2- العناد في دمكِ

1772 Words
هناك من يتألم دون أدنى سبب .. وهناك من يتألم بسبب الكثير من الأوجاع التي تحدث به .. حياتها لم تكن صعبة جداً ولكنها أصبحت حياتها موجعة بطريقة مخيفة من بعد ما تم سجن والدها .. وبما أن ذلك الرجل قد اقتحم حياتها ودخلها رغماً عن أنفها فهذا لن يكون بالشيء الجيد لها .. كانت جالسة بزاوية الغرفة في دار العاهرات .. تضم ركبتيها إلى ص*رها وتبكي وتنتحب بشدة على مافعله بها .. ظنت بأن موت والدتها أسوء ما سيحدث لها ولكن حدث الأسوء والأسوء والأسوء .. مذ أن عادت من عنده وهي تذرف الدموع إلى أن جفت دموعها .. شهقاتها امتلئت بأرجاء الغرفة .. قلبها تعب بشكلٍ كبير وهي مازالت في البداية .. هي ليست ع***ة ولا تريد أن تكون كذلك .. هي لاتنتمي لهن وستحاول بأن تتغلب على خوفها لكي تتخلص منهن ومنه هو ايضاً .. فهي قد عادت إليه من بعد كل هذه السنين وهو بدوره طبعاً لن يضيعها من يده .. داخله ظلام كبير وحقد لم يغيره السنين لذلك سيريها ما هو فاعلٌ بها .. كل لمسة وكل قبلة وكل تنهيدة وكل همسة منه تتذكرها ولاتستطيع إخراج شيءٍ من رأسها .. عادت بذاكرتها للوراء لتتذكر مافعله في ليلة أمس : Flash back : ..اسمي ندى.. جفل للحظة وازدادت طرقات قلبه الذي لا يوجد به رحمة .. لوهلة ابتسم ابتسامته الساحرة وطبع قبلة على رقبتها ليبتعد ويصبح وجهه مقابلاً لوجهها ويقول : ..هذا الاسم يعني لي الكثير.. هبطت دمعتان على وجنتيها لتقول ببكاء : ..أرجوك سيدي دعني أذهب أنا لست مثلهن.. ابتسم بسخرية ليقول : ..لستي مثل من.. شهقت ببكاء لتقول : ..لست مثل الفتيات التي في تلك الدار.. ضحك ضحكة ساخرة ليقول : ..يا إلهي هل وصل خجلكِ وحيائكِ لدرجة أن لا تستطيعين أن تلفظين بكلمة عاهرة.. ابتلعت ريقها وهي عاقدة حاجبيها بحزن وبكاء ، ابتسم ببرود ليقول : ..ما اسمكِ بالكامل ، لقد أثرتي فضولي يافتاة.. كتمت شهقتها لتقول : ..ندى الوالي.. غاب عن عالمه وعن واقعه .. جفل عندما سمع باسمها .. نظر لها بصدمة ولم يستطع أن يستوعب ما قالته .. لأول مرة هذا الرجل يكون بحالته هذه .. أُلجم ل**نه عن النطق ولم يعد يستطيع التحدث .. لا يبدي ردة فعل سوى الصدمة وال**ت .. بينما هي تعجبت من نظرته وصدمته .. لم تعلم ما الذي حدث له .. تقف أمامه كالبلهاء غير عالمة بشيء .. ابتلع ريقه ليقول بهمس : ..ندى الوالي.. ابتلعت ريقها عندما رأت تلك النظرة المميتة بعينيه .. أمسك وجهها بكلتا يديه ليتحدث بلهفة : ..ألم تعرفيني يا ندى ألم تتذكرين سيف.. نظرت له بتعجب والدموع عالقة بمقلتيها لتقول : ..أنا لا أعرفك سيدي.. احتقن وجهه ليتحدث من بين أسنانه : ..وا****ة ألم تعرفين من هو سيف الوكيل.. ارتجفت شفتها السفلى من نبرته لتقول ببكاء : ..لم أسمع باسمك في حياتي كلها سيدي.. نظر لها بصدمة وغضب ليحرك رأسه بحدة ويعتصر وجهها بقوة ويقول : ..هل نكرتيني ونكثتيني أيتها اللعينة ، هل نسيتي أيام طفولتكِ التي قضيتيها معي.. احتد بكائها وشهقت لتقول : ..صدقني أنا لا أعرفك.. ضحك بصخب وجنون ليكز على أسنانه ومن ثم أمسك ب*عرها بطريقة آلمتها ليتحدث ضد شفتيها بهمس : ..يبدو بأنكِ نسيتي كل شيء ياندى ، نسيتي من هو سيف ونسيتي أيام طفولتكِ معي ، هل البعد أنساكي كل شيء وجعلكِ تصبحين فتاة ليل وبجسدٍ مثير ها.. انتحبت بين يديه لتقول ببكاء : ..صدقني أنا لست كذلك سيدي ولكنني حقاً لا أعرف من أنت.. اشتدت قبضته على شعرها وكانت تقسم بأنها سيقتلع رأسها بسبب قبضته المحكمة على رأسها .. حدثها بصراخ وجنون : ..وا****ة ا**تي ا**تي لاتقولين هذا الكلام ، لا تتغابي علي ، أنتِ تعرفيني جيداً أيتها السافلة.. صرخت بقوة بسبب قبضته التي تشد شعرها بقوة لتقول بصراخ ونحيب : ..أنا لا أعرفك صدقني لا أتذكرك أبداً.. كلماتها التي قالتها عن غباء هي التي كانت سبب برؤيتها لذلك الوحش المخيف الذي بداخله .. صفعها على وجنتها لتسقط أرضاً ويتحدث بحدة : ..سأجعلكِ تتذكريني جيداً أيتها الغ*ية ، يبدو بأن بعدكِ عني جعلكِ تصبحين هكذا أليس كذلك.. شهقت ببكاء لتحرك رأسها رافضة بسرعة بينما هو حرك رأسه بحدة ليمسكها من شعرها ويرفعها لتصل إلى مستواه .. اقترب من وجهها ليتحدث ضد شفتيها بهمس : ..سأجعلكِ تندمين يا ندى ، لطالما كنت أحبكِ وأدللكِ ولكن الآن سأريكِ الجحيم السابع ، سأجعلكِ عبدتي ستكونين تحت أمرتي.. شهقت ببكاء و حدة لتقول بتوسل : ..أرجوك سيدي أنا لا أعرفك ، لم أفعل بحياتي شيئاً ولم أؤذي أحداً صدقني ، أرجوك اتركني أذهب أنا لا أستحق كل ذلك.. دفعها لترتطم بالحائط ويكوب وجهها بيده ويقول بحدة : ..بل تستحقين كل ما سأفعله بكِ بسبب نسيانكِ لي ، بسبب دخولكِ لدار العاهرات ، بسبب ابتعادكِ عني ، صدقيني سأدعكِ تندمين أشد الندم.. احتد بكائها لتحاول التملص من بين يديه وتبتعد عنه ولكنه أحكم قبضته عليها ولم يدعها تفعل أي شيء .. صرخت وبكيت وتوسلت وكل ذلك لم يجدي نفعاً معها ولم ينجيها منه .. حملها ورماها بقسوة على السرير بينما هي غشيت من بكائها .. اعتلاها ليقابل وجهها بوجهه ويناظرها بحدة .. بينما هي تنظر له بضعف وأعين دامعة .. اقترب ليقبلها بوحشية بينما هي تتلوى وتحاول أن تبتعد عنه وتذرف الدموع .. لم يرحمها ولم يتركها وشأنها بل فعلها معها وسلب لها عذريتها تحت صرخاتها وتوسلاتها .. كان يتلذذ بها ويستمتع بصراخها .. هو لم يسمعها ولم يدعها تبرر له .. حكم عليها فوراً وفعل مافعله معها .. حتى لو كان يوماً ما يحبها ويعشقها وأخطئت الآن فهذا لا يعني بأنه لن يريها الجحيم .. فهو أولاً وآخراً يستمتع بت***ب الناس ويهوى هذا الشيء حتى وإن كان يصب جحيمه وظلمه وعذابه على محبوبته الصغيرة .. أو بالأصح التي كانت محبوبته الصغيرة .. فهي الآن بنظره فتاة رخيصة ناكرة للجميل .. هكذا يفكر وهكذا برر نكرانها له وهكذا يريد أن يتعامل معها .. ظلت طوال ليلتها ممدة على سريره وهي عارية ودماء عذريتها على شرشف السرير .. لم يكلف نفسه برفع نظره لها أو سؤاله عن حالها من بعد فعلته الشنيعة معها .. انتهى منها وتوجه إلى كرسيه الذي يجلس عليه دائماً وبدأ يرتشف من كأس النبيذ ويدخن بشراهة .. لطالما كان يتمنى ندى الصغيرة أن تكون بين يديه في يومٍ من الأيام وقد حدث ذلك .. ولكن حدث ذلك غصباً عنها وليس بمزاجها .. أقسم على أنه نسي نفسه وهو معها يتلذذ بها .. لم تمر عليه فتاة مثلها .. هي خاصة ومميزة جداً .. بقي طوال ليلته يشرب ويبتسم باتساع بسبب مافعله بها مستمتعاً ببكائها ونحيبها .. نامت بعد أن جفت دموعها وشعرت بالوهن لتسقط في أحلامها الوردية .. استيقظت صباحاً لترى نفسها عارية .. شردت قليلاً لتعود لها أحداث أمس وتعاود البكاء من جديد .. دخل عليها سيف ليناظرها بجمود وبرود بينما هي ناظرته بكره وحقد .. ابتسم بسخرية ليقترب منها ويجلس بجانبها ويتحدث بهمس : ..مارأيكِ بالذي فعلناه البارحة ، هل تودين أن نعيده الآن.. انتحبت بشدة لتقول له بضعف وبكاء : ..لما تفعل بي كل هذا أنا لم أفعل لك شيئاً ماذنبي ليحدث معي كل هذا أنا ها.. ابتسم بسخرية ليرفع حاجبه ويقول : ..ذنبكِ أنكِ قابلتيني ودخلت إلى حياتكِ ، لو لم تنكريني وتنكرين معرفتكِ بي لما حدث ما حدث ، من المحتمل بأنني كنت سأتراجع ولا أقترب منكِ.. ابتسم بخبث ليمرر يده على وجهها ويعيد خصلة من خصلات شعرها خلف أذنها ويردف لها بهمس : ..ذنبكِ أنني استمتعت معكِ كثيراً وستظلين فتاة الليل خاصتي.. شهقت ببكاء لتقول : ..ولكنني أنا لا أعرفك ولم أراك في حياتي وحتى لم أسمع اسمك في حياتي صدقني.. كز على أسنانه ليمسك شعرها ويقرب وجهها من وجهه ويتحدث بحدة : ..ألم تملي من نكر معرفتكِ لي ألم تملي بعد أيتها اللعينة.. أنهى جملته بصراخ ليمددها غصباً عنها على السرير ويعتليها ليعاود فعلته معها دون أدنى شفقة منه بحالها وبتوسلاتها وبكائها المرير .. بعدها قضت عدة ساعات في منزله ومن ثم توجه بها الحارس ليعيدها إلى دار العاهرات بناءً على طلب سيده .. End flash back .. استفاقت من شرودها على صوت صراخ إينجي لتنظر لها بوهن و**ت .. زفرت إينجي بضيق لتقول : ..ما الذي يحدث معكِ أيتها الغ*ية لما أنتِ شاردة هكذا ها ، هه هل لإنكِ فقدتي عذريتكِ مثلاً ، يا فتاة أنتِ محظوظة لإنكِ فقدتي عذريتكِ على يد السيد سيف حقاً أنتِ لا تعرفين مصلحتكِ.. نظرت لها ندى بحدة لتقول بصراخ : ..اغربي عن وجهي ا****ة عليكِ وعليه.. نظرت لها إينجي بصدمة لتحتد نظرتها وتقول : ..أقسم لو لم يوصيني بكِ السيد سيف لكنت سحقت عظامكِ أيتها الرخيصة.. ابتسمت ندى بسخرية لتقول : ..لا يوجد رخيصة من بعدكِ.. احتقن وجهها لتهم بض*بها ولكنها تحاملت على نفسها عندما تذكرت أمر السيد سيف .. امتعضت بوجهها لتخرج من الغرفة وتتركها كما كانت .. جلست إينجي في صالة المنزل لتأتيها نرجس ونيرمين وقد سألتها عن حالها لتجيبهم بصراخ : ..ا****ة على تلك الفتاة لقد جننت منها أدفع نصف عمري لأعرف لماذا السيد سيف يهتم لها وهو لم يراها سوى مرة واحدة.. ابتسمت كل من نيرمين ونرجس لتقول نرجس : ..ها قد أصبح لديها زبون يطلبها ويغرقها بالأموال ، كم حظها جميل.. ابتسمت إينجي بسخرية لتقول بقهر : ..ا****ة أيضاً لقد أوصاني بأن لا أدع أحد من الزبائن يقترب منها وأيضاً أن لا أدعها تخرج أمامهم أو يرون طيفها.. تعجبت كل من نرجس ونيرمين ولكنهن لم يتحدثن ولم يناقشن في الموضوع كثيراً .. انتهت جلستهن لتنهض كل واحدة منهن وتتجهز لإن الرجال اقترب موعد مجيئهم .. بعد قرابة الثلاث ساعات كان كل الرجال مجتمعين في دار العاهرات وكل واحد منهم يُجلس بجانبه فتاة .. يداعبها ويقبلها بين الحين والآخر دون خجلٍ أو حياء من الرجال أو من النساء أيضاً .. أتى ذلك الحارس الخاص بسيف ليحدث إينجي وتسلمه ندى ولكن ندى أبت ذلك وافتلعت الضجة وانتحبت بشدة وعاندتهم ورفضت الذهاب مع الحارس .. لم تستطع إينجي أن تتفاهم معها وكذلك الحارس لذلك أجرى اتصالاً هاتفي لسيده وأخبره بمعاندتها وبرفضها القاطع بمجيئها .. عرض عليه الحارس أن يجلبها بالغصب ولكن سيف أبى ذلك ورفض وقد توجه هو بنفسه إليها .. دخل عليهم ببروده المعهود ليجفل كل من كان موجود ويناظرونه بالكثير من النظرات .. منهم من ينظر بخوف ومنهم من ينظر بهدوء ومنهم من ينظر باستغراب .. توجهت له إينجي لتقف أمامه بابتسامة وتقول : ..أهلاً سيدي تفضل.. لم يكلف نفسه بالنظر لها سوى أنه تحدث بجمود وهدوء : ..أريد تلك الفتاة.. ابتلعت ريقها إينجي لتقول : ..هي في تلك الغرفة سيد سيف.. أشارت له على غرفة في آخر الرواق ليتوجه هو إلى هناك تحت النظرات المتعجبة من الجميع .. فهم حقاً متعجبون جداً من مجيء سيف خصوصاً من أجل فتاة بائسة مثل ندى .. بحياته كلها لم يفعلها ولم يأتي من أجل فتاة وإنما النساء هي من تأتي إليه .. كانت ندى جالسة في الغرفة وحالتها مذرية بكل معنى الكلمة .. لم تقبل الذهاب مع الحارس إلى سيف وأبت ذلك ولكنها لا تعلم بأن سيف هو بنفسه من سيأتي إليها .. فتح الباب عليها بقوة لتجفل هي بخوف .. حالما رأته أمامها حتى تملكها الخوف وعلمت علم اليقين بأن ليلتها لن تمر على خير .. اقترب منها بخطواتٍ بطيئة ليهبط إلى مستواها ويقابل وجهه بوجهها ويقول : ..منذ أن كنتِ صغيرة و العناد في دمكِ.. ... " هل زادكَ الترحالُ في هجراني أم راقكَ الهِجرانُ كي تنساني " _______________________
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD