الجزء الاول

4927 Words
=بتحبي الورد؟ - اه بحب الورد. = طب خدي وردة جميلة زيك اهي. - أنت بتعا**ني؟ = لا ماما قالتلي إن الولاد اللي بيعا**وا بنات وحشين اوي اوي. - يا قلب ماما، طب روح بقي لماما قولها إنك وحش، ده إيه البلاوي دي. = مش هعرف أروحلها علشان ماما راحت عند ربنا. "ورميت الورد اللي في إيدي وقعدت جمب باب المستشفي وفضِلت أعيط". - أيمن ! أنت بتعيط يا حبيبي. = أيوة أيمن زعلان أوي. -مين اللي زعلك! "شاورت علي البنت اللي زعلتني وقلت، هي دي يا طنط منال". -بتزعليه ليه يا آنسة؟ - والله مازعلته، حضرتك مش شايفاه كبير ازاي وجاي يرمي بلاه ويرخم عليا؟ = لا كذابة يا طنط منال، زعلتني وقالتلي روح لماما، وإني زي الشباب الوحشة اللي بتعا** البنات. - لا يا حبيبي أنت مش وحش هي اللي وحشة. "وأنا في طريقي علشان أروح سمعتها بتتكلم مع طنط منال" - هو بيتكلم كدة ليه يا أستاذة منال؟ - معلش يابنتي أعذريه، والدة أيمن كانت هنا في المستشفي من سنة وماتت، مِن ساعتها دخل في صدمة عصبية وبيفكر بعقل طفل لسه عنده ٩ سنين، وهو زرع ورد عنده في البيت علشان مامته كانت بتحب الورد، وكل مايشوف بنت جميلة يديها ورد، ويقولها ادعي لماما. -ده بجد؟ - هكدب عليكي ليه يابنتي! - طب ليه مارحش لدكاترة واتعالج؟ -الصدمة العصبية مش سهلة زي ما انتي متخيلة، مع الوقت هيرجع زي الأول بإذن الله. "مافهمتش حاجة من كلامهم وقتها، بس كنت عاوز اروح بسرعة علشان الورد زمانه عطشان ولو مات ماما هتزعل مِني". "أخدت تاني يوم ورد أبيض وحلو كدة، ورحت للمستشفي علشان واحدة قالتلي لو ماما راحت عند ربنا ادي الناس حاجات وخليهم يدعولها، علشان تشوف مامتك فرحانة وبتضحك". "شوفتها واقفة قدام باب المستشفي، وعملت نفسي مش شايفها علشان مخا**ها ومش هديها ورد". - أنا مستنياك من الفجر. = لا أمشي أنا مخا**ك. - علي فكرة عندي ورد كتير وممكن اديهولك تديه للناس الحلوة وتخليهم يدعو لماما! =بجد؟ - أيوة بجد، طب تعرف إني دعيت لماما كتير اوي امبارح وهي دلوقتي فرحانة؟ = أيوة ماما فرحانة اوي اوي، بس فرحانة علشان انا مش وحش وبعا** بنات. - ياااه، أنت لسه فاكر، خلاص بقي. = طب فين الورد؟ - عند ماما في البيت، بيتنا مش بعيد مِن هنا. = طب روحي هاتيهم وانا هدي الناس الورد وهستناكي. - لا تعالي معايا علشان ماما مش هترضي تديهملي. "رجعت لورا خطوتين" = لا أنتي عاوزة تخ*فيني. - لا والله مش هخ*فك. =بجد؟ -والله بجد. = افتكري إنك حلفتي والكداب بيروح النار. - أيوة بيروح النار، يلا بقي؟ = يلا. "وإحنا في الطريق". - معاك بطاقة؟ = أيوة معايا بطاقة، بابا قالي مامشيش من غيرها علشان البوليس يحميني. - طب وريهالي كدة. = أتفضلي. " مِسكت البطاقة وفضلت تقرأ، وتقريبًا عينيها دمعت". - أنت عندك كام سنة يا أيمن؟ = حطيت خمسة في مخي وأربعة علي إيدي وقولتلها "تسع سنين". - بس اللي قدامي غير كدة، قدامي إنك ٢٣ سنة. = لا عندي تسعة. - ليك صحاب طيب؟ = لا كل ما اجي العب مع العيال كورة يقولولي الع**ط أهو ويض*بوني، بس بابا بيشتمهم ومابقاش يخليني العب معاهم. -اه. = أنتي بتعيطي يا أستاذة؟ - لا عيني وجعاني بس علشان مانمتش كويس. = طب انتي اسمك ايه؟ - اسمي فاطمة. = وأنا أيمن، ممكن تبقي صاحبتي يا فاطمة! - أيوة أكيد. "ابتسمت وفرحت من جوايا، علشان فاطمة مش وحشة وقالتلي لا زي ما الباقي بيعمل معايا". - بيتنا أهو وصلنا. "البيت كان كبير وقدامه جنينة كلها ورد، رُحت مسقف بـ إيدي وقلت ماما هتفرح اوي اوي يا فاطمة". - ازيك يا ماما. -نهارك مش فايت ، ماشية مع واحد أكبر منك في الشارع وجيباه معاكي وجاية؟؟ - استني بس هفهمك. " وفِضلت ربع ساعة تتكلم معاهم وماسمعتش حاجة علشان كنت ماشي بين الورد وعمال أشم فيه". -أيمن تعالي سلم علي ماما. = ازيك يا ماما فاطمة. - ازيك يا حبيبي، أنت بيتك فين. "بدأت احرك عيني يمين وشمال وأفكر" = بصي جمب المستشفي بتاع ماما فيه مطعم، بمشي بعد المطعم شارع وشارع وشارع وبعد كدة بروح بيتنا، عند عمو علي الطيب بتاع الأيس كريم. - طب أنت أكلت النهاردة؟ "بصيت في الأرض وبدأت أخاف" = أقولك بس ماتقوليش لبابا؟ - لا مش هقوله. = هو قالي كُل قبل ما تنزل، فأخدت ال**ندوتش بتاعي وكان فيه لانشون كتير وانا نازل باكله لاقيت قطة وجمبها ولادها، فضلت العب معاهم واديتهم الأكل كُله علشان صغيرين وعاوزهم يكبروا. - يا حبيبي، طب تعالي ناكل مع بعض. = لا ماما قالتلي ماتاكلش عند حد غريب. - أنا مش غريبة، أنا زي ماما تعالي بس. "بصيت لفاطمة راحت ضاحكة بوشها الجميل وهزت رأسها وقالت يلا". "بيت فاطمة حلو اوي، فيه قطة لونها أبيض اسمها روز، قديم زي بيت جدو، بس فيه روح حلوة وراديو شغال علي صوت حلو وواحدة بتقول: أنت عمري اللي ابتدي بنورك صباحه". خلصنا الأكل وأخدنا ورد كتير اوي اوي وأديته انا وفاطمة للناس الجميلة وخليناهم يدعوا لماما. بس عمري ما أنسي لما فاطمة قالتلي في آخر اليوم إنها حبت ماما، ساعتها حبيت فاطمة الجميلة أوي. عدا ٤ أسابيع بننزل كل يوم ويوم نوزع الورد علي الناس، لحد مافي يوم كنت قاعد جمب فاطمة وباقي معايا وردة ولاقيتها بتقولي: -أيمن تِعرف إنك حلو اوي وشكلك جميل وروحك حلوة وأي بنت تتمني تحِبك؟ "وراحت ماسكة ايدي، حسيت برعشة في جسمي كله، وغمضت عيني ومرة واحدة لاقيت شريط أحداث قديمة لشخص شبهي بس كبير ظهر قدامي للحظة واختفي". -رحت مني فين؟ = شفت حاجات غريبة. - شفت ايه. =ماعرفش. - طب كنت بقولك إن أي بنت تتمني تحبك. = أنا بحب كل الناس، بس بيعاملوني وحش. - تعرف ايه عن الحُب طيب؟ = أعرف إنه حاجة بتخلي الدنيا حلوة، والناس تكون فرحانة، عارفة أنا لما أكبر هتجوز، وهدور علي واحدة جميلة زيك، علشان أنا حبيتك أوي أوي بس انتي كبيرة. - أيمن أنا أصغر منك ب ٣ سنين!! "بصيتلها وضحكت". = تسعة علي إيدي نشيل منهم تلاتة هيتبقي ستة، يعني انتي عندك ٦ سنين يا فاطمة؟ - لا عندي ٢٠ سنة. = يالهوي ده انتي كبيرة اوي اوي. "ردت عليا بصوت م**ور" -أيمن أنا مابهزرش. = بصي انا مش فاهم، وهروح علشان اتأخرت، هتيجي معايا بعد بكرة لما الظهر يأذن؟ - لا يا أيمن مش جاية، أنا هروح ومش هاجي تاني. "راحت معيطة وسايبة إيدي وماشية، وفضلت أنادي عليها بس ماردتش عليا، لحد ما بِعدت خالص، بِعدت أكتر من آخر الشارع". جريت وراها علشان اقولها ماتزعليش مني، واجيبلها مصاصة وأصالحها، بس مرة واحدة ماشوفتش حاجة قدامي، كل اللي فاكره صوت فرامل عربية، وراجل كبير بيقول حااااااسب" صداع كإن واحد ض*ب رصاصة في راسي، عيني بتفتح واحدة واحدة، رجليا الأتنين متجبسين، محلول متعلق، سرير، أه نايم علي سرير، جمبي بوكية ورد، اتنفضت من مكاني وسمعت صوت جهاز عالي، الممرضة جت جري، اهدي اهدي. = أنا فين! - المستشفي. = من أمتي؟ - أسبوع. = فين فاطمة؟ - فاطمة مين. = فاطمة فييييييين! = استني هناديلك الدكتور. "يادكتور يا دكتور، الحالة فاقت". - اسمك ايه؟ =أيمن. -عندك كام سنة؟ = تلاتة وعشرين. - الحمد لله. = فيه ايه يا دكتور مش فاهم حاجة، انا هنا بعمل ايه ولا حصل ايه؟. - أنت إيه آخر حاجة فاكرها؟ = وردة بتقع من إيدي، فاطمة بعيدة ورايح جري أصالحها، وصوت فرامل وراجل بيزعق بصوت عالي، صحيت لاقيت نفسي هنا. - بص يا أيمن. "وحكالي المشكلة العصبية اللي كنت بعاني منها، وإن سنة كاملة عدت عليا بتفكير طفل، بس أنا مش فاكر حاجة من السنة دي، كل اللي فاكره ماما وإني حبيت فاطمة، وعاوزها جمبي". = وأنا هخرج امتي يا دكتور؟ - لما حالتك تستقر، علي العموم باباك موجود وكل يوم بيبات هنا. "أبويا دخل عليا وحضني وفضل يعيط حوالي ساعة وقالي حمد الله علي سلامتك وسابني وراح يصلي ويشكر ربنا علي تمام النعمة، وإن البلاء خف عني". "قعدت قدام الشباك مستني، مستني وبس، بفكر في سنة كاملة كل أحداثها مش فاكرها، وياتري كنت بتعامل مع الناس ازاي! بس اللي كان شاغل دماغي أكتر إني هفُك الجبس امتي علشان اروح لبيت فاطمة وأدور عليها، وفي عز ماكنت غرقان في التفكير لاقيت إيد مش غريبة عليا خبطت علي كتفي". -بتحب الورد؟ = أه بحب الورد -طب خد وردة جميلة زيك أهي. = أنتي بتعا**يني؟ - لا كان فيه طفل عنده ٩ سنين قالي إن مامته قالتله الناس اللي بتعا** وحشة أوي. = وحبيتي الطفل ده؟ - أكتر من أي حاجة في حياتي. = تعرفي إنك أجمل بكتير من البنت اللي كنت عاوز اتجوزها لما أكبر؟ - بتعا**ني! = بحبك. - بتحبني أنا؟ = لو بقلب طفل عنده ٩ سنين أه بحبك، ولو بعقل واحد عنده ٢٣ سنة فـ موافقة نكمل اللي باقي مِن عُمرنا سوا!! - بقلب بنت حبتك وأنت عندك ٩ سنين فهي كمان بتحبك، ولو بعقلها في سنها العشرين فـ موافق أكونلك أُم علشان تفضل تحبني وتجيبلي ورد وحبيبتك اللي ممكن تبيع الدنيا كلها علشانك في نفس الوقت! = هكونلك أب وأخ وروح، ودفا ليكي في عز البرد، ومهما صِغِرت تاني هفضل برضو أجيبلك ورد. - للدرجادي بتحب الورد؟ = بحبك أكتر منه. "لما يهِل الورد البلدي كل الورد يخاف بالعربي الي مشافش العربي يبقى لا عاش ولا شاف." رميت الكتاب-لا بقا ما أنا عايزة أتحب بردو -يابنتي هو إنتِ أصلا بتدي حد فرصة يتنفس جمبك حتى؟ -‏لأ -‏أمال يعني هتحبي باللا سلكي مثلا؟ -‏يا وعد افهميني، أنا مليش في المذاكرة دي وكمان يعني بصي من غير ما تتعصبي عليا كدا، وبراحة ها، أنا عايزة أتجوز -‏تت ايه يا عنيا؟ كيان إنتِ بقالك سنتين قبل كل فاينال تقوليلي الكلمتين دول، بالله تسيبينا نتنيل نذاكر بقا بدل ما هنسقط ياعسل، وإنتِ عارفة الدوك مبيرحمش لا ماهو أنا هرموناتي دي مش هسيبها تتحكم فيا كدا -بس أنا عايزة اهتمام ياوعد، عايزة حد يهتم بيا -‏وهو انا قصرت معاكي في حاجة؟ -‏لأ مش إنتِ أنا عايزة اهتمام من نوع آخر اللي هو بيخلي الوش يحمر دا عارفاه؟ -‏يا كوكو يا حبيبتي مش معنى اننا هنتهان في الميد ترم تبيعي نفسك بالساهل كدا يا حبيبتي، اتهدي كدا بدل ما أهدك عنيفة أوي ورد صاحبتي دي، بس العيب مش عليها العيب على قلبي المغفل اللي فجأة قرر يحب، وبردو مش بيسمح لحد يقرب منه سبحان الله يعني -يا وعد بقا يا وعد عايزين نخرج يابنتي -‏وهو انا اعترضت -‏نعم نعم نعم نعم! دا كله ومعترضتيش، دا أنا ناقص أقوم ألبسك وننزل غصب -‏ياستي بتقل عليكي، هتنيل أقوم ألبس وننزل في اليوم الأبيض دا أكتر حاجة تعجبني في وعد إنها ثابتة على قرارتها ما شاء الله يعني، اخترت صح -أيوة يعني أفهم منزلانا نلف في الشوارع بقالنا ساعتين يا كيان وأنا تعبت، هنلف أكتر من كدا ايه تاني؟ -‏يابنتي هو أنا خارجة مع جدتي ولا بنت أختي الصغيرة، مالك بقيتي زنانة كدا ليه؟ -‏عيب عليكي أنا طول عمري زنانة كنت لسه هرد عليها لكن لقيت بنت صغيرة جريت واستخبت ورايا، وطيت عشان أنزل لمستواها -ايه يا حبيبتي بتجري من ايه إنتِ كويسة؟ -‏أيوة يا طنط هو بس في حد أعرفه قالي أد*كي دا حطت في ايدي مرسال ومشيت بسرعة، ملحقتش حتى أسألها عن حاجة بصيت لوعد باستغراب فشاورتلي بإني أفتحه "نظرة واحدة منكِ كانت كفيلة لكي يتعثر بكِ قلبُ أحدهم." اللي هو ايه دا، أنا بيتكتبلي كلام حب وكدا؟ والله هدوخ وأفضحكم في الشارع بصيت لوعد-هل تفكر فيما أفكر فيه يا بي ون؟ -نعم أفكر فيما تفكر فيه يا بي تو وفتحنا في الضحك احنا الاتنين، مش عارفة كنا بنضحك على ايه أصلا بس اللي هو يعني لما أتمنى أتحب أقوم أتحب بسرعة أوي كدا، بعدها بشهر اه مش كتير، بس اللي هو ممكن يكون مقلب من حد من صحابي كلهم بيحبوا الهزار دا ف لأ ممكن يكون كدب -مين هيبقا متخرج ناو ومش وراه غير النوم والأكل بصتلها بفخر-احنا طبعا ياروحي وبما إن دي آخر سنة لينا في اللي ما تتسمى دي ف هما قرروا يعملوا لينا رحلة، ولفين بقا ياترى يا هل ترى فين؟ لأ لسه منعرفش حقيقي -يا وعد يعني ازاي بس فهميني هنروح رحلة منعرفش احنا رايحين فين؟ إنتِ متوقعة مني أقول لبابا ايه يعني، رايحة رحلة ومعرفش هتروح فين؟ عايزاه يقولي خشي نامي طيب ولا يعمل فيا ايه؟ -‏مالك مكبرة الموضوع كدا ليه، هو مش أنا معاكي؟ يبقا اعتبري الموضوع اتحل وبالفعل الموضوع اتحل، أنا مش عارفة وعد ساحرالهم هنا في البيت ولا بتعمل ايه بيخليهم يوافقوا بالشكل دا -أدينا ركبنا الأوتوبيس أهو وبردو منعرفش رايحين فين، أنا مش عارفة ليه حاسة إنهم هيخ*فونا -‏متحسيش تاني واسكتي عشان المشرف هيتكلم -‏أول حاجة السلام عليكم كلنا ردينا-‏وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -تاني حاجة أنا مبسوط جدا إن العدد دا كله موجود، بالرغم إن مفيش حد منكم عارف وجهتنا هتكون فين -‏ودي المصيبة وعد برقتلي بمعنى أسكت وسكت، بس حسيته سمعني لأنه بصلي بعد ما اتكلمت -أنا مش حد معاكم في الكلية أو بيشتغل جوا الكلية أو الجامعة عموما، أنا بس حبيت أعمل الرحلة دي خصوصا لدفعتكم. وهو بيقول كلمة "خصوصا" بصلي اللي هو ايه دا في ايه؟ ومالي اتخضيت كدا ليه، اثبتي اثبتي -الرحلة طبعا زي ما كلكم عارفين لمدة أسبوعين، أو بالتحديد 15 يوم، كل 3 أيام هنروح مكان مختلف، ودلوقتي احنا رايحين دهب وه! اللي هو وه بجد مش هزار، دهب مين دي اللي نروحها؟ مش عايزة أقول إني هموت وأروحها لكن أستحي والله، أقوم أبوسه كشُكر طيب ولا هيفهمني غلط؟ الواحد مهما يوصف مش هيعرف يوصف جمال المكان اللي كنا فيه حقيقي -يا وعد اصحي بقا هو احنا جايين هنا ننام؟ قومي بقا مش هعرف أنزل من غيرك -‏ليه إن شاء الله خلفتك ونسيتك؟ -‏طب عشان الكلمة الحلوة دي هنزل بجد وأسيبك، اولعي بقا نزلت وسيبتها ولفيت كتير أوي، لحد ما حسيت إني توهت آه والله كدا، والحمد لله أكتر حاجة بنساها في حياتي الموبايل روحت قعدت قدام الماية، أصل مش هتوه وأفضل أعيط مثلا، لأ هعيش اللحظة بعد كدا أعيط لما يسيبوني ويمشوا -مش حاسة إن الوقت اتأخر ولازم ترجعي الفندق؟ متخضتش ولا حسيت بأي حاجة، أول مرة حد يخترق خلوتي بنفسي ومتخضش أو أتهز كدا بصتله وحسيت إنه مألوف بالنسبالي، بعيد عن إنه المشرف وكدا، بس حاسة إني أعرفه من زمان، أو قلبي هو اللي يعرفه رديت بعدها بدقيقتين-بصراحة كدا أنا معرفتش أرجع، لأني أول مرة آجي هنا -مخوفتيش؟ -‏لأ أنا قولت يعني هعي.. -‏هتعيشي اللحظة وبعد كدا تفكري في اللي هيحصل مش كدا؟ معرفتش أرد حسيت ل**ني اتربط -كنت متوقع منك كدا والله، يلا تعالي معايا هوصلك -‏متوقع ايه؟ أنت أصلا عرفت مكاني ازاي؟ وعرفت إني هقول كدا ازاي؟ وكما... -‏ايه بس بس افصلي، يلا عشان الوقت اتأخر كنت مستغربة اللي هو دا حتى وعد عمرها ما عرفت أنا بفكر في ايه من قبل ما أتكلم، كان ماشي قدامي وأنا ماشية وراه، وكل شوية يلتفت يتأكد إني موجودة -كنتِ فين يا هانم، وبعدين ازاي تتأخري الوقت دا كله؟ لولا إني قولت لمستر غيث مكنش حد عرف يلاقيكي -‏غيث! -‏إنتِ مالك يابت متنحة كدا ليه؟ حد عملك حاجة؟ إنتِ كويسة؟ فيكي ح.. -‏ايه ايه اسكتي شوية اديني فرصة أتكلم -‏طيب ما تتكلمي -‏حاسة بحاجة غريبة، مش عارفة أوصفها حسست على جبيني-‏إنتِ باين عليكي لسعتي باين، خشي نامي ياكوكو ياحبيبتي واتغطي كويس، ربنا يحفظنا مش عارفة ليه دماغي اتشغلت بيه، وفجأة الفجر أذن، يعني العشر دقايق اللي فكرت فيهم طلعوا 4 ساعات؟ ايه التغفيل دا؟ -اصحي يا غيبوبة هانم إنتِ، وبتتريقي عليا امبارح -‏ياوعد أنا نايمة الصبح سيبيني بقا شهقِت-‏يخربيتك نايمة متأخر كدا ليه؟ -مكنتش عارفة أنام -‏ليه؟ تعبانة؟ اتعدَلت-‏أقولك ومش هتضحكي عليا؟ -وهو أنا عمري ضحكت على أحزانك؟ -‏وعد إنتِ دايما بتضحكي على كل حاجة أصلا اتكلمِت بجدية-‏كيان قولي في ايه عشان أنا بدأت أخاف والله -مش عارفة يا وعد، حاسة إني بقيت غريبة ومش فاهمة نفسي، تعرفي إني معرفتش أنام بسبب إني كنت بفكر في مستر غيث دا؟ -‏يخربيتك، بتفكري فيه اللي هو بتفكري فيه ازاي يعني؟ -‏مش عارفة يا وعد والله مش عارفة، حاسة إني أعرفه، حاسة إني متعودة عليه، لدرجة إني متخضتش لما لقيته عرف مكاني، أنا يمكن اتوترت، لكن حاسة إنه مألوف بالنسبالي -‏هقول ايه لعمو طيب؟ خدت بنتك سليمة ورجعتهالك بتحب؟ يقول عليا ايه بصدمة-‏بحب! لأ طبعا مش بحب هو في حد بيحب حد في يوم وليلة يعني؟ كان فاضل كام ساعة وهنمشي من المكان، نزلت قعدت في نفس المكان اللي قعدت فيه قبل كدا، بما إني حفظت الطريق يعني -تسمحيلي أقعد معاكِ ولا هضايقك؟ حسيت قلبي ابتسم-‏اتفضل ومن هنا كانت بداية كل حاجة، باقي أيام الرحلة كلها اتفاجئت إنها كانت لأماكن بتمنى أزورها فعلا، وعلاقتي بمستر غيث، أو اللي بقوله أنا غيث خدت مسار تاني -خلي بالك في شعر باين من الطرحة -‏بجد؟ طب ثواني هروح أعدلها وآجي بضيق-هو إنتِ بتقفي تتكلمي مع أي حد كدا عادي؟ -أي حد اللي هو ازاي يعني؟ -‏كنتِ واقفة تتكلمي مع أحمد ليه؟ -‏قصدك مستر أحمد؟ وبعدين هو كان بيسألني على.. ثانية واحدة هو أنت متضايق؟ هو أنت.. غيران! كان بيقرب مني أوي وأنا مكنتش حاسة بالقُرب دا نهائي، قلبي كل ما يشوفه يدقله، أنا فعلا وقعت فيه كان آخر يوم في الرحلة، هو مقالش حاجة، ولا بيّن أي مشاعر ليا، بس أنا حاسة، حاسة إنه وقع فيا زي ما وقعت أنا فيه بحزن-وبكدا تكون انتهت أجمل رحلة روحتها في حياتي، حقيقي مبسوطة أوي إني روحتها، ومبسوطة أكتر إني.. إني عرفتك رجعت لحياتي من تاني، أيامي كانت عادية، بس أنا اللي مكنتش عادية، أنا حاسة إني ناقصني حاجة، قلبي أنا سيبته هناك عنده مش هنا عدا شهرين، كنت بحاول أتعامل عادي، عرفت إني كنت واهمة نفسي بإنه بيبادلني نفس شعوري، عرفت إني كنت هبلة وضيعت قلبي مني -بس كانت خروجة جامدة الصراحة، مع إنك متغيرة أصلا، بس حسيتك فكيتي وكدا -‏فعلا يا وعد أنا بقيت أحسن شوية، وعد وعد بصي مين دي -‏مين ايه؟ -‏فاكرة البنت اللي ادتني المرسال، هي هناك أهي وبتبصلي، مين اللي واقف معاها دا؟ كان شخص مديني ضهره وبيتكلم معاها، فجأة لقيتها بتتحرك ناحيتي وعيني عليها، قبل ما توصلي بصيت للي كان واقف لقيته اختفي، سابت في ايدي المرسال وجريت من تاني وملحقتش أسألها فتحته ودقة خرجت من قلبي، وبعدها مقدرتش أسيطر على دقاته "لن يكفيني عُمرًا كي أُحبكِ، لن يكفيني سوى ضمة منكِ." عيطت، وعد اتخضت وخافت، خدت الورقة مني وقرأتها، استغرابها بعياطي زاد أكتر، مكنش عندي رد، مكنتش عارفة أرد أفسرلها بيه حالتي دي أسبوع وأنا بحالتي دي اللي مش عارفة أفسرها لحد، دقة قلبي اللي خرجت لما مسكت المرسال وقرأته، حسيت نفسي وحشة أوي، يعني أنا بحب حد مجهول دلوقتي ولا بحب غيث! -يابنتي يا حبيبتي إنتِ عمالة ترفضي العريس دا من وإنتِ في أولي كلية، إنتِ مستوعبة إنه بقاله كل السنين دي بيحاول يوصلك وإنك حلمه ومش عارف، اديله فرصة واحدة بس يمكن قلبه يميل ليه بعياط-يا ماما مش عايزة أتجوز يا ماما، مش عايزة أشوف حد، هو المفروض يفهم إني رفضته أكتر من مرة يعني مش عايزاه مسكت ايدي-ياحبيبتي الأمور مش بتتاخد كدا، وبعدين مين قال إنكوا هتتجوزوا؟ إنتِ بس هتقعدي معاه وتسمعيه وتشوفيه، حسيتي بقبول ناحيته وافقي، محدش يقدر يجبرك على حاجة ياحبيبتي، على العموم هخلي باباكي يقوله ييجي بالليل كنت تايهة مش عارفة بعمل ايه، وعد كانت معايا، اختارتلي هلبس ايه -شوف شوف الصحاب الندلة اللي هتتخطب وتنسى صحابها شوف ضحكت-‏والله يا وعد يا حبيبتي لو حصل واتخطبت فعلا إنتِ ما هتسيبيه في حاله أبدا -دا كدا كدا ياحبيبتي، مش هسيبه يخ*فك مني لأ، ويلا بقا اطلعي عشان طنط متجيش تموتني المفروض أكون دلوقتي متوترة وكدا، لكن أنا كنت حاسة إنه عادي، مش محتاجة أتوتر، هو خمس دقايق وهرفضه وخلصت الحكاية بعد السلامات الكتيرة وكل دا قالوا هنسيبهم مع بعض شوية، وشي كان في الأرض، مش لأني م**وفة، بس لأني مش بعرف أبص لعيون حد وهو بيكلمني -ارفعي وشك عايز أشوف عيونك اللي حارماني منهم 3 شهور دول كل التوتر والقلق والخوف وال**وف اللي مكنوش موجودين حضروا فجأة، أنا بحلم؟ بالله هل أنا بحلم فعلا؟ هو هنا بجد؟ هو منسينيش؟ يعني هو بيحبني أكيد؟ -أكيد طبعا هارية نفسك أسئلة دلوقتي في دماغك، وأيوة آه بحبك، وأنا هنا فعلا اتخضيت-‏يخربيتك أنت بتخوفني منك كدا ليه ضحك جامد-كيان أنا عارفك أكتر من نفسك مكنتش عارفة أرد عليه لقيته ابتسم فجأة وقال-"نظرة واحدة منكِ كانت كفيلة لكي يتعثر بكِ قلبُ أحدهم." "كنت أنا يومًا ما، لكن الآن كلي أنت." - بتعيطي لية؟ مسحت وشي بسرعة - عياط أية يا ماما دي عيني بتدمع لوحدها. - ووشك أحمر لوحده برضو؟ - أيوة نضارة وحلاوة طبيعية - طب ومناخيرك الـ.. - خلاص يا ماما كرهت نفسي، كنت بعيط، ارتحتِ كدا. - أحمد مزعلك؟ صوابعي اترعشت وابتسمت ابتسامة مهزوزة - أحمد يزعلني؟ هو فيه أطيب منه يا أمي، لا طبعا. أيوة هو بس مش هعرف أقول، ومش هعرف أحكي وحق الشكوى مسحوب مني لأن الست الي زيي مينفعش تتكلم تعيط بس وتحط وشها في المخدة وتصرخ وبعد كدا تخرج تقابل الناس بابتسامة جميلة، زي ما أنا بعمل كدا دلوقتي. - أنت فيه حاجة مزعلاك؟ - اوف هو كل شوية حاجة مزعلاك حاجة مزعلاك، يا ستي أنا كويس والله، كفاية أسئلة بقى. - أنا كنت.. كنت بطمن عليك. أو كان نفسي اتسأل السؤال دا منه، كان نفسي يقولي مالك يا حبيبتي أنتِ كويسة؟ أنتِ مبسوطة؟ أنتِ مرتاحة؟ أنتِ راضية؟ حتى لو بالكدب.. حتى لو بالكدب. - كتب الكتاب فاضل عليه أسبوعين، متأكدة من قرارك. خطوبة سريعة لأن مينفعش لواحدة زيي تفضل مخطوبة فترة طويلة، عريس مناسب بوجه نظر الأهل لأن وجه نظرهم في وضعي الحالي هي الأصح ووجهه نظري أنا مش هتفرق كتير، كتب كتاب بعد اسبوعين هو الصح لأن خير البر عاجله وانا قاعدة بقالي كتير وانا مش أفضل عروسة ولا أجمل ست في الدنيا ولا الخُطاب على الباب مستنين ولا فيه فرص كتير ليا... أنا.. أنا مجرد عانس كاسرة التلاتين. - صباح الخير يا عروسة، يلا علشان نحط الميكب ونجهز فاضل كام ساعة يدوبك. - دلوقتي؟ - مالك أنتِ خايفة؟ ابتسمت بالكدب - لا.. لا انا مبسوطة. - طب يلا. خدت ايدي وقبل ما اقعد على السرير وقفت. - في أية؟ - أنا محتاجة أصلي، مش هتأخر عليكم. فتحت باب اوضه تانية ووقفت ورا الباب بتنفس بصعوبة، مرة وورا مرة لحد ما هديت، وقفت في اتجاة القبلة وفرشت سجادة الصلاة. الله أكبر.. دموعي نزلت بسهولة وشايفي اترعشت. بسم الله الرحمن الرحيم.. البكا صوته مسموع مع أيات السورة. سبحان ربي العظيم.. الدموع بتزيد، والشكوى بتخرج بدون كلمات. سبحان ربي الأعلى.. قبضة القلب مؤلمة، الكتمان النفسي مؤلم، الخوف من المجهول مؤلم ومؤلم ومؤلم. السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله. وفضلت ساجدة في الأرض، مقدرتش أرفع راسي ومقدرتش أسكت أكتر من كدا، أنا مليش غيرك يا رب. أنت بس الي حاسس بيا، أنت شايف حالي وسامع شكوتي. أنا ولا حاجة، ولا أي حاجة.. أنا خايفة أوي يارب.. أنا لوحدي.. أنا مش عاوزة اسمع كلامهم.. أنا مش بحبه. أيوة كبرت، أيوة قطر الجواز فاتني، أيوة ممكن أموت لوحدي بس.. بس أموت لوحدي مبسوطة أحسن ما أموت لوحدي مقهورة. أنا مش بعترض على قضائك، أنت عادل ورحيم بيا أنا بس خايفة.. هو لو نصيبي أنا لية هخاف كدا؟ هو يمكن يكون كويس أو يمكن هيكون كويس أو يمكن انا الي مش قادرة اشوفه كويس أو.. أنا مش بحبه. افتكرت ربنا لما قال { ولا تخافي ولا تحزني } فغمضت عيني ولقيت نفسي بردد : اللهم إنّي أشكو إليك ضعف قوتي، وقلّة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين. يارب أختر لي ولا تخيرني فأنك تحسن الإختيار. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. مرة ورا مرة ورا مرة لحد ما لقيت نفسي حسيت بالسكينة والرضا فحطيت ايدي على قلبي وخرجت من الاوضة وروحت علشان أجهز وأنا متيقنة إن ربنا مش هيختار ليا إلا الخير. - يعني أية مش جاي، هو أحنا لعبة في إيده ولا أية؟ وقفت بسرعة لما بابا قال كدا، كنا كلنا واقفين في اوضتي ومحتارين أحمد أتأخر لية، ولما بابا كلم والده سمعته بيقول كدا ! - سِنها؟ قفل التليفون وبصلي بصة غريبة وبعدها قال بهدوء: - أحمد طلب منك إنه يشوف بطاقتك يا رحمة؟ هزيت راسي بقلق - أيوة يا بابا الصبح. - علشان كدا. - علشان كدا اية؟ أنا مش فاهمة حاجة. بص لماما وسكت، وانا قلبي وقع في رجليا فقربت منهم خطوة.. - اوعى يكون.. لا لا.. أنتوا أكيد مش.. أنتوا كدبتوا عليه؟ - احنا يا بنتي بس.. - قولتوله إني أصغر؟ في العشرينات مثلا علشان يرضى بيا! - مش بالظبط كدا احنا بس.. - هو أنا معيوبة اوي كدا؟ - لا خرجت منه حادة، قرب الخطوة الي كانت فاضلة بينا وشدني لحضنه بحماية كبيرة. - لا عاش ولا كان من قال عليكِ معيوبة، أنتِ بنتي ونور عيني ومحدش يستاهل ضفرك بسهولة، الغلط كله مني، حقك عليا أنا كنت خايف عليكِ من الدنيا بس لا، والله لو لحس التراب ما هخليه يرفع عينه فيكِ حتى، يغور احنا الي مش عايزينه، ولو على الناس والموقف، أنا هحل كل حاجة. باس راسي فابتسمت وسط العياط ومسك وشي وقال بهدوء: - خليكِ واثقة فيا ومتخافيش. وخرج برا الاوضة وانا فضلت قاعدة مكاني، الغريب اني مش خايفة، لأول مرة أحس إني مرتاحة، بتنفس بسهولة، ساكتة ومستنية أشوف أية نهاية اليوم الغريب دا.. - امضي هنا يا رحمة. بصيت لبابا وللدفتر واتخضيت، بصيت لاصحابي الي جنبي، وللناس الكتير الي في اوضتي الي معرفش سبب وجودهم لحد دلوقتي أية ورجعت بصتله تاني. لقيت ملامحه هادية ومستكينة والرضا في عيونه غريب. - امضي؟ - متخافيش. لأنه بابا، لأنه الرجل الأول، لأنه الأمان الوحيد ليا في الدنيا بعد ربنا، سميت بسم الله ومضيت فخرج والزغاريط ظهرت. - مب**ك. برقت وانا ببص لرجلي، أكيد وَهم يعني أكيد مش صح رفعت ببطء وخوف وبصيت لمص*ر الصوت.. كان هو ! كان هو بعد سنين طويلة كان هو بعد بكا وشكوى وخوف كان هو بعد تعب وضلال طريق ووجع قلب كان هو.. قدامي.. بيكلمني.. وبيقولي مب**ك! - زين! - انفع عريس؟ الكلام خلص، الحروف عجزت، والتفكير وقف ينفع عريس؟ عريس لمين؟ ليا أنا!! - زين أنا.. - أنا فاهم الموقف الصعب الي احنا فيه بس بحاول ألطف الوضع شوية، فاهم الي حصل، وفاهم مشاعرك وحزنك عليه، أو لا اوعي تزعلي عليه، دا مش راجل، دا ميستاهلكيش أنا اصلا معرفش ازاي وافقتي عليه من البداية بس مش مهم، كل حاجة خلصت دلوقتي وخلصنا الحكاية قدام الناس، يمكن الوضع غريب عليكِ وغريب عليا زيك والله بس دلوقتي مينفعش حد يتكلم علشان خاطر عمي، دا واقف صالب طوله بالعافية ففضلا فكري بعقل والي أنتِ عاوزاه احنا هنعمله حتى لو هنطلق بعد أقل من سنة زي ما عمي قرر. ملامحي اتجمدت ووجع غريب زار قلبي. - نتطلق بعد سنة؟ - عاوزة أقل؟ غمضت عيني وابتسمت ابتسامة كدابة. - ممكن أدخل اوضتي دلوقتي؟ - احنا المفروض نمشي سوا قدام الناس ونروح فتحت عيني - نروح !! - بيتنا، قصدي شقتي مؤقتا بس زي ما فهمتك. فضلت ثابتة في مكاني لدقيقة كاملة بفكر، الأفكار بتجري، الأمل بيموت جوايا والوجع.. الوجع مش قادرة اتحمله. أو مش قادرة استوعب إنه منه، أو مش عاوزة يكون جوايا وجع بسببه.. أنا خايفة أقرب حتى. مد ايده - يلا - دلوقتي؟ - خايفة؟ اتجاهلت سؤاله وسألته - متأكد إن دا قرار صح؟ - عندك حل تاني؟ توكلت على الله وحطيت ايدي في إيده. - يلا وكل الي حصل بعد كدا كان شبه الحلم. طلعت معاه بفستان أبيض بسيط، حضن دراعي بدراعه وابتسمنا سوا للناس وطلعنا السلالم خطوة بخطوة زي الي بيطلع لحلمه وزي الي بيقف على سور من غير ما تكون له جناحات احساس يشبه الحلم، صعب يدوم ومش عاوزاه ينتهي. - عارف إن الشقة مش قد كدا بس هتكفي الغرض الفترة دي. بصيت حواليا - الشقة لطيفة. - طيب جعانة؟ فيه أكل هما جابوه هنا و.. - أنا محتاجة بس أنام. أو محتاجة أهرب، أو محتاجة أهدي لاقع من طولي قدامه. - أتفضلي. دخلت أول اوضة شاور عليها بسرعة بدون حتى ما أقوله تصبح على خير، وقفت فوق السرير وحطيت إيدي على بوئي بسرعة لأصرخ من الفرحة. بصيت حواليا وانا مش مستوعبه، أنا في بيته! في أوضته وعلى سريره، بين حاجاته الي بيحبها، موجودة في مكانه الخاص الي بيرتاح فيه.. احيه أنا مراته ! نطيت فوق السرير لحد ما وقعت من عليه والباب اتفتح فجأة. - أية دا في اية؟ رفعت راسي وابتسمت ابتسامة هبلة. - ها؟ أنا ات**كلت بس. مد أيده - وآية شنكلك كدا؟ وانت مالك انت؟ يوووه هو ماله ازاي يعني، لا هو براحته عادي. - مش فاكرة، قصدي معرفش. - أنتِ تمام يا رحمة؟ سحبت ايدي من ايديه وابتسامتي اختفت، أول مرة أسمع رحمة منه من سنين طويلة، من ايام ما كنا صغيرين واللعب هو كل الي بيجمعنا، من أيام ما كان بيدافع عني في الشارع لو حد جيه جنبي وكان بيقعد جنبي على السلم نرغي، أيام ما كانت أيامنا هادية ومشاعرنا شفافة وأحلامنا بريئة، أيام ما كانت كلمة بحبك لا بتخوف ولا بتسهر الليل بطوله. - سرحتي في أية؟ - ولا حاجة، يمكن مرهقة بس. هز رأسه وقبل ما يخرج من الباب إتجرأت وناديت عليه. - زين. لف رأسه فابتسمت - تصبح على خير. واحدة زيي في وضعي الغريب كانت فضلت سهرانة طول اليوم تفكر بقلق في أية الي هيحصل، بس انا نمت عادي وصحيت تاني يوم الصبح بدري، غيرت هدومي وفتحت ستاير الشقة وبدأت أروقها بهدوء علشان ينام براحته آية دا ! عايش في زريبة؟ - صباح الخير.. أية الي أنتِ عملاه في نفسك دا ! ماهو مكنش ينفع برضو أترب نفسي بالشكل دا ! . - أنا بس كنت بنضف التراب و.. تفطر شكشوكة؟ هربت بسرعة للحمام وطلعت منه على المطبخ لقيته واقف مستنيني. - انت هنا لية؟ اطلع برا - نعم ؟ - مش بحب حد يقف في المطبخ معايا - دا بيتي - يعني اية؟ - يعني حاضر هطلع برا. حطيت العيش وقبل ما ناكل، سيبت الأكل فخد باله. - في أية؟ اتنفست بصوت عالي وحسيت مرة واحدة إني مكان سندريلا لما الساعة جات ١٢ وإن الحلم كان حلو بس خلاص لازم ينتهي. - أنت مش مجبر تستحمل، مش مجبر تعمل أي حاجة علشاني ولا حتى مجبر على الوضع دا.. أنا دخلت في حياتك فجأة، شقلبت كل حاجة بعد ما كنت عايش لوحدك وقعت فجأة مسئولية شخص فوق كتافك.. أنا مش هقدر استحمل اني حمل عليك ولا أعيش الوضع دا. وقبل ما أقف مسك إيدي - أنا محدش أجبرني. بصتله بسرعة - تقصد إية؟ - اقصد إن ليلة امبارح انا الي عرضت على عمي الفكرة، وانا الي طلبت أننا نكتب الكتاب علشان محدش بيتكلم عنك نص كلمة، اوعي تنسي يا رحمة إننا اخوات من زمان وانا مكنتش هبقى راجل وانا واقف بتف*ج عليكي وانتي بيحصل فيكي كدا. - أنا مش عاوزة جدعنتك. - اومال عاوزة أية؟ كنت هقولها، كانت طرف ل**ني، كانت هتقع مني خلاص وتفضح سر السنين الي فاتت، فسكت شوية وقلت بهدوء: - عاوزة أعيش مرتاحة.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD