الفصل الثالث

1134 Words
قست نظراته، ليترك خصلاتها بهدوء، ليحول عيناه إلى وجهها الباكي، يتأمل عيناها بلون الزرع، بشرتها البيضاء الناعمة، وشفتيها المنتفختان، فـ أظلمت عيناه برغبة، و بدون مقدمات حاوط وجهها بكفيه ثم أنقض على شفتيها كالأسد الذي يلتهم فريسته، أشمئزت "عهد" من أقترابه منها وشفتيه التي تُقبلها كانت كأنها تكويها، و يداه التي أمتدت لجسدها مستبيحاً إياه بطريقة جعلتها تبكي بحُرقة، فـ حاولت دفعه من ص*ره ولكن قوته كانت تفوقها بمراحل، تآوهت بألمٍ حقيقي تشعر بالدماء تسقط من شفتيها لعُنفه معها لتُجمع كامل قوتها، ثم دفعته بقوة من ص*ره ليرتد على أثرها فـ أنتهزت الفرصة و أبتعدت هي عنه زاحفة للوراء، زمجر كالأسد الغاضب، لينهض سريعاً، ثم حملها بين يداه، لتركل هي بقدميها في الهواء صارخة به لكي يترُكها، ولكنه لم يكُن رحيماً معها، ليدلف لغرفتهم، ثم ألقى بها على الفراش، فـ نظرت له بفزع، صارخة وهي تعود للوراء: - لاء سيبني أبوس إيدك سيبني!!! فتح أزرار قميصه و هو يرمُقها بخبثٍ، ثم ألقى به أرضاً، ثم هتف و هو يعلوها على الفراش مقيداً ذراعيها بإحكام: - أنتِ بتاعتي أنا يا عهد، محدش هياخدك مني!!! كل حاجة فيكي بتاعتي، جسمك و روحك و قلبك، كل دول ملكي!!! كتم شهقاتها بثغره، و بالأخر مزق كامل ملابسها، و دعس على قلبها بقدمه، مُدنِساً جسدها بلمساته المقززة، رُغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يأخذها إكراهاً، و الكدمات التي سيتركها على جسدها لم تكُن الأولى البتة، ولكن تلك المرة شعرت وكأن روحها تخرج مغادرة جسدها، حتى الصراخ حرّمه عليها عندما كتمه بكفه، تمنت في تلك اللحظة لو يشعر بها ويأتي، يأتي ليُنقذها من براثنه، تمنت لو أرتمت بأحضانه لتبكي بحُرقه، تظل تبكي وتبكي حتى تنفذ دموعها على ص*ره، بدأت مقاومته في الأرتخاء فهي تعلم النتيجة جيداً، لن يأبى لها وسيكمل فعلته الدنيئة، و عندما أنتهى منها و أبتعد عنها تاركاً إياها جثة هامدة، تنظر للسقف و عيناها تُسرب دمعات ألهبت وجنتيها، ذراعيها الذان طبعا عليه قبضته باللون الأحمر مفترشين جوارها وكانه باتت من الأموات، حتى صوتها ثقيل لا تستطيع أن تصرخ لتستنجد بأحد، أو حتى تطلب الرحمة منه، أي رحمة ستنبع من ذلك الشخص، الذي جعلها جسد يتحرك دون روح، أغمضت عيناها لا تقوى سوى على البكاء دون صوت!!!!! • • • • تركض وسَط الغابات المظلمة، تسمع زئير الاسد خلفها، يتمهل من ورائها وكأنه متيقناً من هجومه على فريسته دون عناء، ظلت تركض حتى باتت أقدامها ثقيلة ولم تعُد تحملها، وقفت لكي تلتقط أنفاسها، ثم ألتفتت ولم تجد أحد، حمدت ربها، ثم عادت لتُكمل سيرها ولكنها وجدت الأسد ذو الأنياب الشرِسة يقف أمامها، فصرخت بفزع لترتد راكضة منها بأقصى سرعتها، فـ سمعت صوتِ مألوف يُنادي عليها، صوته يُردد في الغابات باسمها وتسمع صداه فأنهمرت الدموع من عيناها عندما علمت أنه صوته، لتصرخ بكُل ما أوتيت من قوة: - ليث!!!!!! ليث أنا هنا جنبك، تعالى أبوس إيدك!!!!! سار خلف صوتها فوجدها تقف أمامه، تقف محملقة به بأشتياق تبكي، كادت ان تهرول له لكي ترتمي لأحضانه و لكن الأسد كان ينظر لجسدها بنظراتٍ خبيثه، صرخ بها لكي تنتبه قبل أن تطولها يدُه ولكن كان الأوان قد فات، لتجحظ عيناه بقوة صارخاً بإسمها و هو يرى الليث ينهش بلحمُها نهشاً: - عـــهـــد!!!!! نهض "ليث" من نومه منتفضاً، بعد أن غفى رغماً عنه على الأريكة واضعاً يده على قلبه الذي بات يؤلمه، أخذ نفساً عميقاً يحاول إدخال الأ**جين لرئتيه، و العرق يتصبب من جميع أنحاء جسده، تكونت صورة لها أمام عيناه عندما كانت تنظر له بألم، وكأنه فشِل في إنقاذها!!!! نهض عن الاريكة ليخرج إلى الشرفة التي تحويها الغرفة ربما تهدأ نيران قلبه، ولكنها إزدادت أكثر، دلف مجدداً يجلس على الأريكة يفرك عيناه، ثم مسح على وجهه بكلتا كفيه، يحاول تهدأة نفسه بأن كل شئ سيصبح بخير، رغم وغزة قلبه التي كانت تؤكد له أنها بخطر، و أن حبيبته بين أيدي الأسد بالفعل!!!!!! • • • • فتحت مقلتيها ببطئٍ، رمشت بأهدابها التي ألتصقت قطرات الدمعات بها، وخفقات قلبها تعادل شخص يتسابق في سباق الماراثون، تشعر أنها بالفعل على وشك الموت، نظرت إلى سقف الغرفة مجدداً بنظراتٍ خاوية، وبدون أن تشعر قبضت على الملاءة التي تخفي جسدها، سالت الدموع من عيناها بغزارة، حتى النفس الذي تأخذه لم تعُد تطيقه، و تتمنى من ربها أن يقطع تلك الأنفاس الأن لكي تذهب له فـ لمتى سوف تظل في تلك المعاناة منذ أن خُلقت إلى تلك اللحظة المقيتة، سمعت باب المرحاض يُفتح من قِبله، لم تنظر له أبداً، فـ هي باتت تمقت النظر لوجهه و مواجهة عيناه، أتجه "أدهم" بعد خروجه من المرحاض مرتدياً ملابسه إلى الشرفة، و لكنه ألقى نظرة عليها قبل الدلوف، ثم دلف يقف مستنداً على سور الشرفة التي تطل على حديقة كبيرة، و يبتسم بأنتصار غريب و ***ة مُقيتة!!!!استجمعت "عهد" القليل جداً جداً من قوتها التي بدأت أن تتلاشى، ثم حاوطت جسدها بالملاءة، لتُنزل قدميها البيضاوتان على الأرضية الباردة، ثم نهضت متحاملة على جسدها و على قدميها الرخوتين، و سارت ببطئ تجاه المرحاض، مستندة على الحائط جوارها، فـ ألم جسدها لا يُحتمال، بالكاد تستطيع أن تسير و لا تسقط أرضاً، دلفت ثم أغلقت الباب خلفها ببطئ.. وقفت خلفه، لتضع كفها على قلبها تحاول التخفيف من حدة ألمه، ثم دون وعيٌ منها أنهمرت الدموع من عيناها مبللة وجنتيها الحمراء، كتمت شهقات بكاءها بكفها وهي تضم الملاءة لص*رها، لتنهار على الأرضية الباردة وجسدها ينتفض بكاءاً، ظلت هكذا دقائق، تبكي على الأرضية فقط، حتى أستعادت أتزانها، ثم حاولت الوقوف على الأرض، ووثبت بالفعل ولكن بقدمين ضعيفتين، وقفت أمام المرآة تسند كفيها على الحوض، و عندما نظرت إلى نفسها في المرآة، فـ شهقت برعب، وهي ترى حُطام أمرأة، وجه ذابل شاحب كالأموات، عدا أحمرار وجهه أثر قبلاته، شفاة شبه حمراء للغاية و متورمة، و خصلاتٍ مشعثة، ولكن ما جعلها تطلق آه متألمة عندما نظرت لتلك الكدمات التي صبغت كتفيها ورقبتها وبداية نحرها، علاوةً على ذلك ذراعيها البيضاوتان والتان تلونا بلون أحمر قاتم لقبضته عليهما، حتى أصابعه الغليظة تاركة أثار ب*عة على جسدها، لم تستطيع تحمل ما رآته، كان كالكابوس بالنسبة لها، كابوس تتمنى لو أن يود أن يوقظها أحد ليُخلصها من هذا العذاب، تسارعت أنفاسها من شدة البكاء، لتبعد الملاءة عن جسدها، ثم رفعت إحدى قدميها لتدلف إلى الدُش، وقفت أسفل المياه المنهمرة تفرُك جسدها بقسوة، تحاول أن تزيل لمساته المقززة، تحاول إبعاد رائحته الكريهة الملتصقة بها!!! جلس هو بجمود شديد، ينفث دخان لُفافة تبغ فاخرة، ينظر للفراغ أمامه ببرود، يستمع إلى المياه الهادرة بالداخل، يتذكر ما حدث بينهم فـ يُكشر عن أنيابه المفترسة، ولكن مُحيت أبتسامته وأنتفض جسده فور أن سمع طرقات قوية على باب الجناح، ليتصبب جبينه عرقاً عندما أستمع لصوت أخيه!!! يصرخ بصوتٍ جهوري به لكي يفتح، وثب ولا يعلم ماذا سيفعل، فـ خرج سريعاً ليوصد باب الغرفة عليها، ثم خرج لبهو الجناح، ليفتح بابه بأيدي ترتعش، هربت الدماء من وجهه عندما طالع ملامح أخيه الغاضبة، وعيناه التي تقدح شراراً، حتى أنه أعتقد أن هناك من أخبره بما فعله بها!!! أمسكه "ليث" من تلابيبه بقسوة شديدة، ليُقرب وجهه منه يردف بنبرة مُرعبة: - هي فين؟!! عملت فيها أيه!!! أبتلع رمقه بصعوبة، فـ ظهرت والدته خلف "ليث" تقول بحدة هي الأخرى: - فين عهد يا أدهم!! أنا صحيت لقيتها مش جنبي، عملت فيها أيه!!! تحول وجهه للون الأصفر، ليعاود النظر إلى اخيه "ليث" قائلاً بصوتٍ متوتر: - أنا .. أنا معملتش فيها حاجة!!!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD