من ظلام النفق إلى جحيم السطح

314 Words

خرج دانيال يزحف من الفتحة الضيقة التي دفعه يوسف نحوها. اندفع إلى الخارج، فتلقى ص*ره هواءً محمّلًا بالغبار والدخان. للحظة، كاد ينهار على الأرض من شدة الضوء بعد أسابيع من العيش في العتمة. رفع رأسه… فتجمّد في مكانه. السماء ملبدة بسحب سوداء من أثر الغارات، والأرض مغطاة بالركام. بيوت متشققة، جدران نصفها قائم والنصف الآخر مكدس فوق أجساد متناثرة. كانت هناك رائحة حارقة لا تفارق المكان: مزيج من البارود والدم واللحم المحترق. بدأ يمشي مترنحًا بين الأنقاض، كل خطوة تُدمي قدميه الحافيتين. في طريقه، لمح جثة طفل صغير نصفها تحت حجر ضخم، يداه ممدودتان نحو السماء كأنهما تطلبان النجدة. ارتجف دانيال، ودموعه انحدرت بلا إرادة. "هذا ما تركناه خلفنا… هذا ما صنعناه بأيدينا." في الأفق، لمح مجموعة من الناس يبحثون بين الركام. اقترب بخطوات مترددة، فشاهدوه من بعيد، ملابسه ممزقة ووجهه مغطى بالتراب. تملكهم ال

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD