الفصل الرابع

3105 Words
التفت جاسر لمص*ر الصوت ليجده : امير !! ازيك امير وعيناه معلقتان بلينا : ايه، قلبت عليك الفيلا. جاسر بضيق : اه كنت بشوف حاجه فى الجنينه، يلا بينا استوقفه امير ومازال ينظر للينا : اكيد كنت بتدور على القمر، مش تعرفنى قبل ما تقول يلا ؟ جاسر بنفاذ صبر : اه اه دى الانسه لينا، ونظر للينا قائلا: - دا امير ابن عمى ابتسمت لينا والقت التحيه : اهلا وسهلا. امير بابتسامه واسعه : اهلا بيكى.. قطعه جاسر : كنت بتدور عليا ليه ؟ امير بسماجة: ايه دا هو انا مقولتش، اخص عليا مش اخص برده يا انسه لينا ؟ جاسر بابتسامه صفراء : انجز يا امير امير وهو ينظر لها : شكله مش اخص، طيب يلا ،داده بعتتنى، بتقول الاكل جاهز جاسر : طيب تمام، اسبقنا انت وانا هجيب الانسه لينا واجى. امير : متتأخروش بقى انتظرت لينا خروج امير وقالت : ع فكره انا مش هتغدى. جاسر : ليه ؟ الداده هتزعل!! لينا : معلش اصلى فطرت متأخر، انا هقعد هنا شويه. جاسر باصرار : لا لازم تاكلى معانا. لينا برفض : صدقنى مش عايزه. جذبها جاسر وتوجه ناحيه الفيلا وقال لها : مفيش حاجه اسمها مش عايزه، الاكل اتحط يبقى هناكل. حاولت لينا التخلص منه، ولكن باءت محاولتها بالفشل توجهوا لغرفه الطعام وعند دخولهم الداده : كل دا يا جاسر عشان تيجى نظر جاسر للينا : مش انا السبب يا داده أدم بأبتسامة : ازيك يا انسه لينا، حمد الله على سلامتك لينا بابتسامه : الله يسلمك يا دكتور جلس جاسر على مقدمه السفره، و على يمينه امير، وشماله لينا التى لم تسلم من نظرات امير المتفحصه ! جاسر باستغراب : اومال فين كارمن؟ أدم : اكلت وطلعت تنام جاسر : هى لحقت!! امير : اه يابنى ما احنا بقالنا ساعه مستنين وغمز بعينه : بس انت اللى ناسينا بقى. نظر له جاسر بضيق ثم تجاهله والتفت لأدم : هى كويسه يا أدم ؟ قاطعته الداده قائله : كويسه بس بطنها وجعاها شويه انت عارف الحمل وكده جاسر بهدوء : ربنا يقومها بالسلامه. امن أدم لكلامه : امين يارب "دوق بقى مكرونه البشاميل دى وقولي رأيك" ابتسم جاسر ونظر للداده : حبيبتي ياداده عارفه انى بحبها ضحكت الداده قائله : من صغرك بتموت فيها ، "بس مش انا اللى عاملها المره دى" جاسر بتسأل : اومال مين غيرك هيعمل ؟ الداده : دوق بس وانا هقولك استغرق جاسر دقيقه فى تذوق المكرونه فقال له أدم مازحا : ايه يا عم بنقولك دوق مش احلم جاسر بتلذذ : طعمها تحفه بصراحه، مين اللى عملها يا داده؟ نظرت الداده الى لمار والينا، التي كانت شارده وكأنها فى دنيا اخرى : لينا اللى عملتها صح يا لينا؟ ليناااا افاقت لينا من شرودها عندما سمعت اسمها : هو ايه اللى صح يا داده؟ ضحكت الداده قائله : اللى واخد عقلك يا ستى ابتسمت لينا خجلا وقاطعهم امير : يابخته بقى جاسر بابتسامه : معرفش انك طباخه جامده كده، المكرونه طعمها حلو اوى. لينا برقه : بالهنا والشفا امير : بس انا اول مره اشوف من زمان بنات بتطبخ لينا : يعنى حاجات على قدى، اتعلمتها من امى الله يرحمها أدم : تسلم ايد*كى لينا : ربنا يخليكوا ثم نهضت لينا وقالت : الحمد لله الداده : انتى ماكلتيش حاجه يابنتى، راحه فين؟ لينا : لا خلاص يا داده انا شبعت، بعد اذنكوا استوقفها أدم : استنى يا انسه لينا، هاجى معاكى عايزك فى حاجه لينا بأحترام : اتفضل وبعد خروجهم امير : مسكينه جاسر باستغراب : هى مين دى؟ امير بمكر : العصفوره اللى لسه ماشيه دى، متلفش وتدور كارمن حكتلى على كل حاجه. جاسر بضيق : مبيتبلش فى بوقها فوله امير ببرود : ايه ياجاسورة، كنت عايز كل حاجه لوحدك ضاقت عينا جاسر ونظر له محذرا : قصدك ايه يا امير امير ببرود : لا ولا اى حاجه ، انا هقوم امشى بقى خرج وجد أدم أمامه : ليه يابنى، هو انت لحقت تقعد !! امير : انا كنت جاى اطمن ع كارمن بس، ويدوب امشى ورايا مشوار مهم ------------ …في مكان اخر … وفى غرفه واسعه يظهر عليها الفخامه والذوق الرفيع تنقسم الى قسمين الاول به بعض الاثاث لاستضافه الضيوف، والاخر به مكتب كبير مجهز باحدث الامكانيات ! خالد : ما خلاص بقى يا بابا، يعنى اعمل ايه اكتر من كده؟ "يعنى انت كمان مش عايز تعترف انك غلطان !" خرجت هذه الجمله من فم رجل فى منتصف الخمسينات من عمره، يظهر بعض الشيب فى رأسه على استحياء، ذو جسد عريض وقصير القامه. ينطبق عليه ( احترس كل من اقترب من الارض ) يجلس بجانب امرأه فى فى اوائل الاربيعنات، ترتدى جاكت وبنطال اسود اللون ويزين الجاكت بروش الماس، ينسدل شعرها الاسود، ملامحها قد طغت عليها ادوات التجميل خالد ابنهما الذى جمع كثيرا من ملامحهم (عرفناه قبل كده ) : منا قلبت عليها القاهرة كلها. الاب : مش كفايه القاهرة، انت مفروض تقلب عليها الدنيا، مش انت اللى ضيعتها بغبائك، تدخلت الام لتهدأه الموقف : خلاص ياجمال، هدى نفسك. جمال بغيظ : مش شايف برود ابنك يا سهام. سهام : اكيد هنلاقى حل جمال بحزم : من بكره تقلبلى عليها مصر كلها، شوف حد من صحابك الصيع اللى بتصرف عليهم، يتصرف ولا هما بياخدوا بس خالد بضيق : اوك يا بابا، انا ماشى جمال بتسأل : رايح فين؟ خالد بفروغ صبر : هخرج مع اصحابى شويه جمال بغضب : اهو دا اللى انت فالح فيه، مع السلامه ومتتأخرش للصبح زى كل يوم سهام: براحه عليه شويه. جمال بصياح : سبيه عشان يتحرك، مش كان زمانه متجوزها دلوقتى وخلصنا من الموضوع ده، اهو بغبائه ضيع كل حاجه. --------- في مكتب الڤيلا … تحدث أدم مع لينا بخصوص العمل : خلاص اتفقنا، وان شاء الله السواق هيوصلك كل يوم الصبح وممكن ترجعى معايا او لوحدك على راحتك لينا وهي تفرق يداها : لا مفيش داعى، منا هروح موصلات تزمر أدم بضيق مصطنع: ها ؟ احنا مش اتفقنا اننا اخوات مفيش **وف، ثانيا اصلا مفيش موصلات هنا زى ما انتى شايفه، الفيلا بعيده ومينفعش تنزلى لوحدك اتفقنا ؟ لينا بابتسامه ساحرة : اتفقنا أدم : خلاص تمام، ان شاء الله هستناكى الصبح انهت لينا المحادثه مع أدم وتوجهت للمطبخ لترى الداده لينا : داده الداده : ايوه يا حبيبتى لينا بحماس: بقولك ايه، عايزين ننزل نشترى لبس ليا الداده بحب: خلاص بكره ان شاء الله نروح زى ما انتى عايزه لينا بأصرار مثل الاطفال : لا مينفعش بكره، لازم النهارده الداده بأبتسامة: اشمعنى، ومالك مش ع بعضك كده لينا بفرحه : هشتغل من بكره، ان شاء الله، ياداده الداده بابتسامه : طب منا عارفه لينا بضحكة : اكيد طبعا، و انت فيه حاجه تخفى عليك ياعسل انت ضحكت الداده بشدة : ماشى ياختى، استنى اخلص اللى فى ايدي واقول لجاسر يوصلنا هلعت لينا تردد بذعر : لا لا بلاش جاسر، ما نروح لوحدنا وخلاص. الداده : طيب ماشى بس لازم نقوله لينا بتنهيدة : ماشى روحى دلوقتى قوليله، وانا هكمل لحد ماتخلصى عشان نلحق وقتنا ذهبت الداده لجاسر واخبرته بوجهتهم وخرجت مع لينا لشراء الملابس. فى السياره… لينا بدهشة : ايه دا يا داده؟ عم عبده رايح سيتى ستار !! الداده : اه يابنتى ما جاسر قال نشترى من هناك لمار بضيق : هو هيتحكم فينا كمان واحنا بره، وبعدين انا مش معايا فلوس اشترى من هناك الداده بهدوء: متقلقيش هو ادانى اللى يكفينا وزياده لينا بفزع : نعم ! لا طبعا ياداده هو كمان هيجبلى لبسى الداده : خلاص بقى يا لينا، انا هعمل اللى هو عايزه ولما نروح اتصرفى معاه تنفست لينا بضيق و**تت لترى ماذا ستفعل ! دخلوا الى المول وبعد عناء طويل، وبحث مستمر كما هو معروف لدى البنات لينا : ها ياداده حلو الطقم دا ! الداده : اه يابنتى ما شاء الله مظبوط عليكى ليناا ! انتفضت لينا بخوف والتفت لمص*ر الصوت ! بعد قليل … فى احدى كافيهات مول سيتى ستارز كان يجلس امير امام لينا والدادة يتحدث معهم، ينظر امير لها وقال بستفسار : ايه مبتشربيش ليه ؟ دا انا حتى بعوضك عن الخضه، لينا بابتسامه ساحرة : بشرب اهو !! عقد امير ذراعيه وقال بهدوء : انا كنت هنا بشترى بدلة عشان فرح واحد صاحبى، لو كنت اعرف انك جايه كنت اخدتك معايا بالمره . لينا بهمس: الف مب**ك. الداده بأبتسامة: عقبالك يابنى امير بمرح : يارب يا داده ثم نظر للينا، : انتى قولتليلى مخلصه صيدله ؟ ابتسمت لينا بلطف قائلة: ايوه لسه السنه دى. غمغم امير سريعا : امممم بس ازاى لسه مكملتيش 21 سنه ؟ لينا بصوت منخفض : دخلت المدرسه بدرى عن السن. امير بتفاهم : اااه قولتليلى !! نظرت الداده للينا وقالت : مش يلا يابنتى، اتاخرنا اوى. نهضت لينا قائلة : ايوه يا داده، يلا بينا، انا خلاص خلصت نهض امير وقال : ايه رايحين على فين ؟ غمغمت لينا مبتسمة: معلش، عشان عندى شغل الصبح بدرى. امير بأستسلام : طيب خلاص هوصلكوا غمغمت برفض بينما تحاول الذهاب : لا مفيش داعى احنا معانا العربيه. الداده بهدوء : متتعبش نفسك انت يا بنى، هنكلم عم احمد هو زمانه خلص مشواره. امير بت**يم : لا كلموه وعرفوه انى هوصلكوا نظرت لينا للداده بتردد ثم قالت الداده : خلاص يابنى، مدام انت م**م ماشى، بس يلا عشان منتأخرش. وبالفعل رافقهم امير حتى سيارته الفخمه وقام بتوصليهم للفيلا. لينا برقة : ميرسى تعبناك معانا. اسامه ببسمة ونظرة اعجاب : ولا تعب ولا حاجه، هو انا اطول اتعب للقمر… قاطعته الداده : شكرا يابنى، ما تيجى تقعد شويه. امير وهو ينظر لساعه يده الثمينه : معلش ياداده، انا ورايا شويه مشاوير كده، ثم نظر للينا وقال : اكيد هاجى قريب عشانك يا داده، الداده : مع السلامه يابنى. ودعهم امير ثم غادر وقاموا بالدخول للفيلا وعند دخولهم جاسر بحدة : كل دا بره يا داده ! الداده بأرتباك : معلش يابنى كنا بنشترى حاجات. لينا باحراج : اسفه انا اخرتها و .. قاطعتها الداده : امير قابلنا هناك، و**م نشرب معاه في الكافيه حاجه وجه وصلنا. جاسر باستغراب : امير ! مش خير ؟ الداده بطيبة : كتر خيره يابنى انه وصلنا. جاسر بضيق : ماشى، حمد الله ع سلامتكوا لينا : الله يسلمك . جاسر بتسأل : خلصتى كل حاجتك ؟ لينا بهمس : اه تمام . غمغم جاسر وهو يتجه نحو الدرج: ماشى، تصبحوا ع خير. استوقفته لينا وهي تقترب منه : باشمهندس جاسر، لحظه لو سمحت. نظر لها جاسر وقال : اممم، ماشى بس من غير باشمهندس دى !! لينا بابتسامه : ماشى . جاسر بتسأل : خير فيه حاجه ؟ لينا بتردد وارتباك: ااه .. ايه .. اولا شكرا ع الفلوس اللى ادتهم لداده، بس مكنش ليها لزوم، وان شاء الله هردهالك قريب. نظر جاسر لها نظره طويله غاضبه متفحصه ثم تركها وذهب بدون كلام !! ------------ وفى صباح اليوم التانى … ذهبت لينا لعملها الجديد فى مستشفى الدكتور " أدم" مردتيه احدى الملابس الجديده التى اشترتها، وكانت عباره عن ( بنطلون اسود وبلوزه بيضاء ) وشعرها على هيئه ذ*ل حصان مرفوع، مما يعطي ليها بعض الرسميه، والرقه، فى الوقت ذاته ! رافقها أدم لاحدى الغرف، فى الطابق السفلى، والتى كانت عباره عن غرفه واسعه، مفروشه بالسجاد الاحمر، يوجد فى اوسطها مكتب كبير، ووراءه ثلاجه كبيره لحفظ الادويه، وبها شباك كبير بطول الحائط مغطى بالزجاج … نظر لها أدم وقال : بصى ياستى، ده هيبقى مكتبك، ومعاكى الدكتوره سارة، وان شاء الله هتفهمك على كل حاجه، عشان تستلمى الشغل معاها. لينا بأبتسامة هادئة : ماشى، ان شاء الله. أدم بأبتسامة : يارب، انتى ايه رأيك؟ لينا بنبهار واعجاب : ما شاء الله، المستشفى كلها فخمه ،ياريت كل مستشفيات مصر تبقى كده. أدم بضحكة : الحمد لله، دى شهاده اعتز بيها ، ثم تحدث بجدية … انتى هنا هتاخدى بالك من الادويه، ومواعيد تسليمها، وكميتها يعنى انتي مسئوله، عن الدوا ، من اول ما يدخل هنا لحد ما يخرج. لينا بأبتسامة هادئه : ان شاء الله اكون قد المسؤليه دى !! أدم بهدوء : ان شاء الله وادينا هنجربك !! يلا ، انا هروح اشوف شغلى، وابعتلك دكتوره سارة دلوقتى، لو محتاجه اى حاجه عندك التليفون ده اتصلى، وكلمى السكرتيرة، هتوصلك لمكتبى. لينا بهمس : تمام، ان شاء الله. تقدم أدم خطوتين للامام لكي يذهب ثم عاد مره اخرى و نظر الى لينا، قائلا :صحيح يا دكتوره، انتى ممكن تلبسى لبس عادى، مش لازم رسمى، لو هيخنقك، اهم حاجه بس تخليكى بالبالطو، اللي فيه بادچ المستشفى. ابتسمت لينا وقالت برقة : عادى مفيش مشكله، انا قولت بس عشان اول يوم وكده، أدم مازحا وغمز بعينيه : عموما هو حلو عليكى برده ابتسمت له لينا بخجل ثم خرج أدم وما هى الا ثوانى ودخلت الدكتوره سارة فتاه فى متوسط العشرينيات ،ترتدى البالطو الابيض، بيضاء البشره جميله الملامح متوسطه الطول تحب المرح. سارة بابتسامه جميلة : دكتوره لينا، مش كده ؟ ردت لينا ابتسامتها هي الأخرى : ايوه انا !! مددت سارة يداها : اهلا وسهلا، نورتى المستشفى، ان شاء الله ترتاحى ف الشغل هنا. تبادلت لينا السلام بأبتسامة قائلة : ان شاء الله، سارة بمرح : بقولك ايه ؟ تعالى الاول نروح الكانتين نفطر ونتعرف ع بعض، واجى افهمك كل حاجه. لينا بابتسامه وهي تذهب معاها: اتفقنا ------------ بينما في شركة جاسر كان يجلس مع رفيقه … يجلس جاسر امام صديقه وينظر له بحزن وغصه وتذكر تلك الايام ويردد بتنهيدة : انا مش عارف ايه اللى حصلى، لما شوفتهم، عارف احساس كده مش قادر اوصفه !! سأل سعيد بتواجس : جاسر انت لسه بتحبها ! جاسر بتأكيد ونبرة حاسمه: لا طبعا انت مجنون، احب مين ! الاحساس اللى جايلى مش حب، او انى بفتكر ذكرى لا، ده كان احساس بالغضب، والانتقام، اكتر من اى حاجه… بس افتكرت، وعدى لنفسى انى مش هأذيها وهسيبها لربنا، وبعدين انت لو تعرف انا جايبك ليه؟ مش هتقولى كده !! تبسم سعيد بارتياح : الحمد لله يا صاحبى، كويس انها راحت، عشان هى مكنتش تستاهلك من الاول، ودا كان رأى فيها. يزفر جاسر بضيق ويردد: اهو زى ما بيقولوا، مرايه الحب عاميه، ثم تن*د قائلا … تعرف ياسعيد، انك الوحيد اللى لحد دلوقتى تعرف الموضوع بتفاصيله، مقولتش لحد غيرك لحد النهاردة، ومش عايز اوحش صورتها . هتف سعيد بنبرة هادئة : طول عمرك راجل ياصاحبي، اكتر واحد جدع، انا عرفته ف حياتى . جاسر وهو يربت على كتف صديقه: ربنا يديم المحبه . سعيد بمزاح وخبث : بس قولى انت كنت بتعمل ايه هناك؟ ضحك جاسر على اسلوب صديقه التهكمي ويردد ببسمة : كان عندى اجتماع، مع عميل مهم، والحمد لله الموضوع مشى كويس، وعملنا صفقه حلوه. سعيد بجدية: طب الحمد لله، ثم قال بفضول، ايه اللى بتقول جايبنى عشانه؟ ومكنتش هقولك كده ؟ تن*د جاسر وغمغم: دا حوار بنت كده شغلنى شويه ، بص ياسيدى .... جلسو سويآ لتجاذب الحديث … -------------- … في مشفي الدكتور " أدم “… بعد انتهاء شرح سارة للينا : كده اظن فهمتى حاجات كتير انهارده !! لينا بتعب : ياااه كتير اوى. سارة بضحكة : لا اجمدى كده اومال الشغل مش صعب، لما تتعودى عليه هتحبيه. لينا بأمتنان : ان شاء الله، ربنا يخليكى، انا تعبتك اوى معايا النهاردة. سارة بحب : لا ابدا ولا يهمك، دا شغلى، وبعدين ان شاء الله هنبقى اصحاب. لينا بأبتسامة جميلة : اكيد طبعا، ان شاء الله . ثم نظرت لينا لساعه يدها : الساعه 4 ده معاد الانصراف صح ؟ سارة بهدوء : بالظبط كده، هنسلم النبطشيه، ونمضى ونمشى على طول. وفى اثناء هذه اللحظه رن تليفون المكتب وردت سارة سارة : حاضر يادكتور، ثانيه واحده، ثم وجهت حديثها للينا لينا تعالى كلمى دكتور أدم اخذت لينا السماعه منها : ايوه يادكتور ! أدم من الجهه الاخرى: بصى يا لينا، انا هتأخر النهادره عندى اجتماع مهم، ومش هعرف اروح معاكى، عم احمد مستنيكى بره هو هيروحك. لينا باحراج : ملهوش لازمة، انا كنت هاخد أي موصلات. أدم برفض قاطع: موصلات لوحدك !! لا محدش ضامن الطريق عامل ازاي، يلا وابقى عرفى " كارمن " انى هتأخر. لينا بأدب : تمام يادكتور، مع السلامه. --------------- بينما عند جاسر وقد قص على رفيقه كل ما حدث … يتعجب سعيد ويردد بستغراب : غريبه اوى الحكايه دى، بس انت ميال ليها ؟ جاسر بتوتر وحيرة: مش عارف ياسعيد اقولك ايه؟ بس عارف لما بشوفها معرفش ايه بيحصلى، بتلاقينى مش عارف اتحكم ف اعصابى، شويه عصبى اوى معاها، وشويه كويس بسرح فى بحر عنيها، او تقول بغرق، مش عارف، حاجات كتير متلخبطه فى بعض !! هتف سعيد بصياح: بسسسس يا معلم، انت كده وقعت من اول نظره، وغمزة له جاسر بضيق وعصبية : مش وقته هزار يا سعيد. سعيد بجديه : مش بهزر يابنى والله، ايه انت مش عارف يعنى !! جاسر بعصه مؤلمة : لا ياسعد مش عايز اضعف تانى، وارجع اصحى على حاجات ماتت فيا. يقطعه سعيد بحزم: طول ما انت انسان الاحساس مش بيموت يا صاحبى، وبعدين صوابعك مش زى بعضها. سحب جاسر نفسآ عميقآ وزفره خارجآ ببطئ ليستجمع شجعته في الحديث وغمغم : مش عارف، بدعى ربنا يبقى اللى جوايا مجرد احساس مؤقت وبس، او حاجه جديده وشدانى. ربت سعيد على كتفه: ممكن برده يكون احساس مؤقت، وعشان كده لازم تصبر شويه لحد ما نشوف قلبك هيود*ك لفين !! تن*د جاسر قائلا : ربنا يستر . ---------------- عادت لينا الى الفيلا واستقبلتها الداده بالاسئله والاستفسارات عن ما حدث فى يومها الاول بالعمل، وقصت لينا عليها كل شئ حدث معها. تن*دت لينا قائلة : بس ياستى دا اللى حصل، بقى اتعرفت على ناس مش كتير بس كويسين . الداده بحنان: طب الحمد لله يابنتى ربنا يرزقك. لينا بأمتنان: يارب يا داده، مش عارفه اودى كل جمايلكوا دى فين، بتعملوا كده معايا وانتوا لا تعرفونى، ولا اقربلكوا أى حاجه !! الداده بزعل: عيب متقوليش كده يا بنتى، ربنا يديم اللى بينا. لينا بأبتسامة : ربنا يخليكوا ليا كلكوا. الداده : طيب يلا بقى عشان تاكلى لقمه وتريحى شويه. لينا : ماشى بس كلى معايا. وفجأه اثناء حديثهم سمعت لينا صراخ !! لينا بزعر نهضت بسرعه وقالت: داده سامعه الصوت دا ؟ الداده بأنصات: لا يابنتى !! جذبتها لينا من يدها، وخرجوا من المطبخ الى الصاله، حيث كان الصوت اوضح بعض الشئ. الداده بفزع قائلة : دى صوت كارمن ركضت لينا بسرعه وصعدت حيث غرفه كارمن. وجدتها مستلقيه على ارض الغرفه واضعه يدها على بطنها وتصرخ ب ألم لينا بخوف وتوتر : ايه فى ايه مالك؟ كارمن بصراخ وألم: بطنى … الحقونى … شكلى بولد. غمغمت لينا سريعا : طب اسندى عليا، انزلك نروح لمستشفى. وصلت الداده ودخلت الغرفه : ايه يابنتى فى ايه؟ نظرت لها لينا وقالت بلهفة: داده بسرعه حضرى هدوم لكارمن، وانا هطلب الاسعاف شكلها بتولد. الداده بخوف وقلق : بتولد فى السابع ! امسكت لينا التليفون فى يدها ورددت بتوتر : مش وقته ياداد،ه يلا بسرعه حضرى الهدوم لحد ما الاسعاف يوصل. وبالفعل وصلت الاسعاف وانتقلت كارمن الي المشفى وادخلوها فورا غرفة العمليات فى حاله ولاده متعسره !! استغرقت عمليه الولاده بعض الوقت، وخرجت الممرضه حامله معاها طفل، وركضت مسرعه الى الحضانه . توجهت ممرضة اخرى للينا قائله : محتاجين نقل دم بسرعة، الفصيله مش موجوده دلوقتى، حد فيكوا فصيلته O ؟ لينا هتفت سريعآ بدون تفكير : ايوه دى فصيلتى، انا مستعده بالدم. اتجهت اليها الدادة وسألت بلهفة … " فى ايه يابنتى !! ايه اللى حصل؟ " الممرضه بسرعه : المريضه حصلها نزيف بعد الولاده، لازم نقل دم بسرعه، ثم نظرت للينا تعالى معايا بسرعة. دخلت لينا الى غرفه العمليات، وتمت عمليه نقل الدم، ثم خرجت راكضت الداده مسرعه اليها قائله بلهفة : ايه يابنتى ، كارمن مالها؟ نظرت لها لينا بتشوش، ثم اغمضت عينها واستسلمت للسحابة السودة، وقعت مغشيه عليها. صرخت الداده بخوف: لينااا ! ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، قراءة ممتعة …
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD