الفصل الاول

3020 Words
مين الراجل ده أصلاً!!!!!. النهارده هنتكلم عن قصة حقيقية أغرب من الخياااااال حرفياً، وهي حادثة وفاة غامضة بشكل عجيب، بس قبل ما نبدأ يا ريت تنزل تدعمني بلايك وشير وكومنت عشان الفيس بوك يعرف إني مش لوحدي ويشيل الحظر. في ٣٠ نوفمبر ١٩٤٨، وتحديداً الساعة ٧ مساءً، خرج الجواهرجي «John Bain Lyons» مع زوجته عشان يتمشّوا على شاطئ «Somerton» في شمال استراليا.. وساعتها شافوا راجل لابس بدلة أنيقة، وفارد رجليه الاتنين وهو بينظر إلى الشاطئ بلا مبالاة. وبعد ٣٠ دقيقة أو أقل، لاحظت عاملة التليفون «Olive Constance Neill» وزوجها السيد «Gordon» إن الراجل بيتثاءب بشكل مريب في نفس المكان زي ما يكون سكران.. كانت أعمدة الإنارة بدأت تشتغل، وشافوه بوضوح وهو قاعد في نفس المكان وحركته قليلة جداً تكاد تكون منعدمة. السيدة «أوليڤ» قالت بعد كده إن المنطقة دي ساعتها كان فيها أكتر من شخص، منهم راجل في الخمسين من عمره لابس قبّعة رمادية، وكان بينظر باستغراب ناحية الراجل اللي فارد جسمه على الشاطئ.. ولما لاحظت إن الراجل اللي فارد جسمه ده الذباب بيحوم حول وجهه، زوجها سخر باستهتار ساعتها وقال: - دعيه وشأنه، فلربما قد فارق الحياة، ولا يرغب في أن يزعجه أحد. في اليوم اللي بعده، وتحديداً الساعة ٦:٥٠ صباحاً.. خرج الجواهرجي للشاطئ عشان يمارس هوايته المفضّلة بالسباحة.. ولما طلع من البحر، قابل صديقه وفضلوا يتكلّموا مع بعض لفترة.. لكن فجأة لاحظ إن الناس متجمّعة عند نفس المكان اللي الراجل كان فارد جسمه فيه امبارح. طبعاً الفضول أجبره إنه يروح هناك عشان يشوف الناس متجمّعين كده ليه؛ فشاف ساعتها جثّة الراجل صاحب البدلة الأنيقة اللي كان فارد جسمه على الشاطئ امبارح.. وبسرعة البرق، راح «چون» على البيت وبلْغ الشرطة بشهادته اللي شافها مع زوجته. فاتجه الشرطي «Moss» إلى المكان وهناك كانت المفاجأة اللي حيّرت جميع المحققين حول العالم إلى يومنا هذا.. الشرطي اكتشف إن الضحية مجهولة الهويّة، وفشل في تحديد سبب الوفاة، أو الوصول إلى الجاني، لدرجة إن القضية تم تصنيفها من أكثر القضايا غموضاً في التاريخ المعاصر. حرفياً مفيش أثار لطلقات نارية في جسمه، أو طعنات سكّين، أو ض*ب، أو محاولات خنق، يعني مفيش أثار عنف مطلقاً عليه.. لكن لاحظوا عليه كام تفصيلة؛ فسجّلوها على أمل إنهم يوصلوا لهويّته أو للقاتل عن طريقها، زي مثلاً: ١) كان حاطط سيجارة خلف أذنه. ٢) كان فيه سيجارة مطفية داخل ملابسه، ومن المتوقع إنه مات أثناء تدخينها؛ فوقعت داخل هدومه. ٣) أقدامه متصلّبه ومتوّجهه ناحية البحر. ٤) دراعه الشمال مفرود بشكل مستقيم، في حين إن الدراع اليمين متني زي ما موجود قصاد حضراتكم في الصورة. ٥) البنطلون اللي كان لابسه لونه بنّي، لكن جيبه كان فيه خياطة لونها برتقالي، وبنوع خيط نادر لا يتم استخدامه في خياطة الملابس. لكن الغريب في الموضوع، واللي حيّر أفراد الشرطة هو إنه كان لابس هدوم تقيلة وكتير جداً فوق بعضها رغم إن الطقس كان حار جداً ساعتها، بالإضافة إلى إنه مكانش حاطط قبّعة على رأسه وده كان تصرّف غير طبيعي في الوقت ده.. القبّعات في أستراليا أيام الأربعينات كانت أشبه بالطرابيش في مصر قبل ثورة ١٩٥٢. لو فاكر إن الغموض خلص لحد هنا عزيزي القارئ؛ فأحب أقول لك إن أفراد الشرطة لما حاولت تبحث عن ماركة ملابسه، اكتشفت إن جميع الماركات منزوعة كإن حد قاصد يخفي أي وسيلة تؤدي إلى كشف هوية الراجل ده.. معروف إن الماركات بتكون محطوطة في أماكن صعبة داخل الملابس، وده كان تقليد متّبع حتى بالنسبة للخيّاطين.. ورغم كده إلا إن ملابسه كانت خالية تماماً من أي ماركات. الطبيب الشرعي «John Barkley Bennett» اللي كان شغّال في مستشفى «Adel-aide» الملكية، صرّح بشكل رسمي أول ما كشف على الجثّة إن الشخص ده مات مسموم، والسم أدّى إلى إصابته بسكتة قلبية ففارق الحياة في تمام الساعة ٢:٣٠ صباحاً. بعدها، تم نقل الجثّة إلى المشرحة عشان يحقّقوا في أسباب الوفاة بشكل أدقّ، لكن الشرطة كانت مشغولة في نقطة أهمّ وأكثر تعقيداً.. واللي هي «مين الراجل ده أصلاً!!!!».. بعد فحص سجّلات المفقودين، ومراجعة جميع البلاغات محدش قدر يوصل لهويّته. فقرروا إنهم يستعينوا بالصحف والجرائد عشان تساعدهم في الوصول إلى حقيقته.. وبالفعل، تم نشر صورته مع ملابسات الحادث في جميع الجرائد والمجلّات، وفضلوا قاعدين منتظرين شهادة أي شخص عن الراجل ده.. وهنا حصلت المفاجأة يا عزيزتي في ٢ ديسمبر، نشرت صحيفة «Advertiser» الخبر في الصفحة التالتة، ونشرت معاه إفادة رسمية بتؤكد إن الراجل اللي في الصورة ده هو الأسترالي «E. C. Johnson» اللي يبلغ من العمر ٤٥ سنة.. طبعاً يا عزيزي انت فاكر إن القضية كده خلصت. لكن للأسف السيد «إي. سي. چونسون» راح قسم الشرطة بنفسه، وأكّد للجميع إنه ما زال على قيد الحياة، وإن الخبر المنشور في الجريدة ما هو إلا خبر مفبرك؛ فبدأت أفراد الشرطة تعيد البحث من تاني. لكن في نفس اليوم، نشرت صحيفة «News» المسائية الخبر في صفحتها الأولى، ونشرت رقم قسم الشرطة عشان لو القرّاء يعرفوا حاجة عنه يتواصلوا معاهم بسرعة ويبلّغوهم؛ فاستقبل القسم ساعتها عشرات الاتصالات من قرّاء بيدّعوا إنهم كانوا على علاقة بالشخص اللي في الصورة. في تمام الساعة ٨ مساءً، توافد على قسم الشرطة شخصين بيؤكدوا إنهم يعرفوا الضحية كويس جداً، وهما: ١) السيد «James Macc».. «چيمس ماك». ٢) السيدة «Elizabeth Thomson».. «إليزابيث تومسون». والاتنين أقرّوا بإن الضحية هو النجّار أو تاجر الأخشاب المعروف باسم «Robert Welch» اللي يبلغ من العمر ٦٣ سنة، وإنه سافر من ٥ شهور إلى مدينة «Queensland» عشان يشتري مواشي، وحتى الآن لسّة مارجعش.. أكيد حضراتكم دلوقتي بتقولوا أخيراً القضية اتحلّت.. أنا مش فاهم انت مستعجل على إيه عزيزي القارئ!!.. يؤسفني أقول لك إن السيد «چيمس ماك» اتصل بالشرطة بعد ما غادر القسم بساعة واحدة فقط، وبلّغهم تليفونياً إنه مكانش متأكد إذا كان هو فعلاً «روبرت ويلش» ولا لأ بسبب اختلاف لون الشعر، لكن دلوقتي أصبح متأكد تماماً إنه هو. وبالرغم من كده، إلا إن السيدة «إليزاييث تومسون» غيّرت رأيها فجأة بعد ما شافت الجثّة للمرة التانية، وقالت إنه يستحيل يكون هو.. لإن «روبرت ويلش» كان عنده جروح قديمة في ص*ره، بالإضافة إلى إن أقدامه كانت قصيرة بشكل ملحوظ. وطبعاً الشرطة صدّقت «إليزابيث» وكذّبت «چيمس» لأسباب كتييييير جداً، منها على سبيل المثال: ١) «روبرت» المفروض عنده ٦٣ سنة، واللي قصادهم جثّة راجل في بداية الأربعينات. ٢) «روبرت» المفروض إنه نجّار، واللي قصادهم راجل أنيق وإيده ناعمة تدلّ على إنه مرفّه نوعاً ما. فقرّروا إنهم يستخدموا ب**ته في التعرّف على هويّته، لكن بعد فحص جميع السجلّات في استراليا اكتشفوا إن مفيش ب**ة له نهائي عندهم؛ فتواصلوا مع الـ«Scotland-Yard» والمباحث الفيدرالية بالولايات المتحدة، وطلبوا المساعدة بشكل رسمي. وبالرغم من كده، إلا إنهم فشلوا في تحديد هويّته للأسف، وأقرّوا جميعاً بإن ب**اته مش متسجّلة عندهم أبداً، لدرجة إن أحد المحقّقين صرّح ساعتها لأحد الجرائد: - ا****ة على ذلك الرجل، يبدو أنه لم يمشِ على سطح الأرض من قبل. المهم.. تم صناعة تمثال من الفخار لوجه الضحية في المشرحة زي ما موجود قصاد حضراتكم في الصور، وأزالوا جميع الملابس من على جسمه بعد ما فرّغوا جيوبه تماماً، وساعتها عثروا على: ١) تذكرة قطار درجة تانية غير مستخدمة، ومتجهة من المدينة إلى الشاطئ. ٢) تذكرة أتوبيس لمحطة تبعد عن مكان الوفاة مسافة ١١٠٠ متر فقط. ٣) مِشط معدني من الطراز الأميركي. ٤) علبة سجاير «Army-Club». ٥) علبة كبريت «Praint & May». ٦) لِبان بنكهات مختلفة. البروفيسور «John Matthew Dwyer» أخصائي علم الأمراض لما حاول يشرّح الجثّة بنفسه، وصل إلى نقطة في غاية الغرابة.. البروفيسور بيقول إن الشخص ده تناول سندوتش لحوم قبل الوفاة بأربع ساعات فقط، وبسبب اختلاط بقايا السندوتش بالدماء في معدته؛ فمن المؤكد إنه مات مسموم.. لكن الغريب أن بعد تحليل بقايا ال**ندوتش اكتشفوا إنه مفيهوش سمّ نهائي. وقال كمان إن حالة التسمّم هي التفسير الوحيد اللي جعلت الشهود تشكّ في إنه سكران لما شافوه فارد جسمه على الشاطئ.. والدليل على وفاته عن طريق السمّ كان: ١) وجود رأسه في حالة احتقان شديدة. ٢) وجود الطحال بحجم أضخم ٣ مرات من الحجم الطبيعي. ٣) تمدّد للأوعية الد**ية في الجسم. ٤) فشل كلوي، وتليّف في المعدة والأمعاء. ومن هنا عزيزي القارئ، تم التص**ح رسمياً بإنه انتحر عن طريق تناول جرعة كبيرة وقاتلة من السمّ، لكن الخبير الكيميائي «Edgar Hoover» المتخصص في علم السموم لما أعاد تشريح الجثة وفحص الأوردة والأوعية الد**ية بناءً على طلب البروفيسور «چون ماثيو»، أكّد على استحالة وفاته بالسمّ.. وقال كمان إن دماءه خالية تماماً من أي سموم.. وتص**حه ده أصاب الجميع بالذهول، لدرجة إن البروفيسور ردّ ساعتها بشكل رسمي منشور في أحد الجرائد: - لقد صُعقِت كونه لم يعثر على أثار للسمّ في دمائه، وأنا ما زلت على ثقة من كلامي بأن وفاته لم تكن لأسباب طبيعية، بل مات جرّاء تناوله لجرعة من السمّ تمّ خلطها بمادة منوّمة. لو فاكرة عزيزتي إن الغموض انتهى لحد هنا؛ فأحب أقول لك إن أفراد الشرطة بدأت تفكّر خارج الصندوق، وقرّروا إنهم يتتبّعوا خط سير تذكرتيّ القطار والأتوبيس اللي كانوا معاه، وبدأوا يفتّشوا جميع الفنادق والشقق المفروشة بغرض الوصول إلى هويّته. وفي ١٢ يناير ١٩٤٩، عثروا على حقيبة سفر لونها بنّي ومصنوعة من الجلد، ومكان العثور عليها هو غرفة التخزين في محطة قطار «أديل إيد».. حاجة كده عاملة زي الدواليب الشخصية بيتم تأجيرها للركّاب. المهم، بتفتيش الحقيبة دي اكتشفوا إن الماركة بتاعتها منزوعة من جميع الأماكن، يعني زي ملابس القتيل بالظبط.. وكمان تم ايداعها في ٣٠ نوڤمبر ١٩٤٨، وتحديداً في تمام الساعة ١١ صباحاً. شايفك رجعت تقرأ باهتمام يا عزيزي، وبتسأل عن اللي كان موجود في الشنطة.. على العموم، محتوياتها كانت: ١) عدد ٣ بيچامات. ٢) حذاء بلاستيك لونه أحمر. ٣) قميص نوم لونه أحمر. ٤) ٨ قطع ملابس داخلية. ٥) ٨ شرابات. ٦) عِدّة حلاقة. ٧) بنطلون بني عليه ذرّات من الرمل. ٨) عدة خياطة فيها خيط برتقالي مشابه للخيط اللي جيبه متخيّط به. ٩) ٣ أقلام رصاص. ١٠) كراڤاتتين. ١١) مقصّ وسكّينة حادّين بشكل ب*ع زي السيوف. ١٢) ولاعة. ١٣) علبة ورنيش. ١٤) مفكّ كهرباء. ١٥) فرشاة رسم. ١٦) قميييييييص منزووووع الماركااااات. محتويات الحقيبة جعلت أفراد الشرطة متأكّدين إنها حقيبة القتيل، خاصّة بعد وجود بكرة الخيط البرتقالي، والملابس منزوعة الماركات اللي تشبه ملابس القتيل.. لكن المحتويات نفسها ملهاش علاقة ببعض نهااااائي، يعني مفيش وظيفة أو حرفة هتحتاج أدوات بالاختلاف ده. خبراء الأزياء ساعتها أكدوا على إن الملابس الموجودة في الحقيبة مصنوعة بماكينات خياطة مش موجودة غير في أميركا، ولا يتم استيرادها أبداً.. وعشان تدخل أستراليا يبقى لازم القتيل يكون جابها معاه من هناك. وكمان لاحظوا وجود ماركة أو توقيع على كراڤات من الاتنين.. وكان مكتوب عليها «T-Keane»، ولما بحثوا عن مفقودين بالاسم ده اكتشفوا غياب بحّار اسمه «Tom Keane» بالفعل، لكن لما الشرطة سألت زمايله عنه وعرضوا عليهم الجثّة بعد تحنيطها، الكل نفى إنها تكون جثّة «كيين». فبدأت الشرطة تبحث أكتر عن تفسير للكلمة دي، وليه هي بالذات اللي مش منزوعة زي باقي الملابس الموجودة في الحقيبة!!!.. وساعتها اكتشفوا إنها ورقة بيتم وضعها في المغسلة عشان يقدروا يتأكّدوا من هوية صاحب الملابس في حالة نسيانه للإيصال.. لكن بعد استجواب أصحاب المغاسل في استراليا كلها، الجميع أنكر معرفته بصاحب الملابس. بعد استدعاء الطبيب والاخصائي «John Cleland» عشان يفحص الجثّة بنفسه، اكتشف تفاصيل محدش قدر يلاحظها قبله.. والطبيب «چون» ده يا عزيزي يعتبر مثال حي على وجود المحقق «شيرلوك هولمز» في استراليا.. ومن ضمن اكتشافاته اللي لاحظها على الجثّة: ١) إنه لم يمارس أي أعمال يدوية طيلة حياته، لإن إيديه كانوا ناعمين وأظافره منمّقين جداااااً. ٢) أصابع القدم مضغوطة جداً كإنه متعود يلبس أحذية برقبة. ٣) عضلات رجليه مشدودة زي ما يكون متعوّد يجري مسافات طويلة أو يركب درّاجات باستمرار. ٤) الكاحل أسمر كإنه متعوّد يلبس بناطيل قصيرة. ٥) حذاؤه بيلمع وبرّاق، ويستحيل يكون مشي به في شوارع المدينة أو على الشاطئ، وده معناه إنه اتقتل في مكان نضيف والقاتل نقله للمكان ده. ولما الشرطة بحثت في السجلّات بتاعتها، وجدت بلاغ قديم بيفيد رؤية أحد الشهود لواقعة غامضة ليلة الحادثة، يعني قبل اكتشاف الجثة بيوم.. والشاهد بيقول في البلاغ إنه شاف راجل ضخم شايل واحد تقريباً على كتفه، فتوقع إنه بيحمل صديقه السكران، والشرطة ساعتها لم تهتم ببلاغه. وأغرب ما تم كشفه على يد الأخصائي، واللي عقّد القضية وجعل منها لغز صعب حتى الآن، هو إنه عثر على جيب خفي أسفل بطانة البنطلون.. جيب صغير جداً، ومعمول بإتقان شديد، وفي داخله ورقة صغيرة مكتوب فيها بحروف كبيرة «TAMÁM SHUD».. والورقة دي منزوعة بعناية فائقة من كتاب «قصائد رباعيّات عمّر الخيّام». ولما سألوا علماء اللغة عن معنى الكلمة دي، قالوا إنها كلمة فارسية قديمة معناها «انتهى الأمر».. فبدأت الشرطة إنها تبحث عن نسخة الكتاب اللي اتقطع منه الجزء ده من الورقة تحديداً، ونشرت صورة الورقة في نشرات رسمية وصحف ومجلات. في ٢٢ يوليو ١٩٤٩، يعني بعد مرور ٨ شهور.. تواصل مع أفراد الشرطة شاب اسمه «Ronald Francis» وقال إنه كان راكب العربية بتاعته يوم الحادثة مع زوج أخته، ولما خرج منها نسي يقفل الباب وراءه.. ولما رجع للعربية اكتشف وجود كتاب «قصائد عمر الخيّام» على الكنبة الخلفية. فافتكر انه بتاع زوج أخته، وبعد ما شاف صورة الورقة دي في الصحف، افتكر حكاية الكتاب وجابه معاه عشان يسلّمه لهم في قسم الشرطة.. والغريب إن التحقيقات أفادت إنها نسخة أصلية وطبعة أولى من الكتاب ده، وتعود طباعتها لسنة ١٨٥٩ عن طريق آلة قديمة.. وعشان كده هي نسخة غالية ونادرة جداااً. والأغرب من كده إن الشرطة لما فحصت الكتاب، اكتشفت وجود شيفرة معقّدة وملهاش حل، ومش معروف مين اللي كتبها، هل هو الضحية أم القاتل.. ده غير إن السطر التاني منها كان مشطوب عليه بقلم رصاص، والشيفرة باختصار يا عزيزي زي ما هو واضح قصاد حضرتك في الصور عبارة عن: Wrgoababd Maliaoi ----------------- Wtbimpanetp Maliaboaiaqc Ittmtsamstgab والشرطة ما قدرتش تحدد هل دي شيفرة حقيقية، ولا مجرد شخابيط ملهاش أي لازمة؛ فتواصلت مع خبراء التشفير من جميع أنحاء أستراليا، لكن محدش قدر يفهم معناها أو يعرّف النمط بتاعها. لكن خبراء من وزارة الدفاع، رجّحوا إنها مجرد شخابيط من عقل مضطرب.. وبالرغم من كده إلا إن عدد كبير من البروفيسورات في جامعة «أديل إيد» تطوّعوا لفكّ الشيفرة.. لكن للأسف فشلوا في حلّها لإنهم كانوا محتاجين نسخة أصلية تكون طبعة أولى من الكتاب، والنسخة الوحيدة للأسف الشرطة دمّرتها بعد ما يأست من التعرّف على هويّة الراجل ده. ومن ضمن الألغاز اللي تم العثور عليها في الكتاب، هو إن الصفحة قبل الأخيرة كانت بتحتوي على رقم تليفون، ولما تتبّعوه اكتشفوا إنه رقم تليفون ممرضة اسمها «Tresa Paul»، وكانت بتقيم في نفس الشارع اللي حصلت فيه الجريمة. ولما سألوها عن سبب وجود رقم تليفونها داخل الكتاب، قالت إنها كانت بتمتلك الكتاب ده قبل ما تهديه لجندي اسمه «Alfred Boxall» أثناء اسعافها له في مستشفى «North Shore» سنة ١٩٤٥.. وصورته ظاهرة قصاد حضراتكم. والجندي ده بيُقال إنه كان بيشتغل في جهاز المخابرات، وإنه حاول يتواصل معاها بعد ما اتجوّزت عشان كان بيعشقها، لكن هي رفضته وقالت له إنها بتحب زوجها وطلبت منه إنه يقطع علاقته بها نهاااائي. ولما الشرطة حاولت تعرض عليها الجثة المحنّطة، انفزعت الممرضة جاااامد وفضلت تبكي لثواني.. ولما سألوها هو ده الشخص اللي أهدتيه الكتاب، أنكرت ساعتها إنه يكون هو الجندي «ألفريد»، وقالت إن سبب فزعها هو غرابة وبشاعة المنظر مش أكتر. الغريب في الموضوع إن الشرطة بعد بحث طويل، قدرت توصل للجندي ده، وقال ساعتها إن النسخة اللي أخدها هدية من الممرضة لسة معاه حتى الآن.. وخلال أيام تواصلت الممرضة مع الشرطة، وطلبت منهم إنهم ما يجيبوش سيرتها في التحقيقات عشان زوجها.. وطبعاً الشرطة وافقت على طلبها. المهم، زي ما قولنا إن «تيريزا» طلبت من رجال الشرطة إنهم ما يجيبوش سيرتها في التحقيق عشان جوزها، وكمان طلبت منهم إنهم يكتبوا اسمها في ملف القضية بشكل مستعار، واقترحت عليهم إنهم يتكلموا عنها باسم «Jasteen» باعتبار ان هو ده الاسم اللي وقّعت به على كتاب «قصائد رباعيّات عمر الخيّام» لما أهدته للجندي. وبالفعل، نفّذت الشرطة طلبها عشان علاقتها ما تفسدش بزوجها، لكن تبيّن بعد كده إنها أصلاً مش متجوّزة.. واسم «چاستيين» هو اسمها اللي اشتغلت به في المستشفى وقت ما قابلت الجندي. وفي مارس ٢٠٠٢، حاول المحقق المتقاعد «Gerald Feltus» إنه يقا**ها قبل ما ينشر كتابه اللي في الصورة قصاد حضراتكم.. لكن هي رفضت إنها تحكي الحقيقة رغم مرور أكتر من ٥٠ سنة على القضية، وكانت بتتكلم معاه بخبث ومكر شديد لدرجة إنه وصفها في الكتاب بالخبيثة الماكرة.. وماتت «تيريزا» في ٢٠٠٧ من غير ما تكشف لنا الحقيقة. وإلى يومنا هذا بتحصل محاولات من جهات رسمية تابعة لأكتر من دولة بغرض فكّ الشيفرة، إلا إن محدش قادر يحلّها نهاااااائي.. لكن كل فترة بيُعاد فتح ملف القضية، وبيحاولوا المحقّقين إنهم يوصلوا لهويّة الراجل المجهول ده.. وظهر أكتر من تفسير؛ فهتلاقي ناس بتؤكد إن الموضوع له علاقة بالجاسوسية، وناس شايفة إنه متعلّق بالخيانة الزوجية، وناس بترجّح إنه مسافر عبر الزمن. ورغم انتشار الحديث عن القضية في جميع انحاء العالم، وتم تصنيفها كأكثر وأشدّ الألغاز تعقيداً، وص*ر عنها كتب وعشرات الأفلام الوثائقية، وتصدّرت لها مئات الصحف والمجلات حول العالم، إلا إن محدش حتى الآن قادر يعرف مين هو الراجل ده، ولا إزاي مات، ولا مين اللي قتله، وبيتم تدريسها في أكتر من مؤسسة شرطية ومخابراتية حول العالم تحت اسم «Tamám Shud Case». وعلى مدار ٣ سنين من اكتشاف جثّته، توافد على قسم الشرطة مئات الأشخاص اللي بيدّعوا معرفتهم بالضحية، لدرجة إن عدد الهويّات المحتملة ساعتها بلغ ٢٥١ هويّة.. ورغم إن أغلبهم كانت صفاتهم قريبة من الضحية، إلا إن الشرطة استبعدتهم تماماً لوجود بعض الاختلافات دايماً، ولغاية بداية الألفينات كانت بتظهر ناس تدّعي إنها تعرفه. لكن مؤخراً، تم التنقيب في قبره بهدف استخراج جثّته، وهيتعمل تحليل «D.N.A» عشان يحدّدوا هويّته، وإن شاء الله هبلّغكم بالتفاصيل الجديدة أول بأول. لحدّ هنا والمقالة انتهت عزيزي، ونتقابل بكرة مع سلسلة جديدة تحت عنوان #حكاية_عالماشي لإني تعبت من كتابة الحواديت الصراحة.. متابع تعليقاتكم بشغف لكن محظور من الردّ للأسف، وأتمنى تكون حدوتة النهارده عجبتكم، وتفاعلتم معاها عن طريق اللايك والشير والمنشن. ولو أول مرة تزور البروفايل، ما تنساش تعمل فولو وسي فيرست (متابعة، وشاهد أولاً) عشان يوصلكم كل جديد. #أصل_الحدوتة ٥٤ #إبراهيم_فريد المصادر: ١) مقالة على موقع eleceng.adelaide بعنوان List of facts on the Taman Shud Case that are often misreported ٢) مقالة في صحيفة The Advertiser بعنوان Is British seaman's identity card clue to solving 63-year-old beach body mystery ٣) مقالة في صحيفة Abc بعنوان Somerton Man: One of Australia's most baffling cold cases could be a step closer to being solved ٤) مقالة على بوابة smithsonianmag بعنوان The Body on Somerton Beach ٥) مقالة على البوّابة sometimes-interesting بعنوان Unsolved Death from 1948: The Somerton Man (The Taman Shud Case) ٦) تقرير صحفي في جريدة Abc بعنوان Tamam Shud' and the five other clues that have failed to solve the Somerton Man mystery ٧) تقرير صحفي في البوّابة الإخبارية Bbc بعنوان Somerton man: Body exhumed in bid to solve Australian mystery ٨) تقرير صحفي في صحيفة the-Gurdian بعنوان Remains of mystery Somerton man exhumed 70 years after his death ٩) تقرير صحفي في البوّابة الإخبارية independent بعنوان Somerton man: Cold case investigators exhume body of mysterious stranger who washed up on Australian beach 70 years ago ١٠) مقالة على موقع Jstor بعنوان Tamam Shud: The mystery of the Somerton man ١١) مقالة على موقع atlasobscura بعنوان Grave of the Tamam Shud Man ١٢) فيلم تسجيلي بعنوان Mystery of the Somerton Man - Tamam Shud: Unexplained Mysteries ١٣) تقرير صحفي من بوّابة CNN بعنوان The Somerton man died alone on a beach in 1948. Now Australian scientists are close to solving the mystery ١٤) كتاب The Unknown Man للكاتب Gerald Michael Feltus
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD