الفصل(1)

1910 Words
بسم الله على بركة الله الحلقة الاولى كان الرديو يصدح فى تجلى بصوت عذب لشيخ عبد الباسط فى احد الازقه البسيطة المكان يعج الان برائحة البخور الذكية الجو هادى وسكون والجميع بسطاء لدرجة عاليه وكانك فى فيلم سنيمائى قديم فى احد المحلات الكبيرة للعطارة التى تحمل اسم كبيرا للحاج / وهيب زيدان وواولاده كان يقف فهد يرتدى قميصا ابيض وبنطال من اللون الكافيه يعمل بجد ويبتاع الى المشترين بابتسامة صافية وبوجه بشوش ان رائيته لا تظن ابد شخص هين بل هو رجل قادم من الرويات جسدة مشدود وبشرته سمراء يصاحبها الاحمر وعيناه بنية فاتحة طريقته واسلوبه وطبيعه عملة البسيط هى من جعلته استثنائى بالاضافة الى الاشياء الاخرى وكانه فى مكان غير مكانه برغم انه بسيط وحالته المادية ميسورة الى حد ما الا ان هيئته تجعلك تشعر انه رجلا مهم للغاية او مدير لااحدى الشركات الكبرى انهى كل عمله باليه فقد توافد الجميع اليوم بكثرة على المحل وجلس على كرسية المعتاد وبسط قدمة الطويل امامه جذب كتابه من احد الادرج وبدء فى القراءة تلك هى عادته المفضلة يغرق فى تفاصيل الكتاب ويتمعن فى اسطره بينما هو بدء بالاندماج وبدئت عينايه الحادة فى الضيق تدرجيا ما يدل على انه الان مقبل على مرحلة من سلب وعيه دخل احد الزبائن يسئاله : _ عايز الطلبات اللى فى الورقة دى يا ابنى رفع راسه فى انتباه وابتسم ابتسامته المعتادة وهتف : _ عم امين واشار للخارج فتسائل الرجل بتعجب : _ يعنى ايه ؟ لم يفلت كتابه من بين يده وقلبه الى وجه وهو يشرح له : _ روح لعم امين فى المحل اللى جنبنا ما باعش حاجه من الصبح ابتسم الرجل فى اعجاب ولكنه لم يندهش فتلك هى طريقة فهد باستمرار اذا ابتاع يرزق من حوله خرج الرجل وهو يتمتم : _ ربنا يرضى عليك يا فهد دخل فى اعقابه والده وهيب يشبهه كثيرا بيده مسبحته التى لا تفارقه وهو رجل طيب وحرك راسه مستنكرا : _ برضوا عملت اللى بتعمله كل مرة نهض فهد من مكانه فى احترام وهتف : _ ومالوا يا بابا خلى الكل يرزق هو احنا محتاجين انت شايف حالة الناس اللى حوالينا والظروف عاملة ازاى لوح ابيه بيده فى غير اهتمام وتسائل : _ اومال فين فضل اخوك ؟ اجابة وهو يعود الى استرخائه : _ رجع البيت الفجر وانا جيت فتحت الدكان لم يعقب والده على سهر فضل المتواصل ولكنه هتف شاكرا : _ يلا معلش يا فهد حاطين الشغل على دماغك اجابة وهو يستانف قراءة : _ ولا يهمك يا ولدى ************************ على الجانب الاخر من نفس الحى كانت تقف فى المطبخ تنظم فطار اخوتها وابيها بنشاط كالفراشه الخفيفه تنتقل من مكان الى اخر فى سرعه برغم ضيق المكان الا انها كانت سعيدة فى احضان عائلتها البسيطة فوالدها يعمل بقطاع السكة الحديد وهى تعمل فى احدى المصانع لتساهم مع والدها فى الانفاق على البيت حيث ان مرض والدتها الذى يا كل راتب ابيها بالكامل ولديها ثلاث اخوات صغار فى مراحل تعلمية مختلفة اما هى فلم تكمل تعليمها اكتفت بالمؤهل الصناعى المسمى بالدبلوم فالحالة المادية لم تسمح باكثر من من ذلك نادها والدها صبحى : _ يلا يا ......غزل ..... يا بنتى خلصى عشان نروح اشغالنا اجابته وهى تفرغ ما فى المقلاه بصوت عالى لضعف سمعه : _ ايوة يا بابا جايه اهو تحركت للخارج وبيدها طبق الفول الذى سبقت رائحته الذكيه ليهتف والدها باعجاب : _ الله الله طبق الفول بتاع الصبح هو دا اللى يعدل المزاج وضعته اعلى الطاولة الصغيرة با بتسامه بين اخويها جاد فضل واتجهت الى غرفة والدتها بالصنيه الاخرى التى يعتليها طبق من الجبن الابيض وبعض من الخضروات اتسعت ابتسامتها وهى تهتف : _ صباح الخير ياا مى كانت امها القعيدة بالفراش انارت وجهها بابتسامة رضاء وهدرت وهى ترفع يدها الى السماء : _ روحى ربنا يبعد عنك ولاد الحرام يا بت باطنى طبعت قبلة على راس امها وبدئت فى ترتيب ادويتها وهتفت : _ عاملة ايه انهارده اجابتها امها وهى تحرك يدها على قدمها بتالم : _ الحمد الله رجلى وارمة خالص النهاردة على وجه ...غزل ..... بالا سى وربت على كتفها وهى تهدر : _ افطرى يا ماما وخدى علاجك كلو انشاء الله تبقى كويسه بادلتها امها الحنو بان ربتت على ظهرها وهتفت : _ ربنا يكرمك يا بنتى وعقبت بتساؤل ....... فطرتى اجابتها : _ هاخد ساندوتش اكله فى الشغل ركضت للخارج كى توقظ اختها اسماء وتاخذها فى طريقها الى المدرسه دخلت غرفتها وجدتها كما تركتها امس غائطة فى سبات عميق وكانها فى بداية اليل فتحت الشباك ونادت عاليا : _ يا اسماء ...اسماء...قومى يلا لم تتحرك اسماء من مرقدها فقد جذبت الغطاء الى وجهه كى تحجز الضوء الذى سقط على وجهها وهدرت بتبرم : _ يووو سبينى عايزة انام جذبت منها الغطاء وهدرت : _ قومى يا بت عندك امتحان شفوى انهارده نهضت بضيق : _ يا غزل انا تعبت لازمتها اية الشهادة وانا فى دبلوم اصلا شرعت غزل فى اخراج ملا بسها من الدولاب واجابتها دون اهتمام : _ كام مرة اقولك ما تعرفيش ربنا مخبيلك ايه وبعدين كلها السنادى وتعرفى قيمة الشهادة يلا عشان نراجع اللى ذكرتيه امبارح واحنا ما شين وشرعتت غزل فى تبديل ملا بسها ************************* نزلا معا الى الشارع ليس هناك اسوء من ان تكون فقيرا وجميلا بلا سند مطمعا من كل من حولك لم تكن غزل على القدر الوافى من الجمال ولكنها اصبحت ناضجة الى حد لفت الانظار طولها المظبوط وقومها الممشوق وانحناء جسدها المتمايل جعالها تبدوء كعارضة ازياء ذات اعين واسعه وملامح منظمة شعرها البنى الامع الطويل الذى تحرص على اخفاؤه بحجابا بسيط وبرغم من انها فى عمر 22 عاما الا انها تقدم لخطبتها الكثير من اهل الحى جميعهم بعمر ابيها او حفنة من الشباب الضال طمعا فى الظفر بها لم ترحمها النظرات والهمزات الجانبية من نساء انها نذير شؤم كلما تقدم احد لخطبتها حدث معه شئ سيئ لم غزل لما تسمعه يوميا تمشى بوجه يعاين الارض وبيدها اختها لم تهتم ابدا اصلا كل ما طلب يدها كان غير مناسب لم ترفع وجهها الا بجانب محل وهيب زيدان حتى ترى الذى سرق احلامها لحسابه وبرغم انه لم يحيد وجه عن الكتاب الا انه ابتسم فغرقت فى سحر ابتسامته بقارب بالى فماعادت تدرى اذا كان يبتسم لها ام يبتسم لما يقراء هو يقطن فى تلك المنطقة منذو ثلا ث سنوات فقط وليس من السكان الاصلين ظل تمشي بخطى ثقيلة وكانها اوشكت على الوقوف تريد ان يختفى العالم او تنشغال الانظار عنها قليلا حتى تملى عيناها الجائعه بطلته اشتاقت اقتراب المسافات وملت متابعته من بلكون منزلها اخير ظهر ذلك الذى جعلها تهرول بقلق انه( حقى ) الفاسد دحجها بنظرات ضيقة ونفس دخان سيجارة باتجاهها فهولت هى واختها سريعا هتفت اختها اسماء : _ سبحان الله برغم انهم اخوات الا ان حقى حاجه وفهد حاجة تانيه هتفت غزل وهى لا تبالى : _ مالناش دعوة خلينا فى حالنا تحركت مع اختها فى بالخطوة السريعه وبدئت تراجع لها ما افهمتها اياه من دروس بالامس ****************** فى محل زيدان دخل حقى ينفث سيجارة باهمال وكانما اجبر على ذلك القى نظرة ساخطة على اخيه الذى ينكب على الكتب نهار وهتف : _ سلام عليكم يا بشريه انتبه فهد اليه بينما ابيه لم يعيره اهتماما ظل يحر ك مسبحته وهو يتابع حركة الشارع بتمعن نادة حقى ليلفت انتباه : _ جراى ايه يا ابا مش شايفنى ولا ايه انتبه له بغيظ وهدر معنفا ايه : _ واشوفك اعمل بيك ايه يا اخى انا تعبت منك فيك ايه حلو يا حقى يتشاف جلس على اقرب كرسي وهدر بلا مبلاة : _ وانت هتشوفنى ازاى طول ما الباشا فهد ساد السكة هنا لوى فهد فمه ودس يدة الى جيبه وهو يتنظر سفونية الردح الذى يلقيها حقى با ستمرار على مسامعهم هدر ابيه بضيق : _ بقولك اية ما تعملش فهد جحتك انت اللى صايع وضايع وهلفوت نص جريك فى الكبريهات التقط حقى الكلمة من فمه فى سرعه واكمل : _الكبريهات ومالها الكبريهات تصدق انا مش عارف طالع لمين فى الحتة دى ؟ اغمض وهيب عينه لمعرفتة ما يرمى به والده ....فاسترسل وهو يدحج فهد باقلية : _ ما هى الكبريهات دى اللى جابتلك المحروس اللى مفضلوا عليا لم يحتمل فهد اكثر من ذلك وخرج مسرعا من المحل حتى لا يقص عنقة فقد زاد الامر دون داعى خرج بوجة تحقنه الدماء ونبض متسارع لوكان امامه اسد الان لصارعه دون ترد ومزقة تمزيق نعم ذلك الشاب المحترم الحسن الطالة المثقف الواعى ابن احد الرقصات احد نائج خطا وقع فية ابيه لتقذفة امة الى والده لعدم قدرتها على رعايته حيث ان ابيه لديه المال الاوفر فتربى بين زوجتة ابيه الاخرى وابنها حقى وبرغم من كل الحنان الذى ذاقه حقى والدلال من جانب والديه لم ينجح حقى فى شئ ونمت نفسة المريضة على الانانية والحقد والغباء بينما فهد الذى عان الحرمان من كل شئ وتعامل اسوء معاملة وفصلوه عن دارسته وهو فى السنة الاخيرة من الثانوية العامة اصبح هو عمد يحمل العمل على اكتافة ليلا ونهار ذلك اللقيط كان يحمل فى قلبة الام لم يبوح بها لاحد كان الصمت وكتابة هو رفيقة بينما مصيرة كان مرتبط رغما عنه بحقى طالما فشل على فهد الفشل ايضا طالما انحرف على فهد ان ينحرف طالما طرد من المدرسة لابد هو ايضا ان ينقطع كان يتساوى معه بالفشل ولكن المعاملة ابدا لم تكون بالمثل بل كل العمل على كاهل فهد بينما حقى مدلل هو خادم المنزل المطيع ومع ذلك يثتكثرون علية الثناء او الشكر لم بشعر بنفسة فى وسط موجة غضبة العنيفة الا وهو امام احد صلات الجيم دخل لا يرى شيئا امامه سوى ماضيه الاسود خلع عنه قميصة وبدء بالتدريب العنيف كان يفرغ دائما غضبه بهذة الطريقة ينسي الامة ويخمد ثورتة بهذا الشكل وهذا ما فادة فى تحسين مظهرة وعمله الاخر *********************************** فى المصنع كان مصنع بسيط لانتاج المفروشات الشعبية من الفايبر كان عمل غزل به هو الحياكة كانت هادئة تماما تعمل فى صمت وتجيد عملها بشكل جيد على ع** جميع المثرثرات حولها صاحب المصنع هو رشدى ليس شابا بل رجل فى عمر اربعون عاما كان صارم للغاية ودائما شديد الغضب على العاملين والعاملات وخاصتا من لا ينتبه الى عملهم دخل يمر بالمكان ليتفقد الاحول حيث كان ضجيج الماكينات عالى والعمل فى اشد ذروته راقب العمل بكل جدية ثم تحرك باتجاه العاملات ليلقى نظرة على عملهم بالحياكة على المكينات الصغيرة كان يترقب وصولة لنقطة معينه وهى المكينة التى تعمل بها غزل تلك الفتاة التى دائمة الانشغال بعملها ولا تدرك ايا من تصرفاته التوددية لها اقترب منها وامسك ما تحيك بينما هى لم تتوقف واستمرت بالعمل ضيق عينه من تجاهلها المستمر وهتف : _ الغرزة واسعه لازم يتعاد عليها توقفت وهى تزفر انفاسها الاهثة التف من ورائها و مال براسة الى المكينه ليعاينها حتى تسمح له الفرصة يقترب اكثر بحجة واضحة وهادفة ايضا فبدئت بالابتعاد بهلع ولكنها لم تدرك من الفراغ الذى تحركت نحوه فسارعت يده الى خصرها ليمنع سقوطها ارضا كتمت شهقاتها وارتعش جسدها من اثر لمسته فقد كان اول مرة احد يقترب منها الى هذا الحد وخاصتا هو فى تقلق منه ابتعد سريعا عندما لاحظ انتباه بعض العمال لهم وصاح بغضب : _خلى كل واحدة فى شغلة وانتى كمان فى نضافة فى اخر اليوم شوفى مين من البنات هتنضف وياكى القى كلماته بكل حدة عليها وتركها ترتعش من فرط توترها لقد ضاقت بها الاحوال وباسرتها لتحكم ذلك الئيم الذى يعطيها اقل ما تستحق من مال وفوق ذلك يحاول التحرش بها كتمت دموعها التى كادت تعميها واستمرت بالعمل بفم صامت وقلب يتالم ******************** حبيبى رجل استثنائى بقلم/ سنيوريتا يا سمينا احمد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD