الفصل الثاني والثلاثون

1860 Words
*إيلا* "أيمكنني...التحدث معك للحظات ؟ " "هل...تقصدني انا ؟ " سألته فقط لأتأكد اذا ما كان يقصدني بشخص اخر ام لا "اجل بالتأكيد!...لا اري انسه جميله أخرى في هذه القاعة " "اوه... شكراً...لإطرائك.." تمكنت من اخراج الكلمات من فمي علي الرغم من التوتر الذي شعرت به نظرت اليه مرة أخرى لأجد انه مازال ينتظر اجابتي.. اعدت نظري بحسره لطبق الكعك الذي بيدي ..سيكون علي الانتظار قليلاً حتي أتناولك... "اجل...يسعدني هذا.." اخبرته ما تعلمته من السيدة اليزابيث في مثل هذه المواقف لكن الحقيقة انه لم يسعدني مطلقاً! لقد عطلني وافسد علي تناول طعامي.. اشار الي احد الخدم بالقدوم قبل ان يطلب منه شيئاً ما ليومئ الخادم برأسه في احترام و يرحل "هل تستمتعين بوقتك هنا...انسه...؟" "إيلا" "انسه إيلا ؟ " اكمل سؤاله بعد معرفه اسمي أيقصد الحفل ؟ "اوه...اجل... إنه...ممتع" مجدداً خرجت الكلمات بتوتر مني.. ربما لأنه اشعرني بالغرابة ؟..لكنه لم يزل ابتسامته من علي وجهه ولو لمرة واحده منذ محاورتي اهي ملتصقه بوجهه ؟! لما يستمر بالابتسام هكذا ؟ بعد لحظات عاد الخادم وهو يحمل كأسان من...أهذا نبيذ ؟ اخذ الرجل الكأسان بيديه قبل أن يقدم الي واحداً.. "المعذرة...انا لا اشرب.." اخبرته وانا حقاً لا انوي الشرب اليوم وتدمير حفل نيكولاس "لا...لابأس يمكنك أخذه...ان نسبه الكحول به قليله للغاية " حسناً ان كان كما يقول فإن رشفه واحده لن تسبب لي الضرر بدلا من الاصرار علي رفضه.. ما ان اخذت منه الكأس حتي شرب هو رشفه من كأسه قبل ان يسألني "اذا...ما رأيك بدولستينا ؟ جميله أليست كذلك ؟" "اجل.." "انها من اكثر البلاد المفضلة لدي يوجد بها العديد من الاشياء الرائع والمدهشة " اومأت برأسي وانا اتمني فقط ان يشرب كأسه ويرحل سريعاً "تعلمين انا لا اسأم ابداً من القدوم الي هنا...في كل مرة أتى اجد مفاجئة جديده! " ابتسمت لطريقه حديثه هذا الرجل يحب المبالغة...لكن يبدوا انه ايضاً يحب القدوم الي هنا...علي الرغم من ابتسامته الا انه يبدوا شخصاً لطيفاً ويحب هذه المملكة كثيراً... اخذت رشفه من النبيذ قبل ان يخطر ببالي سؤالاً ما "هل تأتي الي هنا كثيراً ؟" سألته وانا اخمن انه ليس من هنا "للأسف لا...اتي هنا فقط لضرورة عملي..." ارتسمت علي وجهه ملامح حزن، أخيراً توقف عن الابتسام يبدواً أن عمله يتحتم عليه السفر كثيراً... "بالمناسبة...ما رأيك بهذا النبيذ ؟" افقت من افكاري على سؤاله ماذا ؟ النبيذ ؟...ما به ؟ انه حلوٌ للغاية... "انه جيد..." اجبته وانا اخذ رشفه أخرى "حلو اليس كذلك ؟" اومأت برأسي موافقه لما قال قبل أن اسمعه يتحدث مرة أخرى "أتعلمين...هذا النبيذ بالرغم من أنه حلو، الا أنه غير مناسب " لم افهم عما يتحدث واظن أن علامات الحيرة قد ظهرت علي وجهي "ماذا تقصد ؟" "اقصد...أنه لا يناسب تلك الحفلات المسائية التي يقدم فيها الحلويات فقط...لأنه حلوٌ للغاية لذلك إن قدمته معها فإنه يفسدها..." اذا لما طلبته من البداية ؟ كلما تحدث هذا الرجل كلما شعرت بعدم الفهم اكثر هل جميع الأثرياء يتحدثون بطريقه مُبهمة هكذا ؟ فقط حين كنت اخذ رشفه أخرى لأمرر الحديث دون أن ابدو اني جاهله للغاية تحدث مجدداً "حلو لكن غير مناسب...فقط مثلك انسه إيلا" بصقت النبيذ الذي كان في فمي حال سماعي كلماته "ماذا ؟" هل اخطئت السمع ؟ ام أنه حقاً قال اني مثل هذا النبيذ الآن ؟ لكن يبدوا أنه لم يهتم لسؤالي بل اسرع بإخراج منديل حريري من جيبه واعطاءه لي ربما سمعته خطأ في النهاية ؟ اخذت المنديل منه وقمت بمسح فمي كنت شاكره لأنه كان مقداراً بسيطاً الذي خرج لم يفسد الثوب الذي كنت ارتديه بعد مسح النبيذ كنت علي وشك اعاده المنديل اليه حتي استوقف*ني كتابه مطرزه عليه " أ ؟" نطقت الحرف الذي استطعت قرأته علي المنديل " أ لأجل إيراخون " إيراخون ؟... إيراخون... اين سمعت باسمه من قبل ؟... إيراخون...بمعني... إيراخون صانع اللوح ذلك ؟!! "انت هل انت صانع اللوح ؟!" اتسعت عيناي دهشه وانا اسأله في عجله رأيته يضحك للحظات قبل ان يتوقف ويسألني "هل هذا هو ما القب به هنا ؟ " "اجل هذا...انا...إن أردتِ أن تعرفي...لكني لا اصنع اللوح انا ابيعُها فقط...بالواقع اللوح ليست تخصصي حتي...انا ابيع العديد من الاشياء " "اذ...اذا... ما تخصصك ؟ " سألته وانا اعود الي الخلف خطوه وقد تصاعدت مستويات القلق لدي هل يعلم ؟ هل أتى ليكلمني عن قصد ؟ لا لكن هذا مستحيل...حتي وان صودف انه يبيع اللوح لا يوجد ما قد يكشف اني اتيت من لوحه، لن يوجد من يصدق هذا كما أنه لم يرني بنفسه فكيف يعلم ؟ الا لو انه مثلي هل أتى من خلال لوحه أيضاً ؟ لكن هذا أيضاً مستحيل اذا...هل انا مخطئه ؟...اجل هو لم يذكر شيء عني ربما انا فقط ابالغ بقلقي الآن... لكن تشبيهه لي بالنبيذ منذ قليل... وقف قليلاً وكأنه يفكر بشده في سؤالي "المعلومات " "ماذا ؟ " ماذا يعني بما قاله "اقصد اني ابيع المعلومات بشكل عام..." "اذا انت تاجر ؟" سألته وانا احاول متابعه الحوار معه بصوره طبيعة قدر المستطاع...قد يكون بالنهاية قلقي لأجل لا شيء "اجل...يمكنك قول هذا " "حسناً...وماذا تريد اذا؟ " سألته وانا أحاول ان اهدئ نفسي لا بأس...ليس بالأمر الجليل... هو فقط يود الحديث معي وربما هو فقط يود بيعي شيئاً ما... لم تنطلي كذباتي علي ولم استطع تهدئة نفسي خشيت ان تكون شكوكي في محلها... لم سيود ذلك الشخص والذي بالمصادفة يبيع اللوح بالحديث معي ؟ "انتِ تعلمين ماذا اريد منك إيلا " عدت خطوه أخرى الي الخلف حال سماع كلماته وانا اشعر ان اقدامي تخور اسفلي...ربما علي ان ابدأ حقاً بالهلع...انا لست مستعده لهذا الآن...لا يعقل...هل يود إعادتي الآن ؟!! اقترب مني خطوه أخرى لكني فقط حاولت الابتعاد اكثر بعيداً عنه مما جذب بعض الأنظار الينا حسناً...أيا من يرني الآن بالتأكيد سيري اني مرعوبة "اهدئي إيلا...انا لن افعل شيء...انا فقط اود الحديث معك " نظر حوله قبل ان يكمل "في مكان اكثر خصوصيه" شعرت بيدي ترتجف... أيجب علي اتباعه ام يجب علي الهرب فقط إن كان حقاً لن يعيدني فماذا يريد مني ؟ إن لم اتبعه هل سيخبر نيكولاس بالأمر ؟ اذا هل سيعيدني نيكولاس حينها ؟ لا...ولما قد يعيدني نيكولاس ؟ العديد من الافكار جالت عقلي مرة واحده وبتقرير اني قد بدأت اهذي وانها جميعاً افكار لا منطق بها...حاولت ان اهدئ من نفسي بالنهاية استطعت موازنه نفسي علي اقدامي قبل ان اومئ برأسي وانا اتبعه... .............. استمررنا بعبور بعض الطرقات المجاورة للقاعه حتي وصلنا الي شرفه تطل علي احد اجزاء الحديقة والغريب ان هذا الشخص تحرك كما لو انه يعرفها جيداً مما اثار فضول جعلني استجمع شجاعتي واسأله "هل كنت بالقصر من قبل ؟ " "اوه...لأني اعلم الطريق ؟...اجل كنت هنا من قبل...اكان ذلك...قبل اربعه وعشرون سنه ؟...لا اذكر جيداً " "اربعه وعشرون سنه ؟!" "اجل...كان نيكولاس في الرابعة من عمرة حينها...كان طفلاً لطيفاً للغاية " حين كان نيكولاس بالرابعة ؟ هل كان يشاركه في اللعب اذا ؟ لكن قال طفلاً لطيف يتحدث كما لو كان يعرفه كراشد لكنه يبدو صغيراً هو أيضاً كيف ذلك ؟ هل هو بمثل عمر نيكولاس ؟ " كم...عمرك اذا ؟" "انا...سأتم الاربعون هذا العام " "الاربعون ؟!!" اخبرته وانا لا اصدق يبدوا صغيرا للغاية بل ان ملامحه المرحة تجعله يبدوا اصغر من نيكولاس ذو الملامح الجادة والاعين...المحدقة...اوه لما تذكرت الآن حين كان نيكولاس يحدق بي من قبل ؟!...ليس الوقت ولا المكان لذلك... لكنه علي الاعتراف انا كان جيد للغاية بالتحديق قرصت علي يدي لأتوقف عن التفكير بأشياء لا صله لها الآن واركز علي الشخص الذي امامي "ت...تبدوا اصغر من ذلك " "اوه الجميع يخبرني ذلك..." "م...ماذا تقصد باني اعلم ماذا تريد ؟" لم استطع منع جسدي من الارتجاف وانا ما زلت اتمني ان الامر ليس كما ظننت نظر الي يدي المرتجفة قبل ان يزفر في اسي "إيلا...انا لست هنا لإعادتك " بسماع كلماته شعرت بقليل من الاطمئنان مع ذلك لم استطع ان اتوقف عن القلق لأني تأكدت من انه يعلم بأمري "ك...كيف علمت بهذا الامر ؟ ثم اذا لم تأتي لإعادتي لماذا اتيت الي هنا ؟ " "كيف علمت...هذا امر لا يمكنني اخبارك به لكن لماذا اتيت فأنتِ تعلمين الإجابة لهذا " استقرت أعينه الخضراء علي عيني للحظات قبل ان يكمل "انتِ تعلمين انك لا تنتمين الي هنا...ربما لم أتي لإعادتك بنفسي لكنك تعلمين انه يجب عليكِ العودة الي حيث اتيتي وجودك هنا هو بالأمر الخاطئ " نزلت كلماته كالأسهم علي قلبي ضاعت جميع الكلمات من عقلي "لك...لكن...انا...لكن...الامر..." لم استطيع تشكيل الكلمات لما أردت قوله لم اعلم بالفعل ماذا اود قوله وقد ادركت بالدموع التي سالت علي وجنتي اعلم أن ما يقوله ليس بخطأ اعلم مع ذلك انا... "ربما استمتعي هنا وكان الوقت الذي امضيته حلواً، لكن مع ذلك إنه خاطئ إيلا..." "... إذًا..." خرجت الكلمة بخفوت وصوت لا يعادي الهمس احكمت القبض علي ثوبي وانا انتظر كلماته الأتية التي خمنت بالفعل ما هي اخرجني من هذا كله صوت دارسينا كانت تبحث عني وهي تنادي باسمي في احد الطرقات المجاورة نظرت للرجل الذي امامي والذي ادرك ان متسعنا من الوقت قد انتهي "اذا أردتِ استطيع مساعدتك علي العودة... لذا...سأنتظرك هنا في الثانية عشر منتصف الليل...اخبريني باختيارك حينها " "ا...انتظر!!" حاولت ايقافه لكن كان قد مشي بعيداً بالفعل اسرعت بمسح الدموع من علي وجهي وانا اسمع صوت دارسينا يقترب "إيلا ؟!..ما الذي تفعلينه هنا ؟ " سألت دارسينا وهي تتأمل هيئتي "هل كنتي تبكين ؟!" "ل...لا...كنت اتأمل الحديقة حين دخل شيء ما في عيني لكني بخير الآن " "حقاً ؟... لهذا لم يجب عليكِ المجيئ الي هنا..." "...لم يجب علي...المجيئ الي هنا ؟..." رددت العبارة بدون وعياً مني "اجل هذه الشرفة أيضاً بعيده عن قاعه الحفل نوعا ما...اوه هذا ليس ما في الامر! لقد اتيت مسرعة لإخبارك انه تبقي عده دقائق ويحين وقت عزفك...هيا بنا لنسرع " هل حان الوقت بالفعل ؟ لم اشعر حين قادتني دارسينا الي القاعة مرة أخرى كما لم اشعر بنفسي حين حان وقت العزف وجلست علي الهاربسكورد علي الرغم من حركه اصابعي علي البيانو الا اني لم ادري ما الذي كنت افعله وما الذي اعزفه فقط حين اخطئت بنغمه انتبهت هذا حفل نيكولاس اجل...علي الإفاقة والتركيز علي العزف الآن... لا يمكنني تخريب الحفل بإفسادي للعزف اجل...لأجل نيكولاس الذي احبني واعتني بي لا يمكنني افساد المقطوعة ..بالتفكير بهذه الامور...بتفكيري بنيكولاس استجمعت شجاعتي وانا اضع تركيزي وطاقتي في العزف بحثت عيني عن نيكولاس وسط الحشد الذي بالقاعة حتي التقطه...لكن سرعان ما شعرت بخيبة الامل حين نظرت...لمن معه.. كان يحاور الأميرة التي اتت... الأميرة التي وقفت بأناقة وضحكت بلطافة امام نيكولاس أهذا هو ما يعنيه ان تكون من اسره ملكيه ؟ ام أهذا هو ما يعنيه ان تكون من وقت اخر ؟ 'غير مناسب' لم أستطع إخراجها من عقلي مهما حاولت ع** معني كون المرء من اسره ملكيه كالأميرة بل كوني من وقت اخر أهذا هو ؟ هل انا غير مناسبه ؟ لأني لست من هنا ؟ لماذا ؟!..لا يمكنني ان اكون هنا ؟! لماذا لا يمكن ان تكون انا من تقف مكان الأميرة ؟!! هل انا حقاً لا استطيع أن__ "إيلا!!" انتبهت الي صوت دارسينا التي نظرت لي بأعين متسعه يملأها القلق نظرت حولي لاري جميع الحاضرين ينظرون لي بدهشه وقد وضع البعض ايديهم علي اذانهم ...لقد فعلتها... دون ان ادري لقد صفقت اصابعي بغضب علي البيانو...لقد افسدت الحفل... وقعت عيني علي نيكولاس الذي نظر لي بقلق من الجانب الاخر من القاعة قبل ان يبدأ بشق طريقه نحوي لكني لم اتحمل...شعرت بالخوف من نظرات من حولي شعرت بالخوف من مواجهه نيكولاس الآن وقبل ان يكمل سيره نحوي اسرعت بالركض الي خارج القاعة لم ادري الي اين اذهب حتي فقط ركضت السلالم المتجهة الي اسفل حتي شعرت بقدمي تنزلق "نيكولاس!!" فقط حين اغمضت عيني وظننت اني سأسقط احسست بيد تجذبني من ذراعي تعيدني الي الخلف مرة أخرى "نيكولاس!" هتفت بارتياح حين فتحت عيني ورأيت ان نيكولاس قد انقذني من السقوط ارضاً لكنها لم تمر سوي لحظات حتي وضعت يدي علي فمي بدهشه وقد شعرت بالدموع تتساقط من عيني مرة أخرى ...لقد ادركت...ما الذي فعلته للتو... .....................
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD