الفصل الثالث من رواية لحظة وداع

987 Words
تفيق السيدة علية من اغماءتها بعد أن نقلت إلى غرفة أخرى لاستقرار حالتها وتفتح عينيها وتجد سيلين نائمة بجوارها وممسكة بيدها وكأنها تمدها بالأمان وتقول لها أنا هنا لا تقلقي ، فابتسمت السيدة علية ابتسامة عذبة وتتمنى لو كانت تلك الفتاة المسكينة ابنتها ولكن إرادة الله أعلى وأعظم من أي شئ ولعل كان في ذلك حكمة وهي أن تحرم من الأبناء حتى تشعر بالشفقة والإحسان على تلك الفتاة البائسة التي لم يهتم أبويها بها وكأنها سلعة يبيعانها لمن يدفع أكثر. بدأت سيلين تتململ في نومها وبدأت تستيقظ وفتحت عينيها لتجد السيدة علية استيقظت. سيلين بخوف :فوقتي يا طنط علية إنت كويسة أنا هنادي على الدكتور يشوفك متتحركيش. تبتسم السيدة علية فقلق تلك الفتاة عليها حقيقي. السيدة علية بابتسامة هادئة :اهدي اهدي يا بنتي أنا كويسة والله مفيش فيا حاجة الحمدلله إنك كنت موجودة وإلا معرفش كان حصلي إيه شكرا يا بنتي. سيلين بابتسامة :لا شكر على واجب المهم إنك بقيتي أحسن بس أنا معرفتش أتصل بحد من قرايبك أو ولادك زمانهم قلقانين عليكي المهم هنادي على الدكتور الاول يطمن عليكي نادت على الطبيب الذي جاء وقام لفحصها وطمأنها على حالتها وخرج ابتسمت لها سيلين وقالت لها اعطيني ارقام اولادك أو أحد من اقربائك كي يطمئنوا عليكي السيدة علية(تضحك بألم):أنا معنديش أولاد ولا أهل أنا أهلي ماتوا من زمان من بعد ما تجوزت بخمس سنين كدة ماتوا في حادثة عربية ومكنش ليا أولاد فضلت مع جوزي ٢٥سنة ومخلفتش فضل مفهمني ان المشكلة عنده وضحك عليا قال لو عاوزة أطلق وأسيبه وأشوف نصيبي مع حد تاني بس أنا كنت خلاص لقيت روحي مقدرش أسيبها وأمشي لاني كدة أموت وبعدين لما مات جوزي من سنتين جاي صديقه ودا كان الدكتور اللي كنت بتابع معاه عشان الحمل يعزيني فيه قاللي كان نعم الصديق والزوج وانت زمانك أكتر واحدة عارفة كدة في الأول مفهمتش حاجة فبسأله قصدك إيه هو طبعا نعم الزوج عمره ما زعلني ولا غضبني ولا بايتني يوم والدمعة على خدي آم قايلي كان بيعمل كدة وعمره ما عيرك إنك ما بتخلفيش كانت بالنسبالي صدمة فضلت أبكي عليه كتير. حسيتت ساعتها إن أنا كنت مقصرة فحقه وهو كان شايلني من عالأرض شيل أما أهل جوزي ماشفتش حد منهم من ساعة تقسيم الورث وكل واحد خد حقه ومستنييني إني أموت عشان ياخدوا ورثي وفلوسي اللي هما شايفين إنه مش من حقي. سيلين مقاطعة إياها بخوف:بعد الشر عنك يا طنط ربنا يد*كي الصحة وطولة العمر يارب. السيدة علية بابتسامة حنونة:تسلمي يا بنتي بس طولة العمر إيه أنا دلوقت عندي ٥٧سنة هعيش إيه أكتر من كدة أهي أيام وبقضيها لحد ما ياخد أمنته. سيلين بخوف عليها:ربنا يد*ك الصحة يارب. خرجت سيلين من الغرفة لتتركها ترتاح قليلا خرجت وهي تشعر بالحزن عالسيدة علية فهي طيبة القلب ولكنها وحيدة ، وحيدة مثلها تماما بعد مضي بعض الوقت يأتي الطبيب مرة أخرى ليفحصها كي يرى إذا كان باستطاعتها الخروج ام لا. الطبيب بابتسامة هادئة :لا احنا بقينا تمام بس بعد كدا متنسيش تاخدي دواكي ولا البخاخة بتاعتك تاني مرة فاهمة يا أمي. السيدة علية:حاضر يابني مش هنسى تاني. الطبيب:وحاضرتك يا آنسة خلي بالك من والدتك مينفعش تكوني مهملة كدة دي مامتك ولازم تخافي عليها أكتر من كدا. سيلين متوترة:بس.....بس يا دكتور أنا مش...... السيدة علية وهي ترد على الطبيب بدلا من سيلين :خلاص يا بني ما تقلقش ومتزودش عليها هي ملهاش ذنب. الطبيب:تقدري تخرجي انهاردة وأنا هكتبلك على خروج دلوقت يلا عن إذنكم. يخرج الطبيب ويترك السيدة علية وسيلينا سويا وهنا تبدأ السيدة علية بالكلام لتحاول أن تقنع سيلين بقرارها. السيدة علية تبتسم:سيلين ممكن أعرف هتروحي فين دلوقت ليكي حد هنا هتروحي عنده ولا ناوية على إيه. سيلين وهي تمسك يديها ببعض عندما تشعر بالتوتر:أأأأأنا مممعنديش حد أروح عنده وكنت ناوية أبات في لوكاندة لحد ما ألاقي شغل وأشتغل وأ**ب فلوس وأأجر اوضة على أدي. السبدة علية وهي تبتسم لأن قرارها تشعر أنه سوف يتحقق : وهو وينفع بنوتة جميلة زيك تقعد لوحدها برضه بس قبل اي حاجة ، انا عاوزة افهمك حاجة قرارك انك تخرجي من البيت وتسيبي اهلك دا مش قرار صح انتي مش عارفة كان ممكن يحصلك ايه او تقبلي ايه مهما كان السبب مكنش ينفع تخرجي وانتي معندكيش مكان أو وجهة تروحيها بنوتة في سنك ووضعك وجمالك دا مينفعش تهرب من البيت كدا ممكن تكوني مطمع لاي حد ،كنتي لازم تواجهي وتكوني اقوى من كدا الهروب من المشكلة عمره ما كان حل ابدا. سيلين بحزن : انا مفكرتش في كل دا انا فكرت بس اهرب واسيبلهم حياتهم يعيشوها اللي انا بوظتهالهم على حسب كلامهم ويسربوني اعيش حياتي. السيدة علية بصوت حنون: انا عندي حل ليكي انتي طبعا مش عاوزة ترجعلهم تاني فإيه رأيك تسكني عندي وتعيشي معايا ؟ أنا زي ما إنت عارفة عايشة لوحدي وفأي وقت ممكن تهاجمني النوبة وخايفة تيجي مرة وأنا لوحدي وأموت ومحدش يحس بيا وإنت كمان محتاجاني زي ما أنا محتاجالك أنا هكون حمايتك من لسان الناس وتعيشي معايا يبقى بيتك ولا بهدلة الفنادق والناس اللي مش هترحمك بعيونها قبل لسانها وانت بنت جميلة ماشاءالله عليكي، غير كدا مفيش فندق هيقبل انك تاخدي غرفة الا لو معاني بطاقة او حد.من اهلك الا إذا كان فندق مش مظبوط سيلين صامتة وتفكر بكلامها فهي على حق في كل كلمة قالتها فالناس لا ترحم ولا تقدر الظروف وسوف يطلقون عليها الأقاويل وهنا بدأ تفكيرها هل توافق على المكوث معها أم ماذا؟! وعلى الجانب الآخر نجد والديها مازلا يتشاجران ويلقيان التهم على بعضهم البعض. سميرة يغضب :انت السبب بسببك انت هربت البنت كنت عاوز تجوزها واحد أد جدها عشان مصلحتك أهي هربت وخربت بيتي وبيتك اشرب. عادل بصوت عالي:يا سلام دا على أساس إنك كنت هتجوزيها واحد من سنها ما انت برده كنت هتعملي كدة ولا إيه. سميرة باندفاع :لأ طبعا مكنش كبير كان عمره ٢٦سنة وهو ورث كل حاجة عن والده بعد ما مات وهو مسك كل حاجة بداله والأدهى إنه مابيرحمش اللي بيخلف كلامه معاه دا مش بعيد يقتلنا. قام عادل وسميرة بتقديم بلاغ عن اختفاءها وهروبها من المنزل في قسم الشرطة بعد ما مر٢٤ساعة. وفي تلك الأثناء كانوا خائفين حتى الموت مما سيحدث لهم من رؤسائهم في العمل. فكرت سيلين في كلام السيدة علية ولكنه نال استحسان لديها فهي كانت تخشى العيش بمفردها ويعثر أهلها عليها فيرجعونها غصبا عنها. سيلين بتردد:إذا كنت مصرة فأنا موافقة ولكن بشرط .........
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD