أسئلة تحت الركام

335 Words
بعد ليلة الرعب، عمّ ال**ت النفق. كانوا جميعًا منهكين، لكن النوم لم يطرق عيني دانيال. ظل يتقلب، يستعيد أصوات الانفجارات، ويعود في كل مرة إلى وجه يوسف وهو يقول: "لم يمت من كُتب له أن يشهد بعد." اقترب منه أخيرًا، صوته مبحوح: – "يوسف… why? Why do you stay strong like this? Aren’t you afraid of death?"... لماذا؟ لماذا تبقى قويًا هكذا؟ ألا تخاف الموت؟ نظر يوسف إليه طويلاً، ثم أجاب بهدوء: – "الخوف لا يغيّر شيئًا. إن متّ… فلأجل قضية عادلة. أما أنتم… فتموتون وأنتم تحتلون أرضًا ليست لكم." تجمد دانيال. – "But… this land is our promised land. The Torah says so. We are just… defending what is ours.""لكن... هذه الأرض هي أرضنا الموعودة. التوراة تقول ذلك. نحن فقط... ندافع عما هو لنا." ابتسم يوسف ابتسامة حزينة، وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يرد: – "أتدري يا دانيال؟ قبل مئة عام، حين طُرد اليهود من أوروبا، كان الفلسطينيون هم أول من فتح لهم بيوتهم. أطعموهم، وأعطوهم مكانًا آمنًا. جدّي كان يقول: اليهود بشر مثلنا، لهم حق في الحياة." سكت قليلًا ثم أكمل: – "لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ جلبوكم بالسفن… وبدأتم تستولون على الأرض، بيتًا بيتًا، مزرعة مزرعة. لم تعودوا ضيوفًا، صرتم سادة بالسلاح، وطردتم أصحاب البيت." ارتجف دانيال من وقع الكلمات، لكنه حاول التمسك بحجته: – "We had no place else to go. The world betrayed us. After the h*******t… we needed safety." لم يكن لدينا مكان آخر نذهب إليه. لقد خاننا العالم. بعد المحرقة... كنا بحاجة إلى الأمان. اقترب يوسف خطوة، صوته يعلو لأول مرة: – "ومن قال إن أمانكم يكون على حسابنا؟ هل يجب أن ندفع نحن ثمن خطايا أوروبا؟ لماذا يُعاقب طفل فلسطيني اليوم لأنه وُلد في غزة؟" لم يجد دانيال ردًا. ظل يحدق في يوسف، قلبه يضطرب بين ما تربى عليه وما يسمعه الآن. أطرق رأسه، همس بصوت خافت يكاد لا يسمعه أحد: – "Maybe… maybe I never thought of it this way.""ربما... ربما لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة أبدًا." ابتسم يوسف ابتسامة خفيفة، كمن يرى شرخًا صغيرًا يتسرب منه الضوء. – "التفكير بداية الحرية يا دانيال."
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD