إيلام

. . . . . . . . . . . . . . . في احدى احياء مدينة القاهره تلد سيده في بدايه الاربعينات مولودها الذي انتظرته طوال السنوات الماضيه . تنقضي الساعات لتلد المراه فتاه غايه في الجمال، لكن مع نفسها الاول في هذه الحياه ينقطع نفس والدتها ف*نتقل الي دار الاخره. تخرج الدايه التي قامت بتوليدها بالطفله لتضعها بين يدي والدها الذي احتضنها بقوه لتتحدث قائله: الست كوثر تعيش انت ..نزفت كتير ومقدرناش ننقذها للاسف . . . . . . . . . . . . . . . . كان الرجل ويدعي احمد ينظر للسيده بعدم استيعاب ليتحدث قائلا: انتي بتقولي ايه ياست انتي . كوثر مين اللي ماتت وسعي كدا . ليضع الفتاه بين يديها باهمال ويذهب الي زوجته بسرعه كبيره يهزها ببكاء قائلا: قومي ..قومي ياكوثر متسيبنيش ..مش هقدر اعيش من غيرك ياكوثر ..قومي بقي الله يخليكي. . . . . . . . . . . . . . . . كان يبكي وتبكي السيدات من حوله الي ان تمالك نفسه قائلا: ان لله وإنا اليه راجعون ذهب الرجل واتم اجراءات الدفن ليكرم زوجته الشهيده ويعود الي منزله ليجد حماته تحمل الفتاه وتبكي بقوه قائله: انتي السبب انتي الي جبتي لبيتنا الالم والحزن. ليقترب منها احمد ويحمل الفتاه منها لتنزل دموعه بحسره قائلا: انتي السبب ،انتي ايلام لينا،انا هسميكي ايلام علشان كل لما اناد*كي افتكر ان امك ماتت بسببك،ليضعها بين يدي حدتها باهمال ويذهب بسرعه. . . . . . . . . . . . . . . . تمر الايام والشهور والسنين ومعامله احمد كانت في غايه القساوه فكان يض*ب ايلام كلما افتعلت شئ بسيط ،حتي لو رددته بكلمه حتي اصبحت تخاف كل شئ حولها . وتمر السنوات وتصبح ايلام في سنتها الاخيره من المرحله الثانويه لتجلب نتيجتها وتذهب بسرعه الي والدها ترسد ان تبشره فقد كانت من الاوائل وستدخل كليه الطب التي تحلم بها. . . . . . . . . . . . . . . . لتحد والدها يجلس مع جدتها وجيده والده والدتها التي ربتها منذ صغرها وقد كانت قاسيه ايضا في معاملاتها لها لتقترب منهم قائله: بابا انا طلعت من الاوائل وهدخل كليه الطب . لينظر اليها والدها بلا مبالاه قائله: لنفسك ،الكليه اللي هتدخليها هتبقي لنفسك مش ليا ويالا روحي اعملي طفح لينا. . . . . . . . . . . . . . . . لتدمع عيني ايلام بقوه وتنظر اليهم بحزن شديد ثم تذهب من امامهم بسرعه الي المطبخ لتجلس بالارض تضم قدميها الي ص*رها تبكي بقوه ، تبكي فرحتها التي انتزعوها منها دون رحمه تبكي طفولتها التي اهدروها بسبب شئ ليس لها ذنب به ،فهيا ليست السبب في موت والدتها ..لماذا لايؤمنون بان كل منا لديه عمر لايزيد ساعه ولا ينقص ايضا..لتنهض بسرعه وتقوم بتجهيز الغداء حتي لايؤنبها والدها. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . في الخارج تجلس وجيده بجانب احمد لتتحدث قائله: مش كدا ياابني ،يعني كفايا كدا عليها حاول تعاملها براحه شويه دي بقت عروسه واحنا مورينهاش يوم حلو من يوم مجت علي الدنيا كفايا يابني عليها كدا دي مهما كان حته من كوثر . . ليتحدث قائلا: مش قادر ياامي مش قادر احبها ..مش عارف ادخلها قلبي اذاي .. دي كانت السبب في موت امها ،قلبي مش قادر يحبها . . . . . . . . . . . . . . . لتبكي وجيده عند ذكر ابنتها ليشاركها احمد البكاء بينما تلك تلك الفتاه تموت حزنا وقهرا ،لو كانت تملك ام ككل الفتيات لما كان والدها يعاملها هكذا ،كان من الممكن ان يحبها ويعتبرها ابنه له ليست خادمه تطهو وتغسل وفقط ،حتي لاتعامل برفق بل تعامل معامله العبيد ،لما ياوالدي لما تفعل معي ذلك انا قطعه منك لما انتظرت قدومي ان كنت ستعاملني هكذا . . . . مرت الايام والشهور وقدمت ايلام في كليه الطب وفي يوم كانت تجلس في حديقه الجامعه لتشعر بالجوع فجاه فتقرر الذهاب الي كافتريا الجامعه لشراء بعض الاشياء . . . . . . . . . . . . . . . . وقفت ايلام في كافيتريا الجامعه تنتقي بعض العصائر والبسكويتات لتضعهم في حقيبتها وتذهب لتجلس علي كرسيها المفضل وتخرج بعض الاغراض لتاكلها لتشع باحدهم قد جلس بجانبها لكنها لم تنظ له حتي شعرت به يمد يده ناحيه اغراضها لتجده ياخذ لوح من البسكويت وياكله لتنظر اليه بغيظ ثم تاخذ هيا الاخر لوح وتاكله لينظر اليها وياخذ اخر لتاخذ هيا الاخري لوح وتاكله في حنق من تصرفاته فهو يبدوا عليه النعمه اذا لم ياخذ اغراضها ظلوا هكذا الي ان تبقي لوح في الكيس لي**ره هذا الشاب نصفين ياخذ نصفه ويترك النصف الاخر لها ثم ينهض جامعا اغراضه ويذهب من جانبها . . . . . . . . . . . . . . . كانت ايلام تنظر اليه بحنق شديد فمن يكون هذا المتطفل الغ*ي لتبعد عينيها عن ظهره وتجمع اغراضها مقرره الذهاب الي محاضرتها لتنظر داخل حقيبتها فتجد هذا الباكوا من البسكويت الذي سبق واشترته مازال في حقيبتها لتض*ب راسها بيده بضيق فيبدوا انها هيا من كانت تتطفل عليه وليس هو ،لتنهض من مكانها بسرعه ذاهبه وراءه تريد ان تجده لتعتذر له وتعطيه هذا الكيس من البسكويت . . . . . . . . . . . . . . . لتجده يجلس في كافتريا الجامعه بين مجموعه من الشباب والفتيات يضحك معهم بقوه لتقترب منهم بهدوء وهيا تمسك بالمغلف بين يديها وتضعه امامه قائله : اسفه . ثم تذهب بسرعه تحت دهشتهم جميعا لينهض الشاب بسرعه ممسكا بالمغلف وراكضا خلفها بسرعه قائلا : لو سمحتي استني . . . . . . . . . . . . . . . . لتقف ايلام مكانها بخجل شديد فيقترب منها الشاب قائلا: انتي جايبه دا ليه،ممكن اعرف . لتلتفت اليه ايلام وتنظر اليه بخجل قائله: انا اسفه انا كنت مفكره اني باكل بسكوتي مكنتش اعرف اني باكل من كيسك والله انا اسفه جدا . . . . . . . . . . . . . . . . ليبتسم لها قائلا: ولا يهمك ياستي حصل خير ،انتي في سنه اولي مش كدا . لتوما له ايلام براسها ليمد يده لها قائلا: يوسف المصري اخر سنه في طب . لتنظر ايلام الي يده بخجل ** تمد يدهاا في حقيبتها بسرعه وتمسك بمغلف من الشوكولاته وتضعه في يده قائله: اسفن مبسلمش . . . . . . . . . . . . . . . . ليبتسم لها يوسغ باتساه قائلا: طيب ياستي قولي اسمك حتي . ايلام بخجل فهيا تكره اسمها بشده لتتحدث قائلا: اسمي إيلام. لينظر اليها يوسف باعجاب قائلا: اول مره اسمع وحده اسمها ايلام ..مميز بصراحه. لتبتسم له بخجل وتذهب من امامه بسرعه . . . . . . . . . . . . . . . . انهت ايلام محاضراتها وجمعت اغراضها لتذهب الي البيت . بينما هيا تمشي في كريقها فاذا بها تجد الشاب نفسه يمشي بجانبها مادا يده اليها بمغلف من الشكولاته لتنظر اليه ثم الي يديه لتتحدث قائله: اسفه بس مبخدش حاجه من حد . . . . . . . . . . . . . . . . ليتحدث يوسف قائلا بحزن مصطنع: اشمعنا انا اخدت منك يعني هو انتي احسن مني . لتهز ايلام راسها بقوه قائله: لا ابدا بس انا مع كل الناس كدا حتي شوف شنكتي مليانه حجات من دي علشان لو في اي وقت حد مد ايده ليا م**فهاش ابدا . ليبتسم لها يوسف قائلا: تعرفي انك بجد مميزه ياايلام ..اللي زيك قليلين قوي اليومين دول . علي العموم انتي رايحه فين دلوقتي اوعي يكون دا طريق بيتك . . . . . . . . . . . . . . . . لتهز ايلام راسها قائله: بالظبط دا طريق بيتي انا ساكنه في الشارع عماره ١٥ . لينظر لها يوسف قائلا بدهشه : بتتكلمي جد داانتي في الشارع اللي ورا بيتي علي كدا . "والله " نطقت بها ايلاموبدهشه لاتقل عند دهشته ثم تنظر اليه قائله:طيب بعد اذنك بقي علشان انا خلاص وصلت. .ليبتسم لها مودعا ثم يكمل طريقه الي بيته وعقله لايتوقف عن التفكير في تلك الجميله صاحبه الاسم المميز والخلاق الجميله. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وصلت ايلام الي بيت لتجد والدها يجلس يستمع الي التلفاز ليتحدث قائلا بسخريه عندما شعر بها: اتفضلي ياست الدكتوره ادخلي جهزي لينا طفح مستنين جنابك من بدري . لتنظر اليه ايلام بحزن وتذهب الي غرفتها لتخلع ملابسها وتتوضا وتؤدي فرضها ثم تذهب الي المطبخ لتجهيز وجبه الغداء . . . . . . . . . . . . . . . . . . تنتهي من تجهيز الطعام لتذهب الي حدتخا توقظها لتاكل مع والدها بينما هيا تجلس في غرفتها وحيده تفكر في هذا الشاب الذي جذب انتباها لاول مره لتغفو مكانها لتجده يطارد احلامها. في اليوم التالي تستيقظ ايلام وتؤدي فرضها ثم ترتدي ملابسها مقرره الذهاب الي جامعتها . . انتهت ايلام من ارتداء ملابسها لتذهب وتضع طعام الافطار امام والدها وتذهب الي جامعتها . . . . . . . . . . . . . . . . . . . خرجت من شارعها الذي تقطن به لتجد يوسف يقف في احد الجوانب يؤشر اليها بيديه لتنظر حولها بخوف ثم تذهب متجاهله اياه ليبتسم علي تصرفها ويلحق بها قائلا: علي فكره انا مش بعا** والله انا غرضي شريف . لتبتسم ايلام وتكمل طريقها دون ان تعيره اي اهتمام ليتحدث مره اخري قائلا: طيب ردي عليا بكلمه..طيب نص . . . . . . . . . . . . . . . . لتتوقف ايلام مكانها ناظره اليه بضيق قائله: علي فكره مينفعش كدا يادكتور ..انا بنت ومش حمل اي كلمه تتقال عليا من اي حد لما يلاقوا شاب ماشي ورايا وبيكلمني ..ممكن تقولي الناس تقول عليا ايه..امبارح وكنت مضطره لكن اكيد مش كل يوم هيلاقيك هنا. ليبتسم يوسف قائلا: ومين قالك ان كل يوم هتشوفيني ولا انتي نفسك في كدا ..قولي قولي متت**فيش . لتهز راسها بقله حيله ثم تنظر اليه قائله: انا مش هرد عليك ..علشان دا مش كلام واحد عاقل ابدا . لتتركه وتذهب من امامه فيتبعها قائلا: طيب حد قالك انك حلوه قوي قبل كدا . . . . . . . . . . . . . . . . لتبتسم ايلام وتلتفت اليه قائله: طيب حد قالك ان الكلام دا مبيكلش معايا خالص ولا دي اول مره. يوسف بضحكه : اول مره ،بس اكيد مقلتهاش لوحده قمر بالشكل دا. لتتوقف ايلام ناظره اليه بقله حيله قائله: انت عارف لو بابا شافني بتكلم معاك كدا هيعمل ايه ليبتسم لها يوسف هازا راسه بجهل لتتحدث قائله: ممكن يديني علقه موت. . . . . . . . . . . . . . . . انهت ايلام كلامها وتركته يقف مكانه يستعب ماقالته. هل من الممكن حقا ان يض*بها والدها ؟ لا هذا من المستحيل فكيف له ان يض*ب فتاه في عمرها، هيا ليست صغيره ليض*بها. ليقرر المشي وراءها بمسافه كبيره حتي لا يتسبب لها في اي مشاكل . مرت الايام وكل يوم تلتقي ايلام يوسف في الجامعه ويرافقها الس منتصف الطريق متطفلا عليها حتي بدات تكن له المشاعر وكذلك هو . . . . . . . . . . . . . . . . في احد الايام تجلس ايلام في حديقه الجامعه وخيده كعادتها لتجده يجلس جوارها كالعاده ليتحدث قائلا: قوليلي ياايلام . . . اممممممم نطقت بها ايلام دون ان تنظر اليه ليتحدث قائلا: ممكن اعرف ليه ولدك سماكي ايلام..دي حتي جايه من الالم والمعاناه. . . . . . . . . . . . . . . . لتبتسم ايلام في حزن قائله: اصل انا اتولدت من هنا وماما ماتت من هنا وبابا كان بيحب ماما قوي فلما ماتت قال اني انا السبب في الالم اللي هو حاسس بيه علشان كدا سماني ايلام . تعرف اني من يوم متولدت وانا مشوفتش يوم حلو في حياتي..ابدا ..ابدا . لينظر اليها بحزن شديد قائلا: ان شاء الله ربنا هيعوضك عن كل اللي شوفتيه بس انتي قولي يارب. لتبتسم له مردده : يارب. . . . . . . . . . . . . . . . انتهت ايلام من محاضراتها لتذهب الي البيت فاحد الكثير والكثير من النساء الذين يرتدون اللون الاسود فتفزع بشده وتهرول الي شقتهم لتجد جدتها قد فارقت الحياه . جلست ايلام بجانبها تبكي بقوه وتنوح علي جدته فرغم قسوتها عليها الا انها تركتها لابيها الذي لن يوفر جهدا في اهانتها وض*بها لتبكي وتبكي وتبكي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .انتي العزاء وذهب الجميع الي بيوتهم لتضع ايلام الطعام امام والدها بحزن شديد وتذهب الي غرفتها تبكي وحدتها. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مر يوم واثنين وثلاثه وايلام لا تذهب الي جامعتها ويوسف ينتظرها كل يوم امام البيت حتي جاء اليوم الذي قررت فيه الذهاب الي جامعتها لترتدي الاسود وتذهب وهيا مكلله بالحزن . لتجد امامها يوسف الذي اقترب منها قائلا بقلق : ايه اللي حصل ياايلام خلاكي متجيش الجامعه الفتره اللي فاتت ..وبعدين انتي لابسه اسود ليه. لتمظر اليه ايلام بحزن قائلا: تيتي ماتت ..ماتت وسابتني لوحدي في الدنيا دي . لتضع يديها علي وجهها وتندفع في البكاء كان ينظر اليها ..كم هيا رقيقه تبكي علي امراه لم تعاملها يوما بحب ابدا .. . . . . . . . . . . . . . . . كم انتي جميله يافتاه ليعزيها يوسف قائلا: القاء لله يا ايلام ،الله يرحمها. لتمسح ايلام دموعها وتوما له ثم تذهب من امامه الي جامعتها. .مرت الايام وحب ايلام اصبح يزيد في قلب يوسف وكذلك هيا فقد كانوا يتقابلوا يوميا يشكي كل منهم همه للآخر. . . . . . . . . . . . . . . . هيا علمت بان لديه والدته مقعده ولديها مرافقه تعيش معها وهو يعلم بكره والدها لها. لينتهي العام بحلوه بمره وتنجح ايلام وكذلك يوسف لم تكن تراه كثيرا في اجازه اخر العام بدا العام الجديد تنهض ايلام من سريرها بنشاط وحيويه فاليوم هيا ستراه لا محاله . . . . . . . . . . . . . . . . . دخلت ايلام من باب الجامعه تبحث عنه بعينيها ،تعلم بانه قد انهي جامعته لكنه اخبرها انه سيحضر ليراها لكنه لم ياتي ولكن هذه المره اقتربت منها فتاه قائله: ازيك ياايلام انا ساره زميله يوسف هو من شهر جالي وسابلك الجواب دا وقالي اديهولك في اول يوم في الكليه. لتبتسم لها ايلام وتاخذ منها الخطاب وتفتحه لتجد .............. هتلاقي ايه دا هنشوفه البارت الجاي انتظروني دمتم في امان الله . . . . . . . . . . . . . . .