بداية جديدة (1)

2306 Words
فذيك الغرفة للي كتبان لها كئيبة كانت ممددة على سريرها، بالها مشغول بالتفكير فبزاف ديال الأمور خلاتها تنسى طعم الراحة فالفترة الأخيرة، كتفكر فحياتها للي كتشوفها كتدوز قدام عينيها بلا ماتقدر تعيشها، فشبابها للي غيمشي قبل ما تحقق كل حاجة تمنتها، وفالناس للي بين ليلة وضحاها خرجوا من حياتها مخلفين وراءهم فراغ كبير مازال ما قدرت تتخطاه. تن*دت تنهيدة مريرة ومسحت علامات الحزن من على وجهها الصفر للي لونه كيوضح لها كل نهار أنها كتودع الحياة شوية بشوية، حاولت تنوض من الناموسية و تحرك شوية جهة الشرجم يضربها شوية ديال الهوا ولكن ماقدرتش! تمنت كن قدرت تبعد عليها كل ذيك الأسلاك للي مقيدة ذاتها فذاك السرير، كن قدرت تخرج تجري تسابق الريح وتفزگ تحت الشتا ومتخاف من والو، ولكن الواقع شيء آخر. رجعت بظهرها لور مسنداه على الخشبة ديال السرير الطبي كتشوف فالسقف..فالفراغ للي ولات عايشة فيه، كتسول راسها حتى لإمتى؟ السؤال للي مازال مالقات ليه جواب. _صباح الخير "ليلى" خرجها صوت الطبيبة للي دخلت من شرودها، شافت ليلى فالطبيبة للي كانت على وجهها ابتسامة مشرقة وهي كتقرب منها بوزرتها البيضاء، بادلتها ليلى الإبتسامة للي بالرغم من انها صادقة إلا أن حزن كبير مخبي وراها وقالت: _صباح النور دكتورتنا الجميلة "غفران" طلت الطبيبة المسمية غفران على الأوراق و الملاحظات للي كانت معلقة حدا سرير ليلى.. حاولت ترسم ذيك الإبتسامة المعهودة ديالها ولكن ليلى ما خفاش عليها القلق ديال غفران الواضح لها، حطت الطبيبة الشي للي بين يديها وقالت وهي كتشوف فليلى: _كيف صبحتي اليوم أليلى لاباس شوية؟ وجهك منور هاذ الصباح وبغيت روحك تبقى ديما عالية كما عهدتك. ردت ليلى عليها مازال محافظة على ابتسامتها الصغيرة: _كلشي هو هذاك..من غير قلبي. شافت فيها غفران بأسى للي مقدروش عينيها يخبيوه، قربت عندها ودوزت يدها على شعرها القصير : _قلبك عنيد و بزاف..عارفك قوية و ماغتستسلميش دغيا بحال قلبك أ ليلى..شوية دالوقت و غي.. قاطعتها ليلى وهي كتقول بنبرة ديال شي حد فاقد الأمل: _ذاك الوقت هو للي معنديش..حاسة براسي بحال شي جثة هامدة اغفران! حتى من المشي محرومة منه.. البكاء ..الضحك! واش حتى هذي كتسمى حياة؟ شافت فالطبيبة بعينيها للي ظهرت عليهم لمعة و كملت بيأس: _عرفتي ما بقيتش باغة نكمل..مابقيتش باغا نعطي أمل زائف لحياتي... خاصني نتقبل حقيقة وضعي كما هو بلا آمال زائفة مازال، بغيت غير نرتاح أختي غفران!! قاطاتها غفران كتأنبها: _سكتي ماتقوليش هاذشي! كيفاش عطاك خاطرك تقوليها أليلى بعد كل هاذ الصبر؟ انت غادي تصحي ان شاء الله و غتوقفي على رجليك و تجري تحت الشتا وتنقزي گاع...غير ماتفقديش الأمل...أملك فالشفاء هو للي مخليك عايشة تال دابا وإلا فقدتيه... حبست غفران كلماتها بتأتر وما بقاتش قادرة تحبس دموعها مازال، أما ليلى فبقات ساكتة كتشوف فيها بألم كيعصر قلبها. الطبيبة للي يلاه شي شهور قليلة هذي باش عرفتها كتألم على حالها دابا بحال إلا كتألم لختها ماشي مريضة عندها، فظرف وجيز قدرو بزوجهم يكونو صداقة أخوية بيناتهم، كانت لها الصديقة فوقت الشدة للي ربحتها من مرضها. شدت لها فيديها وقالت مع ابتسامة ظهرت بزز: _صافي صافي سمحيلي اختي غفران.. كنحلف ليك بلي عمري نقول او غير نفكر هاكذا صافي؟ جلست غفران على جنب السرير وهي كتمسح دوك الدموع للي مع الحمل ولاو غير على سبة..هي دابا وصلت لشهور متقدمة من حملها وكان عليها تخلي الخدمة فهاذ الفترة، ولكن كيفاش غتقولها لليلى للي واضح انها ولفتها وهي الونيسة ديالها فهاذ السبيطار.. غتودع البنت للي كتحسبها بحال ختها الصغيرة وللي دوزت معاها وقت خلاها تعرف أنها بنت حساسة وقلبها طيب ومن السهل تهرس..بعد صمت مادامش بزاف هدرت غفران: _ ليلى عندي ليك شي خبار.. شافت فيها ليلى بتساؤل: _خبار الخير ان شاء الله. شرحت لها غفران ويديها على يدين ليلى: _اش غنقولك.. انت عارفة للي كاين.. أنا دابا قربت لشهوري اللخرين من حملي...وغنشد عطلة راكي عارفة.. جاوباتها ليلى وهي عارفة أش بغات تقول: _غفران..كوني هانية أنا غنتسناك حتى ترجعي لعندي مع البنيتة ان شاء الله..عندك يسحابلك بلي غنودع الدنيا قبل مانشوف الكتكوتة...قولي بعدا أشنو قررتي مازال تسميها؟ وبطريقتها قدرت تخرج من الموضوع ديال مرضها وهما وبقاو كيهضرو شوية فأمور اخرى قبل ما تمشي الدكتورة غفران لمكتب ديالها تجمع حوايجها و تودع ليلى لأخر مرة، أخر مرة كطبيبتها فقط، ولكنها واعدتها بلي غتبقى تجي لعندها كل تسنت لها الفرصة. بعدما غادرت غفران المستشفى كانت كتحاول تهدر مع ليلى كل نهار وتعرف كيف داز نهارها، كانت واخا غادرت كتبع تطورات حالتها للي كانت عارفة ان قلبها غادي وكتزيد تسوء حالته، وكان الحل الوحيد لها باش ترجع لحياتها الطبيعية هو يتزرع لها قلب بديل من متبرع، وهذاك هو السبب للي خلا ليلى تجي لمدينة الدار البيضاء فالمستشفى للي فتحت مجال لزراعة القلب واللي من النادر تعمل فالمغرب، كانت ليلى على رأس القائمة ديال المستفدين من عملية زرع القلب، وكان المتبرع واجد حتى هو لولا تراجع عائلة الميت عن التبرع فأخر لحظة بعدما خدلوا غفران فوعدهم. *** فبيت ليلى كان الطبيب خالد وهو للي متبع حالتها مؤخراً مع رحيل الطبيبة غفران، واقف حدا راسها كيقرى فالملف ديال التحاليل للي دارت لها مؤخرا. ابتسم ابتسامة صغيرة وقال لليلى: _أنسة ليلى، أمنية الدكتورة غفران تحققت! لقينا القلب للي نقدروا نزرعوه لك بدل قلبك! رمشت بعينيها و ما مصدقاش، أخيراً بعدما كانت بدات تفقد الأمل جا الف*ج، ضحكت ضحيكة خفيفة و حاولت تقاد الجلسة و قالت منفعلة مع الفرحة ديالها: _واش بصح أدكتور لقيتوا المتبرع؟ واش انا عندي أمل نرجع للحياة بعد كل هاذ المعاناة؟ قرب عندها الطبيب و هو كيرجعها لبلاصتها بلطف و جاوبها: _الأمل ديما موجود فالله..انت باذن الله غتعالجي و غترجعي لحياتك الطبيعية تفاءلي بالخير. الفرحة فعينين ليلى هاد اللحظة كانت كبيرة بزاف، كن كانت الدكتورة غفران للي قبالتها دابا كن عنقاتها بجهد و ماطلقهاش.. سولت بشوية ديال الحزن وهي عارفة أن ورا هاذ التبرع شخص فقد حياته: _وشكون هو الشخص المتبرع أدكتور ؟ _ماشي بالضرورة تعرفي المهم هو أن القلب مناسب لك و كاين تطابق كبير بين الأنسجة ديالك وبين المتبرع الميت دماغياً.. وجدي راسك هاد الليلة غيتزرع ليك قلب جديد. كانت عائلتها كلها معاها فذيك اللحظة، احساس الفرحة والخوف كان كينتابهم جميع، كانت داخلة لغرفة العمليات فذاك السرير المتنقل وهي كدوز عليهم واحد واحد، باباها كيبان قوي كيما عادته باش يعطيها شوية ديال الثقة فأنه واثق أن بنته غادي تخرج للحياة من جديد، اما امها دموعها ما قدروش ما ينزلوش وهي كتدعي الله يرجع لها بنتها سالمة، خوتها بثلاثة كيشوفوا فيها وكأنهم كيأملوا أن اختهم الكبيرة ترجع لهم ولحياتهم فصحة جيدة ويعوضوا لها كل مافات، أما هي فطولت فيهم كلهم الشوفة كأنها أخر مرة غتشوفهم. **** 9شهور مدة كافية باش يخرج فيها انسان لحياة، باش ياخذ فرصة للعيش ويحقق ذاكشي للي تخلق من أجله، وخير دليل على هاذ الهدرة هي ليلى للي حاسة براسها انها تولدت من جديد وخذات فرصة للعيش مرة اخرة. جالسة قبالة البحر مغمضة عينيها وكتسمع لأصوات الطبيعة من حولها. نسمات الريح المنعشة تخللت شعرها الكحل للي زاد طوال .. عينيها بلون القهوة الممزوجة بالعسل الصافي واللي كانو دابلين رجعت فيهم الحياة ورجعت ليهم اللمعة..أما وجهها وتفاصيله الهادئة تصبغ بلون الفرح و الحيوية من جديد. دخلت يدها لجيب الجاكيت للي كانت لابسة وجبدت تيليفونها للي قطع عليها اللحظة وجاوبت: _صباح الخير ماما لاباس؟ ردت عليها امها بنبرة صوتها للي لمست فيها شوية القلق: _انتي للي واش لاباس ابنتي! خارجة مع 8و بلا فطور بلا خباري! أش هاد البلان ثاني؟ شوفي دابا تكوني فالدار و الا غنجي ليك نغرقك فذاك البحر سمعتي؟ _وخا أماما عشرة دقايق و هاني معاكم..يلاه بسلامة. رجعت تيليفون لجيبها و ناضت من على الرملة كتمشى فاتجاه دارهم. **** فبلاصة اخرى بالضبط مدينة الدار البيضاء، فشقة بإحدى الإقامات الفخمة، دخلت بنت صغيرة لبيت كانت الظلمة مازال مسيطرة عليه. شعلت الضو وتمشت على راس رجليها شوية شوية وهي حابسة ضحكتها، نقزت على الناموسية و هي كتنقز عليها وكتقول: _هييي سبقتك اليوم أبابا النعاس. هو ناض متفاجئ كيمسح وجهه باش توضح له الرؤية، جبدها لعنده من رجليها وخشاها حداه وغطاها كلها بحال الا باغي يسكتها ولكن هي قاومت وخرجت راسها وهي كتضحك: _ياك قلت لك أنا للي غنفيق بكري اليوم و ماتيقتينيش..دابا نوض غسل وجهك و نوض تفطر بركة من النعاس.. قربها لعنده مرة أخرى، باس لها راسها و رون ليها شعرها بزز منها: _بنتي كبرت وولات كتوجد الفطور أسعدي ببنتي.. هي ناضت واقفة قدام المراية كتصاوب شعرها للي تشعكك وجاوبته: _معلوم كبرت ابابا راه عندي 5سنين ونص..وغير ندخل لمدرسة ذيك الساعة نقول لطاطا زهور تعلمني كيفاش نوجد البغرير و المسمن گاع! ضحك هو من جدية بنته للي خنزرت فيه حيت ماخذاش كلامها ذاك بمحمل الجد، هو وقف من الضحك وناض قرب عندها: _مزيان مزيان..أريج بيني و بينك بغرير خالتك زهور طلع لي فراسي هاذ اليام. _ولدي "عمر" نضتي؟ كان هذا صوت الخالة زهور للي وقفت جنب باب البيت للي خلاته أريج مفتوح، زهور هي خدامة عندهم مرا عندها مكانة كبيرة فقلب العائلة الصغيرة، كتقابل الدار وكتقابل البنات فاش ماكيكونش باهم معاهم. عمر حشم حيث زهور سمعت هدرته واخا كانت غير ضحك، شاف فبنته أريج كيلومها وهي كتحاول تحبس ضحكتها..زهور حتى هي ابتسمت ليه فحين نطق هو : _زهور صباح الخير.. ممم ريحة ديال البغرير وصلتني لهنا تبارك الله عليك اوخلاص. ..دابا سمحولي غنمشي نغسل وجهي. دار راسه غادي يدخل لحمام ديال بيته وهي ترجع زهور لكوزينة، غير غبرت وهو يجري لناموسيته هز أقرب مخذة ليه و لاحها على بنته وهي تطلق ضحكتها بجهد وتمت خارجة كتجري من البيت. دوز يديه على شعره وابتسم ابتسامة كتحمل فطياتها بزاف ديال الشوق و الحنين..والكثير من الحب. *** جلست ليلي بين عائلتها كتفطر، عائلتها الصغيرة كتكون من زوج خوت وهما توأم، أمين وأيمن فأول سنة لهم بالجامعة، وختها سلمى هي أخر العنقود فالعائلة وعندها أخر سنة فالإعدادي، وماماها حنان فمنتصف الأربعينيات مرا ديال الزمان حاضنة على ولادها بعد طلاقها من أب ولادها الأربعة. حطت حنان طبسيل صغير ديال الفاكية قدام ليلى وهي كتوصيها تكملو كامل، حيت من بعد ذاك المرض وعملية زرع القلب ولات كتخاف عليها بزاف، كتهتم بيها شي مرات كثر من لخرين، وليلى واخا كتحاول تبين لمها بلي هي رجعت عادية ولكن ماكتديهاش فهدرتها، بحال الا كانت باغا تعوض عليها ليام للي كانت فيها كتبعد عليها بحكم خدمتها. كانوا كياكلوا فجو عادي حتى نطقت ليلى وهي كتلعب فطبصيلها بلا شهية: _ماما سمية هضرت معايا البارح، او قالت بلي هي طالعة لطنجة هاد السيمانة تحضر شي عرس لعائلة مرات خوها، وأنا ماكرهتش نمشي عندها ومن بعد نمشي معاها لطنجة، على مايسالي بابا خدمته وتبدا العطلة ونهبطو جميع.. اش بان ليك؟ بان على حنان الاستغراب من طلب بنتها وسولت: _ولكن ابنتي علاش انت غتعدبي راسك وطلعي لعند باباك وهو مابقا ليه والو ويجي لعندكم؟ _تقدري تقولي بغيت نبدل الجو ونشم شوية ديال الهوا، من بعد د*ك الفترة للي دزت منها محتاجة بزاف لهاذ التسافيرة للي اكيد غتنفعني بزاف. حنان بقات كتشوف فبنتها وهي كانت كتسنى موافقتها، ماباغاش تقول ليها لا بطريقة مباشرة وتقلقها : _مغنتهناش الا مشيتي بحدك تالتطوان ابنتي. ليلى هزت عينيها فاختها سلمى للي شيرت لها باش تهدر وهي تقول: _واش غنمشي على رجلي اماما؟ غنمشي فالكار بين الناس مغيطرا غير للي بغا الله. يلاه بغات ترد ماماها وهي تقاطعها سلمى للي جات فصف اختها طبعاً: _ليلى عندها الحق اماما، هي راه عندها 25 سنة مابقاتش درية صغيرة باش تخافي عليها لهاذ الدرجة، وحتى صحتها راه كيف العودة غير انت مابغاش تشوف هادشي. شيرت ليلى لختها بخمسة ولكن عجباتها، سلمى كتفهمها مزيان كيما كيبان، بقات حنان ساكتة كتفكر واحد المدة عاد قالت: _والله ما عرفت، انا ما بغيتش نمنعك من انك ديري الحاحة للي بغيتي ولكن غير من خوفي عليك ابنتي، غنهضر مع باباك ويكون خير. نقزت ليلى قالت: _بابا رااه فراسو وفرح ملي عرف بلي غنمشي لعنده بقيتي غير انت يا ست الكل وصافي. ابتسمت لها ماماها وهي كتمرر عينيها على ولادها وبناتها، اغلى كنوز عندها وهدية الله لها، اكثر حاجة الأم كتمناها فهاد الدنيا هي ان الله يحفظ ولادها من كل شر وتشوفهم هانين فحياتهم. كتكون كترعاهم وهما صغار ومكتفطن بيهم حتى كيكونوا كبروا قدام عينيها وهي مازال كتحسبهم صغار، وفبالها بلي غيجي نهار للي كل واحد فيهم غيشوف حياته. *** كان ساهي فبناته وكيبتسم لهم وهما مشغولين مع بعض، كانت الكبيرة فيهم كتوكل ختها صغيرة، ختها للي مازال ما كملت عام، وللي كتحاول هي تكون ليها أخت وأم رغم صغر سنها. عمر كان كيسول نفسه واش فعلاً قدر انه يعمر ولو جزء صغير من الفراغ للي خلاته امهم بعد موتها، واش قادر يوفي بالوعد للي قطعه على راسه وما يخليش بناته يحسو شي نهار بلي ناقصاهم شي حاجة.. تمكن صوت بنته أريج من انه يخرجه من هاد الدوامة ديال الأفكار ملي سولاته: _بابا واش اختي ذكرى مازال غتطلع سنينات بحال ولد طاطا هاجر؟ طرحت سؤال عفوي وهي كتخشي الملعقة ديال سيريلاك ففم اختها. هو ركز معاها وجاوبها: _غادي طلعهم ان شاء الله.. ذكرى مازالا صغيرة وماشي كلشي كيطلع سنينات فسن واحد ابابا. قال اخر كلمة وهو كيدوز يدو على خد ذكرى وهي تضحك ضحيكة خلات شمسه تشرق زوج مرات ذاك الصباح. أريج زادت سولات بحال الا كانت باغا تأكد من شى حاجة: _واخا...أو واش بصح اختي عمرها ماغادي تهضر؟ هنا عمر عقد حجبانه وسولها باش يعرف لاش باغا توصل: _كيفاش عمرها تهضر شكون قالك هاذشي؟ ختك مازال صغيرة على الهضرة وانت عارفة هاذشي ولا لا؟ _أه عارفة ولكن...سمعت بلي للي مريض بحال ختي يقدر يتعطل فالهضرة ولا مغيهضرش گاع...انا بغيت اختي تهضر ابابا. كانت أريج كتهضر وهي مقابلة اختها بحال الا مقدراتش تشوف فوجه باباها، هاد الأخير ناض من بلاصته على الكرسي من جنب ذكرى ومشا جلس جنب أريج باش يصحح ليها المفاهيم الغالطة. _لا مكينش هادشي، هو كاين للي كيتعطل فالهضرة بحال للي يقدر اي شخص مامريضش يتعطل فيها، وختك راه ذكية وزوينة خاصها غير شوية ديال الوقت وشوفي شحال غتولي تهضر حتى تصدعك. عنقها بذراعه وزاد كمل: _ متلازمة داون ابنتي ماشي شي حاجة للي كتخوف بلا ماتشغلي راسك، اي مرض خاصه غير العلاج والحب ديال العائلة وغيتحسن مولاه، صافي اتفهمنا؟ هزت راسها بأه ورجعت توكل ختها، فحين هو عاد زاد ما تشغل بالخصوص مع كلام بنته للي نهار على نهار كتسبق عمرها وكتشغل راسها بشي حوايج للي فسنها مخصهاش تشغل بيهم. دخلت السيدة زهور لعندهم وقالت: _ولدي عمر الحوايج ديال البنيتات راني جمعتهم فباليزاتهم، بقاو غير حوايجك الا بغيتي نجمعهم قبل مانمشي. رد عمر ويده فوق الكرسي كيشوف للور فين كانت زهور: _شكراً بزاف أزهور عذبناك معانا، حوايجي غير خليهم تا نسالي ونجمعهم ، انت غير سيري دوزي نهارك مع ولادك وسلمي لي عليهم واحد واحد. _يسلم عليك الخير والربح.. وحتى انت سلم لي على الحاجة بزاف، والله يوصلكم على خير. _أمين أخالتي زهور. خرجت زهور وهو يدور عند بناته كيقول بحماس: _إوا مستعدين تمشيو عند عزيزاتي ولا لا؟ نقزت أريج بفرحة وهي كتهز راسها: _أه مستعديييين...نحن قادمون يا طنجة!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD