الفصل الرابع عشر

2701 Words
حقيقة الدمية «أنابيل»، وفيلم «The Conjuring». في يناير ١٩٧٠، اتجهت اميريكية اسمها «Mary» إلى محل لعب أطفال عشان تشتري عروسة لبنتها «Donna» اللي بتدرس تمريض في إحدى الجامعات، وهناك شافت عروسة مستعملة على أحد الأرفف؛ فاشترتها عشان تقدمها لبنتها. «دونا» أخدت العروسة من والدتها، وراحت بها السكن الجامعي اللي قاعدة فيه مع زميلتها «Angie»، لكن الغريب في الموضوع إنها بدأت تلاحظ حاجات غريبة بتحصل في السكن بمجرد ما العروسة دي وصلت هناك. على سبيل المثال، كانت «دونا» بتروح تحضر محاضراتها وتسيب العروسة على الترابيزة، لكن لما ترجع تلاقيها على السرير أو مرمية على الأرض.. فبدأت تطلب من زميلتها «أنچي» إنها ما تلعبش بها تاني، لكن صاحبتها كانت دايما تقولها إنها ماحاولتش تلمسها أصلا. الأغرب من كده إنها بدأت تلاحظ وجود ورق صغير مكتوب عليه «ساعدونا، أنقذونا»، والورق ده ماكانش موجود منه في السكن خااالص.. لغاية ما في يوم، رجعت «دونا» من الجامعة وشافت دم على العروسة، والغريب أن الدم ده كان خارج من داخل العروسة زي ما تكون بتنزف. طبعاً استعانوا ساعتها بوسيطة روحانية عشان تعمل عملية تطهير للبيت.. وبالفعل، الوسيطة أول ما عملت جلسة تحضير للأرواح، قالت للبنتين إن المكان ده مسكون بروح طفلة صغيرة اسمها «Annabelle Higgins»، وإن الطفلة دي اتقتلت بشكل غامض من خمسين سنة في نفس المكان اللي اتبنى عليه البيت. وأكيد حضراتكم قرأتوا «أصل الحدوتة ٦٨» عن عالم الأشباح، وعرفنا إن مفيش حاجة إسمها أشباح لا في العلم ولا في الدين.. المهم، البنتين اللي هما «دونا» و«أنچي» بعد ما عرفوا إن الروح اللي ساكنة العروسة روح طفلة طيبة عندها سبع سنين، قرروا إنهم يسمحوا لها بإنها تعيش معاهم في البيت. وبعد فترة بدأ صاحبهم «Lou» يتردد على السكن.. ولما شاف العروسة أول مرة، حَسّ بنفور من منظرها ونصحهم بإنهم يتخلّصوا منها، لكن لما دخل ينام على الكنبة بالليل حصلت حاجة غريبة.. «لو» كان نايم، وبدأ يحس بحركة غريبة في البيت ولما حاول يتحرك من مكانه، اكتشف إنه بقى عامل زي المشلولين، وشاف العروسة واقفة عند رجليه وبتنظر له في حقد شديد، وفجأة هجمت عليه وحاولت تخنقه لغاية ما غاب عن الوعي. وتاني يوم الصبح لما صحي، اكتشف إن على ص*ره جروح كتير جدا، والأغرب من كده إن الجروح اختفت خلال يومين وبدون سبب، ده غير إن الظواهر الغريبة اتكررت معاه أكتر من مرة، لدرجة إنه وقع فجأة على ضهره كإن حد زقّه بعزم ما فيه. البنتين حسّوا ساعتها إن الموضوع أكبر من الكلام اللي قالته الوسيطة الروحانية، فراحوا الكنيسة وقابلوا القِسّ «Hegan» وحكوا له الموضوع كله.. القِسّ عرض الأمر على سلطة أعلى منه وهو الأب «Hock» عشان يحدد إيه اللي المفروض يتعمل في الحالة دي. الأب «هوك» تواصل مع مييييييين!!!.. أيووووة، زي ما حضراتكم توقّعتم بالظبط.. تواصل مع خبير الماورائيات «Edward Warren» وزوجته «Lorraine» اللي فيلم «The Conjuring» بيتكلم عنهم.. المهم، بعد ما الزوجين زاروا البيت اللي فيه العروسة «أنابيل»، وسمعوا الحكاية كلها من البداية، قالوا: - نعتقد أن الدمية غير مسكونة بروح طفلة كما اعتقدت الوسيطة، ويبدو أن الأمر أبعد من ذلك.. الدمية تمت السيطرة عليها من قبل كيان شيطاني، وهذا الكيان هو ما يتحكم فيها لتكون وسيلته في السيطرة عليكنّ.. الشياطين لا تسكن الجمادات، ولكن تستعملها كوسيلة مؤقتة حتى تحل في جسد الإنسان. وبدأوا يمارسوا طقوس طرد الأرواح الشريرة مع الأب «هوك»، وأخدوا العروسة معاهم في النهاية قبل ما يمشوا.. الغريب في الموضوع إنهم كانوا هيعملوا حادثة أثناء عودتهم للبيت، والفرامل كانت معطّلة بدون سبب، لدرجة إنهم رجعوا البيت بإعجوبة. ورغم إنهم مارسوا طقوس طرد الأرواح على العروسة، إلا إنهم لاحظوا إنها ما زالت بتتحرك بطريقة تلقائية من غير ما حد يلمسها.. على سبيل المثال، كانوا بيشيلوها في غرفة المكتب وبعد فترة يكتشفوا إنها موجودة على السرير، ده غير أنها اصبحت عدوانية بشكل خطير. في إحدى المرات، كان بيزورهم قِسّ طيب، وبعد ما حكوا له قصة الدمية من البداية، قام القِسّ ماسكها وصرخ فيها بعزم ما فيه وقال: - أنتِ مجرد دمية فقط يا أنابيل، ولا تقدرين على إلحاق الأذى ببعوضة. المشكلة إن الزوجين استقبلوا مكالمة من أحد الاصدقاء بعد ما القِسّ غادر بيتهم بساعات، وقال إن القِسّ عمل حادثة بالسيارة واصطدم بشجرة بعد ما تعطلت الفرامل بشكل فجائي.. وبعد سنتين انتشرت حكاية العروسة أكتر، فحاول شاب إنه يتواصل مع الزوجين لرؤيتها.. وبعد ما الشاب سخر منها، ركب الموتوسيكل بتاعه ومات في حادثة بعدها بساعات.. ومن ساعتها، قرر الزوجين إنهم يحتفظوا بالدمية داخل صندوق زجاجي محصّن بالتعاويذ، وموجود في المتحف اللي عملوه في قبو بيتهم بمقاطعة «Monroe». هي دي قصة العروسة «أنابيل» اللي منتشرة على الانترنت، والزوجين أكلوا من وراها الشهد لدرجة أنها اتحولت لفيلم.. أنا مش هقول إنها غير حقيقية لإن النهارده مش الجمعة، لكن لازم تعرف يا صديقي أن كل الكلام اللي حضرتك قرأته وظهر في الفيلم مفيش شهود عليه غير الزوجين فقط.. محدش شاف ولا سمع أي حاجة، وأنا بحثت بما فيه الكفاية على جميع المواقع الأجنبية، ومش هتلاقي غير حكايات مرسلة على ل**ن الزوجين.. طب إيه حكاية الزوجين دول من البداية أصلا!!. هتكلم عنهم سريعاً دلوقتي، وأوعدك أحكيلك بالتفصيل عنهم وهكشفلك مفاجآت أغرب من الخيال عن الاتنين الدجّالين دول.. أقسم بالله الاتنين دول أكلوا الشهد على قفا الناس اللي بتصدّق أي حاجة بيقولوها، وعايز أقول بس إن الغرب بيتعامل معاهم بسخرية شديدة جدااااا كمادة للتسلية مش أكتر اتولد «ادوارد وارن» سنة ١٩٢٦ في ولاية «Connecticut» الأميريكية، وأثناء فترة المراهقة ادّعى إن البيت اللي هو عايش فيه مسكون بالأشباح، وقال كمان إنه بيقوم من نومه مفزوع كل يوم وبيشوف امرأة عجوزة واقفة جنب سريره وبتنظر له نظرات مخيفة.. ولما راح يحكي لأبوه اللي بيشوفه ده، أبوه ض*به عشان افتكره بيكذب لجذب الانتباه. المشكلة إن «ادوارد» كان م**م على كلامه والرؤى اللي بيشوفها، لكن أبوه عرضه على أطباء نفسيين كتييير وكلهم أجمعوا على إنها مجرد هلاوس وضلالات مش حقيقية.. وخوفاً من مواجهة نفسه بالحقيقة القاسية، قرر «ادوارد» إنه يكرّس حياته كلها في إثبات وجود الأشباح والشياطين والمس والاستحواذ عشان يثبت لوالده ولنفسه إنه مش مجنون. المهم، اتعرّف على حبيبته «لورين» وهو عنده ١٦ سنة، وكانت رافضة تماماً كلامه عن خرافات الاشباح والعفاريت والمس والاستحواذ، وبعدها التحق بسلاح البحرية الأميركية وقامت الحرب العالمية الثانية.. لما الحرب انتهت، رجع بلاده واتجوز من حبيبته «لورين» واشتغل رسام. وفضل مهتم بالظواهر وعالم الروحانيات، لدرجة إنه لما كان بيسمع عن وجود بيت مسكون أو انسان ممسوس، يقوم رايح لغاية هناك مع زوجته اللي شايفة إن كل دي خرافات ودجل.. ولما لاحظ أن محدش مصدقه، بدأ يجمع صداقات مع أشخاص مشهود لهم بالمصداقية. ويكتسب احترام رجال الدين والأطباء والصحفيين على اد ما يقدر، وبدأ كمان يطوّر من نفسه لدراسة العالم الغيبي ده عشان تزداد مصداقيته عند الناس، فاستعان بأجهزة رصد الحركة وبالكاميرات الحساسة للضوء ومستشعرات الأشعة فوق البنفسجية.. وطبعا اتكلمنا عن كل ده بالتفصيل في «أصل الحدوتة ٦٨» عن عالم الأشباح. المهم، في سنة ١٩٥٢، يعني وهو عنده ٢٦ سنة فقط، آمنت زوجته بأفكاره فجأة، وقالت إن بقى عندها قدرة خارقة للتواصل مع أرواح الموتى، فأسّست معاه جمعية «New England» للأبحاث النفسية، وكان الهدف منها هو إقناع الملحدين بوجود شياطين وجنّ وبالتالي وجود إله؛ فحصل على مباركة القساوسة ساعتها باعتباره أشبه بداعية للدين المسيحي. وكان كل ما يعمل عملية طرد أرواح وتطهير لأحد الزبائن، يقوم واخد حاجة من بيت الزبون عشان يضعها عنده في المتحف اللي موجود في قبو بيته، وسمّاه متحف «Occult» يعني متحف الغموض.. وقريباً هحكيلك عن باقي قصصهم الخزعبلية، وهتكتشف مفاجآت أغرب من الخيال لإنهم بيدّعوا إن عدد الحالات اللي تعاملوا معاها على مدار حياتهم وصل لـ ١٠ آلاف حالة مس شيطاني. ملحوظة: الزوجين ادّعوا حكاية «أنابيل» دي بعد اذاعة الحلقة التليفزيونية «Living Doll» اللي كانت ضمن حلقات برنامج «Twilight Zone» المعروض في منتصف الستينيات، ومفيش أي دليل على الاحداث اللي بيقولوها دي غيرهم.. يعني باختصار كده، اتنين معاهم عروسة عارضينها في قفص زجاجي وبيقولوا إنها ملعونة، ومفيش دليل على كلامهم خالص.. ووفقاً لتص**حات البروفيسور «Joseph Laycock» الباحث في الدراسات الدينية هي مجرد أساطير شعبية لا أساس لها من الصحة. ملحوظة تانية: العروسة الحقيقية مصنوعة من القماش مش البورسلين، وما هربتش من المتحف ولا حاجة، دي مجرد إشاعة.. وهتلاقي صور في التعليقات ما تنساش تعمل عليها لايك لو أمكن. بشكركم على دعمكم ليا، ويا ريت تعلموا لايك وشير ومنشن عشان تساعدوني أكمل، ولو أول مرة تقرأ لي هتلاقيني بقدّم سلسلة العراف كل يوم جمعة، وبتكلم فيها عن القصص المنتشرة على انها حقيقية وهي مجرد قصص خيالية، وماتنساش تتأكد من المتابعة وشاهد أولا عشان يوصلك كل جديد.❤️ يحظر قرائتها بصوت عالي، وتكفي القراءة بالعين فقط. - بِاسْمِ الأثر والمنثور، بحقّ الطلسمات والحرف المرصود، بِاسْمِ سرّ العزائم وعهد الكنعانيين، بِاسْمِ العالم السفلي وروح إبليس، بِاسْمِ اللؤلؤ والمَرجان والجواهر اللمّاعة، والقوس أرقياقييل وأخر المثلّثات الأربعة، والبروچ والسماء وعلم الساعة. واعتدلتْ ”روان“ بعدها لتقف منتصبة، ثم أخرجتْ قطعة قماشية ذات رائحةٍ عطرية نفّاذة من حقيبتها، فض*بتني حالة القيء والغثيان مجدّداً، تماماً كأنني أختنق أعلى قمة جبلية شاهقة.. ورغم الإضاءة الباهتة، إلا أنني أكاد أجزم بأن تلك الخِرقة كانت تحوي حروفاً عربية وأعجمية ورسوماتٍ شيطانية.. وخلال ثانيتين لا ثالث لهما، رأيتُ زميلتي تُدني القماشة من شفتيها، ثم همستْ بكلماتٍ لا أدرك حقيقتها أو معناها، ولكن لم أقدر على نسيانها حتى الآن: - مَرِچَانٌ دُعآאَय़ॐ سِمَے پُؤِنْےِ.. ब६ि९ककचॉק.. گیِہّگوُٹِ عَاشِقً أوَّلَهُ.. فَوّرِقَآںَڑیْ آڈمِگرّدٍ يُؤيّپْۓڈنُهٌ تَغِفُلِيّهُ لِژ.. هَذَا ڈعَاءِ عَهْدٍ تَأمَنَهُ.. ฏ९ि७९चरहॉซฤ.. فْيِ أوّلِهَا قَدَاسْةٍ، وَفِيِ بَاطِنِهَا نَارٌ لَمْ يَكُنْ لَهَا حَافِظٌ. في إبريل ٢٠١٨، فوجئت أسرة أمريكية بوجود تمساح وزنه نصف طن داخل حمام السباحة الخاص بالبيت، وقدروا بعد الاستعانة بصياد محترف وعناصر من الشرطة إنهم يخرّجوه من هناك بمعجزة. الغريب في الموضوع إنهم اكتشفوا إنه من سلالة نادرة كانت مهددة بالانقراض، لكن محدش عارف هو جه منين، وإزاي وصل لحمام السباحة أصلاً. ماذا لو كانت كل الخيارات لا تناسبك؟! ماذا لو كانت حياتك مقتبسة من جحيم دانتي وغموض لغة أبو العلاء المعري؟! ماذا لو كنت سيزيف آخر يحمل صخرة حيرته ويصعد بزفرات كالجمر جبل آلامه،يقطر ألمًا لكن لا سبيل للرجوع ولا سبيل للتوقف. تقف أمام فيض لا نهائي من الاحتمالات ثم ماذا؟ تظن أنك قد تزيحها ببساطة بتغييب عقلك. فيغدو نصيبك مزيد من التيه فى دهاليز عقلك مزيد من مقابلات مع كيان كلي غامض يقول لك دون أن يضيف أو ينتقد: "أكمل أنا أسمعك". وكأنك سقطت فى فجوة خارج الزمن. دروب كثيرة ومصائر تتباعد تارة وتتلاطم تارة أخرى. الصواب صار متعبًا من كثرة مَن يدعون أنه أبيهم ويحمل جيناتهم الوراثية. الطيش والجهل مدفع رشاش لا يفرق بين قبلة وقنبلة بين زهرة واسفلت بين تنهيدة ورجاء. يدعس كل شئ على نحو متساوِ -ويال السخرية- ربما يجانبه العدل من هذه الجهة. قال أحدهم ذات مرة أن الحبكة مقتبسة من قصص الأنبياء وأن جُلّ القصص تبدأ بتفاصيل أولية هادئة بعض الشئ ثم عقدة ثم ذروة ثم حل والحل قد يبدو نهائي لكنه فى الحقيقة يلد مشاكل أخرى هكذا دأب الحياة وديدنها. العم نجيب مثلًا بقلمه الفذ طبخ طبخة مثالية فى أولاد حارتنا وكانت البهارات مزيج عبقري بين قصص الأنبياء لابن كثير وصراع الحضارات لويل ديورانت وكانت هذه الرواية ب**ة عريقة فى الأدب الرمزي أكدت أن الإيمان يجب أن يسير إلى جوار العلم جنبًا إلى جنب هما ساقا الإنسان لن يستطيع السير بساق واحدة دون الأخري وسيكون مصيره التهاوي والسقوط مهما أحرز من تقدم فى جهة واحدة. وسار كاتبنا على نهجه وانتعل الرمز وتزيا بإسقاطات جمة لملاحم فكرية كلنا احتككنا بها بشكل متفاوت. والآن لنجلب كاتبنا الفريد لطاولة المناقشة ونحضر كلانا مشروبنا المفضل: شاي بحليب لىّ وقهوة لصديقنا الكاتب. ثم "tick" لا تقلق يا صديقي هذا ليس مسدس بل تكة غطاء القلم الأحمر،كما أن التَّكَه نقرة موسيقية بالفارسية إذن لا داعِ للقلق. لدينا هنا على الطاولة عدة بطاقات والقلم الأحمر جاهز. البطاقات: السرد: سلس وانسيابي فى الانتقال بين الراوي والراوي العليم فى إيقاع يحاول بصعوبة الإمساك بزمن هلامي سريالي، وهذا الزمن من أصعب تقنيات مدرسة الواقعية السحرية نحيّ الكاتب على إدارة الحبكة بجدارة فى زمن كهذا. الحوار: يكشف عما فى نفس الشخصيات ويحيي مناخ دلالي عميق من رموز وأرقام على امتداد الرواية ويصعّد دوافع الشخصيات وحدة طباعهم فى لحظات الإحتكاك بينهم. المناجاة: متواجدة بكثرة عبر تكثيف صور المونولوج الداخلي للشخصيات ما بين صور نمطية رتيبة كردود أفعال وصور تراجيدية كنوع من الخلوة الوجدانية المثيرة للتعاطف. العاطفة: جاءت جامدة متكلسة ذات مذاق رخامي بارد باستثناء بعض لحظات الانفعال وقد جاءت لغتها مناسبة تماماً لأجواء الرواية. التشبيهات: معظمها لون أصيل ذو ب**ة خاصة نستطيع تعريفها فى أى مكان بأن تلك ب**ة كاتبنا الفريد، قدرة رائعة على تناسل التشبيهات من مواد شديدة البساطة وعلى نحو لافت وغير مألوف. بعض المشاهد اللافتة: (1) أحببت الحوار المكتنز بعدة إسقاطات وتلميحات شجية الذى دار بالسجن بين سيف وعتريس. وكما لو سمعت قصيدة أمل دنقل "كلمات سبارتاكوس الأخيرة" تدور فى الخلفية: المجد للشيطان معبود الرياح مَن قال "لا" في وَجْه مَن قال "نعمْ" مَن علَّم الإنسانَ تمزيقَ العدمْ وقال "لا" فلم يمتْ وظلَّ روحًا أبديةَ الألمْ. .................. (2) الإنسان كائن حكّاء يتغذى وجدانيًا وفكريًا منذ فجر التاريخ بالقصص والحكايا،لا يهم مدى صدق أو واقعية تلك الحكايا،إنه يقتات بها وكفى. ربما اللبنة الأولى للحكاية حقيقية لكن ما يليها مساحة عريضة يصبغها الخيال الذى تحركه ش**ة أو مأرب ما هكذا تُولد الإشاعة وتتدحرج ككرة الثلج وتنمو باضطراد لتطيح بأى أثر أو شاهد يشى بأنه كانت هناك حقيقة يومًا ما، والكذبة التى تخصبت بالخيال عبر قرون فى وقت ما تستحيل حقيقة دامغة لا سبيل لدحضها، بل إن دحضها ذاته يُعَّد كذبة. وهذه رسالة من جزء من الحوار الذى دار بين سارة ونرجس بالغرفة المجاورة لسيف وعتريس. (3) شعرتُ بأن العمارة كما لو أنها توصيف رمزي للجسد. وكيف أن الجسد أمانة علينا أن نعتني بها ولا نلوم المالك الأصلي على ما فرطنا فيه أو نرغب بقوة سحرية تمحو آثار تفريطنا، هذا نتيجة ما جنته أيدينا وبالطبع سنحصد ما زرعنا، فمن العبث تضييع الوقت فى التشتت والجدل والتشظي بين نظريات شتى حول المالك وتأجيل الحياة الكريمة فى سبيل هذا الصدد. أيضًا رأيتُ كما لو أن الجسد عمارة مليئة بغرف،كل غرفة تحوى رغبة مستعرة،رغبات بأعمار متفاوتة ومآرب متعددة، وسبل تتقاطع وتتلاحم وتتناحر وتتلاطم فى صراع محتشد كثيف وصامت فى الوقت ذاته،وبطلنا سيف يمثل الأنا العليا التى تسعى لحقيقة تتجاوز الجسد بعوالمه المعقدة المتشابكة والمربكة والمعرقلة لبصيرة الروح،ولكي يصل لهذه الحقيقة يحتاج لحكمة بالغة فى إدارة عمارة الجسد، لكن هل سيتركه الجسد دون أن ينقلب عليه،ودون أن يدبر المؤامرات ليتخلى عن السعى الحقيقي ويصير ترس فى مآرب الجسد وشهواته. كل هذا وأكثر نستشفه من الأحاديث التي دارت بين سيف وقاطني العمارة. (4) فى أوقات كثيرة لا يهم مدى قداسة ما ندافع عنه،بل ما يهم هو ما يقيم أود غرور الأنا، فلا يمكن أن نقبل أن يدين أحدهم ما عشنا فيها لأعوام وما وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا والأدهى أن يتواقح معنا ويقول أن كل هذا خطأ ووهم كبير. بالتأكيد ليس كل ما يَرِد عن آباءنا وأجدادنا خاطئ ومَن يظن هذا فهنيئاً له بحماقته. لكن هل تحققنا مما ورد عن آباءنا وأجدادنا؟ هل تحققنا من مدى مصداقيته وهل فحصنا بموضوعية وصدق دون تحيز عاطفي أو طائفي أو شئ من هذا القبيل؟ هل اخترنا ما نحن عليه بوعى حر وإرادة تامة؟ إن كنت حقًا اخترت عن وعى وإرادة فالطبع ستصير أكثر تفهم وتسامح مع الآخر المنافي لِما تعتقده،بل الآخر دليل يدعم مدى قوة وقدسية ما تعتقده ولا يشكل خطر ولست بحاجة لأن تكرهه إلا إذا أهان غرور الأنا وعرى هشاشة ثقتك فيما تعتقده،فإن كان ما تعتقده صادق ونبيل فلست بحاجة لإهدار كل هذا الجهد فى الدفاع عنه بتلك الضرواة المثيرة للشفقة. المبدأ النبيل لا يكفي،فمن الممكن أن يغدو غطاء تتستر خلفه ش**ة وغرور الأنا، لكن هذه الش**ة لا تبرز هكذا واضحة جلية بل تختفي بسحابة وهم الدفاع عن الحق وإحقاق الفضيلة. ولطالما يحاول ذهننا أن ينصب لنا فخاخ الوهم والشراك الدَبِقَة لتعزيز غرور الأنا، فعلينا أن نحذر نلتقط أنفاسنا ونجول فى نفوسنا ونسأل مَن يتحدث الآن الإنسان بداخلي أم صوت الأنا؟ هذا جزء نُزيل عنه الغبار مما دار من حديث بين سيف وأخت عدنان. حفنة ملاحظات: *على طول خط الرواية تشعر بصوت منجل وهو يحز أعناق كثيرة لوهم كثيف ومتشابك برؤوس تبدو بأعداد لا متناهية تتناسل وتتكاثر على نحو مرعب. وبالطبع لُهاث صاحب المنجل وهو يطارد هذه الرؤوس. *أقدّر استخدام الأساليب والمترادفات القرآنية لكن كثرة الاستخدام بهذا الشكل أضحت مملة ورتيبة وبرأيي لا تخدم الرواية ومن المواضع الغير موفقة التى أذكرها ورود الألفاظ على ل**ن شخصية عدنان وهو شخصية كما فهمت لا ادرية، فمن المفترض أن تتحاشى تلك الشخصية استعمال تلك المترادفات إلا على سبيل التهكم أو الاستشهاد وبندرة. *"مالكم تكأكأتم علىَّ كتكأكئكم حول ذي جِنة": صحيح أن هذا التعبير من اللغة العربية لكنه يُعد من حوشي اللفظ وغريبه وصعب فى النطق والتداول لدى الكثير ممن هم غير المتخصصين، وفى السياق هذا تعبير معقد وأكبر من يأتي على ل**ن شخصية كإدريس يُفترض أنها شخصية عادية متواضعة التعليم وحتى أؤلئك المُوَّجه لهم الحديث،تلك عبارة برأيي تتجاوز مداركهم. ربما جرفتك الحماسة اللفظية يا صديقي لكن غابت عنك تلك التفصيلة المنطقية. *أحببت الخلط المتعمد بين بضع أسماء وإعادة استخدامها لتخدم أغراض وصور متعددة لذات الجوهر. *أحببت جداً أيضاً المتلازمة اللفظية ذات المغزى العميق: "كلنا مرضى عدا الطبيب وأعوانه". الختام: تجربة فردية فريدة وخاصة فى طابعها الجمالي مغموسة بإسقاطات لذيذة..أود بالطبع تكرارها وأشكر هذا القلم الرائع الذي يصير أكثر تمكناً يوماً بعد يوم ونقول له: لا فض فوك ودام تميزك وعطاءك. التقييم: 8.3/10 ابراهيم_فريد حكايات_عالماشي ١٣ #طقوس_إحياء_الموتى #إبراهيم_فريد إبراهيم_فريد أصل_الحدوتة ٧٨

Great novels start here

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD