بين الموت والرحمة

242 Words
لم يمر وقت طويل بعد جداله مع يوسف حتى بدأ أوري يتصبب عرقًا. وجهه شاحب، جرح كتفه ينزف من جديد، أنفاسه متقطعة كمن يغرق ببطء. همست ناعوم، وجهها ممتقع: – "He’s burning… fever. We need medicine.""إنه يحترق... حمى. نحتاج إلى دواء." رد خالد ببرود، كأنما يريد أن يتخفف من ثقل اللحظة: – "دعه يموت… هو كان يتمنى موتنا جميعًا." نظر يوسف إليه بحدة، ثم جلس قرب أوري، يرفع القماش عن جرحه ليتفقده. كان المنظر ب*عًا: صديد يتسرب، رائحة العفن تزكم الأنوف. قال دانيال، صوته يرتجف: – "If he doesn’t get help… he won’t last the night.""إذا لم يحصل على المساعدة... فلن ي**د طوال الليل." تن*د يوسف، ثم أخرج حقيبة صغيرة من جانبه، فيها بقايا من شاش وأعشاب مجففة وزجاجة ماء ضئيلة. بدأ ينظف الجرح ببطء، بينما أوري يئن ويصرخ: – "Don’t touch me! You’re my enemy!""لا تلمسني! أنت عدوي!" اقترب يوسف منه أكثر، نظر في عينيه مباشرة، وقال بصرامة: – "عدوي… لكنني لن أتركك تموت إن كان في يدي أن أنقذك. هذا هو الفرق بيننا يا أوري." ساد ال**ت. ناعوم غطت فمها بيدها، عيناها ممتلئتان بالدموع. خالد أشاح بوجهه بعيدًا، وكأن المشهد يفضح عاره أكثر. أما دانيال… فقد شعر بزلزال داخلي يهز كيانه. في قلبه، صرخ: "كيف يمكن لرجل فقد كل شيء بسببنا… أن يختار إنقاذ أحدنا؟" جلس يوسف لساعات بجانب أوري، يبدل الضماد كل حين، يسقيه قطرات الماء القليلة، حتى غلبه الإرهاق ونام وهو جالس. بينما ظل دانيال مستيقظًا، يراقب يوسف بعيون امتلأت بالأسئلة: "من فينا البشري حقًا… ومن فينا الوحش؟"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD