Untitled
الفصل الاول "لا يشبه أحدًا"
في مدينةٍ لا تنام إلا على أنين الحكايات، جلست ليان في غرفتها الصغيرة، تنظر عبر نافذتها إلى سماءٍ رمادية ت**وها سحب الحزن.
لم تكن تلك السماء سوى مرآة لوجدانها، الذي انتشى بألم الفقد، واشتعل بلهيب الحنين.
منذ أن رحل ويليم، تغيّرت كلّ الأشياء، وصار قلبها كمدينةٍ مهجورة لا يسكنها إلا صدى الذكريات.
في **ت الغرفة، كانت كلماتها تنساب على الورق كدموعٍ مكتومة:
"كم كنت أظن أن الرحيل هو النهاية، ولم أدرك أنه بداية لأشدّ الفصول وجعاً."
لكن، بين ثنايا الألم، تنبثق خيوط أمل خافتة، تهمس لها بأن الحياة لا تنتهي عند غياب من نحب، بل تبدأ من جديد…
خارج نافذتها، تجلس لونا، صديقتها المقربة، تراقبها بقلق، وتهمس لنفسها:
"ليان، يا وردةً بين الرماد… لا تخافي، فالغد يحمل لك نورًا جديدًا."
وعند أبواب المستشفى، يقف آدم، صديقها الذي لطالما أحبّها ب**ت، يحمل في عينيه سؤالاً لم يجرؤ على طرحه:
"هل سأكون أنا ذاك النور؟"
📖 الفصل الثاني: صدى الغياب
مرت الأيام، وكانت ليان تغوص أكثر في عمق وحدتها، تُداوي جراحها بين جدران المستشفى، حيث تُعالج أجساد المرضى، وتُخفي ألم قلبها خلف ابتسامة هادئة.
لم تفقد الأمل، لكنها باتت تعرف أن الحُبّ أحيانًا يكون كالغيمة ال**برة، يحمل معه المطر ثم يختفي، تاركًا الأرض تنتظر زهرة جديدة.
كانت لونا، صديقتها الوفيّة، حاضرة كظلّ لا يفارقها، تبث فيها القوة وتشجعها على مواجهة الحياة بشجاعة، رغم كل ما مرّت به.
في إحدى الأمسيات، بينما كانت ليان تغادر المستشفى، لمحته عن بُعد…
كان ويليم، الذي عاد بعد سنوات من الغياب، وجهه متغير، لكنه لا يزال يحمل ذاك الوهج الذي أسر قلبها من قبل.
لم يجرؤ على الاقتراب منها، بل اختفى في زحمة المارة كظلّ يختبئ من الذكريات، تاركًا وراءه سؤالاً عميقًا يتردد في ذهن ليان:
"هل عاد ليملأ فراغ قلبي، أم ليجعلني أعاني من جديد؟"
وفي ذات الوقت، كان آدم يراقب من بعيد، يلاحظ تغيرات في قلب ليان، في تلك اللحظة، كأنه يدرك أن معركة الحب بدأت من جديد…
بقيت ليان بين وجهين، بين الماضي الذي عاد مفاجئًا، وبين الحاضر الذي حمل لها صديقًا صامتًا يحبها دون أن تعي.
وبين هذا الصراع، كانت المدينة تغفو على أمل أن يحمل الغد معها مفاجآت لم تكن في الحسبان.