*رواية كهرمان* الحلقة الثانية *. *الجزء الثاني * عائلتي *

4824 Words
و بيوم من ايام الخطوبة الجميلة علمت جيرين بذهاب كهرمان لعمل خيري طلبت منه ان تذهب معه كما تمنت داملا ايضا ان تذهب معهم ليوافق كهرمان ويأخذهم معه ليتفاجأوا بتوقف سيارته امام بمتجر كبير لبيع السلع الغذائية ليشرح لهم نوع العمل الخيري وما المطلوب منهم، و بالفعل تحركوا بحماس ليجمعون اكياس البقوليات والدقيق والارز والصلصة المعبئة اللحوم التي تكفي مئة عائلة كلا على حسب عدد ومحتوى القائمة الورقية التي بيده كل هذا بقيادة كهرمان الذي كان يتابع الاعداد و حصر الاولويات واختيار الافضل انتوا من جمع ما ارادوا وقفوا جانب اربع عربات تسوق مملؤة وهم يبحثوا كيفية مراجعتهم، ليتحرك كهرمان ويأتي بعربة اخرى فارغة واضعا بها الاكياس الكبيرة فاتحا واحد واحد وهو يأخذ بيده ليضع داخلها " واحد فول، واحد عدس، واحد ارز، اثنان مكرونه، اثنان صلصة، واحد فرخة، واحد لحم مفروم، واحد سكر، واحد زيت" اغلق الكيس و وضعه جانبا لتتحرك حيرين واختها الدكتوره داملا ليفعلوا ما فعله هو اخذوا الاكياس وبدأوا يقسمون المنتجات داخلهم كما فعل كهرمان أمامهم حتى انتهوا من تجميعهم واغلاق الاكياس عليهم ومن ثم وضعهم بالسيارة ، تحدث وهو ينظر لفاتورة المشتريات قائلا " الحمدلله تم الامر بشكل سريع بفضل الله ثم بفضلكم " نظرت جيرين لخيبطها " جزاك الله كل خير انت لا تعلم قدر السعادة التي ستدخلها على هذه العائلات " ابتسم لها كهرمان قائلا " بل انتِ التي لم تشعر بالسعادة الحقيقه في روية سعادة ودعاء هذه العائلات لنا، حقا بكل سنه اشعر وكأنني ولدت من جديد " وبصوت اعجاب شديد تحدثت الدكتوره داملا " شكرا لانك شاركتنا بهذا الثواب الكبير كنا بالسابق نخرج الاموال لبعض العائلات حولنا ولكني سررت بهذه الطريقة " تحركا ليصعدا السيارة ويتموا عملهم بتوزيع الاطعمه ، كانت الايام تسير بسعادة كبيره حتى اقترب موعد الزفاف و في صباح احد الايام القليلة المتبقية لحفل الزفاف، وصل أثاث غرفة جيرين للمنزل لينبهروا بذوق واختيار كهرمان الراقي والرفيع وكأنه ولد بالقصور المشيدة ازدادت غيرة ايلين لتضغط على نور أكثر كي تفكر سريعا فلم يتبقى على الفرح سوى عدة أيام فقط . وبالفعل وجدت خطة شيطانية لترويها لهم كلاً على حدى ضحك مراد وقال لها:" على المرء أن يخاف منكِ كيف أتت لكِ هذه الفكرة ، ستجعلين الرجل يشمئز بالنظر إليها ليس فقط يتركها" وقالت ايلين عندما سمعت منها :" لا يمكنني فعل هذا كيف سنضعها بهذا الموقف كيف نقبل عليها اثم كهذا " اخبرت نور مراد برفض أخته للفكرة، ليقول لها مراد انه فكر مره اخرى ووجد أنها فضيحة للعائلة كلها وليس جيرين فقط وهو أيضا استصعب فكرة تعدي أحد على ابنة عمه وخاصة ان كانت جيرين الطفلة التي لا تقبل لاحد أن يقترب منها وانهى كلامه انها بهذه الحركة لن تنهي علاقتهم فقط بل ستنهي جيرين بغير رجعة وبرغم رفضه إلا انه اقترح امر أقل صعوبة وأثر وهو أن يعلم كهرمان أن من يقول عليها اميرته تشاهد فيديوهات كفيديوهاتهم وقد كان اختارت نور وايلين الوقت المناسب وقبل دخول كهرمان للمنزل وقفا ليتحدثا بصوت مسموع وهم يقولان بنبرة استنكار ودهشه " هل شاهدت جيرين هذا الفيديو، ان علم كهرمان أنها تتابع هذا الرجل وهذه الفيديوهات سيموت من قهره" ردت نور وقالت:" ومن سيقول له اياكِ ان تفعلي هذا " ردت مرة اخرى ايلين لتقول :" حزنت عليه كثيراً كيف لها ان تفعل هذا وهي تعلم أنه لا يحب ولا يفعل هذه الأشياء " لتقول نور:" يا ترى هل تتابع هذا فقط ام لديها متابعين آخرين على نفس الشاكلة " كان كهرمان يقترب منهم بعيون متسعة وغضب يسألهم عن أي فيديوهات وأي متابعين يتحدثون ليمثلوا عليه تفاجأهم وصدمتهم بوجوده.. اخذ هاتف جيرين من يد ايلين وهو ينظر به لكي تتسع اعينه اكثر و اكثر تحرك ليصعد للأعلى وهو غاضب لتتوتر ايلين و هي تقول" عيونه لا تبشر بخير هل نذهب خلفه نحن ايضا؟" نظرت نور لها بخوف قائلة" لقد خفت على الفتاة منه هل ممكن ان يؤذيها؟" المشهد الخامس دخل كهرمان عليها الغرفة بدون طرق الباب لتضحك بوجهه وهي تقول "كنت سأتي إليك" وبغضب وعيون يشع منها شرار و جه هاتفها نحوها و هو يقترب منها قائلا" اريد تفسيرا لهذا؟" نظرت لعيونه وقد بدئت ابتسامتها بالزوال ثم نظرت للهاتف لتتسع اعينها هي تقول" كيف وصل هاتفي ليدك، و ايضا ما دخلي انا بهذا؟" رد كهرمان بغضب وصوت اجش مخيف ليقول" يعني انتِ تعلمين ما بداخله؟" ابتلعت جيرين ريقها واومأت براسها نافية و هي تقول" لا ، اعني لم افتحه ولكني اعلم السوء الذي بداخله، لذلك لم افتحه" نظر كهرمان لهاتفها و قال" لم تفتحيه؟ اذا كنتِ حقاً لم تفتحيه فلماذا وضعتي الاعجاب عليه ؟ هل اردتي دعمه فقط؟" استمر بحديثه واللهيب يخرج مع انفاسه المتعالية من شدة غضبه قائلا " وأيضا ان كنت تعلمين سوؤه فلماذا تتابعينه ؟ ام انك متعودة على متابعة مثل هذه الحسابات" كان غضبه قد تملكه بدون ان يهتم لسماع ما ستقول دفاعا عن نفسها اخذت جيرين هاتفها من يده سريعا و هي تقول " كيف وضعت اعجاب" ولكنها تفاجأت بأنها فعلا قد اشارت بالأعجاب على هذا الفيديو لترفعه على الفور وهي تقسم له انها لم تفتحه و انه من الممكن ان يكون الاعجاب قد حدث دون قصد منها، اي ان يدها قد أتت بالخطأ عليه و لكنها لم تشاهده . كان ينظر لها بحسرة و خسارة ليقول بصوت حزين" و اسفاه عليك و اسفاه لا اعرف هل احزن ام افرح لأجل معرفتي قبل سقوطي بهذا البئر المظلم" خرج كهرمان من غرفتها وهو يقول يتلفظ بأخر كلماته " انتهى انتهى كل شيء" لتنهمر دموع جيرين التي مازالت تقسم له انها لم تشاهد الفيديوهات ابدا و لم تشارك بالأعجاب و لكنه كان قد خرج و تركها بل ليترك المنزل كله بقوة وحزن و غضب.. خرج ليترك روحه و براعم حبه التي بدأت تزهر، كانت قد اعادة ايمانه بالحب والفرح، لقد ترك سعادته التي فتحت ابوابها بوجهه، خرج وهو يندم على اللحظة التي دخل بها اعتاب هذا المنزل، خرج وهو يتمنى ان لا يعود ابدا مرة اخرى اسرعت ايلين ورفعتها من الارض لتجلسها على الفراش وهي مازالت تقسم لهم أنها لم ترى تلك الفيديوهات كانت تشهد نور لتقول :" ألم تطلبي مني ان اشاهدها معكِ وانا كنت ارفض دائماً " نظر كآن نحو نور بأعين غاضبه أخافتها لترتبك نور من نظرات كآن وايلين لها فلم تكن ايلين تعلم بمتابعة نور لهذه الفيديوهات اما كآن فعاتبها بغضب على استمرارها متابعة هذه الفيديوهات رغم اعطاءه وعد بأخر شجار بينهم ان لا تكررها ابدا لم يصدق كهرمان ما سمعه وما رآه بالفيديو بمجرد نظرة واحدة نعم ليس سهل على شخص ككهرمان ان يشك بان خطيبته وزوجته الشرعية تشاهد فيديوهات لأشخاص يمارسون الزنا المتفشي على العلن مرت الساعات بصعوبة شديدة على الطرفين وكأن فجأة اطفئت فرحتهم وتبخر حلمهم وتحول لحزن ونكد وظلام . لينتهي اليوم واليوم الذي يليه دون ذهاب كهرمان لمنزل أبيه أو الشركة الذي كان يتابعها مع السيد عا** من بعيد فهو لا يستطيع ترك مسؤولياته لغيره مهما كانت الظروف حزن كآن من هاذا وخاصة رؤيته لحزن وتقوقع جيرين من جديد ليقرر الذهاب لأخيه بمكان عمله بالحي ليتحدث معه. تفاجأ كهرمان بوجود اخية ليقترب منه مرحباً به وهو يسأله عن والده أول شيء ليخبره كآن بأنه بهير و كما يعلم انه يعتقد انشغاله بتجهيزات الفرح وهذه الأمور. حزن كهرمان واصطحب اخيه للداخل ليجلسا سوياً بمكتبه الخاص. كان الخزن قد خيم على ملامح وجه كهرمان ليبدأ كآن حديثه له وهو يقول :" هي لا تستحق هذا منك أختي لا تفعلها أنا متأكد من هذا كما اراك الان، من الممكن لزوجتي فعلها ومن الممكن أنها مازالت تفعلها دون علمي، ولكن جيرين لا تفعلها هي أنقى وأفضل منا جميعاً، هي كالملاك وان فعلتها ستعترف و ستخبرني بهذا " نظر كهرمان لكآن باستغراب وسخرية غاضبه قائلا:" تخبرك؟ هل تسمع ما تقوله ؟هل ستأتي وتقول لك أنا أشاهد هذه الفيديوهات ؟" رد كآن وقال" : لا ولكن على الأقل عند سؤالي لها ما كانت ستكذب علي، وتخبرني انها تتابع الموقع لأجل الازياء التي تنشر به **بق اول " وأكمل كآن تحدثه لأخيه بصوته الحزين قائلا :" وهذا ما جئت لأجله، أنا لم آتي كي أصالحكم ولم اتي كي اشرح لك ما أنا مقتنع به ولكنني جئتك لتجد حلا لانفصالكم بكل هدوء، أنا لن اسمح بهذا الزواج تحت أي مسمى وأي غرض أو ضغط ما دمت لا تثق بها لهذا الحد فلتنفصلوا من الان أفضل لكليكما، سنفكر بشيء نخبر به أبانا فلقد تحسن وضعه الان، وان جلسنا انا وأنت معه واعطيناه وعد أن نحافظ عليها دون زواجها حتى أننا سنعطيه وعداً ان نختار لها الأفضل الذي يناسب حياتها وبراءتها وبساطتها، أعلم أنها قوية وأعلم أنها تستطيع الحفاظ على نفسها ولكنها لا زالت بعيني طفلة كبيرة ، سأخبر أبي أنني لن أتركها حتى اسلمها لمن يفهمها ويقدرها والأهم يثق بها وانت ستساعدني بهذا عليك أن تحدثه وتطمئنه أنها ستكون بمأمن وأنك لن تتركها حتى تسلمها لزوجها " صدم كهرمان من حديث أخيه ليقول له:" هل أنا المذنب الآن هل أنا لا أثق بها ولا أقدرها؟، هل جئت لتقول لي مرة أخرى أنها كبيرة علي وأنني لا أستحقها " نفى كآن هذا الحديث وشرح له ما كان يقصده بحكمة وعقلانية لم أعهدها عليه من قبل ، فكان يشرح له مدى اختلافهم والفكرة التي تكونت داخله عنها بشكل سلبي وفي نفس الوقت تحدث كم هي شخص نقي وصافي ولا يعلم طريق الكذب وأنها مستحيل أن تقوم بعمل ولا تعترف به ان كانت فعلته ستقول هذا تحدث كآن كثيرا حتى أنه اتفق مع كهرمان ان يأتي غداً اليهم كي ينهوا الأمر وخاصة أن بعد غدٍ يوم الحناء عليهم أن ينهوا كل هذا بشكل هادئ قبل هذا اليوم . ازداد حزن كهرمان وهو يستمع لأخيه ،اتفقا الإخوة على اللقاء غداً كي ينهوا الأمر ليعود كآن ويتحدث مع جيرين ليخبرها ما وصلا له، كانت تمثل عليه القوة وانهم اختاروا الأفضل ولكن هذه القوة لم تدم بعد خروج كآن من الغرفة وجلوسها وحيده تبكي قهراً وظلماً حاولت داملا معرفة تغيرها وعدم ظهور كهرمان بالوسط ولكن لم يخبرها احد بشيء لم ينم كهرمان ليلته بقيت صورتها و ضحكتها و قبلتها التي مازالت اثرها بقلبه تراوضه طوال الليل وهو لم يصدق كيف فعلت به هذا السوء، تذكر خجلها منه و خوفها من الزواج ليزداد حيرته و ضيقه كان قلبه يريد تصديق حديثها الذي لازال يدوي بأذنه " اقسم لك انا لم اشاهده " حتى تذكر كلام اخيه وثقته العالية بها حتى انه تذكر ما عليه فعله غدا امام ابيه ليزداد حزنه اكثر واكثر كان اطول ليل يمر عليه بل كان اسوء واحزن ليل مر عليهما فكلاهما ينتظر الصبح حتى ينهي حلمه وفرحته... تحرك كهرمان بالصباح ليخرج من منزله قبل استيقاظ جدته حاول ان يشغل نفسه بعمله ولكن لم يستطع اقترب مارت منه محاولا فهم وضعه وما به ولكنه لأول مرة يستصعب قول شيء له وكيف سيخبره بهذا الأمر... تحرك كهرمان بغضب على نفسه وعلى حياته ليصعد بسيارته وهو يقول " علينا ان ننهي الامر كي نرتاح، سنغلق هذا الدفتر كي نستطيع الاستمرار بحياتنا" اسرع بقيادته المخيفة حتى اقترب من منزل ابيه ولكن توقف فجأة ليصدم يده عدة صدمات قوية على الموقد وهو يصرخ بغضب. لم اتوقع تراجعه وذهابه للساحل حامل غضبه وحزنه داخله انتظره كآن واتصل بيه كثيرا ليتفاجأ بعد عدة ساعات برسالة على هاتفه" لم استطع احزان ابي سأتمم الزفاف لأجله ، سنعود لخطتنا الاولى سنتزوج ونفترق بعد شفاء ابي التام" غضب كآن ورفض حدوث هذا ليذهب لجيرين كي يطلب منها ان تأتي معه لأبيه وترفض زواجها و وعدها بانه لن يتركها وسيكون بجانبها دائماً ولكنها هي ايضا صدمته بقبولها الزواج منه بهذا الشكل وانها ايضا ستفعلها لأجل عمها فقط وسيفترقان بعد شفاءه التام خرج كآن بعد ان حذرها وابدى رفضه لهذا الزواج، لتبكي بعد خروجه وهي تنظر لهاتفها لتقرئ رسالته من جديد " سنتزوج لأجل ابي، سنكون اخوه حتى يتم الانفصال، لن اقترب منكِ ولن أشارككِ الغرفة، سننتظر شفاء ابي بفارغ الصبر حتى نتحرر بعدها من بعضنا البعض" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام . كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ،... ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأت الحلقة ببكاء جيرين المؤلم للقلوب وهي وحيدة بغرفتها، فبرغم قوتها امام الجميع وهي تعلن زواجها من أجل عمها إلا انها لم تستطع التخلص من ألم الحسرة والحزن والان**ار الذي بداخلها. دخلت نور عليها الغرفة وهي غاضبة تراجعها عن رأيها وكيف ستقبل الزواج برجل كهذا، واصبحت تتصنع دور الناصحة الراشدة الحريصة على مصلحتها ولكن لم يطول هذا الدور كثيرا و خاصة عند خروج جيرين عن **تها حين صرخت بها وهي تقول " انتِ من شاهدتيه انتِ من وضع الاعجاب، نعم انتِ من كان معك الهاتف" اسرعت نور لأغلاق الباب وهي تقول لها " ماذا تقولين انتِ، وكررتي هذا الحديث أمام كآن دون حياء، كيف تلقين بالتهم علي ، هل هذا ذنبي لأنني استأمنتكِ من قبل ، وايضا انا تركت هذه الأمور منذ زمان " و وضعت يدها على بطنها قائلة " سأصبح أم لا يمكنكِ اتهامي بهذا الشيء فلقد أغلقت هذه الصفحة وانتهت " ازداد بكاء جيرين وهي لا تصدق ما سقطت به فكيف بلحظة تغير وانقلب كل شيء . نام أتاش وهو يحدث ابنه فهذا ما يحدث له بعد تناوله لجرعات العلاج، تحرك كآن ليخرج من الغرفة ولكنها اقتربت منه لتتحدث بصوت منخفض تحاول معرفة سبب اختفاء كهرمان من الوسط وحزن جيرين ، ولكنهُ لازال صامتاً ينكر ما تشعر به ويطمئنها أنهم بخير ولا يوجد أساس لما يقلقها. خرج من الغرفة ليهرب من تحقيقها معه و لكنها لم ت**ت فما تراه وما تشعر به وخاصه عند حديثها مع كهرمان يثبت انه يوجد امر وليس بأمر عادي بل حدث جلل جعلهم بهذا الوضع . لم تستطع داملا الوقوف صامتة تحركت وخاصة وهي ترى حزن جيرين يطفوا على ملامح وجهها رغماً عنها ذهبت لغرفتها لتجدها تبكي وهي تحتضن صورته، تحركت سريعاً حين رأتها أمامها وخبأت صورته اسفل الوسادة وهي تمسح دموعها، اقتربت داملا وجلست بجانبها وهي تسحبها من خلف رأسها لتضعها بحضنها مغلغلة اناملها داخل شعرها ، لتزداد جيرين بكائاً وانهياراً بحضنها وهي تقول " انا لم افعل شيء، انا لم ارى شيء" جاءت ايلين كي تتحدث هي ايضا مع جيرين و تهون عليها ألمها ولكن قبل ان تلجَ الغرفة سمعت بكاءها و حزنها وقهرها الذي طغى على صوتها المرتفع وهي تقسم لداملا عدم رؤيتها لهذه الفيديوهات . تحركت دون ملاحظتهم لها عائدة لغرفتها وهي بحال اسوأ، فلقد تأثرت ايلين كثيراً بعد رؤيتها لحزن جيرين و شعورها بالإثم الذي فعلته بحقها. رفعت هاتفها واتصلت على كهرمان ولكنه لم يجيبها بأول اتصال لتصر هي بتكرار الاتصال حتى رد عليها قائلا " أنا مشغول الآن سأتصل بكِ بوقتً لاحق " اوقفته قبل ان يغلق و اخبرته انها لن تأخذ من وقته كثيرا و تحدثت بسرعة لتقول " سأدخل بالموضوع مباشرةً، انا لست متأكدة من رؤية جيرين للفيديوهات، يعني جيرين التي نعرفها لا يمكنها فعل هذا الامر وان فعلتها لن تنكر ، بالأصل لقد استغربت لرؤية الفيديو و الاعجاب على هاتفها مثلك ولكن اتضح بعدها ان نور هي من افتعلت هذا كي تلقي من عليها هذا الاثم وتدافع عن نفسها امامي ولكن مع الاسف لقد جئت انت بالوقت الخطأ، هذا كل شيء اعتذر منك ولكني لم اتحمل وقوعها تحت الظلم اكثر من هذا، والان اتركك لعملك " كانت تتحدث بصوت مرتبك متقطع يخرجُ بع** ما يريدهُ قلبها .. اغلقت الهاتف وهي مختنقة ببكائها و دموعها التي انذرفت من عيونها تعبيراً عن حزنها الشديد فلقد فعلت ما لا تريد فلقد اضاعت حلمها بيدها ، فبالوقت الذي يتوجب عليها **ب كهرمان لنفسها ذهبت و اوضحت له الامور لترضي ضميرها و عدم احتمالها لظلم ابنة عمها.. اما بغرفة جيرين فكانت داملا تعطي الحق لكهرمان ولكل رجل ككهرمان يسمع او يرى هذا بهاتف اميرته ، كانت تحتضنها وهي تقول لها "انا اثق بكِ ولكنه لم يستطع احتمال امر كهذا " واكملت حديثها وهي معاتبه عليها قائلة " كيف تتركين هاتفكِ بيد غيرك ، و كيف تركتيه يخرج من المنزل دون ان تلحقي به و تشرحي له الامر، كيف صبرتي هذين اليومين دون ان تذهبي إليه و تتحدثي معه، اهان عليكِ ما بينكم ". تحدثت جيرين بصوتها الباكي انه هو من يفترض عليه المجيء و الاعتذار لأنه اخطأ بحقها حين صرخ وخرج غاضباً دون الاستماع لها لتعود داملا وتشرح لها من جديد طبيعة ما نشأوا وتربوا عليه و ان هذه الامور لديهم تعتبر من الكبائر، كما انها هي المخطئة بكل هذا فكيف تترك نفسها بمكان مشبوه ملوث بهذا الشكل حتى وان كان المبرر متابعة الازياء. طلبت داملا منها ان تذهب إليه لتفسر له ولا تتركه حتى يتصالحا، وروت لها احاديث الخالات لبعضهم البعض و حرص كلاً منهم على ازواجهم وبدأت بالضحك وهي تروي مغامرات الخالات وهم يخوضون معاركهم للمحافظة على بيوتهم و مصالح ازواجهم لم يخلو الحديث من نصائح داملا التي كانت تخرج من اعماق قلبها وهي تقول لها " بعد يومين من الان ستصبحين زوجته عليكِ ان تحافظي وتحاربي من اجله، لا تتركي أحدا يفسد ما بينكم، ولا تسمحي له ان ينام وهو حزين منكِ او من غيرك، ستصبرين و تحاربين لتكتسبي قلبه دائما، ستكونين انتِ ملجأه ودفئه و ملاذه، اياكِ ان تجلسي بالزوايا تبكين عليكِ ان تتحلي بالقوة والصبر وكما قلت لكِ ستحافظين عليه من الجميع ولن تسمحي لاحد ان يدخل بينكم مهما كبر الامر ما يحدث بينكم سيظل بينكما للأبد " مسحت جيرين دموعها وهي تقول لها" من اين جئتي بكل هذا الكلام من يرى حجمكِ لا يصدق ما خرج منكِ " ضحكت داملا وقالت " انظري لطريقة حديثكِ، اصبحتي تتحدثين مثله، وكأنه هو من تحدث وليس انتِ " دمعت اعين جيرين وهي تقول " نعم هو من كان يقول لي من يرى حجمكِ لا يصدق ما يخرج منكِ ، كيف له ان يصدق انني ارى هذه الفيديوهات" سحبتها داملا بحزن داخلها مرة اخرى وهي تقول" ألم اقل لكِ ان الامر كبير عليه، فلقد صدم بوجودكِ بهذه الصفحات، انا اثق جيدا انه الان لا يقل عنكِ حزناً " واكملت داملا لتقول" ولكني سأجيبكِ على سؤالكِ لي، هذا ما تعلمناه من الخالات وهم ينصحون كارمن و عائشة و بانو قبل زواجهم حتى سمعت جدتي فهرية وهي تقول لكارمن من بعد الان ليس لد*كِ مأوي بمنزلنا ، ستحافظين على مأواكِ الجديد بكل ما تملكين من قوة، فليس لد*كِ غيره لتدللين " مع الاسف هذا ما ينقص فئة كبيرة من شبابنا واهليهم، فتتزوج البنت وهي منعمه بدلال اهلها وحين تصبح زوجه وام و حامله للمسؤولية تتذمر كثيرا تريد ان تعيش حياة والديها و حياة من ترى صورهم على مواقع الإنترنت، ومن هنا تخرج المشاكل والطلاق بمساندة والديها اللذين ينقصهم العقل والحكمة، فان علمت الفتاه ان بيت زوجها هو مرقدها الاخير ستحارب و تجاهد لتجعله جنه وملاذ لها ولزوجها ولأبنائها فالحياة السعيدة تريد الصبر والجهاد لأجل النيل بها في حي البلاط الشعبي وبغرفته الخاصة كان جالساً على فراشة يراودهُ حديث أخيه و ايلين ليزيدوا من ضيقه و حزنه، شرد بخياله ليتذكر جمال قربها منه طوال دوامهم بالشركة ابتسم وجههُ وهو يرى خيالها يهتز فرحاً أمام اعينه ولكنه عاد ليحزن حين تذكر وداعها له وقبلاتها السريعة على وجنتهُ وايضا تقربها منه عند خوفها من أحدهم بالخارج اخذ نفس عميقاً بعمق حزنه ليتذكر ضحكها وهي تروي له ما تفعله جوكشة مع العاملين بالشركة حتى أصبحوا منضبطين يخافون أن يخطئوا أمامها كان قلبهُ يؤكد له عدم رؤيتها لتلك الفواحش والجرم ولكن عقله لم يستوعب كيف تسمح لنفسها البقاء بهذا المكان وان كان خلف شاشة الهاتف. اختنق من التفكير ليقرر ان يخرج كي يستنشق الهواء فلقد اطبقت عليه جدران غرفته لتسيء من حالته خرج من غرفته ليستوقفه صوت فهرية الذي أتاه من غرفتها وهي تؤكد عليه حجز مكبرات الصوت و المقاعد لأجل حنة العريس (توديع العزوبية) غدا بساحة الحي ليتهرب منها وهو يؤكد عليها أنه لا يريد حفل حناء ولا شيء فقط سيتم عقد الزواج من قبل كاتب العدل وسط الاهل. حتى صدمها حين رفض مجيء الخالات وطلب منها الاعتذار منهم لأجل صحة والده غضبت فهرية وعارضت كثيرا ما يقوله ، وقفت امامه و هي رافضة لما خرج منه ، ولكنه لم ي**ت هذه المرة فلقد علا صوته بالغضب وهو يقول لها " لقد حققت لكِ ما رغبتي به ، أليس هذا ما خططتي من أجله ، تمام ها انا احقق احلامكم ولكن لا تجبروني على شيء أكثر من هذا" و تحرك ليخرج من غرفتها ، لينزل الدرج وهو بنفس حالة الغضب والحزن ليهتز وتتسع اعينه عند فتحه باب المنزل و رؤيته لها أمامه **ت للحظات كي يستوعب وجودها أمامه و انها ليست خيال، نظر بحزن لحالة عيونها الحمراء المنتفخة ، ثم نظر للأعلى كي يتأكد من الظلام فللحظة ايضا شعر انه تخالط عليه الوقت فهي لا تخرج بهذا الظلام تحدثت امام **تهُ ليخرج منها ع** ما جاءت لأجله قائلة " انا لا احب ارسال الرسائل وخاصة بهذه الامور الجادة ولهذا جئت إليك لأضع النقاط بمكانها على الاحرف " قاطعها وهو ينظر خلفها ليسألها مع من جاءت وهل كآن ينتظرها لينصدم برؤيتهُ ليوسف وهو يقف بجانب السيارة يرفع يده مشيراً له. لترد هي مرة اخرى قائلة " لقد تحررت من خوفي لا حاجة لي لاحد كي يحميني ، وايضا انا لست مذنبه ان اردت تصديق هذا كان بها وان لم ترد فكما تشاء، ولكن تصديقك من عدمه لا يغير حقيقة ما سأقوله فلقد جئت " قاطعها وهو يمسك ذراعها بحزن قائلا "هيا ادخلي سنتحدث بالداخل " ولكنها سحبت ذراعها منه بغضب وحدة لتقول" لا تلمسني " تفاجأ بردة فعلها عند لمسه لها نظر لعيونها الحزينة ليتألم اكثر، تحرك ليتخطاها كي يشير ليوسف ان يعود هو للمنزل بمفرده . ولكنها رفضت تماماً ان تذهب معه و نادت على يوسف لتقول " لا تذهب، ستنتظرني" ثم نظرت له بعيون تَجَمعَ بها الحزن والاسى قائلة " لا اريد حفل حناء ستخبر الجميع بهذا وايضا لا اريد حفل زفاف سيكون مقتصرا على عائلتي وعائلتك ، لا حق لك بدخول غرفتي ستنام بصالون الجناح الخاص بنا، والاهم من هذا " لم تكمل حديثها حتى سحبها بالقوة للداخل وهو يشير ليوسف بأن يذهب واغلق الباب خلفه.. ولكنها بقيت بجانب الباب غاضبة تردد" افتح الباب لن اعود معك.. من فضلك لا تضغط علي افتح الباب " ولكنه ظل صامتاً ينظر لعيونها ولحالتها وما وصلوا اليه من حال وهو حزين. امسكت يده بقوة كي تبعدهُ من امامها لتخرج، تحدث بصوت هادئ وهو يقول " سنتحدث اولاً، ما دمتي اتيتي فلنتحدث " ولكنها رفضت واخبرته انها ليست مذنبه كي تبرر له ليغضب هو قائلا " مجرد وجودكِ بهذه الصفحات بالنسبة لي ذنب " لترد عليه بقوة " لا يهمني ما تراه انت، انا اثق بنفسي جيدا" تغيرت نظرتها له وكأنها تذكرت امر ما لتبدأ حديثها من جديد وهي تقول" هل تعلم ان من الجيد حدوث هذا قبل زواجنا نعم فأنا محظوظة فلقد رأيت قدري و مدى ثقتك بي حتى لا اصطدم فيما بعد " غضب كهرمان ليتحدث بصوته الأجش " هل انا المذنب الان، هل كنتِ تنتظرين مني قبول رؤيتك بتلك الصفحات بص*ر رحب، هل انا بنظركِ رجلٌ من هذا النوع، هل سأقبل ان تتابعي هذه المواقع بص*ر رحب " قاطعته قبل ان يكمل اخر كلماته وهي تقول" انا لم اتابع هذه الفيديوهات، انا فقط بقيت بمتابعتي لأجل عروض الأزياء " اغمض عينه وهو يقول" هيا ادخلي لنجلس ونتحدث " ولكنها من جديد رفضت التحدث معه وهي مُصرة على قراراتها. امسكها مرة اخرى كي يجلسها بالصالون ولكنها لم تتحمل لمسه لها صرخت بوجهه بقوة وهي تقول " لا تلمسني " المشهد الثالث خرجت فهرية من غرفتها على صوت جيرين لتتفاجأ بوجودها كانت تنزل الدرج وهي ترحب بها ولكنها صدمت حين اقتربت ورأت حالة وجهها. احتضنتها وهي تسألها عن حالة الحزينة ، لتنكر جيرين وتبرر ان اعينها متعبة من السهر وعدم النوم لأجل الترتيبات والفرح وما شابه لترد فهرية قائلة " أي ترتيبات هل تضحكين علي نحن نعلم انكِ لستِ جيدة بالكذب" ونظرت لكهرمان بعيون متواعده وهي تقول " هل انت من احزنها، هل وصلت لهذه الحالة بسببك ، ألم أقل لك أنها بقدر كارمن لدي " جاء كهرمان لينفي ما تقوله جدته ولكنه قبل ان يتفوه بالحديث تفاجأ بدموعها وبكائها أثر ما سمعته من فهرية تحركت وهي تبكي نحو الباب لتخرج مسرعة ولكن وقف أمامها وهو فاتح ذراعيه كي لا تخرج، غضبت عليه وهي تبكي قائلة" اتركني لأذهب اتركني " اسرعت فهريه لتأخذها بحضنها وهي تنظر لكهرمان بغضب وتوعد. تحركت بها للداخل و اجلستها وهي بحضنها ليزداد بكاء جيرين داخل حضنها وخاصة حين شعرت بحنانها عليها وهي تحرك يدها على ظهرها وشعرها. خرج كهرمان من المنزل واغلق الباب خلفه وهو أكثر اختناقاً ليجد يوسف لازال منتظراً بالخارج تحرك ونزل لجانبه بالداخل كانت فهرية تحاول معرفة سبب حزنها وبكائها ولكنها لم تستطع معرفة شيء فكانت جيرين تبكي وهي تطلب امها فقط ليتقطع فؤاد فهرية عليها وخاصة عندما تذكرت كارمن و بكائها على امها قبل زفافها. كانت تسألها عن أصدقائها و عن تجهيزات الحنه لتتفاجأ بعدم وجود أصدقاء بجانبها او اهتمام من عائلتها باستعدادات هذا الحفل. سألتها عن زوجة اخيها و ابنة عمها او الأقرباء ولكن اجابتها جيرين قائلة " لا اريد حفل حناء، سيكون زفافًا صغيرًا بمنزل العائلة " غضبت فهرية بحزن وقالت " وانتِ ايضا اصبحتي تتحدثين مثله" كنت اتوقع ذهاب كهرمان لأي مكان ولكني وجدته بجانب المنزل يقف وحيداً حزيناً بعد عودة يوسف لمنزل العائلة. وبعد صبر ساعة خارج المنزل نظر كهرمان لساعة يده وقرر ان يدخل كي يصطحبها لمنزلها ويحدثها بالطريق. ولكنه تفاجأ بعدم وجودهم بالطابق الأول ، صعد للأعلى وعيونه تبحث عنها ليجدها على فراش جدته التي حذرته من التحدث فور دخوله . نظر كهرمان لها باستغراب ، فكيف نامت بهذه السرعة ولكن نظرة الاستغراب هذه تحولت لنظرة مملوءة بالحزن والضيق حين وجدها تهتز بنومها من اثار بكائها. اقتربت فهرية منه وهي تسحبه من ذراعه لتخرجه من الغرفة وتغلق الباب خلفها ليأخذ حصته من الغضب واللوم ولكنه لم يستطع الرد على جدته وخاصة عند رؤيته لدموعها التي سقطت منها حين اخبرته كيف كانت تبكي بحضنها وهي تريد امها وانها وحيدة لا احد يهتم بفرحتها وسعادتها وسألته عن زوجة اخوها وابنة عمها كيف تركوها لتصل لهذه الحالة وهذا الخوف اعتقدت فهرية انها خائفة من الزواج و شعورها بالوحدة بجانب احزان كهرمان لها لم يستطع الرد ظل صامتاً وهو ينظر نحو غرفة جدته بحزن لتكمل فهرية وتص*ر قراراها بأنها ستقيم لها حفل حناء كبير بالحي سيتحاكى الجميع به لأشهر كما نبهت عليه انها من الان وصاعداً اصبحت بطرف العروس ولن تسمح له بأحزانها عارض كهرمان حفل الحناء ولكنه لم يستطع مجابهة جدته وخاصة عندما قالت " هل تريدها ان تجلس بمنزلها وحيدة دون فرحة ، هل ستجعلها تتحصر على نفسها كلما تذكرت هذا اليوم لتتذكر كم هي وحيدة بلا أحد" **ت كهرمان لتتحرك فهرية وتتصل بأتاش كي تأخذ منه الاذن ليوافق اتاش وهو يقول لها " لقد أصبحت فردًا من أفراد عائلتكم الكريمة يسري عليها ما يسري على كارمن، فلتفعل ما تراه مناسب لفرحتهم " فرحت فهرية لعدم اعتراضه وشكرته على هذا لتنشر على صفحتها الخاصة أن حفل الحناء سيقام بالحي وأنه لا يوجد نوم حتى ينهون التجهيزات والتحضيرات لأجله بينما كانت فهرية مشغولة بالتحضيرات واجراء المكالمات مع خالات الحي. ذهب كهرمان لغرفة جدته كي يلقي نظرة عليها فمن الممكن ان تكون استيقظت ، ولكنه وجدها على حالتها تهتز بين الحين والآخر بنومها العميق الحزين ، فكم اتضح صدق كلامها حين قالت انها لم تنم ولكن ليس بسبب الاستعدادات إنما لحزنها الذي اعتلا عيونها وخيم على ملامح وجهها أخبرته فهرية بحجز قاعة المناسبات المتواجدة بالحي لأجل حنة العروس ليقترح عليها هو ان تكون الحنة بقاعة اخرى على الساحل تليق بأحلامها، سيتواصل معهم ويحجز لهم هناك. لتعترض فهرية وتقول له " ستقام حنتها بنفس المكان الذي اقمنا به حنة كارمن وبنات الحي ، لقد اعتدنا على المكان وسط فرحة الحبايب التي تنبع من القلب ع** القاعات المبهرجة والمناظر الكاذبة لأجل التعالي و الجميع يحاول ان يظهر نفسه على الاخر" رد كهرمان وهو يقول " أخشى ان لا يعجبها الوسط، يعني اعتقد انها معتادة على رؤية القاعات الفاخرة ومن الممكن ان تكون من احدى احلامها " تحركت فهرية لتلجَ غرفتهُ وتجلس على فراشه وهي تشير له ان يأتي بجانبها قائلة " اغلق الباب واقترب مني علينا ان نتحدث قليلاً " اقترب كهرمان على وجل مما قد تقوله جدته ، وجلس بجانبها لترفع هي ارجلها لتتربع على الفراش كي تبدأ حديثها الجاد الذي يحمل بثناياه الحب والحنان والخوف " هل تعتقد انني فرط بكَ بهذه السهولة ، هل تعتقد أنني اتفقت عليكِ و تخلصت منك بأقرب فرصة سنحت لي " ضحك كهرمان وهو يرد عليها ليقول " لا اعرف الان هل ما تقولينه سؤال يجب علي الإجابة عليه ؟ ام اعتراف بذنب كبير تم اقترافه؟" استحق كهرمان تلك الض*بة الغاضبة المفاجأة على ارجله ليعلوا صوته وهو يقول " ماذا حدث ألم تعترفي الان انكِ من خطط للتخلص مني ودفعي ثمن تدللي عليكِ بالسابق " ابتسمت فهرية وقالت من حيث ستدفع الثمن فأنت محق فخاصتنا بلا عقل قليلاً ولكن لو لم ارى نقاء قلبها و صفائها وايضا حديث داملا عنها قبل ان اراها ما كنت سأوافق على هذا ، كما أنني لست صغيرة فجدتك يا بني رأت وعاشرت من البشر الكثير، منهم وجوه فقط وداخلهم خاوي او مملوء بالشر، وهناك من تتعجب لهيئته ولكن داخله جوهرة مكنونة ع** ما يظهر ومنهم من عصفه زمانه و اندثر اسفله ، انت لم ترى والدتها بذلك الزمان كم كانت ملاك يسير على الارض ضحكتها وطيبتها تداوي الجروح دون تحدث او تدخل منها يستحيل لمن يراها ان لا يقع بحبها كانت مثال لمساعدة الغير وحب الناس فلا تتخير هي عن زوجها كم اتوا إلينا وقضينا الاوقات سويا بفرح وحب ع** السحلية وزوجها كان مزاجي يتعكر بمجرد رؤيتي لهم ، ما اردت قوله ان عروستك تشبه امها كثيرا بالروح والحب والطيبة فداخلها نبتة طيبة لمستها بها من حديثكم عنها قبل رؤيتي لها وتأكدت بنفسي حين رؤيتي لها ، لا تجتمع انت و زمانها عليها فلقد فُطرَ قلبي ببكائها وقهرها كم عانت و عايشت وصابرت و جاهدت هذه الصغيرة لتتمسك بالحياة والسعادة " استمر حديث فهرية طويلا فكانت نصائحها له بهذه الليلة كنز لا يشترى بثمن فما اجمل تلك النصائح من قلوب كبيرة ناضجة تعيش لأجل اسعادنا فلقد صدق من قال انهم بركة الحياة... كان في مثل يقول الي مالوش كبير بيشتري كبير وده حقيقي ما اجمل ان تجد قلب حنون وعقل حكيم تعود إليه ليرشدك دون محسوبية او حسابات، ربنا يرحم والدينا ويبارك لكم في بركة بيوتكم هدئ كهرمان كثيرا بعد حديث جدته و انارتها لبصيرته، وكم حزن على احزانها برغم انه مازال غاضب مما رأه بهاتفها فهو بحيرة من أمره داخله قلب يشعر بالحنين و عقل يستنكر ويغضب لما رأه.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD