فتجيب همس وقد اصبحت وجنتيها مجري لدموعها التي تهطل بدون توقف :
ايوة همس يا اكرم ...
ثم وبدون سابق انذار ترتمي في احضانه بقوة جعلته يرتد خطوة الي الخلف لتتشبث في رقبته وهي تقول بدموع : وحشتني اوي اوي ي اكرم حرام عليك كل السنين دي ومتفكرش تجي تشوفنا حتي ايه موحشتكش همس الش*ية اللي كانت تصدعك بكلامها علطول !
فيضمها اليه بكل قوته وهو يقول بشوق كبير لها : طبعا وحشتيني جدا ي عمري انتي ..انا لحد دلوقتي مش مصدق انك في حضني اصلا..
ثم يبعدها قليلا ويمسك وجهها بين يديه ويقول بتساؤل وهو يمسح دموعها :
انتي جيتي ازاي وليه مقولتليش انك جاية ؟!
فتجيبه بابتسامة كبيرة علي محياها :
حبيت اعملهالك مفاجاة ؟ ايه رايك بقي ؟
فيجيب بابتسامة واسعة :
دي احلي مفاجاة حصلتلي في حياتي
فتقول هي بمرح : طب ايه هتوقفني علي الباب كتير يا بشمهندس اكرم ؟ وبعدين انا شامة ريحة اكل وبصراحة انا عصافير بطني عاملة جنازة جوة ..
ليقهقه اكرم بصوت عالي وهو يري مزاحها ومرحها الذي اشتاق له كثيراا ليقول :
وحشني هزارك وجنانك يا مجنونة ..
ثم يقبل راسها بحنية ويقول لها بحنان :
يلا ادخلي وانا هجيب الشنطة وكويس جاية في وقتك انا لسة كنت بحضر الاكل
فتجيب هي باندهاش وهي تجلس علي اريكة مريحة : ايه ده البشمهندس اكرم بيحضر اكل لنفسه ؟!
ليجيب بضحك وهو يغلق الباب :
شوفتي بقي القاعدة لوحدي علمتني حاجات كتير ..
ليجلس بجانبها علي الاريكة ويقول :
عاملة ايه وماما عاملة ايه ويوسف مجوش معاكي ليه ؟؟
فتجيب بتساؤل :
ما سالتش علي بابا يعني ي اكرم ؟
فيتن*د بضيق ويقول :
عادي يعني نسيت يا همس
فتقول باستنكار : نسيت ؟! نسيت بابا ؟! المهم ده مش موضوعنا هنتكلم بس مش دلوقتي ، انا ويوسف كويسين بس ماما مش كويسة يا اكرم ؟
ليقول بقلق كبير : ايه ؟؟ مش كويسة ازاي يا همس انطقي ماما مالها ، انا لسة مكلمها من يومين كانت كويسة ؟
فتهدئه وتقول : متقلقش يبني هي كويسة مفيهاش حاجة هي بس زعلانة عليك عشان انت وحشتها اوي ونفسها ترجع تعيش معانا زي زمان ونفسنا كلنا كمان ...
ثم ت**ت وتقول له : وبابا كمان
فيجيب عيلها بعد ما تن*د بارتياح واطمئنان علي والدته : انتي عارفة السبب ي همس ومش انا اللي مشيت انا لو عليا مكنتش عايزة اسيبكم ابدا ، مين قلك انها موحشتنيش وانتي ويوسف ..
ثم **ت وقال بعد ذلك بتردد : ووو بابا !....بس هو السبب هو اللي طردني من البيت وانا لا يمكن ارجع بعد م طردني بالطريقة دي ؟؟
لتقول بعدم تأييد له :
وايه السبب يا اكرم ؟ ايه السبب اللي بابا طردك عشانه ؟ّ! مش تصرفاتك اللي مفيش حد يتقبلها ابدا !! كان بيسامحك كتير ي اكرم لكن توصل للمصيبة اللي كنت هتعملها دي لا يبقي مينفعش يسكت ابدا والا كنت هتودي نفسك وتودينا كلنا ف داهية ! وانت عارف انت كنت هتعمل ايه كويس يا بشمهندس اكرم !!
لي**ت اكرم ويشرد في شئ...
صدمة اب ...
منذ اربع سنوات ...في منزل مجدي السيوفي الذي كان يقطع المنزل ذهابا وايابا في قلق وينظر في ساعة يده الفاخرة كل دقيقة ليجدها قد تعدت الثالثة صباحا !!! ليصيح في غضب شديد :
الساعة تلاتة الفجر والاستاذ لسة مشرفش !! ماشي يا اكرم ! شايفة اخرة دلعك يا هانم ...
لتجيب سميرة الجالسة علي الاريكة بتوتر وقلق علي ابنها الذي تاخر كثيرا اليوم :
ااااهدي بس ي مجدي زمانه جي ان شاء الله خير... انا ...انا هكلمه تاني ..فهي قد حاولت الاتصال به كثيرا لكن كان الجواب ثابت لا يتغير في كل مرة ..
لا رد !!
هي تعرف ابنها يتاخر كل يوم ولكن اليوم قد زادها حقا !!
ليسمعوا صوت ضحكات عالية تاتي من الخارج ولكن لم يعبئوا بها فلعلها صوت ضيوف احد من سكان البناية الفاسدين !! ولكن الصوت يقترب كثيرا من باب منزلهم لينتبهوا الي صوت المفتاح الذي يدار في الباب ثم يفتح الباب ليظهر اكرم وهو يبدو عليه عدم الاتزان ويهذي بكلمات غير مفهومة ويضحك بلا سبب ولكن ليس ذلك الغريب في الامر ، الشئ الغريب والذي جعل الدم يغلي في عروق مجدي الواقف وهو جاحظ العينين ووقوف سميرة وهي تض*ب بيدها وجهها هو ان اكرم يمسك بفتاة من خصرها وهي ترتدي ثوبا صارخ يكشف اكثر مما يخفي يصل لاعلي ركبتيها بكثير وتضع مساحيق العالم كله في وجهها وبالوان كثيرة وغريبة وتضحك بصوت تشمئز منه الاذان فيقول مجدي بصوت جهوري غاضب بشدة وصل لاسماع المارين في الشوارع :
اكررررررم !!!
لينتفض كلا من اكرم وكتلة الالوان الواقفة بجواره وحتي سميرة التي لا تصدق ما تراه عيناها حتي الان !! وينظر اكرم ليتفاجا بصفعة مدوية تهبط علي وجهه من والده ارتطم علي اثرها بالارض ارتطاما شديدا حتي نزفت شفتيه من اثر هذه الصفعة التي يتلقاها من والده لاول مرة في حياته !! فهو كان يفعل الكثير ولكن لم يفكر مجدي في ض*به يوما فهو شابا بالغا ولكن لقد اثبت له الع** تماما اليوم ، لتشهق همس الواقفة بجوار يوسف اللذان استيقظا بفزع عند سماع صوت صراخ والدهم الغاضب وليتهم لم يستيقظوا فلقد كانوا في حالة صدمة شديدة من فعلة اخيهم فهو نعم مستهتر ولكن ليس الي هذا الحد !!ليقول مجدي بنفس نبرة الصوت العالية الغاضبة : انت بني ادم قذر وزبالة ومتستهلش الاحترام ابدا وصلت بيك الوقاحة انك تدخل واحدة غريبة بيتي ي كلب !! وانا اللي كنت بحترمك وبقول مسيره يحترم نفسه ويعقل وعمري ما فكرت اض*بك او اهينك وعملتلك كل حاجة بتحبها حتي كلية الهندسة اللي اترجتني عشان ادخلك واحدة خاصة عشان مجموعك ملحقش ومرضتش ارفضلك طلب واهدملك حلمك ودخلتهالك بفلوسي لكن انت طلعت عيل معفن ميستهلش ذرة احترام او تقدير اتفضل دلوقتي حالا تلم هدومك ومتورنيش وشك تاني ابداااا ومش هتعتب البيت ده طول م انا علي وش الارض !!
لتفزع سميرة عند سماعها لاخر حديثه بانه سوف يطرده من المنزل لتهرول الي مجدي وتمسك يده وتقول ببكاء وتوسل :
لا يا مجدي ارجوك بلاش ال*قاب ده ارجوك هو خلاص اتعلم الدرس ومش هيعمل كدة تاني
ليزيحها عنه ويقول بغضب :
وانا لسة هستني لما يعمل كدة تاني وبعدين انتي تخرسي خالص انتي السبب في ده كله انتي اللي دلعتيه وكل حاجة بيطلبها كنتي بتنفذيهاله ، شوفتي اخرة دلعك واستهتارك ايه ؟ شايفة البيه جايب ايه معاه يا هانم
ليشير الي الفتاة وينظر كلاهم الي مكانها ليجدوه فارغا!!فبالتاكيد قد " نفدت بجلدها " قبل ان يطولها بطش هذا الرجل الغاضب ليقول مجدي بسخرية وهو ينظر الي اكرم الذي ما زال يجلس علي الارض لا يجرؤ علي رفع راسه في وجه ابيه :
هه ، واهي الست هانم سابتك وجريت عشان تعرف انك واحد تافه بيمشي ورا غرايزه وبس ..
ليتقدم يوسف ويحاول ان يساعد اخاه في النهوض ولكن يتوقف فورا عند سماع صوت ابيه الذي يأمره بتركه :
يوووسف !!اوعي تلمسه سيبه مكانه زي الكلب كدة والا هيكون مصيرك نفس مصيره !!
ليتفاجا يوسف بحديث ابيه ويقول لمحاولة تهدئته : ااهدي يا با
يتبع ..
دمتم بود .. ?
BY RAHMA YOUSSEF .. ?