أتى اليوم الموعود ومنذ الصباح الباكر أتى نام شين يطرق باب غرفة ميري ليوقظها، فطلبت منه بصوت مرتفع أن يتركها وشأنها فقال: عليك أن تنهي عملك في المحمية مبكراً حتى تتمكني من تجهيز نفسك للحفل.
صرخت ميري بحنق: لا زال الوقت مبكراً ولا يوجد الكثير من العمل في المحمية دعني وشأني أريد أن أنام.
فتح نام شين باب الغرفة، فنظرت له ميري وصرخت بغضب قائلة: لم أسمح لك بالدخول، فلماذا دخلت غرفتي؟
فتح نام شين خزانتها دون أن يكترث بصراخها وغضبها وأخرج بعض الملابس لترتديها، ثم قال: هيا انهضي لننهي الأعمال المتبقية وتتناولي طعامك.
فقالت ميري بحنق: لماذا أنت عنيد اليوم؟ أنا متعبة الآن وأشعر بالنعاس لذا سأقوم بهذا لاحقاً.
دفنت ميري رأسها تحت الغطاء فهز نام شين رأسه مستنكرًا تصرفها، ثم اقترب ووضع لها الثياب على السرير ونظر لها قائلاً: إن لم ترتديها بنفسك سأفعل ذلك بنفسي.
أبعدت ميري الغطاء عن رأسها ونظرت له بريبة وقد جذبت ثيابها على نفسها وقالت بحنق: هل جننت؟
ابتسم نام شين وقرب وجهه من وجهها فجأة قائلاً: هل تخجلين من رجل آلي؟
صمتت ميري وهي تحدق بعينيه العسليتين بشرود تام، فابتسم قائلاً: لماذا احمر وجهك؟ هل أنت مريضة؟
وضع كفه على وجنتها وقال: لقد ارتفعت حرارتك أيضاً يبدو بأنك حقاً مريضة أم أنها أعراض الشعور بالخجل؟
أمسكت ميري وسادتها وضربته بها قائلة: أيها الو*د، كيف تعلمت فعل أشياء كهذه؟
ابتعد نام شين وابتسم قائلاً: من الأفلام والمسلسلات، هل تريدين أن أريك بعض المشاهد التي يمكنني تقليدها؟
نظرت له ميري باستفهام: ماذا؟ تقلدها؟
أومأ نام شين برأسه إيجابًا وفجأة اقترب وجلس بجانبها وقرب وجهه منها ووضع يده على وجنتها وابتسم قائلاً: لا أدري متى وقعت في حبك، هل هو حب من أول نظرة أو من أول ابتسامة لا أدري، أحب رؤيتك تعبثين بخصلات شعرك المتناثرة ... عندما تبتسمين تغمرين فؤادي بسعادة لا توصف، عندما أكون معك أشعر بأنني أسعد شخص في هذا العالم، ميري، أنا أحبك جداً.
كانت ميري تحدق بعينيه مأسورة بكلماته حتى دمعت عيناها، ثم تمالكت نفسها وأبعدت يده عنها وأشاحت بوجهها عنه فقال متسائلًا: هل أزعجتك؟ هل كان تقليدي سيئاً؟
فقالت ميري بحنق: اخرج، أريد تبديل ملابسي.
ابتسم نام شين قائلاً: حسناً.
لم تستطع أن تقاوم أكثر وبكت فور خروجه من الغرفة، ولكنها سرعان ما مسحت دموعها ونهضت لتغتسل وتبدل ثيابها، ثم خرجت معه للقيام ببعض الأعمال في المحمية.
بعد الانتهاء عاد كلاهما للبيت وطلب منها نام شين أن تغتسل بسرعة لتبدل ثيابها فقالت: ما زال الوقت مبكراً.
فقال نام شين: كلا، فعليك ارتداء الفستان ووضع مساحيق التجميل ووضع بعض اللمسات لتكون إطلالتك جميلة.
نظرت له ميري باستغراب وقالت: مساحيق تجميل؟ أنا لم أضع مساحيق التجميل منذ فترة طويلة كما أنني لا أجيد وضعها ... عدا عن أن الفستان الذي أحضرته السيدة كانغ مبالغ به، لا أدري كيف سأرتديه ... مضى وقت طويل منذ أن ارتديت فستانًا ... آه ... يبدو بأنني تسرعت بشأن قبولي لهذه الدعوة فلا يجدر بي الذهاب إلى مكان كهذا ... أنا لست معتادة على هذه الحفلات ... أخبرها بأنني غيرت رأيي ... يمكنك الذهاب وحدك معها.
أومأ نام شين برأسه رافضاً، ثم اقترب وأمسك بيدها ليسحبها خلفه، فأفلتت يدها بقوة وقالت بحنق: قلت لك لا أريد، لا يمكنني الذهاب وارتداء ملابس كهذه، أنا أتوتر بوجود الكثير من الناس. لا يمكن لأحد إجباري على شيء كهذا ... دعني وشأني.
اقترب نام شين منها بسرعة وحملها بين ذراعيه وسط دهشتها ونداءاتها المتكررة له ليتركها وشأنها فقالت: أنت مخادع فما زلت تطيع السيدة كانغ في كل شيء وليس أنا. أنتما حقاً مخادعان.
فقال نام شين: الأمر ليس كذلك، ولكن هناك أولويات للأمور وأنا أتصرف حسبها واليوم حضورك للحفل هو الأولوية.
أخذها نام شين للحمام وأنزلها أرضًا وطلب منها الاغتسال بسرعة، ثم خرج من الحمام، فانصاعت لطلبه رغمًا عنها وهي لا تتوقف عن التذمر وما أن خرجت حتى وجدته واقفاً أمام الباب بانتظارها، ففزعت قائلة: ما هذا؟ هل بقيت واقفاً هنا؟
أومأ نام شين برأسه إيجاباً، فقالت بحنق: أيها الوقح، ألا تعرف معنى الخصوصية؟ ابتعد عن طريقي قبل أن أضربك.
نظر لها نام شين باستغراب وتساءل قائلًا: ولكنني مجرد رجل آلي، فلماذا تشعرين بالحرج مني؟
نظرت له ميري وقالت بحنق: هيئتك كالبشر وتتحدث كالبشر فكيف لي ألا ...
صمتت ميري ولم تكمل حديثها وأشاحت بوجهها عنه، فقال نام شين: آه، إذاً هذا ما يسبب لك الإرباك إذًا، ولكنك لا تكرهينني مثل باقي البشر، أليس كذلك؟
نظرت له ميري بحنق وقالت بتهكم: بلى، اليوم شعرت بأنني أكرهك.
أمسك نام شين بيدها فغمز قائلاً: كاذبة، أنت لا تكرهينني.
سحبت ميري يدها بسرعة وشعرت بالحرج، فابتسم نام شين واقترب منها وشرع بوضع مستحضرات التجميل لها فقالت ميري: هل تجيد وضعها أم ستجعل وجهي كورقة رسم لونها طفل صغير؟
فابتسم نام شين قائلاً: لا تقلقي لقد بحثت عن العديد من الفيديوهات وتعلمت كيفية وضعها.
تن*دت ميري وقالت باستسلام: حسناً، لنرى ما تعلمته.
وبينما كان نام شين يضع لها مساحيق التجميل كان يقرب وجهه من وجهها ليتأكد من وضعه للمساحيق بشكل صحيح، ففتحت عينيها ورأت وجهه قريباً من وجهها، فارتبكت واحمر وجهها. لاحظ نام شين ذلك فتساءل قائلًا: هذا غريب، لماذا ارتفعت حرارتك فجأة؟ هل تشعرين بتوعك؟
ردت ميري بارتباك وتلعثم: كلا، ولكن أشعر بالحر بسبب الجو.
أخفض نام شين درجة حرارة الغرفة من أجلها وأكمل عمله وبعد انتهائه أحضر لها الفستان وطلب منها ارتدائه بعد أن علق قائلًا: هذا الفستان سيناسبك تمامًا وهذا اللون سيتناسب مع لون بشرتك ... ستبدين جميلة.
أعطاها الفستان ورفع حرارة الغرفة إلى ما كانت عليه قبل خروجه بينما حدقت ميري بالفستان وقالت في نفسها: هذا ما كان ينقصني ... أتوتر وأشعر بالحماس لأن رجلًا آليًا قال بأنني سأبدو جميلة ... لقد فقدت صوابي حتمًا.
بقي نام شين ينتظر أمام غرفتها وعندما تأخرت بدأ يناديها ويحاول استعجالها وهي تطلب منه الانتظار. كانت ميري تحاول إغلاق الفستان، ولكنها لم تستطع، فقرر نام شين الدخول عندما شعر بأن تصرفها بدا مريباً، وما أن دخل تفاجأت ميري واستدارت مولية ظهرها للناحية الأخرى وصرخت بوجهه: لماذا دخلت هكذا؟ قلت لك انتظر.
قال نام شين: لقد بدا صوتك غريباً لذا كان علي الدخول، ماذا هناك؟
ردت ميري بإحباط وحنق: لم أستطع إغلاق الفستان.
ابتسم نام شين قائلاً: دعيني أتولى ذلك.
اقترب نام شين خطوتين باتجاهها، فقالت متسائلة بقلق: أنت لا تسجل صحيح؟
فابتسم قائلاً: اطمئني، أنا فقط من يراك، لقد وعدتك بذلك فهم لا يرون سوى جولاتنا في المحمية لا غير.
اقترب نام شين أكثر وأشار لها لتستدير ففعلت وقد بدا عليها الحرج فقال: هل علي خفض درجة حرارة الغرفة مجدداً؟
فقالت ميري بصوت منخفض: أيها الوقح توقف عن مشاهدة المسلسلات.
ابتسم نام شين وبدأ يغلق لها الفستان وبعد لحظات قال: لقد انتهيت.
استدارت ميري، ثم قالت محاولة إخفاء خجلها: ماذا عنك؟ لماذا لم تبدل ملابسك حتى الآن؟
فرد نام شين: سأفعل ذلك الآن، ولكن كان عليَّ التأكد من أنك مستعدة أولاً. لن أستغرق الكثير من الوقت.
فنظرت له ميري بخبث: حسناً، هيا أسرع قبل أن أقتحم الغرفة أثناء تبديل ثيابك.
فابتسم نام شين قائلاً: لا بأس، فأنا رجل آلي ولا أشعر بالخجل.
أغمضت ميري عينيها بحنق قائلة: هيا اذهب.
ضحك نام شين لعدم قدرتها على إغاظته كما يفعل بها، ثم مضى في طريقه وبعد دقائق خرج وهو يرتدي بذلة سوداء جعلته يبدو بغاية الأناقة لدرجة أن ميري أطالت النظر إليه، فسألها قائلاً: هل أبدو وسيماً؟
تداركت ميري نفسها وقطعت شرودها به، ثم قالت بحنق: كلا، لست وسيماً على الإطلاق.
تقدم نام شين منها بسرعة وأمسك بيدها وغمز قائلاً: كاذبة، هذا يعني بأنني أبدو وسيماً. لن يتم كشفي بأنني إنسان آلي أليس كذلك؟
سحبت يدها من يده وتن*دت قائلة: توقف عن فعل أمور مريبة أمامهم كمسك اليد لتحكم إن كانوا كاذبين أو صادقين، وإن اضطررت لذلك فلا داعي لتقول كلمة كاذب فأنا والسيدة كانغ سنفهم ذلك عندما تغمز وأيضاً اجعل أمر مسكك باليد يظهر بشكل غير متعمد، هل فهمت؟
ابتسم نام شين وأومأ برأسه موافقاً، ثم قال: لقد وصلت السيارة، هيا بنا.
اقترب نام شين وقرب ذراعه من ميري لتمسك به ففعلت وركبا السيارة حيث كانت السيدة كانغ تنتظرهما فيها وما أن رأتهما السيدة كانغ قالت: ميري تبدين في غاية الجمال، وأنت نام شين تبدو في غاية الوسامة.
بقيت ميري صامتة بينما ابتسم نام شين وشكرها على إطرائها. انطلقت السيارة في حين أخرجت السيدة كانغ جهازاً لوحياً لتعرض قائمة المشتبه بهم من الحضور، وبدأت السيدة كانغ تعرفها عليهم واحداً تلو الآخر حتى وصلت لصورة رجل، فازدردت السيدة كانغ ريقها في حين حدقت ميري في الصورة بنظرات مختلطة بين الغضب والألم، ثم قالت السيدة كانغ: أعلم بأن هذا سيؤلمك، ولكنني خشيت أن ترفضي القدوم إن علمت بأنه سيكون حاضراً. علينا أن نضع حداً لهؤلاء حتى لا يتكرر ما حصل معك يا ميري، لذا أرجوك تماسكي وكوني قوية لتتمكني من مواجهته إن ظهر أمامك، هل فهمت؟
فقالت ميري بنبرة غاضبة وحزينة: ألهذا السبب اخترتني لهذه المهمة؟ أنت لم تحضري لي نام شين ليتعلم في المحمية وما إلى ذلك، أردت فقط الوصول لهذه النقطة وتستغلي ألمي بسبب ما حدث معي سابقاً لأكون جزءاً من لعبتكم، ظننت بأن رغبة الانتقام ستدفعني لفعل ما تريدون، أليس كذلك؟
ردت السيدة كانغ قائلة: كلا يا ميري، هذا ليس صحيحاً، لا تربطي الأمور بهذا الشكل من فضلك. نام شين ليس له علاقة فنحن أردناه أن يتعلم منك في المحمية بالفعل، ولكن تم اقتراح اسمك لاحقاً لحضور الحفل مع نام شين لأنها ستكون مرَّتك الأولى لحضوره ولا أحد يعرفك شخصياً ووحتى إن عرفوا ابنة من تكونين فهذا لا يسوغ لهم معرفة الكثير بشأنك لأنك لا تختلطين بالناس وأمضيت سنوات في الخارج للدراسة.
نظرت لها ميري بريبة، ثم قالت: لنفترض بأنني صدقت هذا الكلام، أخبريني لماذا تحملين على عاتقك كشف هؤلاء الأشخاص، ما هي مصلحتك؟ ومن يقف وراءك؟
فقالت السيدة كانغ: ميري أنت تعلمين بأن معهدنا التقني يتم تمويله من قبل الحكومة ويريدون كشف أولئك المتورطين في التمويل الخارجي وكشف أسرار الدولة لأعدائها، فقد حدثت بعض الأمور جعلتهم يفتحون تحقيقاً رسمياً بشأنهم لكشفهم ومعاقبتهم ومعرفة من وراءهم.
ابتسمت ميري بتهكم وقالت: وتريدين استغلال نام شين في هذا، إذاً فأنتم صنعتموه من أجل التجسس حقاً وليس من أجل حماية البيئة كما ادعيت.
تن*دت السيدة كانغ بضيق، ثم قالت: الأمر ليس كذلك، ما سيفعله نام شين في الحفل يمكننا فعله بطرق أخرى، هل تظنين بأن الحكومة بكافة أجهزتها وتقنياتها عاجزة عن مراقبة بعض الأشخاص؟ ميري استفيقي أرجوك ولا تجعلي معاناتك السابقة تثير شكوكك تجاه جميع البشر. أعلم بأنك عانيت كثيراً، ولكن هذا لا يعني بأن جميع البشر متشابهين.
ابتسمت ميري بسخرية ونظرت من النافذة، ثم قالت: بل جميعكم كاذبون واستغلاليون، جميعكم متشابهون.
بعد دقائق وصلوا إلى الحفل ونزل نام شين من السيارة وفتح الباب لميري وأمسك بيدها ودخلا معاً بعد التأكد من وجودهما في قائمة المدعوين.
بعد أن أصبحا متواجدين بين المدعوين قالت ميري: اسمعني جيداً، افعل ما عليك فعله بسرعة وأنا سأبقى على طاولة هنا، لن أشاركك في شيء، هل فهمت؟
أومأ نام شين برأسه مبتسماً كعادته وبعد جلوسها ذهب وأحضر لها مشروباً وبعض الأطعمة لتأكل، فنظرت له باستغراب في حين ابتسم قائلاً: أنت لم تأكلي بما فيه الكفاية اليوم، كلي هذا ريثما أنتهي.
اختفى نام شين بين المدعوين يبحث عن الأشخاص الذين ذكرتهم السيدة كانغ ويحاول الاقتراب منهم وتسجيل حديثهم وقراءة شفاههم إن تعذر عليه سماع صوتهم في تسجيل الفيديو الذي كانت تراه السيدة كانغ مع طاقم مختص من الحكومة في سيارة خاصة معدة لذلك. بقي نام شين ينتقل من شخص لآخر ليحاول الانتهاء بسرعة وفي أثناء ذلك اقترب رجل من ميري وهو يقول: ميري، هل هذه أنت حقاً؟ بالكاد عرفتك وأنت بهذا الفستان، فأنا لم أرك هكذا من قبل، لقد مر وقت طويل منذ أن رأينا بعضنا، كيف حالك؟
تحولت نظرات ميري للغضب والقهر ونهضت من مكانها محاولة الابتعاد عنه، فوقف في طريقها يمنعها من الابتعاد وابتسم قائلاً: إلى أين؟ أما زلت غاضبة مني؟ أما زلت لا تصدقينني حتى الآن؟ آه أنت حقاً تظلمينني.
ردت ميري بغضب: أظلمك؟ أنا؟ ألا تخجل من نفسك؟ تأتي وتتحدث معي بكل وقاحة بعد كل ما فعلته بي؟ أنا حقاً لا أصدق أنك بهذا المستوى من الانحطاط؟! لو كان لد*ك ذرة خجل لاختفيت من أمامي محاولاً تجنب رؤيتي لك.
ابتسم بتهكم وقال: ولم قد أفعل هذا في حين أنني لم أخطئ بشيء، أنت التي أسأت الفهم وشككت بي، ولكنني أتفهم ذلك فقد كانت حالتك النفسية سيئة بسبب وفاة والد*ك.
ردت ميري محذرة من بين أسنانها المتلاحمة وهي ترفع سبابتها نحوه بغضب: إياك أن تتجرأ على ذكرهما بعد أن قمت بخيانتهما، لا تتحدث عنهما بفمك القذر هذا؟
تغيرت ملامحه للغضب وقال: أنت، توقفي ولا تتطاولي علي أكثر من ذلك، فلا تظني بأنني صامت أمام إهانتك لي لأنني عاجز عن الرد، هل فهمت؟
ابتسمت ميري بتهكم وغضب ثم قالت: وماذا ستفعل؟ أنت مجرد شخص وضيع وخائن وكاذب، هل يزعجك سماع صفاتك الحقيقية؟ ما هذه الوقاحة يا هذا؟!
صك الرجل أسنانه واقترب منها أكثر وقال بصوت منخفض: قولي ما تشائين فلن يصدقك أحد لأنه ببساطة لا أحد يعرفك، فأنت اعتدت العيش وحيدة. أنا ووالد*ك الوحيدين الذين كنا نهتم لأمرك.
ثم اقترب أكثر وهمس في أذنها قائلاً: هل عيشك وحيدة في تلك المحمية ممتعاً؟ لا أظن بأنه كذلك، يوما ما ستموتين وحيدة هناك بين نباتاتك وح*****تك التي ربما تأكل جثتك عندما تتركينها جائعة.
ابتعد الرجل وبقيت ميري صامتة مذهولة من قسوة كلامه في حين رفع يده وبدأ يقربها من وجهها وهو يقول: لم أكن أعلم بأنك بهذا الجمال وإلا ...
وفجأة ظهر نام شين وأمسك بيده وأنزلها بهدوء ليبعدها عن ميري قائلاً: لا أحب أن يلمس أحد فتاتي.
نظرت له ميري باستغراب بينما نظر هو لها وطوق خصرها بذراعه، ثم طبع قبلة على وجنتها وسط اندهاشها واندهاش ذلك الرجل الذي تساءل قائلًا: ومن تكون أنت؟
نظر له نام شين وابتسم قائلاً: أنا نام شين، حبيب ميري.
ابتسم الرجل بتهكم ودهشة، ثم قال: حبيبها؟ منذ متى؟ كيف حدث ذلك وهي منعزلة في تلك المحمية؟
فرد نام شين ببرود: وما شأنك بالأمر؟ هل أنت معتاد على حشر أنفك لتسمع قصص حب الآخرين؟
ابتسمت ميري رغمًا عنها عندما اعاد استخدام الجملة التي علمته إياها.
رد الرجل بتهكم: ماذا؟ قصص حب؟ ميري هل أنت حقاً على علاقة بهذا الشخص؟
حاولت ميري تمالك نفسها، ثم نظرت له وقالت ببرود: وما شأنك؟ ماذا؟ هل تشعر بالغيرة؟
ضحك الرجل بغيظ وقال بسخرية: ما هذا الهراء؟ لمَ قد أشعر بالغيرة؟! كل ما في الأمر أنني لا أصدق قصة حبك هذه، فمن هذا الأ**ق الذي سيقع في حب فتاة مثلك؟
رد نام شين: ماذا تقصد بفتاة مثلها؟ ميري فتاة رائعة ولطيفة وجميلة، ولكن الحمقى لا يمكنهم رؤية ذلك.
ابتسم الرجل بغيظ وحنق، فقالت ميري وهي تنظر لنام شين: أريد التأكد من شيء ما.
ثم نظرت للرجل وأكملت قائلة: هل حقاً أحببتني يوماً؟ أو حتى أعجبت بي؟
تلعثم الرجل وأجاب قائلاً: بالطبع أحببتك عندما كنا معاً، ولكنك أنهيت علاقتنا بسبب شكك بي.
أمسك نام شين بيده بسرعة كأنه يصافحه وغمز في حين كانت ميري تنظر له وأيقنت بأنه يكذب، فطأطأت رأسها لبرهة، ثم نظرت له قائلة: وفر على نفسك عناء الكذب، فأنت لم تكن بهذه الأهمية لي، وحتى مشاعري لم تكن قوية تجاهك، كنت أظن بأن ما بيننا كان حبًا، ولكنني الآن أعرف ماهية الشعور الحقيقي بالحب، شكراً لك لأنك جعلتني أدرك حقيقة هذه المشاعر، فلولاك لما كنت أدركت قيمة السعادة التي أشعر بها الآن.
ابتسمت ميري وأمسكت بذراع نام شين قائلة: عزيزي، لنذهب إن كنت قد انتهيت.
ابتسم نام شين وأومأ لها برأسه إيجاباً ثم عاد بنظره للرجل وقال: وداعًا يا ... لا يهم.
ما أن خرج كلاهما من المكان اقتربت السيارة ليركبا، فقالت ميري بأنها ترغب بالمشي لبعض الوقت، فمضت في طريقها وتبعها نام شين يمشي خلفها بهدوء حتى ابتعدت عن الازدحام.