك بها، دعها وشأنها فهي لا تعرف شيئاً بشأن هذه التقنية والأبحاث. فرد الرجل بلامبالاة: أنا أبحث عنها لسبب آخر، فهي تعرف هويتنا لذا يجب أن ننهي كل شيء الليلة. فقال نام شين: لا تحاول إيذاء ميري، هذه جريمة. رد الرجل ببرود: أجل جريمة ونحن معتادون عليها فلا تقلق بشأن هذا. نحن بشر ولسنا آلات صديقة للبيئة وتطبق القوانين. هل تعرف لما هناك قوانين في هذا العالم؟ لأن هناك بشر يخالفونها ببساطة. من يخاف يلتزم بها والقوي الذي لا يخاف لا داعي له ليلتزم بها. هل فهمت؟ صمت نام شين لبرهة ثم قال: لماذا أنتم البشر مخيفون لهذه الدرجة؟ لا تبالون بقتلكم لبعضكم البعض فكيف ستبالون بالح*****ت والنباتات وهذا الكوكب الذي يتداعى وبالكاد يكون صالحاً للحياة؟! وأنت يو جين، إنه يقول بأنه سيقتل ميري أمامك، ألا يزعجك الأمر؟ لقد كانت حبيبتك في يوم من الأيام. أنت لم تحبها، ولكنها أحبتك واعتبرتك الفرد الثالث في عائلتها الصغيرة، أي نوع من المشاعر لد*ك تجعلك تشارك في مؤامرة كهذه ضدها؟! تقدم يو جين نحوه وقال ببرود: حب ومشاعر وكل هذه الترهات لا تهمني في شيء، العواطف هي نقطة ضعف لا قوة. علي أن أضمن مكاني مع الأقوياء وأصحاب النفوذ الذي يخططون للنجاة بأنفسهم عندما تحل الكارثة الكبرى وتتدمر الأرض. هل تظن بأن الحب هو الذي سيحجز لي مقعد في سفنهم الضخمة التي يتهافت الأثرياء وذوي النفوذ والسياسيون على حجز مقاعدهم فيها الآن؟ اسمعني جيداً أيها الرجل الآلي، لا تتحدث بشأن شيء يصعب عليك فهمه ولا يمكنك الشعور به. قام الرجال في هذه الأثناء بمحاولة **ر باب غرفة ميري، فأسرع نام شين وأبعدهم ووقف أمام الباب قائلاً: لن أسمح لكم بإيذائها. ابتسم الرجل بخبث وقال: وماذا يمكنك أن تفعل؟ فأنت لا يمكنك إيذاء البشر. رد نام شين: وأنتم لا ترغبون بتدميري أيضاً. نظر الرجل لمن معه وقال: اعثروا على بطارية هذه الدمية لنأخذه بهدوء، ثم تخلصوا من الفتاة. وجهوا مصابيحهم نحوه يتفحصون جسده وبعد لحظات قال أحدهم: سيدي، أظن بأنها الساعة. نظر له نام شين بما أنه قد كشف أمره وعندما حاول الرجل خلعها أمسك نام شين بيده بقوة ودفعه للخلف، فأوقعه أرضاً. في حين كانت ميري تبكي في الداخل وتحاول الاتصال بالسيدة كانغ. ذهب بعض الرجال للبحث عن الأجهزة وجدوا الغرفة المغلقة وشكوا بأمرها فحاولوا **ر الباب بالقوة وفعلوا وبدأ أحدهم ينادي بأنهم وجدوا جهازاً، فابتسم الرجل ويو جين ومن معهما وأرادا التوجه للغرفة، ولكن انتهى العد التنازلي وانفجر الجهاز قبل وصولهم وسقطوا أرضاً فزعين من صوت الانفجار بينما أصيب الرجال الذين كانوا في الغرفة، ثم نهض الرجل مسرعاً نحو الغرفة ووجد الجهاز بات شظايا متناثرة ومشتعلة، فعاد لنام شين وقال بغضب: هل تظن بأن هذا سيوقفنا؟ رد نام شين: أجل، وإن حاولت أخذي بالقوة سيحدث لي الشيء ذاته. ابتسم الرجل بقلق وقال: هذا مستحيل، لا يعقل بأن تسمح السيدة كانغ بتدميرك بهذه البساطة؟ فقال نام شين: ولم لا؟! يمكنها صنع غيري ببساطة، هل تظنها وضعتني هنا بدون أن تضع احتمال كشف أمري ومحاولة سرقتي؟ كانت ميري تستمع لما يقوله، فبدأت تطرق الباب وتقول: كلا، إياك أن تفعلها، نام شين، لن أسامحك ... لقد وعدتني. ابتسم الرجل بمكر وطلب من رجاله فتح الباب بسرعة وهدد نام شين بتفجير الغرفة من الجهة الأخرى إن لم يبتعد عن الباب. خرجت ميري وأسرعت لتقف أمام نام شين قائلة: دعوه وشأنه، إياكم والاقتراب منه. ضحك يو جين والرجل بسخرية، ثم قال يو جين متهكمًا: هل أنت حقاً تحبين هذا الرجل الآلي؟! آه كنت محقاً عندما قلت بأنك مجنونة. فقالت ميري: أجل أنا مجنونة لأنني أحببت نذلاً مجرماً مثلك، أنا مجنونة لأنني وثقت بو*د مثلك، أنا مجنونة لأنني حاولت خداع نفسي وتصديق أكاذيبك بشأن أبحاث والدي التي سرقتها أيها الو*د. تن*د يو جين وقال بتهكم: كم أنت ثرثارة وتحبين تكرار الموضوع، أجل سرقتها هل ارتحت الآن؟ ومن الجيد أنهما ماتا بسبب ذلك الحادث لأنني كنت أخطط لقتلكم وسرقة الأبحاث. هل أنت سعيدة الآن؟ بكت ميري وقالت: ماذا قلت؟ تقدمت ميري نحوه وحاولت ضربه، فأمسك بها ووجه السلاح نحو رأسها، ثم قال الرجل: دعونا من هذه التمثيلية وضعوا الفتاة مع الآلي في السيارة حتى لا يتمكن من تدمير نفسه وإيذائها. قاموا بتقييد يديها وقدميها وهم يهددون نام شين بعدم الحراك لأنهم يوجهون أسلحتهم نحوها وتم اقتيادهم نحو السيارة. خرجوا من البيت متوجهين نحو السيارات وإذا بالسيدة كانغ وفرقة من القوات الخاصة تصل البوابات الخارجية للمحمية وقد أغلقوا منافذ الخروج عليهم، فبدا عليهم القلق والغضب لفشل خطتهم حيث قال الرجل: تباً كيف وصلوا بهذه السرعة؟ اطلبوا المروحية بسرعة. علي الخروج مع هذا الآلي من هنا مهما كان الثمن. قال يو جين: هددهم بوجود رهينة حتى لا يقتحموا المكان وماطلهم حتى تصل المروحية. في الوقت الحالي دعهم يأخذوا هذين الاثنين إلى غرفة المحركات، إنها في ذلك الطرف. أشار لهم الرجل بفعل ما اقترحه وتم اقتياد ميري ونام شين وحبسهما في غرفة المحركات. اقترب نام شين من ميري التي كان يبدو عليها الخوف وفك قيودها ليقول: لا تخافي سأخرجك من هنا. لن أسمح لأحد بأن يؤذيك فحمايتك هي أوليتي. فقالت ميري والدموع في عينيها: وماذا عنك؟ هل ستدمر نفسك؟ هل ستخلف بوعدك لي؟ بقي نام شين صامتاً، ثم نظر حوله ليحاول إيجاد مخرج فقالت: غرفة المحركات جدرانها متينة وصخرية صممها والدي حتى لا تتأثر بالعواصف والعوامل الجوية لذا لن تجد مخرجاً. أجهشت ميري بالبكاء وعانقته لتقول بنبرة متوسلة: نام شين أرجوك ... لا تدمر نفسك كما قلت ... السيدة كانغ ستجد حلًا وستنقذنا من قبضتهم ... أنا ... لا يمكنني الصمود في هذه الحياة إن فقدتك أنت أيضًا ... أرجوك. ربت نام شين عليها ثم قال: هل يمكنكِ أن تجيبي على سؤالي السابق ميري؟ رفعت ميري رأسها نحوه ودموعها تنهمر على وجنتيها ولا تزال ذراعيها تطوق عنقه وقالت: أي سؤال؟ أجاب نام شين وهو يحدق في عينيها: هل تحبينني ميري؟ هل أنتِ معجبة بي ولكنك تنكرين لأنني رجل آلي؟ حدقت به ميري لبرهة ثم نظرت نحو الباب لتستمع لما يحدث في الخارج وباتت تدرك بأن الخطر وشيكًا وربما تكون هذه فرصتها الأخيرة لتبوح له بمشاعرها. عادت بنظرها نحوه ثم قربت وجهها منه وطبعت قبلة متريثة على شفتيه ثم سألته قائلة: هل وصلتك الإجابة الآن؟ ابتسم نام شين وأومأ برأسه إيجابًا ثم أردفت قائلة: لم يعد يهمني إن قالوا بأنني مجنونة لأنني وقعت بحب رجل آلي ... الجنون الحقيقي هو الوقوع في حب تلك الشياطين كالتي في الخارج ... لذا ... لا تعتذر مجددًا لكونك رجل آلي ... أنا أحبك كما أنت نام شين ... هل فهمت؟ ابتسم نام شين وأومأ لها إيجابًا ثم مسح دموعها بأنامله وقبلها قائلًا: لا تخافي ميري ... سأحميكِ منهم ولن أدع أحدًا يؤذيكِ ... ثقي بي. مررت ميري يدها على وجنته وابتسمت قائلة: أثق بك ... ولا أثق بأحد سواك نام شين. شرعت القوات الخاصة المرافقة للسيدة كانغ بمحاولة اقتحام المحمية رغم تحذير السيدة كانغ لهم بشأن الخطر المحدق بميري. بدأ إطلاق النار المتبادل بين الجانبين فقال نام شين: ما دمنا لا نستطيع الخروج فلن نسمح لهم بالدخول. نهض نام شين من جانب ميري وبدأ يحرك المعدات الثقيلة والمحركات نحو باب الغرفة كي لا يتمكنوا من فتح الباب. بعد قليل أسرع الرجل إلى ناحية الغرفة وصرخ بالرجال الواقفين بالقرب من الباب قائلاً: ها قد وصلت المروحية أخرجوا أولئك الاثنين بسرعة. حاول رجاله فتح الباب دون فائدة فطلب منهم تفجيره. نظر نام شين من حوله وأمسك بيد ميري وسحبها لأبعد زاوية عن الباب وحاول وضع ساتراً يقيهما من الانفجار وجعل جسده درعاً لها. بينما كان الرجال يستعدون لتفجير الباب كانت دقات قلب ميري تتسارع أكثر وأكثر وهي ممسكة بنام شين بكل قوتها مغمضة عينيها ثم قالت له بصوت مرتجف: نام شين، هل انت واثق من أنك ستكون بخير؟ ابتسم نام شين قائلًا: السيدة كانغ ستصلحني لا تقلقي ... لا تتحركي وابقي كما أنتِ ... اتفقنا؟ أومأت له ميري موافقة وأغمضت عينيها مذعورة عندما سمعت أحدهم يصرخ بالبقية للابتعاد ليفجرا الباب.  وقع الانفجار وازداد وقعه بسبب المحركات والآلات واشتعل حريق ضخم داخل الغرفة ولم يستطع الرجال دخولها لإخراج نام شين وميري، وبات إطلاق النار أكثر كثافة إلى أن أصبح رجال القوات الخاصة أكثر قرباً مما جعل الرجل يرى بأن مهمته باءت بالفشل، فقرر الانسحاب وأسرع نحو المروحية التي حطت في مكان ما في المحمية ولم ينتظر يو جين الذي كان يركض خلفه ويطالبه بانتظاره حيث حلقت المروحية مجددا حاملة الرجل وبعض أهم رجاله فقط. وصل رجال القوات الخاصة وألقوا القبض على من بقي على قيد الحياة ومنهم يو جين. شرع البعض في إطفاء النيران التي اندلعت في غرفة المحركات، ثم هرعت السيدة كانغ وطاقمها للمكان. بعد دقائق بدأ ظل يظهر من بين الدخان وألسنة النيران يتقدم نحو الباب ولم يكن سوى نام شين الذي بات متأذياً بشدة من وقع الانفجار وبالكاد يتحرك حاملاً ميري بين ذراعيه وهي فاقدة الوعي ووجهها وبعض أجزاء جسدها مغطاة بالدم. خرج نام شين من الغرفة بخطوات بطيئة متثاقلة والنيران تشتعل بظهره وساقيه، ثم وضع ميري ببطء أمامهم على الأرض وبقي على تلك الوضعية جاثياً على الأرض وساكناً سكون الأموات بجانبها. كانت السيدة كانغ تقف مذهولة أمام هذا المشهد، ثم صرخت قائلة: تفقدوا ميري، هل هي على قيد الحياة؟ أين الطاقم الطبي؟ حضر الطاقم الطبي وأخذوا ميري ليصطحبوها إلى المستشفى في حين اقتربت من نام شين وقالت: سأنقذك أنت أيضاً، سأبذل ما بوسعي. أمرت رجالها بأخذه لمختبرها بينما تبعت هي ميري للمستشفى لتطمئن عليها بعد أن علمت بأنها لا زالت على قيد الحياة. تم إدخال ميري لغرفة العمليات وبعد ساعات عصيبة خرج الطبيب، فأسرعت السيدة كانغ نحوه متلهفة قلقة وسألته عن وضعها فقال: إصابة الرأس كانت شديدة والحروق عميقة. لقد فقدت إحدى عينيها وستعاني من بعض التشوهات في وجهها عدا عن ال**ور والكدمات في يديها وساقيها. لكنها تجاوزت مرحلة الخطر على حياتها. طأطأت السيدة كانغ رأسها ومسحت دموعها وهمهمت بكلمات شكر للطبيب قبل أن يهم بالانصراف. جلست على المقعد وقالت: كل هذا بسببي، لم يكن علي أخذ نام شين إليها. كيف سأواجهها بعد كل ما حدث؟ كيف سأنظر إلى عينيها وقد ... فقدت إحداهما بسببي، كيف؟!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD