الجزء الخامس

3536 Words
بسم الله الرحمن الرحيم ……………. الحلقة الاخيرة من رواية اذكريني للكاتبة حنان عبد العزيز ……………… تصرخ چني في وجه مهاب ، سيبه يا يروح لحاله ، خلينا في المهم ، وتبكي ويعلو صوت بكائها ، ارجوك انا عايزة ابني يا مهاب ، ارجوك ، وتقع مغشية عليها ، إلا أن ترك مهاب رقبة اياد ولحقتها يده الاخرى ، وحملها ووضعها ، على سريرها ، في نفس الوقت كانت عليا استدعت الطبيب ، الذي أعطاها حقنة مهدئة ، ذهبت بها الى عالم اخر ، عالم لو تود أنها لم ترجع منه ، كان مهاب ينظر لها وعيونه تكاد ينهمر منها انهار دموع ، لكن لا وقت لهذا ، فقد أقسم أن لا يطلع نهار يوم جديد ، الا وابنها معها ، وينتقم شر انتقام من كل ما تسبب ، في بكاء تلك العيون ، عليا ، بحزن وبكاء ، مهاب اية الحل ، مهاب ، الحل انك تخلي بالك منها ، وان شاء الله ، وحيد هيكون في حضنكم الليلة ، متقلقيش ، وحيد ده ابنى ومش ممكن اسيبه ليله بعيد عني وعنها ، والكلب ده له معايا حساب ، لازم يخلص ، انا سيبته كتير ، وجه وقت الحساب ، بس المرة ده مش هيكون حساب عادي ، هيكون نهايته ، عليا بقلق ، اقتربت منه ، تحظره ، مهاب اوعى تتهور وتعمل حاجة تندم عليها، اوعي تضيع نفسك ، بعد ماحققت حلمك ، بجوازك من چني ، أوعي تبعد واستغل الخطوة ده لصالحك ، روح هات وحيد ، ونسافر كلنا ونبعد عن هنا خالص ، عشان خاطري يا مهاب احنا ملناش غيرك دلوقتي ، چني محتجالك تكون معاها وتكون في ظهرها ، عشان المشوار طويل جدا عليها ، مهاب ، حلمي اتحقق بس غصب عنها ، مش برضاها ، مجبرها عشان الحيوان اللي اخذ ابنها ، عليا ، لا يا مهاب مش صح كلامك ،چني فيه حاجة حلوة بتتولد ليك في قلب چني ، وانا شيفاها وفرحانة بيها ، اوعى تضيع الفرصة ده ، مهاب انتبه لكلام عليا ، لانه هو فعلا حاسس بده ، بس كان يكذب نفسه، صدح هاتفه برسالة ، التقط الهاتف وقراء الرسالة ، مما انتفض على آثارها ، وهو يقول ، قولي لها اني محبتش غيرها طول حياتي واني تخطيت مرحلة الحب والعشق ده من زمان ، هي نفسي وحياتي هي نبض القلب ، اللي من غير مفيش حياه ، . وفتح الباب ، وخرج وهو يتحدث مع شخص ما ، قولي انت متاكد ، انهم في المكان ده ولا زي المرة اللي فاتت ، . الشخص وهو رئيس الحرس ، اتاكد يا مهاب باشا احنا اتاكدنا وعرفنا أن يخرج من الباب الخلفي للعمارة واحنا محوطين العمارة كلها ، غير اننا شوفنا اللي اسمه اياد ده طالع العمارة ، مهاب تمام ، أجمع بقيت الرجاله وانا مسافة السكة واكون عندكم ، رئيس الحرس تحب احنا نتعامل ، ولا نستني حضرتك لما تيجي ، مهاب وهو يستعد بالسيارة وانطلق بأقصى سرعة ، لا أوعى حد يقرب منه ، بس عينكم عليه عشان وحيد ، اهم حاجة وحيد . واغلق الهاتف وأجرى مكالمة أخرى مع شخص مجهول، تمام يا سعيد بيه ، نصار موجود في المكان….. وانا في الطريق ليه دلوقتي ومعايا كل المستندات والأوراق اللي كان عايزها ، واغلق الهاتف ، وقطع الطريق بسرعة البرق ، وقف أمام رئيس الحرس ، هو فين ، شاور له رئيس الحرس على العمارة وقال الدور الأول ، مهاب وقد أخرج سلاحه وسحب اجزائه واستعد لاقتحام الشقة ، مع جمع الحرس ، مهاب انا هدخل من الباب الخلفي ، وانتوا عشان انا حاجة عندي هو الولد ، الحرس تمام يا مهاب باشا ، وبالفعل تسحب مهاب ودخل من الباب الخلفي ، واستمع الي إياد و نصار وهم يتكلموا ، لكنه ما جذب حديثه ان اياد هو من أرشد نصار علي مكان چني وعز ، واستغرب كيف لاخ أن يفعل ذلك بأخيه توأمة ، لكن ليس غريب على شخص كاياد ، لكنه انفطر قلبه عندما سمع الطفل يبكي ، وكأنه يتوسل اليه ان ياخذه لحضنه وحضن أمه ، لكنه استعد وهو يراقب مكان سماع صوت الطفل ، وبنفس الوقت اقتحم الحرس الشقة ، وانطلق هو بسرعة الصوت نحو الغرفة الذي بها الطفل ، الذي ما ان راه حتى اندفع إلى حضه وهو يبتسم وقد تشبث به واخذ يبكي ويعلو بالبكاء كانه يعاتبه على غيابه ، مهاب وقد شدد من احتضانه بقوة فهو لا يصدق أنه بين يديه ، واخذ يبكي ويقبله ويبتسم بين بكائه ، وادخله بحضنه واغلق عليه الچاكت وخرج من نفس المكان واعطاه للرجل من رجال الحرس الذي كان يامن له المكان ، روح اقعد بيه هو العربيه وخالي بالك عليه ،وقبل الطفل واستودعه ، ودخل مرة أخرى ، ووجد نصار واياد وكل رجاله نصار، بعد معركة شرسة من تبادل النيران . لكن عدد رجاله مهاب كان أضعاف مضاعفة ، وقيدوهم بالحبال وقد نظر مهاب الي نصار الذي كان ينزف من فمه وانفه ووجه بالكامل ، اهلا نصار باشا ، ليك وحشة يا راجل ، بس متقلقش من هنا ورايح هتوحشني على طول ورفع سلاحه في وجه. وقال تحب تتشاهد ، ولا اللي زيك ميعرفش يتشاهد ، لكن في لحظة اقتحمت الشرطة ، المكان واخذت الجميع ، وقال له رئيس المباحث انت لازم تيجي معانا ، انت لازم تيجي معانا ، انت تعتبر شريكة في حاجة ، بس اللي اقدر اعمله معاك اني اخليك شاهد ملك ، في القضة ، وده اقصي حاجة اقدر اعملها معاك ، مهاب ، اشكرك ياحاضرة الظابط ، بس اسمحلي اوصل ابني لامه ، وانا هسلم نفسي ، انا اصلا معتش عايز حاجة غير اني اتبريء من ذنوبي ، واخذ عقابي ، الضابط ، تمام روح وصل ابنك ، وانا مستنيك ، وصدقني ، انا هقف جنبك ، عشان انت اللي زيك قليلين في البلد ده ، مهاب اشكرك يا حضرة الظابط ، وأعطي له الأوراق والمستندات ، نصار ، وقد تكلم ، وخرج عن صامته ، انت فعلا ابن حرام ، اللي يعمل كده في ابوه ، ميقلش عليه غير انه فعلا ابن حرام ، انا عملت كل ده عشانك ، عشان امن مستقبلك ، واجوزك البنت ، اللي بتحبها ، وعشت طول عمرك نفسك تقرب منها ، فضلت طول عمري اعوضك عن حرمانك من امك ، وكنت ليك الام والاب والعيلة ، والامان .كنت بعمل فلوس كتير عشان متكنش محروم من حاجة نفسك فيها ، وعملت المستحيل عشان ارجعلك چني ، لكن للاسف مشفتش منك اي ذرة حنية ، حتى لو مستخبيه ، عشان انت ابن حرام ، مهاب ، بابتسامه بجانب فمه ، انت مصدق ، نفسك ولاايه ، ما داهية لتكون مصدق نفسك ، انت كنت ليا ايه ، الاب عمره مايعلم ، ابنه ازاي يكون مجرم عتيد الإجرام ، ويشجعه على ده كمان ، انت لكنت ليا اب ولاعمرك هتكون اب ، ولا اللي زيك ينفع يكون اب ، انت اخرك تكون رئيس عصابة ، وتركه وخرج ، وأخذ وحيد بحضنه ، وركب السيارة ، وذهب إلى المستشفى ، ودخل ومعه وحيد الذي كان متشبث به ، عليا بفرحة ، احتضنتهم ، وقالت حمدلله علي السلامة ،واخذت وحيد بحضنها وظلت تقبله ، بفرحه لكن الطفل ظلت عيناه متعلقة بمهاب ، الذي كانت يبتسم من بين دموعه ، وهو يحتضن زوجته وحبيبته بعينيه ، لحظ عليا ، ذلك أخذت الطفل وقالت ، بقولك ايه يا مهاب خالي بالك من چني ، اروح اجيب حاجة لوحيد من الكافيتريا ، وتركته وخرجت ، فقد احست بانه يريد ان يجلس معاها واحدها ، خرجت واغلقت الباب وهي تبتسم بدموع، من حال ابنتها ، فقد حرمت من من أحبته ، ومن من احبها ، عجبنا لكي ايتها الدنيا لا تعطي كل شيء ، مهاب وقد ترك لعيون العنان ، لتبكي لاول مرة في حياته ، وقد اقترب منها واحتضن كفيها وقبلهما قبلة عاشق محروم ، واخذ يهمس بكلمات من بين دموعه ، عمري ماحبيت حد قدك ، انتي النفس اللي بيدخل ص*ري ويحيني ، انتي النبض اللي بسبب انا موجود بعدك عني نهايتي ، لكن لازم اختفي من حياتك ، لاني كنت في حبك اناني. فكرت في نفسي بس ، مفكرتش فيكي ، في آلامك وانت جنبي غصب عنك الملاك اللي زيك مينفعش يقرب منه شيطان زي ، بس انا اتغيرت عشانك ، عشان حسيت انك ممكن تكوني ليا ، وبرغم كل ده ففضلت أعافر لمجرد اني اكون ظلك. بس كنت بنسبة ليا كل حاجة ، وكنت بالنسبه ليكي ولا حاجة ، كنتي اماني ، وكنت انا مص*ر ازعاجك، انتي نبض القلب اللي بسببه كانت حياتي ليها قيمة ، انتي الونس والجليس وقت الضيق. انتي الامل في بكره انتي الوجود بالنسبة ليا ، واحتضنها وهو يبتسم من دموعه فهي لأول مرة تكون قريبه منه لهذه الدرجة يود لو يدخلها بين ضلوعه اقتلع قلبه من مكانه ، عندما تململت بين يده وقد همست باسمه من بين شفتيها بعشق ، وقد أخرجها من حضنه بسرعة ، ومسح دموعه سريعا ، وقال ، مهاب ، حمدلله علي سلامتك ، ابنى فين يا مهاب ، مهاب ، ابنك بخير وسلامة برا مع مامتك ، چني بفرحة وسعادة تمسكت بيد مهاب ، تشكره وتحتضنه بخجل ، انا مدينة ليك بعمري يا مهاب وعمري ، ولو فضلت عمري كله ، اعوضك مش هوفيك حقك سامحني يا مهاب ، عندها نظر مهاب الي يدها ، وهو في حالة من الذهول، ايعقل انها هي من تكلمه ، ابتسمت چني بخجل مما أظهر حمرة خديها وأعلنت غمازاتها ، عن حب يكمن بالقلب لذلك العاشق الولهان ، وهنا أعلنت القلوب الاحتجاج والعصيان ، واستسلم كل منهم لرغبته باحتياج كلا منهما للاخر ، اقترب منها مهاب وأخذها في قبلة ، شرح فيها سنين من العذاب والحرمان والاشتياق ، لم يفصلهما إلا احتاجها للهواء . ابتعد مهاب ، بسرعة خوفا من ان يتهور ، فهو بقربها مسلوب الإرادة ، ووقف مما اخجل چني كثيرا ، مهاب ، انا اسفه يا چني ، بس انا حقيقي كنت ميت وانتي سبب رجوعي للحياة ، انا رجعتلك كل حقك اللي اخذه نصار منك ، وابنك بخير ، عايزك تاخذي وحيد وماما عليا ، وتسافري و تعيشي بعيد ، في أمان ، چني ، باستغراب ، اسافر وانت يا مهاب هتسبنى ، خلاص معتش بتحبني ، مهاب ، انا بلغت عن نفسي وعن نصار واياد ، وكل واحد هياخد عقابه ، چني ، وانا مش هسافر عشان انا لازم اكون جنب جوزي في أزمته ، لحد متخرج ، ونعيش سوا ، يا مهاب انا ووحيد محتاجينك جنبنا ، اوعي تتخلي عنا مهاب ، انا منفعش اكون معاكم ، انا كل اللي عايزه منك حاجه واحده بس وهي انك، تذكرررررينيييييي. بسم الله الرحمن الرحيم ………………….. الخاتمة لرواية اذكريني للكاتبة حنان عبد العزيز …………………. في ساحة المحكمة ، يقف مهاب خلف القضبان الحديدة ، لا يشغله سوها ، چني عشقه طفولته ،وصباه ، وشبابه ، فقد تحمل من أجلها ان يكون بجانبها، كل هذه المتاعب ، وهو من قرر الإبلاغ عن نصار واياد ونفسه وتقديم كل المستندات والأوراق التي تدين تورطهم في الاتجار بالم**رات والآثار وغسيل الأموال ، والتزوير والتهريب ،في كل ماهو محرم ،فقد رأي مهاب ان زواجه من چني افضل شيء حدث بعمر كله ، وهو يستحق أن ينال عقابه ، من اجل ان يكون جديرا برفقتها مدى الحياة ، فتذكر كيف كانت اخر لقائه بها ، وهو ليلة رجوع وحيد ابنها بعد أن اختطفه نصار ، و ساومه على عقد قرانه منها غصبنا ، وتذكر كيف كان اول مرة يقترب منها بهذه الطريقة ، فأغمض عيناه بشوق يتذكر ، فلاش باك ……… في فيلا جني ، بعد أن عادوا جميعا من المستشفى ، في جناح مهاب ، تدخل چني ، بحب يتحرك بداخلها لاول مرة انا هستناك يا مهاب ، و هكون جنبك لحد ترجعلنا ، ونعيش سوا انا وانت وماما ووحيد ، احنا محتاجينك جنبنا يا مهاب ، انت بالنسبة لينا الأمان اللي مش هيكون موجود الا وانت معانا ، مهاب ، انا مستحقش اكون جنبكم ، انتو انضف من اني اكون معاكم ، كفاية عليا ، ذكرى حلوة في خيالك ، كفاية عليا انك بقيتي مراتي ، حتى ولو لليلة واحدة ، انا مكنتش احلم اساسا، بده في يوم من الايام ، چني وهي مازالت متمسكه بيده ، بس انت كدا مش مديني فرصة اتكلم واعبر فيها عن ح ..ب ..ي ،وبلعت باقي كلماتها خجلا ، لكن مهاب قد سمعها ، بقلبه ، فالتفت إليها ووقف ، أمامها يتأملها بنظرات عشق ، فكم كان يود لو ياخذها ويذهب بها بعيد ، لكن ما باليد حيله ، أفاق من شروده يها ، على اقتراب ، چني منه حد الالتصاق ، كأنها تعطي له الأمر بأن يستمتع بقريها منه ، تن*د مهاب ، تنهيده عشق ، فقربها بالنسبة له ،لهيب نيران تأكله ، وهو من قربها عطش يريد أن يرتوي ، وقلبه يريد ان يحضن قلبها وتلاحم النبضات ليصنعوا سمفونية عشق ، لكن لا وقت للتفكير ، فقد أطاحت القلوب ، بالحديث العقول، واستسلمت العقول لرغبات القلوب ، ورفع وجهها له لتتقابل الأعين في لقاء دام طويلا وكأنه يعاتبها على حرمانه منها طوال هذه الفترة ، مال عليها حتى يروي عطش السنين واشتياقه لتذوق شهد شفتيها ، فقد كان حلمه ، منذ صغره ، أخذها في قبلة اودع فيها حبه وعشقه وحرمان السنين ، واااه يا وجع السنين ويا نبض القلب الحزين ، وعشقي الطفلة ، وروح يهواها الجسد ، أعلنت القلوب انتصارها ، وخضعت العقول لرغبتها ، لتختلط الأجساد وتتلاحم وتتقابل الروح ، لأول مرة ، وكأنها تريد الوداع ، أصعب ما يقول ، هو اول لقاء ويا عجب الدنيا ان يكون اخر لقاء ، فنحني مهاب بجسده وحملها بين يديه ، ليضعها برفق ونعومه كانها قطعة ماس ،فوق سريرها ، ومال بجانبها ، لتان الاجساد وتذوب شوقا ، وتخضع العقول لرغبات القلوب ويعيش ليله دام عمره يحلم بها معها ، ولا يفصلهما إلا شروق الشمس ، تداعب بشرتهم ، فانزعج مهاب ، وكأنه لا يريد ان يفيق من هذا الحلم ، لكنه أخذ يفتح ويغمض عينه لا يصدق انه ليس حلم ، بل حقيقة عاشها ،وهي بجانبه وبين احضانه ، معقول ان يكون كل ما حدث حقيقة ، وإنه أتم زواجه بها ، واخذ يتاملها ويتامل ملامحها ، يريد أن يحفر ملامحها في ذهنه وقلبه، أخذ يرسم ملامح وجهها بيده ، كانه رسام ونحات يريد نحت تلك الملامح بداخله ، قطع شروده يها ، رنين هاتفه برسالة بمن ضابط الشرطة ، يخبره انه بانتظاره بالاسفل ، فأسرع ، دخل الحمام وارتدى ملابسه بسرعه ، وصلي فرضه ، ليشكر ربه على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه وهي التوبة ، وزواجه بمعشوقته ، ترك لها رسالة ، بعد أن مال عليه بقبلة وداع خفيفة حتى لا تستيقظ ويضعف أمامها كالعادة ، وخرج واغلق الباب برفق ونزل الى اسفل ، ليجد عليا تقف بدموع ، ومعها وحيد الذي ما إن رآه ، حتى نطق لأول مرة بكلمة بابا بحروف متقطعه ، لكنها مزقت قلب مهاب ، واحتضانه ، بشدة مما أسعد ، الطفل وأخذ يضحك ببراءة ، ابتسم مهاب ، من وسط دموعه ، وتركهم وذهب مع الضابط، ومرات ثلاث شهور ، في التحقيقات ، وهي دائما ، تاتي لزيارته ، وهو يرفض مقابلتها ، حتى لا تراه وهو مقيد اليدين ، ذليل م**ور العينين ، حتي جاء هذا اليوم ، يوم المحكمة ، انتهاء الفلاش باك ، ينطق القاضي ، بسم الله الرحمن الرحيم ، حكمت المحكمة حضوريا على المتهم ، الأول ، نصار عبد الرحيم المنشاوي ، بالأشغال الشاقة المؤبدة ، وعلى المتهم الثاني ، أياد الدين شهاب ، بخمسة عشر سنة ، والمتهم الثالث ، مهاب المنشاوي ، بالحبس ثلاث سنين ، مع إيقاف التنفيذ ، لابلاغه علي باقي المتهمين ومساعدة العدالة ، وادلاء اعترافاته ، مما أخذنا به شفقه وروح القانون ، ليكون قدوة لكل من سولت له نفسه بأن يعتاد الإجرام ، فان يرجع لطريق الحق ،ويترك طريق الضلال ، محكمة، وما ان سمعت چني تلك الكلمات ، الا ان ضحكت بفرحة من وسط دموعها ، فكيف بعد ما احست بامانه وساكنه ، ورات حبه يكبر بداخلها ، ايقنت وقتها انها تعشقه بقوة ، لكن عناد النفس ، كان اقوى ، مشيت خطوات ، حتى وقفت أمامه مبتسمة ، مب**ك يامهاب ، ربنا وقف معاك عشان انت توبة بجد ، الف مب**ك ، انا اسعد انسانة في الوجود النهاردة ، مهاب ، امسك يدها من خلف القضبان وهو يتأملها بعشق ، وشوق ، وحشتيني ، وحشتيني ، بكل الوجع وحشتيني ، بكل الفرحة اللي انا شايفها ، وحشتيني ، چني ، بحب ، وانت وحشتني اوي يامهاب ، خلاص ، مافيش حاجة تفرق بينا تانى ، مهاب ، ان شاء الله اخرج من هنا ، واخدك انتي ووحيد وماما عليا ، ونسافر في اجازة طويلة ، اعوض فيها ، ذل السنين اللي شوفته فى بعدك ، وغمز بعينه بشقاوة ، فابتسمت بخجل ، وراء نفس القضبان الحديدة ، عيون تراقبه بحسرة وندم انه أضاع عمره في جمع المال ، لكن دون جدوى ، ها هو اليوم وبعد كل هذا العمر ، سوف يقضي باقي عمره في السجن ماذا **ب ، ماذا فعلت له أمواله ، وأملاكه فإنها الآن لا تغني عنه شيء ، حتي ابنه الذي كان يفعل ذلك من أجله ، رفضه ورفض ماله ، بل الاكثر من ذلك انه هو من ادخله السجن ، واوقفه خلف القضبان الحديدة ، فهو اختار الافضل من اجل ان يعيش عيشة راضية مطمئنة ، ينعم بها ، مع حبيبته ، من يكون اختياره أفضل ، نعم إن المال يحقق مطالب الحياة وله دورا هاما ، لكنه وسيلة وليست غاية ، وإذا فسدت الوسيلة ، فسدت الغاية بتبعية ، وفسدت الحياة بأكملها ، إليكم يا سادة اختيار نصار ، واختيار مهاب ، واختيار عز ، واختيار اياد ، عليا بنظرة شفقة لنصار لكنها قالت له ، انا هكلم المحامي يعملك استئناف لظروفك الصحية وكبر سنك ، ياريت يكون ده درس وعظة ليك ، وتعرف ان القلوس اللي كنت بتجري عليه ، وقت الحاجة مش بتكون ليها لزمة ، وان الحب و الألفة والعشرة الطيبة ، هي الأساس ، حب الناس كنز لا يساويه أي كنز آخر ، فنظر لها نصار ، نظرة تعني الكثير من الغل والحقد ، والاسف ، والقهر ، وقال انا صح وغصب عنكم انا صح ، حتى لو اتحكم عليا ، بفلوسي هخرج ، وهعيش مالك ، وانتو هتفضلوا كده زي ما انتوا تافهين ، واغنية متعرفوش ان الفلوس والسلطة هما كل حاجة ، وبيهم تكون قادر وواصل ، وكلمتك مسموعة ، وبكرا تعرفوا اني صح ، وبكرا ليه النهاردة قبل بكرا هتعرفوا ، انصرف الجميع ، وقد تم ترحيل مهاب للنيابة العامة لاستكمال اجراءات الافراج ، وتم ترحيل نصار واياد ، في عربية الترحيلات ، وأثناء استكمال اجراءات الافراج تلقي رئيس النيابة العامة ، خبر ، بانقلاب سيارة الترحيلات الذي بها نصار واباد ، وقد تم مصرعهم ، إثر تبادل طلقات الرصاص مع مجموعة مسلحين يستهدفون السيارة ، التي انقلبت أثناء المطاردة ، ولقي مصرع أشخاص منهم ، واصابة اخرون ، وتم إبلاغ مهاب بوفاة نصار واياد. مهاب وقد بلع غصة في حلقه فهو مهما كان هو من رباه ، حتى لو كان رباه بطريقة خطاء ، لكن كان هذا من منطلق وجه نظره ، تن*د بحرارة ، وأخذ تصريح الدفن ، وأنهى إجراءات دفنه ، لكنه ولأول مرة ، يدعوا له بالرحمة والمغفرة ، ووقف عند قبره يبكي ، ويتكلم من بين دموعه ، قولي يا نصار اخدت ايه دلوقتي ، فضلت طول عمرى مفهمني انك عمي ، حرمتني من اني حتى اقولك يا بابا ، وحرمتني من حضنك ، طول السنين ده ،ليه ؟ وعشان ، ؟ عشان الفلوس ، عملتلك ايه الفلوس دلوقتى ، قولي وأخذ يصرخ ويض*ب بيده على جدران القبر ، بانهيار ، اخذته چني التي كانت في حالة ذهول مما سمعت ، احتوته بين أحضانها تربت على كتفيه ، تعزية ، تقوية ،تشد من أزره وتصبره ، ---------------- وبعد مرور سبع شهور ، نجد مهاب يقف أمام غرفة العمليات بالهفة عاشق ينتظر قدوم أول ابن له ، يسمع صراخ معشوفته يمزق نياط قلبه ، الم عليها ابتسم من وسط آلامه حينما سمع صراخ ذلك الصغير ، يعلن عن قدومه للحياة ، احتضن وحيد وأخذ يقبله ، ويقبل يد عليا ،بحب ، حتى لمح الطبيب ومعه تلك الممرضة ومعها طفل تبارك الخلاق وأعطوه لمهاب ،أخذه بيه الآخر ، وقال موجها كلامه لوحيد ، اخوك يا وحيد اخوك جه ونور الدنيا ،عايزك تسنده وتساعده ، وتكونوا انتم الاتنين ايد واحده اوعى شيء يفرقكم عن بعض ، معها كان ، مرات بعض دقائق ووجد چني تخرج علي ترولي وأدخلوها غرفتها ، جلس مهاب بجانبها. الف مب**ك يا حبيبتي، وحمد الله علي سلامتك ، يا قلبي. چني ، الله بارك ق فيك ، ويخليك لينا ، ولاولادنا ، مهاب ، ويخليكي لينا وميحرمناش من بعض ابدا يا احب واعز مخلوق في دنيتي ،وبعد مرور خمس سنوات ، چني في تكريم أوائل خريجي كلية الطب ومهاب يصفق بيده بقوة وفرحة وبجانبه اولاده وحيد ونادر ، يصفقون معه ، ويهللون بفرح ، مامي مامي ، واجتمعوا جميعا في حفل أسري ، يشع فرح والسعادة ودفء ، حقيقي ، چني ، تحتضن مهاب بحب ، انا مش عارفه ازاي مكنتش شايفة كل الحب ده ، ازاي مكنتش حاسه ، ازاي كنت بعيد عنه ، انت حبك هو الحب الحقيقي يا مهاب ، مهاب ، بفرحه وسعاده انتي بالنسبه ليه امبارح واليوم وبكرا ، انتي الماضي الاليم ، والحاضر الجميل ، والمستقبل الاجمل ، انتي نبض القلب وعشق الروح ، انتي الحياة ، وبعدك يعني موتي. ، ---------------------------- ا في البعد عنك موتي فساعة وصل تحيني عشقك ممدود في قلبا يابي النبض لحيني سألتك بالله ترحمني فنظرة عشق تكفيني أحلم بقربك اعشقه فبقربك تحيا شريني فطريق عشقك ممنوع ودرب عشقك يدميني كم كنت اود مقابلتك في زمان تزهر بساتيني فأنا اليوم أشلاء وحطام و رحيق عشقك يحيني اياك البعد… سيأتي الموت في بعدك وقربك هو من ينجيني فاحيا حياة أبدية في قلبا ينبض من اجلك فاخشي غرام فبقربك ولاجلك تعت** شراييني في عشقك تزدهر بساتيني وتتراقص على الأقدام فساتني اشعر باني أغنيه يعزفها القلب ليحيني فسامحني فأنا اليوم نويت الرحيل سألتك ذكرة في رحيلي فإن ذكراك يكفيني ------------------------ .وهديتي ليكم نوفيلا احاسيس كاذبة بقلم حنان عبد العزيز يارب تعجبكم
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD